الأربعاء، 13 أبريل 2022

زكاة الفطر نقدا .. ومامعنى طعمة للمساكين.

 مامعنى طعمة للمساكين.


عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، (( وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ )) ...
ما معنى كلمة طعمة بضم الطاء التي وردت في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟
لو رجعنا الى كتاب لسان العرب او غيره لوجدنا ان لها معان عديدة اهمها :
١_الطعمة : المأكلة
ويقال : جعل السلطان ناحية كذا طعمة لفلان أي مأكلة له .
٢- الرزق :
وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه : إن الله تعالى إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم بعده ;
الطعمة بالضم : شبه الرزق ، يريد به ما كان له من الفيء وغيره ، وجمعها طعم ، ومنه حديث ميراث الجد : إن السدس الآخر طعمة له ; أي أنه زيادة على حقه .
ويقال : فلان تجبى له الطعم أي الخراج والإتاوات ،
3_ الكسب
يقال : فلان طيب الطعمة
وخبيث الطعمة إذا كان رديء الكسب ،
4- تكون خاصة في حالة الاكل
وهي بالكسر اي كسر الطاء خاصة حالة الأكل ، ومنه حديث عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه :
فما زالت تلك طعمتي بعد ; أي حالتي في الأكل .
والكلام في معناها في لسان العرب اكثر اختصرت لكم بعضه ومن شاء ان يستزيد فليعد اليه .
ثم ان هذه الكلمة وردت في السنة النبوية في احاديث كثيرة منها
روى الامام مسلم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا
طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا،
وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ،
وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ ".
ولو رجعت الى شرح الحديث لوجدت معناها يرزق ...
ومنها ما رواه الامام أحمد عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أَنَّهُ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَقَالَ : " طُعْمَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ".
ولا تحتاج الى تعليق في هذا فسمى الثمن طعمة .
وفي سنن ابي داود سنن أبي داود عن سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه
أَخَذَ رَجُلًا يَصِيدُ فِي حَرَمِ الْمَدِينَةِ
الَّذِي حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَسَلَبَهُ ثِيَابَهُ،
فَجَاءَ مَوَالِيهِ فَكَلَّمُوهُ فِيهِ،
فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ هَذَا الْحَرَمَ،
وَقَالَ : " مَنْ أَخَذَ أَحَدًا يَصِيدُ فِيهِ فَلْيَسْلُبْهُ ثِيَابَهُ ".
فَلَا أَرُدُّ عَلَيْكُمْ طُعْمَةً أَطْعَمَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ دَفَعْتُ إِلَيْكُمْ ثَمَنَهُ.
وهنا ايضا المعنى واضح للقارئ .
وهكذا يتضح للقارئ ان هذه الكلمة لا تخص الطعام فقط .
ولو اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم تخصيصها بهذا المعنى لذكر ذلك بكلمة لا تعطي هذه المعاني المتعددة .
وبعد ان تعرفت على مقدار جهل المتحامل على فقهاء الامة تذكر ان
الجاهلون لاهل العلم اعداء
لذلك يلمزونهم بكلماتهم التي يقفون امام الديان جل جلاله ليسالوا عنها .
(( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ))
من سورة الصافات- آية (24)