السبت، 21 أكتوبر 2017

هل كان سيد قطب رحمه الله يسب الصحابة ؟

هل كان سيد قطب رحمه الله يسب الصحابة كما يشيع التجريحيون ؟
مر سيد قطب في موقفه من بعض الصحابة رضوان الله عليهم بثلاثة مراحل..
المرحلة الأولى.. مرحلة ما قبل التوجه "الإسلامي":



حيث كان سيد قطب متأثرا بشدة بأفكار كل من "طه حسين" و"عباس محمود العقاد" وكلاهما خاصة طه حسين كانت له مواقف سلبية تجاه الصحابة عموما وصلت حد السب والشتم والطعن فيهم فوقع من سيد في هذه المرحلة كلمات قاسية في حق كل من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وذلك في كتابه "كتب وشخصيات" وهو عبارة عن مقالات أدبية نقدية نشرها القطب في عدة مجلات ما بين عامي 1942 و1946م (انظر "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" ص531 للدكتور صلاح الخالدي)


المرحلة الثانية..مرحلة بداية توجهه "الإسلامي"
وفي هذه المرحلة ألف أول كتاب له في الفكر الإسلامي وهو "العدالة الاجتماعية في الإسلام" وذلك في عام 1948م وفي هذا الكتاب يظهر أن سيدا ما زال متأثرا شيئا ما بأفكار "طه حسين والعقاد" لذا فقد صدرت منه عبارات شديدة في حق عدد من الصحابة منهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وتصدى للرد عليه الأستاذ "محمود شاكر "رحمه الله وبيّن سيد قطب عام 1952 في تعليقه على مقالة "لمحمود شاكر" أنه لا يقصد الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم وإنما غايته الدفاع عن الإسلام مما نسب إليه في كتب التاريخ والسير

المرحلة الثالثة..مرحلة استقلاله في دراسة التاريخ
وفي هذه المرحلة أصدر طبعة منقحة من كتاب "العدالة الاجتماعية" وهي الطبعة السادسة التي أصدرتها دار "إحياء الكتب العربية" عام 1964م وحذف منها القطب ما انتقده عليه الأستاذ الأديب"محمود شاكر" وعدل كثيرا من العبارات وتراجع عن أخرى وأضاف أمورا أخرى تبين استقرار موقفه من الصحابة على جادة العدل والإنصاف وظهر ذلك جليا في "الظلال" و"هذا الدين" حيث أثنى ثناء طيبا على عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم وكذا زاد المديح لأصحاب رسول الله في الجملة وفعل ذلك في كتابه "معالم في الطريق" حيث وصف الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم "جيل قرآني فريد" وقال تحت هذا العنوان (ص14).. "

لقد خرجت هذه الدعوة جيلا من الناس..جيل الصحابة رضوان الله عليهم جيلا مميزا في تاريخ الإسلام كله وفي تاريخ البشرية جمعاء ثم لم تعد تخرج هذا الطراز مرة أخرى"مما سبق نتيقن أن الذي خلص إليه سيد قطب رحمه الله هو الثناء على الصحابة رضي الله عنهم وأن ما يطرحه الان أتباع المنهج التجريحي "العندكي" عن سيد قطب رحمه الله إنما هو كلام قديم تراجع عنه وتبرأ منه واستقر على خلافه والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه كما قال ابن رجب رحمه الله ولله در سعيد بن المسيب رحمه الله حين قال “فليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب ولا بد ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه.. من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله" والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث .

حكم الغناء في الاسلام ؟!

طلب بعض الاخوة والاصدقاء ان اورد كلاما مفصلا في حكم الغناء ليتبين الناس راي الدين فيه وما ساعرضه يخص {{  الغناء العفيف يعني ليس غناء يصاحبه رقص الراقصات ولا كشف العورات وانما شعر لطيف يقال بصوت جميل لا يدعو للفاحشة ولا يروج للعلاقات المحرمة }} 
 واليكم الادلة مرتبة وسابدا بما ورد في السنة النبوية
وساقسم هذا المنشور الى اربعة اجزاء لتسهل قراءته وساكتفي بعرض ادلة الجواز لانها كافية بالرد على من ذهب الى التحريم واختصارا للموضوع

أولا: أدلتهم من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
1-عن عائشة قالت إن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان وفي رواية تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وفي رواية يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا. متفق عليه.
وجه الدلالة من الحديث بطرقه ورواياته:

أن هناك غناء مصحوبا بضرب الدف قد وقع من الجاريتين وفي بيت النبوة وأن عائشة سمعته وكذلك النبي –صلى الله عليه وسلم- وقد أنكر على أبي بكر انتهاره للجاريتين.
وقال بعض المانعين: إن الجاريتين كانتا صغيرتين ولا يوجد في النص ما يدل على ذلك بل إن غضب أبي بكر وانتهاره لهما وقوله ما قال وتخريقه الدفين في بعض الروايات كل هذا يدل على أنهما لم تكونا صغيرتين فلو صح ذلك لم تستحقا كل هذا الغضب والإنكار من أبي بكر إلى هذا الحد الذي ذكرته الروايات.
وقال بعض المانعين: جاء في بعض الروايات في وصف الجاريتين بقوله "وليستا بمغنيتين".

وهذا في الواقع لا يدل على أكثر من أنهما غير محترفتين أي ليستا من القيان اللائي يتكسبن بالغناء ولكنهما غنتا وضربتا بالدف فقد وقع منهما الغناء والضرب بالدف وليس كل مغن محترف.
وقال بعض المانعين: الحديث يدل على إباحة الغناء بمناسبة العيد فبقى ما عدا العيد على المنع.

الرد من وجهين:
أولهما:أن العيد لا يباح فيه ما كان محرما إنما يتوسع فيه في بعض المباحات كالتزين وأكل الطيبات ونحوها.

ثانيهما: أن العيد يستحب فيه إدخال السرور على النفس وعلى الناس فيشعر الناس فيه بالبهجة والفرح ويقاس على العيد كل مناسبة سارة ولو كانت مجرد اجتماع الأصدقاء على طعام أو نحوه.

2-روى البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي صبيحة بني بي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات يضربن بدف لهن ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إلى أن قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في الغد فقال دعي هذه وقولي الذي كنت تقولين.

وفي رواية ابن ماجة عن الحسن المدني قال كنا بالمدينة يوم عاشوراء والجواري يضربن بالدف ويتغنين فدخلنا على الربيع بنت معوذ فذكرنا ذلك لها فقالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان يتغنيان وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر وتقولان فيما تقولان وفينا نبي يعلم ما في غد فقال أما هذا فلا تقولوه ما يعلم ما في غد إلا الله.

وصحح الألباني هذه الرواية الأخيرة في سنن ابن ماجة برقم 1897 والتي أضافت ضربهم الدفوف في يوم عاشوراء.

3-روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ما كان معهم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو.

وعن عائشة قالت كانت عندي جارية من الأنصار زوجتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ألا تغنين ؟ فإن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء . رواه ابن حبان في صحيحه
وعن ابن عباس قال أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أهديتم الفتاة قالوا نعم قال أرسلتم معها من يغني قالت لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأنصار قوم فيهم غزل فلو بعثتم معها من يقول ( أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم) رواه ابن ماجة
حسنه الألباني في غاية المرام برقم 398 وفي تحريم آلات الطرب ص 133 وفي الإرواء برقم 1995 .

4-عن بريدة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا". فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت أستها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف .رواه أحمد والترمذي وصححه.
وصححه الألباني في الصحيحة برقم 2261 وغيرها.

يقول الشيخ القرضاوي: والقائلون بالتحريم يخصون مثل ذلك من عموم الأدلة على المنع.
أما المجوزون فيستدلون به على مطلق الجواز لما سلف وقد دلت الأدلة على أنه لا نذر في معصية الله فالإذن منه –ص- لهذه المرأة بالضرب يدل على أن ما فعلته ليس بمعصية في ذلك الموطن.

5-عن عامر بن سعد قال دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت أي صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بدر يفعل هذا عندكم ؟ فقالا اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت فاذهب فإنه قد رخص لنا في اللهو عند العرس . رواه النسائي.

وصححه الألباني في المشكاة برقم 3159 وحسنه في سنن النسائي برقم 3383
وقد توقف بعضهم عند كلمة "رخص لنا" في الحديث ليأخذ منها أن الأصل هو المنع وأن الرخصة جاءت على خلاف الأصل وهي مخصوصة بالعرس فتقتصر عليه.
ونسى هؤلاء أن مثل هذا التعبير يأتي فيما يراد به التيسير ولازمه في أمر كان يتوقع فيه التشديد والمنع.

فهو من باب قوله تعالى: "فلا جناح عليه أن يطوف بهما" مع أن الطواف فرض أو ركن.

6- روى النسائي عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءت إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا عائشة أتعرفين هذه؟ قالت لا يا نبي الله . فقال هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك قالت نعم قال فأعطاها طبقا فغنتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد نفخ الشيطان في منخريها.
قال الأدفوي: وسنده صحيح وكذا قال الشوكاني والكتاني.
وصححه الألباني في الصحيحة برقم 3281
يقول الشيخ القرضاوي:دل هذا على إباحة الغناء من القينة لأنه-ص- لا يأذن في حرام.
كما يدل على وجود القينات المغنيات في العصر النبوي ولم ينكر وجودهن.
ودل على إباحة الغناء في غير العيد وفي غير العرس على خلاف ما يقوله دعاة التحريم.

7-وأخرج النسائي وغيره عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح".
وحسنه الترمذي وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ورجح الألباني أنه حسن فقط انظر الإرواء برقم
1994
 صفحة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حمدي شافي العراقي .. دكتوراه في فقه المقارن ..

كثيرون يعترضون على من يذهب الى الحج او العمرة ويرى انه لو صرف هذه المبالغ لاطعام الفقراء كان افضل له من ذهابه

كثيرون يعترضون على من يذهب الى الحج او العمرة ويرى انه لو صرف هذه المبالغ لاطعام الفقراء كان افضل له من ذهابه
وعلى الرغم من ان بعض العلماء يفضل صدقة التطوع على حج التطوع الا انني ارى للامر وجها اخر فان الله تعالى نوع العبادات ولم يجعل عبادة تنوب عن اخرى فالانسان لو زكى وانفق كل ماله ما اغناه ذلك عن الصيام او الحج فلكل عبادة استقلاليتها وفضلها
إنَّ تَقَلُّبَ مواسم الطاعات وتنوعها مع ما فيها من تنوع العبادات لهو رسالة من الله على اختبار عباده ؛ ليعلم المحسن من المسيء ، وليتميز الطائع المتبع لشرع الله على المتبع لهواه ، فعبادات الله متنوعة مختلفة وجعلت شعارا على مواسم الطاعات ، وفيها تظهر حقيقة الابتلاء وقوة التمحيص ، 
فكم من الناس يبذل ألوف الدراهم ولا يمتنع عن طعام وشراب ونساء ، وكم من الناس يقوى على الصيام وطول القيام ولايخرج من جيبه دينارا ولا درهما ، فجاء تنوع العبادات لينقاد العبد في أمره كله ولتتشكل شخصيته على وفق ما شرعه ربه لا على ما تهواه نفسه ويميل إليه قلبه ، حتى يصير لسان حال العبد الطائع قائلاً : 

( يارب أي عبادة تأمرني بها فأنا مطيع لك متبع لشرعك ؛ إن أمرتني بركوع وسجود وقيام فأنا العبد القانت ، وإن أمرتني ببذل مالي صدقة وزكاة فأنا العبد المنفق المعطي ، وإن أمرتني بالإمساك عن طعامي وشرابي وترك شهوتي فأنا العبد المطيع ، 

وإن أمرتني بقصد بيتك الحرام والوقوف على مشاعر الأنبياء فأنا العبد الساعي إليك لترضى ، إن أمرتني بعمل وإقدام فأنا المقبل على عملي كما تحب وترضى ، وإن أمرتني بالكفِّ والإحجام فأنا العبد المطيع المباعد لما يسخطك ولا يرضيك ، ويارب ما علِمتُ الصلاة إلا بتعلم شرعك فأديتها كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما صمت إلا إتباعا لأمرك من طلوع الفجر إلى غروبها ، وما حججنا إلا إلى بيتك الحرام في الزمن الذي بينته لنا كما حج نبينا صلى الله عليه وسلم ) .

هذا لسان حال العبد المقبل على ربه المنقاد لشرع الله في أمره ونهيه ، وما تقلُّبُ مواسم الطاعات وتكررها على العبد المسلم مع ما فيها من تنوع طرق الطاعات إلا لترسخ له حقيقةُ انقياده واستسلامه لله ، فهو يعبد الله في كل وقت وحين حسبما أمره الله على الصفة التي يحبه الله تعالى من غير إفراط ولا تفريط ومن غير ابتداع ولا اختراع .
وهذا كله ترويض لنفس المؤمن على طاعة الله بكل مايحبه ويرضاه سبحانه ، حتى يصل العبد إلى درجة الأصفياء الذين ما أحب الله رؤيتهم في موطن من مواطن الطاعة إلا وجدهم فيه ، وروى لنا الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم اليوم صائما ؟ " ، قال أبو بكر رضي الله عنه : " أنا " ، قال : " فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ " ، قال أبو بكر رضي الله عنه : " أنا " ، قال : " فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ " ، قال أبو بكر رضي الله عنه : " أنا " ، قال : " فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ " ، قال أبو بكر رضي الله عنه : " أنا " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة ؟ " .