آراء العلماء في سيد قطب رحمه الله
الشيخ العلامة عبد
العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
الشيخ العلامة محمد بن
صالح العثيمين رحمه الله
الشيخ العلامة محمد
ناصر الدين الألباني رحمه الله
الشيخ العلامة عبد الله
بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله
الشيخ العلامة عبد الله
بن حسن القعود رحمه الله
الشيخ العلامة بكر بن
عبد الله أبو زيد حفظه الله
الشيخ محمد حسان حفظه
الله
الشيخ سلمان بن فهد
العودة حفظه الله
ما قرأت تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن)
لكن قرأت شيئا منه ، والتفسير عظيم ومفيد
لكن لا يخلو من أخطاء
الشيخ عبد العزيز بن باز
السؤال: يا شيخ أنا
طالب علم، وأريد قولاً من سماحتكم في تفسير سيد قطب من ناحية العقيدة ، وخاصة سورة
الإخلاص، وسورة المجادلة، وآية قوله تعالى: ( ما يكون من نــجوى ثلاثة...) ، إلى آخره ..؟
فأجاب : سماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز رحمه الله :
ما قرأت تفسير سيد
قطب، بينما قرأت شيئاً منه .
والتفسير عظيم ومفيد ،
ولكنه لا يخلو من أخطاء ومن أغلاط ، ولكني لا أذكر الآن شيئاً يتعلق بما سألتَ عنه..
يـحتاج إلى مراجعة..
فالسائل راجعني- إن
شاء الله- بعد يومين أو ثلاثة حتى نفيدك
الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
كتب سيد قطب والمودودي والندوي مفيدة
فيها خير كثير ولا تخلو من بعض الأغلاط ، وهم قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير
وصبروا على المشقة
الشيخ عبد العزيز بن باز
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز
بن باز رحمه الله هذا السؤال ببرنامج فتاوى نور على الدرب
السؤال : أرجو
من سماحتكم أن تتفضلوا بإبداء رأيكم حول مؤلفات أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن
الندوي وسيد قطب ؟
الجواب : كلها كتب مفيدة ، كتب هؤلاء الثلاث رحمهم الله كلها كتب مفيدة فيها خير كثير ولا تـخلو من بعض الأغلاط كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك ، ليسوا معصومين، وطالب العلم إذا تأملها عرف ما فيها من الأخطاء وما فيها من الحق ، وهم رحمهم الله قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير وصبروا على المشقة في ذلك وأبو الحسن موجود بحمد الله فيه خير كثير ولكن ليس معصوماً ولا غيره من العلماء ، بالنسبة للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله والرسل عصمهم الله فيما يبلغون عن الله وهكذا الأنبياء ، أما العلماء كل عالم يخطئ ويصيب ، لكن بحمد الله صوابهم أكثر ، فقد أفادوا وأجادوا ونفعوا الناس ، يقول مالك -رحمه الله- ابن أنس إمام دار الهجرة في زمانه : ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وهو الرسول عليه الصلاة والسلام ، فالمؤمن يطلب العلم وهكذا المؤمنة تطلب العلم ، وكل واحد يتفقه في الدين ويتبصر ويسأل عما أشكل عليه يقرأ القرآن يقرأ السنة يعتني حتى يعرف الحق بأدلته وحتى يعرف الغلط إذا غلط العالم ، ولا يـجوز أن يقال هذا فلان العالم الجليل يؤخذ قوله كله دون نظر ، بل لابد من النظر والعناية وعرضها على الأدلة الشرعية ، فمن وافقها قبل ، ومن خالف الأدلة الشرعية ترك ، وإن كان عظيماً ، وإن كان له ( غير واضح ) عظيم ، وإن كان ( غير واضح ) في الخير ، وإن كان مشهوراً .
المرجع : فتاوى برنامج نور على
الدرب
ما رأيكم في كتاب سيد
قطب ( في ظلال القرآن ) ؟!
الشيخ محمد بن عثيمين
يسأل المستفتي: ما رأيكم في كتاب سيد قطب في
ظلال القرآن مع أن العلم أن في هذا الكتاب عقيدة وحدة الوجود ؟!
أجاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هذه دعوى أن في الكتاب عقيدة وحدة الوجود ،
لأن هذا لو ثبت لكان من أعظم الكفر، لكن نقول لهذا القائل المدعي : هات البينة ..
هات البينة على ما قلت أن هذا الكتاب فيه القول بوحدة الوجود أو تقرير
وحدة الوجود .
الكتاب على كل حال أنا لم
أقرأه ، لكن قرأت بعض المؤاخذات عليه من بعض
علمائنا الأفاضل، وهو في بعض المباحث له مباحث جيدة حسب ما نسمع من بعض الإخوان
، وفي بعض الأشياء له أخطاء .
وقد قال – ابن رجب رحمه الله – وهو من علماء الحنابلة من
تلاميذ ابن القيم قال في كتابه القواعد الفقهية ( يأبى الله العصمة لكتاب
غير كتابه ، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ) هذا المنصف .
من يسلم من الخطأ ؟! كل بني آدم خطاء وخير
الخطائين التوابون الرجّاعون إلى الحق ، فالكتاب فيه
أخطاء ، وفيه صواب ، فنقبل الخطأ ونـرد.. [ يصحح الشيخ ] فنقبل الصواب ونرد
الخطأ.
يسأل المستفتي : [ غير واضح كلام السائل ، يبدوا أنه عن تفسيره سورة (
قل هو الله أحد ) ]
الشيخ ابن عثيمين : تفسيره سورة ( قل هو الله أحد ) أنا قلت أنا ما قرأت الكتاب ، لكن أعطنا إياه الآن ننظر ..
الشيخ ابن عثيمين : تفسيره سورة ( قل هو الله أحد ) أنا قلت أنا ما قرأت الكتاب ، لكن أعطنا إياه الآن ننظر ..
يقاطع المستفتي : بكلام غير واضح
الشيخ ابن عثيمين : هاه ؟! كيف ؟! السائل مستمر بالمقاطعة بكلام
غير واضح...
الشيخ ابن عثيمين : على كل حال ما نقول شيء ، لا نقول شيئاً حتى
نشهد بأعيننا لأن المسألة خطيرة جداً، وأنا أقول لكم إذا صدر من عالم معروف بالنصح
للأمة ، إذا صدر منه ما يوهم الحق وما يوهم الباطل ، فاحمله على أحسن المحملين...
يقاطع المستفتي : ..عقيدة يا شيخ !!...
الشيخ ابن عثيمين : عقيدة أو غير عقيدة!! ، إذا ما عرف
بالنصح للأمة ؛ وكلامه محتمل مهوب صريـح ، احمله على أحسن
المحملين ، اعتباراً بحال الرجل ؛ اعتباراً بحال الرجل.
وأنا أقول لكم بالمناسبة: يوجد
الآن أناس نسأل الله لنا ولهم الهداية ، يتتبعون السيئات من العلماء
؛ ثم يبرزونها ويسكتون عن الحسنات التي هي أضعاف أضعاف هذه السيئات...
يقاطع المستفتي: ... عقيدة يا شيخ!!!
يستمر الشيخ ابن عثيمين : هذا خطأ .. هذا خطأ ،
العقيدة – بارك الله فيك – كغيرها ، من حيث أنه قد يقع فيها الخطأ ،
ألم تعلم أن العلماء اختلفوا في أبَدِيَّة
النار؟!! هل هي أبدية.. هل هي مؤبدة أو غير مؤبدة؟! من
السلف و الخلف وهذه عقيدة أو غير عقيدة ؟!! أسألك !! عقيدة و اختلفوا فيها.
[يستمر الشيخ ابن عثيمين] : الصراط الذي يوضع على جهنم هل هو صراط
طريق؟ كغيره من الطرق؟! أو أدق من الشعره وأحد من السيف؟! فيه خلاف.
يقاطع المستفتي : !!!!
يستمر الشيخ ابن عثيمين : اسمع ، الذي يوزن يوم القيامة هل هو الأعمال
أو صاحب العـمل أو صحائف الأعمال ؟
يقاطع السائل : بكلام غير واضح
يـجيب الشيخ ابن عثيمين : أنا أحكي لكم الخلاف ، هل رأى الرسول ربه أم
لم يره؟! هل تعاد الروح إلى البدن في
القبر ويكون عذابها على البدن والروح أو على الروح وحدها ؟! كل هذي مسائل عقيدة .
يسأل المستفتي: بكلام غير واضح.
يـجيب الشيخ ابن عثيمين : طيب . أنا أريد أن أعطيكم قاعدة في مسألة
نفي الاستواء وغيرها من الصفات. من نفى الصفات نفي إنكار فهو مكذب للقرآن ، ومن
نفاها نفي تأويل ؛ فينظر في تأويله.
يسأل الشيخ السائل : عرفت؟! يعني مثلاً إذا قال قائل:
إن الله لم يستو على العرش!
يسأل الشيخ ابن عثيمين: هذا نفي إيش؟!
إنكار أو تأويل؟!
يـجيب المستفتي: إنكار .
يصحح إجابته الشيخ ابن عثيمين : إنكار ، هذا كافر لأنه كذب القرآن ،
ومن قال إن الله استوى على العرش لكن استوى بمعنى
استولى يسأل الشيخ: هذا نفي..؟!
يـجيب أحدهم : تأويل.
يصححه الشيخ ابن عثيمين : تأويل ، فينظر هل يوجب تأويله
هذا الكفر أو الفسوق أو يعذر فيه ، ينظر ، إي نعم.
( كلام غير واضح)
يسأل المستفتي : هل يـجوز الترحم عليه ؟! ... على سيد.
يـجيب الشيخ ابن عثيمين : أقول :
بالنسبة للتسرع في التبديع والتفسيق والتكفير حرام لا يـجوز، كما أن
التسرع في التـحليل والتـحريم حرام. احذر أن
تقول على الله ما لا تعلم ، فإن الله حرم ذلك
( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق
وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ).
والحكم بالتكفير ، تكفير الشخص ، يتعلق به أمران لا بد منهما :
الأمر الأول: أن نعرف أن الأدلة دلت على أن
هذا الذي كفرناه من أجله كفر ، وكم من أشياء يظن الإنسان
أنها كفر وليست بكفر ، فلا بد أن نعلم أن الأدلة دلت على أن هذا الفعل أو
هذا القول كفر.
الشيء الثاني: أن نعلم أن هذا القائل لهذا المقالة أو الفاعل لهذا
الفعل لا يعذر بقوله ، ولا بفعله ، لأنه قد يقول الإنسان مقالة الكفر فيكون معذوراً
إما بجهل أو تأويل أو حال طرأت عليه، كغضب شديد أو فرح شديد أو ما أشبه ذلك
، ولاتكون الكلمة بحقه كفراً ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : لله أشد
فرحاً ... ( ينتهي التسجيل )
كلمة حق وإنصاف في سيد قطب رحمه الله
العلامة المحدث الألباني
السؤال الأول- وكلا السؤالين واردة من كتاب ( في ظلال القرآن )- ذكر
صاحب كتاب ( في ظلال القرآن) ، في أول سورة (طه)، بأن
القرآن ظاهرة كونية كظاهرة السماوات والأرض..
فما رأيكم في هذا الكلام ، مع أنه صادر بكاف التشبيه يا شيخ؟؟
فأجاب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
نـحن - يا أخي- قلنا أكثر
من مرة أن سيد قطب - رحمه الله- ليس عالماً، وإنما هو رجل أديب، كاتب، وهو لا يـحسن
التعبير عن العقائد الشرعية الإسلامية، وبخاصة منها العقائد السلفية، ولذلك فلا
ينبغي أن ندندن حول كلماته كثيراً ، لأنه لم يكن
عالماً، بالمعنى الذي نـحن نريده ؛ عالماً بالكتاب
والسنة، وعلى منهج السلف الصالح .
فهو
في كثير من تعابيره ، يعني تعابير إنشائية..بلاغية.. وليست تعابير علمية، وبخاصة
تعابير سلفية..ليست من هذا الباب إطلاقاً..
فنـحن لا نتردد باستنكار مثل هذا التعبير ، وهذا التشبيه، أقل ما
يُقال فيه: أنه لا يعني أنه كلام الله حقيقة - كما هو
عقيدة أهل السنة والجماعة..أو أنه كلام الله مجازا ً- كما
هو عقيدة المعتزلة
كلام
خطابي شعري..
لكن أنا لا أرى أن نقف كثيراً عند مثل هذا الكلام، إلا أن نُبيِّن أنه
كلام غير سائغ شرعاً، وغير معبِّر عن عقيدة الكاتب للقرآن الكريم، هل هو كلام الله
حقيقة أم لا ؟ هذا الذي أعتقده ، وهذا هو
الجواب عن السؤال الأول.
قال السائل : السؤال الثاني- وهو في نفس الكتاب- وذلك في بداية سورة (
النبأ )، أو بالأصح: مقدمة سورة (النبأ)
قال عن القرآن، وكلمة في القرآن، أنه (
تموجات موسيقية )؟؟
فقال الشيخ الألباني-رحمه الله-: نفس الجواب.
فقال السائل: هذا يقودنا يا شيخ إلى بعض التساؤل: نرى في كثير من كتابات
بعض الكتّاب، أو من المنتسبين للعلم..
فقال الألباني-رحمه الله-: عفواً قبل ماتكمّل،
ماذا فهمتَ أنت من قوله : تموجات؟؟
هل هو يعني الكلام الصادر من رب العالمين ، أم
هو من جبريل-عليه السلام-، أم من نبينا الكريم؟؟
ما تفهم لا هذا ولا هذا ولا هذا !!..
ولذلك أنا بقول: كلام خطابي شعري، لا يُنبي عن رأي الكاتب وماذا
يعنيه.. هكذا الحقيقة أكثر الكتّاب عندما يكتبون، يكتبون عبارات إنشائية خطابية،
لا تعطي حقائق كونية واقعية.. طيّب كمّل.
فقال السائل: مع قولكم هذا يا شيخ- بارك
الله فيكم- نرى كثير من الكتّاب، أو من طلاب العلم الذين تأثروا حتى
بمنهج المحدثين، أو لهم مثلاً في علم الحديث، أو في علم بعض الأمور تأثروا بمنهجه..
فقال الشيخ الألباني-رحمه الله-: وما هو منهجه ؟ وهل له منهج ؟!
فقال السائل: نعم، وهو التأثر بكتابات أبو الأعلى
المودودي، في كلماته ، كثير من الكلمات ، مثل كتابه : (العدالة
الاجتماعية)، وكتابه ( التصوير الفني في القرآن )
فقال الشيخ الألباني-رحمه
الله-: هذا أسلوب أدبي، ليس أسلوباً علمياً.
فقال السائل: لا، هناك منهج
خاصة في التكفير؛ كتجهيل الأمة، وتكفيرها، وخاصة في كتاب ( العدالةالاجتماعية
) ، وذكر عنه أيضاً صاحب كتاب:( الأعلام ) للزركلي، ذكر عنه هذا وأنه
كان – يعني – اتخذ هذا المنهج وهو تجهيل الأمة بكاملها،
تجهيل كل مَن حواليه، فتأثر بهذا المنهج كثير من الشباب الآن فأصبحوا يدعون لكتبه،
ويدعون لآرائه، ولجميع ما كتبه، فما رأيكم يا
شيخ في هذا؟؟
فقال الشيخ الألباني- رحمه الله - : رأينا أنه رجل غير عالم وانتهى
الأمر!! ماذا تريد - يعني- أكثر من هذا ؟!! إن كنتَ
تطمع أن نكفِّره، فلستُ من المكفّرين، ولا حتى أنتَ
أيضاً من المكفّرين .. ، أنا بقول لك ، أنا بشهد معك ، لكن ماذا تريد إذاً ؟؟!!
يكفي المسلم المنصف المتجرِّد أن يُعطي كل ذي حق حقه، وكما
قال تعالى: ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) .
الرجل كاتب ، ومتـحمس
للإسلام الذي يفهمه، لكن الرجل أولاً ليس بعالم، وكتاباته (العدالة الاجتماعية) هي
من أوائل تآليفه، ولما ألّف كان محض أديب، وليس بعالم .
لكن الحقيقة أنه
في السجن تطوّر كثيراً، وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي ليست منه .. لكن أنا أعتقد
أن السجن يُربّي بعض النفوس، ويُوقظ بعـض الضمـائر فكتب كلمات، يعني يكـفي عنوانه
الـذي
يقول: (لا إله إلا الله، منهج حياة)، لا إله إلا الله منهج حياة.
لكن إذا كان هو لا يفرِّق بين توحيد الألوهية، وبين توحيد الربوبية، هذا
لا يعني أنه لا يفهم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وأنه يـجعلهما شيئاً واحداً ..
لكن يعني أنه ليس فقيهاً، وليس عالماً، وأنه لا يستطيع أن يُعبّر عن المعاني الشرعية
التي جاءت في الكتاب وفي السنة، لأنه لم يكن عالماً .
فقال السائل: ألا ترى – يعني- مع هذا التأثر
وهذه الأمور التي كتبها ، أن يُرد عليه مثلاً ؟
فقال الألباني- رحمه الله-: نعم يُرد عليه،
ولكن بهدوء وليس بحماس..يُرد عليه، وهذا واجب.. ليس
الرد على المخطئ محصوراً بشخص أو أشخاص.. كل من أخطأ في توجيه الإسلام بمفاهيم
مبتدَعة، وحديثة ولا أصول لها في الكتاب ولا في السنة، ولا في سلفنا الصالح،
والأئمة الأربعة المتبَعين؛ فهذا ينبغي أن يُرد عليه..
لكن هذا لا يعني أن نعاديه..
وأن ننسى أن له شيئاً من الحسنات !!
يكفي أنه رجل مسلم، ورجل كاتب إسلامي- على حسب مفهومه للإسلام كما
قلتُ أولاً-، وأنه قُتل في سبيل دعوته
للإسلام، والذين قتلوه هم أعداء الإسلام..
أما أنه كان منـحرفاً في كثير أو قليل عن الإسلام ، فأنا في اعتقادي
قبل ما تثور هذه الثورة ضده، أنا الذي قوطعت من جماعة الإخوان المسلمين هنا بزعم
أنني كفّرت سيد قطب، وأنا الذي دللت بعض الناس على أنه يقول بوحدة
الوجود، في بعض كتاباته في نفس التفسير.. لكن في الوقت نفسه أنا لا أُنكر عليه أنه
كان مسلماً، وأنه كان غيوراً على الإسلام ، وعلى الشباب المسلم، وأنه
يريد إقامة الإسلام ، ودولة الإسلام ، لكن الحقيقة:
أوردها
سعد وسعد مشتمل * ما هكذا يا سعد تورد الإبل
فقال السائل: هل يـحذَّر من كتبه؟
فقال الشيخ الألباني- رحمه الله- : يـحذَّر
من كتبه من الذين لا ثقافة إسلامية صحيـحة عندهم ..
المرجع للاستماع :
حوار حول سيد قطب
الشيخ الألباني
وفي شريط ( الاعتدال )
للشيخ الألباني رحمه الله ذكر أحدهم كلاماً لأحد الذين ردوا على سيد رحمه الله
فأنكر الألباني هذا الرد ، وقرر أن فيه إلزام لما لا يلزم ، ودافع عن سيد ، ثم
هاهو أحد الطلبة يـحاول إثبات صحة هذه التهم الموجهة لسيد ، وتصحيـح ما كتبه الراد
عليه ، فدار الحوار التالي :
السائل : يا شيخ لعل الرجل ذكر هنا في المقال ، لما قال : يريد أن
يوسع دائرة التكفير ، لعله أراد بهذا أن سيد قطب قال في الأمة الإسلامية الآن في
هذا العصر إنها تعيش في جاهلية ما تعيشها الجاهلية الأولى ، وقال: إن هذه مساجدها
معابد للجاهلية وإن الإسلام يرفض أسلمة هذه المجتمعات، هذا قرأته بعيني يا شيخ.
الألباني : هل ذهبتَ إلى مصر ؟ السائل : لا ، ما ذهبتُ .
الألباني : هو مصري ، هو يـحكي
ما يشاهده في مساجد آنسة زينب ، والبدوي ، و..و..و.. إلخ .
السائل : فتكون كل المساجد في
مصر هكذا ؟!!
الألباني : أنا ما أقول
بالكلية ، ولا هو يقول بالكلية ، لكن هو يتكلم بصورة عامة .
السائل : بس هو عمَّ
المجتمعات يا شيخ !
الألباني : على كل حال ، الرجل مات ، وانتقل إلى رحمة الله ، وإلى فضله
، ونـحن كما نصحتك آنفاً لا تبحثوا في الأشخاص ، خاصة إذا كانوا انتقلوا إلى رحمة
الله .
[ ثم سأل الألباني السائل ] :
الألباني : أنت أبو إيش [ كلمة غير واضحة ] ؟
السائل : أبو طلحة .
الألباني : شوف يا أبو طلحة ، يقول الرسول عليه السلام – ولو في غير
هذه المناسبة – : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) ، شو خاتمة البحث في كلام السيد قطب
أو غيره إنو قصد هيك ولاَّ قصد هيك ؟
السائل : الشاهد أنه يا شيخ ذكر أحسن ...
الألباني مقاطعاً : لا تـحد عن الجواب ، لا تـحد عن الجواب .
السائل : طيب ، ما قصدت الحيدة يا شيخ(1) ، قصدت أن هذا ...
الألباني مقاطعاً : أنا ما أتكلم قصدتَ أم لم تقصد ، وإنما أذكرك ،
أقول : لا تـحد عن الجواب ، قل ما هي ثمرة البحث في إنو سيد قطب أو غيره قال كذا
وكذا وكذا ؟ فما هو المقصود من حكايتنا لكلامه ؟
السائل : نـحن الآن نريد تـحذيراً للناس ، لأن الـناس يعلو مؤلفات هذا
الرجل – يعني– حتى فاقت في طباعتها وانتشارها مؤلفات الأئـمة ، فـيا شيخ هو – يعني
– عنده أخطاء عقائدية كثيرة ، ويتكلم في عثمان ، ويخرِّج ...
الألباني : هذا هو الجواب ؟!!!
السائل : لا ، أقصد أنه هو لهذا يا شيخ ..
فقال متدخل كلمة غير واضحة
قال الألباني : يالله تفضلوا ..
فقال المتدخل:
فكنت أتمنى سؤال واحد فقط ، هل قلتم مرة أن ( معالم في الطريق ) هو توحيد
كُتب بأسلوب عصري؟
فقال
فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله :
أنا أقول إنه في هذا الكتاب فصل قيّم جداً، أظن عنوانه: ( لا إله إلا الله،
منهج حياة ) هذا الذي أقوله..
وأنا قلتُ آنفاً، ومثل ما يقولوا عندنا بالشام [غير واضح] الرجل ليس
عالماً، لكن له كلمات عليها نور، عليها علم.. مثل : منهج حياة..
أنا أعتقد إن العنوان هذا كثير من إخوانا السلفيين ما تبنوا معناه،
أنه ( لا إله إلا الله منهج حياة ) .
المرجع : شريط ( الاعتدال ) للشيخ الألباني ، الجزء الأول
العلامة
الألباني : سيد قطب جدد دعوة الإسلام
في قلوب
الشباب
سئل عن كتاب سيد قطب : ( جاهلية القرن العشرين ) فأنكر الشيخ أن يوصف القرن العشرين بالجاهلية
ثم قال : ( ثم إن في كلام سيد قطب رحمه الله وفي بعض تصانيفه مما يشعر الباحث أنه
كان قد أصابه شيء من التـحمس الزائد للإسلام في سبيل توضيـحه للناس ، ولعل عذره في
ذلك أنه كان يكتب بلغة أدبية ، ففي بعض المسائل الفقهية كحديثه عن حق العمال في
كتابه : ( العدالة الاجتماعية ) أخذ يكتب بالتوحيد وبعبارات قوية تـحيي في نفوس
المؤمنين الثقة بدينهم وإيمانهم ، فهو من هذه الخلفية في الواقع قد جدد دعوة
الإسلام في قلوب الشباب وإن كنا نلمس أحياناً أن له بعض الكلمات تدل على أنه لم
يساعده وقته على أن يـحرر فكره من بعض المسائل التي كان يكتب حولها أو يتـحدث فيها
) ا.هـ
المرجع: كتاب (حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه) تصنيف محمد
بن إبراهيم الشيباني ، الجزء الأول
** سئل الشيخ الألباني عن بعض من خالف السلف مثل النووي وابن حجر وابن
الجوزي وسيد قطب وحسن البنا .
فقال الألباني : ( من مثل النووي والحافظ ابن حجر ؟ أعطيني اليوم في
العالم الإسلامي كله مثل هذين الرجلين ، ودعك وسيد قطب ، هذا رجل نــجله على جهاده
، ولكنه لا يزيد على كونه كان كاتباً ، وكان أديباً، ولكنه لم يكن عالماً ، فلا
غرابة أن يصدر منه أشياء وأشياء تخالف المنهج الصحيـح ) . والنقلان السابقان من شريط : ( إلى غلاة التجريـح
) للشيخ محمد حسان حفظه الله .
جواب الألباني على أحدهم وهو يقدم له كتابين ألفا على سيد قطب
رحمه الله
قال أحد الحاضرين : الكتابين هذين أحدهم بعنوان (مطاعن سيد قطب في
أصحاب رسول الله) (1) ،
واعتمد فيه على الطبعة السادسة عام64 قبل أن يموت سيد قطب في سَنَة ...
فقال الألباني: الله يهديه، يا أخي شو بيفيد الكتاب هذا؟
الشيخ
المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني
الألباني يثنـي على حسن البنا ويذكر فضله
على الشباب المسلم
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
وكانت لي بعض [ كلمة غير واضحة ]
الكتابية التـحريرية ، مع الأستاذ الشيخ حسن البنا ([1]) رحمه الله ولعل بعضكم - بعض الحاضرين
منكم - يذكر أنه حينما كانت مجلة ( الإخوان المسلمون ) تصدر في القاهرة، وهي التي
تصدر طبعاً عن جماعة الإخوان المسلمين،
كان الأستاذ سيد سابق بدأ ينشر مقالات
له في فقه السنّة، هذه المقالات التي أصبحت بعد ذلك كتاباً ينتفع فيه المسلمون الذين يتبنون نهجنا من السير في
الفقه الإسلامي على الكتاب والسنة .
هذه
المقالات التي صارت فيما بعد كتاب ( فقه السنة ) لسيد سابق،
كنتُ بدأت في الاطلاع عليها، وهي لمّا
تُجمع في الكتاب، وبدت لي بعض الملاحظات، فكتبتُ إلى المجلة هذه الملاحظات، وطلبتُ منهم أن ينشروها فتفضلوا،
وليس هذا فقط ؛ بل جاءني كتاب تشجيع من الشيخ حسن البنا رحمه الله ، وكم أنا آسَف أن
هذا الـكتاب ضاع مني ولا أدري أين بقي..
ثم نـحن دائماً نتـحدث بالنسبة
لحسن البنا - رحمه الله - فأقول أمام إخواني ، إخوانا السلفيين، وأمام جميع
المسلمين ، أقول: لو لم يكن للشيخ حسن البنا - رحمه الله - من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم
من دور الملاهي في السينمات ونـحو ذلك والمقاهي، وكتّلهم وجمعهم على دعوة واحدة، ألا وهي
دعوة الإسلام ، لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلاً وشرفاً..هذا نقوله
معتقدين ، لا مرائين، ولا مداهنين.
هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات مثل سيد قطب وحسن البنا والواجب
أن تلخص أخطاؤهم ويستفاد من بقية علمهم
الشيخ عبد الله الـجـبرين
قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله :
( هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات، مثل: سيد قطب، وحسن البنا.
الواجب أنهم يُلخّصون أخطاءهم ويـحذِّرون منها، وأما حسناتهم فلا
يدفنوها، ولا يَقدح فيهم لأجل تلك الأخطاء أو تلك الزلات، لأن لهم حسنات..
إذا كانوا يذكرون السيئات، وينسون الحسنات؛ صدق عليهم قول الشاعر:
ينسى من المعروف
طوداً شامخاً.... وليس ينسى ذرة ممن أساء
فيـجب أ ن تُلخَّص الأخطاء، وأن يـحذَّر منها، وبقية علومهم يُستفاد منهم )
سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن
الجبرين
المرجع: http://www.IslamGold.com
فتوى سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين
عن سيد قطب وحسن البنا
السؤال : بعض الشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن قراءة كتبه
ويقولون أيضا نفس القول عن حسن البنا ويقولون عن بعض العلماء أنهم خوارج وحجتهم
تبيين الأخطاء للناس ، وهم طلبة حتى الآن , أرجو الإجابة حتى إزالة الريب
لنا ولغيرنا حتى لا يعم هذا الشيء .
الجواب :
الحمد لله وحده ... وبعد
لا يـجوز التبديع والتفسيق للمسلمين لقول النبي صلي الله عليه وسلم :
(من قال لأخيه يا عدو الله وليس كذلك حار عليه) ، وفي الحديث : (أن من كفر مسلما
فقد باء بها أحدهما) ، وفي الحديث: (أن رجلا مر برجل وهو يعمل ذنبا فقال والله
لا يغفر الله لك . فقال من ذا الذي يتألي علي أني لا أغفر لفلان ، إني غفرت له
وأحبطت عملك )
ثم أقول إن سيد قطب وحسن
البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدى بدعوتهما خلقا
كثيراً ولهما جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد
العزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل
شفاعته الرئيس جمال ـ عليه من الله ما يستـحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد
أنه شهيد لأنه قتل ظلما ، وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون
إنكار ثم تلقى العلماء كتبهما ، ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من
عشرين عاما والذين وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي ، وابن الجوزي وابن عطية والخطابي
والقسطلاني ، وأمثالهم كثير .
وقد قرأتُ ما كتبه الشيخ ربيع
المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل
العناوين لما ليس بحقيقة ، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد ـ
حفظه الله ـ (1) وكذلك محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع
طول صحبته له من غير نكير !!
وعين
الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا
قاله
وأملاه : عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
والفتوى
موجودة في موقع الشيخ على الانترنت
رأي العلامة ابن قعود رحمه الله
في حسن البنا
قال العلامة عبد الله
بن قعود رحمه الله :
وأنا عندي أن البنا رحمه الله تعالى قام بدور أرجو الله أن يغفر له
وأن يضاعف أجره ، والحقيقة أنه حرَّك الدعوة في مصر وانتشرت منه إلى غير مصر على
ما له فيه من نقص لكن له السبق ، له السبق في تربية الشباب وفي تـحريك الشباب .
والناس إذا ربنا
أكرمهم أكثر مما كانوا فالشباب الآن أصبحوا شباب سنة أكثر من ذي قبل وشباب التزام
أكثر من ذي قبل والخير فيهم أكثر مما كان في بدايات ( الإخوان ) بلا شك لكن هناك
بدؤوا في وقت تكاد تكون لا شيء ، فلا ينسى للناس فضلهم .
المرجع : شريط (
وصايا للدعاة – الجزء الثاني ) للشيخ العلامة عبد الله بن حسن ابن قعود رحمه الله
فتوى
سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي
المملكة العربية السعودية عن
سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرآن
تاريخ الفتوى
2- 8 - 2005م
السائل:
أحسن الله إليكم يقول سماحة
الشيخ ما الفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة
وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : كيف ؟ كيف ؟ ما الفرق
بين ؟
السائل : ما الفرق
بين أحدية الوجود في تفسير الظلال
وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : يا
إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن
هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تـحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة فعيشوا في ظلاله و
استقوا من آدابه وانهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه
علاج مشاكلكم و حل قضاياكم وتفريـج همومكم إلى آخره .
والكتاب له أسلوب عالٍ في السياق ، أسلوب عال ،
هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه
قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركاً أو أن فيها قدحاً في الأنبياء أو أن وأن ..، ولو أعاد
النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس
في قراءة كتابه ، والكتاب [كلمة غير واضحة] لا يخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من
ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام
، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وما حصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا
كثير فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى
[كلمة غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب
ثقافة عامة وعباراته أحياناً يفهم منها
البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه ، فلو أعاد النظر مراراً لم يـجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب
من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن ، والمسلم لا
ينبغي له أن يـحرص على وجود المعايب، فليأخذ الحق ممن جاء به ، ويعلم أن البشر
جميعا محل التقصير والخطأ ، والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه
وسلم ، ما سوى الكتاب والسنة فالخطأ
محتمل فيه لا سيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره ، لكن كفانا منه ما وجد في هذا
السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها
خيراً كثير .. نعم . ا.هـ
المحاضرة كاملة من موقع الدعوة
الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس ، للاستماع إليها :
http://www.al-daawah.net/suond/saif1426/almufti/tawheed/6th.rm
تاريخ المحاضرة 24 / 6 / 1426 هـ الموافق 2 / 8 / 2005 م
تاريخ المحاضرة 24 / 6 / 1426 هـ الموافق 2 / 8 / 2005 م
رد سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على من عقب على كلامه
السابق عن سيد قطب وكتابه (في ظلال القرآن)
السائل :
أحسن الله إليكم هذا
يعقب على كلامكم قبل قليل عن تفسير سيد قطب وهل معناه الدعوة إلى قراءته من قبل المبتدئين في طلب العلم ؟
المفتي :
والله أنا أقول طالب العلم إن قرأ به يستفيد
..
الطالب يميز ، طالب العلم إذا قرأ في بعض المواضع
حقيقة بعض المواضع فيها كتابا جيدا ، حدث أخطاء ، ما أقول ما يسلم من الخطأ ، لكن
ينبغي الإنصاف والاعتدال وأن لا نـحمل ألفاظه فوق ما يـحتمله ، ما نـحمل الألفاظ
فوق ما تـحتمله ، ولا نسيئ الظن .
والرجل
له – يعني – جهاد تعلمون أنه استشهد أو قتل شهيداً رحمه الله ، وله كتب كان فيها
أخطاء فتراجع عنها ، لأن القرآن ربما أن كتابة تفسير القرآن عدلت منهجه السابق ،
والقرآن لاشك أن من اعتنى به وأكثر من قراءته ينقله من حال إلى حال .. نعم . ا.هـ
المحاضرة كاملة من موقع
الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس ، للاستماع إليها :
تاريخ المحاضرة 24 / 6 / 1426 هـ الموافق 2 / 8 / 2005 م
نصيـحة العلامة ابن قعود رحمه الله لمن تـحامل على سيد قطب رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم ومحبي الفاضل الشيخ .......................... حفظه
الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فانطلاقاً من نصحي لك ومحبتي لك
التي لم تهتز – والله وبالله – حتى مع بواعث هذه الكتابة، وأرجو أن تظل تزداد
قوة إلى أن نلقى الله محققاً فينا قول رسوله عليه الصلاة والسلام: "... تـحابا في
الله.. الخ" (1) أذكرك بأمور:
أولاً: إنك – كما تعرف – لا تزال في مستقبل العمر الذي
أرجو الله أن يـحفظه لك ويطيله في طاعة وعافية، وفي مستقبل التعلم ومستقبل
التجارب والنضج، فرويداً – أخي – وطبخاً لما يصدر عنك تجاه من هم في ذمة الله خاصة
الدعاة إلى الله (2) أحياءً أو أمواتاً عسى ألا تـحتاج في موقف حياة أو ممات للاعتذار
عنه.
ثانياً: وعظتك شفوياً قبل أشهر بألا تكتب أو تقول شيئاً لـه مساس بأحد
الدعاة وأنت غضبان أو [زعلان] عليه، وذكّرتك بما تعرفه من قول رسول الله (لا يـحكم أحد بين اثنين وهو غضبان)(3)، ونغمة الصوت في الشريط
الذي سأذكره تنبئ –مع الأسف– عن ذلك فضلاً عن المضمون
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثالثاً: نقل لي غير واحد قولك
في اجتماع أخيار نـحسبهم كذلك قولك في كتاب: "معالم في الطريق": هذا كتاب
ملعون.
سبحان الله!! كتاب أخذ صاحبه ثمنه قتلاً نـحسبه في سبيل الله بدافع من
الروس الشيوعيين لجمال كما يعرف ذلك المعاصرون للقضية، وقامت بتوزيع هذا الكتاب جهات
عديدة في المملكة، وخلال سنوات عديدة، وأهل هذه الجهات أهل علم ودعوة إلى الله،
وكثير منهم مشايخ لمشايخك، وما سمعنا حوله منهم ما يستوجب ما قلت،
لكنك – والله أعلم- لم تمعن النظر فيه قبل أن
تغضب، وخاصة الموضوعات: جيل قرآني فريد، الجهاد، لا
إله إلا الله منهج حياة، جنسية المسلم عقيدته، استعلاء الإيمان، هذا هو الطريق..
وغيرها مما تلتقي معانيه في الجملة مع ما تدين الله به، فكيف بك إذا وقفت بين
يدي الله وحاجك هذا الشخص الذي وصفته الإذاعة السعودية خلال سنوات متوالية بشهيد
الإسلام، أو قال لك أحد تلامذتك أو زملائك هذه الجملة (ملعون إما إخبارية أو دُعائية)
فكيف تجيب من حملها على الإخبارية عن علم الغيب؟!
رابعاً: استمعت للشريط: حتى
لا … وفي فهمي المحدود أن أغلب من ذكرت فيه ووصف العاملين به أو القائلين به أو
المفتين به بالفسق والابتداع وخيانة الأمة أمور اجتهادية دائرة بين راجح في نظر من
وصفتهم بذلك وبين مرجوح في نظرك أو – تنزيلاً – خطأ، وأنت تعرف قول السلف
في الخطأ.. قال الله: قد فعلت (4) .
ثم الكثير ممن أومأت إليهم في كلامك عن المراكز
الصيفية والرحلات الدعوية أو العلمية من عدود (5) الأناشيد وأسلوب الدعوة و..
و.. على جانب من الخير والفضل والقيام بالدعوة إلى الله – وكنت حفظ الله لك عملك ذلك
– من بينهم، وفي مقدمة المذكورين سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز الذي يفتي
بأن أسلوب الدعوة ليس توقيفياً.
وقلت في ردِّك على من يقول بذلك : (وهناك .. تقطع لسان
القائل أن أسلوب الدعوة ليس توقيفياً ) ولم
تورد ما يتلاءم مع قولك من نص قرآني أو نبوي
وغير ذلك مما أحسبه يختلف مع منهج السلف في الدعوة إلى الله الذي نرجو
الله أن يبصرنا به ويـحيينا جميعاً ويميتنا عليه إنه سميع مجيب.
ومعذرة فأظني لو رأيتك قبل تسجيل هذا الكلام
لسبقتني عبرة الإشفاق عليك التي كادت في أثناء صلاةٍ أن تأخذ
بي لمّا عَرَضْتَ لي فيها.
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك
عبد
الله بن حسن القعود
----------------------------
(1)البخاري (2/119، 124)، ومسلم (ح1031)
(1)البخاري (2/119، 124)، ومسلم (ح1031)
(2)روى البخاري في
صحيـحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول
الله: من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيـحتنا، فذلك المسلم الذي
لـه ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته". كتاب الصلاة . فتـح
1/496ح391
(3) متفق عليه، البخاري كتاب الأحكام (ح7158)، ومسلم في الأقضية ح1717
(4) رواه
مسلم كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما
يطاق (1/115 ح125، 26)
(5) كلمة لم تتبين لي
وهذه صورة الخطاب السابق من مجموع رسائل الشيخ ابن قعود رحمه الله
الخطاب الذهبي
عن سيد قطب رحمه الله
من فضيلة الشيخ العلامة: بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله
إلى فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي
فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي ..
الموقر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق ( أضواء
إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ) هل من ملاحظات عليه ؟
ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها
فيترشح الكتاب بعدُ للطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله
من عباده في الدنيا ، لهذا أبدي ما يلي :
(1) نظرت في أول
صفحة منه ( فهرس الموضوعات ) فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله أصول
الكفر والإلحاد والزندقة : القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يـجوز لغير
الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات
الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يـجب الجزم
بها، يكفر المجتمعات .. إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين .. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار
الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق
انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت
في بعض ما كتبت، عند هذا أخذتُ بالمطابقة بين العنوان والموضوع ، فوجدت
الخبر يكذبه الخبر ، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي إلى الوقيعة
في سيد رحمه الله ، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن
الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته
إلى من يعتقد بغضه وعداوته.
(2) نظرت فوجدت
هذا الكتاب يفتقد :
* أصـول البحث العلمي
* الحيـدة العلمية
* منهـج النقد
* أمانـة النقل والعلم
* عـدم هضم الحق.
* أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة
العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس .. وإليك الدليل :
أولاً : رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد
رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل (الظلال)
و(العدالة الاجتماعية) مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها أن لها
طبعات معدلة لاحقة،
والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية تسليط النقد إن كان على النص
من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ
ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن
لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولمَّـا يعرف هذا ؟؟! وغير
خاف ما لهذا من نظائر لدى أهل العلم ، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم
فيما رأى قال: لعله في أول حياته ، وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب ( العدالة الاجتماعية
) هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.
ثانياً : لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس
هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يـجوز لغير الله أن يشرع ) فهرعت إليها قبل كل شيء
فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه : (العدالة الاجتماعية)
وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف
نـحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته
ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين
الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك ؟! إن الله يـحب العدل والإنصاف في كل شيء
ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.
ثالثاً: ومن
العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم : ( قول سيد قطب بوحدة الوجود ) .
إن سيدًا رحمه الله قال
كلامًا متشابهًا حلَّق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد
اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة
البقرة من رده الواضح الصريـح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من
التفكير الإسلامي الصحيـح فكرة وحدة الوجود )) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور
الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنـحن نقول غفر الله لسيد كلامه
المتشابه الذي جنـح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة .. والمتشابه لا يقاوم النص الصريـح
القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله
تعالى وإني مشفق عليكم.
رابعاً : وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك
تـحت هذه العناوين : (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة ، وعدم
وضوح الربوبية والألوهية عند سيد ) .
أقول أيها المحب الحبيب،
لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته،
ولوازمه التي تـحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة
واحدة ، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من
مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه
الجرأة الفاجرة على إلغاء تـحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحـلال الـقـوانـين الـوضعية
بدلاً عنهـا ولا شك أن هـذه جرأة عظيمة
ما عهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ ) .
خامساً: ومن عناوين الفهرس ( قول
سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة ) .
لما رجعـت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد
رحمه الله تعالى بهذا اللفظ : (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه
المكفرات ؟!!
إن نهاية ما رأيت له تمدد في
الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا
الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) ..وهي عبارة لا شك في خطإها ولكن هل نـحكم
من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) ؟! اللهم إني لا أستطيع تـحمل
عهدة ذلك..
لقد ذكرني هذا بقول نـحوه
للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه (دراسات في أسلوب القرآن
الكريم) والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع
بالقول بخلق القرآن ؟!! اللهم لا .
وأكتفي
بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.
ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:
1) مسودة هذا
الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة ! ولا أعرف
منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد !! إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه
عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تـحت إشرافكم،
أو بإملائكم ؟!! لهذا فلا أتـحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم،
وهذا عندي كافٍ في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم!
2) مع
اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يـجري على وتيرة واحدة وهي: أنه
بنفسٍ متوترة وتهيـج مستمر، ووثبةٍ تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار،
وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال .. وهذا نكث لمنهج النقد
: ( الحيدة العلمية ) .
3) من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه
وبين أسلوب سيد رحمه الله ، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم
الكريم فهو أسلوب (إعدادي) لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية
!! لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن
العرض، وإلا فليكسر القلم.
4) لقد طغى أسلوب التهيـج والفزع على
المنهج العلمي النقدي .. ولهذا افتقد الرد
أدب الحوار.
5) في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق
عطن وتشنــج في العبارات فلماذا هذا…؟!!
6) هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشأت
في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتـحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع،
وهذا ضلال وذاك ضال .. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى
كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ
بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات
الشرع المطهر، وهذا من غير تـحقيق هو في الحقيقة هدم ، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات،
فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي
حسب رغبتكم.
وأعتذر عن تأخر الجواب،
لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس ، لكن
هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا
وإيماناً مشرفًا وحقًا أبلج ، وتشريـحا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات
في سياقاته واسترسال بعبارات ليته لم يفه بها ، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان
آخر والكمال عزيز .
والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة
الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما
كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل
الله تعالى، وكشف عن سالفته.
وطُـلِب منه أن يسطر بقلمه
كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة: إن إصبعاً أرفعه للشهادة لن أكتب
به كلمة تضادها... أو كلمة نـحو ذلك.
فالواجب على الجميع : الدعاء
له بالمغفرة ، والاستفادة من علمه، وبيان ما تـحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب
حرماننا من علمه ولا هجر كتبه..
اعتبر رعاك الله حاله
بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف
دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما
نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا
يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يـجرمه
فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين"
ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك .
وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن
طبع هذا الكتاب ( أضواء إسلامية ) وأنه لا يـجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التـحامل
الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء،
وتشذيبهم ، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..
واسمح لي بارك الله فيك إن
كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تـحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم
الملحة بمعرفة ما لدي نـحوه جرى القلم بما تقدم ، سدد الله خطى الجميع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
بكر عبد الله أبو زيد
20 / 1 / 1414هـ
رأي فضيلة الشيخ محمد حسان
في سيد قطب
السؤال : ما رأيكم في مقالات الشهيد - بإذن الله - سيد قطب لماذا
أعدموني؟
الجواب :
هو قيد بكلمة : ( بإذن الله ) والتقييد دقيق
لأننا ذكرنا قبل ذلك بأنه لا ينبغي أن نـحكم في الدنيا بالشهادة لأحد أبداً ولو
مات بين أيدينا في ميدان القتال ، وإنما نقول : نرجو الله -عز وجل- أن يكون من
الشهداء وبإذن الله نرجوه أن يكون عنده من الشهداء ، هذا كلام مهم جداً ؛ لأن كلكم يعلم
قصة الرجل في الصحيـحين الذي مات في ميدان القتال وكان قائد الميدان رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم وأثنى الصحابة على بلائه ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( هو في
النار ) إلى آخر الحديث المشهور المعروف.
فنسأل الله -عز وجل- أن يـجعل
الشيخ سيد قطب - رحمه الله - عنده من الشهداء فهو الرجل الذي قدّم دمه وفكره وعقله
لدين الله عز وجل نسأل الله أن يتجاوز عنه بمنه وكرمه، وأن يغفر لنا وله وأن
يتقبل منا ومنه صالح الأعمال، وأنا أُشهد الله أني أحب هذا الرجل في الله مع علمي
يقيناً أن له أخطاء وأنا أقول : لو عاملتم يا شباب شيوخ أهل الأرض بما تريدون أن
تعاملوا به الشيخ سيد قطب فلن تجدوا لكم شيخاً على ظهر الأرض لتتلقوا العلم على يديه
لأن زمن العصمة قد انتهى بموت المعصوم محمد بن عبد الله وكل كتاب بعد القرآن معرض
للخلل {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}
لذا فأنا أحب هذا
الرجل مع علمي ببعض أخطائه وأقول ومَن مِن البشر لم يخطئ ؟ ( فكل بني آدم خطاء وخير
الخطائين التوابون )
وأذكر يوم أن كنت أدَرِّس
طلاب كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود
في القصيم ويوماً استشهدت بفقرة للشيخ سيد قطب رحمه الله فردّ عليّ طالب
من طلابنا فقال: يا شيخ ، قلت: نعم ، قال: أراك تكثر الاستشهاد بأقوال سيد قطب ، قلت
: وهل تنقم عليّ في ذلك؟ قال: نعم، قلت: ولم؟ قال: لأنه كان فاسقاً. قلت: ولم؟ قال:
لقد كان حليقاً، فقلت: يا أخي إن الإسلام في حاجة إلى شعور حي لا إلى شعر بغير شعور،
مع أنني ما كنت ولن أكون أبداً ممن يقللون من قدر اللحية بل أنا الذي أقول إن إعفاء
اللحية واجب لأن الأمر في السنة للوجوب ما لم تأت قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى
الندب (اعفوا اللحى) (وفروا) (أرخوا) الأمر للوجوب إذا لم تأت قرينة تصرف الأمر
من الوجوب إلى الندب لكن أقول: لا ينبغي أن نزن بهذه القسمة الضيزى رجلاً .
وأسعد قلبي سعادة غامرة أخ حبيب من إخواني
الدعاة الكبار ، وقال لي: بأن عنده صورة للشيخ سيد قطب وهو
بلحية كثة ولكنه حلق مع هذا البلاء الذي صبّ على رأسه في السجن والمعتقل فلا ينبغي
على الإطلاق أن نزن الناس والمناهج بهذا الظلم .
رجل زلّ أخطأ في الظلال أو في
بعض كتبه لا ننكر ذلك لكن لا ينبغي الإطلاق، أن ننسف جهد الرجل وأن نتهمه
والعياذ بالله بالضلال يعني ( ما نيش حسمي كتب ) لن أسمي كتاباً الآن لكن هناك كتب
تزيد عن المائتين صفحة تنقد سيد قطب وهذا أمر عادي جداً ما فيش فيه أي حرج لكن الكاتب
لم يترحم على سيد قطب مرة واحدة ثم قال بالحرف : [سيد قطب ضال مضل] هذا ظلم ظلم
ظلم بشع .
وبعدين كاد قلبي يخرج من صدري وأنا أقرأ في
الفهارس لهذا الكتاب عنواناً جانبياً في الفهرس يقول: ( سيد قطب - يعني عنوان خطير
جداً جداً- سيد قطب يدعو إلى شرك الحاكمية !! ) قلت: دا الرجل ما ماتش إلا عشان
القضية دي ، دا لم يعدم سيد قطب إلا من أجل
قضية الحاكمية فهذا ظلم - يعني مجرد العنوان نفسه ظلم قمة في الظلم .
رجل زل في مبحث الأسماء
والصفات آه نعم زل زل سيد قطب في مبحث الأسماء والصفات وزل غيره من
أئمتنا الكبار النووي -رحمه الله- الحافظ ابن حجر -رحمه الله- الزركشي قصدي ابن الأثير
زل في مبحث الأسماء والصفات نكفر ونضلل ونفسق ونبدع هذا منهج منـحرف.
الكلام دا كله مع من
يشار إليهم بأنهم أصحاب المنهج الحق الصحيـح إنما إوْعَ تسحب الكلام دا على
المبتدعين أصلا. لا .
رجل مبتدع آه نـحذر منه
ونوبخه ونبكته ونبين ضلاله ونبيـن فسقه ونبين
بدعته دونما الحاجة إلى أن نبين محاسنه لا ما نبينش محاسن هو مبتدع أصلاً وضال ،
محاسن إيه اللي نبينها خلّ بالك من الكلام دا، الميزان دا في غاية الدقّة عشان ما
تخلطش بين الأمرين إنما رجل الأصل فيه أنه على منهج أهل السنة فلا.
أن أظهر المحاسن
وأن أبين أخطاءه برفق وأدب، بنية إظهار الحق وإبطال الباطل.
إنما رجل مبتدع رجل والعياذ
بالله على بدع شركية أقوم يـجي واحد يقول لي يا شيخ من الظلم أنك ما تبينش
محاسنه لا دا من العدل ألا أبين محاسنه لو كانت له محاسن بل ينبغي أن أبين خطره
وأن أحذر منه دونما التدليس على الناس بأن لهذا الرجل محاسن.
واضح الفرق ، يا أخوانا
بين دي ودي هذه مهمة جدا عشان ما تخلطش وتتلخبط تطلع برى وتقول الشيخ قال كذا
وكذا كلام واضح جدا بيّن ، فرق بين هذين الصنفين والنوعين .
جواب الشيخ سلمان العودة عن سؤال حول سيد قطب
السؤال : سيد قطب _رحمه الله_
اختلف في منهجه الكثيرون، فالبعض أسماه مكفراً، والبعض الآخر أسماه مشبهاً، والبعض الآخر أسموه متكلماً ، والأدهى من ذلك
والأمرّ أن البعض يكفره ويمزق كتبه ، ويُسمي كتابه (في ظِلاَل القرآن) : (الضَّلال)
بالفتـح، علماً أنه حمل لواء الجهاد في سبيل الله بالكلمة الصادقة كما نـحسبه والله
حسيبه، ومات وهو على كلمة الحق التي دعا إليها ، فما صحة ما يقوله المتقولون ؟
الجواب : أما عن سيد قطب فقد
قرأت معظم كتبه، وإن شئت فقل: كل كتبه، كما قرأت كثيراً مما كتب عنه، ولعل أوفى كتاب في هذا الباب، هو كتاب: (سيد
قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) للدكتور صلاح الخالدي، وللدكتور عناية خاصة
بالأستاذ سيد، وآخر مؤلفاته حوله رسالة كبيرة نشرت ضمن (سلسلة أعلام المسلمين)
.والملحوظ أن الناس في سيد، وفي غيره، يكون فيهم المتوسط المعتدل، الذي ينظر بعين الإنصاف
والتجرد والتـحري، ويكون فيهم المتطرف الذي يقع في التعصب والهوى، وسيان أن
يكون التعصب ضد الشخص، مما يـحمل على رد الحق الذي معه، وتصيد الأخطاء عليه، وتفسير
كلامه على أسوأ الوجوه وعدم الاعتبار بالمتقدم والمتأخر من كلامه، أو أن يكون التعصب
له مما يـحمل على أخذ أقواله بدون تـحفظ، والغفلة عن أخطائه وعثراته، والدفاع عنه
بغير بصيرة، بل وربما اعتقاد العصمة في المتبوع بلسان الحال، أو بلسان المقال.وقد
قال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كما في (صحيـح مسلم) (91) من حديث ابن مسعود: (
الكبر بطر الحق وغمط الناس ) .والذي يخاف الله يتورع عن أعراض عامة المسلمين،
فضلاً عن خاصتهم من أهل العلم، والدعوة والجهاد والدين.والذي أدين الله به أن الأستاذ سيد
قطب من أئمة الهدى والدين، ومن دعاة الإصلاح ومن رواد الفكر الإسلامي ، سخر فكره
وقلمه في الدفاع عن الإسلام، وشرح معانيه، ورد شبهات أعدائه، وتقرير عقائده
وأحكامه على وجه قلّ من يباريه أو يـجاريه في هذا الزمان.وكان حديثه حديث المعايش الذي
لابس همّ الإسلام قلبه، وملك عليه نفسه، قد شغله الحزن على الإسلام، والغضب له،
حتى عن ذاته وهمومه الخاصة.وكتابه (الظلال) يعتبر إضافة كبيرة لدراسة التفسير،
واستطاع فيه أن يستوعب كثيراً مما كتبه المتقدمون، وأن يبني عليه رؤيته الخاصة
المتميزة، وفهمه الثاقب، ودراسته الغزيرة، وأن يقرن آي الكتاب بحياة الناس المعاصرة
حتى يشعر قارئه أن القرآن ليس كتاباً نزل لبيئة خاصة في المكان والزمان، ولكنه هداية
للناس أجمعين، أيًا كان زمانهم أو مكانهم.ولقد استفاد الأستاذ سيد من (تفسير ابن
كثير) فائدة غنية، ونقل عنه، وربما اعتمد عليه خصوصاً في باب المرويات والأقاويل،
بل وفي أوجه الاختيار والترجيـح.كما انتفع بما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره
(المنار) فيما يتعلق بربط هداية القرآن بنتائج العلم والبحث الإنساني والاجتماعي
والعمراني، وفيما يتعلق بالتجرد عن التعصب والتقليد.ولكن يبقى (الظِّلال) شيئاً آخر،
غير هذا وذاك .نعم ، ليس الكتاب تفسيراً لآيات الأحكام، ولهذا فهو لا يغني عن مثل كتاب القرطبي،
أو ابن العربي، أو الجصاص، أو غيرهم
خصوصاً للمهتمين بمعرفة المذاهب الفقهية، والترجيـح بينها.وليس تقريراً مفصلاً أو تعليمياً، لكليات العقيدة وجزئياتها
؛ فهو لا يغني عن قراءة ما كتبه الإمام الفذ ابن تيمية، أو تلميذه العلم ابن
القيم، في تقرير العقيدة والذب عنها، ومناظرة خصومها.بل ووقع في (الظِّلال)
عثرات في هذا الباب وفي غيره، ولكنها يسيرة إلى جنب ما فيه من الخير والعلم
والإيمان.ومن ذلك -تمثيلاً- اضطرابه في باب الاستواء، كما يعرفه من راجع تفسير هذه الآية
في مواضعها السبعة المعروفة، ووقع منه في بعضها أن الاستواء كناية عن السيطرة
والاستعلاء، وهذا خطأ، والصواب: أن الاستواء كما قال مالك: معلوم من حيث المعنى مجهول
أو غير معقول من حيث الكيفية، وقد ذكر الأئمة في معناه : العلو، والاستقرار،
والارتفاع والصعود، والله أعلم.ومن ذلك أنه يسمي توحيد الألوهية، الذي هو توحيد العبادة
باسم توحيد الربوبية، ويسمي توحيد الربوبية باسم توحيد الألوهية، وهذا خطأ في
اللفظ، لكنه - رحمه الله - كان شديد الوضوح في إدراك هذه المعاني والحقائق
وتقريرها.ومن ذلك أنه كتب فصولاً موسعة في موضوع الدعوة ومنهجها، والموقف من المجتمعات
المعاصرة، وكتب ذلك بعاطفة مشبوبة، ولغة قوية، وغيرة على الدين، وعلى المسلمين حمّلها
بعض قارئيه ما لا تـحتمل من المعاني واللوازم، وتعاملوا معها على أنها نصوص تقرأ
بحروفها وألفاظها وتـحفظ وتتلى، ويستشهد بها في مواطن النزاع، ومضايق الجدل
والمناظرة والخصام.وبنى بعض هؤلاء على هذه القراءة الحرفية الضيقة تكفير الناس
كافة، أو التوقف بشأنهم أو الهجرة من ديارهم ، إلى أين؟! لا أدري !.وبنى آخرون
عليها فكرة الانفصال عن المجتمعات، وترك العمل فيها، واعتزالها، وفُهمت كلمة سيد -
رحمه الله - عن (العزلة الشعورية) بتكثيف قوي، وترميز شديد، جعلها بؤرة العمل
والانطلاق. والحق أن القراءة الحرفية الظاهرية لتراث كاتب ما، ليست أمراً خاصاً وقع مع
سيد قطب - رحمه الله - وحده ، لكنها مشكلة تراثية، يعاد إنتاجها الآن مع عدد كبير
من رموز العلم والفقه والدعوة والاجتهاد، من المتقدمين والمعاصرين.وقد يكتب
العالم بحثاً، أو يقدم اجتهاداً، أو ينتـحل رأياً في مسألة، وينتصر له بحسب ما
توفر لديه آنذاك، فيأتي الخالفون فيقرؤون نصه بقدسية تأسر عقولهم، وتجعل همهم مقصوراً
على إدراك النص وفهمه، ثم تقريره وتوسيع دائرته، ثم الاستشهاد له ومدافعة خصومه.ولذلك
لا يدري كل أحد، أن الأئمة أصحاب المذاهب، الفقهية وغير الفقهية لم يكونوا يشعرون
أنهم يؤسسون مذهباً، ويقيمون بناءً خاصاً، راسخ القواعد، مكتمل الأركان، حتى جاء
من بعدهم فأصّل وفصّل، وجمع النظير إلى النظير وتعامل مع كلام الأئمة بحرفية بالغة،
بل عدّ بعضهم كلام الإمام ككلام الشارع، من جهة المنطوق والمفهوم، واللازم، والقياس
عليه والناسخ والمنسوخ، والظاهر والنص... إلخ.هذا مع شدة نهي العلماء عن التقليد،
حتى إن منهم من كان ينهى عن تدوين آرائه الفقهية، ويـحذر من تناقلها.وكلما كان العالم
أوسع انتشاراً، وأكثر أتباعاً، وأوغل في الرمزية –لأي سبب– كان الأمر
بالنسبة له أشد، وكانت المشكلة أظهر، لكنها تخفّ تدريـجياً بتقدم الزمن، ولو من بعض
الوجوه.هذه ليست مشكلة العالم أو المفكر، بقدر ما هي مشكلة القارئ أو المتلقي.وأياً ما
كانت فهي مما يـحتاج إلى بحث ودراسة.وقديماً كان علي - رضي الله عنه - يقول قولته المشهورة:(يهلك
فيّ رجلان : غالٍ وجافٍ) والخلاصة: أن
سيد قطب وغيره من أهل العلم يؤخذ من قولهم ويترك، ويصيبون ويخطئون، ويردون ويرد عليهم، وهم - إن شاء الله - بين
أجر وأجرين، ولئن حرموا أجر المصيب في عشر مسائل، أو مائة مسألة فلعلهم – بإذن
الله – ألا يـحرموا أجر المجتهد.ومن أفضل ما كتبه سيد قطب كتاب (خصائص التصور الإسلامي)،
والذي ظهر جزؤه الأول في حياته، وأخرج أخوه الأستاذ محمد قطب - حفظه الله - جزأه
الثاني بعد وفاته.وهو كتاب عظيم القدر في تقرير جملة من أصول الاعتقاد، معتمداً
على نصوص الكتاب الكريم بالمقام الأول، مؤيداً لها بحجج العقل الظاهرة، رادّاً
على مقالات المخالفين والمنـحرفين . وفيه رد صريـح ومباشر على أصحاب مدرسة وحدة
الوجود، والحلولية، وأضرابهم، وحديث واضح عن الفروق العظيمة بين الخالق والمخلوق،
وبيان أن هذا من أعظم خصائص عقيدة التوحيد، كما بينها الإسلام. فلا مجال مع هذا
لأن يـحمل أحد الفيض الأدبي الذي سطره سيد في تفسير سورة الإخلاص على تلك المعاني المرذولة، التي
كان هو – رحمه الله - من أبلغ من رد عليها، وفند شبهاتها. وأذكر من باب الإنصاف ،
أن أخانا الشيخ عبد الله بن محمد الدويش - رحمه الله تعالى - لما أشار عليه بعضهم
بتعقب (الظِّلال)، واستخراج ما وقع فيه ، فكتب مسودة كتابه (المورد العذب الزلال)
ورد على ذلك الموضع في سورة الإخلاص، فبلغني أنه فهم منه تقرير مذهب وحدة
الوجود، فبعثت إليه مع بعض جيرانه بالموضوع المتعلق بذلك من كتاب الخصائص، والذي هو
بيان جلي للمسألة لا لبس فيه، فكان من إنصافه - رحمه الله - أن أثبت ذلك في كتابه،
ونقل عن الخصائص ما يرفع اللبس.علماً أن الحري بالباحث إجمالاً أن يفهم كلام الشيخ
أو العالم بحسب ما تقتضيه نصوصه الأخرى فيرد بعضها إلى بعض، ويفسر بعضها ببعض، ولا
يتمسك بكلمة يضع لها أقواساً، ثم يعقد
لها محكمة! وقد يخطئ المرء في اللفظ وهو يريد معنىً صحيـحاً، كما وقع للذي قال:
" اللهم أنت عبدي وأنا ربك "رواه البخاري(6309) ومسلم(2747)، يريد: أنت
ربي وأنا عبدك، وما كفر بذلك ولا أثم، بل لعله كان مأجوراً
مثاباً. ومن المعلوم المستفيض أن سيداً
- رحمه الله - مر في فكره وحياته بمراحل مختلفة، وكتب في أول حياته مجموعة كتب أدبية، مثل: (كتب وشخصيات)،
و(مهمة الشاعر في الحياة)، و(طفل من القرية).ومجموعة من الدواوين الشعرية، وكتب مجموعة
من الكتب الإسلامية مثل: (التصوير الفني في القرآن)، و(مشاهد القيامة في
القرآن) و(العدالة الاجتماعية في الإسلام). ثم في مرحلة النضج كتب (الخصائص),
و(المعالم), و(الظلال) و(هذا الدين)، و(المستقبل لهذا الدين)، و(الإسلام ومشكلات
الحضارة) … وربما كتباً أخرى نسيتها. ومع ذلك كان يتعاهد كتبه بالتصحيـح والمراجعة والتعديل،
كما هو ظاهر في (الظِّلال) خاصة، حيث كان يعمل فيه قلمه بين طبعة وأخرى، وهذا دأب
المخلصين المتجردين.
وليعلم الأخ الكريم الناصح
لنفسه أن الوقيعة في آحاد الناس، فضلاً عن خاصتهم، من أهل العلم والإصلاح والدعوة ،
من شر ما يـحتقب المرء لنفسه، ولا يغتر المرء بمن يفعل ذلك، كائناً من كان؛ لأن
الحساب في القيامة بالمفرد لا بالقائمة ا.هـ
(المرجع : موقع الإسلام اليوم)
([1]) والحق أن حسن البنا رحمه الله له أخطاء واضحة لا ينبغي أبداً اتباعه
فيها ، وكذلك سيد رحمه الله ، وفي منهج ( الإخوان المسلمين ) بشكل عام أشياء
وأشياء تخالف ما عليه سلف الأمة ، وقد جاء في " الموسوعة الميسرة في الأديان
والمذاهب والأحزاب المعاصرة " أن : ( المآخذ على جماعة الإخوان المسلمين لم
تقتصر على المواقف السياسية ، بل وجه لها النقد في بعض الجوانب العقائدية
والمنهجية وأقوال الأتباع ، فمن الناحية العقائدية أخذ على البنا قوله في مجال
تعداد صفات الحركة الشمولية "وحقيقة صوفية" ، والتصوف - كما هو معلوم -
مخالف لمنهج أهل السنة . ولعل الشيخ رحمه الله قد تأثر بنشأته الأولى مع الطريقة
الحصافية ، أو أنه أراد ( تقريب ) أهل التصوف للجماعة ، وهذا مسلك خاطئ ؛ لأنه
يستحيل جمع الحق بالباطل إلا بالتنازل والمداهنة .
كما أخذ
على البنا موقفة التفويضي في مجال الأسماء والصفات واعتبار البدعة الإضافية خلافًا
فقهيًا .
كما أن
الجماعة لا تعنى كثيرًا بنشر عقيدة السلف والدعوة إلى التوحيد الخالص ، والتحذير
من البدع والشركيات المنتشرة ؛ سواء في مصر منشأ الجماعة أو غيرها ؛ مما جعلها
تهتم ( بالتجميع ) على حساب التصفية ، وبالكم لا الكيف .
وقد أخذ
على بعض أتباع الحركة الغلو في إعجابهم بالشيخ حسن البنا ، كما صدرت عن بعضهم - التلمساني
وسعيد حوى - عدد من الأقوال التي لا يجيزها الإسلام ) . ا.هـ
نقول :
ولعل أفضل ما أُلف في الرد على هذه الأخطاء كتاب ( الطريق إلى الجماعة الأم )
لعثمان عبد السلام نوح أثابه الله وجزاه على عمله هذا خيراً، فإنه التزم الأدب في
رده ، وجعل الإنصاف أساساً فيه ، فيذكر المقولة الخاطئة ويرد عليها رداً علمياً ،
ثم يذكر اعتراضات ( الإخوان ) على هذا الرد ويرد عليها ، ومن كان يتحرى الحق فلا
يكاد ينتهي من قراءة هذا الكتاب إلا وقد اطمأن إلى منهج السلف في جميع ما خالف فيه
سيد قطب وحسن البنا رحمهما الله ما عليه سلف هذه الأمة .
(1) انظر الرسالة التي رد فيها فضيلة الشيخ العلامة
بكر أبو زيد حفظه الله على الشيخ ربيع المدخلي كاملة في هذه المذكرة بعد صفحات
قليلة ، وقد بين فيها الشيخ بكر التحامل الشديد من الشيخ ربيع على سيد قطب رحمه
الله ، وبين الشيخ بكر بعض الـعنـــاوين الموجــودة في الكتاب ولا تمت إلى ما
تحتها بصلة و التي سماها ( عناوين استفزازية ) !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق