مختارات
من كلام العلماء
عن ظاهرة التصنيف
والطعن في العلماء
مختارات
من كتاب
تصنيف الناس بين الظن واليقين
للشيخ
العلامة : بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو هيئة كبار العلماء
وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
ألف فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد كتاباً
قيماً عن هذه الظاهرة " التصنيف والطعن في العلماء " وسماه : ( تصنيف
الناس بين الظن واليقين ) ولعله من أحسن ما ألِّف في بابه فقد جمع هذا الكتاب بين
رصانة العرض وبلاغة الأسلوب وسمو اللغة – كما هي عادة الشيخ حفظه الله في كتاباته
- وبين المنهجية العلمية في الطرح وضمنه
كثيراً من أقوال أئمة السلف . ولأهمية هذا الكتاب رأينا أن ننقل منه بعض المختارات(1)
وقد ابتدأ الشيخ الكتاب بالحديث عن حرمة العلماء وفضلهم ، ثم تـحدث عن
خطر اللسان ، ثم عن بلية الأمة بهؤلاء الجراحين الذين يتخذون تجريـحهم قربة
يتقربون بها إلى الله ، وعن طرقهم في التصنيف ، والدوافع التي دعتهم إلى ذلك ، ثم
ذكر الانشقاق الذي حصل بظاهرة التصنيف ، والآثار السيئة لها ، ثم عقب ذلك بثلاث
رسائل : الأولى : إلى محترف التصنيف ، والثانية : إلى من رُمِي بالتصنيف ظلماً ،
والثالثة : إلى كل مسلم(2)
قال الشيخ حفظه الله بعد أن أثنى على العالم
العامل بعلمه : [ .... فأنتصر له حسبة لله، لا دفاعاً عن شخصه فحسب ، بل وعن حرمات
علماء المسلمين ومنهم دعاتهم ورجال الحسبة فيهم ؛ إذ بدا لقاء ما يـحملونه من
الهدى والخير والبيان : اختراق ( ظاهرة التجريـح ) لأعراضهم بالوقيعة فيهم ، وفرْي
الجراحين في أعراضهم ، وفي دعوتهم ، ولِمَا صنعه ( سعاة الفتنة ) من وقائع
الافتراء ، وإلصاق التهم ، وألوان الأذى ، ورمي الفتيل هنا وهناك ، مما لا يخفى في
كل مكان وصلته أصواتهم البغيضة . ولعظم الجناية على العلماء صار من المعقود في
أصول الاعتقاد : ( ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل ) .... ] (التصنيف ص 5 – 6
)
وقال : ( ... لهذا كله صار من الواجب على
إخوانهم الذب عن حرماتهم وأعراضهم بكلمات تجلو صدأ ما ألصقه ( المنشقون ) بهم من
الثرثرة ، وتكتم صدى صياحهم في وجه الحق ، وإيضاح السبيل الآمن الرشد العدل الوسط
) [ ص 7 ]
وقال عن التصنيف : (...حمله فئام غلاظ من الناس
يعبدون الله على حرف، فألقوا جلباب الحياء،
وشغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا، وأضلوا، فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل،
وتدثروا بشهوة التجريـح ، ونسج الأحاديث ، والتعلق بخيوط الأوهام ، فبهذه الوسائل
ركبوا ثَبَجَ تصنيف الآخرين للتشهير والتنفير والصد عن سواء السبيل )
[ ص 9 ]
وقال : ( ... وقد جرَّت هذه الظاهرة إلى
الهلكة في ظاهرة أخرى من كثرة التساؤلات المتجنية – مع
بسمة خبيثة – عن فلان وعلان ، والإيغال بالدخول في نيته وقصده ، فإذا رأوا شيخاً
ثنى ركبتيه للدرس ولم يـجدوا عليه أي ملحظ دخلوا في نيته ، وكيَّفوا حاله : [
ليبني نفسه ، لسان حاله يقول : أنا ابن من فاعرفوني ، ليتقمص شخصية الكبار ، يترصد
الزعامة ... ] وإن ترفقوا وغلبهم الورع قالوا : [ محترف بالعلم ] ، وإن تورع
الجراح عن الجرح بالعبارة ، أو استنفدها ، أو أراد ما هو أكثر إيغالاً بالجرح –
سلك طريق الجرح بالإشارة ، أو الحركة بما يكون أخبث وأكثر إقذاعاً مثل : تـحريك
الرأس، وتعويـج الفم ، وصرفه ، والتفاته ، وتـحميض الوجه ، وتجعيد الجبين وتكليـح
الوجه والتغير والتضجر ، أو يُسأل عنه فيشير إلى فمه أو لسانه معبراً عن أنه كذاب
أو بذيء ، ومثل تقليب اليد أو نفضها ، إلى غير ذلك من أساليب التوهين بالإشارة أو
التـحريك .
ألا شُلَّت تلك اليمين عند حركة التوهين ظلماً ، وصُدِعت تلك الجبين
عند تجعيدها للتوهين ظلماً ، وياليت بِنِسْعَةٍ مِن جِلد تربط بها تلك الشفة عند
تعويـجها للتوهين ظلماً .
ولله در أبي العباس النميري ، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
إذ وضع النصال على النصال في كشف مكنونات تصرفات الجراحين ظلماً فقال(1) :
" فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب
بريء مما يقولون ، أو فيه بعض ما يقولون ، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس
واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه ، فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة
وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم .
ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى : تارة في قالب ديانة وصلاح ،
فيقول : ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير ، ولا أحب الغيبة والكذب ، وإنما أخبركم
بأحواله . ويقول : والله إنه مسكين . أو: رجل جيد لكن فيه كيت وكيت . وربما يقول :
دعونا منه ، الله يغفر لنا وله . وإنما قصده استنقاصه وهضماً لجنابه . ويخرجون
الغيبة في قوالب صلاح وديانة ، يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقاً وقد رأينا
منهم ألواناً كثيرة من هذا وأشباهه .
ومنهم من يرفع غيره رياءً فيرفع نفسه ، فيقول : لو دعوتُ البارحة في
صلاتي لفلان ؛ لِمَا بلغني عنه كيت وكيت ، ليرفع نفسه ، ويضعه عند من يعتقده .
أو يقول : فلان بليد الذهن ، قليل الفهم ، وقصده مدح نفسه وإثبات
معرفته وأنه أفضل منه ، ومنهم من يـحمله الحسد على الغيبة فيـجمع بين أمرين قبيـحين
، الغيبة والحسد ، وإذا أثنى على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب
دين وصلاح ، أو في قالب حسد وفجور وقدح ؛ ليسقط ذلك عنه . ومنهم من يـخـرج الغيبة
في قالب تمسخر ولعب ، ليضحك
غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به.
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب ، فيقول : تعجبتُ من فلان كيف لا
يفعل كيت وكيت؟!! ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت ؟! وكيف فعل كيت وكيت ؟! فيخرج
اسمه في معرض تعجبه . ومنهم من يخرج الاغتمام ، فيقول : مسكين فلان ، غمني ما جرى
له وما تم له ، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقبله منطوٍ على التشفي به ولو
قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند أعدائه ليتشفوا به وهذا وغيره من أعظم أمراض
القلوب والمخادعات لله ولخلقه
ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر ، فيظهر في هذا الباب
أشياء من زخارف القول ، وقصده غير ما أظهر . والله المستعان " انتهى
) [ التصنيف ص 10 – 14 ]
ثم قال الشيخ بكر أبو زيد : ( ومن ألأم
المسالك ما تسرب إلى بعض ديار الإسلام من بلاد الكفر ، من نصب مشانق التجريـح
للشخص الذي يراد تـحطيمه والإحباط به بما يلوث وجه كرامته ويـجري ذلك بواسطة سفيه
يسافه عن غيره ، متلاعب بدينه، قاعد مزجر الكلب النابح ، سافل في خلقه ، ممسوخ
الخاطر ، صفيق الوجه ، مغبون في أدبه وخلقه ودينه ) [ ص 14 ] .
و قال : ( وإذا علمت فشوّ ظاهرة التصنيف
الغلابة، وأن إطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها
سلكوا لتنفيذها طرقاً منها:
أنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم (ذبيـحاً)
فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في
الطريق ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان!! وترى دأبه التربص
والترصد : عين للترقب وأذن للتجسس، كل هذا للتـحريش وإشعال نار الفتن بالصالحين
وغيرهم. وترى هذا "الرمز البغيض" مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويلٌ
ذرعها، رديءٌ متنها، تجر أثقالا من الألقاب المنفرة والتهم الفاجرة، ليسلكهم في
قطار أهل الأهواء، وضُلاَّل أهل القبلة، وجعلهم وقود بلبلة وحطب اضطراب!! وبالجملة
فهذا (القطيع) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض ، والعضِّ بالباطل في غوارب العباد،
والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد: الغل، والبغضاء ، والحسد ،
والغيبة ، والنميمة ، والكذب ، والبهت ، والإفك ، والهمز ، واللمز ، جميعها في نفاذٍ
واحد .
إنهم بحق ( رمز الإرادة
السيئة ) يرتعون بها بشهوة جامحة ، نعوذ بالله من حالهم لا رُعُوا ) [ص22/23] .
و قال : ( فيالله كم لهذه "الوظيفة
الإبليسية" من آثار موجعة للجراح نفسه ؛ إذ سلك غير سبيل المؤمنين ، فهو لقىً
منبوذ ، آثم جانٍ على نفسه وخلقه ودينه وأمته . من كل أبواب سوء القول قد أخذ
بنصيب ، فهو يقاسم القاذف ، ويقاسم البهَّات والقتات والنمام والمغتاب ويتصدر الكذابين
الوضاعين في أعز شيء يملكه المسلم " عقيدته وعرضه " قال الله تعالى :
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً
وإثماً مبيناً} ) [ ص 23 ].
و قال عن آثارها كذلك : ( منها
سقوط الجراح من احترام الآخرين ، وتقويمه بأنه خفيف طيّاش ، رقيق الديانة ، صاحب
هوى ، جره هواه وقصور نـظره عـن تـمييز الحق من الباطل – إلى
مخاصمة المحق والهجوم عليه بغير حق .
بل وسوأة عظمى : احتساب المبتلى هذا السعي بالفساد من الدين ، وإظهاره
بلباس الشرع المتين، والتلذذ بذكره ونشره . حقاً لقد أتعب التاريخ ، وأتعب نفسه ،
وآذى التاريخ ، وآذى نفسه ، فلا هو قال خيراً فغنم ولا سكت فسلم .
فإلى قائمة الممقوتين في سجل التاريخ غيرَ مأسوف عليهم :
إن
الشقي بالشقاء مولع *** لا يملك الرد له إذا أتى
وكم أورثت هذه التهم الباطلة من أذى للمكلوم بها من خفقة في الصدر ،
ودمعة في العين ، وزفرات تظلم يرتجف منها بين يدي ربه في جوف الليل ، لَهِجاً
بكشفها ماداً يديه إلى مغيث المظلومين، كاسر الظالمين ...، وكم جرت هذه المكيدة من قارعة
في الديار بتشويه وجه الحق، والوقوف في سبيله، وضرب للدعوة من ( حدثاء الأسنان ) في
( عظماء الرجال ) باحتقارهم وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، وإطفاء مواهبهم، وإثارة
الشحناء والبغضاء بينهم، ثم هضم لحقوق المسلمين في دينهم، وعرضهم، وتـحجيم لانتشار
الدعوة بينهم بل صناعة توابيت، تقبر فيها أنفاس الدعاة ونفائس دعوتهم.
انظر كيف يتهافتون على إطفاء نورها فالله حسبهم وهو حسيبهم ) [ ص 24 / 26 ]
و قال: ( أطبق العلماء رحمهم الله تعالى على
أن من أسباب الإلحاد : "القدح في العلماء" ) [ص27]
و قال: ( وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسالخ
من المنتسبين إلى السنة، متلفعين بمرطٍ ( ينسبونه إلى
السلفية ) - ظلما لها - فنصبوا أنفسهم
لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة المبنية على الحجج الواهية، واشتغلوا بضلالة التصنيف
... وصدق الأئمة الهداة : إن رمي العلماء بالنقائص وتصنيفهم البائس من البينات فتـح
باب زندقة مكشوفة . ويا لله كم صدت هذه الفتنة العمياء عن الوقوف في وجه المد
الإلحادي، والمد الطرقي، والعبث الأخلاقي، وإعطاء الفرصة لهم في استباحة أخلاقيات
العباد، وتأجيـج سبل الفساد والإفساد إلى آخر ما تجره هذه المكيدة المهينة من
جنايات على الدين، وعلى علمائه، وعلى الأمة وعلى ولاة أمرها، وبالجملة فهي فتنة مضلة،
والقائم بها (مفتون) و (منشق) عن جماعة المسلمين ) [
ص 28 / 29 ] .
و قال : ( وبعد الإشارة إلى آثار (المنشقين)
وغوائل تصنيفهم فإنك لو سألت الجراح عن مستنده وبينته على هذا التصنيف الذي يصك به
العباد صك الجندل ، لأفلت يديه يقلب كفيه ، متلعثماً اليوم بما برع به لسانه
بالأمس ، ولوجدت نهاية ما لديه من بينات هي : وساوس غامضة ، وانفعالات متوترة ،
وحسد قاطع ، وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث، وبناء على الزعم ، وبئس مطية
الرجل زعموا . فالمنشق يشيد الأحكام على هذه الأوهام المنهارة والظنون المرجوحة ،
ومتى كانت أساساً تبنى عليه الأحكام(1) ؟؟ ومن آحادهم السخيفة التي يأتمرون ويلتقون
عليها للتصنيف :
* فلان يترحم على فلان وهو من الفرقة الفلانية ؟!!
فانظر كيف يتـحجرون رحمة الله ، ويقعون في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم
في الجنة ، إضافة إلى التصنيف بالإثم .
* إنه يذكر فلاناً في الدرس وينقل عنه !!
والذي تـحرر لي أن العلماء لا ينقلون عن أهل الأهواء المغلظة ، والبدع
الكبرى – المكفرة – ولا عن صاحب هوى أو بدعة في بدعته ، ولا متظاهر ببدعة متسافه
بها ، داعية إليها . وما دون ذلك ينقلون عنهم على الجادة أي:على سبيل الاعتبار،
كالشأن في سياق الشواهد والمتابعات في المرويات .
ومن مستندات ( المنشقين ) الجراحين : تتبع العثرات وتلمس الزلات
والهفوات ، فيـجرح بالخطأ ويُتبع العالم بالزلة ، ولا تُغفَر له هفوة ، وهذا منهج
مُرْدٍ ، فمن ذا الذي سلم من الخطأ غير أنبياء الله ورسله ؟ وكم لبعض المشاهير من
العلماء من زلات ، لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير الكثير
.
من
ذا الذي ما ساء قط ؟ ***** ومن له الحسنى فقط ؟
ولو أُخِذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ،
ولصرنا مثل دودة القز تطوي بنفسها على نفسها حتى تموت !! وانظر ما ثبت في الصحيـحين
عن جابر رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل
أهله ليلاً يتخونهم أو يلتمس عثراتهم " ، هذا وهم أهل بيت الرجل وخاصته فكيف
بغيرهم ؟ وما شُرِع أدب الاستئذان وما يتبعه من تـحسيس أهل البيت بدخول الداخل إلا
للبعد عن الوقوع على العثرات فكيف بتتبعها ؟!!
ومن طرائقهم : ترتيب سوء الظن وحمل التصرفات قولاً وفعلاً على محامل
السوء والشكوك ، ومنه التناوش من مكان بعيد لحمل الكلام على محامل السوء بعد بذل
الهم القاطع للترصد والتربص ، والفرح العظيم بأنه وجد على فلان كذا وعلى فلان كذا
، ومتى صار من دين الله فرح المسلم بمقارفة أخيه المسلم للآثام ؟! ألا إن هذا
التصيد داء خبيث ، متى ما تمكن من نفس أطفأ ما فيها من نور الإيمان وصيَّر القلب
خراباً يباباً ، يستقبل الأهواء والشهوات ويفرزها نعوذ بالله من الخذلان ) [ ص30 – 32 ]
و قال : ( ومن هذا العرض يتبين أن ظاهرة
التصنيف تسري بدون مقومات مقبولة شرعاً فهي مبنية على دعوى مجردة من الدليل
...حينئذ يأتي السؤال : ما هي الأسباب الداعية إلى شهوة التجريـح بلا دليل ؟
والجواب : أن الدافع لا يخلو : إما أن يكون الدافع ( عداوة عقدية في حسبانه ) فهذا
لأرباب التوجهات الفكرية والعقدية المخالفة للإسلام الصحيـح في إطار السلف ،
وهؤلاء هم الذين ألقوا بذور هذه الظاهرة في ناشئتنا .... ولهذا كثرت أسئلتهم عن
فلان وفلان ثم تنزلت بهم الحال إلى الوقوع فيهم . وكأن ابن القيم رحمه الله تعالى
شاهد عيان لما يـجري في عصرنا إذ يقول(1) : " ومن العجب أن الإنسان
يهون عليه التـحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن
النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التـحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار إليه
بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل
بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ! وكم ترى من رجل متورع عن
الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول" انتهى .
أو يكون الدافع ( داء الحسد والبغي والغيرة ) وهي أشد ما تكون بين
المنتسبين إلى الخير والعلم ، فإذا رأى المغبون في حظه من هبوط منزلته الاعتبارية
في قلوب الناس وجفولهم عنه بجانب ما كتب الله لأحد أقرانه من نعمة – هو منها محروم
– من القبول في الأرض ، وانتشار الذكر ، والتفاف الطلاب حوله، أخذ بتوهين حاله ،
وذمِّه بما يشبه المدح : فلان كذا إلا أنه ....!
... ومن
هنا تبتهج النفس بدقة نظر النُّقَّد ؛ إذ صرفوا النظر عما سبيله كذلك من تقادح
الأقران ، ولهذا تتابعت كلمات السلف كما روى بعضاً منها ابن عبد البر رحمه الله تعالى
بأسانيده في جامعه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ومالك بن دينار ، وأبي حازم رحمهم
الله تعالى ، ومنها : " خذوا العلم حيث وجدتم ، ولا تـقـبلوا قول الفقـهاء
بعـضهم على بعـض ، فإنـهم يتغـايرون تغـاير التيوس في الزريبة !! " ) [ ص 32 – 35 ] .
و قال : ( وإذا كانت هذه الظاهرة مع شيوعها
وانتشارها واهية السند ، فمن هو الذي تولى كبرها، ونفخ في كيرها ، وسعى في الأرض
فساداً بنشرها ، وتـحريك الفتن بها ، والتـحريش بواسطتها ؟؟! والجواب : هم أرباب
تلك الدوافع ، ولا تبتعد فتبتئس ، وخلِّ عنك التـحذلق والفجور ، نعوذ بالله من
أمراض القلوب . والنفس لا تتقطع حسرات هنا ، فإن من في قلبه نوع هوى وبدعة ، قد
عُرِفَت هذه الفعلات من جادتهم التي يتوارثونها على مدى التاريخ ، وتوالي العُصُر
، وقد نبه على مكايدهم العلماء، وحذَّروا الأغرار من الاغترار ) [ ص 38 – 39 ] .
و قال : ( ولكن بلية لا لعاً لها، وفتنة وقى
الله شرها حين سرت في عصرنا ظاهرة
الشغب هذه إلى من شاء الله من المنتسبين إلى السنة ودعوى نصرتها، فاتخذوا (التصنيف
بالتجريـح) ديناً وديدناً فصاروا إلباً على أقرانهم من أهل السنة ، وحرباً على
رؤوسهم وعظمائهم، يُلحِقونهم الأوصاف المرذولة، وينبزونهم بالألقاب المستشنعة
المهزولة ، حتى بلغت بهم الحال أن فاهوا بقولتهم عن إخوانهم في الاعتقاد والسنة
والأثر: (هم أضر من اليهود والنصارى !!)
و( فلان زنديق! ) وتعاموا عن كل ما يـجتاب ديار
المسلمين، ويخترق آفاقهم من الكفر والشرك، والزندقة والإلحاد، وفتـح سبل الإفساد
والفساد، وما يفد في كل صباح ومساء من مغريات وشهوات، وأدواء وشبهات تنتج تكفير
الأمة وتفسيقها، وإخراجها نشأ آخر منسلخاً من دينه، وخلقه.
وهنا ومن هذا الانشقاق تشفى المخالف بواسطة ( المنشقين ) ، ووصل العدو
من طريقهم ، وجندوهم للتفريق من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، وانفضَّ بعضٌ عن
العلماء ، والالتفاف حولهم ، ووهنوا حالهم ، وزهدوا الناس في علمهم .
وبهؤلاء (المنشقين) آل أمر طلائع الأمة وشبابها إلى أوزاع وأشتات ،
وفرق وأحزاب ، وركض وراء السراب ، وضياع في المنهج ، والقدوة ، وما نــجا من
غمرتها إلا من صحِبه التوفيق ، وعمر الإيمان قلبه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة حسبما نعلم يوجد في المنتسبين
إليهم ممن يشاقهم، ويـجند نفسه لمثافنتهم،
ويتوسد ذراع الهم لإطفاء جذوتهم، والوقوف في طريق دعوتهم، وإطلاق العنان للسان يفري
في أعراض الدعاة ويلقي في طريقهم العوائق في ( عصبية طائشة ) .
فلو رأيتهم مساكين يرثى لحالهم وضياعهم لأدركتَ فيهم الخفة والطيش في
أحلام طير ، وهذا شأن من يخفق على غير قاعدة ، ولو حاججتَ الواحد منهم لما رأيتَ
عنده إلا قطعة من الحماس يتدثر بها على غير بصيرة ، فيصل إلى عقول السذج من باب
هذه الظاهرة : الغيرة . نصرة السنة . وحدة الأمة.. وهم أول من يضع رأس المعول
لهدمها ، وتمزيق شملها .
لكن مما يطمئن القلوب أن هذه ( وعكة ) مصيرها إلى الاضمحلال ، و (
لوثة وافدة ) تنطفي عن قريب ، وعودة ( المنشقين ) إلى جماعة المسلمين أن تعلم :
أن هذا التبدد يعيش في أفراد بلا أتباع ، وصدق الله : ( وما للظالمين
من أنصار ) ... وأن هؤلاء الأفراد يعيشون بلا قضية . وأن جولانهم هو من فزع وثبة الانشقاق ؛ ولهذا
تلمس فيهم زعارة وقلة توفيق . فلا بد بإذن الله تعالى أن تخبوا هذه اللوثة ويتقلص ظلها
، وتنكتم أنفاسها ، ويعود ( المنشق ) تائباً إلى صف جماعة المسلمين ، تالياً قول
الله تعالى : { رب نــجني من القوم الظالمين } ) [ ص 39 – 41 ].
و قال في رسالته إلى محترف التصنيف : ( ... حفلت
الشريعة بنصوص الوعيد لمن ظَلَمَ واعتدى تنذر بعمومها محترفي التصنيف ظلماً
وعدواناً ، وظناً وبهتاناً ، وتـحريشاً وإيذاءً ... والظالم لا يفلح ، وليس له من
أنصار ، والله لا يـحب الظالمين ولا يهديهم ، وليس للظالم من ولي ولا نصير ،
ودائماً في ضلال مبين ، وفي زيادة خسارة وتباب ، وعليه اللعنة ، وللظالم سوء
العاقبة، وقُطع دابره ، والظالم وإن قوي فإن القوة لله جميعاً ، ولا عدوان إلا على
الظالمين ... وللظالم من الوعيد يوم القيامة : الوعيد بالنار ، وبويل ، وبعذاب
كبير ، وسيعض على يديه ، وسيـجد ما عمل حاضراً ولا يظلم ربك أحداً، وتجريـح الناس
وتصنيفهم بغير حق شعبة من شعب الظلم ، فهو من كبائر الذنوب والمعاصي ، فاحذر سلوك
جادَّةٍ يمسك منها عذاب ) [ ص 48 – 52 ] . ثم ذكر عدداً من
الأحاديث في الظلم وعاقبة الظالم يوم القيامة ثم قال : ( فيا
محترف الوقيعة في أعراض العلماء اعلم أنك بهذه المشاقة قد خرقت حرمة الاعتقاد
الواجب في موالاة علماء الإسلام ، قال الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان معتقد أهل
السنة في ذلك(1) : "وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين – أهل
الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر– لا يُذكَرون إلا بالجميل ، ومن ذكرهم بسوء فهو
على غير سبيل " ) [ ص 53 ] .
وقال : ( وإني أقول : إن تـحرُّك هؤلاء الذين
يـجولون في أعراض العلماء اليوم سوف يـجرُّون
غداً شباب الأمة إلى مرحلتهم الثانية(2) : الوقيعة في أعراض الولاة من أهل السنة ) [ ص
54 ] .
و قال في رسالته إلى من رُمِـيَ بالتصنيف ظلماً :
( اتل ما أوحى إليك نبيك صلى الله عليه وسلم : [ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل
من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ] ... وهذه سنة من الله ماضية لكل من سلك
سبيلهم واقتفى أثرهم ، ألم تَرَ سير الصحابة والتابعين وأتباعهم في كل عصر ومصر
إلى عصرنا الحزين كيف يقاومهم المبطلون ، ويشنع عليهم المبَطَّنون ؟! ) [ ص 61 ] .
ثم ذكر الشيخ حفظه الله عدداً من العلماء الذين
ألصِقَت فيهم تهم هم منها براء كالتشيع والنصب والتجهم والخروج ومعاداة الأولياء
والتنطع في الدين والاعتزال والإرجاء وغير ذلك ، ثم قال في وصيته لمن طعن فيه
الناس ورموه بالتصنيف ظلماً :
( .. وعليه فألقِ سمعك للنصائح الآتية :
استمسك بما أنت عليه من الحق المبين ، من أنوار الوحيين الشريفين ،
وسلوك جادة السلف الصالحين ، ولا يـحركك تهيـج ( المرجفين ) وتباين أقوالهم فيك عن
موقفك فتضل ...
لا تبتئس بما يقولون ، ولا تـحزن بما يفعـلون ، وخذ بوصية الله سبحانه
لعبده ولنبيه نـوح عليه السلام : [ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد
آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ] ...
3. ولا يثنك هذا
(الإرجاف) عن موقفك الحق ، وأنت داعٍ إلى الله على بصيرة ، فالثبات الثبات متوكلاً على مولاك ، والله يتولى الصالحين
، قال الله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا
أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل } .
4. ليكن في سيرتك وسريرتك
من النقاء والصفاء والشفقة على الخلق ما يـحملك على استيعاب الآخرين ، وكظم الغيظ
، والإعراض عن عِرض من وقع فيك ، ولا تُشغِل نفسك بذكره واستعمل " العزلة
الشعورية " ، فهذا غاية في نبل النفس وصفاء المعدن ، وخلق المسلم . وأنت
بهذا كأنما تُسِفُّ الظالم الملّ، والأمور مرهونة بحقائقها ، أما
الزبد فيذهب جفاءً ) [ص 70 – 72].
مختارات
من كلام
فضيلة الشيخ محمد حسان
عن ظاهرة
التصنيف والطعن في العلماء
قال الشيخ محمد حسان حفظه الله :
( أنا قلت قبل كذا : طلبة العلم ينشغلوا بطلب العلم وينشغلوا بجهاد
النفس وبتصليـح أمراض القلوب ، يعني لا
زلت أرجو أن شبابنا المبتدئ أو الذي قطع شوطاً من أشواط العلم لا ينشغل بقضايا الحكم
على الأشخاص و تجريـح الآخرين ... )
[ ثم قال ] :
( ... فأصبحت قضية الولاء والبراء الآن يا إخواننا تعقد لأشخاص ، وأنا
مش عاوز شبابنا على الإطلاق يعني يقع في هذا ، أنا أنصحك بكل قلبي ، أنا عاوزك
تنشغل بربك ، أنت لك ثلاث سنين أو أربعة سنين أو خمس سنين كل قضيتك : إيه رأيك في
فلان وفلان وفلان وفلان ؟ طيب يا أخي أنا أسألك ، أسألك بالله ، أنت لك أربعة سنين
بتسأل في المسألة دي ، الأربع سنين دول حفظت فيهم كم جزء من القرآن ؟أسألك بالله
حفظت كم جزء ؟ حفظت كم حديث ؟ صليت كم ركعة لله بالليل كل ليلة في السنين الفاتت
دي ؟ القضية دي شاغلاك أوي للدرجة دي يعني إيه؟ إنت لو فتشت وأخلصت حتلاقيها مسائل
هوى .. هوى في كثير من القلوب ، مش مسائل دين، و[ هي ] مسائل شخصية ، يعني تصور
مثلاً إخواننا الباعتين لي [ الذين أرسلوا لي ] وزعلانين جداً علي وبتـكـلموا كلام
شديد ، وأنا قلت لكم قبل كدة أقسم بالله يا إخواننا أنا ما بزعل ، يعني حينما يسيء
إلي بعض إخواننا ، شوف أنا بقول : بعض إخواننا ، ما زلت أُفضِّل .. لا، لن أسيء
الأدب معهم أبداً إن شاء الله ، أبداً ، لن أسيء الأدب مع إخواننا .
أخ مصور لي ورقة من كتاب من كتب أحد إخوانَّا ، شوف أنا بقول أحد
إخوانا ، ولا زلت أعترف له بأخوته ، ويقول بأن محمد حسان وسفر
الحوالي وسلمان العودة ومحمد حسين يعقوب والدكتور محمد العريفي وعائض القرني ،
كل المشايخ دول هؤلاء أهل بدع !! إحنا أهل بدع !! ليه يا اخوانا ليه ؟ وجايبين لي أخ مصور لي صور ورق من على موقع ..
مش حاأذكر اسم الموقع على شبكة الإنترنت برضو : ( محمد حسان رجل مبتدع ) ، ليه يا
أخي بس ليه ؟ أنا أكره البدع وما نذرت نفسي إلا لتأصيل التوحيد والسنة ، مش بدافع
عشان حدّ يعني، لا ، أنا بفضل الله ما تعنيني ، بس أنا ما بتكلم إلا عشان شبابنا ،
إنما أنا .. أنا في الطين ، القضية مش قضية شخصي أنا ، لا ، ما تكلمت في هذه
القضية الآن إلا عشان خاطر شبابنا، عشان الشباب مفتون الآن في فتنة ، اللي مزعلني
أن بعض الشباب يقولوا نـحن الآن بقينا في فتنة ، نعمل إيه ، بقيتوا في فتنة ؟ يا
خبر أبيض !! دي اللي زعلتني أوي ،الآن بقيتوا في فتنة ؟ كأن إنت بعد عشر سنين جاي
تقول : أنا في فتنة مش عارف أصدق مين ؟ ياه ، دي زعلتني أوي ، جرحتني أوي ، معقول
!! بالسهولة كدة ؟ تتناسى التأصيل اللي المشايخ دول عملوه عشر سنين أو خمسطاشر سنة
تتعلم على يديهم هنا ، بعد عشر سنين جاي تقول : الشباب وقع في حيرة ؟!! ياه ! ده
كلام خطير ! إيه بدعتي ؟! أنا مش حتكلم عن إخوانا ، بدعتي أنا إيه ؟ إنني اتكلمت
في يوم ، يعني إنت لك عشر سنين بتسمع مني ، أستـحلفك بالله : ممكن أكون ذكرت اسم
سيد قطب كم مرة ؟ مرات قليلة جداً ، جداً، مش بقول كده والعياذ بالله أنني واقع في
مصيبة أو كارثة ، لا ، دا كل اللي البدعة بتاعتي أنني ذكرت سيد قطب رحمه الله وقلت
: (رحمه الله) !! كارثة ! بقيت مبتدع ! ليه يا اخوانا كده ؟ يا اخوانا اللي بنقوله
لكم ده كلام العلماء الكبار ، وعمرنا ما بنقول حاجة إلا لما يكون لنا فيها سلف ،
مش معنى كده أنو أنا عاوز أتكلم الكلمتين دول عشان بدافع عن سيد قطب رحمه الله ،
لا ، مش هو ده الهدف ، وشرف لي أن أدافع عن أي مسلم من الأحياء والأموات ، إنما
القضية الشباب الآن اللي واقع في مصيبة وفتنة كبيرة . يـجي الشاب يسألك : إيه رأيك
في سيد قطب ؟ إن أفتيتو باللي هو عاوزو تبقى أنت الشيخ ، وإن أفتيتو بما تدين به
الله من العدل والإنصاف يخسف بك الأرض ، ويطلع يقول لك : مش ممكن ، دا مبتدع وضلالي وأعدى أعداء السلفية
و .. إيه يا عمي ؟!!
بسرعة كده عشان ما أطولش عليك عشان أبين لك أن القضية – قضية سيد قطب –
مش قضية ولاء وبراء توالي وتعادي وتعقد عقد الولاء والبراء على سيد قطب أو على
غيره ، إطلاقاً .
سيد قطب الناس انقسموا فيه لثلاث أقسام :
قسم : غالى وجعل سيد قطب إماماً لا يخطئ ، وجعل كل أحكامه صحيـحة لا
تخطئ ، وهذا إفراط .
القسم الآخر : خسف بسيد قطب الأرض ، وسبه ، بل ومنهم من كفره . كل
كلمة أنا عارف أنا بقول إيه ، ومش حا أذكر أسماء عشان ما نــجرحش ، ما أنا بقول
بلاش تجريـح فمش عاوز أنا أقع في التجريـح ، اللي هو التجريـح والتفنيش يعني ،
يفنشك يديك الكرت الأحمر يطلعك خالص من السلفية ، وأنا مش عارف يعني مين اللي يدي
لنفسه الحق يخلي نفسه بواب ، حارس للسلفية ، واقف على البوابة ، إنت ادخل تبقى
سلفي وإنت اطلع بره ما تبآش سلفي !! مين اللي يديك الحق دا يا أخي ؟! شيء غريب
جداً !! فأنا بقول يا اخوانا القسم الثاني قسم كفر سيد قطب ، كفره خالص ، مبتدع
وضلالي و .. و.. و.. والكلام ده كله وفي الآخر منهم من كفره .
القسم الثالث : دا القسم الوسط ، دول العلماء ، دول العلماء يا اخوانا
، العلماء ؟ آه ، العلماء الربانيون المنصفون المخلصون ، الذين لم يظلموا الرجل ،
وفي نفس الوقت بينوا قدر الرجل ، وقالوا : له أخطاؤه التي تخالف القرآن والسنة
بفهم سلف الأمة ولا ينبغي أبداً لمسلم أن يأخذ بها ، وله كلام جيد وافق فيه الحق
فعلينا أن نقبله ، دا كلام العلماء ، طيب خلي بالك كده : إيه رأيك لو قلت لك دي
الوقت : سيد قطب جدد الإسلام في قلوب الشباب ؟
لو أنا قلت اللفظة دي ، لو محمد حسان [ يعني نفسه ] قال اللفظة دي ؟
حا تجي ثاني يوم مش على موقع بقى كده ، لا ، على كل المواقع : محمد حسان المبتدع
الضال بيقول : سيد قطب جدد الإسلام في قلوب الشباب ، طيب .. إيه رأيك أن الكلمة
اللي أنا قلتها دي كلمة شيخنا وإمامنا وعالم العصر ومحدث الزمان وبركة الأيام
الألباني ؟ تصدق دي ؟ جبت لك الكتاب بأصله عشان ما تقوليش الشيخ بيـجيب الكلام ده
من إين ؟ كتاب : ( حياة الألباني ) للشيخ محمد الشيباني ، جزأين ، اسمع بس عشان
تشوف الألباني ..
يقدر حدِّ من دول يفتـح بؤه يقول الشيخ الألباني مبتدع ؟ يقدر ؟ ما
يقدرش . ( حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه ) تصنيف محمد بن إبراهيم
الشيباني ، الجزء الأول ، صفحة كم يا مولانا ؟ حاضر ، عشان أقول لكم الكلام اللي
بنقولوا دا يا اخوانا مش كلامنا احنَ ، كلام أهل العلم اللي احنا اتربينا على
ايديهم ، بس الحمد لله يعني الواحد مش محتاج يتسلق ويقول : أنا درست عند الشيخ
الألباني كم شهر ، وعند الشيخ ابن باز كم شهر . ما بحبش المسألة دي ، يا أخي
إخلاصك وعلمك يزكيك ، إذا ما كانش في إخلاص وعلم والله ما حا يزكيك أحد ، بل الله
يزكي من يشاء )
[ثم نقل الشيخ محمد حسان حفظه الله كلام الإمام الألباني في هذه
المذكرة وسيأتي إن شاء الله]
ثم قال الشيخ محمد حسان :
( ولما قلت لإخوانا واحنا
في أمريكا ، وهي الجلسة دي اللي قلَّبت علي المواجع ، مش حفصَّل ، لما قلت لهم
واحنا في أمريكا : يا جماعة ، يا مشايخنا ، الكلام اللي إنتو بتقولوه ده ، ده كلام
مشايخنا ؟! ده كلام الشيخ ناصر؟ [ يقصد الألباني ] ده كلام الشيخ عبد العزيز ؟ ده
مش كلامهم يا جماعة والشيخ أبو إسحاق مازال حياً يرزق ، والشيخ محمد صفوت رحمه
الله ، وكنا جالسين كلنا ، قلت لهم يا جماعة ده مش كلام علمائنا ، يا جماعة راجعوا
فتاوى اللجنة الدائمة ، يا جماعة راجعوا كلام الشيخ ناصر ، واسمعوا شريط الشيخ
ناصر رحمه الله اللي اتكلم فيه عن سيد قطب واللي اتكلم فيه عن الجماعات واللي
اتكلم فيه عن سفر وسلمان وغيرهم ، اسمعوه ، ده كلام علمائنا غير كده ، غير اللي
إنتو بتقولوه ، ما حدش سبقكم للتأصيل ده ) .
[ ثم قرأ الشيخ محمد حسان فتوى اللجنة الدائمة في الجماعات الإسلامية ،
ثم علق بقوله ] :
( لما قلنا العبارة دي !! يا خبر أبيض ! هاجوا علينا بطريقة بشعة ،
بشعة ، وقالوا : ده الشيخ يعني عاوزها هيصة ، عاوز يـجمع على الهيصة . مع أني قلت
يا إخواننا مليون مرة : ( إننا ندعو إلى وحدة الصف ، ولكننا لا نريدها وحدة تجمع
شتاتاً متناقضاً على غير حقٍ واتباعٍ وهدى ، فإن وحدتنا على غير الكتاب و السنة
بفهم سلف الأمة تفرق ولا تجمع ، وتجرح ولا تضمد ) دا كلامنا احنا من عشرات السنين
، راجع كم خطبة ليَّ ، كثير جداً اتكلمت
في المسألة دي ألف مرة ، ومع ذلك بهدلونا بهدلة لما قلنا إن الجماعات دي فيها حق
وباطل ، وفيها خطأ وصواب ، ونتعاون فيما بيننا ، وننصر ونتناصح ، ونتبادل ، وبلاش
فرقة وبلاش نزاع ، وبلاش خلاف ، وعاوزين ما يبآش الخلاف خلاف تضاد ، نـخليه خلاف
تنوع ، .. يا خبر أبيض ! بهدلونا بهدلة ، بشعة ، بشعة ، وأنا كنت خلاص ، أنا
والشيخ أبو إسحاق أقول : حسبنا الله ونعم الوكيل نفوض الأمر لله وأسأل الله أن
يصلح إخواننا وخلاص ، إنما القضية الآن بقت خطيرة لأنها الآن انعكست على الشباب ،
وبدأ الشباب يقول لك : دا المشايخ بتوعكو [ مشايخكم ] مشايخ مبتدعة ، وناس ضلاَّل )
.
[ وقال ] :
( يقوم يطلع لي شاب صغير لسه لحيته ما نبتتش ، ما يقدر يفرق بين
المجمل والمبين ولا العام ولا الخاص ولا الناسخ ولا المنسوخ ، ولا حافظ خمس أجزاء
من القرآن ، ويطلع أول ما يطلع ينطح في الكبار دول ؟!! ليه ؟! عاوز تسقط الرموز دي
في قلوب الناس ليه ؟!! إيه الهدف من أن نسقط هؤلاء الأفاضل ؟ فتنة تجيء لنا من
المدينة ، وتمر على الأردن ، وبعدين تجيء تعصف بنا في مصر ويتبناها بعض إخواننا
ويطيروها حتى في القرى والنــجوع ؟! ليه يا أخي ؟ ليه ما يسمعوش أبو إسحاق يا أخي
؟ ليه ما يسمعوش مصطفى العدوي ؟ ليه ما يسمعوش يعقوب ؟ ليه ما يسمعوش وحيد ؟ عبد
العظيم بدوي ؟ محمد إسماعيل؟ ليه ما يسمعوش الأفاضل دول ليه؟! ليه ما يسمعوش أهل
الفضل دول ؟ عندهم أخطاء ؟ الله ! هو في بشر على وجه الأرض عصم من الخطأ إلا محمد
[ صلى الله عليه وسلم ] ؟ ) ا.هـ
المرجع : شريط ( إلى غلاة التجريح ) للشيخ محمد حسان بتصرف يسير .
بيان
من سماحة
العلامة الوالد / عبد العزيز
بن عبد الله بن باز ( رحمه الله )
في من
يتكلمون في أعراض العلماء
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين أما
بعد:
فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان،
وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة
إلى التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من
عبادة غير الله ، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد .
وقد شاع في هذا العصر أن
كثيرا من المنتسبين إلى العلم والدعوة
إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين ويتكلمون في أعراض طلبة
العلم والدعاة والمحاضرين ، يفعلون ذلك سراً في مجالسهم ، وربما سجلوه في أشرطة
تنشر على الناس ، وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد وهذا المسلك
مخالف لما أمر الله به رسوله من جهات عديدة منها:
أولا: أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين ، بل خاصة الناس من طلبة العلم
والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية
الناس وإرشادهم وتصحيـح عقائدهم ومناهجهم ، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات،
وتأليف الكتب النافعة.
ثانياً: أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة
والبعد عن الشتات والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصة وأن الدعاة الذين
نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات والوقوف في
وجه الداعين إليها، وكشف خططهم وألاعيبهم، ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا
للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق او من أهل البدع والضلال.
ثالثاً: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم
من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة ، والكذب عليهم والتـحريض ضدهم
فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم
على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.
رابعاً: إن في ذلك إفسادا لقلوب العامة والخاصة ونشراً وترويـجاً للأكاذيب
والإشاعات الباطلة وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة وفتـح أبواب الشر على مصاريعها
لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث الشبه وإثارة الفتن ويـحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا.
خامساً: أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له وإنما هو من التوهمات التي
زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها وقد قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا
اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً... ) الآية
، والمؤمن ينبغي أن يـحمل كلام أخيه المسلم على أحسن المحامل وقد قال بعض السلف :
لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً.
سادساً: وما وجد من اجتهاد لبعض
العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب عليه
إذا كان أهلاً للاجتهاد فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يـجادله بالتي هي أحسن
حرصاً على الوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعاً لوساوس الشيطان وتـحريشه بين
المؤمنين، فإن لم يتيسر ذلك ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة
وألطف إشارة ، ودون تهجم أو تجريـح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض
عنه، ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها، وقد كان
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور: "ما بال أقوام قالوا كذا
وكذا"
فالذي أنصح به هؤلاء الأخوة
الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته
أيديهم ، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض
الشباب وشحنهم بالأحقاد والضغائن،
وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال، والكلام عن فلان وفلان، والبحث عما يعتبرونه أخطاء
للآخرين وتصيدها وتكلف ذلك.
كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوه
بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من
قولهم ، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد
وأن يـحذروا من التعجل في إطلاق التكفير أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها
أحدهما" متفق على صحته.
ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل
العلم أو غيرهم أن يرجعوا إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه ، ليبينوا لهم جلية
الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملا بقول الله
عز وجل في سورة النساء : (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو
ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله
عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً) .
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ويـجمع قلوبهم وأعمالهم
على التقوى وأن يوفق جميع علماء المسلمين وجميع دعاة الحق
لكل ما يرضيه وينفع عباده ، ويـجمع
كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
المرجع : مجموع الفتاوى والمقالات
المتنوعة ( 7 / 316 – 319 ) ويمكنك قراءته من خلال الرابط : http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=45
كلمة العلامة عبد العزيز بن
باز عن سلامة الصدر
في محاضرة للشيخ عائض القرني بعنوان ( لقاء الأحبة ) ألقى الشيخ عبد
العزيز بن باز كلمة بعنوان ( سلامة الصدر ) بعد كلمة الشيخ سلمان العودة بنفس
الموضوع ، بمشاركة الشيخ ناصر الزهراني والشيخ عوض القرني و الشاعر عبد الرحمن
العشماوي
كلمة الشيخ عبد العزيز بن
باز رحمه الله :
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ، أما
بعد : فلا شك أن ما قاله أخونا الفاضل الشيخ: سلمان العودة فيما
يـجب على المسلمين من الدعوة إلى الله والتعليم والإرشاد والنصح لله ولعباده يرجع
الأمر أنه أمر لازم والناس في أشد الحاجة إليه، العالم في أشد الحاجة إلى التعليم
والتوجيه ؛ لأن علماء السنة قلوا واشتدت الغربة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدوركم، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء،
حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا
وأضلوا ) . فالواجب على أهل العلم أن يعتنوا بالدعوة إلى الله ، وأن يكونوا على بصيرة
مما يقولون ، على كل واحد أن يهتم بالعلم وأن يقول عن علم ، قال تعالى: ( قُلْ هَذِهِ
سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ) [يوسف:108] كل
واحد مسئول فليتق الله وليقل عن علم أينما
كان؛ في بلاده وفي غير بلاده، في السيارة، وفي الطائرة والقطار والسفينة والباخرة
وفي كل مكان، يتقي الله ويدعو إليه، ويرشد الناس إلى
الخير.
وعليه أن يكون سليم القلب من الغل على إخوانه وإن سمع شيئاً فليتق
الله وليصفح وليعفو؛ لأن هذا أقرب للتقوى، وأقرب لجمع القلوب، وأقرب إلى الصلاح
بين الجميع والتعاون، وليكون قلبه سليماً من كل ما يخالف شرع الله ؛ من اتباع هوىً
، ومن غلٍ على مسلم ، ومن حسد لآخر ، ومن دعوة إلى غير الله عز وجل، ويكون قلبه سليماً
من كل إرادة تخالف شرع الله ، ومن كل عمل يخالف شرع الله ، ومن كل قول يخالف شرع
الله ، ومن كل هدف يخالف شرع الله ، أن يكون هدفه وجهوده وأعماله وأقواله كلها في تـحقيق
ما شرعه الله وفي الدعوة إليه، وفي التـحذير من خلافه ؛ هذا هو طريق النــجاة والسلامة،
وبذلك نرضي الله وننفع المسلمين وتكثر أحبابه وإخوانه وينتفعون به . نسأل الله
للجميع التوفيق والهداية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.
والمصدر للمحاضرة كاملة :
أناس يدعون أنهم من السلفية و
شغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء
( فتوى اللجنة الدائمة )
فتوى رقم (16873) و تاريخ 12 /2 / 1415 هـ
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي
بعده .. و بعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى
سماحة المفتي العام من المستفتي / محمد بن حسن آل ذبيان ، و المحال إلى اللجنة من
الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم ( 3134 ) وتاريخ 7 /7/ 1414 هـ
و قد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه :
( نسمع ونــجد أناساً يدعون أنهم من السلفية ، وشغلهم الشاغل هو الطعن
في العلماء و اتهامهم بالابتداع وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا
لهذا ، ويقولون نـحن سلفية ، والسؤال يـحفظكم الله: ما هو مفهوم السلفية الصحيـح،
وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة ؟ و جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير
الجزاء إنه سميع الدعاء ) .
و بعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه:
إذا كان الحال كما ذكر فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع
واتهامهم مسلك مردٍ ليس من طريقة سلف هذه الأمة و خيارها، وإن جادة السلف الصالح
هي الدعوة إلى الكتاب و السنة ، وإلى ما كان عليه سلف
هذه الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان بالحكمة و الموعظة
الحسنة و الجدال بالتي هي أحسن مع جهاد النفس على العمل
بما يدعو إليه العبد ، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من
الدعوة إلى الاجتماع و التعاون على الخير، و جمع كلمة المسلمين على الحق، و البعد
عن الفرقة و أسبابها من التشاحن و التباغض و التـحاسد، و الكف عن الوقوع في أعراض
المسلمين ، ورميهم بالظنون الكاذبة و نـحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين
و جعلهم شيعاً و أحزاباً يلعن بعضهم بعضا، و يضرب بعضهم رقاب بعض ، قال الله تعالى
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء
فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكـم منها
كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون
بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون . و لا تكونوا ....... )
و ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا ترجعوا بعدي كفاراً
يضرب بعضكم رقاب بعض ) والآيات و الأحاديث في ذم التفرق و أسبابه كثيرة .
و لهذا فإن حماية أعراض
المسلمين و صيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام ، فيـحرم هتكها ، والوقوع
فيها، و تشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء ، ومَن عَظُم نفعه للمسلمين
منهم ، لِما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم، ومنها أن الله سبحانه وتعالى
ذكرهم شهداء على توحيده فقال تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و
أولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )
والوقوع في العلماء بغير حق تبديعاً و
تفسيقاً و تنقصاً، وتزهيداً فيهم كل هذا من أعظم الظلم و الإثم
وهو من أسباب الفتن، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يـحملونه
من الخير و الهدى .
وهذا يعود بالضرر العظيم
على انتشار الشرع المطهر، لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول. و هذا فيه شبه من
طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء ، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم
شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله ،
فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به.
فالواجب على المسلم
التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه ، وأن يكف لسانه عن البذاءة والوقوع في أعراض
العلماء ، والتوبة إلى الله من ذلك والتخلص من مظالم العباد ، ولكن إذا حصل خطأ من
العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم، و الواجب في معرفة
الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم و الدين و صحة الاعتقاد، و
أن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر.
وبالله التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم .
|
تقديم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
لكتاب الشيخ ناصر العمر :
( لحوم العلماء مسمومة )
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .. أما بعد :
فقد اطلعت على
الرسالة القيمة التي جمعها الأخ في الله الشيخ العلامة " ناصر بن
سليمان العمر " بعنوان: (لحوم العلماء مسمومة) فألفيتها رسالة قيمة قد أجاد
فيها وأفاد ونقل فيها من الأدلة الشرعية وكلام أهل العلم ما يشفي ويكفي في التـحذير
من غيبة العلماء والوقوع في أعراضهم فجزاه الله خيراً وضاعف مثوبته .
وإن نصيـحتي لطلبة
العلم بأن يقرؤوها ويستفيدوا منها وأن يـحفظوا ألسنتهم من الغيبة لإخوانهم في الله
عامة ومن الغيبة لأهل العلم بصفة خاصة عملاً بقول الله عز وجل ( وَلا يَغْتَبْ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) (الحجرات: من الآية12) واتقاء لما في الغيبة من الشر العظيم
والعواقب الوخيمة ولا يستثنى من ذلك إلا ما دلت الأدلة على استثنائه وهي أمور ستة
جمعها بعضهم في بيتين فقال:
الــذم ليس بغيبــة فــي سـتة *** متظلـــم
ومعـــرف ومحــذر
ولمظهــر فسـقا ومسـتفت ومـن *** طلـب الإعانـة فـي إزالـة منكــر
وفقني الله وجميع المسلمين لما فيه رضاه وأعاذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله.
ولمظهــر فسـقا ومسـتفت ومـن *** طلـب الإعانـة فـي إزالـة منكــر
وفقني الله وجميع المسلمين لما فيه رضاه وأعاذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام
لإدارات
البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
هؤلاء الذين يضيقون معنى السلفية ولا يقبلون التوبة
الشيخ عبد الله المطلق
( يا أحبابي هؤلاء الذين يضيّقون معنى السلفية والذين يأخذون بالظِنّة والذين لا يقبلون التوبة والذين لا
يناقشون الناس ولا ينشرون الخير هؤلاء يضرّون السلفية أكثر مما يـحسنون إليها ،
إنك لو نظرت إلى علماء من أهل السعودية
كم هم ؟ يريدون فقط ثلاثة أو أربعة علماء ، والباقين؟ هاه ؟ ليسوا من السلف ؟!! ذي
مصيبة عظيمة يا إخوان ، إنك إذا نظرت إلى علماء العالم الإسلامي الآن تجد أنهم عندهم في قوائم المنـحرفين ، إنك إذا
نظرت إلى علماء الأمّة الذين خدموا الدين ، أمثال ابن حجر والنووي وابن قدامة صاحب
المغني والكتب النافعة وابن عقيل وابن الجوزي وجدت أنهم عندهم مصنفون تصنيفات
يخرجونهم بها من السلفية لأنه وجد عليهم بعض الملاحظات ، هؤلاء الذين يضيّقون معنى
السلفية يسيئون للأمة إخوتي في الله ، ولذلك انظروا إلى سماحة الشيخ عبد العزيز
ابن باز رحمه الله وإلى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله وإلى سماحة المفتي الآن
الموجود ، كيف يتعاملون مع الناس ، كيف يـحسنون أخلاقهم ، كيف يستقبلون طلبة العلم ، كيف يـجلّون
العلماء لكن هل هذا المنهج موجود عند هؤلاء ؟ لا . هؤلاء ليسوا راضين إلاّ عن
أعدادٍ قليلة معدودة على الأيدي من طلبة العلم ، الذين يشتغلون في مجالسهم بأكل
لحوم العلماء ، وأحياناً يـحمّلون كلامهم ما لا يتـحمل بل وأحيانا يكذبون عليهم ،
ليس في قاموسهم توبة ولا يقبلون لأحد أوبة ، يضيّقون هذا الدين ، يفرحون بخروج الناس
منه ولا يفرحون بقبول أعذار الناس وإدخالهم فيه ، ترى هذي مصيبة يا إخواني لو
ابتليت بها الأمة يمكن أن تكون السلفية في مكان محدود من هذه الجزيرة ، انظروا
إخوتي في الله إلى دماثة خلق الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين كيف
كانوا مفتين لجميع شباب العالم الإسلامي إن اختلفوا في أوروبا في أمريكا في
أفريقيا في اليابان في أندونيسيا في استراليا ، من يرضون حكماً ؟ من يرضون ؟
تجدهم يقبلون عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وفلان وفلان ، لكن هل يرضون مشايخ
هؤلاء ؟ هاه ؟ لا والله ما يرضونهم ، وهؤلاء لا يقبلونهم ، إن ما ينتهجه هؤلاء وفقهم
الله وهداهم يضيّق معنى السلفية وينفر الناس منها ، ويـجعل السلفية معنىً ضيّقا
محدوداً أغلب عمله تكفير الناس وتفسيقهم وجمع أخطائهم وتشويه سمعتهم والقدح في أعراضهم )
.
د . عبد الله
المطلق
عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية
المحاضرة بتاريخ : الأربعاء 19
شعبان 1424هـ
وعنوان : الفتن - أسبابها وعلاجها
المرجع :http://www.liveislam.com/archi/1424/shaban.htm
التكلم في الدعاة بحجة الجرح والتعديل
والبيان والوقيعة في أعراضهم
الشيخ عبد الله بن قعود
سئل العلامة عبد الله بن قعود رحمه الله :
أيضاً هنا سؤالان ملحقان بالسؤال الذي سلف، يقول السائل:
عندما تنصح فلاناً بأن عليه أن
يكف عن الحديث والقدح في فلان، فيقول: لا، كيف ولا بد من إظهار الباطل وإحقاق
الحق لئلا يغتر الناس..
وآخر يقول: كثر الكلام والاتهام في عقائد الدعاة والعلماء
بحجة بيان الحق لعامة الناس، والجرح والتعديل
فما هي الضوابط في الجرح والتعديل، وخاصة في شأن الدعاة والعلماء،
وخاصة في عقائدهم؟
فأجاب فضيلة الشيخ: عبد الله بن قعود رحمه الله :
( ومتى جاءنا هذا الكلام؟! هل طلع قبل عشر سنوات؟!
أو خمس سنوات؟! وبعض من يقول هذا لحاهم بيضاء الآن ،
أم لا؟ في الغالب على من يـحمل الفكرة هذه تجدهم في سني، أو قريباً مني في الستين
أو السبعين .. على كل حال الأمر يختلف ، إذا كان الإنسان على أمر مبتدَع ابتداع
كفري، ووراءه ناس مغترون به، وربما يسلكون مسلكه، فهذا ما فيه شك أنه يُبيَّن،
ويُوضَّح لهم .. أما إذا كان الأمر- كما أسلفت في كلمتي- فاضل ومفضول، وطريقة في
الدعوة كذا، وطريقة أو أساليب دعوة أو أساليب تعليم، أو غيرها ولم يكن هناك أمر
واضح ، فهذا لا يـجوز أن يُتتبع الناس به، ولا أن يـحذّروا
من الاستفادة من عالم، أو من صاحب معتقد سليم، أو من
داعية من الدعاة من أجل هذا الأمر.
الجرح والتعديل نفسه هذا في مجال حديث سيُبنى عليه حكم، خذ رجاله،
وبيِّن ما فيهم من جرح ومن تعديل، هذه طريقة معروفة في المصطلح.. لكن
الآن في الساحة خصوم للشباب ، وخصوم
للإسلاميين في كل مكان، وخصوم للملتزمين الحركيين، الذين ينادون بتطبيق حكم الله -
سبحانه وتعالى - ،
فيه خصوم في الجملة، نفس الآن .. الآن الذين لديهم بصيص من وعي، أو بصيص من تـحرك ،
أروح وأذهب وأسلط عليهم الألسن بحجة أن الجرح والتعديل هذا أمر لابد منه في مذهب
السلف؟!! نعم ، الجرح والتعديل مطلوب لكن
الآن أنت تنسى الحسنات، وتنسى الواقع، ولو جيت ما وجدت جرح يـجرح به أهل المصطلح،
في واحد ممن نعرف الآن إلا ما شاء الله إلا ما شاء
الله ، وتجي تآخذ أمور نظرية من مصطلح أن : ( هذا لابد منه، السلف يبينون الجرح
ويُقدمونه على التعديل ، السلف يقولون كذا..) !!! لكن هؤلاء ينبشون واحد ما روى
حديث، ولا هو في حديث ، وينبشونه ، وميت ، إلا وهو من أجل إخماد دعوته، أو إخماد
كتبه!! على كل حال نرجو الله أن يغفر لنا ولإخواننا ) .
وقال رحمه الله تعالى :
( ما تـحمدون الله أن هيأ لكم من يعبد الله ومن يقوم بواجب الدعوة ؟
أما تـحمدون الله أن وجد من أصلابكم ومن إخوانكم ومن بيئتكم ومن أمثالكم من يدعو
إلى الله ومن يـحمل الدعوة إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ يا إخواني
حسب التجربة قبل أربعين سنة ما نــجد هذه الوجوه ، تجد مجلس وما تجد ..!! الثوب
طويل ولا لحية حتى في المنتسبين للعلم ، وتجد الرجل يخطب المرأة ما يقال : هو يصلي
أو ما يصلي ؟ يعني أنت وين أمس هذه الألسن ما جاءتنا ؟!! [يقصد ألسنة الطاعنين في العلماء]
بالأمس
هناك الابتداع، المدينة
الابتداع فيها واضح ، يطاف بالقبر ويصرَخ بالشرك ، ويصرخ بالشرك أقولها ومستعد
أثبتها لو نوقشْتُ ، الآن ما سمعنا أصواتاً كهذه الأصوات !! هل سمعنا أصواتاً تندد بهذا؟ هل سمعنا أشرطة ؟ أليس
في المدينة في أيام المواسم يُصرَخ بالشرك في مسجد رسول الله ؟! والبدع كثيرة من
حوله ؟ والدنيا من حوله كذا ؟ وليش ما نسلط أضواءنا مجتمعين - أهل السنة - على
المبتدعة وعلى المخرفين وعلى أهل الطرق وعلى الذين أيضاً يـحفرون لنا ويشوهون وجه
إسلامنا ؟
نسلط
أضواءنا عليهم ، نبدأ بالأهم كما يقال قبل المهم ، اترك أنَّا مختلفين مع عمرو أو
زيد في أسلوب أو في مرجوح ، أو في بدعة ليست مكفرة ، نبدأ بمن هم أخطر وبمن هم
أولى وبمن هم .. وبمن هم..
فالكثير من مثل هؤلاء تربوا وعاشوا في مدينة
يصرخ فيها بالشرك في المواسم ويطاف بالقبر فيها ، طبعاً طواف مهوب بارز لكن طواف
يفهمه من يفهمه ، ولا سمعنا أشرطة ولا سمعنا خطب ولا سمعنا كتب أُلفت في هذا ولا
سمعنا .. ولا سمعنا ..
بل في بعض
الأحيان ربما ينال من الشباب من منبر الرسول ، نيل من الشباب في منبر الرسول عليه
الصلاة والسلام وشُوِّهوا وما سمعنا أحداً قال . )
المرجع : شريط ( وصايا للدعاة – الجزء الثاني) للشيخ العلامة عبد الله بن
قعود.
السلف حزب الله المفلح
والتسمي بـ : (السلفي) أو (الأثري) لا أصل
له
الشيخ صالح الفوزان
يقول [السائل]:
فضيلة
الشيخ وفقكم الله نسمع بعض الناس يقولون : لا يـجوز الانتساب إلى السلف، ويَعد
السلفية حزباً من الأحزاب القائمة في الوقت الحالي(1) فما رأيكم بهذا الكلام؟
فأجاب
فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
نعم السلف حزب الله ، السلف حزب ؛ لكنهم حزب الله .
الله -جل
وعلا- يقول : ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )
السلف انـحازوا
إلى الكتاب والسنة وإلى الصحابة فصاروا حزب الله، وأما من خالفهم فهم أحزاب ضالة
مخالفة .
الأحزاب
تختلف ، هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان، كما في آخر سورة ( المجادلة ) ، هناك
حزب الله ، وهناك حزب الشيطان .
فالأحزاب
تختلف فمن كان على منهج الكتاب والسنة ؛ فهو حزب الله ، ومن
كان على منهج الضلال؛ فهو حزب الشيطان
وأنت
تَخيّر، تكون من حزب الله ، أو تكون من حزب الشيطان! تَخيّر!!
ثم سُئل
حفظه الله : يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله :
بعض الناس
يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس ؟ أو هو موافـــق
للشـرع؟
فأجاب حفظه
الله :
المفروض أن
الإنسان يتبع الحق ، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به ، أما أنه يُسمى بـ (السلفي) أو (الأثري) أو ما أشبه ذلك
فلا داعي لهذا ، الله يعلم سبحانه وتعالى (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما
في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم) .
التسمي :
(سلفي) ، (أثري) أو ما أشبه ذلك، هذا لا أصل له ، نـحن ننظر إلى الحقيقة ، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى .
قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي (أثري) وما هو بأثري ، وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال إني أثري ولا سلفي .
فالنظر إلى الحقائق لا إلى المسميات ولا إلى
الدعاوى ، وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله سبحانه وتعالى .
لما قالت
الأعراب آمنا أنكر الله عليهم: ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) الله أنكر عليهم أنهم يصفون
أنفسهم بالإيمان ، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توُّهُم داخلين في الإسلام .
أعراب
جايين من البادية ، وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا.. أسلَموا دخلوا في
الإسلام ، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً
: (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) كلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع ، يعني سيدخل
الإيمان ، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس.
فلا حاجة
إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا.. أنا كذا ، عليك أن تطلب الحق
وتعمل به، تُصلح النية والله هو الذي يعلم سبحانه الحقائق.
العلامة صالح بن فوزان الفوزان
المطلوب اتباع السلف لا التـحزب
إلى مايسمى: (السلفيون)
الشيخ محمد بن عثيمين
قال العلامة ابن عثيمين رحمه
الله :
يُستفاد من قوله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي..
" أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة ؛ لا تنتمِ إلى حزب .
هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان :
خوارج ، معتزلة ، جهمية ، شيعة بل رافضة..
ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون ،
وسلفيون ، وتبليغيون ، وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار ، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين "
.
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون
مذهبهم مذهب السلف ، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين)
..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح ، لا التـحزب
إلى من يسمى (السلفيون).. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف ، وهناك حزب يُسمى (السلفيون)..
المطلوب إيش؟ اتباع السلف.
لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم
أقرب الفرق للصواب، لا شك.. لكن
مشكلتهم كغيرهم ، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً، ويُبدّعهم، ويُفسّقهم..
نـحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستـحقين،
لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة..
الواجب أن يـجتمع رؤساء هذه
الفرق، ويقولون بيننا كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله، فلنتـحاكم إليهما لا إلى
الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أو فلان .
كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة،
ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد النبي صلى
الله عليه وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛ إلا إلى طريق السلف
الصالح، بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والخلفاء الراشدين المهديين.
العلامة محمد
بن
صالح العثيمين رحمه الله
مأخوذ من
شرح الشيخ للأربعين النووية في آخر سنة من حياته رحمه الله
وانظره في كتاب ( شرح الأربعين
النووية ) له ، حديث رقم (28) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، ص ( 308 ، 309 ) .
هل يـجوز ذكر أسماء الدعاة إذا
أخطؤوا بالرد
عليهم في أشرطة ؟
الشيخ عبد العزيز بن باز
السؤال: هل يـجوز ذكر أسماء الدعاة إذا أخطؤوا في مسائل للرد عليهم
بأشرطة، وما هو أسلوب الرد هل هو التكلم فيهم وإخبار
الناس عنهم ليـحذروا كتبهم أم لا ؟
فأجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
إذا وجد خطأ يبين الخطأ بالدليل
مع الدعاء لصاحب الشريط : (كوفقه الله ، وسدد خطاه) . فيقال هذه الكلمة مثلاً:
منكرة، فيبين وجه الدليل، ودليلها كذا، ودليلها كذا، ولعله غفل عن هذا الشيء،
ولعله[كلمة غير واضحة]، يسأل العلماء في ذلك حتى يبين صاحب الشريط خطأه [كلمات غير
واضحة] ، يعرضها على أهل العلم قبل أن يسأل ، يسأل أهل العلم ويتفاهم مع
صاحب الشريط..
وإذا وجد خطأً ظاهراً بالدليل، وهو من أهل العلم ، يبينه بالدليل بالأسلوب الحسن ، وبالكلام الطيب لا بالعنف والشدة ولا بالتشهير الذي معناه أن فلاناً ما يصلح أن يؤخذ منه العلم، لا، بل يبين له خطؤه مع بيان أنه من أهل العلم .
ويؤخذ ما بيَّنه للناس من الأحكام الشرعية إلا ما قام الدليل على أنه
أخطأ فيه، فقد أخطأ مالك ، وأحمد وأبو حنيفة
، والشافعي والثوري وغيرهم ؛ ولهم أخطاء معلومة وما منع الناس أن يأخذوا منهم
علمهم الذي أصابوا فيه .
وما من عالم إلا وله أشياء غلط فيها، ورجع فيها إلى الصواب، أو ما فهم
الدليل فيها، ما فهمه الغير [كلام غير واضح] .
والتفريغ بالاستعانة بهذا
الرابط
http://audio.islamweb.net/islamweb/index.cfm?fuseaction=ReadContent&AudioID=15430
)
اتركوا الكلام في الناس فلان
حزبي فلان كذا
الشيخ صالح الفوزان
سائل يسأل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان .. وصوت السائل
غير واضح .
أجاب الشيخ : أنا أقول اتركوا الكلام في الناس اتركوا
الكلام في الناس ، فلان حزبي ، فلان كذا .
اتركوا الكلام في الناس ، ابذلوا النصيـحة وادعوا الناس إلى اجتماع
الكلمة ، وإلى تلقي العلم عن أهله ، وإلى الدراسة الصحيـحة
، إما دراسة دينية وهذه أحسن ، أو دراسة دنيوية تنفع نفسك وتنفع مجمتعك
، أما الاشتغال بالقيل والقال ، فلان مخطىء ، وفلان مصيب ، وفلان كذا [كلمة غير
واضحة]... هذا هو الذي ينشر الشر ، ويفرق الكلمة ، ويسبب الفتنة . إذا رأيتَ على
أحدٍ خطأ تناصحه بينك وبينه مُب تجلس في مجلس تقول فلان سوى كذا وفلان سوى كذا
، تناصحه فيما بينك وبينه ، هذه النصحية أما كلامك في المجلس عن فلان هذه ليست نصيـحة
هذه فضيـحة ، هذه غيبة ، هذه شر . نعم .
تتبع عورات المسلمين و لا
سيّما العلماء محرّمة فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته
الشيخ محمد بن عثيمين
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله :
( هذا لا يـجوز بارك الله فيك ، تتبع عورات المسلمين ولاسيما العلماء
محرّمة، فقد جاء في الحديث: " يا معشر من آمن
بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا
عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه تـتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته فـضحه - أظنه
قال- ولو في جحر أمه "، أي : في بيتها. فلا يـجوز لنا أن نتتبع العورات.
وتتبع العورات عورة...يعني هذا الذي ذهب يتتبع عورات الناس هو الآن واقع
في عورة.
والواجب – بارك الله فيك- لمن صدر منه ما يُنتقد عليه ، أن يدافع الإنسان عن أخيه إذا سمع من ينتقده في هذا، ويقول: لعله اشتبه عليه الأمر..لعل له تأويلاً ، لاسيما من عُرف بالصدق والإخلاص، وحب نشر العلم ).
والواجب – بارك الله فيك- لمن صدر منه ما يُنتقد عليه ، أن يدافع الإنسان عن أخيه إذا سمع من ينتقده في هذا، ويقول: لعله اشتبه عليه الأمر..لعل له تأويلاً ، لاسيما من عُرف بالصدق والإخلاص، وحب نشر العلم ).
منهج العلامة ابن العثيمين رحمه الله
في الكلام على الأشخاص
س: فضيلة الشيخ: تعلمون
ما للشيخ (........) من جهود طيبة في الدعوة فنرجو من فضيلتكم إبداء ما
تعلمون عن هذا الشيخ حيث إن البعض بدأ يتكلم عليه وجزاكم الله خيرا؟
الجواب: ليس من شأننا في هذا اللقاء أن نتـحدث عن شخص بعينه لكننا نقول:
أولا ـ كل إنسان له قدم صدق في الدعوة إلى الله في هذه الأمة من أول الأمة إلى
آخرها، لاشك أنه يـحمد على ما قام به من الخير.
وثانيا نقول ـ كل إنسان مهما بلغ من
العلم والتقوى، فإنه لا يخلو من زلل سببه إما الجهل أو الغفلة أو غير ذلك،
لكن المنصف كما قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في خطبة كتابه القواعد: المنصف من اغتفر
قليل خطأ المرء في كثير صوابه (1) .
ولا
أحد يأخذ الزلات ويغفل عن الحسنات إلا كان شبيها بالنساء،
فإن المرأة إذا أحسنتَ إليها الدهر كله، ثم رأت منك سيئة واحدة
قالت: لم أر منك خيراً قط
ولا أحد من الرجال يـحب أن
يكون بهذه المثابة أي بمثابة الأنثى، يأخذ الزلة الواحدة، ويغفل عن الحسنات
الكثيرة .
فالقاعدة
كما قلت: أننا لا نتكلم عن الأشخاص بأعيانهم مدحا أو ذما، لا في مجالسنا في مقام التدريس،
ولا في اللقاءات، ولا فيما يورد علينا من الأسئلة .
ونـحن ماضون على ذلك إن شاء
الله، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا عليه، لأن الكلام عن الشخص بعينه
قد يثير التـحزب والتعصب، ولأنه قد تتغير حاله إلى خير مما كان عليه .
والواجب أن نعلق الأحكام بالأوصاف لا بالأشخاص، فنقول:
من عمل كذا فيستـحق كذا، ومن عمل كذا فيستـحق كذا ،
من خير أو من شر .
ولكن عندما نريد أن نقوِّم الشخص،
فيـجب أن نذكر المحاسن والمساوئ، لأن هذا هو الميزان العدل
وعندما نـحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط ، لأن المقام مقام تـحذير،
ومقام التـحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر
المحاسن، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى
متذبذبا، فلكل مقام مقال (1). انتهى
بعض طلبة العلم يتكلم في الدعاة ويـحذر منهم
الشيخ عبد الله بن قعود
السؤال : كثيراً ما نسمع عن بعض طلبة العلم التـحذير من أشخاص معينين؛
من أهل العلم والدعوة بحجة فساد في عقيدتهم- كما
يزعمون- أو بحجة أنهم من فئة كذا ، (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله) أو أنهم يخوضون
في
السياسة (الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله ) ويستغلون
منابرهم من أجل السياسة ( الشيخ ابن قعود يستعيذ بالله ) ، فما رأي فضيلتكم في هذا
ونرجو النصح والإرشاد في هذه المسألة؟
فأجاب فضيلة الشيخ: عبد الله بن قعود رحمه
الله :
أعوذ بالله ! ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) ، (ربنا اغفر لنا
ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك
رؤوف رحيم) هذه دعوة المسلم – يا إخوان- يسأل الله جل وعلا
ألاَّ يـجعل في قلبه غل، وأن يـجعل فيه محبة لأولياء الله، وبغضاً
لأعداء الله ، لا أن تنعكس القضية فيكون في قلبه بغض لأولياء الله، ومحبة
لأعداء الله ، أكرر القول والتذكير بقول الله : (ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين
آمنوا)
فهؤلاء النوع الذين حُذِّر منهم
أليسوا مؤمنين؟ أليسوا دعاة؟ أليسوا أئمة
مساجد؟ ونتـحفّظ عن الأسماء،
أليسوا أصحاب حِلَق وما إلى ذلكم؟! متى وُجد من
المسلمين بعضهم يـحذّر من بعض ؟!
يا جماعة! حذِّرونا من المبتدعة بابتداع واضح، حذِّرونا من نفس الطغاة
الذين يـحكمون بغير ما أنـزل الله! حذِّرونا من الذين ظلموا عباد الله في كل مكان
لكن تـحذرون شباب الإسلام من أن يستمعوا لدعاة الإسلام ؟! على كل حال مثل
هذا المقال ما يـجوز أن يصدر من مؤمن مهما كان مستواه العلمي، ما يـجوز أن يصدر من
داعية، وإن صدر منه فلا شك أنه أحد رجلين، أو من أحد القسمين الذين ذكرت: إما أن يكون اشتبه الأمر عليه وتسلّط شيطانه
عليه وجاءه باجتهادات، وبآراء أيضاً خاطئة، ولا صلة له بالأمور الأخرى، أو أن
يكون- أيضاً- بوقاً من
الأبواق التي تخدم في الباطل باسم الدين وباسم التـحذير، وليس هذا غريب يا إخوة
أنا أذكر ( كلمة غير واضحة ) قد قرأت تقرير ، يعينني إخواني الذين يحفظونه
نقلَتْهُ أظن (الندوة) أو (المدينة) قبل عشرين سنة ، (المدينة) ؟ ، التقرير هذا
أيام فتنة تسلط جمال عبد الناصر على (الإخوان) ، المدينة نقلت تقريراً قالت إنه
اختص منها ، حظيت به ، سري معد من رئيس استخبارات مصرية مع الأسف ( كلمة غير واضحة
) معادي لليهودية واستخبارات أمريكية واستخبارات يهودية ، التقرير استعرض وضع (
الإخوان ) ، ومن النقط التي علقت بذهني نقطتان : نقطة العرض منه ونقطة في الحلول
التي وضعوها ، التي في العرض : قالوا إن – وهم يستعرضون الإخوان – إن المتدينين من
الناس – يعني من غيرهم – رصيد لهم . طبعاً هذا صحيح ! يعني نعم مهما كان في المسلم
من نقص فأخوه المسلم يـحس بإحساسه ، المسلم أخو المسلم ، بقطع النظر عن انتظامه
وعدم انتظامه ، هم منتظمين بـ(إنما المؤمنون إخوة) ، فقال: إن البقية أرصدة لهم ،
معناه إذا وُجِد شيء فيكون المتدينون أرصدة لهم ، النقطة في الحل الثاني قالوا : يـجب
أن يسلَّط عليهم من بينهم من يشكك بعضهم في بعض ! أنتم ملتحون
، لو جاء غيركم فعثر في لحية ، حليق أو ( كلمة غير واضحة ) ممكن تتيحون له الفرصة
؟!! لا ، يبي [ يعني يريد ] واحد من النوع ، من بينهم من يشكك بعضهم في بعض ، هذا
التقرير معمول قبل عشرين أو اثنين وعشرين سنة ، من خصوم مسلمين بقطع النظر عن
مستواهم ، لكن ما خرجوا من الملة ، الآن نكاد نـجد آثاره وإن لم نقرأ ونـحدد أن
فيه تسلط على المسلمين بعضهم من بعض .
[ إلى أن قال ] :
فعلى كل حال أنا أعتقد أن مثل هذا يعتبر تسلط من الدعاة على الدعاة، ومن المتعلمين
على المتعلمين ، وممن ينتمي-أنا ما أقطع بسلفية بعض الناس ، نقول: هم منتمين للسلفية-
على من لم ينتم لها، ولا شك أن مما يـجعلنا نقسوا ونقول هذا القول أنني
سمعت شريطاً لأحدهم يقول: ( فلان سلفي الظاهر مبتدع الباطن ! ) أنا سمعت هذا بأذني،
وكلكم قد يكون سمعه، فبالله – يا إخواني- هل الأنبياء ادعوا مثل هذا؟ هل فيه نبي
ادعى أنه يعلم الغيب، أو حَكَم على الناس على بواطنهم ؟!! عمر رضي الله تعالى
عنه يقول : [الناس يؤاخذون في وقت الوحي بالوحي، أما الآن فيؤاخذون بما يظهر لنا
منهم] يعني فلان سلفي الظاهر مبتدع الباطن! هل هذا من العدل؟ أليس هذا
والله أعلم منبعث من سوء نية؟ ومن تسلط؟! إن قلنا: أنه ما فيه سوء نية ولا
تسلط، معناه اجتهاد أعمى، أقل أحواله ، أحد يدعي أنه يعلم الباطن! هذا الكلام
تعرفونه كثيراً ودار عندكم هنا في أشرطة، وفي كلمات وفي أخرى ، فلا شك أن مثل
هذا الكلام أن القول به أو التـحذير من طالب علم معروف بالخير، أو التـحذير من داعية
أو التـحذير من كونه سياسي، أنتم تفصلون السياسة عن الدين؟! الذي
يفصل الدين عن السياسة هذا هو محل الإبعاد،
ومحل التهمة، ومحل - أيضاً- تعطيل جزء كبير من دين الله،
وإذا تكلم إنسان في أمر ما ! قيل: هذا سياسي!
الحباب بن المنذر لما قال للرسول
عليه الصلاة والسلام: ( أهذا منـزل أنزلك الله إياه، أم هو الحرب والمكيدة،
قال له: بل الحرب والمكيدة ) فهل هذا تدخل في السياسة أم غير تدخل ؟ هذا تدخل في السياسة. [
إلى أن قال رحمه الله] : [ إذا رجل نقد أمر ما- أقسم بالله
وأباهل- أن بعض من يعترض على هذا الأمر، لو خلا له الجو
نفسه، ولم يكن هناك مؤثرات، لقال: هذا هو الحق ! وأصفه
بأنه سياسي!.. ومن يقول بفصل
الدين عن السياسة ؟! ومن يقول: إن الحكومات لا تُنتقد ؟! ومن يقول:إن الوضع العام
ما يُنتقد ؟!! معنى هذا إخراس الألسن، وإماتة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، والحمد لله أنه لا يزال في الزوايا بقايا،
يعني عموم الأمة لو [كلمة غير واضحة] على أمر ما، يمكن أن يعترضها ضلال أو شبه أو
غير هذا، لكن يبقى منها من بقي .. على كل حال نرجو الله أن يرحم إخواننا جميعاً
الناقدين والمنقودين، المتسلطين والمتسلَّط عليهم، وأن يـجمع كلمتهم، وأن ينور
قلوبنا وقلوبهم، وأن يـجعلنا وإياهم جميعاً ممن يتـحقق فيهم الدعاء
: ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين
آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) ] .
المرجع : شريط ( وصايا للدعاة– الجزء الثاني ) للشيخ العلامة عبد الله
بن قعود.
وتجـد ذلك أيضاً في شريط ( كبار العلماء يتكلمون عن الدعاة )
للاستماع :
http://audio.islamweb.net/islamweb/index.cfm?fuseaction=ReadContent&AudioID=15434
وقال أيضاً رحمه الله : ( وكل هذه الدعاوى أنا
أعتقد أنها دعاوى مشبوهة، أدين الله بهذا ، وأن أهلها - كما قررتُ
في المرة السابقة – قسمان : قسم مجتهد ، ولعله في مثل هذه الأمور ما وفِّق للخير. وقسم محل شك، محل شك أنه يشتغل لأمور
باطنة.. وأقول: محل شك، بناءً على قرائن،
لا أنني قرأت أن فلاناً أوفلاناً يشتغل هذه الشغلة؛ لأن فيه من دخل هذا المجال
من لم يُعرف أصلاً في مجال الدعوة إلا بها ).
المرجع : شريط ( وصايا للدعاة – الجزء الثاني) للشيخ العلامة عبد الله
بن قعود.
العلامة
عبد الله بن قعود
رحمه
الله
عضو
هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(1)
مع التنبيه أن هذه المختارات لا
تغني عن اقتناء الكتاب كاملاً ، ففي الكتاب فوائد قد لا تجدها
في غيره ، وإنما اقتصرنا على هذه المقاطع خشية الإطالة .
(2)
انظر الرسالة
الثالثة : ( إلى كل مسلم ) كاملة في آخر هذه المذكرة (ص : 268) .
(1) قال الشيخ في الهامش : ( مجموع الفتاوى 28 / 237 – 238 )
(1) قال في الحاشية : انظر الفتاوى : ( 13 / 110 –
112 )
(2) قال الشيخ في الحاشية : وهي نتيجة حتمية لمنهجهم
، فلهم بالأمس أسلاف في حادثة الحرم ( السوداء ) عام 1400 هـ ، اختلفت الأساليب
والغاية واحدة .
(1)
نقول : كون ( السلفية ) حزباً
من الأحزاب القائمة في الوقت الحالي هذا من كلام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ،
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين في آخر سنة من حياته – في شرحه
للأربعين النووية - أن (السلفيين) حزب قائم بذاته وذلك في قوله: [ هناك طريق سلف ، وهناك حزب يُسمى (السلفيون)
] بل ورغَّـب في جعل هذا الحزب على اليسار مع باقي الأحزاب : الإخوان المسلمون
والتبليغيون فقال : [ كل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك
بالأمام ] ، ثم قال : [ ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم
مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى: (السلفيين) ] . وسيأتي كلام الشيخ بأكمله إن شاء الله (ص : 37) ،
أما اتباع السلف في مذهبهم فلا نظن عاقلاً ينكر هذا ، والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق