دراسة سن عائشة عند الزواج
يحاول أعداء الإسلام النيل من المسلمين بالتشكيك مرة في القرآن ، ومرة في السنة، ولكن المسلمين أدركوا خبث نية المستشرقين، مما جعل المستشرقين يُجَنِّدوا من لا دين له من المسلمين ، والمفتونين بالغرب، ليروجوا لباطلهم وإفكهم، حتى يكون القائل من جلدتنا، فينطلي كلامه على العوام وضعاف العلم من المسلمين، وغير المتخصصين في العلوم الشرعية، ومن به ضعف في إيمانه.
يحاول أعداء الإسلام النيل من المسلمين بالتشكيك مرة في القرآن ، ومرة في السنة، ولكن المسلمين أدركوا خبث نية المستشرقين، مما جعل المستشرقين يُجَنِّدوا من لا دين له من المسلمين ، والمفتونين بالغرب، ليروجوا لباطلهم وإفكهم، حتى يكون القائل من جلدتنا، فينطلي كلامه على العوام وضعاف العلم من المسلمين، وغير المتخصصين في العلوم الشرعية، ومن به ضعف في إيمانه.
وسلك كثير من بني جلدتنا مسلك المستشرقين في الطعن على الإسلام، فهذا طه حسين كان بوقاً للمستشرقين، وكانت طريقته هي التشكيك في التراث.
وهذا الكاتب أيضا يحاول الطعن في الإسلام بالتشكيك في أهم كتابين بعد كتاب الله، ويأتي بقضية يتظاهر فيها بأنه يدافع عن الإسلام،
ويتظاهر بأنه يحقق الروايات ويجمع الأقول، وقد ذكرنا في مقالاتنا عن التعادل والترجيح بأن الذي ينظر في الأدلة ويُأول النصوص لابد أن يكون عالماً، حتى لا يَضِل ولا يُضِل.
أن يكون المتأول أهلاً لذلك: بمعنى أن يكون متمكناً من العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير التي تمكنه من الجمع بين الدليلين المتعارضين بالتأويل.
قال الإمام النووي: وإنما يقوم بذلك غالباً الأئمة الجامعون بين الفقه والحديث، والأصوليون المتمكنون في ذلك، الغائصون على المعاني الدقيقة، الرائضون أنفسهم في ذلك.(شرح النووي على مسلم 1/35) (التعادل والترجيح بين الأدلة 5)
لكن عصرنا هو عصر الطعن في الإسلام، واتهامه بالتخلف والرجعية والإرهاب، وفتح الإعلام أبواقه لكل من أراد أن يطعن في الإسلام، واعطيت لهم مساحات واسعة في الإعلام، بل أن هناك قنوات في التلفاز لا تعمل شيء غير الطعن في الإسلام، وإثارت الغرائز والشهوات.
وكما قال الشاعر:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له * وتتقي مربد المستأسد الحامي
وسنعرض كلام هذا الطاعن ونرد عليه.
حينما تظهر أصوات العقلاء لتدافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام
هكذا يصف من يقدح في البخاري ومسلم بانه عاقل، مع أنه أحمقٌ جاهلٌ، فكل من أراد أن يطعن في هذين الكتابين، اللذين اهتما بهما العلماء إهتماماً كبيراً، بين شرح ونقد ودراسة للأسانيد، واستنباط للأحكام، وغير ذلك عبر أكثر من عشرة قرون، فمن ادعى أنه وقف على شيء لم يقف عليه علماء الشرع فهو واهم جاهل، وإن كان غير متخصص في العلوم الشرعية فهو أحمق أو مُغرِض خبيث.
مؤكدة بالتاريخ والروايات الموثقة عدم دقة الكثير من الروايات التى يأخذها البعض على الإسلام مثل رواية زواج النبى عليه الصلاة والسلام من السيدة عائشة وهى فى عمر تسع سنين، تواجهها تلك العقبة المقدسة التى تقول بقدسية المناهج الفقهية القديمة، وكتب البخارى ومسلم، وتعصمها من الخطأ.
أين الروايات الموثوفة إذا كنت تطعن في أوثق الكتب وأوثق الروايات، وقد أجمعت الأمة على صحة ما في البخاري ومسلم إلا أحرف يسيرة انتقدها الدار قطني، والأمة في مجملها معصومة، والإجماع حجة عند أهل الإسلام. فقد تعرض كتابي البخاري ومسلم للنقد والتفنيد، من علماء جهابذة، واستقر رأي الأمة على التسليم بصحتها، ولا يضر أن يعترض عليهما بعض الحاقدين على الإسلام، أو الطاعنين في الدين، أو من سار على دربهم بلا وعي ممن ينتسبون إلى الإسلام، فالإجماع حجة عليهم
وترفض أى محاولة للاجتهاد فى تصحيح روايتها حتى ولو كانت محل شك، فهى العلوم وحيدة زمانها، والتى لا تقبل التجديد ولا الإضافة ولا الحذف ولا التنقيح ولا التعقيب ولا حتى النقد.ً
للإجتهاد أصول وقواعد، والإجتهاد جائز شرعاً، لكن من أراد أن يجتهد فلابد له من علوم وضوابط، وليس كل من قرأ كتاباً جاز له الاجتهاد، وليس من الاجتهاد رد الإجماع، أو تقديم الروايات الضعيفة أو الباطلة على الروايات التي أجمعت الأمة على صحتها.
ولو كانت محل شك ... محل شك ممن؟ من الطاعنين على الإسلام، وإذا كانت أصح الروايات محل شك، فمن أين يأتي اليقين وأنت تشكك في أصح الأحاديث، وتريد منا أن نشك معك في أصح كتابين بعد كتاب الله، وعلى أي رواية تعتمد، على الرواية التي توافق ما تريد ولو كانت باطلة!!
وكذا هو الحال مع الرواية ذائعة الصيت التى يكاد يعرفها كل مسلم, والتى جاءت فى البخارى ومسلم, أن النبى (صلى الله عليه وسلم) وهو صاحب الخمسين عاما قد تزوج أم المؤمنين (عائشة) وهى فى سن السادسة, وبنى بها-دخل بها- وهى تكاد تكون طفلة بلغت التاسعة,
واضح في كلامه التهكم والسخرية، ولست أدري ممن يسخر أمن النبي صلى الله عليه وسلم أم من البخاري ومسلم لأنهما رويا هذه الأحاديث، أم يسخر من كل رجال السند الذين نقلوا هذا الكلام، أم من الأمة التي تلقت كتابي البخاري ومسلم بالقبول.
أما قوله طفلة فهذا جهل، فالجارية تعد امرأة إذا حاضت، أياً كان عمرها عنئذ، ولسنا ملزمين بما يُرَوّج له في عصرنا من أن الطفولة إلى سن كذا أو المراهقة من سن كذا، فمن يقولون عنه مراهق ، في سلفنا كان يقود الجيوش، ويفتح البلدان، والحيض من علامات البلوغ، فإن حاضت فهي امرأة.
وإلى عهد قريب كانت الأسر في الريف تزوج البت بمجرد بلوغها، فلماذا تنتظر، لم يكن تعليم أو جامعة أو تحديد سن الزواج في القوانين، وسن البلوغ يختلف من شعب إلى شعب ومن مكان على مكان.
وفي فتح الباري لابن رجب (4/ 133)
إذا أطلقت المرأة لم يرد بها إلا البالغ، والصغيرة لا تسمى امرأة في الحال؛ ولهذا قَالَتْ عَائِشَة: إذا بلغت الجارية تسع سنين فَهِيَّ امرأة.
وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْحَيْضَ بُلُوغٌ فِي حَقِّ النِّسَاءِ
وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا أَنَّهُ رَأَى جَدَّةً بِنْتَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَأَنَّهَا حَاضَتْ لِاسْتِكْمَالِ تِسْعٍ وَوَضَعَتْ بِنْتًا لِاسْتِكْمَالِ عَشْرٍ وَوَقَعَ لَبِنْتِهَا مِثْلُ ذَلِكَ فتح الباري لابن حجر (5/ 277)
وهى الرواية التى حازت ختم الحصانة الشهير لمجرد ذكرها فى البخارى ومسلم.
هذا كلام من لا يعرف من هو البخاري ومدى علمه وحفظه وتدقيقه، لكن ختم الحصانة كان من قبول الأمة لكتابي البخاري ومسلم، وهو إجماع لا ينقض، ولا يجوز له مخالفته، وهو هنا يسخر ويتهكم على البخاري ومسلم، وعلى الأمة كلها بما فيهم كافة العلماء الذين روا أو شرحوا أو تكلموا على هذه الرواية.
وقوله لمجرد ذكرهما في البخاري ومسلم، نعم الحديث الذي رواه البخاري ومسلم لمن يعرف شرطهما، وكيف جمعا الحديث؛ سلَّم لهما، ومن جهل قدرهما، وجهل قدر نفسه، وظن انه مساوٍ لهما أو افضل منهما فهو ضالٌ مفتون.
رغم أنها تخالف كل ما يمكن مخالفته, فهى تخالف القرآن
هل رواية البخاري ومسلم في سن عائشة رضي الله عنها تخالف القرآن؟ أين في القرآن ذلك؟ ولماذا لم تأتِ بآية؟ أم هو التهويل لنقبل ما تقوله من هراء وتضليل، هو يحاول أن يخدع العوام بقوله أن هذه الروايات تخالف القرآن، فهل تعرض القرآن لعمر عائشة رضي الله عنهان هذا يوضح نيتة، وسوء سريرته .
والسنة الصحيحة
وما معرفتك يا هذا بالسنة الصحيحة، وأنت تطعن في البخاري ومسلم، وهل السنة الصحيحة هي ما توافق ما تدعيه، لقد وضع العلماء ضوابط وشروط لصحة الحديث اتفقوا على خمسة منها، هي اتصال السند وعدل الرواة وضبط الرواة وعدم الشذوذ وعدم العلة، فهل لديك ضوابط لقبول المرويات، أم تختار ما يوافق هواك وتدعي صحته لذلك؟
وتخالف العقل والمنطق والعرف والعادة
عقل من؟ فقد مرت هذه الأحاديث على من هم أكثر عقلا، وأغزر علماً، وقبلوها، لقد قبلت الأمة هذه الأحاديث فهل تتهم عقول الأمة؟ هذا لا يقوله إلا مفتون زين له الشيطان أنه عالم
والخط الزمنى لأحداث البعثة النبوية.
هذا في ظنك الناتج عن سوء فهمك، وسوء ظنك، وسنبين ذلك.
والرواية التى أخرجها البخارى جاءت بخمس طرق للإسناد وبمعنى واحد للمتن-النص- ولطول الحديث سنورد أطرافه الأولى والأخيرة التى تحمل المعنى المقصود, (البخارى - باب تزويج النبى عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها-3894): حدثنى فروة بن أبى المغراء: حدثنا على بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضى الله عنها قالت: «تزوجنى النبى صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة،... فأسلمتنى إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين».
هذه رواية البخاري، فهل هناك رواية معارضة لها تقول انه صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي ابن ثمانية عشر عاماً كما يدعي؟؟؟ لا توجد رواية تحدد سن عائشة رضي الله عنها إلا هذه الروايات، ولا معارض لها، فبماذا تعارض روايات البخاري ومسلم؟
بالاستناد لأمهات كتب التاريخ والسيرة المؤصلة للبعثة النبوية
وهل يعارض أحاديث البخاري ومسلم بما جاء في كتب التاريخ والسير؟؟؟؟ هذا لا يقول به أحد عنده مسكة من علم، فكتب التاريخ لا تحقق الروايات، ولا تدقق في الأسانيد، وهل رواية البخاري ومسلم تعارض برواية في كتب التاريخ قد لا يعرف لها إسناد؟ سبحانك هذا بهتان عظيم. هذه النقطة هي بداية التضليل، والتلبيس، فهو يريد أن يَرُدُّ الصحيح بما لم يثبت.
( الكامل- تاريخ دمشق - سير اعلام النبلاء - تاريخ الطبرى - البداية والنهاية - تاريخ بغداد - وفيات الأعيان, وغيرها الكثير).
هذا الكلام يفضحه، ويبين جهله، فكتاب تاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء وتاريخ بغداد، ووفيات الأعيان ليست كتب تاريخ، إنها كتب تراجم، فهو لا يعرف الكتب، ولا يعرف موضوعها، وظن بجهله أن تاريخ دمشق او تاريخ بغداد هي كتب تاريخ لما في اسمها من كلمة تاريخ.
وإنما سميت بذلك لأنه يذكر تاريخ وفيات من ترجم لهم، فتاريخ دمشق مثلاً يترجم لأهل دمشق ولكل من دخلها من الصحابة والتابعين واتباع التابعين والعلماء، والأمراء، فليست كتب تاريخ كما يريد أن يوهم العوام، ويبين أنه مطلع، وأن كلامه من كتب التاريخ.
تكاد تكون متفقة على الخط الزمنى لأحداث البعثة النبوية كالتالى: البعثة النبوية استمرت (13) عاما فى مكة, و(10) أعوام بالمدينة, وكان بدء البعثة بالتاريخ الميلادى عام (610م), وكانت الهجرة للمدينة عام (623م) أى بعد (13) عاما فى مكة, وكانت وفاة النبى عام (633م) بعد (10) أعوام فى المدينة.
لست أدري ما دخل التاريخ الميلادي هنا، ولعل في هذا دليل أنه ينقل عن مستشرق.
النبي صلى الله عليه وسلم لحق بالرفيق الأعلى في ربيع الأول سنة 11 هـ، أما قولهم مكث في المدينة عشر سنوات لأن دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة كان في ربيع الأول أيضاً.
قال ابن حجر في الفتح عن التأريخ:
كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة : مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته ، فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة.
ولست أدري بأي منطق يريد ان يجعل الأمر المختلف فيه قاضياً على حديث البخاري وفيه نص صاحبة الواقعة، ولا حديث يخالفه
والمفروض بهذا الخط المتفق عليه
أثبتا الخلاف فيه، فلا يكون متفق عليه، ولو قال الراجح لكان مقبولاً
أن الرسول تزوج (عائشة) قبل الهجرة للمدينة بثلاثة أعوام، أى فى عام (620م), وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحى، وكانت تبلغ من العمر (6) سنوات, ودخل بها فى نهاية العام الأول للهجرة أى فى نهاية عام (623م), وكانت تبلغ (9) سنوات, وذلك ما يعنى حسب التقويم الميلادى أى أنها ولدت عام (614م), أى فى السنة الرابعة من بدء الوحى حسب رواية البخارى، وهذا وهم كبير.
قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7/ 225) وهو يتكلم عن خديجة رضي الله عنها:
تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ بِثَلَاثِ سِنِينَ أَوْ قَرِيبٍ من ذَلِك ونكح النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ بَعْدَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ وَعَائِشَةُ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى بهَا بعد مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَهَذَا السِّيَاقُ لَا إِشْكَالَ فِيهِ. انتهى بحروفه
فأين الوهم أيها المفتون، وانظر إلى قول ابن حجر لا إشكال فيه.
نقد الرواية تاريخيا:
1 - حساب عمر السيدة (عائشة) بالنسبة لعمر أختها (أسماء بنت أبى بكر-ذات النطاقين-): تقول كل المصادر التاريخية السابق ذكرها إن (أسماء) كانت تكبر (عائشة) بـ(10) سنوات.
ليس هذا الكلام في كل المصادر التي ذكرها، ولكن في بعضها، وهي روايات صحيحة
كما تروى ذات المصادر بلا اختلاف واحد بينها, أن (أسماء) ولدت قبل الهجرة للمدينة بـ (27) عاما, ما يعنى أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام (610م) كان (14) سنة, وذلك بإنقاص من عمرها قبل الهجرة (13) سنة وهى سنوات الدعوة النبوية فى مكة, لأن (27-13= 14سنة).
راجعت المصادر التي ذكرها، وغيرها من المصادر فلم أقف على مصدر واحد يعيّن سنة ميلاد أسماء رضي الله عنها، والعرب لم تكن تؤرخ لميلاد شخص، ولكن كانت تؤرخ لوفاته، حتى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم مختلف فيه كما ذكرنا، والذي ينظر في كتب التاريخ والتراجم، يرى أن كتب التاريخ عندما تذكر احداث أي سنة يذكرون من توفي في هذه السنة ولا يذكرون من ولد فيها، كذلك كتب التراجم تذكر وفاة الشخص ولا تذكر سنة ميلاده، لأنه يكون مجهولاً في الغالب، فقوله أن المصادر تقول أن أسماء ولدت قبل الهجرة بـ 27 عاماً إفتراء وكذب. وسأبين من أين اتى بهذا الكلام.
وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ (10) سنوات, إذن يتأكد بذلك أن سن (عائشة )كان (4) سنوات مع بدء البعثة النبوية فى مكة, أى أنها ولدت قبل بدء الوحى بـ (4) سنوات كاملات, وذلك عام (606م), ومؤدى ذلك بحسبة بسيطة أن الرسول عندما نكحها فى مكة فى العام العاشر من بدء البعثة النبوية كان عمرها (14) سنة, لأن (4+10=14 سنة), أو بمعنى آخر أن (عائشة) ولدت عام (606م), وتزوجت النبى (620م), وهى فى عمر (14) سنة وأنه كما ذُكر بنى بها-دخل بها- بعد (3) سنوات وبضعة أشهر» أى فى نهاية السنة الأولى من الهجرة وبداية الثانية، عام (624م), فيصبح عمرها آنذاك (14+3+1= 18سنة كاملة), وهى السن الحقيقية التى تزوج فيها النبى الكريم (عائشة).
نقول له ثبت العرش ثم انقش، لا تبنِ على شيء لم يثبت، اثبت عمر أسماء، ثم ابني عليه، هذه واحدة.
والثانية: أنه ليس هناك نص على أن أسماء كان عمرها آنذاك 27 عاماً.
والثالثة: ولو كان هناك نص في كتب التاريخ كما زعم، لرددناه بحديث البخاري ومسلم لأنه أرجح لعدة أمور: أن حديث عائشه هي صاحبة القصة، ولأن حديثها أعلى سنداً، ولشهرة رواته، وتقدم إسلام الراوي، ولأن حديثها نص وكلامه استنباط، ولو بحثت ستجد أن حديث عائشة يترجح من كل الوجوه، فكيف يمكن ان يكون هذا الكلام معارضاً له، فضلاً عن أن يترجح عليه.
هذا كلام من لم يتعلم العلم، أو يكون إنسان مغرض يريد الطعن في الإسلام، فهو يرجح المرجوح ليس بالطرق العلمية ولكن لمجرد أن يوافق ما يريد أن يقوله
2 - حساب عمر (عائشة) بالنسبة لوفاة أختها(أسماء-ذات النطاقين): تؤكد المصادر التاريخية السابقة بلا خلاف بينها أن (أسماء) توفيت بعد حادثة شهيرة مؤرخة ومثبتة، وهى مقتل ابنها (عبد الله بن الزبير) على يد (الحجاج) الطاغية الشهير, وذلك عام (73هـ), وكانت تبلغ من العمر (100)سنة كاملة, فلو قمنا بعملية طرح لعمر( أسماء) من عام وفاتها (73هـ), وهى تبلغ (100) سنة فيكون ( 100-73=27 سنة) وهو عمرها وقت الهجرة النبوية.
هذا حساب من لا يعرف طرق الجمع بين الروايات، أو من يريد الطعن في الإسلام، انظر ما قاله الذهبي في تاريخه يا من تزعم المعرفة بكتب التاريخ وأنت لا تميز بين كتب التاريخ وكتب التراجم.
جاء في تاريخ الإسلام ت تدمري (5/ 354)
قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرِ سِنِينَ.
قُلْتُ: فَعُمْرُهَا على هذا إحدى وتسعون سنة.
وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَقَالَ: عَاشَتْ مِائَةَ سَنَةٍ وَلَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ.
هذا كلام الحافظ الذهبي فإذا حسبت على ما قاله الذهبي فيكون91عمرها – 73عام من الهجرة يكون عمرها وقت الهجرة 18 عام، ويكون عمر عائشة وقت الهجرة 8 أعوام، هذا قول عالم منصف، يعلم أي رواية تقدم، فلا تظن أنك انتبهت إلى من لم يعرفه غيرك.
وفي الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1782)
كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزُّبَيْر بْن العوام، وَكَانَ إسلامها قديمًا بمكة، وهاجرت إِلَى المدينة وهي حامل بعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، فوضعته بقباء.
قلت: وهذا أقرب إلى العقل، وعبد الله هو أول مولود في الإسلام بعد الهجرة، فعلى قولك إنها تزوجت وعمرها25 أو 26 عاماً، وهذا غير معقول في ذلك الزمان، حتى إلى زمن قريب في كثير من البلدان، لأن البنت كانت تتزوج بمجرد أن تبلغ، وإلى زمن قريب حتى مع القوانين التي تمنع الزواج قبل سن محدد، كانوا في الريف يحدد السن تقريبياً وتتزوج البنت، فإذا علمت أن أسماء أول من تزوجها هو الزبير فيبعد ان يكون أول زواج البنت في هذا السن المتأخر بالنسبة لذلك الزمان.
وذلك ما يتطابق كليا مع عمرها المذكور فى المصادر التاريخية, فإذا طرحنا من عمرها (10) سنوات- وهى السنوات التى تكبر فيها أختها (عائشة)- يصبح عمر (عائشة) (27-10=17سنة) وهو عمر (عائشة) حين الهجرة, ولو بنى بها - دخل بها - النبى فى نهاية العام الأول يكون عمرها آنذاك(17+1=18 سنة) وهو ما يؤكد الحساب الصحيح لعمر السيدة (عائشة) عند الزواج من النبى.
قد أثبتا عمرها بالحساب كما ذكر الذهبي، ثم إن عائشة أدرى بنفسها وهي صاحبة القصة، وكلامها صريح في ذلك فيقدم على الاستنتاج والحساب وَقد ذكروا أن إِقَامَة النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّة بعد النُّبُوَّة عشر سِنِين، وَقيل: ثَلَاث عشرَة سنة، وَقيل: خمس عشرَة.
وفي عيون الأثر (2/ 368)، والإصابة في تمييز الصحابة (8/ 232)
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِي، وَأَنَا بِنْتُ تِسْعٍ، وَقُبِضَ عَنِّي، وَأَنَا بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ. رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ النَّسَائِيِّ
وفي الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 231) في ترجمة عائشة رضي الله عنها.
وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، فقد ثبت في الصّحيح أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السّادسة ودخلت في السّابعة، ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شوال في السنة الأولى
وما يعضد ذلك أيضا أن (الطبرى) يجزم بيقين فى كتابه (تاريخ الأمم) أن كل أولاد (أبى بكر) قد ولدوا فى الجاهلية, وذلك ما يتفق مع الخط الزمنى الصحيح, ويكشف ضعف رواية البخارى، لأن (عائشة) بالفعل قد ولدت فى العام الرابع قبل بدء البعثة النبوية.
هذا محض افتراء وكذب، فلم يجزم، ولم يقل حتى بدون جزم أن كل أولاد أبي بكر ولدوا في الجاهلية، لأن من أولاده من ولد في المدينة، وهذا كلام الطبري في تاريخه بحروفه.
تاريخ الطبري (3/ 425)
ذكر أسماء نساء أبي بكر الصديق رحمه اللَّه حدث علي بْن مُحَمَّد، عمن حدثه ومن ذكرت من شيوخه، قال: تزوج أبو بكر في الجاهلية قتيلة- ووافقه على ذلك الواقدي والكلبي- قالوا: وهي قتيلة ابنة عبد العزى بْن عبد بْن أسعد بْن جابر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي، فولدت له عبد اللَّه وأسماء وتزوج أيضا في الجاهلية أم رومان بنت عامر بْن عميرة بْن ذهل بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بْن مالك ابن كنانة- وقال بعضهم: هي أم رومان بنت عامر بْن عويمر بْن عبد شمس بْن عتاب بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بْن مالك بْن كنانة- فولدت له عبد الرحمن وعائشة. فكل هؤلاء الأربعة من أولاده، ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما في الجاهلية.
وتزوج في الإسلام أسماء بنت عميس وكانت قبله عند جعفر بْن أبي طالب، وهي أسماء بنت عميس بْن معد بْن تيم بْن الحارث بْن كعب ابن مالك بْن قحافة بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن مالك بْن نسر بْن وهب اللَّه بْن شهران بْن عفرس بْن حلف بْن أفتل- وهو خثعم- فولدت له مُحَمَّد بْن أبي بكر.
وتزوج أيضا في الإسلام حبيبة بنت خارجة بْن زيد بْن أبي زهير، من بني الحارث بن الخزرج، وكانت نسأ حين توفي أبو بكر، فولدت له بعد وفاته جارية سميت أم كلثوم.انتهـى
هذا كلام الطبري بحروفه، ولا يفهم منه ما يدعيه هذا الكذاب، من أن أولاده كلهم ولدوا في الجاهلية، فغاية ما فيه أن أولاده هؤلاء من الزوجتين اللتين تزوجهما في الجاهلية، وقد تزوج أسماء بنت عميس في الإسلام، وليس فيه أي دلالة أو إشارة من قريب أو بعيد أن أولاده ولدوا في الجاهلية، وإنما ولدت عائشة في الإسلام من زوجته التي تزوجها في الجاهلية، فأين ذلك من افتراءه وكذبه.
3 - حساب عمر (عائشة) مقارنة (بفاطمة الزهراء) بنت النبى: يذكر (ابن حجر) فى (الإصابة) أن (فاطمة) ولدت عام بناء الكعبة, والنبى ابن (35) سنة, وأنها أسن-أكبر- من عائشة بـ (5) سنوات, وعلى هذه الرواية التى أوردها (ابن حجر) مع أنها رواية ليست قوية, ولكن على فرض قوتها
هذه رواية لا يعتد بها، ولا تقاوم أحاديث البخاري، وكيف يعترض بما لم يثبت على أقوى الأحاديث، وما اتفق عليه البخاري ومسلم، هذا لا يقول به أصغر طلاب العلم، وما معنى على فرض قوتها، هل هذا كلام يصح الاستدلال به، هو يطعن على أصح الأحاديث بهذه الرواية الضعيفة لأنها توافق هواه، وتساعده فيما أراد، فهو غير منصف في بحثه وفي كلامه، لكنه يتعلق بأي شيء ليصل لهدفه الخبيث.
نجد أن (ابن حجر) وهو شارح (البخارى), يكذب رواية (البخارى) ضمنيا, لأنه إن كانت (فاطمة) ولدت والنبى فى عمر (35) سنة, فهذا يعنى أن (عائشة) ولدت والنبى يبلغ (40) سنة, وهو بدء نزول الوحى عليه, ما يعنى أن عمر (عائشة) عند الهجرة كان يساوى عدد سنوات الدعوة الإسلامية فى مكة وهى (13) سنة, وليس (9) سنوات,
وهذا كلام ابن حجر في الإصابة بحروفه، في ترجمة فاطمة رضي الله عنها
الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 263)
واختلف في سنة مولدها، فروى الواقديّ، عن طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العبّاس: ولدت فاطمة والكعبة تبنى، والنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابن خمس وثلاثين سنة، وبهذا جزم المدائنيّ.
ونقل أبو عمر عن عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي- أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسنّ من عائشة بنحو خمس سنين.
وعلى هذه الرواية يكون مولد عائشة رضي الله عنها سنة 4 من المبعث أو 5 على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم نُبِّئ على رأس الأربعين، وفاطمة ولدت وعمره صلى الله عليه وسلم 41 عاماً وبعدها عائشة بخمس سنوات، فيكون عمره صلى الله عليه وسلم 46، فإذا علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم لحق بالرفيق الأعلى عن عمر يناهز 63 عاماً فيكون عمر عائشة رضي الله عنها في ذلك الوقت 63- 46= 17 وهو نحو ما ذكرته عائشة رضي الله عنها، ويكون عمرها وقت الهجرة8 أعوام لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي سنة 11 هـ، ودخل بعائشة بعد نحو عام من الهجرة فيكون عمرها 9 أعوام، وهذا يؤكد رواية عائشة المتفق عليها، والحقيقة أن رواية الصحيحين لا تحتاج لشيء يؤكدها، لكننا أردنا أن نبين كذب هذا المدعي، فأين تكذيب ابن حجر للبخاري، إنه يُكَذِّبك أنت
فإذا قلت أن فاطمة ولدت قبل البعثة بأقل من عام، وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنوات، فيكون عمر عائشة وقت الهجرة نحو8 سنوات، وبنى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بنحو عام فيكون عمرها نحو 9 سنوات، وهو يوافق رواية الصحيحين
وقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد فى رواية البخارى.
المضطرب عند أهل العلم هُو الَّذي يُروَى على أوجهٍ مُخْتلفةٍ مُتَقَاربة متعادلة، لا يترجح بعضها على بعض، فإن رُجِّحت إحدى الرِّوايتين بحفظ راويها، أو كثرةِ صُحْبتة المَرْوي عنه، أو غير ذلك، فالحُكم للرَّاجحة، ولايَكُون مُضْطربًا، وتكون الرواية المرجوحة شاذة أو منكرة.
فالرواية الضعيفة لا تقدح في الرواية الصحيحة، فهو يتكلم بجهل، ويريد أن يحكم على الروايات ويدعي الاجتهاد وهو لم يتعلم العلم، ، فإن الروايات الضعيفة لا تقضي على الروايات الصحيحة، فكيف بما اتفقت الأمة على صحته.
نقد الرواية من كتب الحديث والسيرة:
1 - ذكر (ابن كثير) فى (البداية والنهاية) عن الذين سبقوا بإسلامهم: «ومن النساء... أسماء بنت أبى بكر وعائشة وهى صغيرة فكان إسلام هؤلاء فى ثلاث سنين ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو فى خفية, ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة», وبالطبع هذه الرواية تدل على أن (عائشة) قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة فى عام (4) من بدء البعثة النبوية, يما يوازى عام (614م), ومعنى ذلك أنها آمنت على الأقل فى عام (3) أى عام (613م), فلو أن (عائشة) على حسب رواية (البخارى) ولدت فى عام (4) من بدء الوحى, معنى ذلك أنها لم تكن على ظهر الأرض عند جهر النبى بالدعوة فى عام (4) من بدء الدعوة, أو أنها كانت رضيعة, وهذا ما يناقض كل الأدلة الواردة, ولكن الحساب السليم لعمرها يؤكد أنها ولدت فى عام (4) قبل بدء الوحى أى عام (606م), ما يستتبع أن عمرها عند الجهر بالدعوة عام (614م), يساوى (8) سنوات وهو ما يتفق مع الخط الزمنى الصحيح للأحداث, وينقض رواية البخارى.
لا توجد هذه الرواية لا عند ابن كثير ولا عند غيره، وهو محض افتراء، وكذب وبهتان، وبفرض وجودها فهي رواية باطلة لأنها تناقض الروايات الصحيحة التي تتكلم عن أول من اسلم، ثم إنه يبني عليها ويحسب دون أن يثبت وجودها فضلاً عن صحتها.
2 - أخرج البخارى نفسه ( باب - جوار أبى بكر فى عهد النبى) أن (عائشة) قالت: «لم أعقل أبوى قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفى النهار بكرة وعشية، فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قِبَلَ الحبشة», ولا أدرى كيف أخرج البخارى هذا, فـ (عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان الدين, وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكَرَت, وتقول إن النبى كان يأتى بيتهم كل يوم, وهو ما يبين أنها كانت عاقلة لهذه الزيارات, والمؤكد أن هجرة الحبشة، إجماعا بين كتب التاريخ كانت فى عام (5) من بدء البعثة النبوية ما يوازى عام (615م), فلو صدقنا رواية البخارى أن عائشة ولدت عام (4) من بدء الدعوة عام (614م), فهذا يعنى أنها كانت رضيعة عند هجرة الحبشة, فكيف يتفق ذلك مع جملة (لم أعقل أبوى) وكلمة أعقل لا تحتاج توضيحا, ولكن بالحساب الزمنى الصحيح تكون (عائشة) فى هذا الوقت تبلغ (4 قبل بدء الدعوة، + 5 قبل هجرة الحبشة = 9 سنوات) وهو العمر الحقيقى لها آنذاك.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري (12/ 123)
(وهما يدينان الدّين) أَي: يطيعان الله، وَذَلِكَ أَن مولدها بعد الْبَعْث بِسنتَيْنِ، وَقيل: بِخمْس، وَقيل: بِسبع، وَلَا وَجه لَهُ لإجماعهم أَنَّهَا كَانَت حِين هَاجر النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بنت ثَمَان، وَأكْثر مَا قيل أَن مقَامه بِمَكَّة بعد الْبَعْث ثَلَاث عشرَة سنة، وَإِنَّمَا يَصح خمس على قَول من يَقُول: أَقَامَ ثَلَاث عشرَة سنة، وسنتين على قَول من يَقُول: أَقَامَ عشرا بهَا، وَتَزَوجهَا وَهِي بنت سِتّ، وَقيل: سبع، وَبنى بهَا وَهِي بنت تسع، وَمَات عَنْهَا وَهِي بنت ثَمَانِي عشر سنة، وَعَاشَتْ بعده ثَمَان وَأَرْبَعين سنة.
هذا قول البدر العيني في شرح هذا الحديث
إن عائشة رضي الله عنها عندما أدركت الأشياء وعقلت وجدت أبواها مسلمين، وهي تحكي ما حدث لبيها من قريش، ولم تقل أنها كانت شاهدة على هذه الحادثة، فقد يحكي الإنسان ما حدث في الهجرة مثلا، ولا يعني ذلك أنه كان حاضراً وقتها. وليس في الحديث أن ذلك كان قبل الهجرة إلى الحبشة، ولا أن خروج أبي بكر الصديق مهاجراً كان وقت الهجرة إلى الحبشة، وإنما سياق الحديث يدل على أنه كان قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بزمن قصير.
3 - أخرج الإمام (أحمد) فى (مسند عائشة): «لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت: يا رسول الله ألا تتزوج, قال: من، قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا, قال: فمن البكر قالت: أحب خلق الله إليك عائشة ابنة أبى بكر», وهنا يتبين أن (خولة بنت حكيم) عرضت البكر والثيب-المتزوجة سابقا-, على النبى فهل كانت تعرضهن على سبيل جاهزيتهن للزواج, أم على أن إحداهما طفلة يجب أن ينتظر النبى بلوغها النكاح, المؤكد من سياق الحديث أنها تعرضهن للزواج الحالى بدليل قولها (إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا) ولذلك لا يعقل أن تكون عائشة فى ذاك الوقت طفلة فى السادسة من عمرها, وتعرضها (خولة) للزواج بقولها (بكرا).
هذا كلام مرسل لا ترد الأحاديث الصحيحة بمثل ذلك، وما ثبت بيقين، لا يزال بمثل هذه الشبهاتن فليس في هذا الكلام دليل يقاوم ما ثبت في الصحيحين، بل إن هذا الحديث فيه دلالة على صغر سن عائشة رضي الله عنها، لأنه صلى الله عليه وسلم تزوج سودة وبنى بها، بينما أخَّرَ البناء بعائشة إلى ما بعد الهجرة
4 - أخرج الإمام (أحمد) أيضا عن (خولة بنت حكيم) حديثا طويلاً عن خطبة عائشة للرسول، ولكن المهم فيه ما يلى: «قالت أم رومان: إن مطعم بن عدى قد ذكرها على ابنه, ووالله ما وعد أبو بكر وعدا قط فاخلفه... لعلك مصبى صاحبنا», والمعنى ببساطة أن (المطعم بن عدى) وكان كافرا قد خطب (عائشة) لابنه (جبير بن مطعم) قبل النبى الكريم, وكان ( أبو بكر) يريد ألا يخلف وعده, فذهب إليه فوجده يقول له لعلِّى إذا زوجت ابنى من (عائشة) يُصبى أى (يؤمن بدينك), وهنا نتوقف مع نتائج مهمة جدا وهى: لا يمكن أن تكون (عائشة) مخطوبة قبل سن (6) سنوات لشاب كبير- لأنه حارب المسلمين فى بدر وأحد- يريد أن يتزوج مثل (جبير), كما أنه من المستحيل أن يخطب (أبو بكر) ابنته لأحد المشركين وهم يؤذون المسلمين فى مكة, مما يدل على أن هذا كان وعدا بالخطبة, وذلك قبل بدء البعثة النبوية حيث كان الاثنان فى سن صغيرة، وهو ما يؤكد أن (عائشة) ولدت قبل بدء البعثة النبوية يقينا.
يريد بأي شكل أن يشكك في رواية البخاري، فمرة يكذب، ومرة يستدل بالكلام على غير معناه، وهنا يحاول أن يجد أي ثغرة لينفث سمه، أما جبير بن مطعم فكان رجلاً سيداً في قومه، وهو الذي جاء ليفاوض النبي صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر.
أما قوله من المستحيل ان يخطب أبو بكر ابنته لأحد المشركين، فنقول له إن ذلك كان بمكة، ولم يكن ذلك محرماً. وإنما نزل التحريم بعد الهجرة.
وقوله وهم يؤذون المسلمين بمكة دليل على أنه لم يدرس التاريخ جيداً ولا يعرف عمن يتكلم
ففي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 95) في ترجمة جبير بن مطعم
وَكَانَ أَبُوْهُ هُوَ الَّذِي قَامَ فِي نَقْضِ صَحِيْفَةِ القَطِيْعَةِ، وَكَانَ يَحْنُو عَلَى أَهْلِ الشِّعْبِ، وَيَصِلُهُم فِي السِّرِّ. وَلذَلِكَ يَقُوْلُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَدْرٍ: (لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً، وَكلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى، لَتَرَكْتُهُم لَهُ) أخرجه البخاري 6 / 173 في الخمس. فقد كان جبير بن مطعم وأبوه يصلون المسلمين حتى عندما حاصرتهم قريش في شِعب أبي طالب.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يذكر مطعم بن عدي بالخير رغم أنه مات كافراً، وأعجب من ذلك فقد رثاه حسان بن ثابت رضي الله عنه عندما مات في مكة قبل بدر. سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 95)
5 - أخرج البخارى فى (باب- قوله: بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) عن (عائشة) قالت: «لقد أنزل على محمد [ بمكة، وإنى جارية ألعب «بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ», والمعلوم بلا خلاف أن سورة (القمر) نزلت بعد أربع سنوات من بدء الوحى بما يوازى (614م), فلو صدقنا رواية البخارى تكون (عائشة) إما أنها لم تولد أو أنها رضيعة حديثة الولادة عند نزول السورة, ولكن (عائشة) تقول (كنت جارية ألعب) أى أنها طفلة تلعب, فكيف تكون لم تولد بعد؟ ولكن الحساب المتوافق مع الأحداث يؤكد أن عمرها عام (4) من بدء الوحى، عند نزول السورة كان (8) سنوات، كما بينا مرارا وهو ما يتفق مع كلمة (جارية ألعب).
فتح الباري لابن حجر (7/ 184)
وَالرِّوَايَةُ الَّتِي فِيهَا بِمَكَّةَ لَمْ يَقُلْ فِيهَا وَنَحْنُ وَإِنَّمَا قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ يَعْنِي أَنَّ الِانْشِقَاقَ كَانَ وَهُمْ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ
فغاية ما في الحديث أن انشقاق القمر حدث قبل الهجرة، وليس فيه تحديد زمن، ولم يحدد أحد زمن ذلك بأنه كان بعد المبعث بكذا سنة، وعائشة رضي الله عنها كان عمرها عند الهجرة ثماني سنين فهي تعقل ما يجري حولها، أمر آخر فقد تكون هذه الآية والساعة أدهى وأمر تأخر نزولها عن بداية السورة، فلا حجة له في التعلق بها. فهي تذكر نزول الآية، ولم تذكر انشقاق القمر على فرض صحة ما ادعاه من زمن انشقاق القمر.
6 - أخرج البخارى ( باب- لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها) قال رسول الله: «لا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت», فكيف يقول الرسول الكريم هذا ويفعل عكسه, فالحديث الذى أورده البخارى عن سن أم المؤمنين عند زواجها ينسب إليها أنها قالت كنت ألعب بالبنات - بالعرائس - ولم يسألها أحد عن إذنها فى الزواج من النبى, وكيف يسألها وهى طفلة صغيرة جداً لا تعى معنى الزواج, وحتى موافقتها فى هذه السن لا تنتج أثرا شرعيا لأنها موافقة من غير مكلف ولا بالغ ولا عاقل.
هذا كلام واضح البطلان، فهو يريد أن يطبق أحكام الإسلام التي شرعت في المدينة على ما كان في مكة قبل نزولها، فأي بهتان ، وأي فرية أعظم من ذلك، لقد نزلت هذه الأحكام بعد زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة.
نقد سند الرواية:
سأهتم هنا ببيان علل السند فى رواية البخارى فقط:
جاء الحديث الذى ذكر فيه سن (أم المؤمنين) بخمس طرق وهى:
حدثنى فروة بن أبى المغراء: حدثنا على بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. حدثنى عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه. حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن عائشة.حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.حدثنا قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن عروة.
وكما نرى ترجع كل الروايات لراو واحد وهو (عروة) الذى تفرد بالحديث عن أم المؤمنين (عائشة) وتفرد بروايته عنه ابنه (هشام), وفى (هشام) تكمن المشكلة, حيث قال فيه (ابن حجر) فى (هدى السارى) و(التهذيب): «وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كان مالك لا يرضاه، بلغنى أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم-جاء- الكوفة ثلاث مرات، قدمةً -مرة- كان يقول: حدثنى أبى، قال سمعت عائشة، وقدم-جاء- الثانية فكان يقول: أخبرنى أبى عن عائشة، وقدم-جاء- الثالثة فكان يقول: «أبى عن عائشة».
والمعنى ببساطة أن (هشام بن عروة) كان صدوقا فى المدينة المنورة, ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء, وبدأ (يدلس) أى ينسب الحديث لغير راويه, ثم بدأ يقول (عن) أبى، بدلا من (سمعت أو حدثنى), والمعنى أنه فى علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثنى) هى أقوى من قول الراوى (عن فلان), والحديث فى البخارى هكذا يقول فيه (هشام) عن (أبى) وليس ( سمعت أو حدثنى), وهو ما يؤيد الشك فى سند الحديث, ثم النقطة الأهم أن الإمام (مالك) قال: إن حديث (هشام) بالعراق لا يقبل, فإذا طبقنا هذا على الحديث الذى أخرجه البخارى لوجدنا أنه محقق, فالحديث لم يروه راو واحد من المدينة بل كلهم عراقيون ما يقطع أن (هشام بن عروة) قد رواه بالعراق, بعد أن ساء حفظه ولا يعقل أن يمكث (هشام) بالمدينة عمرا طويلا, ولا يذكر حديثا مثل هذا ولو مرة واحدة, لهذا فإننا لا نجد أى ذكر لعمر السيدة (عائشة) عند زواجها بالنبى فى كتاب (الموطأ) للإمام مالك, وهو الذى رأى وسمع (هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة, فكفى بهاتين العلتين للشك فى سند الرواية فى البخارى، وذلك مع التأكيد على فساد متنها - نصها - الذى تأكد بالمقارنة التاريخية السابقة.
يكفي في توثيق هشام بن عروة أنه من رجال الصحيحين، ولكننا ننقل قول أهل العلم في هشام بن عروة الذي يطعن فيه هذا المفتون:
هشام بن عروة بن الزبير كان ثقة. الثقات للعجلي ط الباز (ص: 459)
ونقله الخطيب البغدادي تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (14/ 40)
الطبقات الكبرى ط العلمية (5/ 375) وَكَانَ ثِقَةً ثَبَتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً.
التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل (8/ 193)
رَوَى عَنه الثَّوريُّ، ومالك بْن أَنَس، وشُعبة، وابْن عُيَينَة.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 64)
قلت ليحيى بن معين هشام بن عروة أحب إليك عن أبيه أو الزهري عنه؟ فقال: كليهما، ولم يفضل.
نا عبد الرحمن قال سئل ابى عن هشام ابن عروة فقال: ثقة امام في الحديث.
التعديل والتجريح , لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح (3/ 1171) قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ ثِقَة إِمَام فِي الحَدِيث.
وفيات الأعيان (6/ 80) وكان هشام أحد تابعي المدينة المشهورين المكثرين في الحديث، المعدودين من أكابر العلماء وجلة التابعين
أما دعوى أنه ساء حفظه في العراق، فهي دعوة لا دليل عليها، واتهام باطل يشغب به على الرواية التي قبلها العلماء، ولم يطعن احد من جلة العلماء على حفظه، وروايته، فهل هو أعلم بعروة من كبار علماء الجرح والتعديل، سبحانك هذا بهتان عظيم.
هذا آخر ما كتبته على ضيق والوقت وكثرة المشاغل، والله من وراء القصد.
وكتبه أبو معاذ محمد عبد الحي عوينة المصري
بندا آتشيه - إندونيسيا
فتح الباري لابن حجر (7/ 184)
وَالرِّوَايَةُ الَّتِي فِيهَا بِمَكَّةَ لَمْ يَقُلْ فِيهَا وَنَحْنُ وَإِنَّمَا قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ يَعْنِي أَنَّ الِانْشِقَاقَ كَانَ وَهُمْ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ
فغاية ما في الحديث أن انشقاق القمر حدث قبل الهجرة، وليس فيه تحديد زمن، ولم يحدد أحد زمن ذلك بأنه كان بعد المبعث بكذا سنة، وعائشة رضي الله عنها كان عمرها عند الهجرة ثماني سنين فهي تعقل ما يجري حولها، أمر آخر فقد تكون هذه الآية والساعة أدهى وأمر تأخر نزولها عن بداية السورة، فلا حجة له في التعلق بها. فهي تذكر نزول الآية، ولم تذكر انشقاق القمر على فرض صحة ما ادعاه من زمن انشقاق القمر.
6 - أخرج البخارى ( باب- لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها) قال رسول الله: «لا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت», فكيف يقول الرسول الكريم هذا ويفعل عكسه, فالحديث الذى أورده البخارى عن سن أم المؤمنين عند زواجها ينسب إليها أنها قالت كنت ألعب بالبنات - بالعرائس - ولم يسألها أحد عن إذنها فى الزواج من النبى, وكيف يسألها وهى طفلة صغيرة جداً لا تعى معنى الزواج, وحتى موافقتها فى هذه السن لا تنتج أثرا شرعيا لأنها موافقة من غير مكلف ولا بالغ ولا عاقل.
هذا كلام واضح البطلان، فهو يريد أن يطبق أحكام الإسلام التي شرعت في المدينة على ما كان في مكة قبل نزولها، فأي بهتان ، وأي فرية أعظم من ذلك، لقد نزلت هذه الأحكام بعد زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة.
نقد سند الرواية:
سأهتم هنا ببيان علل السند فى رواية البخارى فقط:
جاء الحديث الذى ذكر فيه سن (أم المؤمنين) بخمس طرق وهى:
حدثنى فروة بن أبى المغراء: حدثنا على بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. حدثنى عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه. حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن عائشة.حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.حدثنا قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن عروة.
وكما نرى ترجع كل الروايات لراو واحد وهو (عروة) الذى تفرد بالحديث عن أم المؤمنين (عائشة) وتفرد بروايته عنه ابنه (هشام), وفى (هشام) تكمن المشكلة, حيث قال فيه (ابن حجر) فى (هدى السارى) و(التهذيب): «وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كان مالك لا يرضاه، بلغنى أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم-جاء- الكوفة ثلاث مرات، قدمةً -مرة- كان يقول: حدثنى أبى، قال سمعت عائشة، وقدم-جاء- الثانية فكان يقول: أخبرنى أبى عن عائشة، وقدم-جاء- الثالثة فكان يقول: «أبى عن عائشة».
والمعنى ببساطة أن (هشام بن عروة) كان صدوقا فى المدينة المنورة, ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء, وبدأ (يدلس) أى ينسب الحديث لغير راويه, ثم بدأ يقول (عن) أبى، بدلا من (سمعت أو حدثنى), والمعنى أنه فى علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثنى) هى أقوى من قول الراوى (عن فلان), والحديث فى البخارى هكذا يقول فيه (هشام) عن (أبى) وليس ( سمعت أو حدثنى), وهو ما يؤيد الشك فى سند الحديث, ثم النقطة الأهم أن الإمام (مالك) قال: إن حديث (هشام) بالعراق لا يقبل, فإذا طبقنا هذا على الحديث الذى أخرجه البخارى لوجدنا أنه محقق, فالحديث لم يروه راو واحد من المدينة بل كلهم عراقيون ما يقطع أن (هشام بن عروة) قد رواه بالعراق, بعد أن ساء حفظه ولا يعقل أن يمكث (هشام) بالمدينة عمرا طويلا, ولا يذكر حديثا مثل هذا ولو مرة واحدة, لهذا فإننا لا نجد أى ذكر لعمر السيدة (عائشة) عند زواجها بالنبى فى كتاب (الموطأ) للإمام مالك, وهو الذى رأى وسمع (هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة, فكفى بهاتين العلتين للشك فى سند الرواية فى البخارى، وذلك مع التأكيد على فساد متنها - نصها - الذى تأكد بالمقارنة التاريخية السابقة.
يكفي في توثيق هشام بن عروة أنه من رجال الصحيحين، ولكننا ننقل قول أهل العلم في هشام بن عروة الذي يطعن فيه هذا المفتون:
هشام بن عروة بن الزبير كان ثقة. الثقات للعجلي ط الباز (ص: 459)
ونقله الخطيب البغدادي تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (14/ 40)
الطبقات الكبرى ط العلمية (5/ 375) وَكَانَ ثِقَةً ثَبَتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً.
التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل (8/ 193)
رَوَى عَنه الثَّوريُّ، ومالك بْن أَنَس، وشُعبة، وابْن عُيَينَة.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 64)
قلت ليحيى بن معين هشام بن عروة أحب إليك عن أبيه أو الزهري عنه؟ فقال: كليهما، ولم يفضل.
نا عبد الرحمن قال سئل ابى عن هشام ابن عروة فقال: ثقة امام في الحديث.
التعديل والتجريح , لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح (3/ 1171) قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ ثِقَة إِمَام فِي الحَدِيث.
وفيات الأعيان (6/ 80) وكان هشام أحد تابعي المدينة المشهورين المكثرين في الحديث، المعدودين من أكابر العلماء وجلة التابعين
أما دعوى أنه ساء حفظه في العراق، فهي دعوة لا دليل عليها، واتهام باطل يشغب به على الرواية التي قبلها العلماء، ولم يطعن احد من جلة العلماء على حفظه، وروايته، فهل هو أعلم بعروة من كبار علماء الجرح والتعديل، سبحانك هذا بهتان عظيم.
هذا آخر ما كتبته على ضيق والوقت وكثرة المشاغل، والله من وراء القصد.
وكتبه أبو معاذ محمد عبد الحي عوينة المصري
بندا آتشيه - إندونيسيا
مستحيل اتقبل انه سيد الخلق عليه افضل الصلاة والسلام تزوج فتاة عمرها ٩ ، هذا مستحيل بل وانا مستعد ان اطعن في البخاري ومسلم وجميع الكتب التي قالت في هذا البهتان والكذب العظيم بحق سيد ولد آدم عليه افضل الصلاة والبركة والسلام ، حبل الكذب جداً قصير يا علماء السلف ويا من يدافع عن مثل هذه الاكاذيب بحق رسولنا الكريم.
ردحذف