الجمعة، 27 أبريل 2018

*إرشاد الأنام لفضل قيام ليلة النصف من شعبان**بحث شامل لاقوال المذاهب الاربعة*

*إرشاد الأنام لفضل قيام ليلة النصف من شعبان*
*بحث شامل لاقوال المذاهب الاربعة*
يستحب في ليلة النصف من شعبان، الإكثار من العبادة والذكر والدعاء.
ولقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث متعددة.
ومما ورد بها حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع، رافعاً رأسه إلى السماء. فقال : (أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟) فقلت : يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك.
فقال : *(إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب)*
خرّجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .
وخرّج ابن ماجه من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *(إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)*.
*ونلفت النظر ان هذا الحديث صححه الالباني في كتابه " السلسلة الصحيحة " ( 1144 )* وخلص إلى القول بصحة متن حديث عن رواية أبي موسى رضي الله عنه .
وخرّج الإمام أحمد من حديث عبدالله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : *(إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده، إلا اثنين : مشاحن، أو قاتل نفس)*.
وخرّجه ابن حبان في "صحيحه" من حديث معاذ، مرفوعاً.
وأما صيام يوم النصف من شعبان وحده، فقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز صيام النصف من شعبان وما بعده لحديث عمران بن الحصين *(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا فلان أما همت من سرر هذا الشهر قال الرجل : لا يا رسول الله قال : فإذا أفطرت فصم يومين من سرر شعبان)* رواه البخاري ومسلم). وهذا على قول من فسر السرر بالوسط.
وذهب الحنابلة إلى كراهة صيام النصف من شعبان للحديث الذي ورد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : *(إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)* أخرجه أبو داود والترمذي .
* قال الامام الطبري في تفسيره 126/16 : " ليلة النصف من الشعبان من الليالي ذات الخصوصية والأفضلية، فقد وصفت هذه الليلة بالبركة لما ينزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات والثواب . "
* جاء في الموسوعة الفقهية (إحياء الليل ف13) ذهب جمهور الفقهاء إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان .
* قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف" عن ليلة النصف من شعبان اختلف فيها فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها، وخرّجه في "صحيحه".
* وقال الامام *ابن تيمية* في "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" : وقد روي في فضلها – أي ليلة النصف من شعبان – من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة.
* قال الامام الكرماني في مسائله : " كان خالد بن معدان، ولقمان بن عامر، وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون، ويكتحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك. ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامهم في المساجد جماعة : ليس ذلك ببدعة.
* قال الامام القسطلاني في كتابه "المواهب اللدنية" 2/259 أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول كانوا يجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها .
* وقال الشافعي في الأم 1/265: وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ : إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ, وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى, وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ, وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ, وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
* قال الامام ابن عابدين : " ( ليلة النصف من شعبان )يندب قيامها لأنها تكفر ذنوب السنة . الدر المختار (2 / 27)، ومثله من الحنفية. مراقي الفلاح (1 / 174)،
* وفي شرح الحصكفي 2/25 : ( وإحياء ليلة العيدين والنصف من شعبان والعشر الأخير من رمضان والأول من ذي الحجة ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره ) اهـ
* قال الامام النووي : " واستحب الشافعي والاصحاب الاحياء المذكور مع أن الحديث ضعيف لما سبق في أول الكتاب أن أحاديث الفضائل يتسامح فيها ويعمل علي وفق ضعيفها . " المجموع (5 / 43) ،
* قال الامام ابن حجر الهيثمي : " والحاصل أن لهذه الليلة فضلاً وأنه يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة . "
الفتاوى الفقهية الكبرى (3 / 377 )
* قال الامام البهوتي الحنبلي : " أَمَّا لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَفِيهَا فَضْلٌ وَكَانَ مِنْ السَّلَفِ مَنْ يُصَلِّي فِيهَا . "
شرح منتهى الإرادات (2 / 80)، ومثله كشاف القناع عن متن الإقناع (3 / 329)
* وفي التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر : 2/160 : ( روى الخلال - في كتاب فضل رجب له - من طريق خالد بن معدان قال : خمس ليال في السنة من واظب عليهن رجاء ثوابهن وتصديقا بوعدهن أدخله الله الجنة : أول ليلة من رجب يقوم ليلها ويصوم نهارها , وليلة الفطر , وليلة الأضحى , وليلة عاشوراء , وليلة نصف شعبان . ) اهـ
* قال ابن نجيم في البحر الرائق 2/56: (ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث وذكرها في الترغيب والترهيب مفصلة، والمراد بإحياء الليل قيامه وظاهره الاستيعاب ويجوز أن يراد غالبه ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد قال في الحاوي القدسي ولا يصلي تطوع بجماعة غير التراويح وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة كليلة القدر وليلة النصف من شعبان وليلتي العيد وعرفة والجمعة وغيرها تصلى فرادى انتهى)
* وجاء في كتاب درر الحكام لمنلا خسرو 1/117:( ومن المندوبات إحياء ليال العشر الأخير من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان والمراد بإحياء الليل قيامه وظاهره الاستيعاب ويجوز أن يراد غالبه ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد).
* في كتاب مواهب الجليل في الفقه المالكي 2/193: (وندب إحياء ليلته) أي النصف من شعبان: قال في جمع الجوامع للشيخ جلال الدين السيوطي من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
* وجاء في كتاب حاشية الدسوقي 1/399: (قوله وندب إحياء ليلته) أي لقوله عليه الصلاة والسلام {من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب} ومعنى عدم موت قلبه عدم تحيره عند النزع والقيامة بل يكون قلبه عند النزع مطمئنا، وكذا في القيامة والمراد باليوم الزمن الشامل لوقت النزع ووقت القيامة الحاصل فيهما التحير.
* وفي كتاب البدع والحوادث لأبي شامة ص 44:( قال الإمام ابن الصلاح في فتوى له: ... وأما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة واحياؤها بالعبادة مستحب ولكن على الانفراد من غير جماعة).
* وفي روضة الطالبين 2/75 : ( قال الشافعي رحمه الله وبلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب ونصف شعبان قال الشافعي وأستحب كل ما حكيته في هذه الليالي والله أعلم ) اهـ
* وفي مغني المحتاج للشربيني 1/591 : (… ويحصل الإحياء بمعظم الليل كالمبيت بمنى , وقيل بساعة منه , وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة , والدعاء فيهما وفي ليلة الجمعة وليلتي أول رجب ونصف شعبان مستجاب فيستحب كما صرح به في أصل الروضة ) اهـ
* وفي نهاية المحتاج للرملي 2/397: ( وعن ابن عباس يحصل إحياؤهما بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة , والدعاء فيهما وفي ليلة الجمعة وليلتي أول رجب ونصف شعبان مستجاب فيستحب ) اهـ
* قال الحافظ العراقي في فيض القدير 2/317 : ( قال الزين العراقي : مزية ليلة نصف شعبان مع أن الله تعالى ينزل كل ليلة أنه ذكر مع النزول فيها وصف آخر لم يذكر في نزول كل ليلة وهو قوله فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وليس ذا في نزول كل ليلة ولأن النزول في كل ليلة مؤقت بشرط الليل أو ثلثه وفيها من الغروب ) اهـ
* الامام الآجري حيث الف رسالة في فضائل ليلة النصف من شعبان سماها : " ما ورد في فضائل النصف من شعبان .
* الإمام الحافظ أبي الخطاب ابن دحية حيث الف رسالة سماها : ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان .
* الامام السيوطي الف رسالة سماها : ضوء البدر في إحياء ليلة عرفة والعيدين ونصف شعبان وليلة القدر .
* الامام ابن طولون الف رسالةسماها : تحلية الشعبان فيما ورد في ليلة النصف من شعبان
* ابن حجر الهيتمي الف رسالة سماها : الإيضاح والبيان لما جاء في ليلتي الرغائب و النصف من شعبان
* الامام ملا علي القاري الف رسالة سماها : التبيان في بيان ما في ليلة النصف من شعبان
* الامام القونوي الحنفي الف رسالة سماها عقد المرجان في فضيلة ليلة النصف من شعبان
* الشيخ العلامة محمد حسنين مخلوف العدوي الأزهري المالكي الف رسالة سماها : رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان
* المحدث الغماري له رسالة اسمها حسن البيان في ليلة النصف من شعبان
* الامام محمد زاهد الكوثري مفتي السلطنة العثمانية له رسالة في فضائل ليلة النصف من شعبان نشرها في كتاب المقالات .
*فمن هنا يعلم انه لا قول ببدعية احيائها وانما الخلاف بين العلماء فيما اذا يتم احيائها جماعة في المسجد او لا*
ملاحظة : الاثنين القادم إن شاء الله تعالى هو ١٤ شعبان فتكون ليلة النصف من شعبان عقب غروب شمس ذلك اليوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق