الأحد، 20 يونيو 2021

هل كل نداء لغائب أو جماد أو بكاء على طلل يعد شركا.؟ أرجو التوضيح من فضلكم؟

 

ملخص الجواب

النداء لا يكون شركا إلا إذا كان فيه استغاثة بغير الله ، وطلب حقيقي منه ، لشيء  لا يقدر على فعله غير الله .

الجواب

الحمد لله.


ليس كل نداء لغائب أو جمادٍ يعد شركاً ، بل يختلف الحكم باختلاف القصد من النداء ، وذلك أن النداء في لغة العرب ، وإن كان الأصل فيه طلب الإِجابة لأمْرٍ ما ، إلا أنه يستعمل لمعانٍ أخرى مختلفة ، تفهم من السِّياق والقرائن ، وشواهد ذلك في لغة العرب وأشعارهم كثيرة ومستفيضة .
فقد يكون النداء على سبيل "التحسر والتوجع" ، كقول الشاعر يرثي معن بن زائدة:
فَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ وَارَيْتَ جُودَهُ ** وَقَدْ كَانَ مِنْهُ الْبَرُّ والْبَحْرُ مُتْرَعاً
وقد يكون للتعجب ، كقول طرفة:
يا لَكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمِرِ ** خَلاَ لَكِ الجَوُّ فَبِيضي واصْفِري
وقد يكون المقصود به النُّدبة ، وهي النداء للتفجع على الشيء أو للتوجع منه ، كقول أبي العلاء:
فواعجباً كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ ** وَوَا أسفاً كم يظهر النقص فاضل
وقد يوجّه النداء إلى من لم يُقصد إسماعه ، كأن تقول لميّت تندبه: يا زيد ما أجلّ مصيبتنا بفقدك.
ومن ذلك : نداء الأطلال والمنازل والمطايا، كقول أبي العلاء:
يا ناقُ جِدّي فقدْ أفنَتْ أناتُكِ بي ** صَبري وعُمري وأحلاسي وأنساعي
وقول النابغة :
يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ ** أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ
وقول امرئ القيس:
أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي ** وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي

وقد ينادون الأوقات، بمعنى الاشتكاء لطولها، أو المدح لها بما نالوا من السّرور فيها.
كما قال امرؤ القيس متضجّراً من طول ليله:
أَلاَ أَيُّها اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلاَ انْجَلِي ** بِصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ
قال ابن الشجري ( المتوفى سنة 542 هـ): " فهذه وجوه شتّى قد احتملها النّداء، وإن كان في أصل وضعه لتنبيه المدعوّ " انتهى من "أمالي ابن الشجري" (1/417) .

وجاء في كتاب "البلاغة العربية: أسسها ، وعلومها ، وفنونها" (1/241): " وقد يخرج النداء عن المعنى الأصليّ الموضوع له ، فيُسْتَعْمَلُ لدى البلغاء وغيرهم في أغراضٍ أخْرى غير النداء، وهذه الأغراضُ تُفْهَمُ من قرائن الحال أو قرائن المقال ، فكلُّ حَرَكَةٍ نفسيَّةٍ ذات مشاعِرَ ، تَدْفَعُ الإِنسان إلى التعبير عنها بنداء ما ، بطريقةٍ تلقائية ، ولو لم يشعر بأنّ هذا النداء يحقق له مرجوّاً أو مأمولاً ، أو يدفع عنه مكروها.
كأن يستعمل النداء في : الزّجْر واللّوم ، أو التحسّر والتأسّف والتّفجع والندم أو النُّدْبة ، أو الإِغراء ، أو الاستغاثة ، أو اليأس وانقطاع الرجاء ، أو التمني ، أو التذكر وبث الأحزان ، أو التضجر ، أو الاختصاص ، أو التعجب ، إلى غير ذلك" انتهى .
وينظر: "جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع" (ص: 90) ، "علوم البلاغة ، البيان، المعاني، البديع" (ص: 82) ، "البلاغة العربية" (1/250).

يتبين مما سبق : أن أسلوب النداء ليس ملازما للطلب والدعاء ، أو الاستغاثة ، في كل أحواله , وإنما قد يكون للطلب ، وقد لا يكون ، بحسب سياق الكلام ومقصوده .

ولذلك لا يصح أن يجعل النداء (هكذا مطلقا في جميع أحواله) مناطا لبناء الشرك أو الكفر عليه ؛ لاحتماله وتردده بين معان مختلفة في الحقيقة والحكم .
بل مناط الحكم في هذا الباب هو تحقق الطلب من غير الله ، فيما لا يقدر عليه إلا الله ؛ فحيث وجد هذا النوع من الطلب في النداء أو غيره : كان شركا ، وإذا لم يوجد لم يكن شركا ، ولو كان بصيغة النداء والدعاء .
فكل من نادى غير الله من الجمادات وغيرها , وظهر من حاله أو القرائن المحتفة بالكلام ، أو واقعه : بأنه لا يقصد الطلب ، وإنما له مقصد بلاغي ، أو أدبي ، أو وجداني آخر، سوى الطلب والرغبة ، على ما مر تفصيله , فهو في الحقيقة لم يقع في الاستغاثة بغير الله .

وبناء على هذا ، فقول القائل : " يا دار عبلة " أو قول بعضهم : " يا طيبة" : ليس داخلا في باب الشرك قطعا ؛ لأنه في الحقيقة لا ينادي الدار ، أو المدينة ، نداء طلب واستغاثة , وإنما يناديها نداء توجع وتألم , فهو لا يطلب من المدينة شيئا , وإنما يظهر ما جاش في مشاعره من الألم والتوجع والشوق والحنين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقوله : ( يا محمد يا نبي الله ) هذا وأمثاله نداء يُطلب به استحضار المنادَى في القلب ، فيخاطب المشهود بالقلب ، كما يقول المصلي : (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا ، يخاطب من يتصوره في نفسه ، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب" انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/319).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: " المستغاث به عندهم هو الذي يُدعى ويُسأل ويُطلب منه الغوث ، والمنادي هو داعي المنادَى .
لكن فرقوا بين دعاء المستغاث به وغيره ، كما فرقوا بين دعاء الندبة وغيره ، كقوله : يا حسرتا على ما فرطت ، وقولهم : يا أبتاه ، يا عمراه ، ونحو ذلك مما يلحقون في آخره ألفاً لأجل مد الصوت ، إذ النادب الحزين يمد صوته وهو يندب ما قد فات ، فيمد الصوت في آخر دعائه كقوله: يا أسداه ، يا ركناه ، يا أبتاه ، حتى قالوا يا أمير المؤمنيناه ، يا عبد الملكاه ، إذ نداء الندبة يقوله الإنسان عند حدوث أمر عظيم، ويقوله للتوجع، كقول سارة حين بشرت بإسحق: يا ويلتا.
بخلاف المستغيث فإنه يدعو المستغاث به كما يدعو غيره ، فيقول: يا لزيد ، كقوله يا زيد ، لكن دل بهذه الصيغة أنه يطلب منه الإعانة على ما يهمه من أموره مطلقاً ، بخلاف النداء المجرد فإنه لا يدل على ذلك .
فالمستغيث بالشيء : داعيه ، مع زيادة طلب الإغاثة" .
انتهى من "التوضيح عن توحيد الخلاق" (ص: 304) .
وقال الشيخ محمد بشير السهسواني (المتوفى: 1326هـ) : "المانعون لنداء الميت والجماد ، وكذا الغائب ، إنما يمنعونه بشرطين:
الأول : أن يكون النداء حقيقياً ، لا مجازياً.
والثاني : أن يقصد ويطلب به من المنادَى ما لا يقدر عليه إلا الله ، من جلب النفع وكشف الضر. مثلاً يقال: يا سيدي فلان ؛ اشف مريضي وارزقني ولداً، ولا مرية أن هذا النداء هو الدعاء، والدعاء هو العبادة، فكيف يشك مسلم في كونه كفراً وإشراكاً وعبادة لغير الله؟ ".
ثم قال : " وأما النداء المجازي : فلا يمنعه أحد".
انتهى من "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" (ص: 366).
وقال : " مراد المانعين للنداء ليس مطلق النداء ، بل النداء الحقيقي الذي يُقصد به من المنادَى ما لا يقدر عليه إلا الله ، من جلب النفع وكشف الضر، ولا مرية في أنه عبادة ، وكونه عبادة وممنوعاً لا يقتضي كون كل نداء ممنوعاً ، حتى يلزم منه عدم جواز نداء الأحياء فيما يقدرون عليه" انتهى من "صيانة الإنسان" (ص: 367).

وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى عن سؤال الجمادات والمحسوسات على سبيل المناجاة في القصائد ونحوها ، في أمور لا يقدر عليها إلا الله، نحو قول امرئ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
ونحو قولهم في الشعر النبطي:
يا قبر أعز إنسان غالي رقد فيك * خفف عليه من التراب الثقيلي
ونحوها، أتكون من دعاء غير الله ، أم تكون من المجازات أو الاستعارات فيتساهل فيها؟
فأجاب: " الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، أما بعد؛ فإن ما في البيتين من النداء ليس من قبيل دعاء غير الله الذي هو شرك.
بل النداء والأمر في البيت الأول : غاية الشاعر فيه التمني بانجلاء الليل، ونداء الليل نوع من التخيل بأن الليل يسمع ويجيب، والشاعر يعلم أنه لا يسمع ولا يجيب، ولا ينجلي بإرادة منه.
وكذا خطاب القبر في البيت الثاني : فإنه محض تخيل وأمانٍ، أو تحسر على الدفين الذي لا يملك له الشاعر ولا غيره إنقاذه من مصيره، بل المالك لذلك الله وحده، الذي يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.
وهكذا القول في كل ما يرد في الأشعار من خطاب الجمادات؛ كالأطلال والديار والدِّمن والقبور، فكل ذلك من قبيل التمني أو التحسر.
أما خطاب أصحاب القبور الأموات ، لقضاء الحاجات : فهو الشرك المحبط للحسنات .
فيجب الفرقان بين التمنيات ، والتحسرات ، ودعاء الأموات ، والله أعلم" .
أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك 17/صفر/1434هـ

 والحاصل : 

أن النداء لا يكون شركا إلا إذا كان فيه استغاثة بغير الله ، وطلب حقيقي منه ، لشيء 
لا يقدر على فعله غير الله .


والله أعلم .

حكم الانتماء إلى أحزاب الاسلامية ؟! وبيان الحديـث : (( لا حلف في الإسلام ))!

 


بيان الحديـث : (( لا حلف في الإسلام )) الذي يساء فهمه ويستدل به على عم جواز التحزب او جماعات اسلامية عاملة للاسلام...



بيان الحديـث : (( لا حلف في الإسلام )) .


     أخرج الإمام البخاري في صحيحه ( 2 / 803 ) عن عاصم قال : " قلت لأنس t : أبلغك أنّ النبي r قال : (( لا حلف في الإسلام )) ؟ فقال : قد حالف النبي ﷺ بين قريش والأنصار في داري " .
     نفهم من هذا الحديث أنّ أنس بن مالك t يثبت الحلف بين المسلمين ، ويستدل بعمل النبي   ﷺ له .
     والسنة هي ما أثر عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير .
     ورسول الله ﷺ لا يتناقض في أقواله وأفعاله . وإذا ظهر ذلك لبعض الناس فقد أوتي ذلك من قِبله .
     إذن ظهر أن ما أثبته النبي ﷺ غير ما نفاه .
     فالحلف الذي نفاه شيء ، والذي أثبته وحرّض عليه شيء آخر !

     أخرج الإمام مسلم في صحيحه ( 4 / 1961 ) عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله ﷺ: (( لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلاّ شدّة )) .

     ففي هذا الحديث - كما هو واضح - ينفي رسول الله r نوعاً من الحلف ، ويثبت نوعاً آخر ويبين أن الإسلام لم يزده إلاّ شدة .
     والذي يظهر - أخي المؤمن - من جمع الأحاديث والآثار وأقوال العلماء ما يلي :
     كان الناس في الجاهلية يعيشون نظام القبائل والعشائر ، وكان كل واحد منهم ينتسب إلى عشيرة فيقاتل تحت رايتها ، ويدافع عنها ظالمة كانت أو مظلومة ، وإذا ما جاء رجل غريب ، أو لم يكن له عشيرة وقبيلــة ، كان لابد له من أن يحالف إحدى القبائل والعشائر حتى لا يُظلم ولاتُهضم حقوقه ، فيصبح واحداً منهم فيرثهم ويرثونه ، ويدافع عنهم ويدافعون عنه بالحق والباطل .
     فلما جاء الإسلام ، وحّد القبائل ، وأصبح الناس أمة واحدة ، يعيشون تحت راية واحدة ، أخوة متحابين بعضهم أولياء بعض ، فلم يكن الناس بحاجة إلى هذا النوع من التحالف ، ولهذا جاء النهي عنه .
     أنظر - أخي العزيز - إلى الحديث الذي أخرجه الإمام ابن خزيمة في صحيحه ( 4 / 26 ) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : سمعت النبي r عام الفتح وهو يقول :
     (( أيها الناس ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلاّ شدة ولا حلف في الإسلام ، المسلمون يدٌ على من سواهم يجير عليهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم . . . )) .

     وأخرج الإمام عبدالرزاق في مصنفه عن عمرو بن شعيب قال : قضى رسول الله  أنه من كان حليفاً في الجاهلية فهو على حلفه وله نصيبه من العِقل والنصر يعقل عنه من حالف وميراثه لعصبته من كانوا وقال : (( لا حلف في الإسلام وتمسّكوا بحلف الجاهلية فإنّ الله لم يزده في الإسلام إلاّ شدة )) .

     وأخرج أيضاً عن عمرو بن شعيب قال : قضى عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  أن : " من هلك من المسلمين لا وارث له يعلم ولم يكن مع قوم يعاقلهم ويعاودهم فميراثه بين المسلمين في مال الله الذي يقسم بينهم " [1] .

     إذن ظهر من هذا ، أنّ الحلف الذي نفاه رسول الله  هو هذا الحلف الذي يأوي من لا قبيلة له ولا عشيرة إلى إحداها حفاظاً على حياته وحقوقه .
     وقد جاء الإسلام وانتشر الأمن والأمان وأصبح الناس أمة واحدة فانتفى الحاجة إلى هذا الحلف .
     أما الحلف الذي لم يزده الإسلام إلاّ شدة فهو التعاون على البرّ والتقوى وردّ الظلم والعدوان كحلف الفضول الذي كان في الجاهلية ، واشترك رسول الله r فيه .
     قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ( 16 / 81 ) :
     " . . . وحديث لا حلف في الإسلام وحديث أنس : آخى رسول الله r بين قريش والأنصار في داري بالمدينة ، قال القاضي : قال الطبري : لا يجوز الحلف اليوم فإن المذكور في الحديث والموارثة به وبالمؤاخاة كله منسوخ لقوله تعالى ]وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض [ . وقال الحسن : كان التوارث بالحلف فنسخ بآية المواريث .

     قلــت : أما ما يتعلق بالإرث فيستحب فيه المخالفة عند جماهير العلماء .
     وأما المؤاخاة في الإسلام والمحالفة على طاعة الله تعالى ، والتناصر في الدين والتعاون على البر والتقوى ، واقامة الحق فهذا باق لم ينسخ وهذا معنى قوله  في هذه الاحاديث : (( وأيّما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلاّ شدّة )) .
     واما قوله  : (( لاحلف في الاسلام )) فالمراد به حلف التوارث والحلف على ما منع الشرع منه والله اعلم " .
     وقـــال الـحـافـظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( 4/473 - 474 ) :

     " (( لا حلف في الاسلام )) : الحلف بكسر المهملة وسكون اللام بعدها فاء : العهد ، والمعنى : أنهم لايتعاهدون في الاسلام  على الأشياء التي كانوا يتعاهدون عليها في الجاهلية كما سأذكره وكان عاصما يشير بذلك الى ما رواه سعد بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن ابيه عن جبير بن مطعم مرفوعاً : (( لاحلف في الاسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة )) . اخرجه مسلم . ولهذا الحديث طرق منها عن أم سلمة مثله ، اخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة عن ابيه وعن عمرو بن شعيب عن جده قال : خطب رسول الله  على درج الكعبة فقال : (( أيها الناس . . )) فذكر نحوه .  أخرجه عمر بن شبة . وأصله في السنن .
     وعن قيس بن عاصم انه سأل رسول الله  عن الحلف فقال : (( لا حلف في الاسلام ولكن تمسكوا بحلف الجاهلية )) .  أخرجه أحمد وعمر بن شبة واللفظ له .
     ومنها عن ابن عباس رفعه : (( ما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الاسلام الا شدّة وحدّة )) . أخرجه عمر بن شبة  واللفظ له وأحمد وصححه ابن حبان .
     ومن مرسل عدي بن ثابت قال : أرادت الأوس أن تحالف سلمان فقال رسول الله r مثل حديث قيس بن عاصم . أخرجه عمر بن شبة .
     ومن مرسل الشعبي رفعه : لاحلف في الإسلام وحلف الجاهلية مشدود .

     وذكر عمر بن شبة أن أوّل حلف كان بمكة حلف الأحابيش ، أن امرأة من بني مخزوم شكت لرجل من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة تسلط بني بكر بن عبد مناة بن كنانة عليهم فأتى قومه فقال لهم : ذلت قريش لبني بكر فانصروا إخوانكم ، فركبوا إلى بني المصطلق بن خزاعة فسمعت بهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة فاجتمعوا بذنب الحبش بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها معجمة وهو جبل بأسفل مكة فتحالفوا : إنّا لَيَدٌ على غيرنا ما رسى حبش بمكانه . وكان هذا مبدأ الأحابيش .

     وعند عمر بن شبة من مرسل عروة بن الزبير مثله ثم دخلت فيهم القارة .
     قال عبدالعزيز بن عمر : إنّما سموا الأحابيش لتحالفهم عند حبش ثم أسند عن عائشة إنه على عشرة أميال من مكة .
     ومن طريق حماد الرواية سموا لتحبشهم أي تجمعهم .

     قال عمر بن شبة : ثم كان حلف قريش وثقيف ودوس وذلك أنّ قريشا رغبت في وج وهو من الطائف لما فيه من الشجر والزرع فخافتهم ثقيف فحالفتهم وأدخلت معهم بني دوس وكانوا إخوانهم وجيرانهم ثم كان حلف المطيبيبن وأزد .
     وأسند من طريق أبي سلمة رفعه : (( ما شهدت من حلف إلاّ حلف المطيبين وما أحبّ أنْ أنكثه وإن لي حمر النعم )) .
     ومن مرسل طلحة بن عوف نحوه و زاد : (( ولو دعيت به اليوم في الاسلام لاجبت )) .

     ومن حديث عبدالرحمن بن عوف رفعه : (( شهدت وأنا غلام مع عمومتي المطيبين فما أحب أنّ لي حمر النعم وإني نكثته )) ، قال وحلف الفضول وهم : فضل وفضالة ومفضل تحالفوا فلما وقع حلف المطيبين بين هاشم والمطلب واسد وزهرة قالوا : حلف كحلف الفضول ، وكان حلفهم : أنْ لا يعين ظالم مظلوما بمكة . وذكروا في سبب ذلك أشياء مختلفة محصلها :
     إنّ القادم من أهل البلاد كان يقدم مكة فربما ظلمه بعض أهلها فيشكوه إلى من بها من القبائل فلا يفيد فاجتمع بعض من كان يكره الظلم ويستقبحه الى أن عقدوا الحلف ، وظهر الإسلام وهم على ذلك . وسيأتي بيان ما وقع في الاسلام من ذلك في أوائل مناقب الأنصار وفي أوائل الهجرة .
     قوله : قد حالف رسول الله ، قال الطبري : ما استدل به أنس على إثبات الحلف لا ينافي حديث جبير بن مطعم في نفيه فإنّ الإخاء المذكور كان في أول الهجرة وكانوا يتوارثون به ثم نسخ من ذلك الميراث وبقي ما لم يبطله القرآن وهو التعاون على الحق والنصر والأخذ على يد الظالم كما قال ابن عباس إلا النصر والنصيحة والرفادة ويوصى له وقد ذهب الميراث . . .

     وقال الخطابي : قال ابن عيينة : حالف بينهم أي آخى بينهم ، يريد أنّ معنى الحلف في الجاهلية معنى الأخوة في الإسلام لكنه في الإسلام جارٍ على أحكام الدين وحدوده ، وحلف الجاهلية جرى على ما كانوا يتواضعونه بينهم بآرائهم فبطل منه ما خالف حكم الاسلام وبقي ما عدا ذلك على حاله .
     واختلف الصحابة في الحد الفاصل بين الحلف الواقع في الجاهلية والإسلام فقال ابن عباس : ما كان قبل نزول الآية المذكورة جاهلي وما بعدها إسلامي .
     وعن علي : ماكان قبل نزول ] لإيلاف قريش { فهو جاهلي .

     وعن عثمان : كل حلف قبل الهجرة جاهلي وما بعدها إسلامي .
     وعن عمر : كل حلف كان قبل الحديبية فهو مشدود ، وكل حلف بعدها منقوض .
     أخرج كل ذلك عمر بن شبة عن أبي غسان محمد بن يحيى بأسانيده إليهم ، وأظن قول عمر أقواها .
     ويمكن الجمع بأنّ المذكورات في رواية غيره مما يدل على تأكد حلف الجاهلية ، والذي في حديث عمر ما يدل على نسخ ذلك " .
     وقال الحافظ ابن حجر ايضاً ( فتح الباري ) ( 10/502 ) :

     " عن عاصم قال سمعت أنس بن مالك يقول حالف . . فذكره بلفظ المهاجرين بدل قريش فقيل له : أليس قال : لا حلف في الاسلام ؟ قال : قد حالف . . فذكر مثله وزاد مرتين او ثلاثا . وأخرجه مسلم بنحـوه مختـصرا .
     وعرف من رواية البـاب تسميـة السائل عن ذلك وذكره المصنف في ( الاعتصام ) مختصرا خاليا عن السؤال ، وزاد في آخره : وقنت شهراً يدعوا على أحياء من بني سليم . وحديث القنوت من طريق عاصم مضى في الوتر وغيره .

     وأما حديث المسؤول عنه فهو حديث صحيح أخرجه مسلم عن جبير بن مطعم عن النبي قال : (( لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلاّ شدّة )) . وأخرجه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن جده ولفظه ؛  وأخرج البخاري في ( الأدب المفرد ) عن عبد الله بن أبي أوفى نحوه باختصار، وأخرج أيضا أحمد وأبو يعلى وصــححه ابن حبان والحاكم من حديث عبدالرحمن بن عوف مرفوعـاً : (( شهدت مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن أنكثه )) . وحلف المطيبين كان قبل المبعث بمدة ، ذكره ابن اسحاق وغيره : وكان جمع من قريش اجتمعوا فتعاقدوا على أن ينصروا المظلوم وينصفوا بين الناس ونحو ذلك من خلال الخير واستمر ذلك بعد المبعث .
     ويستفاد من حديث عبدالرحمن بن عوف أنهم استمروا على ذلك في الإسلام ، وإلى ذلك الإشارة في حديث جبير بن مطعم ، وتضمن جواب أنس إنكار صدر الحديث لأن فيه نفي الحلف وفيما قاله هو إثباته .

     ويمكن الجمع بأن المنفي ما كانوا يعتبرونه في الجاهلية من نصر الحليف ولو كان ظالما ، ومن أخذ الثأر من القبيلة بسبب قتل واحد منها ، ومن التوارث ونحو ذلك . والمثبت ما عدا ذلك من نصر المظلوم والقيام في أمر الدين ونحو ذلك من المستحبات الشرعية كالمصادقة والمواددة وحفــظ العهد . وقد تقدم حديث ابن عباس في نسخ التوارث بين المتقاعدين .

     وذكر الراوي أنهم كانوا يورثون الحليف السدس دائما فنسخ ذلك .
     وقال ابن عيينة : حمل العلماء قول أنس : " حالف " ، على المؤاخـــاة .
     قلت : ولكن سياق عاصم عنه يقتضي أنه أراد المحالفة حقيقة إلاّ لما كان الجواب مطابقا . وترجمة البخاري ظاهرة في المغايرة بينهما . وتقدم في الهجرة الى المدينة : باب كيف آخى النبي r بين اصحابه وذكر الحديثين المذكورين هنا أولاً ولم يذكر حديث الحلف ، وتقدم ما يتعلق بالمؤاخاة المذكورة هناك .
     قال النووي : المنفي حلف التوارث وما يمنع منه الشرع ، وأما التحالف على طاعة الله ونصر المظلوم والمؤاخاة في الله تعالى فهو أمر مرغوب " .
     وقــــال الإمـــام الآبــــادي (عــون المعبود في شرح سنن أبي داود ) ( 8/100- 102 ) :
     " باب في الحلف : (( لا حلف في الاسلام )) بكسر الحاء المهملة وسكون اللام : المعاهدة يتعلق بالفساد . (( وأيما حلف)) : ما فيه زائدة ، كان في الجاهلية : المراد منه : ما كان من المعاهدة على الخير كصلة الأرحام ونصرة المظلوم وغيرهما ، (( لم يزده الاسلام إلاّ شدة )) أي تأكيداً وحفظاً على ذلك ، كذا في شرح المشارق لابن مالك .

     قال القاضي : قال الطبري : لا يجوز الحلف اليوم ، فإنّ المذكور في الحديث والموارثة به وبالمؤاخاة كله منسوخ لقوله تعالى : ] وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض { .

     وقال الحسن : كان التوارث بالحلف فنسخ بآية المواريث .

     قلت : اما مايتعلق بالإرث ، فنسخت فيه المحالفة عند جماهير العلماء ، وأما المؤاخاة في الإسلام والمحالفة على طاعة الله تعالى والتناصر في الدين والتعاون على البر والتقوى وإقامة الحق فهذا باق لم ينسخ ، وهذا معنى قوله r : (( وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسـلام إلاّ شــــدة )) .
     وأما قوله  : (( لا حلف في الاسلام )) فالمراد به حلف التوارث ، والحلف على ما منع الشرع منه والله اعلم . كذا في  شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله .
     وقال في النهاية : " أصل الحلف : المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والإنفاق ، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النهي عنه في الاسلام بقوله r : (( لا حلف في الاسلام )) .
     وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الارحام كحلف الطيبين وما جرى مجراه فذلك الذي قال فيه النبي  : (( وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلاّ شدة )) . يريد : من المعاقدة على الخير ونصرة الحق .
     وبذلك يجتمع الحديثان ، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الاسلام ، والممنوع منه ما خالف حكم الاسلام . وقيل المحالفة كانت قبل الفتح وقوله : (( لا حلف في الاسلام )) ، قاله زمن الفتح . انتهى .

     وقال ابن كثير بعد إيراد حديث جبير بن مطعم : وهذا نصّ ، فيه ردّ على من ذهب إلى التوارث بالحلف اليوم كما هو مذهب أبي حنيفة وأصحابه ورواية عن أحمد بن حنبل ، والصحيح قول الجمهور ومالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه ، ولهذا قال تعالى : ] ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون { ، أي : ورثة من قراباته من أبويه وأقربيه وهم يرثونه  دون سائر الناس . انتهى .
     قال المنذري : وأخرجه مسلم . حالف أي : آخى . في دارنا ، أي بالمدينة على الحق والنصرة والأخذ على يد الظالم كما قــال ابن عباس t : إلا النصرة والنصيحة والرفادة ويوصى له ، وقد ذهب الميراث . لاحلف في الاسلام ، أي : لا عهد على الاشياء التي كانوا يتعاهدون عليها في الجاهلية ، كذا في شرح البخاري للقسطلاني مرتين او ثلاثا ، أي : قال أنس : قوله حالف الخ مرتين او ثلاثا .

     قال المنذري : واخرجه البخاري ومسلم بنحوه " .
     إذن نستطيع الآن - اخي العزيز -  أن نفهم الحديث إستناداً إلى أقوال علمائنا وأئمتنا فنقول :
     لا معاهدة في الإسلام على نصر المعاهد ولو كان ظالماً ، وعلى أخذ الثأر من القبيلة بسبب قتل واحدٍ منها ، وعلى التوارث ، وعلى ما خالف حكم الإسلام ومنع الشرع منه .
     أما المعاهدة على نصر المظلوم ، والقيام في أمر الدين ، والمصادقة والمواددة ، وحفظ العهد ، والمؤاخاة في الاسـلام والمعاهدة على طاعة الله ، والتناصر في الدين والتعاون على البرّ والتقوى ، وإقامة الحق ، فهذه المعاهدة لم يزدها الإسلام إلاّ شدة أي تأكيداً وحفظاً على ذلك .
     ومن نافلة القول أن نقول :

     إنّ كلّ جماعة من الجماعات الاسلامية العاملة اليوم في الساحة إنما هي تعاهدت على القيام في أمر الدين ، وعلى طاعة الله تعالى والتناصر في الدين والتعاون على البر والتقوى ، وإقامة الحقّ ونصر المظلوم ، والمصادقة والمودّة ، وحفظ العهد .
     ولم تعاهد على الثارات الجاهلية والغارات ، وعلى ما خالف حكم الاسلام ومنع الشرع منه .
     أما أنّ كل واحدة منها تدعي أنها على الحق والصواب وأنّ غيرها على الباطل والخطأ فهذا موضوع آخر .
     أما أن يدعي أحد أنه من الفرقة الناجية وأن غيرها من أهل الضلال والأحزاب ، فهذا يستطيع كل واحد أن يدعيه . هذا وليعلم هو وجماعته أنهم حزب من هذه الأحزاب سواء شاءوا أم أبوا .

الذين يغالطون ويلبسون على الناس بأن “إقامة حزب” من أجل القيام بالعمل الجماعي الذي هدفه إقامة الخلافة دولة الإسلام … هو “تحزب” و”حزبية” وتعصب وعصبية … والعجيب الغريب أن أحبار الوهابية الذين يسعرون هذه الفتاوى الضالة المضلة، نجدهم أعظم المتحزبين لشيخهم ربيع المدخلي وأرائه والتي في سبيلها أقاموا في الأمة في الأمة المجازر ولا زالوا …!!! أما أن يقيم المسلمون حزباً أو احزاباً على الكفاية من عاجل العمل الجماعي لإقامة الإسلام بدون تسلط ولا تغلب ولا قهر للمسلمين … فلا!!!
للذين يلبسون على الناس بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم حزباً ؟!


" أميتوا الباطل بعدم ذكره "... من قال هذه المقولة ولمن تنسب؟ ما صحتها ؟ متى تقال ويعمل بها وما تترك ولا يعمل بها؟

 

أميتوا الباطل بعدم ذكره... صحة المقولة واراء ونقاش مفيد حولها ...العلم بالتعلم...لا تكن جاهلا ولا ناعقا، بل عالما 



 أميتوا الباطل بعدم ذكره... صحة المقولة واراء ونقاش مفيد حولها ...العلم بالتعلم...لا تكن جاهلا ولا ناعقا، بل عالما Empty

scratch أميتوا الباطل بعدم ذكره "...
Question من قال هذه المقولة ولمن تنسب؟
Question ما صحتها ؟
Question متى تقال ويعمل بها وما تترك ولا يعمل بها؟
Question ما اراء اهل العلم فيها؟


Idea Like a Star @ heaven ارآء ونقاشات مفيدة حولها ...فالعلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ...لا تكن جاهلاً ولا ناعقاً ولا هارفاً، بل عالماً

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الامين واله وصحبه وسلم اجمعين، وبعد

عن الزبير قال قال عمر بن الخطاب:" إِنَّ لِله عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ، رَغِبُوا فَرَعِبُوا، وَرَهِبُوا فَرَهِبُوا، خَافُوا فَلَا يَأْمَنُونَ، أَبْصَرُوا مِنَ الْيَقِينِ مَا لَمْ يَعَاينُوا فَخَلَطُوهُ بِمَا لَمْ يُزَايِلُوهُ، أَخْلَصَهُمُ الْخَوْفُ فَكَانُوا يَهْجُرُونَ مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ لِمَا يَبْقَى لَهُمُ، الْحَيَاةُ عَلَيْهِمْ نِعْمَةٌ وَالْمَوْتُ لَهُمْ كَرَامَةٌ، فَزُوِّجُوا الْحُورَ الْعَيْنَ، وَأُخْدِمُوا الْوِلْدَانَ الْمُخَلَّدِينَ
(أبو نعيم فى الحلية) [كنز العمال 44209].أخرجه أبو نعيم فى الحلية (1/55) .
study [ حلية الأولياء - أبو نعين الأصبهاني ]
Like a Star @ heaven الكتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
Like a Star @ heaven المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني
Like a Star @ heaven الناشر : دار الكتاب العربي - بيروت
Like a Star @ heaven الطبعة الرابعة ، 1405
Like a Star @ heaven عدد الأجزاء : 10


Idea فالأثر كما سبق عند أبى نعيم فى الحلية ولكنه - الأثر - فيه علل :

Like a Star @ heaven الأولى : الحكم بن هشام وثقه جمع و قال بن أبى حاتم لا يحتج به
Like a Star @ heaven الثانية : عبد الملك بن عمير هو اللخمى الكوفى . حديثه عند الجماعة ولكن الجمهور على أنه ساء حفظه على كبر . منهم الأمام أحمد وبن معين فقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث وقال ابن معين: مختلط. و لكن فصل الكلام فيه عبد الله بن ضيف الله الرحيلى فى تعليقه على كتاب (من تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث) للذهبي

study scratch Question قال الإمام أبو يوسف رحمه الله في كتابه الخراج :قَالَ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَشْيَاخِنَا، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْكِلاعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ :
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي يَبْقَى وَيَهْلِكُ مَنْ سِوَاهُ، الَّذِي بِطَاعَتِهِ يَنْتَفِعُ أَوْلِيَاؤُهُ، وَبِمَعْصِيَتِه ِ يُضَرُّ أَعْدَاؤُهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِهَالِكٍ هَلَكَ مَعْذِرَةٌ فِي تَعَمُّدِ ضَلالَةٍ حَسِبَهَا هُدًى، وَلا فِي تَرْكِ حَقٍّ حَسِبَهُ ضَلالَةً، وَإِنَّ أَحَقَّ مَا تَعَهَّدَ الرَّاعِي مِنْ رَعِيَّتِهِ تَعَهُّدُهُمْ بِالَّذِي لِلَّهِ عَلَيْهِمْ فِي وَظَائِفِ دِينِهِمْ الَّذِي هَدَاهُمْ اللَّهُ لَهُ، وَإِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نَأْمُرَكُمْ بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ طَاعَتِهِ، وَأَنْ نَنْهَاكُمْ عَمَّا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَنْ نُقِيمَ أَمْرَ اللَّهِ فِي قَرِيبِ النَّاسِ وَبَعِيدِهِمْ، وَلا نُبَالِي عَلَى مَنْ كَانَ الْحَقُّ.
أَلا وَإِنَّ اللَّهَ فَرَضَ الصَّلاةَ وَجَعَلَ لَهَا شُرُوطًا، فَمِنْ شُرُوطِهَا : الْوُضُوءُ وَالْخُشُوعُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ.
وَاعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ، وَأَنَّ الْيَأْسَ غِنًى، وَفِي الْعِزْلَةِ رَاحَةٌ مِنْ خُلَطَاءِ السُّوءِ.
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَرْضَ عَنِ اللَّهِ فِيمَا أُكْرِهَ مِنْ قَضَائِهِ، لَمْ يُؤَدِّ إِلَيْهِ فِيمَا يُحِبُّ كُنْهَ شُكْرِهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ، وَيُحْيُونَ الْحَقَّ بِذِكْرِهِ، رَغِبُوا فَرُغِبُوا وَرَهِبُوا فَرُهِبُوا، أَنْ خَافُوا فَلا يَأْمَنُوا، أَبْصَرُوا مِنَ الْيَقِينِ مَا لَمْ يُعَايِنُوا، فَخَلَصُوا بِمَا لَمْ يُزَايِلُوا.
أَخْلَصَهُمُ الْخَوْفُ فَهَجَرُوا مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُمْ لِمَا يَبْقَى عَلَيْهِمْ، الْحَيَاةُ عَلَيْهِمْ نِعْمَةٌ وَالْمَوْتُ لَهُمْ كَرَامَةٌ
 "


cheers Like a Star @ heaven وقد قال اهل العلم بعدم صحة القول ونسبته لسيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وان هذا الإسناد فيه نظر .
...............

scratch Question متى يقال " أميتوا الباطل بعدم ذكره "ويعمل به ومتى يترك ولا يعمل به؟

Idea كان كفار قريش يقولون قصائد تذم الرسول ﷺ وصحابته الكرام ، ولم تصل لنا هذه القصائد لأن المسلمين لم يتناقلوها ولم يعيروها أي اهتمام فأندثرت وماتت هي واهلها.

study Idea والسكوت عن الباطل ليس على اطلاقه الذي لم يشتهر ولم يعلم به أحد دفنه والسكوت عليه أولى حتى لا يُشتهر ويعلم به أما إنْ اشتهر وداع وانتشر فيرده أهل العلم والفضل .
ثم هل السكوت عن كل باطل إماتةً له؟
أليس لو سكت العلماء عن المبتدعة فرحوا بهذا وارتقوا بباطلهم مرتقًى سهلًا ؟
جاء في مقدمة صحيح الإمام مسلم-رحمه الله- :
"الإِعْرَاضُ عَنِ الْقَوْلِ الْمُطَّرَحِ أَحْرَى لإِمَاتَتِهِ وَإِخْمَالِ ذِكْرِ قَائِلِهِ وَأَجْدَرُ أَنْ لاَ يَكُونَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِلْجُهَّالِ عَلَيْهِ غَيْرَ أَنَّا لَمَّا تَخَوَّفْنَا مِنْ شُرُورِ الْعَوَاقِبِ وَاغْتِرَارِ الْجَهَلَةِ بِمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ وَإِسْرَاعِهِمْ إِلَى اعْتِقَادِ خَطَإِ الْمُخْطِئِينَ وَالأَقْوَالِ السَّاقِطَةِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ رَأَيْنَا الْكَشْفَ عَنْ فَسَادِ قَوْلِهِ وَرَدَّ مَقَالَتِهِ بِقَدْرِ مَا يَلِيقُ بِهَا"

Idea study وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - عليه الصلاة والسلام - انه قال: " ألا تعجَبونَ كيف يصرِفُ اللهُ عنِّي شتمَ قريشٍ ولعنَهم ، يشتِمونَ مُذمَّمًا ويلعَنونَ مُذمَّمًا ، وأنا محمَّدٌ "
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.الصفحة أو الرقم: 3533 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

Exclamation Question Like a Star @ heaven – فإلى الله المشتكى 
فبتعدد وسائل التواصل الحديثة و تنوعها واختلاف عقائد الكاتبين والناقدين فيها، ناهيك عن النابحين والناعقين فيها، فضلا عن اهل الضلال الداعمين للفاسقين والمارقين والكفرة والمشركين...!!!!!انتشرت الفتن والضلالات والقدح والذم لاهل الدين ومن قبلهم - والعياذ بالله - الكفر بالله بواحاً والقدح والذم لله ولرسله .
فهذه الفتن تضج بها ديار المسلمين وتعج ، فتتن تسعى لافساد الأمة واضعافها وتفريقها وتشيتها واشغالها عن اهدافها السامية ، وفيها إشغال للمسلمين عما يفعل اليهود بإخوانهم المستضعفين في فلسطين وغيرها وما يفعله بنو الاصفر في المسلمين في كل مكان فيه اسلام ومسلمين-والله المستعان _
فشتم وسب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لو كان ببلاد المسلمين فيقتل بإذن ولي الأمر.
ولو كان ببلاد الكفر فيكون بهجر بلادهم وعدم مساكنة الفاعلين والناعقين والنابحين بذلك ، وإلا فعليهم بعدم عمل أعمال تعود بالإذى على بقية إخوانهم المسلمين في تلك الديار وغيرها 
.
................................
study scratch الدكتور محمد المسند

انتشرت في الآونة الأخيرة عبارة : "أميتوا الباطل بالسكوت عنه " وينسبونها إلى الفاروق عمر رضي الله عنه scratch فـما مدى صحة هذه العبارة ؟
وما مصداقيتها وهل تصح نسبتها إلى الفاروق عمر؟


والجواب:

Idea أولاً: نسبة هذه العبارة إلى عمر الفاروق رضي الله عنه لا تصح.

Idea ثانيًا: هذه العبارة فيها نسبة من الصحة لكن لا يصح إطلاقها، فالصواب فيها التفصيل ؛ فالباطل إن كان مغمورًا غير مشتهر ولم يسمع به إلا القليل فالأولى السكوت عنه وتركه حتى لا يشتهر، أما إذا ظهر واشتهر واغتر به كثيرون فلا يجوز السكوت عنه بل يجب فضحه وتعريته حتى يحذره الناس ويجتنبوه وهذا ما تدل عليه نصوص الشرع المطهر، فقد ذكر الله في القرآن بعض مقولات أهل الباطل - مع شدة قبحها - للرد عليها وتفنيدها، كقول اليهود ( يد الله مغلولة ) وقولهم: ( إن الله فقير ونحن أغنياء ) وقول النصارى: ( إن الله هو المسيح ابن مريم ) ( إن الله ثالث ثلاثة ) وغيرها من مقولات أهل الشرك والإلحاد،وهي باقية في كتاب الله ويتلوها المسلمون ضمن سياقها التي وردت فيه إلى أن يأتي أمر الله.

Idea ثالثًا: الأولى عند رد مقولات أهل الباطل إهمال ذكر أسمائهم بقدر الإمكان لأن في ذكرها إشهارًا لهم وربما فرحوا به، ولينتظم الرد هؤلاء وغيرهم ممن قد يأتي بعدهم، لكن إذا اقتضى الحال أوالمصلحة ذكر الأسماء فلا حرج، فقد ذكر الله في كتابه أسماء بعض أهل الباطل من الطواغيت وغيرهم.

Idea رابعًا: رأيت مِن أهل الباطل من يردد هذه العبارة، ليقنع الناس بالسكوت عنه وتركه حتى ينجز هو وأصحابه مشاريعهم الباطلة والمضللة! وهؤلاء ينطبق عليهم القول المأثور: "كلمة حق اريد بها باطل" !! كما رأيت بعض الأخيار يرددها على إطلاقها بحسن نية دون تفصيل ، فلنكن على حذر.
والله ولي التوفيق.
................................

#اميتوا الباطل بعدم ذكره 

 
Idea Question Like a Star @ heaven فقد انتشر أثرٌ منسوبٌ إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولفظه: “أميتوا الباطل بالسكوت عنه”، وقد اختلَفَ فيه بعضُ الناس ما بين مستنكرٍ ومتقبِّلٍ وآخرين وجدوه مطيَّةً لنشر ثقافة السكوت عن الأفكار الخاطئة وتياراتها التي تحاول غزو المجتمعات والإضرار بدينها وأمنها وأمانها بدعوى أن الحلَّ هو في السكوت والتجاهل لا في التصدي والعلاج!

Like a Star @ heaven ولنا مع العبارة الآنفة المنسوبة إلى الفاروق عمر رضي الله عنه وقفات:

Idea الوقفة الأولى: أنه لا لوجود لهذه العبارة بهذا اللفظ – فيما وقفنا عليه – لا في دواوين السنة ولا في تصانيف العلماء لا مسندةً ولا معلَّقة.

Idea الوقفة الثانية: أن هذا اللفظ مخالفٌ من جهة المعنى للكتاب والسنة ومنهج الأنبياء والمرسلين ومنهج الصحابة رضي الله عنهم وإجماع العلماء ومقاصد الشريعة ودلائل العقل والفطرة والواقع.
فهو:
Like a Star @ heaven - مخالفٌ للنصوص الشرعية الآمرة بالدعوة والنصح وإنكار المنكر ودفع الباطل والتحذير من الشَّرِّ وحفظ الشريعة المطهَّرة من الأفكار الدخيلة وحفظ المجتمعات من الأخطار والمهدِّدات المختلفة ووقاية الأوطان من مسبِّبات الفتن والفرقة وما يضرُّ بأمنها واستقرارها ووحدتها إلخ، والنصوص في هذه المعاني كثيرةٌ مستفيضةٌ معلومة، وقواعد الشريعة تقرِّر ذلك بوضوح.

Like a Star @ heaven - مخالفٌ لمنهج الأنبياء والمرسلين الذين جمعوا بين الدعوة إلى الحقِّ والتحذير من الباطل والشرور، حيث بعثهم الله سبحانه مبشِّرين ومنذرين، ولا أدلَّ على ذلك من دعوتهم الناس إلى التوحيد وتحذيرهم من الشرك، قال الله تعالى:{ولقد بعثنا في كلِّ أمَّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطَّاغوت}، حتى ختم الله الرسالات بنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يترك خيرًا إلا ودعا الناس إليه، ولا شرًّا إلا وحذَّرهم منه، وهو القائل عليه الصلاة والسلام:« إنَّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم، ويُنذرهم شرَّ ما يعلمه لهم » رواه مسلم.

Like a Star @ heaven - مخالفٌ لمنهج الصحابة رضي الله عنهم، ومن ذلك:
Idea ما صحَّ واشتهر عن عمر رضي الله عنه في قصته مع صَبيغ بن عِسْل الذي كان يتتبَّع متشابه القرآن ويفتح باب التشكيك في الدين، حيث عزَّره عمر رضي الله عنه وأمر الناس بهجره، ولم يسكت عنه كما هو مقتضى الكلام المنسوب إليه، واستمرَّ هذا الإجراء الوقائي والعلاجي من أمير المؤمنين إلى أن ترك صَبيغ مسلكه وظهرت توبته وحلف الأيمان المغلَّظة أنه ما يجد في نفسه شيئا، فخلَّى عمر رضي الله عنه حينئذٍ بينه وبين مجالسة الناس.

Like a Star @ heaven - مخالفٌ لإجماع علماء المسلمين في تقريرهم إنكار المنكر ودفع الباطل والتحذير من الشِّرِّ وأهمية ذلك وما يترتب عليه من المصالح العظمى وأنَّ ذلك واجبٌ للحاجة.

Like a Star @ heaven - مخالفٌ للعقول السليمة، فإنَّه من المعلوم في العقول أنَّ السكوت عن الباطل بتركه يستشري وينتشرُ بين الناس وتستفحلُ أخطارُه وأضرارُه هو موقف سلبي مذمومٌ يؤدِّي إلى تقوية الباطل لا إماتته.

Like a Star @ heaven - مخالفٌ للفطرة الإنسانية والضرورة الواقعية، ولا أدلَّ على ذلك من أنَّ كثيرًا من ناشري هذه العبارة بل جُلُّهم إنَّما يَردُّون بها على الذين يتصدون للباطل، فهم بردِّهم على هؤلاء قد خالفوا مبدأ السكوت الذي يستحسنونه أو يوجبونه، إذْ لم يلتزموا هم أنفسهم بالسكوت تجاه هؤلاء، فاستحقوا اللوم من وجهين: الأول: إطلاقهم القول باستحسان السكوت وإلزام الآخرين به، والثاني: وقوعهم في التناقض بعدم التزامهم أنفسهم بما يدعون إليه من السكوت!!

Like a Star @ heaven - الذي رُوي عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه هو لفظٌ آخر مخالفٌ لهذا اللفظ.
فقد روى أبو يوسف القاضي رحمه الله في كتاب (الخراج) وأبو نُعَيم الأصبهاني رحمه الله في كتاب (حلية الأولياء) عن عمر رضي الله عنه أنه قال: “إنَّ لله عبادًا يُميتون الباطل بهجره، ويحيون الحقَّ بذكره”.

Idea وهذا الكلام وإن كان في سنده نظرٌ فهو من جهة المعنى صحيح، فإنَّ معناه: أنَّ من توفيق الله للعبد أن يعينه على إماتة الباطل بهجره، وهجرُه يكون: بهجر اعتقاده، وهجر العمل به، وهجر إشاعته وإذاعته والدعوة إليه، كما قال الله تعالى: {والرُّجْزَ فاهجر}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « المهاجِرُ من هجر ما نهى الله عنه » رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: « المهاجر من هجر الخطايا والذنوب » رواه ابن ماجه.

ومن مقتضيات هجر الذنوب والخطايا والأفكار المنحرفة
معالجتها بالحكمة إذا وُجِدَت، وعدم التسبُّب في إشاعتها وتفشِّيها بالتجاهل أو بالإنكار غير المنضبط أو بغير ذلك، بخلاف مقتضى اللفظ الأول الآمر بالسكوت عن الباطل مطلقًا.

Idea Like a Star @ heaven والذي يظهر أن هذا اللفظ إنما هو من تصرُّفِ بعض الكُتَّاب نتيجة استسهالهم إيراد الروايات بالمعنى لا باللفظ من دون فقهٍ صحيح، مما أدَّى إلى إفساد المعنى وتحريفه.

Idea الوقفة الثالثة: أنه على فرض صحة اللفظ المذكور فإنَّه محمولٌ على مواضع مخصوصة يكون فيها السكوت سببًا لإماتة الباطل حقًّا، كأن يكون الباطل مجهولاً مطروحًا لا يعرفه الناس ولا أثر له فيهم ولا يُخشى منه، فيكون السُّكوت حينئذ عونًا على اندثار هذا الباطل وإماتته، أو أن تكون مفسدة الكلام والإنكار أكبر من مفسدة المنكر الموجود، كما قال الله تعالى: {ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبُّوا الله عَدْوًا بغير علم}، ونحو ذلك من المواضع المخصوصة.

Idea Like a Star @ heaven وهذا لا يُعارِضُ أنَّ القاعدة العامة والأصل الأصيل هو ردُّ الأقوال الباطلة ومعالجة الأفكار المنحرفة ، وبالخصوص تلك الأفكار والثقافات التي تُنشَرُ ويُراد بها تشويه الدين وإفساد المجتمعات والإضرار بالدول الإسلامية وإشعال الفتن فيها ويكون السُّكوت عنها عونًا على استفحالِها وزيادةِ ضررها، فإنَّ من المعلوم لدى العقلاء فضلاً عن العلماء أنَّ ترك إنكار المنكر في بعض المواضع المخصوصة للمصلحة الراجحة لا يُسوِّغُ إطلاق القول بأنَّ السُّكوت والترك هو أصلُ هذا الباب وأساسُه، بل العكس هو الصَّحيح، وأنه لا بدَّ من القيام بواجب الوقاية والعلاج والتصدي للثقافات والأفكار المنحرفة، بالعلم والحجة والبرهان، وبالحكمة والرحمة وسداد نظر، كما قال المولى تبارك وتعالى: {كنتم خير أمَّةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.

نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا ديننا ووطننا وقيادتنا ومجتمعنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يوفقنا جميعا لما يحبُّه ويرضاه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 : 
 ............................
scratch Question Idea Like a Star @ heaven رأي آخر ووجهة نظر اخرى...نحترم كل الاراء ولا نسفه منها ولا من اهلها شيء
.............................

أميتوا الباطل بدفنه...
ليس صحيحاً بالكلية !!!


Idea Question Like a Star @ heaven تنبيهات حول إماتة الباطل بهجره أو دفنه وعدم ذكره:

Idea . ينسبون للفاروق رضي الله عنه أنه قال بحسب رواية أبي نعيم في الحلية ( اميتوا الباطل بالسكوت عنه ) أو نحو ذلك، وهو أثر لا يصح سنداً، وسيرة الفاروق بخلافه، فالباطل لم يرفع رأساً ولا ذيلا معه، بل كان الشيطان يفر من الطريق الذي يمر به عمر رضي الله عنه وأرضاه.

Idea . للأسف استعمل تلك العبارة في التاريخ والحاضر الكثير من أهل الباطل، لإسكات المصلحين عن الإنكار عليهم، وحتى لو كانت كلمة حق فقد أرادوا بها الباطل.

Idea . وللأسف رددها دون تمحيص بعض الصالحين بجهل وحسن نية، متناسين أنهم أمام عدو لئيم، لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة.

Idea . لا بد من التفريق بين الرد على الباطل المستتر غير المنتشر والباطل المنتشر، فالباطل المستتر قد يتعامل معه بعدم نشره ليموت ذكره وذكر أهله.

Idea . ولا بد من التفريق بين الرد على الكلام الباطل وبين الأشخاص الذين نشروه، فيرد على الشبهات والأباطيل عموما دون ترويج وإشهار أصحابها الموتورين.

Idea . إن القرآن الكريم والسنة النبوية هما الأصل، ولطالما رد الكتاب والسنة على الشبهات والأباطيل القديمة والحديثة، مع ذكر أصحابها أحيانا.

Idea . ان تلك الجملة المنسوبة للفاروق عمر - رضي الله عنه - لا تصلح منهجا عاما ولا قاعدة عامة، فهي رغم عدم صحتها حمالة أوجه، وهي جزء من خطبة، أخذت في غير سياقها العام.

Idea . ان الباطل المنتشر والمشتهر لا يجوز السكوت عنه، بل ينطبق عليه حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - :
" مَن رأى مِنكُم مُنكرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ . وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ "
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.الصفحة أو الرقم: 49 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
9- لا يعني مجرد نقل اخبار وتفاهات وترهات اهل الكفر والضلال والافساد والالحاد، انه انكار ورد ودفاع ومحق للباطل واهله ...بل يجب الرد بالدليل والحكمة والمنطق ، او رفع الامر الى اهل العلم وعدم الخوض فيما لا نعلم له دليلا ولا صحة