أوجه تخصيص حديث (كل بدعة ضلالة) من حيث اللغة والشرع
فلماذا لا يقبل التقسيم الذي ارتضاه علماء الإسلام (بدعة هدى وبدعة ضلالة) ويرفض تقسيمهم .. ثم يأتي بتقسيم من عنده إلى دينية ودنيوية ؟! وكيف نجمع بين قوله أنها (أي كل التي في الحديث) على الاطلاق وبين قوله فيما بعد بالدينية والدنيوية ؟!
أسئلة بحاجة إلى تفكير وتدبر !!
أولاً :
لغويًا :
إن هذا الحديث (كل بدعة ضلالة) مخصص لغويًا حيث أن ألفاظ (كل) قد وردت في أحاديث وآيات قرآنية ولكنها ليست بمعنى (كل) العام الذي لا يخصص .
ومنها قوله تعالى : { فتحنا عليهم ابواب كل شيء } ولم يفتح لهم أبواب الرحمة .
ومنها قوله تعالى : { تدمر كل شيء } ولم تدمر الجبال والسماوات والأرض .
ومنها قوله تعالى : { يأخذُ كُل سفينةٍ غصبا } ومع ذلك لم يأخذ الملك السفينة التي خرقها الخضر عليه السلام .
ومنها قوله تعالى : { الله خالق كل شيء } فعندما ناظر المعتزلة الإمام أحمد في هذه الآية أجابهم أن القرآن مستثنى من الآية وأن كل ليست على عمومها وذكر بعدها مثال الريح التي (تدمر كل شيء) فسكت المعتزلة وعندما نذكر للوهابية ما يذكره الإمام أحمد للمعتزلة لا تسكت الوهابية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومنها قوله تعالى : { واوتيت من كل شيء } ولم تؤت عرش سليمان .
قال الإمام القرطبي في تفسيره في الكلام على الفطرة التي فطر الله الناس عليها من سورة الروم قال: (والعموم بمعنى الخصوص كثير في لغة العرب).
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم يأكله التراب الاعجب الذنب) . قال ابن عبد البر في التمهيد :ظاهر هذا الحديث وعمومه يوجب أن يكون بنو آدم كلهم في ذلك سواء الا أنه قد روي أن أجساد الأنبياء والشهداء لا تأكلها .
ثانيًا:
شرعيًا :
من الأحاديث التي تخصص حديث (كل بدعة ضلالة) الحديث ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الشرط في أن يكون (رد) أن يكون (ليس عليه أمرنا)
وإنما ان (كان عليه أمرنا) أي يمكن تخريج له أصل من القرآن والسنة فهو ليس رد قال ابن رجب الحنبلي :
(إن هذا الحديث يدل بمنطوقهِ على أن كُل عمل ليس عليهِ أمر الشارع فهو مردود , ويدل بمفهومهِ على أن كل عمل عليهِ أمره ُ فهو غير مردود ) اهـ
ومن الأفعال التي تخصصه إجتهاد كثير من الصحابة رضوان الله عليهم في فعل أمور
ومنها إجتهاد سيدنا عبدالله بن مسعود حيث كان يقول في التشهد بعد قولهِ (ورحمةُ الله وبركاته) كان يقول: ( السلام علينا من ربنا ). رواه الطبراني في الكبير ورجالهِ رجال الصحيح كما في مُجمع الزوائد.
ومنها زيادة عبد الله بن عمر ( البسملة ) في أول التشهد
وكذلك ما زاده في التلبية بقوله: (( لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل..)) وهو مبسوط في صحيح البخاري (2/170 )، ومسلم (1184) .
ومنها قراءة سورة العصر قبل التفرق أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي مدينة الدارمي وكانت لهُ صُحبة قال :- ( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة { والعصر إن الإنسان لفي خسر ... } )
ومنها الصلاة التي تقام في رمضان في الأيام العشر الأخيرة وبعد منتصف الليل صلاة التهجد .
ومنها قراءة دعاء ختم القرآن في رمضان .
ومنها المؤسسات الخيرية التي تكثر الآن ودار الإفتاء وهيئات الأمر بالمعروف ومسابقات تحفيظ القرآن وتوزيع الجوائز على حفظة القرآن .
ومنها تخصيص ليلة 27 أو 29 لختم القرآن
ومنها قول المنادي بعد صلاة التراويح: (صلاة القيام أثابكم الله)
ومنها ......
فكل هذا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه خير منهم ؟!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق