مشروعية القنوت في الوتر
هل يشرع دعاء قنوت الوتر في جميع السنة ام في رمضان كله أو في نصف رمضان الأخير فقط ؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعـد:
فان القنوت في الشرع يعني الدعاء حال القيام في الصلاة؛ وذلك لأن الدعاء عامةً أجلُّ الطاعات وأفضل العبادات – فهو أحرى إذا كان في الصلاة، وقد اختلف الفقهاء في مشروعية القنوت في الوتر على اربعة اقوال وكما يأتي:
القول الاول: : يُسن في وتر كل ليلة من ليالي السنة، وهذا قول ابن مسعود، وإبراهيم النخعي ، واسحق بن راهويه ، وهو قول الحنفية ، ووجه عند الشافعية ، وهو قول مروي عن الإمام أحمد وهو المنصوص عليه عند الحنابلة .
قال الامام القدوري الحنفي في التجريد ( 2/810) : (قال أصحابنا: القنوت في الوتر سُنّة في جميع السنة).
وقال الامام ابن قدامة المقدسي في المغني (2/111) : (القنوت مسنون في الوتر في الركعة الواحدة في جميع السنة، هذا المنصوص عند أصحابنا، وهذا قول ابن مسعود، وإبراهيم، وإسحاق، وأصحاب الرأي – الحنفية-؛ وروي ذلك عن الحسن).
وقال الامام النووي في روضة الطالبين (1/330) : (ولنا وجه: أنه يقنت في جميع رمضان، ووجه: أنه يقنت في جميع السنة، قاله أربعة من أئمة أصحابنا: أبو عبد الله الزبيري، وأبو الوليد النيسابوري، وأبو الفضل بن عبدان، وأبو منصور بن مهران).
واستدلوا بما يأتي:
1: حديث الحسن بن علي – رضي الله عنهما- قال: علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم -كلمات أقولهن في قنوت الوتر: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ َلا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ) رواه أحمد، واصحاب السنن ، والحاكم وصححه على شرط الشيخين.
2: حديث أبي بن كعب –رضي الله عنه- : (أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر) رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة ، وحسنه الشيخ الألباني في الإرواء: 2/167.
3- وعن علي بن ابي طالب - رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتره: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) رواه الامام احمد في المسند ، وابو داود ، وابن ماجه.
وقوله: (كان يقول في آخر وتره) فيه دلالة على ان النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في كل السنة.
4- ما روي عن محمد بن نصر المروزي في مختصر قيام الليل ورمضان والوتر ( ص 314 )،عن الأسود قال : (صحبتُ عمرَ – يعني : ابن الخطاب - ستة أشهر ، فكان يقنت في الوتر .وكان عبد الله – يعني : ابن مسعود - يقنت في الوتر السنة كلها . وعن علي – يعني : ابن أبي طالب - : أنه كان يقنت في رمضان كله ، وفي غير رمضان في الوتر) .
القول الثاني: يُسن القنوت في النصفِ الأخير من رمضان فقط، روي عن علي وأبي بن كعب -رضي الله عنهما-، وعن الزهري ، ورواية عن الامام مالك وقال به بعض المالكية ، وهو القول المشهور في مذهب الشافعية ، وقول عند الامام احمد .
واستدلوا بما رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ –رضي الله عنه- : ( أَنَّهُ كَانَ لاَ يَقْنُتُ إِلاَّ فِي النِّصْفِ الآخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَكَانَ يَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُوعِ) سنن الترمذي.
وبما روي عَنِ ابْنِ عُمَرَ –رضي الله عنهما- ؛ (أَنَّهُ كَانَ لاَ يَقْنُتُ إِلاَّ فِي النِّصْفِ . يَعْنِي مِنْ رَمَضَانَ). رواه ابن أبي شيبة المصنف .
قال الامام النووي في روضة الطالبين (1/330): (يستحب القنوت في الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان، فإن أوتر بركعة، قنت فيها، وإن أوتر بأكثر، قنت في الأخيرة).
قال الامام عبدالوهاب البغدادي المالكي في المعونة على مذهب عالم المدينة (1/246) : (دعاء القنوت غير مسنون في الوتر إلا في النصف الآخر من رمضان، ففيه روايتان).
وقال الامام ابن قدامة في المغني (2/111): ( وعن أحمد رواية أخرى: أنه لا يقنت إلاَّ في النصف الأخير من رمضان؛ وروي ذلك عن علي، وأُبي، وبه قال ابن سيرين، وسعيد بن أبي الحسن البصري، والزهري، ويحيى بن وثاب، ومالك، والشافعي، واختاره أبو بكر بن الأثرم).
القول الثالث: يُسن في رمضان دون سائر الشهور، وهذا وجه للمالكية وللشافعية.
القول الرابع: : يُكره القنوت في الوتر، وهذا هو القول المشهور عند المالكية، واستدلوا بعدم ثبوت سنة في ذلك، وأن السنة ثبتت في صلاة الفجر عند النوازل فقط.
ويمكن ان يجاب عنهم بما استدل به اصحاب القول الاول؛ من احاديث صحيحة تؤكد ان النبي –صلى الله عله وسلم- كان يقنت في الوتر وغيره.
ورفع اليدين في دعاء القنوت مستحب سواء كان قنوت نازلة أم كان قنوت وتر، لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رفع يديه في دعائه في الاحاديث الصحيحة، وأما في القنوت بالوتر فلأنه ثابت عن عمر وغيره من الصحابة -رضي الله عنهم-، ولم يكونوا ليفعلوه من تلقاء أنفسهم مع ما استقر عندهم من ان الاصل في العبادة المنع الا بدليل لأمره عليه الصلاة والسلام لهم كما في صحيح البخاري : ((صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)).
ولا يشرع مسح الوجه بعد الدعاء في القنوت، قال الامام البيهقي في السنن الكبرى (2/212) : (فأما مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظ عن أحد من السلف في دعاء القنوت وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث ضعيف وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة. وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا أثر ثابت ولا قياس، فالأولى أن لا يفعله ويقتصر على ما فعله السلف -رضي الله عنهم- من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة وبالله التوفيق) .
ولا مانع من الزيادة على الأذكار الواردة في القنوت، ولا يشترط لدعاء القنوت لفظ معين والأفضل أن يقول ما جاءت به السنة من الأدعية المأثورة مثل الدعاء المشهور المذكور انفا الذي يرويه الحسن بن علي - رضي الله عنهما -.
وكرّه العلماء التكلف في السجع في الدعاء والذي قد يحمل الداعي إلى الإتيان بأدعية مخترعة، ثم هو خلاف السنة الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في تخير جوامع الدعاء.
المفتى به:
هو القول بأن القنوت في الوتر سنة وليس بواجب ؛ لثبوت ذلك عن السلف الصالح من الصحابة - رضي الله عنهم- ، والتابعين ، وانه يُسن في وتر كل ليلة من ليالي السنة ، ولا باس بالعمل ببقية الاقوال الاخرى لان الامر فيه سعة وخلاف سائغ واجتهاد ولا انكار في مسائل الاجتهاد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (2/245): (وأما القنوات في الوتر فجائز وليس بلازم فمن أصحابه - أي النبي صلى الله عليه وسلم- من لم يقنت، ومنهم من قنت في النصف الأخير من رمضان، ومنهم من قنت السنة كلها، والعلماء منهم من يستحب الأول كمالك، ومنهم من يستحب الثاني كالشافعي وأحمد في رواية، ومنهم من يستحب الثالث كأبي حنيفة والإمام أحمد في رواية، والجميع جائز فمن فعل شيئاً من ذلك فلا لوم عليه).
ورفع اليدين في دعاء القنوت مستحب سواء كان قنوت نازلة أم كان قنوت وتر، ولا يشرع مسح الوجه بعد الدعاء في القنوت ، ولا مانع من الزيادة على الأذكار الواردة في القنوت، ولكن يكرّه التكلف في السجع في الدعاء. والله تعالى اعلم
د. ضياء الدين الصالح
هل يشرع دعاء قنوت الوتر في جميع السنة ام في رمضان كله أو في نصف رمضان الأخير فقط ؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعـد:
فان القنوت في الشرع يعني الدعاء حال القيام في الصلاة؛ وذلك لأن الدعاء عامةً أجلُّ الطاعات وأفضل العبادات – فهو أحرى إذا كان في الصلاة، وقد اختلف الفقهاء في مشروعية القنوت في الوتر على اربعة اقوال وكما يأتي:
القول الاول: : يُسن في وتر كل ليلة من ليالي السنة، وهذا قول ابن مسعود، وإبراهيم النخعي ، واسحق بن راهويه ، وهو قول الحنفية ، ووجه عند الشافعية ، وهو قول مروي عن الإمام أحمد وهو المنصوص عليه عند الحنابلة .
قال الامام القدوري الحنفي في التجريد ( 2/810) : (قال أصحابنا: القنوت في الوتر سُنّة في جميع السنة).
وقال الامام ابن قدامة المقدسي في المغني (2/111) : (القنوت مسنون في الوتر في الركعة الواحدة في جميع السنة، هذا المنصوص عند أصحابنا، وهذا قول ابن مسعود، وإبراهيم، وإسحاق، وأصحاب الرأي – الحنفية-؛ وروي ذلك عن الحسن).
وقال الامام النووي في روضة الطالبين (1/330) : (ولنا وجه: أنه يقنت في جميع رمضان، ووجه: أنه يقنت في جميع السنة، قاله أربعة من أئمة أصحابنا: أبو عبد الله الزبيري، وأبو الوليد النيسابوري، وأبو الفضل بن عبدان، وأبو منصور بن مهران).
واستدلوا بما يأتي:
1: حديث الحسن بن علي – رضي الله عنهما- قال: علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم -كلمات أقولهن في قنوت الوتر: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ َلا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ) رواه أحمد، واصحاب السنن ، والحاكم وصححه على شرط الشيخين.
2: حديث أبي بن كعب –رضي الله عنه- : (أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر) رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة ، وحسنه الشيخ الألباني في الإرواء: 2/167.
3- وعن علي بن ابي طالب - رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر وتره: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) رواه الامام احمد في المسند ، وابو داود ، وابن ماجه.
وقوله: (كان يقول في آخر وتره) فيه دلالة على ان النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في كل السنة.
4- ما روي عن محمد بن نصر المروزي في مختصر قيام الليل ورمضان والوتر ( ص 314 )،عن الأسود قال : (صحبتُ عمرَ – يعني : ابن الخطاب - ستة أشهر ، فكان يقنت في الوتر .وكان عبد الله – يعني : ابن مسعود - يقنت في الوتر السنة كلها . وعن علي – يعني : ابن أبي طالب - : أنه كان يقنت في رمضان كله ، وفي غير رمضان في الوتر) .
القول الثاني: يُسن القنوت في النصفِ الأخير من رمضان فقط، روي عن علي وأبي بن كعب -رضي الله عنهما-، وعن الزهري ، ورواية عن الامام مالك وقال به بعض المالكية ، وهو القول المشهور في مذهب الشافعية ، وقول عند الامام احمد .
واستدلوا بما رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ –رضي الله عنه- : ( أَنَّهُ كَانَ لاَ يَقْنُتُ إِلاَّ فِي النِّصْفِ الآخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَكَانَ يَقْنُتُ بَعْدَ الرُّكُوعِ) سنن الترمذي.
وبما روي عَنِ ابْنِ عُمَرَ –رضي الله عنهما- ؛ (أَنَّهُ كَانَ لاَ يَقْنُتُ إِلاَّ فِي النِّصْفِ . يَعْنِي مِنْ رَمَضَانَ). رواه ابن أبي شيبة المصنف .
قال الامام النووي في روضة الطالبين (1/330): (يستحب القنوت في الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان، فإن أوتر بركعة، قنت فيها، وإن أوتر بأكثر، قنت في الأخيرة).
قال الامام عبدالوهاب البغدادي المالكي في المعونة على مذهب عالم المدينة (1/246) : (دعاء القنوت غير مسنون في الوتر إلا في النصف الآخر من رمضان، ففيه روايتان).
وقال الامام ابن قدامة في المغني (2/111): ( وعن أحمد رواية أخرى: أنه لا يقنت إلاَّ في النصف الأخير من رمضان؛ وروي ذلك عن علي، وأُبي، وبه قال ابن سيرين، وسعيد بن أبي الحسن البصري، والزهري، ويحيى بن وثاب، ومالك، والشافعي، واختاره أبو بكر بن الأثرم).
القول الثالث: يُسن في رمضان دون سائر الشهور، وهذا وجه للمالكية وللشافعية.
القول الرابع: : يُكره القنوت في الوتر، وهذا هو القول المشهور عند المالكية، واستدلوا بعدم ثبوت سنة في ذلك، وأن السنة ثبتت في صلاة الفجر عند النوازل فقط.
ويمكن ان يجاب عنهم بما استدل به اصحاب القول الاول؛ من احاديث صحيحة تؤكد ان النبي –صلى الله عله وسلم- كان يقنت في الوتر وغيره.
ورفع اليدين في دعاء القنوت مستحب سواء كان قنوت نازلة أم كان قنوت وتر، لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رفع يديه في دعائه في الاحاديث الصحيحة، وأما في القنوت بالوتر فلأنه ثابت عن عمر وغيره من الصحابة -رضي الله عنهم-، ولم يكونوا ليفعلوه من تلقاء أنفسهم مع ما استقر عندهم من ان الاصل في العبادة المنع الا بدليل لأمره عليه الصلاة والسلام لهم كما في صحيح البخاري : ((صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)).
ولا يشرع مسح الوجه بعد الدعاء في القنوت، قال الامام البيهقي في السنن الكبرى (2/212) : (فأما مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظ عن أحد من السلف في دعاء القنوت وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث ضعيف وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة. وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا أثر ثابت ولا قياس، فالأولى أن لا يفعله ويقتصر على ما فعله السلف -رضي الله عنهم- من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة وبالله التوفيق) .
ولا مانع من الزيادة على الأذكار الواردة في القنوت، ولا يشترط لدعاء القنوت لفظ معين والأفضل أن يقول ما جاءت به السنة من الأدعية المأثورة مثل الدعاء المشهور المذكور انفا الذي يرويه الحسن بن علي - رضي الله عنهما -.
وكرّه العلماء التكلف في السجع في الدعاء والذي قد يحمل الداعي إلى الإتيان بأدعية مخترعة، ثم هو خلاف السنة الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في تخير جوامع الدعاء.
المفتى به:
هو القول بأن القنوت في الوتر سنة وليس بواجب ؛ لثبوت ذلك عن السلف الصالح من الصحابة - رضي الله عنهم- ، والتابعين ، وانه يُسن في وتر كل ليلة من ليالي السنة ، ولا باس بالعمل ببقية الاقوال الاخرى لان الامر فيه سعة وخلاف سائغ واجتهاد ولا انكار في مسائل الاجتهاد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (2/245): (وأما القنوات في الوتر فجائز وليس بلازم فمن أصحابه - أي النبي صلى الله عليه وسلم- من لم يقنت، ومنهم من قنت في النصف الأخير من رمضان، ومنهم من قنت السنة كلها، والعلماء منهم من يستحب الأول كمالك، ومنهم من يستحب الثاني كالشافعي وأحمد في رواية، ومنهم من يستحب الثالث كأبي حنيفة والإمام أحمد في رواية، والجميع جائز فمن فعل شيئاً من ذلك فلا لوم عليه).
ورفع اليدين في دعاء القنوت مستحب سواء كان قنوت نازلة أم كان قنوت وتر، ولا يشرع مسح الوجه بعد الدعاء في القنوت ، ولا مانع من الزيادة على الأذكار الواردة في القنوت، ولكن يكرّه التكلف في السجع في الدعاء. والله تعالى اعلم
د. ضياء الدين الصالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق