الجمعة، 28 أبريل 2017

هل يجوز بدء السلام على غير المسلمين .؟

س: نرى المنتمين لجماعة المسلمين الأمريكيين يبدؤون السلام على غير المسلمين دون اكتراث بنهي الرسول عن البدء بالسلام على غير المسلمين؟

ج: هذه مجموعة من الفتاوى التي تظهر جواز ذلك كما قاله بعض الصحابة كابن عباس و ابن مسعود و غيرهم من الصحابة و التابعين و العلماء.

فتوى الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
إذا دخل المسلم إلى مكان فيه خليط من المسلمين وغيرهم، ولو كان المسلم واحداً وغير المسلمين كثر، فمن السنة أن يسلّم عليهم، لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ” مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم” رواه البخاري ومسلم والترمذي.

أما قول: “السلام على من اتبع الهدى” فهي عبارة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بها رسائله إلى الملوك غير المسلمين، وقد وردت في رسالته إلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى أسقف إيلة وأهلها، وإلى الهلال صاحب البحرين. لكن جميع هذه الرسائل بدأها بقوله (سلم أنتم).

فليس هناك ما يمنع من إلقاء السلام على غير المسلمين، وإن كان المشهور في المذاهب تحريم ذلك أو كراهته، إلا أن عدداً كبيراً من العلماء، وفي مختلف المذاهب أجازه ومنهم ابن عباس وابن مسعود وأبو أمامة وابن محيريز وعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينه والشعبي والأوزاعي، ورجح هذا القول السيد رشيد رضا في تفسير المنار، والشيخ الشنقيطي في (أضواء البيان).

هذا يختص بالسلام الشرعي، وهو (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) لأن فيه تعظيماً أو إكراماً ولأن السلام اسم من أسماء الله تعالى، ولذلك فأكثر الفقهاء الذين يمنعون السلام بهذا اللفظ على غير المسلمين، يمنعونه أيضاً على المسلمين أرباب المعاصي أو الفساق، كلاعب القمار وشارب الخمر والمغتاب وأمثالهم.
أما السلام بغير هذا اللفظ كقولك بالعربية أو الأجنبية (صباح الخير) أو (مساء الخير) أو مثل ذلك، فالأصل جوازه عند الجميع، ولم أجد من يمنعه، إلا قولاً عند الحنابلة.

والذي نرجحه جواز السلام على غير المسلمين، بلفظ السلام أو بأي لفظ آخر تعارف عليه الناس ما لم يتضمن معنى محرماً، بل نرجح وجوب الابتداء بالسلام ورده، لأنه تعبير عن الدعوة التي نحملها للناس، وأنها تدعو إلى كل خير.
والله أعلم.
و قال الشيخ فيصل مولوي أمين عام الجماعة الإسلامية بلبنان ،والقاضي الشرعي في فتوى مشابهة:

في كتابي (السلام على أهل الكتاب) رجحت أن الابتداء بالسلام هو الأصل، ولكني ذكرت أيضاً أن نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابتداء اليهود بالسلام كان نتيجة لوجود حالة حرب بينهم وبين المسلمين، أو كان نتيجة لأنهم يستغلون بدء المسلمين بالسلام فيردون عليهم بعبارات سيئة أو يبدءونهم بمثل هذه العبارات كأن يقولوا: (السام عليكم) بدل السلام أو يقولوا: (وعليكم السام) بدل وعليكم السلام. والسام هو الموت. فكان المسلم إذا بدأ اليهودي بالسلام يرد عليه بالدعاء عليه بالموت، ولذلك نُهي المسلم أن يبدأ بالسلام، وأُمر إذا بدأه اليهودي بذلك أن يقول له: (وعليكم) لأنه قد يكون قال (السام عليكم) بدل السلام عليكم. وبناء على ذلك فإن حالة الحرب الموجودة بيننا وبين اليهود في فلسطين المحتلة تمنع من إلقاء السلام عليهم. وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ليلة الخروج إلى بني قريظة: (إنا غادون غداً إلى بني قريظة فلا تبدءوهم بالسلام).
أما اتخاذ الكتابيين أصدقاء بمعنى التعامل معهم بصدق وإخلاص وبمكارم الأخلاق فهو أمر جائز، لكن الصداقة الحميمة تعني مودة كبيرة، والأصل أن مثل هذه المودة لا تكون إلا لمسلم، وقد يكون بينك وبين صديقك الكتابي مودة جزئية وليست مودة شاملة أو حميمة كما لو كنت تحب فيه بعض الصفات الطيبة كالصدق والوفاء بالعهود وما إلى ذلك، فإن مثل هذا يؤدي إلى نوع من المودة لا حرج فيه ولكنها ليست مودة كاملة.
انتهى
والخلاصة أن بدء اليهود المحاربين للسلام،أمر منهي عنه شرعًا
والله أعلم
يقول الدكتور خالد محمد عبدالقادر أستاذ الشريعة بالجامعات اللبنانية:
ذهب جمع من السلف إلى جواز إلقاء السلام على المخالفين من أهل الكتاب والمشركين، وقد فعله ابن مسعود وقال : إنه حق الصحبة. وكان أبو أمامة لا يمر بمسلم ولا كافر إلا سلم عليه، فقيل له في ذلك، فقال : (أمـــرنا أن نفشي الســـــلام) .وبمثلـه كــان يفعـل أبــــو الــدرداء.‏
وكتب ابن عباس لرجل من أهــل الكتاب : (الســــلام عليك) ، وكــــان عمر بن عبد العزيز يقول : (لا بأس أن نبدأهم بالسلام).‏
‎‎ وذهب جمع آخر إلى المنع من إلقاء السلام على الكافرين، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه و سلم : (لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام) .
‎‎ وقالوا : في الحديث دليل على تحريم ابتداء المسلم لليهود والنصارى بالسلام، لأن ذلك أصل النهي، وهو قول جمهور أهل العلم.
‎‎ قال ابن حجر : (والأرجح من هذه الأقوال كلها ما دل عليه الحديث، ولكنه مختص بأهل الكتاب) .
‎‎ قلت : لكن النهي عن مبادرة أهل الكتاب بالسلام، معلل بكونهم يردون بـ (وعليكم السام) يعني الموت.‏
‎‎ يؤخذ هذا التعليل مما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أن رهطًا (جماعة) من اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : (السام عليك)، ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام : (إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم)، وفي رواية أخرى : (فإن أحدهم يقول : (السام عليك) .
‎‎ وعليه فإذا غيّر أهل الكتاب من أسلوب ردهم وألفاظهـــم الخبيثـــة، فلا مانع من السلام عليهم، لأن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا.‏
‎‎ فقد نهانا النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك حتى لا يكون هناك مقابل (إلقاء السلام) دعاء علينا بالموت، فإذا انتفى ذلك فلا أرى وجهًا للمنع.‏
‎‎ وهذا ما فهمه جمع من الأئمة، فقد سئل الأوزاعي عن مسلم مر بكافر فسلّم عليه، فقال : إن سلمتَ فقد سلّم الصالحون، وإن تركتَ فقد ترك الصالحون قبلك.‏
‎‎ كل ما تقدّم من خلاف فإنه إذا كانت تحيتنا لهم (بالسلام عليكم)، أما إذا كانت بعبارة أخرى (كصباح الخير، أو مســاء الخيـــر، أو مرحبًا)، وما شابه ذلك، فلا أرى أن النهي يتناوله، وقد قال بذلك السدي، ومقاتل، وأحمد وغيرهم.
‏ اتفق أهل العلم على أنه يرد على أهل الكتاب بـ : (وعليكم) ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم)
‎‎ ولكن هل يزاد على ذلك؟‏
‎‎ ذهب جماعة من السلف إلى أنه يجوز الرد على الكفار بـ (وعليكم السلام)، كما يرد على المسلم، وهو قول ابن عباس، والأشعري، والشعبي، وقتادة، وحكاه الماوردي وجهًا للشافعية، ولكن لا يقول : (ورحمة الله)، وقيل يجوز مطلقًا وتكون الرحمة بمعنى الهداية.‏
‎‎ وذهب الجمهور إلى المنع من الرد بـ(وعليكم السلام). ولم يأتوا بدليل على ما ذهبوا إليه إلا بالحديث السابق.‏
‎‎ قلت : ولكنه مقيّد بسبب، فإذا زال فلا مانع من الرد بـ (وعليكم السلام).‏
‎‎ فيترجح قـــول القائلين بفرضيـــة الـــرد كامــلاً بالصيغــة التي تصلــح ردًا لتحيته.‏
‎‎ قال ابن القيم : (فإذا تحقق السامع أن الكافر قال له : (السلام عليكم)، فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له : (وعليكم السلام)، فإن هذا من باب العدل والإحسان، وقد قال تعالى : (وإذا حيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).‏
والله أعلم
Q: We see MAS (Muslim American Society) members have no problem in greeting other non-muslims. However we should not start the greetings according to authentic hadith.
A: Best thing is to get a translation to these Arabic fatwas.
Advertisements

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق