افراد يوم الجمعة بصوم لسبب

السؤال: شيخنا سيوافق بإذن الله تعالى يوم عاشوراء هذا العام يوم الجمعة ، فهل يجوز صومه منفردا؟ جزاكم الله خيرا
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

ولحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- الذي ذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه، ومن صام عاشوراء غفر له سنة)) صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الالباني.
قال الامام النووي –رحمه الله تعالى- في شرح مسلم [8/12]: (وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف بأن عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم ، وهذا ظاهر الأحاديث).
وقد بينتُ في فتوى سابقة خلاف العلماء في افراد يوم السبت او الجمعة بصيام مع ذكر ادلتهم وهي منشورة ويمكن ان تراجع. وسأذكر هنا مختصرا المفتى به في هذه المسألة الخلافية :-

لقوة ما استدلوا به من أحاديث، وورود الاستثناء في الرخصة في صيام مثل هذه الأيام ، التي ثبت النهي عن تخصيصها بالصيام بأحاديث في غاية الصحة ، مثل افراد يوم الجمعة بصيام ، كحديث أبي هريرة – رضي الله عنه-في النهي عن إفراد يوم الجمعة بصيام ، قوله عليه الصلاة والسلام : ((لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم)) ،متفق عليه وهذا لفظ مسلم ، كما ورد مثل هذا الاستثناء في حديث النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين ، فقال عليه الصلاة والسلام :(( إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم)) متفق عليه .
وقد ذكر الحافظ ابن حجر-رحمه الله تعالى- في الفتح [4/233 ]: ( أنه يستثنى من النهي عن صوم يوم الجمعة من له عادة بصوم يوم معين ، كعرفة ، فوافق الجمعة ، فمثله يوم السبت).
ولكن من المهم التأكيد على وجاهة ما ذهب اليه بعض الفقهاء من عدم جواز إفراد يوم الجمعة بالصيام بمفرده، الا ان يصوم قبله يوما أو بعده، والاخذ به من باب الاحتياط وخروجا من الخلاف .

ويجب أن نعلم أن هذا الاختلاف ليس بجديد ، بل وقع في عصر الصحابة –رضي الله عنهم- ومن بعدهم من التابعين والفقهاء. والله تعالى أعلم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق