الخميس، 3 أغسطس 2023

حكم التسمية بالسلفية ؟!

 إحذر اخي التسمية بالسلفية بدعة اتقي الله  :

أدعياء السلفية و إشكالية النسبة الى السلف الصالح وبدعية اللقب: ( سلفي ) .

جاء رجل إلى الإمام مالك

فقال: يا أبا عبد الله أسألك عن مسالة أجعلك حجة بيني وبين الله عز وجل،

قال مالك: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، سل.

قال: مَن أهل السنة؟. قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به".

(1) لقد حارب "السلفيون" اللافتات والألقاب التي يرفعها العاملون للإسلام، خاصة تلك التي تقتضي تحزباً وتكتلاً، وذلك لآثارها السلبية والخطيرة والتي أهمَها شق صف الأمَة، والتميز عنها بحيث تصبح اللافتات مقاييس اللقاء والمفارقة، وميزان التقوى وصحة الإسلام، وهذا ـ طبعا ـ بعد التأكيد على بدعتها، فالله سبحانه لم ينزل بها سلطانا. هكذا سمعنا كبار "السلفيين" يرددون ليل نهار، حتى لقد كانت هذه القاعدة من أهم معالم المدرسة السلفية.

(2) وبعد، أن اقتنع كثير من المسلمين بهذه القاعدة، واصبحوا يمقتون الحزبية والتفرق، والتميز عن المسلمين، وشق صفهم بالألقاب واللافتات، بعد كل هذا، إذ بدعاة الأمس، ومحاربي تلك البدعة من أكثر الناس وقوعا فيها، ومن اًكثر الدعاة التزاما بمعايير تفصلهم عن المسلمين.

لقد أصبحت "السلفية" لافتة، إن لم يكن بلسان المقال، فبلسان الحال، وإن لم يكن تصريحا فواقع التصرفات يُصرًح بذلك، وأي شئ تنفع بعد ذلك الدعاوى التي تنص على أن "السلفية" ليست حزبا، وأن "السلفيين" ليسوا متكتلين، إذا كان السلوك سلوكا حزبياً. أليس التقيد بالمصطلحات في مثل هذه الحالات سذاجة وسطحية!

إنَ هذا الوضع يتطلب منا أن نُبين الموقف من هذه الظاهرة التي تشكل خطراً على الدعوة إلى منهج أهل السنة. وكلامنا في هذا المبحث على مستويين، الأول: بدعية اللقب. والثاني: أنه مع افتراض شرعيته، فإن نتائجه تلزمنا بعدم استخدامه.

(3) لسنا "السلفيين" ولكننا المسلمون:

هكذا كانت البداية، وهكذا يجب أن تظل، وإذا كان ابتداء هذا اللقب من الآخرين، فلا ينبغي أن نفقد مناعتنا وننساق وراءه فنسمي أنفسنا به.

إن الاسم الذي ارتضى لنا رب العزةِ الانتساب إليه هو الإسلام، قال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) الآية (الحج: 78) وهذا الاسم هو الذي أراده لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع التحذير من غيره، فقال صلى الله عليه وسلم: "من دعا بدعوة الجاهلية، فهو من جُثا جهنم، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها: المسلمين عباد الله"[1].

ولقد سأل معاويةُ ابن عباس رضي الله عنهم فقال: أنت على ملة عثمان أو على ملة علي؟ فقال: لستُ على ملة علي، ولا ملة عثمان، بل أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

https://fatawaeslam.blogspot.com/2019/07/blog-post_14.html

الألباني وطعنه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين وتنقصه لهم

 الألباني وطعنه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين وتنقصه لهم :



قال القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 / 52 – 53 –
وَمِن تَوَقِيرِه وَبِرّه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم :
1 – تَوْقِير أصْحَابِه وَبرُّهُم وَمَعْرِفَة حَقّهِم .
2 – وَالاقْتِدَاء بِهِم .
3 – وَحُسْن الثَّنَاء عَلَيْهِم .
4 – وَالاسْتِغْفَار لَهُم .
5 – وَالْإِمْسَاك عَمَّا شَجَر بَيْنَهُم .
6 – وَمُعَادَاة من عَادَاهُم .
7 – وَالإضْرَاب عَن أخْبَار المُؤَرّخِين وَجَهَلَة الرُّوَاة وَضُلَّال الشّيعَة وَالمُبْتَدِعِين القَادِحَة فِي أحِد مِنْهُم .
8 – وَأن يُلْتَمَس لَهُم فِيمَا نُقِل عَنْهُم من مِثْل ذَلِك فِيمَا كَان بَيْنَهُم مِن الفِتَن أحْسَن التَّأْويلات وَيُخَرَّج لَهُم أصْوَب المَخَارِج إِذ هُم أَهْل ذَلِك .
9 – وَلَا يُذْكَر أحد مِنْهُم بِسُوء وَلَا يُغمض عَلَيْه أمْر بل تذكر حَسَناتُهُم وَفَضَائِلُهُم وَحَمِيد سِيرَهِم وَيُسْكَت عَمَّا وَرَاء ذَلِك .
………………………………
فهل وقر النبي صلى الله عليه وسلم ، وعرف حق أصحابه من :
1 – زعم بأن زوجاته غير معصومات من الزنا في قول لم يسبق إليه غير معتد بإجماع من سبقه من أهل العلم ؟
2 – ومن عرض بعرض زوجته الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله عنها ؟
3 – ومن زعم بأن أم المؤمنين عائشة قد روت حديثا صحيحا ثم خالفته مخالفة صريحة ؟
4 – ومن روى قصة باطلة لا أساس من الصحة لغرض التفكه والضحك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؟
4 – ومن زعم بأن عبد الله بن عمر من الغلاة ؟
5 – ومن زعم أن أسماء بنت أبي بكر كانت تلبس لباس الفاجرات وهو يعلم يقينا أن الحديث في ذلك لا يصح ولكن لأجل الانتصار لرأي يراه ؟
7 – ومن صحح الأحاديث المنكرة في مثالب الصحابة والتي أعلها أهل الشأن قبله غير مكثرت بهم ؟
8 – ومن طعن في ابن حجر العسقلاني والذهبي لعدم تصحيحهما لحديث منكر باطل في مثالب أحد الصحابة بدعوى أنه منعهما عن ذلك : إما رهبة الصحبة أو ظروف حكومية وشعبية ؟
9 – ومن زعم بأن الصحابة فيهم من لا يستنزه عن البول ، وعدم الاستنزاه من البول من الكبائر ؟
10 – ومن كذب على الفاروق عمر وزعم أنه كان يذبح للأصنام حتى بعد إسلامه ؟
11 – ومن انتقد ابن حجر العسقلاني لقوله بإحسان الظن في الصحابة ؟
وغير ذلك .

  • هل هذا وقر النبي صلى الله عليه وسلم ، وعرف حق أصحابه ؟
    ………………………………
    الألباني وطعنه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين وتنقصه لهم :
    كان السلف يتهمون بالزندقة من طعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تنقصهم .
    فكيف يُجْعَلُ من طعن فيهم أوتنقصهم إماما عند بعضهم وخاصة أنهم أكثر الناس دندنة باتباع منهج السلف ؟
    وعن أي سلف يتحدثون ؟
    وهل كان السلف يطعنون في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينتقصونهم ؟
    قال الإمام أحمد ” لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع”
    وقال أبو زرعة : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة!!.
    وعن الإمام أحمد أنه قال : إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء ـ فاتهمه على الإسلام.
    وقال الإمام البربهاري : واعلم أن من تناول أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمداً، وقد آذاه في قبره !!.
    وقال العوام بن حوشب : اذكروا محاسن أصحاب محمد عليه السلام تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا مساويهم ، فتحرشوا الناس عليهم .
    وقال الخلال في السنة :
    824 – أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: «لا نقول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الحسنى»
    825 – وأخبرني محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي هارون، أن أبا الحارث قال: جاءنا عدد ومعهم ذكروا أنهم من الرقة، فوجهنا بها إلى أبي عبد الله، ما تقول فيمن زعم أنه مباح له أن يتكلم في مساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو عبد الله :
    «هـــــذا كــــــلام ســــــوء رديء، يـــــجــــــانــــــبــــــون هــــــــؤلاء الــــــقـــــــوم، ولا يـــــــجــــــــالــــــســـــــــون، ويــــــبـــــــيــــــــن أمــــــــرهـــــــــم لــــــلــــــنـــــــــاس » .


طعونات الألباني في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم :
يدندن الكثير من مقلدة الألباني كلما ينتقد حبرهم الأعظم الذي جعلوه حاكما مطلقا على دين الله ، يدندون دائما بعبارة : حتى وإن خالف وأخطأ فاعرفوا قدر العلماء وتأدبوا معهم .
نقول : حبرهم الأعظم ما عرف الأدب مع سادات الأمة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عرف الأدب مع أمهات المؤمنين ، وتكلم فيهم بكلام ما سبقه به أحد إلا أهل البدع والضلال بل بعضها ما قاله إلا الزنادقة .
فاعرف يا أيها المقلد قدرك وقدر من جعلته حاكما على دين الله ، فإمامك معقد الولاء والبراء عندك ما حفظ قدر الصحابة ، فمن تطاول على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا كرامة له كائنا من كان .
طعونات الألباني في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :

1 – استهزائه بأم المؤمنين عائشة وتهكمه عليها وروايته لقصة باطلة لا أساس لها من الصحة لغرض التفكه بأم المؤمنين والضحك عليها :
قال الألباني : وهناك نكتة قرأتها في بعض الكتب، ولا يهمني الآن أيضًا صحة السند : ” أنه بلغها أن خلافًا نشب بين عبيد لها وعبيد لشخص آخر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهيأت للخروج، فسألها قريب لها : إلى أين يا أم المؤمنيين.؟ قالت للنظر في الخلاف الذي نشب بين هؤلاء وهؤلاء، بخصوص إيش.؟ بغلة ادعاها كل من الفريقين، قال لها : يا أم المؤمنين ألا يكفينا وقعة الناقة حتى تثيري لنا وقعة البغلة من جديد ” ههههه .
مقطع من الشريط رقم 606 من سلسلة الهدى والنور ( وقت المقطع: 00:12:07 ) .
قلت : لا يهمه صحة القصة بقدر ما يهمه التفكه بعرض أم المؤمنين والضحك عليها .

2 – زعمه بأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ثم خالفته مخالفة صريحة .
آداب زفافه ص 264 .
قلت : والحديث الذي ادعى بأن عائشة خالفته حديث منكر باطل لا يصح ، فلا مشكلة عند الألباني الطعن حتى في أم المؤمنين عائشة لأجل الانتصار لرأي يراه .

3 – مخالفته للإجماع وابتداعه لقول شاذ لم يسبق إليه بزعمه بأن أمهات وزوجات الأنبياء ومنهم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ممكن وقوعهن في الزنا .
والإجماع منعقد على عصمة زوجات وأمهات الأنبياء من الزنا ولا يعرف أن أحدا خالف في ذلك إلا ما صدر من الطعان الألباني .

4 – تعريضه بعرض أم المؤمنين الطاهرة الشريفة عائشة رضي الله عنها لأجل تصحيح حديث منكر.
الألباني يُعَرِّضُ بعرض أم المؤمنين عائشة لكي يصحح حديثا منكرا أعله الأئمة النقاد قبله ، ويعارض به اعتراضا طرح عليه في تصحيحه لهذا الحديث المنكر :
حديث : أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فقال لها : ” يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح لها أن يرى منها إلا هذا وهذا. وأشار إلى وجهه وكفيه “
والحديث منكر باطل صححه الألباني لكي ينتصر لمذهبه .
اعترض بعض المعاصرين عليه : كيف أن أسماء تلبس ثيابا رقاقا تبين ملامح جسمها وتدخل على غير زوجها بها ؟
فقال في رده الذي ادعى بأنه الرد المفحم ص 106 :
وفي استبعاد ذلك مكابرة مكشوفة طالما رأينا منهم أمثالها ذلك لأنه ليس في الشرع – ولا في العقل – وما يمنع من وقوع ذلك من أسماء أو غيرها لانتفاء العصمة كما ذكرت آنفا كيف وقد اســـــــتــــــجــــــــاز النبي صلى الله عليه وسلم أن يـــــــقــــــــع من عــــــــــــائـــــــــشـــــــة الصــــــديــــقــــــــة الـــــــمــــــطــــــهـــــــــرة أخـــــــــت أســـــــــــمــــــــــاء ما يــــهــــــــون ذكـــــــــــر مــــــــــــــا اســـــتـــــــبــــــعــــــــــده هـــــؤلاء عــــــن أســــــمـــــــــاء – ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في قصة الإفك:
(صحيح) ” إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه. . . ” الحديث؟
انتهى .
…………………………………..
أما وجد غير هذا ليذكره ؟
لما لم يكتف بتضعيف أهل الشأن لهذا الحديث ونكارة متنه وغرابته ؟
ألأجل الانتصار لمذهبه يُعَرِّضُ بعرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويزعم بأن أسماء بنت أبي بكر كانت تلبس ثياب العاهرات الفاجرات ؟
………
قلت :
حاشا لأسماء بنت أبي بكر أن تلبس لباس الفاسقات الفاجرات العاهرات التي تبين ملامح جسمها وتخرج به لكي يراه الناس … ولكن الألباني لا يهمه شيء في سبيل الانتصار لرأي يراه أو عقيدة يعتقدها ..
ولو أنك ضربت بزوجة الألباني وبناته الأمثال كما يضرب الألباني الأمثال بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة لرماك القوم بالكفر والردة.

5 – موضع آخر من مواضع تعريض الألباني بعرض النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، وتبيين أن تعريضه هذا وما فسر به كلام المصطفى في أحد الأحاديث وهو تفسير لم يسبق إليه ولا يعرف قبله – يستلزم لا محالة الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم :
ذكرنا في بحث سابق تعريض الألباني بعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم لأجل تصحيح حديث منكر .
وهو قوله في رده الذي ادعى بأنه الرد المفحم ص 106 :
كيف وقد استجاز النبي صلى الله عليه وسلم أن يقع من عائشة الصديقة المطهرة أخت أسماء ما يهون ذكر ما استعبده هؤلاء عن أسماء ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة في قصة الإفك:
(صحيح) ” إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه. . . ” الحديث؟
انتهى .
……
وهذا موضع آخر معرضا فيه بعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم لأجل تقرير مسألة ما :
قال في الشريط رقم 752 معرضا بعرض المصطفي مرة أخرى :
الشاهد أن الرسول دخل عليها فقال (يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله) فهل معنى ذلك لو أنها لا سمح الله وقعت في الفاحشة أنها ارتدت عن دينها ؟!
قلت :
للرد على هذا الطعان الخبيث الذي ما سلم منه أحد :
1 – لو أن رجلا قيل له : إن زوجتك قد زنت ، ثم دخل هذا الرجل على زوجته فقال لها : إن زنيت فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب ومنه الزنا هو الندم والاستغفار ؟
هل هذا رجل يملك ذرة غيرة ؟
هل هذا لا يعتبر وصفا للرجل بالدياثة وقلة الغيرة ؟
يعني يدخل عليها ويقول لها : إن زنيت فليست هناك مشكلة إطلاقا فقط استغفري الله وتوبي إليه وليس عليك أي شيء لا حد ولا عقوبة ولا غير ذلك ؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من عرّض بعرض نبينا وطعن فيه .
……………
2 – في قوله تعالى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) .
1 – قال محمد بن عمر نووي الجاوي في تفسيره ( مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد ) 1 / 530 :
فـــي هـــذا القـــول الـــــذي لا يــلــــيـــق بـــمـــقـــام الأنــبــيــاء وكـــان الـــعـــزيـــز رجـــلا حـــلــيـــمـــا، فــاكــتـــفــتى بــهــذا الــقــدر مــن مــؤاخـــذتـــهــا، وكــان قــلــيــل الــغــيــرة.

  • وهذا نص كلام الجاوي كاملا :
    يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا – أي يا يوسف أعرض عن ذكر هذه الواقعة حتى لا ينتشر خبرها ولا يحصل العار العظيم بسببها، واكتمه فقد ظهر صدقك ونزاهتك، اسْتَغْفِرِي يا زليخا لِذَنْبِكِ الذي صدر عنك أي توبي إلى الله تعالى مما رميت يوسف به وهو بريء منه إِنَّكِ كُنْتِ بسبب ذلك مِنَ الْخاطِئِينَ (29) .
    في هذا القول الذي لا يليق بمقام الأنبياء وكان العزيز رجلا حليما، فاكتفى بهذا القدر من مؤاخذتها، وكان قليل الغيرة .
    انتهى .
    قلت :
    والألباني ادعى ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.
    2 – وقال الزجاج في معاني القرآن 3 / 104 :
    (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)
    معناه يا يوسف اكتم هذا الأمر ولا تذكره.
    (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ).
    ويرْوى أنهُ كان قَليلَ الغَيْرَةِ.
    3 – وقال الماوردي في تفسيره 3 / 29 :
    {واستغفري لذنبك} هذا قول الملك لزوجه وهو القائل ليوسف أعرض عن هذا. وفيه قولان: أحدهما: أنه لم يكن غيوراً فلذلك كان ساكتاً. الثاني: أن الله تعالى سلبه الغيرة وكان فيه لطف بيوسف حتى كفى بادرته وحلم عنها فأمرها بالاستغفار من ذنبها توبة منه وإقلاعاً عنه. {إنك كنت من الخاطئين} يعني من المذنبين , يقال لمن قصد الذنب خَطِىءَ , ولمن لم يقصده أخطأ , وكذلك في الصوب والصواب .
    4 – وقال تاج القراء في تفسيره ( غرائب التفسير وعجائب التأويل ) :
    كان العزيز قليل الغيرة حين اقتصر على قوله لها (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) ، وقيل: سلب الله الغيرة عنه لطفاً بيوسف.
    5 – وقال ابن عطية في تفسيره 3 / 239 :
    وهذا محتمل إلا أنه لا يلزم من ألفاظ الآية، بل يحتمل أن كانت قصة النساء بعد قصة القميص وذلك أن العزيز كان قليل الغيرة بل قومه أجمعين، ألا ترى أن الإنكار في وقت القميص إنما كان بأن قيل: إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [يوسف: 28] وهذا يدل على قلة الغيرة، ثم سكن الأمر بأن قال: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا [يوسف: 29] وأنت اسْتَغْفِرِي [يوسف: 29] وهي لم تبق حينئذ إلا على إنكارها وإظهار الصحة، فلذلك تغوفل عنها بعد ذلك، لأن دليل القميص لم يكن قاطعا وإنما كان أمارة ما هذا إن لم يكن المتكلم طفلا.
    6 – وقال الفخر الرازي في تفسيره 18 / 447 :
    قال أبو بكر الأصم : إن ذلك لزوج كان قليل الغيرة فاكتفى منها بالاستغفار .
    7 – وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره 6 / 262 :
    قال الزمخشري:
    وما كان العزيز إلا حليما، روي أنه كان قليل الغيرة انتهى.
    8 – وقال النسفي في تفسيره 2 / 106 :
    وكان العزيز رجلاً حليماً قليل الغيرة حيث اقتصر على هذا القول .
    8 – وجاء في تفسير المنار 12 / 238 :
    وقد استدل الكرخي بقول هذا الوزير الكبير لزوجه على أنه كان قليل الغيرة وسيأتي ما يؤيده .
    9 – وقال الصابوني في ( صفوة التفاسير ) 2 / 44 :
    {إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخاطئين} أي من القوم المتعمدين للذنب، وفي هذا إشارة إلى أن العزيز كان قليل الغَيْرة حيث لم ينتقم ممن أرادت خيانته، وتدنيس فراشه بالإِثم والفجور .
    10 – وقال العاني في تفسيره 3 / 203 :
    قالوا وكان العزيز مع حلمه قليل الغيرة فقد اقتصر على هذا القول وكان عليه بعد أن قنع بخطأ زوجته أن يفعل بها ما يفعل غيره بمثلها من أهل المروءة والشرف .
    …………
    3 – أضاقت على الألباني الأمثلة حتى ما وجد إلا التعريض بعرض نبينا صلى الله عليه وسلم .
    ……………………………………………………….
    الحوار كاملا :
    «كيف نوفق بين حديث (الحياء والإيمان قرنا جميعاً وإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر) وبين قولكم هناك كفر عملي واعتقادي.؟»
    السائل: قلتم بأن القلب يعكس على الظاهر أنهما توأمان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا نزع أحدهما نزع الآخر) فإذا كان إنسان بظاهر أعماله يدل على الكفر عملا، فكيف نوفق يعني إذا … كيف نقول بأنهما قرناء جميعا وأنهما قالب واحد، والآن نقول كفر عملي وإعتقادي بارك الله فيكم؟
    الألباني : نحن ما نقول في هذا الكفر العملي كفر اعتقادي هذا لابد لكل مسلم أن يعتقد ذلك، أما الحديث الذي أنت تنزع إليه أو تستدل به ليس فيه ما ينافي هذا التفصيل الذي ذكرناه آنفا ولا علمت أحدا يقول بأن هذا الحديث يقطع بأن مرتكب المعصية هو كافر قلبياً وهذا معلوم أنه مذهب الخوارج قديما والإباضية منهم حديثا فلا يمكن لمسلم إلّا أن يقع في معصية فإذا فهمت أن هذا الحديث يعني خلاف هذه الحقائق التي لا يسع المسلم إلّا أن يعترف بها معنى ذلك أنه لا يبقى على وجه الأرض مسلم لأنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مثلا قصة الإفك العظيمة الخطيرة هذه لمّا الرسول صلى الله عليه وسلم وصله خبر بعض المنافقين الذين أشاعوا الفاحشة كان موقفه من عائشة ليس موقف المتصل بوحي السّماء وهو متصل بذلك دائما إلا ما شاء الله بينما كان ينتظر من السماء الخبر اليقين كان موقفه موقف أي بشر الشاهد من هذه القصة أنه أخذ يسأل الرسول عليه السلام من له صلة بالسّيدة عائشة من النساء والجواري والأقارب كعلي إلى آخره الشاهد أن الرسول دخل عليها فقال (يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله) فــهــل مــعــنــى ذلــك لـــو أنـــهـــا لا ســـمـــح الله وقـــعـــت فــي الــفــاحــشــة أنـــهـــا ارتـــدت عـــن ديـــنــــهـا؟! الجواب لا ، إذن أوِّل حديثك بأي تأويل لا مع الأساطين هذه من الحقائق الشرعية التي لا خلاف بين المسلمين إلّا الغلاة من الخوارج الذين يكفرون المسلم بارتكاب كبيرة من الكبائر وأنا أنصح بهذه المناسبة أن المتمسكين اليوم أو الذين يدّعون التمسك اليوم بالكتاب والسنة عليهم أن يفهموا الكتاب والسنة على ما كان سلفنا الصالح وفي مقدمتهم عبدالله ابن عباس ترجمان القرآن الذي كان له الفضل في تفتيح أذهان المسلمين لهذه الحقيقة الشرعية أن هناك كفر دون كفر، فقوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) الواقع يشهد أن كثيرا ممن يحكمون سواء كان حكمهم على أنفسهم أو على شعبهم أو على أمتهم إنهم لا بد أن يكون كفرهم إما كفرا خروجا عن الملة أو كفرا دون كفر ذلك لما أشرت إليه آنفا أن ما منا من أحد إلا وهو يعصي الله عز وجل فهل نتصور أن كل عاصٍ لابد أن يكون كافرا كفر ردة وهو في نفسه يعترف بأنه عصى الله أوعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترف بهذه الحقيقة وقد يستغفر حينما يستيقظ من غفلته هذا لايقال إنه كفر كفر ردة بينما كفرا دون كفر كما قال عبدالله بن عباس لهذا يجب أن نأخذ عقيدتنا من سلفنا الصالح لأنهم هم الذين فهموا كتاب الله وسنة رسول الله ونقلوا هذه المفاهيم الصحيحة إلينا فلا يحوز لمسلم أن يركب رأسه اليوم لا سيما إذا كان في ابتداء طلبه للعلم ويقول أنا أفهم من آية كذا أنو هؤلاء الحكام مثلا كلهم كفار مرتدون عن دينهم وأنه يجب الخروج عليهم وهو لا يستطيع الخروج على أهله مش يخرج على الحكام على هذا ينبغي أن نفهم هذا الموضوع.

6 – تطاول الألباني على عائشة أم المؤمنين وزعمه بأنها سلكت خطا منحرفا لردها لحديث لمخالفته للقرآن :
سؤال 3: هناك من يقول: إذا عارض الحديث آية من القران، فهو مردود. مهما كانت درجة صحته، وضرب مثالاً لذلك بحديث “إن الميت ليُعذب ببكاء أهله عليه” 1، واحتج بقول عائشة في ردها الحديث بقول الله عزوجل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ] فاطر:18 [، فكيف على يُرد على من يقول ذلك؟
الجواب: رد هذا الحديث هو من مشاكل رد السنة بالقران وهو يدل على انحراف ذلك الخط .

  • كيف يجب علينا أن نفسر القرآن ص 11 .

………………………………..
قلت :
انظروا لتصرف أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري مع قول عائشة، وانظروا لتصرف الطعان مجدد دين المرجئة والجهمية – لتعرفوا الفرق بين من جُبل على تعظيم الصحابة وحبهم ومعرفة قدرهم وفضلهم ، وبين من يرى نفسه بنفسه أنه أعلم الناس بالدين وحاكما مطلقا عليه فلا يقيم وزنا لكل من خالف رأيه ولم يسلم منه حتى سادة الأمة وخيارها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم :
قال الإمام البخاري في صحيحه :
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه» إذا كان النوح من سنته “
لقول الله تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} [التحريم: 6] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسئول عن رعيته» .
فـــإذا لـــــم يــــــكــــــــن مــــــن ســــنـــــــتـــــــه، فـــــهـــــــو كــــــمــــــا قـــــالــــــت عــــــــائـــــشــــــة رضــــي الله عـــــــنهـــــــــــا: {لا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام: 164] ” وهو كقوله: {وإن تدع مثقلة} [فاطر: 18] ذنوبا {إلى حملها لا يحمل منه شيء} [فاطر: 18] «

7 – تصحيحه لأحاديث منكرة في مثالب عائشة أم المؤمنين يستدل بها الزنادقة وغيرهم للطعن بها في أم المؤمنين عائشة منها حديث : ” أيتكن صاحبة الجمل الأدبب التي تنبحها كلاب الحوأب ، وعدم اكثراته بكلام الحفاظ النقاد على هذه الأحاديث ومن تبعهم على إعلالها .
قال الألباني في صحيحته المزعومة 1 / 854 رادا إعلال الإمامان الرازيان أبو حاتم وأبو زرعة لحديث في مثالب عائشة أم المؤمنين ، وراد على أبي بكر بن العربي وسعيد الأفغاني في ذلك :
وجوابنا على ذلك أنه ليس كل ما يقع من الكمل يكون لائقا بهم، إذ لا عصمة إلا لله وحده.
والسني لا ينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصاف الأئمة الشيعة المعصومين!
انتهى .
قلت :
ابتدع الألباني القول بمقولة : العصمة لله وحده – ولم يسبق إليها .

8 – طعن الألباني في أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها ووصفها بأنها كانت تلبس لباس الفاجرات وتصحيحه لحديث منكر في ذلك وهو يعلم بأنه حديث لا يصح انتصارا لرأيه وهو حديث : أن أسماء بنت أبي بكر، دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا» وأشار إلى وجهه وكفيه .
مع العلم أنه يعرف تمام المعرفة بأن الحديث ضعيف منكر لا يصح فقد قال كما في ( تسجيل له وهو موجود في صفحة أهل الحديث والأثر متفرقات للألباني 228 ) قال الألباني : هذا الحديث بهذا السند لا شك ولا ريب عندنا أن إسناده ضعيف ؛ لأن فيه انقطاعًا ، وفيه ضعف في بعض رواته .
وقال في الإرواء 6 / 203 عن هذا الحديث :
ضعيف : وهو إلى أنه منقطع , ضعيف السند , لكن له شاهد من حديث أسماء بنت عميس بنحوه , وقال: ” ثياب شامية واسعة الأكمام بدل ثياب رقاق “
ومع ذلك أصر الألباني كذبا وعنادا على أن الحديث صحيح لا مطعن فيه ، ولما اعترض عليه بأن أسماء بنت أبي بكر كانت صاحبة حياء وزوجها الزبير بن العوام كان صاحب غيرة شديدة على نسائه وحياء أسماء رضي الله عنها يمنعها من فعل ذلك والخروج بثياب تبين ملامح جسدها وعورتها ، رد الألباني متماديا كعادته في قلة أدبه وتطاوله وعدم مراعاته لحرمة الصحابة لأجل الانتصار لرأيه ولو على حساب الطعن في الصحابة :
قال الألباني معترضا في الرد المفحم ص 105 بأن هذا الاعتراض : مما لا علاقة له بالموضوع أصلا سوى التمويه والمغالطة المقرونة بالمبالغة في رفع غير المعصوم إلى مرتبة العصمة .
وقال ص 106 :
استبعاد ذلك مكابرة مكشوفة طالما رأينا منهم أمثالها ذلك لأنه ليس في الشرع – ولا في العقل – وما يمنع من وقوع ذلك من أسماء أو غيرها لانتفاء العصمة كما ذكرت آنفا كيف وقد استجاز النبي صلى الله عليه وسلم أن يقع من عائشة الصديقة المطهرة أخت أسماء ما يهون ذكر ما استعبده هؤلاء عن أسماء .
……………………….
قلت :
وصف أسماء بأمر ورد في حديث منكر لم يصححه أحد قط ، والألباني يعلم يقينا بأنه لا يصح فبدل أن يقول بأن الحديث ضعيف السند وفيه انقطاع ، إذ به يكابر ويعاند ويفسق ويفجر ويعرض بعرض الطاهرة المطهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، كل ذلك لأجل الانتصار لرأيه ، وكأن الانتصار لرأيه لا يحصل بدون الطعن والقدح في عرض أسماء والزبير بن العوام وعائشة أم المؤمنين .
فبدل أن يقول حاشا لأسماء وهي امرأة من خيرة الصحابيات وصاحبة حياء وعفة وطهارة أن تلبس لباس الفاجرات وخصوصا أن الحديث منكر لا يصح – إذا به يكابر ويعاند ويدعي بأن الحديث صحيح لا مطعن فيه ولو على حساب أعراض رجال ونساء الصحابة .
…………………………………………

9 – طعن الألباني في الزبير بن العوام :
لما اعترض على الألباني في الحديث المنكر والذي صححه الألباني انتصارا لرأيه وهو يعلم علم اليقين بأنه ضعيف السند وفيه انقطاع ، لما اعترض على الألباني بأن غيرة الزبير بن العوام وحياء أسماء يمنعها من الخروج بلباس الفاجرات الذي يبين ملامح جسدها ،ومن المعلوم أن وصف المرأة بذلك يستلزم ولا بد الطعن في غيرة زوجها .
رد الألباني : معترضا في الرد المفحم ص 105 بأن هذا الاعتراض : مما لا علاقة له بالموضوع أصلا سوى التمويه والمغالطة المقرونة بالمبالغة في رفع غير المعصوم إلى مرتبة العصمة .
وقال ص 106 :
استبعاد ذلك مكابرة مكشوفة طالما رأينا منهم أمثالها ذلك لأنه ليس في الشرع – ولا في العقل – وما يمنع من وقوع ذلك من أسماء أو غيرها..
……..
فبدل أن يقول حاشا لأسماء وهي امرأة من خيرة الصحابيات وصاحبة حياء وعفة وطهارة وزوجة حواري الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الغيرة والشجاعة لأن ذلك يستلزم ولا بد الطعن في غيرته لأنه مسئول عن زوجته حاشاها أن تلبس لباس الفاجرات وخصوصا أن الحديث منكر لا يصح – إذا به يكابر ويعاند ويدعي بأن الحديث صحيح لا مطعن فيه ولو على حساب أعراض رجال ونساء الصحابة وأمهات المؤمنين .
ومن طعوناته في الزبير بن العوام تصحيحه لحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير : لتقاتلنه وأنت ظالم له. يعني الزبير وعليا رضي الله عنهما “.
مع العلم بأنه نقل قول العقيلي غير آبه به : ولا يروى هذا المتن من وجه يثبت “.
ومع ذلك صححه متغاضيا عن ذكر علل بعض الأحاديث التي أوردها في الباب وفيها من فيها من الضعفاء والمجهولين .

………………………………………………….

10 – طعنه في ابن حجر والذهبي لعدم تصحيحهما لحديث منكر في مثالب أحد الصحابة بدعوى أن رهبة الصحبة أحد الأسباب المانعة من ذلك :
قال في صحيحته 7 / 723 :
وإني لأعجب أشد ّالعجب من تواطؤ بعض الحفاظ المترجمين لـ (الحكم) على عدم سوق بعض هذه الأحاديث وبيان صحتها في ترجمته ، أهي رهبة الصحبة، وكونه عمَّ عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، وهم المعروفون بأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم؟! أم هي ظروف حكومية أو شعبية كانت تحول بينهم وبين ما كانوا يريدون التصريح به من الحق؟

11 – قال في الأجوبة النافعة ص 20 :
لا نرى الاقتداء بما فعله عثمان رضي الله عنه على الإطلاق ودون قيد فقد علمنا مما تقدم أنه إنما زاد الأذان الأول لعلة معقولة وهي كثرة الناس وتباعد منازلهم عن المسجد النبوي فمن صرف النظر عن هذه العلة وتمسك بأذان عثمان مطلقا لا يكون مقتديا به رضي الله عنه بل هو مخالف لعثمان أن يزيد على سنته عليه الصلاة والسلام وسنة الخليفتين من بعده .
قلت :
وهو كثير الدندنة بحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، ويبدو أنه يرى بأن عثمان ليس من الخلفاء الراشدين عنده ؟

12 – زعمه بأن من قال بعصمة أمهات المؤمنين وزوجات الأنبياء من الزنا بأنه قد ابتدع في الدين ، والقول بعصمة زوجات الأنبياء قول انعقد عليه الإجماع والألباني يعرف ذلك .
ولا يعرف من خالف بذلك وشذ عن الإجماع إلا الألباني فقط .
فيلزم من قوله لا محالة : أن الأمة أجمعت على بدعة وضلالة .

13- طعنه في الشيخ محمد نسيب الرفاعي ووصفه بأنه مبتدع ضال ومتبع لهواه لأنه يقول بعصمة زوجات الأنبياء وأمهاتهم من الزنا وهو قول انعقد عليه الإجماع .

14 – وصفه بأن الصحابة فيهم الأعرابي البوال على عقبيه :
قال كما في الشريط رقم 145 :
صحابة الرسول عليهم السلام كما فيهم يقول بعض الفقهاء القدامى الأعرابي البوال على عقبيه .
قلت :
لفظة البوال على عقبيه لفظة ذم وقدح – وتعني أنهم لا يستنزهون من البول ، وعدم الاستنزاه من البول من الكبائر .

15 – انتقاده لا بن حجر العسقلاني في قوله :
قال ابن حجر ” والظن بالصحابة في تلك الحروب أنه كانوا فيها متأولين، وللمجتهد المخطىء أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى “.
قال الألباني بعد أن صحح حديثا منكرا في هذا المبحث ليحتج به :
وأقول: هذا حق، لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة .
صحيحته 5 / 19 .

16 – وقال عن أمر فعله عمر بن الخطاب يقصر فهم الصحفي الألباني عن إدراكه ، والألباني دائم الدندنة بحديث : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .
قال الألباني “أنا أجرؤ الناس حينما أقول: أخطأ عمر حين نهى عن المتعة في الحج لأنه خالف السنة! ولا أحد يجبرني إذا قلت: آمنت بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفرت بما نهى عنه عمر؛ لأنه خالف نص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من هو: عمر الفاروق، ولكن هنا ما كان معصوماً”اهـ (الحاوي من فتاوى الألباني 2/173).

17 – زعمه بأن عمر بن الخطاب بعد أن أسلم بأنه كان يذبح لغير الله :
قال في سلسلته المسموعة 1004 :
الألباني : معليش لكن شو درانا أنه قصد معناها ألا تدري أنه في عهد النبوة والرسالة عشرات الأشخاص يقولون لا إله إلا الله وهم منافقون؟
السائل : نعم.
الألباني : طيب ما يدرينا أن هذا الإنسان قال هذه الكلمة وهو يعني ما يقول ويعتقد ما تضمنت هذه الكلمة الطيبة ما يدرينا؟ أليس عندنا سوى هذه الشهادة الظاهرة؟
السائل : هذا صحيح ولكنه ما قالها قبل ، الآن المشرك الذي ذبح هو يقول قبل الذبح أشهد أن لا إله إلا الله ويذبح ويستغيث ويقول بعد ذلك أشهد أن لا إله الله .
الألباني: يا شيخ بارك الله فيك كل المشركين هكذا ، سبحان الله .المشركين عمر بن الخطاب لما أسلم ما كان يذبح لغير الله ؟ .
السائل : لكن ما كان يشهد قبل .
الألباني : ما كان يذبح ؟
السائل : نعم .
الألباني : هو كان مشركا في قرارة قلبه فبمجرد أن يقول لا إله إلا الله أنت تعتقد أنه بلحظة واحدة تغيرت عقيدته رأسا على عقب؟
السائل : لا شك.
الألباني : كيف لا شك؟
السائل : لا شك أن لا إله إلا الله أنه نزع عبودية غير الله وأفرد الله بالعبودية.
الألباني : التفاصيل أنا أتكلم عن التفاصيل يعني تعتقد أن المشرك الذي قاتل الرسول عليه السلام دهرا طويلا مجرد أن قال أشهد أن لا إله إلا الله فهم التوحيد بالمعنى الذي نفهمه نحن الآن؟
السائل : بتفاصيله أو بالإجمال بأن الله جل وعلا هو المعبود؟
الألباني : إذا سألتني هذا السؤال أنا أجيبك بالتفصيل أو الإجمال المنجي من الكفر أي شيء تريده؟
انتهى
قلت :
حاشا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة مما قاله الألباني ، ولكن الألباني في سبيل الانتصار لعقيدته ورأيه لا يبالي فيمن يطعن وعلى من يكذب .

18 – الجهمي الألباني يصف ابن عمر رضي الله عنه بالغلو :
قال في سلسلته الشريط رقم 42 عن ابن عمر :
هو الصحابي الفريد الوحيد الذي عرفنا عنه غلوه وتشدده في إتباع أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام حتى ما كان منها جبلية ولم تكن من السنن التعبدية .
وقال أيضا :
أما ابن عمر الذي صحب الرسول عليه السلام وحرص ذلك الحرص الغريب الشديد في اتباعه عليه السلام حتى فيما يرى الآخرون أن هذا ليس من الاتباع في شيء وإنما حبه أودى به إلى الغلو في اتباع الرسول عليه السلام بما ليس فيه سنة .
قلت :
حاشا ابن عمر وحاشا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصفوا بأنهم غلاة ، ووصف بعض الصحابة بذلك هو قدح وطعن فيهم .
ومن من أهل العلم قال بهذا كما يزعم الألباني في قوله : فيما يرى الآخرون أن هذا ليس من الاتباع في شيء وإنما حبه أودى به إلى الغلو في اتباع الرسول عليه السلام بما ليس فيه سنة ؟
………………………..
وأما لفظ الغلو فقد جاء في جمهرة اللغة : الغلو: الارتفاع في الشيء ومجاوزة الحد فيه ومنه قوله جل وعز: لا تغلوا في دينكم، أي لا تجاوزوا المقدار.
وقال ابن سيده في المحكم : الغالي، وَإِنَّمَا اشتق من الغلو الَّذِي هُوَ التجاوز لقدر مَا يجب، وَهُوَ عِنْدهم افحش من التَّعَدِّي .
وقال الزبيدي في تاج العروس عن الغلو :
وَفِي المِصْباح: غَلاَ فِي الدِّيْن غُلُوًّا تَشَدَّدَ وتَصَلَّبَ حَتَّى جَاوَزَ الحَدَّ.
وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {لَا} تَغْلُوا فِي دِينِكُم غَيْر الحَقِّ} . وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: {الغُلُوُّ فِي الدِّين البَحْثُ عَن بَواطِنِ الأَشياءِ والكَشْفِ عَن عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعبَّداتِها.
وَقَالَ الراغبُ: أَصْلُ الغُلُوِّ تَجاوُزُ الحَدِّ؛ يقالُ ذلكَ إِذا كانَ فِي السِّعْرِ غَلاءٌ، وَإِذا كانَ فِي القَدْرِ والمَنْزِلةِ} غُلُوٌّ، وَفِي السَّهْمِ {غَلُوٌّ، وأَفْعالُها جمِيعاً غَلاَ} يَغْلُو.
انتهى .
فعلى هذا لا يجوز وصف ما كان من الصحابة -رضي الله عنهم- في حياة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالغلو وهو مجاوزة الحد في العبادة ولو وقع منهم لأنه وصف لا يليق وصفهم به ، فكيف وهو لم يكن !!
لأن كلمة الغلو قدح نهى عنها الله، والزمن زمن تشريع، وهو من أشرف الأزمنة وخير القرون، فما يقع فيه شيء مخالف للشرع إلا أخبر الله -عز وجل- به نبيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال ابن تيمية في شرح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
قال ابن تيمية رحمه الله: (وقوله: إياكم والغلو في الدين، عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال)
قال ابن عثيمين :
الغلو في محبة الرسول-صلى الله عليه وسلم- بمعنى: أن يتجاوز الإنسان الحدود ويقول: إن ذلك من محبة الرسول محرم؛ لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- نهى عن الغلو فيه. ثم إن الذي يغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام ويرفعه فوق منزلته التي أنزله الله -عز وجل- مدعياً أنه يحبه قد كذب نفسه؛ لأن المحب يأخذ بنصائح حبيبه ويتبع حبيبه ولا يخالف حبيبه، والغالي في الرسول عليه الصلاة والسلام مخالف للرسول-صلى الله عليه وسلم- ، فكيف يدعي حب الرسول؟ وهو يعصي الرسول ولهذا نقول: من كان للرسول أشد اتباعاً فهو أصدق محبة، ومن خالف الرسول عليه الصلاة والسلام فقد نقص من محبته الرسول بقدر ما خالف فيه الرسول. ولا تغتر بهؤلاء الغلاة الذين يغلون برسول الله-صلى الله عليه وسلم- ، وينتحلون أحاديث لا زمام لها، بل هي مما يعلم بالضرورة من دين الإسلام أنها موضوعة مكذوبة، لا تغتر بهؤلاء، وقل لهم كما قال الله -عز وجل-: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾[آل عمران: 31].
……………………………………..

19 – – الألباني وزعمه بأن أبا هريرة قد فعل بدعة وخالف السنة !!
حتى الصحابة يفعلون البدع عند الألباني !!!
الألباني وزعمه أن أبا هريرة قد ابتدع بدعة في الدين وخالف السنة ولكنه ليس بمبتدع – ( قلت : وأبو هريرة رضي الله عنه ليس بمبتدع قطعا ، وفعله ليس ببدعة كما يزعم الألباني ) .
وزعمه أن من اقتدى بأبي هريرة في صنيعه هذا فقد فعل بدعة !!!
والغريب أنه يستدل بأحاديث رواها أبو هريرة ليحتج بها على أن فعل أبا هريرة بدعة !!
فالألباني يشير بذلك إلى أن أبا هريرة قد خالف ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يفهم ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم – ولكن الألباني عند نفسه لم يخالف كأبي هريرة وفهم ما لم يفهمه أبا هريرة من الأحاديث التي رواها أبو هريرة بنفسه .
…………………………………
جاء في سلسلة الألباني – الشريط رقم 785 :
«من هو المبتدع؟»
الألباني : لما ذكرت آنفًا من أن وقوع العالم في البدعة لا يعني أنه مبتدع وأن وقوع العالم في ارتكاب المحرم أي في القول بإباحة ما هو محرم طبعًا اجتهادا منه هنا وهناك لا يعني أنه ارتكب محرمًا فأقول أثر أبي هريرة هذا الذي ينص على أنه كان يقوم يوم الجمعة قبل الصلاة يعظ الناس ويذكرهم يصلح أن يكون مثالا صالحًا لكون البدعة قد تكون تقع من رجل عالم وليس مع ذلك هو مبتدعًا وقبل الخوض في تمام الجواب أقول المبتدع هو أولا الذي من عادته الابتداع في الدين وليس الذي يبتدع بدعة واحدة ولو كان هو فعلا ليس عن اجتهاد وإنما عن هوى مع ذلك هذا لا يسمى مبتدعا .
ثم قال الألباني :
إذا عرفنا هذه الحقيقة عرفنا من هو المبتدع فيشترط إذًا في المبتدع شرطان الأول ألا يكون مجتهدًا وإنما يكون متبعًا للهوى الثانية أو الثاني يكون ذلك من عادته ومن ديدنه فإذا لاحظنا هذين الشرطين وجئنا إلى أثر أبي هريرة المذكور آنفًا عرفنا أن كلا من الشرطين غير متوفر في أبي هريرة نحن نقول نعم هذه بدعة لأنها مخالفة للسنة وسيأتي البيان ولكن ما نقول أن أبا هريرة مبتدع .
وقال أيضا :
أهل العلم يقولون أن قول الصحابي أو فعله حجة إذا لم يكن لديه معارض وهنا المعارضون كثر ذلك لأنه من الثابت أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة صلوا ما بدا لهم من ركعات حتى روي عن بعضهم أنه كان يصلي ثمان ركعات هذا هو الذي أمر به الرسول عليه السلام وحض عليه بالأحاديث الصحيحة في مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم (من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ثم دنا من الإمام وصلى ما كتب الله له) وفي رواية (ما قدر له إلا غفر الله له ما بينه وبين الجمعة التي تليها) إذًا يوم الجمعة المسجد قبل الخطبة هو مجلس للعبادة الشخصية من جاء لابد من التحية من شاء كما ذكرنا عن بعض الصحابة صلى من النوافل ما كتب الله له أو جلس يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه امر بذلك حينما قال في الحديث الصحيح (أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني قالوا كيف ذلك وقد أرمت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) أو جلس يقرأ سورة الكهف لأن هذا أيضًا من السنة كما هو معلوم إذًا قبل خطبة الخطيب يوم الجمعة المسجد مجلس ذكر إنفرادي هذا يصلي هذا يقرأ القرآن هذا يصلي على الرسول عليه السلام فالذي يقوم يعظ الناس ويعلمهم يشاغب ويشوش على هؤلاء وهذا بلا شك خلاف هذه السنة بل وخلاف قوله عليه الصلاة والسلام (يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة) فالشاهد إذًا التدريس أو الوعظ بين يدي خطبة الجمعة فيه تشويش على هؤلاء المصلين قد يأتي رجل والخطيب يخطب فيأمر أن يصلي ركعتين قد يأتي من قبل فيصل ها هنا ها هنا فالذي يدرس ابتداعًا في الدين يشوش على هؤلاء المصلين لذلك نحن نقول أثر أبي هريرة على القاعدة التي ذكرناها آنفًا مع أبي طلحة في بعض المناسبات التمس لأخيك عذرًا فنحن نلتمس لحافظ الصحابة أحفظ الصحابة لحديث الرسول أبو هريرة نلتمس له عذرًا نقول لعله كان يبدو له ..
……………………………………………………
قلت :
الألباني صحفي لا مشايخ له وقطعا من لا مشايخ له فليس من حفاظ الحديث ولا من نقاده ، وحتى لو كان له مشايخ وكان من حفاظ الحديث فليس محيطا بالسنة وعالما بها مثل الصحابة رضوان الله عليهم .
والألباني يتعامل مع الحديث والسنة من منطلق أنه قد أحاط بها إحاطة كلية ولا تخفى عليه منها خافية بل ليس ذلك مقتصرا على الحديث فقط بل حتى علوم الشريعة الأخرى كالفقه والأصول والعقيدة واللغة والتفسير وغير ذلك .
فلذلك تجده كثير التخطئة لكل من سبقه ولم يسلم منه حتى الصحابة رضوان الله عليهم ، فهو يرى نفسه بأنه قد أحاط بما لم يحط به الأولون كلهم بدون استثناء من لدن عصر الصحابة إلى يومنا هذا .
فلذلك فوض نفسه بنفسه ونصب نفسه بنفسه حاكما على السنة فهذه بدعة وإن فعلها السلف والخلف كلهم ، وهذه سنة مهجورة وإن ورد عن السلف والخلف إنكارها — وغير ذلك .
ولو أنه عرف قدر نفسه وقدر الصحابة وأبا هريرة بالأخص لقال : إمام فقيه مثل أبي هريرة أكثر من روى الحديث يستحيل أن يفعل بدعة وإن لم يظهر لنا ما دليله فهو أعلم منا بالحديث والسنة وأن فعل أبا هريرة بمحضر الصحابة رضوان الله عليهم ولم ينقل لنا أن أحدا منهم أنكره .
ولقال : لا يعرف عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أنه أنكر ذلك على أبي هريرة حتى في غير مجلسه الذي ذكرت فيه الواقعة ، بل ثبت أن الكثير من أهل العلم من التابعين وتابعي التابعين قد اقتدوا بأبي هريرة في ذلك .
ولكنه التعالم ودعوى الإحاطة بما لم يحط به الأولون والإعجاب بالنفس وكثرة الإشادة بها .
ومن تعالم الألباني الفاضح إدعائه على الصحابة أنهم قد عارضوا أبا هريرة قال الألباني : أهل العلم يقولون أن قول الصحابي أو فعله حجة إذا لم يكن لديه معارض وهنا المعارضون كثر ذلك لأنه من الثابت أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة صلوا ما بدا لهم من ركعات حتى روي عن بعضهم أنه كان يصلي ثمان ركعات هذا هو الذي أمر به الرسول عليه السلام وحض عليه بالأحاديث الصحيحة في مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم (من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ثم دنا من الإمام وصلى ما كتب الله له) .
انتهى .
قلت :
ليس فيما ذكره الألباني أي دليل على معارضة الصحابة لأبي هريرة بل هو حمل حمله الألباني انتصارا لرأيه الذي شذ به وما ذكره لا يقتضي هذا الحمل الذي حمله عليه الألباني .
وأبو هريرة رضي الله عنه هو راوي حديث :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر»
وهو راوي حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من اغتسل؟ ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام» .
والألباني يستدل بالأحاديث التي رواها أبو هريرة ليثبت أن فعل أبا هريرة بدعة !!
فالألباني يرى أن أبا هريرة قد خالف هذه الأحاديث وأبو هريرة هو من رواها ولم يعمل بها بل عمل بخلافها ، وليس بغريب عنه ذلك فلقد ادعى ذات مرة أن عائشة روت حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالفته !!
……………………

  • قول الصحابي إذا اشتهر ولم نعلم أحدا من الصحابة أنكره .
    فمثل هذا القول جعله جمهور أهل العلم حجة .
    قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :
    ” وأما أقوال الصحابة ؛ فإن انتشرت ولم تنكر في زمانهم فهي حجة عند جماهير العلماء”.
    انتهى من ” مجموع الفتاوى ” ( 20 / 14 ) .
    وقال محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى :
    ” وإن كان – أي قول الصحابي – مما للرأي فيه مجال ، فإن انتشر في الصحابة ولم يظهر له مخالف فهو الإجماع السكوتي ، وهو حجة عند الأكثر ” .
    انتهى من ” مذكرة أصول الفقه ” ( ص 256 ) .
  • قول الصحابي إذا لم نعلم باشتهاره ، ولا نعلم أن أحدا من الصحابة أنكره .
    فجمهور أهل العلم على قبول قوله والاعتماد عليه .
    قال ابن تيمية:
    “وإن قال بعضهم قولاً ولم يقل بعضهم بخلافه ولم ينتشر ؛ فهذا فيه نزاع ، وجمهور العلماء يحتجون به ؛ كأبي حنيفة ، ومالك ، وأحمد في المشهور عنه ، والشافعي في أحد قوليه ، وفي كتبه الجديدة الاحتجاج بمثل ذلك في غير موضع … ” .
    انتهى من ” مجموع الفتاوى ” ( 20 / 14 ) .
    ويدخل في هذه الحالة ما استنبطه ابن عباس رضي الله عنه من التفسير ، ولم يعرف له مخالف ولا موافق من الصحابة .
    والله أعلم .
    ولا يعرف عن أحد من السلف والخلف جعل قول الصحابة أو فعلهم بدعة إلا ما صدر من الألباني ، والألباني معروف بكثرة آرائه الشاذة الغريبة فلا يلتفت إليه ولا يعول عليه .
    ……………
    الآثار التي وردت في جواز ذلك عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وغيرهم :
    في ” مصنف ” ابن أبي شيبة ( 5590 ) حدثنا وكيع ، عن شداد أبي طلحة ، عن معاوية بن قرة ، قال :
    ” أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من مزينة ليس منهم إلا من طعن أو طعن , أو ضرب أو ضرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , إذا كان يوم الجمعة اغتسلوا , و لبسوا من صالح ثيابهم , و نسموا من طيب نسائهم , ثم أتوا الجمعة , و صلوا ركعتين , ثم جلسوا يبثون العلم و السنة حتى يخرج الإمام “
    ……………..
    مسند أحمد :
    15715 – حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، أنه «لم يكن يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أبي بكر، وكان أول من قص تميم الداري، استأذن عمر بن الخطاب أن يقص على الناس قائما فأذن له عمر»
    تاريخ المدينة لابن شبة 1 / 11 :
    حدثنا موسى بن مروان البرقي قال: حدثنا محمد بن حرب الخولاني، عن الزبيدي، عن الزهري، عن السائب بن يزيد: «أنه لم يكن قص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، كان أول من قص تميم الداري رضي الله عنه، استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقص على الناس قائما، فأذن له عمر رضي الله عنه»
    ……
    تاريخ المدينة لابن شبة 1 / 15 :
    حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو مكين قال: سألت نافعا عن القصص فقال: «أول من قص تميم الداري رضي الله عنه على عهد عمر رضي الله عنه، فكان يقوم فيتكلم، فإذا جاء عمر رضي الله عنه أمسك، وقد علم ذلك عمر رضي الله عنه»
    …………….
    صحيح ابن خزيمة :
    1811 – نا عبد الله بن هاشم، ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي، عن معاوية وهو ابن صالح , عن أبي الزاهرية قال: كنت جالسا مع عبد الله بن بسر يوم الجمعة , فما زال يحدثنا حتى خرج الإمام , فجاء رجل يتخطى رقاب الناس، فقال لي: جاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب , فقال له: «اجلس , فقد آذيت وآنيت»
    ……………………
    وحكى الإمام مالك هذا العمل عمن أدركهم من أهل المدينة :
    جاء في المدونة 1 / 230 :
    [استقبال الإمام يوم الجمعة والإنصات]
    ما جاء في استقبال الإمام يوم الجمعة والإنصات.
    قال ابن القاسم: رأيت مالكا والإمام يوم الجمعة على المنبر قاعد ومالك متحلق في أصحابه قبل أن يأتي الإمام وبعدما جاء يتحدث ولا يقطع حديثه ولا يصرف وجهه إلى الإمام، ويقبل هو وأصحابه على حديثهم كما هم حتى يسكت المؤذن، فإذا سكت المؤذن وقام الإمام للخطبة تحول هو وجميع أصحابه إلى الإمام فاستقبلوه بوجوههم، قال ابن القاسم: وأخبرني مالك أنه رأى بعض أهل العلم ممن مضى يتحلق في يوم الجمعة ويتحدث، فقلت لمالك: متى يجب على الناس أن يستقبلوا الإمام بوجوههم؟
    قال : إذا قام يخطب وليس حين يخرج.
    ………
    و في ” الفقيه و المتفقه ” للخطيب البغدادي ( 3/76 ) : عن عفان ، نا مهدي بن ميمون ، قال : « رأيت أبا العلاء و الجريري و أبا نعامة السعدي و أبا نعامة الحنفي و ميمون بن سياه و أبا نضرة يتحلقون يوم الجمعة قبل الصلاة » قال عفان : و ذكر مهدي أكثر من هؤلاء لم أحفظهم .اهـ
    و في كتاب ” الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع ” للخطيب البغدادي ( 1198 ) عن يحيى بن معين :
    « رأيت يحيى بن سعيد القطان و معاذ بن معاذ وحماد بن مسعدة يتحلقون يوم الجمعة قبل الصلاة ومعهم نحو من ثلاثين رجلا يتحدثون و الناس يصلون و معاذ يحدث فإذا فرغ من الحديث قال ليحيى : أليس هكذا يا أبا سعيد ؟ فيقول له : نعم و ما يصلون البتة حتى تقام الصلاة .
    قال أبو زكريا : وكان حفص بن غياث و أصحابه يتحلقون أيضا يوم الجمعة قبل الصلاة فقال له سفيان الثوري – زعموا – : ما فعلت حلقتكم يا أبا عمر قال : « هي على حالتها ».اهـ
    و في نفس الكتاب ( 3/374 ) قال أبو حفص : و رأيت عبد الرحمن بن مهدي جاء إلى حلقة يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ العنبري فقعد خارجا من الحلقة فقال له يحيى : ادخل في الحلقة فقال له عبد الرحمن : أنت حدثتني عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : « أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل خروج الإمام » ، فقال له يحيى بن سعيد : فأنا رأيت حبيب بن حسان كذا قال : وفي رواية غيره أنا رأيت هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد وسعيد بن أبي عروبة يتحلقون يوم الجمعة قبل خروج الإمام فقال عبد الرحمن : فهؤلاء بلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ففعلوه .
    قال أبو بكر ( الخطيب البغدادي ) : و هذا الحديث يتفرد بروايته عمرو بن شعيب ولم يتابعه أحد عليه ، و في الإحتجاج به مقال ، فيحتمل أن يكون يحيى بن سعيد و من وافقه تركوا العمل به لذلك ، أو يكون النهي مصروفا إلى من قارب من الإمام خوفا أن يشغل عن سماع الخطبة . فأما من بعُد منه بحيث لا يبلغه صوته فتجوز له المذاكرة بالعلم في وقت الخطبة ، و الله أعلم.اهـ
    ……………..
    وهذا مقال لأحد المشايخ أجاد فيه وأفاد :
    ورد عن جماعة من السلف الصالح من الصحابة والتابعين، إلقاء دروسٍ ومجالس علميّة قبل صلاة الجمعة، وهي ثابتة بأسانيد حسان وجياد وصحاح ومنهم عدد كثير من كبار الصحابة، وعلى رأسهم أبو هريرة رضي الله عنه فقد روى عاصم بن محمد عن أبيه قال:” رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يخرج يوم الجمعة فيقبض على رمانتي المنبر قائماً ويقول: حدثنا أبو القاسم رسول الله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فلا يزال يحدث حتى إذا سمع فتح باب المقصورة لخروج الإمام للصلاة جلس” رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
    فالصحابي الجليل أبو هريرة لم يفهم ما فهمه بعض المعاصرين أنَّ التدريس قبل خطبة الجمعة من قبيل التشويش على الناس فلو كان من هذا القبيل لما فعله الصحابي الجليل أبو هريرة، ولا حجة لمن قال إنها بدعة وإلا وقع في تبديع الصحابة والعياذ بالله.
    ومِمَّن نُقِلَ عنه جواز ذلك والعمل به كذلك: عمر بن الخطاب وإذنه بالتدريس، والسائب بن يزيد، وعبد الله بن بسر، وعبد الله بن عمر، وسلمان الفارسي.
    بل ورد في مصنف ابن أبي شيبة (5590) بإسناد جيد أن معاوية بن قرة قال ( أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من مزينة ليس منهم إلا من طعن أو طعن، أو ضرب أو ضرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة اغتسلوا، ولبسوا من صالح ثيابهم، ونسموا من طيب نسائهم، ثمَّ أتوا الجمعة، وصلوا ركعتين، ثم جلسوا يبثون العلم والسنَّة حتَّى يخرج الإمام).
    وقد ورد كذلك هذا الفعل عن جماعة من أهل العلم منهم الإمام مالك ، ويحيى القطان.
    بل قال الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه : (وقد رأيت كافة شيوخنا من الفقهاء والمحدثين يفعلونه، وجاء مثله عن عدة من الصحابة والتابعين).
    فالتدريس قبل أذان الجمعة جائز لما تقدم من عمل السلف الصالح ولم ينكره أحد منهم، فدل على أنه لا حرج فيه، وخصوصا إذا كان الدرس والناس جلوسٌ في صفوفهم مستعدون للجمعة، أما إذا كانت هناك عدة حلقات للتدريس، فالظاهر كراهتها قبل الجمعة، لما في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحِلَق يوم الجمعة قبل الصلاة، وقد علل الشوكاني النهي بأن التحليق يؤدي لتقطيع الصفوف وحتى مع هذا فهو مكروه فقط عند الجمهور قال الشوكاني : أَمَّا التَّحَلُّقُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَحَمَلَ النَّهْيَ عَنْهُ الْجُمْهُورُ عَلَى الْكَرَاهَةِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ رُبَّمَا قَطَعَ الصُّفُوفَ مَعَ كَوْنِهِمْ مَأْمُورِينَ بِالتَّبْكِيرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالتَّرَاصِّ فِي الصُّفُوفِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ.
    وهنالك من رأى أنَّ المراد بالنهي عن التحلُّق للحديث في أمور الدنيا، وهو اختيار العلامة ابن جبرين رحمه الله ولعلَّ ما يؤيد هذا القول ما جاء في الحديث الذي جاء من رواية ابن خزيمة وابن ابي شيبة وفيها : (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحلق للحديث يوم الجمعة قبل الصلاة) ويظهر أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان له قول آخر مقارب لهذا وبين أن إن لم يكن في هذه الحلق محذوراً بسبب التضييق على الناس فإنَّه لا محظور فيها.. وقد قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن الدرس قبل الجمعة: لا أعلم أن فيه بأساً، ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقوم بذلك”.
    ومع حاجة عامة الناس لتعلم الأحكام التي هي من المعلوم من الدين بالضرورة خصوصا مع قلة طلب العلم في عصرنا لانشغال الناس طوال الأسبوع بأعمالهم فإنه من المعلوم أن الكراهة تزول بالحاجة كما أن الحرمة تزول بالضرورة، والحاجة اليوم ظاهرة أمام استنكاف الناس من حضور دروس العلم في غير الجمعة.
    هذا بالإضافة إلى أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فإذا جلس الناس في الدرس متراصين في صفوفهم فإن علة النهي تزول فيزول حكم النهي وكذلك يفهم النهي من دليل آخر حيث وجد النبي عليه السلام الناس متفرقين في عدة حلقات في المسجد وهذا مخالف للمقصد الشرعي من وحدة المسلمين يوم الجمعة التي تجمع الناس ولا تفرقهم فقال لهم كما رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد وهم حلق فقال مالي أراكم عزين (أي جماعات) .قال الحافظ ابن حجر: فلا معارضة بينه وبين هذا لأنه إنما كره تحلقهم على ما لا فائدة فيه ولا منفعة بخلاف تحلقهم حوله فإنه كان لسماع العلم والتعلم منه(فتح الباري).
    أما عن مذهب المالكية من ترك تحية المسجد وتلاوة القرآن عند وجود درس فذلك لأنهم طبقوا قاعدة تقديم الواجب على السنة والمستحب عند الاجتماع وذلك لأن الاستماع للعلم واجب مقدم على تحية المسجد والذكر وتلاوة القرآن لأن طلب العلم الشرعي واجب وتحية المسجد وتلاوة القرآن والذكر سنن مستحبة فكيف يُقبل على المستحب وينصرف عن الواجب؟! واستثنى المالكية من هذا التفصيل كون الداخل عالما بأحكام الدرس الذي يُعطى في المسجد فإنه يصلي تحية المسجد ويتلو القرآن إذ لا حاجة له في ذلك .
    وما نراه اليوم من قلة معرفة العامة بالمعلوم من الدين بالضرورة كأحكام الطهارة والصلاة ….إلخ إلا بعدما انتشر القول بتبديع الدروس قبل الجمعة وانصراف المشائخ عن الدروس . فمن باب المصلحة الشرعية ندعو إلى إعادة هذه الدروس حتى يتعلم الناس ويفقهوا أحكام دينهم ولا نلتفت للمتشددين الذين يحملون العامة ما لا يطيقون فإنهم مخالفون لسنة النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يتخول أصحابه بالموعظة كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها .

20 – الألباني يثبت صحة إجماع الصحابة على تكفير تارك الصلاة ، ثم يذكر القول المخالف لهم وهو الذي عزاه للجمهور ثم يجزم بأن الصواب مع الجمهور .
وفي موضع آخر يحتج عليه بإجماع الصحابة على تكفير تارك الصلاة ثم يرد عليهم الألباني بأن الحجة في الحديث وليس في قول الصحابة – وفي هذا تصريح من الألباني بأمرين :
الأمر الأول : أن الصحابة قد أجمعوا على مخالفة الحديث والسنة.
الأمر الثاني : أنه أعلم منهم بالحديث والسنة .

21 – زعمه بأن ابن عباس قد روى حديثا عن النبي وهو صغير فلم يفقه معناه :

قال الألباني كما في الشريط رقم 746 :
مثلا الرسول تزوج ميمونه إحدى زوجات الرسول طبعا تزوجها مرة واحدة روايتان رواية بتقول تزوجها وهو حلال و رواية بتقول تزوجها وهو محرم لا يمكن أن يقال هذا صحيح وهذا صحيح مع هذا البحث الفاحص الدقيق ومع كون رواية المحرم في الصحيح الرواية مرجوحة والرواية التي خارج الصحيحين هي الراجحة لمَ؟ لأن إسنادها صحيح وتلك إسنادها صحيح لكن إسناد هذا يعود إلى صاحبة العلاقة نفسها وهي ميمونة تقول عن نفسها تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلال والراوي الذي روى وهما محرمان ابن عباس ابن عم الرسول ابن عبد المطلب لكن كان صـــــغــــــــيــــــــرا كـــــــــان يــــــــمــــــكــــــــــن مــــــــــش مـــــنـــــــتـــــــبــــــه شـــــــــو مــــــعـــــــنــــــى حــــــــلال وحــــــــــرام ممكن يعني هذا إذا كان ما فيه وهم من نوع آخر فرجح العلماء المحققون من ابن تيمية ابن قيم الجوزية ابن عبد البر الأندلسي إلى آخره أن الرواية الراجحة هي أنه تزوجها وهما حلال .

………………..

قلت :

ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها هي خالة ابن عباس .
وما زعمه الألباني بأن كلا الحديثين صحيحين قول باطل بل الحديث الذي خارج الصحيح هو حديث معلول أعله الإمامان الترمذي والنسائي .

وقد اختلف أهل العلم في ذلك :
فرجح أحمد والشافعي ومالك وهو قول أهل المدينة ، وهو ظاهر صنيع الإمام مسلم في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال .
ورجح سفيان الثوري وأهل الكوفة أنها تزوجها وهو محرم وهو ترجيح الإمامين البخاري والترمذي .

قال الإمام البخاري في صحيحه :

  • باب تزويج المحرم
    1837 – حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، حدثنا الأوزاعي، حدثني عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، «أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم»
  • باب نكاح المحرم
    5114 – حدثنا مالك بن إسماعيل، أخبرنا ابن عيينة، أخبرنا عمرو، حدثنا جابر بن زيد، قال: أنبأنا ابن عباس رضي الله عنهما: «تزوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم»

باب عمرة القضاء

4258 – حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ” تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم، وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف .

4259 – قال أبو عبد الله: وزاد ابن إسحاق، حدثني ابن أبي نجيح، وأبان بن صالح، عن عطاء، ومجاهد، عن ابن عباس قال: «تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة في عمرة القضاء»


  • وقال الإمام الترمذي في سننه :
    842 – حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم.
    وفي الباب عن عائشة.
    حديث ابن عباس حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري، وأهل الكوفة.
    843 – حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم.
    هذا حديث حسن صحيح.
    844 – حدثنا قتيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار قال: سمعت أبا الشعثاء يحدث، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم.
    هذا حديث صحيح, وأبو الشعثاء: اسمه جابر بن زيد. واختلفوا في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في طريق مكة، فقال بعضهم: تزوجها حلالا، وظهر أمر تزويجها وهو محرم، ثم بنى بها وهو حلال بسرف في طريق مكة، وماتت ميمونة بسرف حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفنت بسرف.
    845 – حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي قال: سمعت أبا فزارة، يحدث عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال، وبنى بها حلالا، وماتت بسرف، ودفناها في الظلة التي بنى بها فيها.
    هذا حديث غريب وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال.

وقلت :
قال الألباني عن ابن عباس :
لكن كان صـــــغــــــــيــــــــرا كـــــــــان يــــــــمــــــكــــــــــن مــــــــــش مـــــنـــــــتـــــــبــــــه شـــــــــو مــــــعـــــــنــــــى حــــــــلال وحــــــــــرام .
قلت :
هذا القول يفتح باب الطعن أيضا في روايات صغار الصحابة غير ابن عباس ( كالنعمان بن بشير وأبي سعيد الخدري والحسن بن علي وعبد الله بن الزبير وغيرهم ) بدعوى أنهم صغار لا يعرفون ما يروونه ولا يميزون ذلك ، ولا يعرف عن أحد من أهل الشأن قال بهذا القول ، ولو كان هذا القول صائبا لذكروه في إعلال حديث ابن عباس .

ومما يدل على بطلان هذا القول أن الإمام البخاري استدل في صحيحه على صحة سماع الصبي بحديث عن ابن عباس .
قال الإمام البخاري في الصحيح :
باب: متى يصح سماع الصغير؟
76 – حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عباس، قال: «أقبلت راكبا على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، وأرسلت الأتان ترتع، فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي»

وقال الخطيب البغدادي في الكفاية ص 55 :
باب : ما جاء في صحة سماع الصغير .
قال الخطيب رادا على من زعم أنه لا يصح السماع إلا بعد العشرين
قال : قد حفظ سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وكان يقول: كنت ابن خمس عشرة سنة حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولو كان السماع لا يصح إلا بعد العشرين لسقطت رواية كثير من أهل العلم سوى من هو في عداد الصحابة , ممن حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصغر , فقد روى الحسن بن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم ومولده سنة اثنتين من الهجرة , وكذلك عبد الله بن الزبير بن العوام , والنعمان بن بشير , وأبو الطفيل , والسائب بن يزيد , والمسور بن مخرمة , وروى مسلمة بن مخلد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان له حين قبض عشر سنين , وقيل: أربع عشرة سنة , وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وهي بنت ست سنين , وبنى بها وهي بنت تسع , وروت عنه ما حفظته في ذلك الوقت , وروى عمر بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ادن يا غلام وسم الله وكل بيمينك مما يليك” , وروى معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال: كنت غلاما صغيرا , فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسي ودعا لي”. وقال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: كنت غلاما ألعب فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر فاستقبلته فحملني بين يديه”
وقال يوسف بن عبد الله بن سلام: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف , وأقعدني في حجره ومسح على رأسي «. وممن كثرت الرواية عنه من الصحابة وكان سماعه في الصغر أنس بن مالك وعبد الله بن عباس وأبو سعيد الخدري» . وكان محمود بن الربيع يذكر أنه عقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه من دلو كان معلقا في دارهم , وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وله خمس سنين”

وقال الخطيب في ص 61 :
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ , أنا إسماعيل بن علي الخطبي , ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل , قال سألت أبي: متى يجوز سماع الصبي في الحديث؟ فقال: إذا عقل وضبط , قلت: فإنه بلغني عن رجل سميته أنه قال: لا يجوز سماعه حتى يكون له خمس عشرة سنة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم رد البراء وابن عمر، واستصغرهما يوم بدر , فأنكر قوله هذا , وقال: «بئس القول يجوز سماعه إذا عقل فكيف يصنع بسفيان بن عيينة ووكيع , وذكر أيضا قوما» .

  &&&&&&&&&&&&&&&&&&&

هذا ما تيسر جمعه ولم نتحر جمع كل ما في الباب ولعله قد خفي علينا الكثير مما هو موجود في مقالاته وأشرطته وكتبه .
فليس بغريب عن شخص لم يحفظ قدر الصحابة أن يتطاول على غيرهم من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين له ، فالألباني كثير الطعن في كل من خالفه وهو ما حفظ قدر الصحابة فكيف سنلزمه بأن يحفظ قدر غيرهم من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين له ؟