وفي صحيح البخاري 1/330 : ( باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة : وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا وكان بن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد) اه فقوله كان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز دليل على أنه كان جماعة وقال أيضا: ((وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا)). •••«وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ، يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا». فابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبّران، ويكبّر الناس بتكبيرهما وغاية ما تدل عليه هذه الآثار أن وقوعه كان جماعياً، فترتج الأجواء أن: الله أكبر الله أكبر، وذلك خير من التقوقع المنفرد، هذا يسرح بأفكاره، وذاك يتصفح رسائله، وآخر يبحلق بنظره في الناس... في صحيح البخاري 1/330: (عن أم عطية قالت: كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحيض فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته )اه ولفظ مسلم 2/606: ( يخرجن فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس) اه فقولها بتكبيرهم وقوله مع الناس دليل أنه كان جماعة وفي سنن البيهقي 3 / 312 (عن عمر رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا واحدا )اه فقوله تكبيرا واحدا دليل على أنه كان جماعة وقال ابن حجر فتح الباري 2 / 461 قوله وكان عمر يكبر في قبته بمنى إلخ: وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال كان عمر يكبر في قبته بمنى ويكبر أهل المسجد ويكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيرا ووصله أبو عبيد من وجه آخر بلفظ التعليق ومن طريقه البيهقي وقوله ترتج بتثقيل الجيم أي تضطرب وتتحرك وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات ) اه وفي شرح العيني على البخاري6/292 (قوله «حتى ترتج» يقال ارتج البحر بتشديد الجيم إذا اضطرب والرج التحريك قوله منى فاعل ترتج قوله تكبيرا نصب على التعليل أي لأجل التكبير وهو مبالغة في إجتماع رفع الأصوات)اه في مصنف ابن أبي شيبة 4/332 : (قال سمعت مجاهدا وكبر رجل أيام العشر فقال مجاهد: أفلا رفع صوته فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح وإنما أصلها من رجل واحد)اه وإنما يحصل الارتجاج عند اجتماع الأصوات كما تقدم أثر أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما، وتكبير الناس معهما: وصلهما الفاكهي في أخبار مكة (2/372) بلفظ أصرح فقال: باب ذكر التكبير بمكة عن مجاهد قال:« كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران، فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك» وورد بلفظ:" يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا"، وهما نص منطوق في المصاحبة والمعية وتوحيد التكبير مع الأئمة، بيد أن التلفية العلمانية قوم يعتقدون بالتبديع أولا، ثم يبحثون عما يوافق أهواءهم مما يخالف قول أهل الإسلام، فإن وجدوا ما خالف هواهم إما ضعفوه، وإلا أوّلوه، فلا صريح إلا ما وافق أهواءهم، وإنا بعون الله سنأتيهم بكلام السلف والخلف صريحا في توحيد التكبير الجماعي. ويُستدل له بما رواه عطاء قال:" أدركت مائتين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد إذا قال الإمام: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}سمعت لهم رجة بآمين" وإنما يؤمن الناس معا، فكذلك التكبير. ----- التكبير الجماعي عند السلف قال الإمام الشافعي كما في الأم 8/124: (وأحب إظهار التكبير جماعة وفرادى في ليلة الفطر وليلة النحر مقيمين وسفرا في منازلهم ومساجدهم وأسواقهم ويغدون إذا صلوا الصبح ليأخذوا مجالسهم وينتظرون الصلاة ويكبرون بعد الغدو حتى يخرج الإمام إلى الصلاة)اه وفي الأم أيضا 1/400: (قال الشافعي: يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر ، فرادى وجماعة في كل حال حتى يخرج الإمام لصلاة العيد ثم يقطعون التكبير. وفي الأم أيضاً 1/384: (إذا رأوا هلال شوال أحببت أن يكبر الناس جماعة و فرادى في المسجد والأسواق والطرق والمنازل ومسافرين ومقيمين في كل حال وأين كانوا وأن يظهروا التكبير ولا يزالون يكبرون حتى يغدوا إلى المصلى ، حتى يخرج الإمام للصلاة ، ثم يدعوا التكبير ، وكذلك أحب في ليلة الأضحى ) اه وفي الأم أيضا 1/400 : ( ويكبر الحاج خلف صلاة الظهر من يوم النحر .. ويكبر إمامهم خلف الصلوات ، فيكبرون معا ، ومتفرقين ليلا ونهارا ، وفي كل هذه الأحوال )اه وفي موطأ مالك 1/404 ومع المنتقى 3/42 : ( أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئا فكبر الناس بتكبيره ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهار فكبر فكبر الناس بتكبيره ثم خرج الثالثة حين زاغت الشمس فكبر فكبر الناس بتكبيره حتى يتصل التكبير ويبلغ البيت فيعلم أن عمر قد خرج يرمي ) . فقوله بتكبيره دليل أنه كان جماعة قال الإمام مالك بعد روايته لهذا الأثر : ( الأمر عندنا أن التكبير في أيام التشريق دبر الصلوات وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر وآخر ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الصبح من آخر أيام التشريق ثم يقطع التكبير قال ابن رجب الحنبلي في الفتح:" وروى المروزي عن ميمون بن مهران قال: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركِهم التكبير". 0-0-0-0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق