ظهر تيار "المدخلية" في المملكة العربية السعودية إبان حرب الخليج الثانية 1991 كتيار مضاد للتيارات المعارضة لدخول القواتالأجنبية للجزيرة العربية- كالإخوان والسرورية- بعد غزو العراق للكويت؛ بل ذهب منظروه أبعد مما ذهبت إليه مؤسسات الدولة الرسمية مثل "هيئة كبار العلماء السعوديين" التي أفتت بجواز دخول القوات الأجنبية على أساس أن فيها مصلحة، إلا أنهم لم يجرموا مَن حرَّم دخولها، أو أنكر ذلك، فجاء "المدخلية" واعتزلوا كلا الطرفين، وأنشئُوا فكرا خليطًا يقوم على القول بمشروعية دخول القوات الأجنبية، ومعاداة من يحرم دخولها أو ينكر على الدولة ذلك، مؤسسين رأيهم على مرجعية سلفية تتمترس وراء أدلة من القرآن والسنة।
وسُمي هذا التيار في السعودية بـ"الجامية"؛ نسبة لمحمد أمان الجامي الأثيوبي الأصل، وهو المؤسس الحقيقي لهذا التيار، كما يُلقبون بـ "المدخلية" نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي، وهو أحد رموزهم في السعودية، كما يسمون بتسميات أخرى.
وهذه التسميات غير معترف بها من التيار الجامي أو المدخلي الذي ينسب نفسه إلى السلفية الخالصة، والذي يقوم أساس منهجه على رفض الطائفية والفرقة والتحزب، ومن ثَم كان من الأولى رفضه إطلاق مسمى على نفسه، لاسيما إذا كان يرجع إلى شخص مهما كانت مكانته (1).
وتحولت هذه المسميات من ألقاب تعطي توصيفات لتيار بعينه - تمييزًا له عن باقي التيارات - إلى لقب يعده الآخرون تهمة أو سبة تجرح من يتصف به؛ إلا أن رموز هذا التيار وعت ذلك؛ وقامت بالرد عليه وقبلت ضمنا بهذا المسمى، وحاولت أن "تبيض وجهه" بدلا من تجاهل التعامل معه ونكرانه.
وأبرز رموز هذا التيار السلفي في مصر محمود لطفي عامر وأسامة القوصي ومحمد سعيد رسلان وطلعت زهران وأبو بكر ماهر بن عطية وجمال عبد الرحمن وعلي حشيش وعبد العظيم بدوي.
التعريف والتمايز
لم يختلف المدخلية عن غيرهم من التيارات السلفية غير الجهادية الأخرى في اعتقادهم بعدم الخروج على الحاكم المسلم وإن كان فاسقا؛ ولا يختلفون عن غيرهم أيضا في أنهم اعتبروا أن الخروج على الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) كان سبب الفتنة التي وقعت بين صحابة رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وأن الخروج على ولاة الأمور هو سبب الفرقة والضعف والخوار الذي أصاب الدولة الإسلامية.
إلا أن المدخلية - خلافا لكثير من التيارات السلفية - تعتبر أنه لا يجوز معارضة الحكم مطلقًا، ولا حتى إبداء النصيحة له علناً، وتعتبر ذلك أصلاً من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة؛ ومخالفة هذا الأصل تعتبر خروجا على الحاكم المسلم(2).
والخروج مصطلح يطلق على إحدى الفرق الضالة التي تخرج عن نطاق أهل السنة والجماعة، وهو مصطلح تاريخي أيضاً يطلق على الطائفة أو الفرقة التي خرجت على الإمام علي (رضي الله عنه) وكفرته؛ متهمة إياه بالحكم بغير شرع الله، كما كفرت تلك الفرقة كل من لم يؤمن بما تعتقد به؛ وشنت حروبا على نظم الحكم على مر التاريخ الإسلامي.
كما أن المدخلية تعتبر أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخرى، كمنصب المفتي مثلاً أو بمؤسسة الأزهر، كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلاد الرسميين، فإذا حلل هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه على الرعية المسلمة في هذا البلد الإذعان لتلك الفتوى وعدم مخالفتها، ومن يخالف ذلك فإنه على طريق "الخوارج"(3).
وتتمايز المدخلية عن غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان؛ ومن ثم فهي تشن هجوماً حاداً على أي عمل جماعي، وتناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها ضد مفهوم الجماعة في رأيهم؛ ومن ثم فهم "خوارج" على النظام، ومبتدعون في الدين، وهجومهم عليهم يهدف إلى إنهاء الفرقة في الأمة والتفافها حول سلطانها(4).
ويعرف المدخلية أنفسهم من خلال نقاط أساسية، تقول إن المدخلي هو:
· كل من يدعو إلى السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ويدعو لهم بالصلاح والعافية والتوفيق وحسن البطانة، سواءٌ في مجالسه الخاصة أو في خطب جمعة أو في محاضرة أو في مقالة.
· من يحذر من الخروج على ولاة الأمور، وينهى عن شق عصا الطاعة. ومن يحذر من الفكر التكفيري ورموزه.
· من ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم التي تحذر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم. والفتاوى التي تحذر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله؛ كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها، وردود العلماء ومؤلفاتهم التي تكشف عن أخطاء الجماعات، أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى.
· كل من يحذر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد، وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي.
· من يحذر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمهم إلى التيارات التكفيرية التدميرية.
· من لم يرتض أن ينضم تحت لواء أي فرقة من الفرق، وإنما اكتفى باسم الإسلام والسنة والانتماء إلى السلف الصالح لا يتعصب لفرقة، ولا يتعصب لرأي، ولا يسير على منهاج دعوي مخترع.
· من يحرص على التوحيد دعوة وبياناً، ويحرص على بيان الشرك تنبيهاً وتحذيراً، ويعتني بنشر العلم الشرعي وبيان البدع حسب استطاعته.
· من يوقر العلماء العاملين الذين بذلوا أنفسهم لنشر العلم الشرعي، وبذلوا أنفسهم لرد البدع والتحذير من أهلها، يحبهم في الله ولا يطعن فيهم ولا يسميهم علماء حيض ونفاس، ولا علماء سلاطين، ولا يلمزهم بشيء من صفات النقص، مع اعتقاده أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن يكفيهم فضلاً ونبلاً أنهم في غاية الحرص على موافقة الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح(5).
أما خصوم المدخلية فيقولون إنهم:
· يعتبرون أن الحكم بما أنزل الله أمرًا فرعيًا، وليس أصلاً من أصول العقيدة، وبذلك فان من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية المخالفة للنصوص الإلهية لا يكون قد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام بأي حال من الأحول.
· يرون أن أي اعتراض بأي وسيلة على أفعال الحكام هو من فعل الخوارج المارقين.
· يرون أن كل من وقع في بدعة "أو ما يظنونه بدعة" سواء كان قاصداً أو متأولا أو مخطئا أو ناسيا فهو مبتدع لا يقبلون منه صرفا ولا عدلا ولا يأخذون عنه كلمة حق قالها، ويرون من واجبهم تحذير الناس منه ونبذه بالكلية.
· يعتبرون من ارتكب فعلا من أفعال الكفر هو كافر، دون إقامة حجة أو انتفاء موانع التكفير وتحقق شروطه.
· يسبون علماء الأمة ودعاتها من كل التيارات والتوجهات المخالفة لهم، ويصفونهم بالمبتدعين والزنادقة والخوارج وغيرها من الألفاظ، وهم متفاوتون في هذه المسألة؛ فمنهم من يجاهر بذكر أسماء من يتهمهم؛ ومنهم من لا يجرؤ على ذلك، حتى لا ينصرف عنه الطلبة والأتباع.
· يعتبرون العمل الجماعي في الإسلام من الفتن التي تجب محاربتها، وبذلك فإنهم يصنفون أي جماعة تعمل في الدعوة إلى الله كجماعة مبتدعة بدءًا من جماعة الإخوان المسلمين، مرورًا بجماعة التبليغ والدعوة، وصولا إلى كافة الجماعات المجاهدة والدعوية في العالم.
· يرون أن تسلط اليهود والنصارى على المسلمين هو أمر قدري لا حيلة لنا فيه، وأنه مع تفوق المشركين على المسلمين في كل الجوانب المادية فإن جهادهم يعد مهلكة، فلا يجوز جهادهم بحال من الأحوال إلا إن أذن "ولي الأمر" بذلك.
· يعتبرون أنهم وحدهم الممثلون الحقيقيون للمنهج السلفي، وأن كل من عداهم مبتدعون، ويصطادون الأخطاء ولي عنق الكلام لكل من خالفهم، كما أنهم يستدلون على أقوالهم باستدلالات باطلة فاسدة، ويحاولون اقتناص ما يوافق آراءهم من كلام الأئمة الكبار المشهود لهم من السلف والخلف، واجتزاء كلام العلماء لتبرير منهجهم، ويستدلون لكلامهم بنقل مغلوط عن شيوخ كبار كابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم.
· يحملون عقيدة المرجئة، باعتبار أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط ولا يلزمه عمل، وبذلك فإن من ارتكب عملا يناقض الإيمان في عقيدة أهل السنة فانه لا يكفر إلا إذا كان يعتقد الكفر بقلبه!.
· يسيئون للمنهج السلفي بأفعالهم وكلامهم، حتى نفر كثير من الناس من المنهج السلفي لما حسبوا أن هذا هو المنهج السلفي.
· يلغون الأخذ عن كثير من علماء المسلمين سلفا وخلفا، بسبب بعض أخطاء هؤلاء العلماء-وفق رأيهم- كالنووي وابن حزم وابن حجر العسقلاني وغيرهم.
· يتنابزون حتى بين بعضهم البعض ممن يحملون نفس المنهج، فيبين كل منهم بدع وأخطاء بعضهم البعض.. وهذا حصل مع أسامة القوصي وفالح الحربي وغيرهم(6).
المدخلية والإخوان
كان الإخوان على أجندة هجمات المدخلية المصرية، التي زادت قوة وشراسة على الإخوان بسبب قوتهم في الساحة المصرية وانتشارهم العددي والفكري وتوغلهم في المجتمع المصري.
بالإضافة إلى أن السلفية المدخلية ظهرت على السطح كتيار يحارب العمل الجماعي المنظم عموما، والمعارض للدولة على وجه الخصوص، والذي "ينازع الأمر أهله" بشكل أدق، والإخوان تتوافر فيهم كل هذه الصفات؛ ومن ثم ينزل عليهم حكم المدخلية بأنهم "خوارج" و"مبتدعة في الدين" وإحدى الفرق الضالة".(7)
فأسامة القوصي - أحد رموز المدخلية في مصر - وصف في محاضرة له جماعة الإخوان المسلمين بأنها "أخطر جماعة في مصر" وبأنها "فكرة شيطانية"؛ ومن تحت عباءتها خرجت جماعة التكفير والهجرة، وحزب التحرير والجماعة الإسلامية. ودعا الرجل في أكثر من موضع إلى حظرها عمليا، إضافة إلى حظرها قانونياً لمنع أسباب الإرهاب الفكري، إلا أن الرجل التمس للنظام العذر في عدم استئصالها نهائياً لأن الإخوان مخترقون – حسب تعبيره – لكل مؤسسات الدولة؛ ولذا فليس من السهل أن يقتلعوا من البلد "لأنهم أخطبوط وسرطان"، لكنه دعا الجميع للتعاون في استئصال حركتهم.
وفي المحاضرة ذاتها أصَل القوصي لهجومه على جماعة الإخوان قائلاً: "الدعوة السلفية النقية هي جماعة أفهام لا جماعة أبدان، وهي جماعة ربانية أسسها محمد (صلى الله عليه وسلم) وليست جماعة بشرية كجماعة الإخوان المسلمين التي وضعها بشر لا عصمة له حتى لو غررت بالشعارات الإسلامية".
وذكر بمقولة النبي "دعوها فإنها منتنة" – يعني العصبية القبلية والحزبية – كما استشهد القوصي بأن المهاجرين والأنصار رغم أن أسماءهم منزلة من عند الله فإنهم كادوا أن يتحزبوا على أساسها، لولا أن النبي حذرهم، كما أن الجماعة المسلمة جماعة واحدة لا جماعات.
ويخلص القوصي في محاضرته إلى أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان؛ ومن ثم فإنه سيحارب أي عمل جماعي خارج على النظام الدولة، وسيناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها في رأيه ضد مفهوم الجماعة، وحربه ضدهم تهدف إلى إنهاء التفرق في الأمة والتفافها حول سلطانها(8).
وأخذ الهجوم المدخلي على الإخوان محورين:
المحور الأول المنطق العقلي الذي يتتبع أخطاء الإخوان السياسية والعلمية والتاريخية من وجهة نظر هذا التيار، وفي أحيان كثيرة من وجهة نظر خصوم الجماعة من العلمانيين واليساريين والليبراليين ليصل في النهاية إلى نتيجة مؤداها أن وجود جماعة الإخوان جعل من الواقع أكثر مرارة، وزاد الفرقة والانحراف عن النهج السلفي القويم، فعلى سبيل المثال كانت هناك مشكلة فلسطين، والآن زاد عليها مشاكل في أفغانستان والشيشان وكشمير وغيرها، كما أن فتق الفرقة اتسع بتعدد الجماعات والاتجاهات والزعامات، ولم يستطع الفكر الإخواني أن يعالج انحراف الأمة في العقيدة أو في السياسة أو في السلوك أو حتى في مشاكلها الحضارية التي تئن بها. بل ذهب المدخلية إلى أكثر من ذلك، بالقول إن سبب هذا الانحراف هو الفكر الإخواني نفسه.
والمحور الثاني عَرْض الجماعة بأفكارها وتجربتها على شرعية سلفية من وجهة نظرهم، ويؤكد رموز هذا التيار على أنها عين الكتاب والسنة بفهم السلف الصحيح والنقي، ليصل إلى نتيجة مؤداها أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة بدعية لا سلفية شرعية، وأنها خارجة على منهج أهل السنة والجماعة(9).
حيث ألف محمود لطفي عامر – أحد رموز المدخلية المصرية – كتابا تحت عنوان "تنبيه الغافلين بحقيقة فكر الإخوان المسلمين" شن فيه هجوماً شرساً على جماعة الإخوان، بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات والمحاضرات الصوتية والمرئية التي اتهم فيها جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة تكفيرية خوارجية؛ تتبنى مفاهيم العمل السري، بل إن الرجل تعرض إلى رموز الإخوان بالنقد العنيف من خلال تتبعه لسيرهم ومذكراتهم وأقوالهم؛ لإثبات أنهم مبتدعة يخالفون شرع الله، وخصص عامر فصلاً في كتابه يتهم فيه حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بأنه صوفي وحزبي، وهو اتهام من وجهة نظر الكاتب يجرح المتهم به ويسقطه.
ويكاد يكون اتهام حسن البنا بأنه صوفي اتهامًا يشترك فيه معظم رموز المدخلية المصرية، فهذا الاتهام له حساسيته عند منتمي الفكر السلفي بشكل عام، فقد هاجم الشيخ محمد سعيد رسلان حسن البنا- مؤسس جماعة الإخوان- واتهمه بأنه صوفي، مستشهدا بفقرات من كتاب البنا "مذكرات الدعوة والداعية"، أكد فيها البنا بأنه أسس جماعة الإخوان المسلمين خلفا لجمعية الطريقة الحصافية الشاذلية الصوفية التي أنشأها في بلدته في المحمودية إحدى قرى محافظة البحيرة(10).
وفي المحاضرة ذاتها هاجم رسلان عدداً من رموز جماعة الإخوان المسلمين، مستندا إلى بعض كُتب تلك الرموز، أو تصريحات للصحف؛ لإثبات انحراف مناهج الجماعة.
واعتبر رسلان أن ما قاله حسن البنا من أن خصومة الأمة مع اليهود ليست دينية- لأن القرآن حث على مصاهرتهم ومصادقتهم، وأن الإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية- هو انحراف عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وفهم مغلوط وغريب.
وفي المحاضرة نفسها هاجم رسلان المرشد الثالث لجماعة الإخوان عمر التلمساني؛ لأنه اعترف في كتابه "ذكريات لا مذكرات" بأن في حياته بعض ما لا يُرضي المتشددين من الإخوان وغيرهم، مثل حبه للرقص الإفرنجي والموسيقى؛ وحبه للانطلاق في حياته بعيداً عن التزمت الذي لم يقر به دين.
كما هاجم رسلان الشيخ يوسف القرضاوي معتبرًا إياه من الإخوان المسلمين؛ وذلك لأنه امتدح الديمقراطية الإسرائيلية في خطبة جمعة له نشرت في مجلة الوطن الكويتية(11).
وانتقد رسلان بحدة وغضب ما قاله القرضاوي في برنامج "الشريعة والحياة" الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية، ناعيا بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني، ووصفه له "بأنه علم من أعلام المسيحية.. والحبر الأعظم.. وأنه كان مخلصا لدينه، وناشطا في نشر دعوته والإيمان برسالته.. فنحن ندعو له بالرحمة ويجزيه بقدر ما قدم للإنسانية من خير ومن عمل صالح.. نسأل الله أن يعوض الأمة المسيحية فيه خيراً"(12).
وهاجم محمد سعيد رسلان شعار الإخوان المسلمين الشهير "الإسلام هو الحل"، وقال: "كل شعار يرفع لابد أن يكون صحيحا في ذاته؛ وأن يكون مرفوعاً على حقيقة صحيحة؛ وأن يكون مناسبا للزمان الصحيح والمكان الصحيح"، وتساءل رسلان مستنكراً: "هو الحل، لكن ما هو الذي هو الحل؟، يقولون نحن البديل، أي بديل؟!، البديل في كتاب الله وسنته، هي التقوى والتقوى تحتاج إلى علم نافع وعمل صالح، والعلم النافع ينبغي أن يكون مقيداً بما جاء به رسول الله كتاباً وسنة، والعمل الصالح ينبغي أن يكون على قدر ما جاء به الرسول كتابا وسنة"(13).
وهذه التسميات غير معترف بها من التيار الجامي أو المدخلي الذي ينسب نفسه إلى السلفية الخالصة، والذي يقوم أساس منهجه على رفض الطائفية والفرقة والتحزب، ومن ثَم كان من الأولى رفضه إطلاق مسمى على نفسه، لاسيما إذا كان يرجع إلى شخص مهما كانت مكانته (1).
وتحولت هذه المسميات من ألقاب تعطي توصيفات لتيار بعينه - تمييزًا له عن باقي التيارات - إلى لقب يعده الآخرون تهمة أو سبة تجرح من يتصف به؛ إلا أن رموز هذا التيار وعت ذلك؛ وقامت بالرد عليه وقبلت ضمنا بهذا المسمى، وحاولت أن "تبيض وجهه" بدلا من تجاهل التعامل معه ونكرانه.
وأبرز رموز هذا التيار السلفي في مصر محمود لطفي عامر وأسامة القوصي ومحمد سعيد رسلان وطلعت زهران وأبو بكر ماهر بن عطية وجمال عبد الرحمن وعلي حشيش وعبد العظيم بدوي.
التعريف والتمايز
لم يختلف المدخلية عن غيرهم من التيارات السلفية غير الجهادية الأخرى في اعتقادهم بعدم الخروج على الحاكم المسلم وإن كان فاسقا؛ ولا يختلفون عن غيرهم أيضا في أنهم اعتبروا أن الخروج على الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) كان سبب الفتنة التي وقعت بين صحابة رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وأن الخروج على ولاة الأمور هو سبب الفرقة والضعف والخوار الذي أصاب الدولة الإسلامية.
إلا أن المدخلية - خلافا لكثير من التيارات السلفية - تعتبر أنه لا يجوز معارضة الحكم مطلقًا، ولا حتى إبداء النصيحة له علناً، وتعتبر ذلك أصلاً من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة؛ ومخالفة هذا الأصل تعتبر خروجا على الحاكم المسلم(2).
والخروج مصطلح يطلق على إحدى الفرق الضالة التي تخرج عن نطاق أهل السنة والجماعة، وهو مصطلح تاريخي أيضاً يطلق على الطائفة أو الفرقة التي خرجت على الإمام علي (رضي الله عنه) وكفرته؛ متهمة إياه بالحكم بغير شرع الله، كما كفرت تلك الفرقة كل من لم يؤمن بما تعتقد به؛ وشنت حروبا على نظم الحكم على مر التاريخ الإسلامي.
كما أن المدخلية تعتبر أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخرى، كمنصب المفتي مثلاً أو بمؤسسة الأزهر، كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلاد الرسميين، فإذا حلل هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه على الرعية المسلمة في هذا البلد الإذعان لتلك الفتوى وعدم مخالفتها، ومن يخالف ذلك فإنه على طريق "الخوارج"(3).
وتتمايز المدخلية عن غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان؛ ومن ثم فهي تشن هجوماً حاداً على أي عمل جماعي، وتناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها ضد مفهوم الجماعة في رأيهم؛ ومن ثم فهم "خوارج" على النظام، ومبتدعون في الدين، وهجومهم عليهم يهدف إلى إنهاء الفرقة في الأمة والتفافها حول سلطانها(4).
ويعرف المدخلية أنفسهم من خلال نقاط أساسية، تقول إن المدخلي هو:
· كل من يدعو إلى السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ويدعو لهم بالصلاح والعافية والتوفيق وحسن البطانة، سواءٌ في مجالسه الخاصة أو في خطب جمعة أو في محاضرة أو في مقالة.
· من يحذر من الخروج على ولاة الأمور، وينهى عن شق عصا الطاعة. ومن يحذر من الفكر التكفيري ورموزه.
· من ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم التي تحذر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم. والفتاوى التي تحذر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله؛ كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها، وردود العلماء ومؤلفاتهم التي تكشف عن أخطاء الجماعات، أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى.
· كل من يحذر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد، وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي.
· من يحذر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمهم إلى التيارات التكفيرية التدميرية.
· من لم يرتض أن ينضم تحت لواء أي فرقة من الفرق، وإنما اكتفى باسم الإسلام والسنة والانتماء إلى السلف الصالح لا يتعصب لفرقة، ولا يتعصب لرأي، ولا يسير على منهاج دعوي مخترع.
· من يحرص على التوحيد دعوة وبياناً، ويحرص على بيان الشرك تنبيهاً وتحذيراً، ويعتني بنشر العلم الشرعي وبيان البدع حسب استطاعته.
· من يوقر العلماء العاملين الذين بذلوا أنفسهم لنشر العلم الشرعي، وبذلوا أنفسهم لرد البدع والتحذير من أهلها، يحبهم في الله ولا يطعن فيهم ولا يسميهم علماء حيض ونفاس، ولا علماء سلاطين، ولا يلمزهم بشيء من صفات النقص، مع اعتقاده أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن يكفيهم فضلاً ونبلاً أنهم في غاية الحرص على موافقة الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح(5).
أما خصوم المدخلية فيقولون إنهم:
· يعتبرون أن الحكم بما أنزل الله أمرًا فرعيًا، وليس أصلاً من أصول العقيدة، وبذلك فان من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية المخالفة للنصوص الإلهية لا يكون قد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام بأي حال من الأحول.
· يرون أن أي اعتراض بأي وسيلة على أفعال الحكام هو من فعل الخوارج المارقين.
· يرون أن كل من وقع في بدعة "أو ما يظنونه بدعة" سواء كان قاصداً أو متأولا أو مخطئا أو ناسيا فهو مبتدع لا يقبلون منه صرفا ولا عدلا ولا يأخذون عنه كلمة حق قالها، ويرون من واجبهم تحذير الناس منه ونبذه بالكلية.
· يعتبرون من ارتكب فعلا من أفعال الكفر هو كافر، دون إقامة حجة أو انتفاء موانع التكفير وتحقق شروطه.
· يسبون علماء الأمة ودعاتها من كل التيارات والتوجهات المخالفة لهم، ويصفونهم بالمبتدعين والزنادقة والخوارج وغيرها من الألفاظ، وهم متفاوتون في هذه المسألة؛ فمنهم من يجاهر بذكر أسماء من يتهمهم؛ ومنهم من لا يجرؤ على ذلك، حتى لا ينصرف عنه الطلبة والأتباع.
· يعتبرون العمل الجماعي في الإسلام من الفتن التي تجب محاربتها، وبذلك فإنهم يصنفون أي جماعة تعمل في الدعوة إلى الله كجماعة مبتدعة بدءًا من جماعة الإخوان المسلمين، مرورًا بجماعة التبليغ والدعوة، وصولا إلى كافة الجماعات المجاهدة والدعوية في العالم.
· يرون أن تسلط اليهود والنصارى على المسلمين هو أمر قدري لا حيلة لنا فيه، وأنه مع تفوق المشركين على المسلمين في كل الجوانب المادية فإن جهادهم يعد مهلكة، فلا يجوز جهادهم بحال من الأحوال إلا إن أذن "ولي الأمر" بذلك.
· يعتبرون أنهم وحدهم الممثلون الحقيقيون للمنهج السلفي، وأن كل من عداهم مبتدعون، ويصطادون الأخطاء ولي عنق الكلام لكل من خالفهم، كما أنهم يستدلون على أقوالهم باستدلالات باطلة فاسدة، ويحاولون اقتناص ما يوافق آراءهم من كلام الأئمة الكبار المشهود لهم من السلف والخلف، واجتزاء كلام العلماء لتبرير منهجهم، ويستدلون لكلامهم بنقل مغلوط عن شيوخ كبار كابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم.
· يحملون عقيدة المرجئة، باعتبار أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط ولا يلزمه عمل، وبذلك فإن من ارتكب عملا يناقض الإيمان في عقيدة أهل السنة فانه لا يكفر إلا إذا كان يعتقد الكفر بقلبه!.
· يسيئون للمنهج السلفي بأفعالهم وكلامهم، حتى نفر كثير من الناس من المنهج السلفي لما حسبوا أن هذا هو المنهج السلفي.
· يلغون الأخذ عن كثير من علماء المسلمين سلفا وخلفا، بسبب بعض أخطاء هؤلاء العلماء-وفق رأيهم- كالنووي وابن حزم وابن حجر العسقلاني وغيرهم.
· يتنابزون حتى بين بعضهم البعض ممن يحملون نفس المنهج، فيبين كل منهم بدع وأخطاء بعضهم البعض.. وهذا حصل مع أسامة القوصي وفالح الحربي وغيرهم(6).
المدخلية والإخوان
كان الإخوان على أجندة هجمات المدخلية المصرية، التي زادت قوة وشراسة على الإخوان بسبب قوتهم في الساحة المصرية وانتشارهم العددي والفكري وتوغلهم في المجتمع المصري.
بالإضافة إلى أن السلفية المدخلية ظهرت على السطح كتيار يحارب العمل الجماعي المنظم عموما، والمعارض للدولة على وجه الخصوص، والذي "ينازع الأمر أهله" بشكل أدق، والإخوان تتوافر فيهم كل هذه الصفات؛ ومن ثم ينزل عليهم حكم المدخلية بأنهم "خوارج" و"مبتدعة في الدين" وإحدى الفرق الضالة".(7)
فأسامة القوصي - أحد رموز المدخلية في مصر - وصف في محاضرة له جماعة الإخوان المسلمين بأنها "أخطر جماعة في مصر" وبأنها "فكرة شيطانية"؛ ومن تحت عباءتها خرجت جماعة التكفير والهجرة، وحزب التحرير والجماعة الإسلامية. ودعا الرجل في أكثر من موضع إلى حظرها عمليا، إضافة إلى حظرها قانونياً لمنع أسباب الإرهاب الفكري، إلا أن الرجل التمس للنظام العذر في عدم استئصالها نهائياً لأن الإخوان مخترقون – حسب تعبيره – لكل مؤسسات الدولة؛ ولذا فليس من السهل أن يقتلعوا من البلد "لأنهم أخطبوط وسرطان"، لكنه دعا الجميع للتعاون في استئصال حركتهم.
وفي المحاضرة ذاتها أصَل القوصي لهجومه على جماعة الإخوان قائلاً: "الدعوة السلفية النقية هي جماعة أفهام لا جماعة أبدان، وهي جماعة ربانية أسسها محمد (صلى الله عليه وسلم) وليست جماعة بشرية كجماعة الإخوان المسلمين التي وضعها بشر لا عصمة له حتى لو غررت بالشعارات الإسلامية".
وذكر بمقولة النبي "دعوها فإنها منتنة" – يعني العصبية القبلية والحزبية – كما استشهد القوصي بأن المهاجرين والأنصار رغم أن أسماءهم منزلة من عند الله فإنهم كادوا أن يتحزبوا على أساسها، لولا أن النبي حذرهم، كما أن الجماعة المسلمة جماعة واحدة لا جماعات.
ويخلص القوصي في محاضرته إلى أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان؛ ومن ثم فإنه سيحارب أي عمل جماعي خارج على النظام الدولة، وسيناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها في رأيه ضد مفهوم الجماعة، وحربه ضدهم تهدف إلى إنهاء التفرق في الأمة والتفافها حول سلطانها(8).
وأخذ الهجوم المدخلي على الإخوان محورين:
المحور الأول المنطق العقلي الذي يتتبع أخطاء الإخوان السياسية والعلمية والتاريخية من وجهة نظر هذا التيار، وفي أحيان كثيرة من وجهة نظر خصوم الجماعة من العلمانيين واليساريين والليبراليين ليصل في النهاية إلى نتيجة مؤداها أن وجود جماعة الإخوان جعل من الواقع أكثر مرارة، وزاد الفرقة والانحراف عن النهج السلفي القويم، فعلى سبيل المثال كانت هناك مشكلة فلسطين، والآن زاد عليها مشاكل في أفغانستان والشيشان وكشمير وغيرها، كما أن فتق الفرقة اتسع بتعدد الجماعات والاتجاهات والزعامات، ولم يستطع الفكر الإخواني أن يعالج انحراف الأمة في العقيدة أو في السياسة أو في السلوك أو حتى في مشاكلها الحضارية التي تئن بها. بل ذهب المدخلية إلى أكثر من ذلك، بالقول إن سبب هذا الانحراف هو الفكر الإخواني نفسه.
والمحور الثاني عَرْض الجماعة بأفكارها وتجربتها على شرعية سلفية من وجهة نظرهم، ويؤكد رموز هذا التيار على أنها عين الكتاب والسنة بفهم السلف الصحيح والنقي، ليصل إلى نتيجة مؤداها أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة بدعية لا سلفية شرعية، وأنها خارجة على منهج أهل السنة والجماعة(9).
حيث ألف محمود لطفي عامر – أحد رموز المدخلية المصرية – كتابا تحت عنوان "تنبيه الغافلين بحقيقة فكر الإخوان المسلمين" شن فيه هجوماً شرساً على جماعة الإخوان، بالإضافة إلى عدد كبير من المقالات والمحاضرات الصوتية والمرئية التي اتهم فيها جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة تكفيرية خوارجية؛ تتبنى مفاهيم العمل السري، بل إن الرجل تعرض إلى رموز الإخوان بالنقد العنيف من خلال تتبعه لسيرهم ومذكراتهم وأقوالهم؛ لإثبات أنهم مبتدعة يخالفون شرع الله، وخصص عامر فصلاً في كتابه يتهم فيه حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بأنه صوفي وحزبي، وهو اتهام من وجهة نظر الكاتب يجرح المتهم به ويسقطه.
ويكاد يكون اتهام حسن البنا بأنه صوفي اتهامًا يشترك فيه معظم رموز المدخلية المصرية، فهذا الاتهام له حساسيته عند منتمي الفكر السلفي بشكل عام، فقد هاجم الشيخ محمد سعيد رسلان حسن البنا- مؤسس جماعة الإخوان- واتهمه بأنه صوفي، مستشهدا بفقرات من كتاب البنا "مذكرات الدعوة والداعية"، أكد فيها البنا بأنه أسس جماعة الإخوان المسلمين خلفا لجمعية الطريقة الحصافية الشاذلية الصوفية التي أنشأها في بلدته في المحمودية إحدى قرى محافظة البحيرة(10).
وفي المحاضرة ذاتها هاجم رسلان عدداً من رموز جماعة الإخوان المسلمين، مستندا إلى بعض كُتب تلك الرموز، أو تصريحات للصحف؛ لإثبات انحراف مناهج الجماعة.
واعتبر رسلان أن ما قاله حسن البنا من أن خصومة الأمة مع اليهود ليست دينية- لأن القرآن حث على مصاهرتهم ومصادقتهم، وأن الإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية- هو انحراف عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وفهم مغلوط وغريب.
وفي المحاضرة نفسها هاجم رسلان المرشد الثالث لجماعة الإخوان عمر التلمساني؛ لأنه اعترف في كتابه "ذكريات لا مذكرات" بأن في حياته بعض ما لا يُرضي المتشددين من الإخوان وغيرهم، مثل حبه للرقص الإفرنجي والموسيقى؛ وحبه للانطلاق في حياته بعيداً عن التزمت الذي لم يقر به دين.
كما هاجم رسلان الشيخ يوسف القرضاوي معتبرًا إياه من الإخوان المسلمين؛ وذلك لأنه امتدح الديمقراطية الإسرائيلية في خطبة جمعة له نشرت في مجلة الوطن الكويتية(11).
وانتقد رسلان بحدة وغضب ما قاله القرضاوي في برنامج "الشريعة والحياة" الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية، ناعيا بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني، ووصفه له "بأنه علم من أعلام المسيحية.. والحبر الأعظم.. وأنه كان مخلصا لدينه، وناشطا في نشر دعوته والإيمان برسالته.. فنحن ندعو له بالرحمة ويجزيه بقدر ما قدم للإنسانية من خير ومن عمل صالح.. نسأل الله أن يعوض الأمة المسيحية فيه خيراً"(12).
وهاجم محمد سعيد رسلان شعار الإخوان المسلمين الشهير "الإسلام هو الحل"، وقال: "كل شعار يرفع لابد أن يكون صحيحا في ذاته؛ وأن يكون مرفوعاً على حقيقة صحيحة؛ وأن يكون مناسبا للزمان الصحيح والمكان الصحيح"، وتساءل رسلان مستنكراً: "هو الحل، لكن ما هو الذي هو الحل؟، يقولون نحن البديل، أي بديل؟!، البديل في كتاب الله وسنته، هي التقوى والتقوى تحتاج إلى علم نافع وعمل صالح، والعلم النافع ينبغي أن يكون مقيداً بما جاء به رسول الله كتاباً وسنة، والعمل الصالح ينبغي أن يكون على قدر ما جاء به الرسول كتابا وسنة"(13).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق