الأحد، 14 يوليو 2019

أدعياء السلفية المبتدعة !

السلفيون المبتدعة أو السلفيون والبدع والمخالفات

"إنَ لكل شيء دولة، حتى إن للحمق على الحلم دولة". 

(1) لا تخفى غرابة هذا العنوان؟ فكيف يكون "السلفيون"، مبتدعة؟ والكل يعلم موقف "اسلفيين" من البدع، وتشنيعهم على مرتكبيها. 

لكن - وللأسف - هذا الذي حصل. لقد حارب "السلفيون" بدعاً كانت منتشرة في الأمة، وكانوا السبب الرئيس في إزالتها، فجزاهم الله خيراً، لكنَهم وقعوا في بدع أخرى، قد تكون أخطر وأدهى. 


والملاحظ أنهم لم يستتروا ببدعتهم دون الناس، بل جهروا بها، وكثرت دعوتهم ودعاتهم إليها، وهاجموا من لا يلتقي معهم عليها. 

وقد رأيت ضرورة عقد هذا المبحث لبيان البدع والمخالفات التي وقع فيها "السلفيون"، لعل في ذلك تحذيراً لمن كان له قلب من الوقوع فيها. 

وقد قال أبو إدريس الخولاني: "لأن أسمع بنار تحترق في ناحية المسجد أحب إلي من أن أسمع ببدعة ليس لها مغير، وما أحدثت أمة في دينها بدعة الا رفع الله بها عنهم سنة". 

(2) والخطورة في هذه البدع، أنها تصدر عن قوم معروفين بمحاربتهم البدع والنهي عنها، ولذلك لا ينتبه إليها اًحد، بل إنه لا يخطر على بال إنسان أن يربط بين "السلفي" وبين البدع! 

وإلى هذه الدقيقة، أشار ابن تيميه رحمه الله فقال([1]): "فإذا كان... أقوام يبتدعون بدعا تخالف الكتاب، ويَلبِسونها على الناس، ولم تبين للناس، فسد أمر الكتاب، وبدل الدين، كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم يُنكر على أهله، وإذا كان أقوام ليسوا منافقين، لكنهم سماعون للمنافقين! قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقاً وهو مخالف للكتاب، وصاروا دعاةً إلى بدع المنافقين،.... فلابد أيضا من بيان حال هؤلاء بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلابد من التحذير من تلك البدع، وان اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم، بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة من منافق، لكن قالوها ظانين أنها هدى وأنها خير، وأنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالها"([2]). 

(3) لقد زادت الشُقةُ بين "السلفيين" وبين أهل السنة، بسبب ما ابتدعوا. 

ولكن من الحق أن نقول: إنَ "السلفيين" ـ على ما فيهم من بدع ومخالفات ـ يتوخون المنهج السليم، في أصل دعوتهم، ويحاولون التقرب إلى منهج أهل السنة، وفقه السلف قدر استطاعتهم. 

فهم - بذلك - فيما وافقوا فيه أهل السنة من أهل السنَة، وفيما ابتدعوا فيه وخالفوا ليسوا من أهل السنَة، ولا على منهج السلف، أي انهم بعبارتهم: ليسوا "سلفيين" بما خالفوا فيه. 

(4) البدع والمخالفات التي وقع فيها "السلفيون": 

1 - اللقاء مع الناس أو مفارقتهم على أساس الفتاوى في الفروع الفقهية التي يسوغ فيها الخلاف، أو على أساس المباحات. 

قال ابن تيميه رحمه الله: (ويستحب للرجل أن يقصد الى تأليف هذه القلوب، بترك هذه المستحبات، لأن مصلحة التأليف في الدين، أعظم من مصلحة فعل مثل هذا، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم، تغيير بناء البيت، لما رأى في إبقائه من تأليف القلوب، وكما أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على عثمان رضي الله تعالى عنه إتمام الصلاة في السفر ثمً صلى خلفه متماً وقال: "الخلاف شر")([3]). فكيف بمن جعل بعض المستحبات، وبعض المسائل الفقهية، الأصلَ الذي لابد من البدء به قبل كل شيء، فكان ذلك سببا في تفريق المسلمين، والإساءة إليهم. 

2- والعجيب أنهم في المقابل تركوا ذكر الأصول الحقيقية، مثل بعض أصول التوحيد ومقتضياته، كتوحيد الإلاهية، وما يتعلق بها من وجوب الحكم بما أنزل الله، فلماذا هذا التناقض؟! 

3- تجزيء مفهوم توحيد الالاهية، بل تجزيء مفهوم التوحيد كله، وعرضهم له بما يُشعر بحصره في الأسماء والصفات، وتناول ما يتعلق منه بشرك القبور، وتحكيم المذاهب الفقهية. وتقزيم مفهوم الولاء والبراء، إلا في حدود البراءة من المتصوفة في "نيجيريا"، أو من شركيات ابن عربي (ت 636)، وجاهليات أبي جهل، أما غير ذلك فليس هنا وقته. 

4 - الترويج للعقيدة الجبرية: 

الجبرية التي يروج لها "السلفيون"، ليست الجبرية التاريخية بمصطلحاتها، وقواعدها، التي تصرح بأن الانسان: ريشة في مهب الريح، وأنه لا حول له ولا قوة لأنَه مسير غير مخير؟. 

ليست هذه هي الجبرية التي ابتدعوها أخيراً، وإنما جبريتُهم من نوع آخر، يمكن أن نطلق عليه: الجبربة الإجتماعية!. 

تلك الجبرية التي تسلب الإنسان دوره في صناعة التاريخ، الجبرية التي سماها مالك (بن نبي) رحمه الله: ذهنية الاستحالة: أي الذي يحكم على الاشياء باستحالة حدوثها، مما يقود الانسان إلى الشلل، الجبرية التي تسلب الأفراد قلق الحاجة إلى التغيير، وتدفعهم إلى انتظار ـ وبسرور ـ تحقق الوعود النبوية التي بَشرت بقيام الخلافة، وانتشار نور الإسام في أرجاء الارض. 

وأخيراً، إنها الجبرية التي تصور التاريخ على أنه أقدار حتمية لا يدَ للانسان فيها. 

وللحقيقة، فإن هذه البدعة أو المخالفة، الخطيرة، داهية جديدة، لم نكن نعرفها عن "السلفيين". فلقد كنا نعتقد أن "السلفيين" ينطلقون في عملهم من منهج آمنوا به، وارتضوه لأنفسهم، اًما أن ينتقلوا إلى مرحلة التسويغ، تسويغ تقصيرهم بأن مشيئة الله لم يحن وقتها، فهذه طامة لم نكن نتوقعها. 

لقد فوجئت وأنا أقرأ كتاب الاستاذ محمد شقرة "هي السلفية" بهذه المعلومات الخطيرة، والتي تطلب من الناس أن ينتظروا تحقق الوعد الالهي الوارد في قوله تعالى: "يريدون أًن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاَ أن يُتم نوره ولو كره الكافرون" (التوبة: 32). 

ولأنني لست معنياً في هذا البحث بمناقشة الأستاذ في كتابه، والرد على إيراداته، فإنني سأكتفي بنقل بعض كلماته. 

قال الأستاذ: "... ولا نعجل على أنفسنا بأمر قضى الله فيه فكان، ولن يكون إلا كما قضى"([4]). وقال: "...إلى أن يأذن الله سبحانه بإرادته أن يكون لهذه الأمة في آخر أمرها، خلافة على منهاج النبوة "([5]). وقال ـ ويا لهول ما قال ـ: "ولقد علمت الجِنة والإنس أجمعون أن لو شاء الله سبحانه أن يكون للمسلمين دولة في هذا القرن لكانت، ولكن أين سيقع خبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: الذي أخبر فيه بأن دولة الخلافة هي آخر مراحل العمل السياسي لهذه الامة... اذا فليس يطلب من الأمة الآن الا أن تهيأ نفسها لموعود ربها سبحانه، بتحقيق دولة الخلافة"([6]). 

يتعامل الأستاذ مع الآيات والأحاديث التي تشير بأن المستقبل للإسلام، بفهم خاطيء لقدر الله تعالى. 

فقد سَرَد بعض الأحاديث المبشرات، في سياق التدليل على عدم العجلة على قضاء الله!، والفهم الصحيح لهذه الأحاديث وأمثالها، لا يعني أن يقبع المسلم منتظراً تحققها، بل إنها تدعوه ليحقق الأسباب المؤديه إلى مضامينها. إنَها تصف سنن الله، والمطلوب من المسلم أن يتعامل مع السنن لا أن يعاندها، وهذه الأحاديث تطلب من المسلم أن يتعرض لمضامينها، كأنها تقول له اصنع الأسباب التي تؤدي الى تلك الحتميات([7]). 

بقيت ملحوظتان: 

الأولى: قد يقال إن الأستاذ ليس حجة على "السلفيين". فأقول: نعم، لكننا لم نسمع أنهم خالفوه فيما ذكره. ومادام الأستاذ معروفا لدى الناس بأنه مرجع "للسلفيين" فإن كلامه يمثلهم، حتى يثبت العكس. 

الثانية: أن ما ذكرته عن الجبرية الاجتماعية في كلام الأستاذ، يُستخرج بالتأمل والقراءة المدققة، لأن الأستاذ يستخدم الاستدراكات الموهمة، ويُدخل القارئ في مغالطات ومتناقضات تعسر عليه قطف النتائج الواضحة. 

وهذا الأسلوب حمال وجوه، يلجأ إليه كثير من الكتاب، لِيَسلمُوا من الإحراج عند المراجعة، ولكنَهم ـ في الوقت نفسه ـ يكونون قد أوصلوا للقارئ المفهوم الذي يريدون، دون أن ينتبه القارئ لذلك. 

إن قراءة كلام الأستاذ تدفعك إلى استحضار كثير من الصور التي قرأنا عنها، فتتذكر أولئك الذين كانوا يحتجون بالشر على تسلط الأمراء الظلمة، فإن الأمير ـ كما يدعون ـ تمكًن بقدر الله، ولولا أنَ الله يريده أميراً لما مكن له، فاسمعوا وأطيعوا ـ إذا ـ أيها الناس. 

وتتذكر معاوية عندما سمع أبا بكر، رضي الله عنهما، يحدث بحديث الخلافة والملك، فقال: "رضيت بالملكّ"، وتتذكر بعض المتصوفة الذين عدّوا الاستعمار من قدر الله، فلم يقاوموه.وطلبوا من الشعب أن لا يقاومه، ثم قبعوا في زواياهم ينتظرون المهدي، وتتذكر المحتجين بالشر على ترك العمل، وإهمال الأسباب([8])... رحم الله محمد بن وضاح فقد أصاب عندما قال: "إنما هلكت بنو إسرائيل على أيدي قرائهم وفقهائهم، وستهلك هذه الأمة على أيدي قرائها وفقهائها"([9]). 

(5) عند التفاعل مع الواقع، والتقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمفهومه الشامل، وتجنب العمل السياسي الصحيح المرتبط لأصول أهل السنة، والدعوى إلى كل ذلك، وهذه بدع تركِية، وهي معلومةَ مشهودة ينطق بها حال "السلفيين"، وقد كنت سأكتفي بذكرها، لولا أن ما قرأته في كتاب الأستاذ محمد شقرة "هي السلفية" يُلزِمُني بالإشارة إلى بعض البدع والمخالفات الخطيرة التي وردت في كتابه، والتي نَعُد "السلفيين" ناطقين بها، حتى يثبت العكس. 

1- ينتقد الأستاذ السلوك السياسي المعاصر بنظرياته التي تشرد بعيداً عن الضوابط الشرعية (ص161)، ويلوم المسلمين الذين وقعوا في مصيدته فاقترفوا مخالفات شرعية. ونحن نتفق معه على هذا، ونلوم مثله، من لامهم. لكن أين البديل؟. 

وهل فساد العمل السياسي وخطأ المسلمين الذين سقطوا فيه، يعني أن لا نبحث عن العمل السياسي الصحيح المنضبط بضوابط الشريعة؟ وهل نبقى بعيدين عنه حتى (تكون للإسلام دولة)؟ (ص 173). 

وكيف ستقوم الدولة؟!! 

2- يعتقد الأستاذ أن تنقية العقيدة، وتربية الأمة([10])، ستنتهي بنا إلى الدولة (ص 174). 

هذا هو البديل الذي يطلب الأستاذ من الأمة الانكباب عليه، ولم يضع بديلاً مقابلاً للمنكر الذي رفضه([11])، مثل أن يبينَ العمل السياسي الصحيح، الذي هو التفاعل مع الواقع والاطلاع عليه، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل المجالات، والدعوة الجادة الموجهة من أجل تحقيق الإسلام في الحياة. أليس هذا عملاً سياسيا؟ ألم تكن هذه السياسة هي التي سبر عليها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه؟ 

3 - ويخرج الأستاذ بنتيجة خطيرة نظراً للسلوك السياسي الفاسد، ومراعاةً للمسار الذي حدْدته الأخبار النبوية للأمة([12])، فيقول: "أحسبُ أن مقولة: (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله) كلمة حكيمةً تصلح لزماننا..."([13]). 

لو قلت: إن الأستاذ قال قولا إدا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض، وتخرَ الجبال هداً، لما جاوزت الحقيقة. 

إن هذه الكلمة لن تكون كلمة حكيمة في زمن من الأزمان، فما علاقة فساد السلوك السياسي بصحة هذه الكلمة أو فسادها؟. ليكن السلوك السياسي على أي صورة لكنها ستبقى كلمة تنطق بالكفر وتمثله، وتُبشرُ بالعلمانيةِ وتدعو إليها. 

إنَ فساد السلوك السياسي لا يُصححُ باطلا، ولا يُبطِلُ حقا. 

إن هذه الكلمة بمفهومها المستقر والمتداول، المخالِفُ الأول لقوله تعالى: "إن الحكم إلا لله" (يوسف: 4). 

لماذا لم يقل الأستاذ: ليكن السلوك السياسي صحيحاً يعمل لنقض مقولة (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله) التي يروج لها القياصرة؟ 

بل كنا نرضى منه أقل من ذلك، كنا نرضى منه أن يقول: لن نخالط السلوك السياسي مادام على ما هو عليه أما أن ينطق بهذه الكلمة المكَفرَة، ويُزكِيَها، فطامَة لم تكن على البال، وعلى الأستاذ أن يتذكر بأننا متعبدون بألفاظنا، فعليه - والحالة هذه — أن يستغفر الله ويتوب إليه، ويصوب الخطأ الذي وقع فيه لا يتبعه على ذلك من يتأثر به. 

قال الرافعي الملهم وهو يتحدث عن الفكرة([14]) وثبوت وصفها على مر الأزْمان "فما توصف من بَعدُ إلا كما وُصفت من قَبل مادام موقعها في النفس لم يتغير، ولا نظنه سيأتي يوم يُذكر فيه إبليس فيقال: رضي الله عنه"([15]) أما نحن، فهكذا كنا نظن لكنه جاء اليوم الذي يُقال فيه عن كلمة الكفر: إنها كلمة حكيمة. 

(6) تلقيب أهل الحق بألقاب غريبة، تنفيراً للنْاس عن اتباعهم، مثل قولهم "جماعات الغلو" يذكرنا بالطوائف المارقة عن الإسلام، فهي التي لاشك مكنت للتفكير السادي المنحرف الخبيث([16])، وهم بهذا يشابهون الجاهلية ـ القديمة والمعاصرة ـ بوصف المسلمين بمثل هذه الألقاب. 

فقد كان أهل الجاهلية يُلقِّبون من خرج عن دينهم بالصابئ، كما كانوا يُسَمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.... تنفيراً للناس عن اتباع غير سبيلهم، وهكذا تجد كثيراً من هذه الأمة يطلِقون على من خالفهم في بِدَعِهم وأهوائهم أسماء مكروهة للناس"([17]). 

(7) رمى المؤمنين بطلب العُلؤ في الأرض. "غير ناظرين أو طامعين في تحقيق أحلام تراود اْخيلة الجهلاء والمفسدين من السيطرة على سُدَةِ الحكم اًو الإطاحة بالحكام"([18]). وفي هذه مشابهة للجاهلية([19]) قال تعالى: "قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين" (يونس). 

تناقض مذهبهم لما تركوا الحق([20]) فهم يدعون إلى التوحيد، ويرفعون لواءه،، ثم يخالفون شموله "فهم في أمرٍ مريج". وهذا يؤدي إلى لبس الحق بالباطل وكتمانه فراراً من التناقض، قال تعالى: "يا أهل الكتاب لِمَ تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون" (آل عمران). وأخيراً... فهذا ما يسر الله به، أسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا العمل، ويوحَد بين صفوف المسلمين، ويجمعهم على السنّة. 

سبحان ربكَ رَب العزِةِ عمَا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. 

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) رأيت من الفائدة أن أذكر الفقرة كلها. وأنبه بشدة إلى أن كلمة "المنافقون" حيث وردت، فلا يقصد لها الذين أتكلم عنهم، فمحل الشاهد من الفقرة افتداء الناس لبدع أهل العلم الذين وقعوا في البدع تأسيساً أو اقتداء بالمنافقين من غير المسلمين، وسيأتي بيان بعضها. 

([2]) الفتاوى / 28 / 233. 

([3]) القواعد النورانية/ 43. 

([4]) هي السلفية.. / المقامة الخامسة/ 176. 

([5]) السابق / المقامة الخامسة/ 175. 

([6]) السابق / نفس المقامة/ 185. 

([7]) من أراد التفصيل في هنا الموضوع فليعد إلى كتاب "الإنسان حين يكون كلاً وحين يكون عدلا للأستاذ جودت سعيد" وليراجع كتبه الأخرى. وليطالع فصل "منهج البشر" من هذا الدين. لسيد قطب رحمه الله رحمة واسعة. ثم اقرأ هذه الجملة لـمالك بن نبي رحمه الله وقارن بما قرأت: "إذا تحرك الإنسان تحرك المجتمع والتاريخ، وإذا سكن سَكَن المجتمع والتاريخ". (تأملات ص 125). 

([8]) ومقتض كلام الأستاذ محمد شقرا، ترك العمل حتى يحين أمر الله الذي بشر به سبحانه في القرآن، وأخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذه هي الجبرية بلحمها وشحمها! ومن أراد التثبت مما أقول فليراجع الكتاب المشار إليه، وليقرأ المقامة الخامسة من ص 161 - 189. وأكتفي هنا بنقل كلام نفيس للدكتور عمر الأشقر يرد فيه على المحتجين بالقدر: "فالله قدر النتائج وأسبابها، ولم يقدر المسببات من غير أسباب، فمن زعم أن الله قدر النتائج والمسببات من غير مقدماتها فقد أعظم على الاله الفرية".... إن الأخذ بالأسباب هو من أمر الإله تبارك وتعالى وليس مناقضاً للقدر ولا منافيا له. وقد فقه الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بمعنى القدر، وأنه لا يوجب ترك العمل، بل يوجب الجد والاجتهاد فيه لبلوغ ما يطمح الإنسان في نيله وتحقيقه.... وقال بعض الصحابة الذين فقهوا عن الرسول مراده لما سمع أحاديث القدر: (ما كنت بأشد اجتهادا مني الآن) القضاء والقدر/ 82 - 86. وأقول: ثم ما أدرى الأستاذ أنه إذا اجتهد المسلمون في هذه الأزمان فسيتحقق مضمون الأحاديث؟. 

([9]) البدع والنهي عنها/ 59. 

([10]) ليس هناك تنقية ولا تربية!. 

([11]) قال ابن تيمية رحمه الله: "بل الدين: هو الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر، ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه، فلا يُنهى عن منكر ولا يؤمَر بمعروف يغني عنه، كما يؤمر بعبادة الله، ويُنهى عن عبادة ما سواه" (اقتضاء الصراط المستقيم ص 297). 

([12]) إنها القدرية أو الجبرية التي أشرنا إليها سابقا. 

([13]) هي السلفية ص 172. 

([14]) ومقولة " دع ما لقيصر لقيصر...." إلخ، فكرة. 

([15]) تحت راية القرآن ص 5. 

([16]) لا دفاعن السلفية... ص13. 

([17]) مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية، ص 65 

([18]) لا دفاعاً... ص 14. 

([19]) انظر مسائل الجاهلية... ص 69. 

([20]) المرجع السابق، ص 71. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق