هل يجوز الإحتفال
بالمولد النبوي الشريف ﷺ ؟
يقولون ما لا يفعلون !!
يقولون لنا : نقول لهم قال الله و قال رسول الله فيقولون لنا : قال الشافعي و قال أبو حنيفة !! و بنفس منطقهم نقول لهم : قال الله تعالى ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) 111 البقرة ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( البيِّنة على من إدَّعى و اليمين على من أنكر ) و القاعدة الفقهية تقول : الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يخالف كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا ، و الآن ، على من يقول أن الإحتفال بيوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم حرامٌ فنقول له : هاتوا البينة و هاتوا الدليل من القرآن أو السنة بتحريم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف و لا تقولوا : قال ابن عثيمين و ابن باز و الفوزان ، نريد قال الله و قال رسول الله ؟ فإن قالوا : ان ابن عثيمين و ابن باز و الفوزان يأخذون الدليل من القرآن و السنة ، فنقول لهم و هل كان الشافعي و أبوحنيفة رحمهما الله يأخذان فتاويهم من كتاب ألف ليلة و ليلة مثلًا ! و بالتالي فإن الذي يحتفل بالمولد غير مطالبٍ بتقديم الدليل على إباحة الإحتفال ، لأن الأصل في الأشياء الإباحة و لا يوجد نص من القرآن و لا من السنة يحرم الإحتفال بالمولد ، فإن كان عندكم دليل من الكتاب و السنة ، فتفضلوا و كلنا آذانٌ صاغية ، و قبل أن تقولوا كل بدعة ضلالة افهموا ماذا تعني البدعة أولًا .
كيف نفهم قوله ﷺ : ( مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ ، فَهو رَدٌّ ) و قوله ﷺ : ( وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ ) .
بدايةً : ينبغي علينا أن نعلم جيدًا ، بأن رسول الله ﷺ كان كلامه مختصرًا و موجزًا و مقتضبًا ، ليس فيه حشو و لا تكلُّف ، و كان كل كلامه في منتهى الروعة والبلاغة و الفصاحة و البيان ، و البلاغة هي الإيجاز في الكلام و يكون الكلام مليئًا بالحكم و العبر و المواعظ و الإرشادات ، فرُبَّ كلمةٍ أو جملة بلاغية واحدةٍ تنساب من فم المصطفى
ﷺ ، تختزل لنا مجلداتٍ من الكتب ، و قد قال رسول الله ﷺ عن نفسه : ( وأُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ ) و لذلك لايمكن أخذ آحاديث المصطفى ﷺ على ظاهرها دون التعمق في مدلولاتها و ما تحتويه من المعاني العميقة و دون جمعها مع بقية الآحاديث التي تأتي في نفس سياقها أو تكون مكملة لها أو تكون شارحةً لها أو تكون بنفس المعنى لكن بصيغةٍ مختلفة .
فمعنى قوله ﷺ : ( مَن أَحْدَثَ ) أي من جاء بشيءٍ جديدٍ لم يكن موجودًا من قبل ، و معنى قوله ﷺ : ( في أَمْرِنَا هذا ما ) أي في أمر ديننا ، و قوله ﷺ ( ما ليسَ فِيهِ ) أي ليس له أصلٌ في الدين ، و قوله ﷺ : ( فَهو رَدٌّ ) أي فهو مردودٌ على صاحبه ، و هذا يعني أن رسول الله ﷺ أراد أن يقول : من أتى بشيءٍ جديدٍ من أمور الدين ، لم يكن موجودًا من قبل ، و ليس له أصلٌ في الدين ، فهو مردودٌ على صاحبه .
إذن فالسياق العام لهذا الحديث الشريف يدل على أن عِلَّة الردِّ و تحريم إحداث أمرٍ ما جديدٍ في الدين هو منوطٌ بشرط أن لايكون لهذا الأمر المحدث و الجديد أي أصلٍ في الدين ، و هذا يقودنا لإستنتاج منطقي إلى أن من يُحدث أمرًا جديدًا في الدين ، لم يكن موجودًا من قبل ، لكن له أصلٌ في الدين ، فهو ليس مردودٌ على صاحبه ، و الأمثلة كثيرة في هذا الصدد و قد استحسنها العلماء و لم ينكروها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر نقول : لقد جمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه المصلين على صلاة التراويح و قال عنها نعمة البدعة هذه ، مع أن هذا كان أمرًا محدثًا في الدين و لم يكن موجودًا من قبل ، لكن هل له أصلٌ في الدين ؟ أجل و بكل تأكيد ، فالصلاة هي أصلٌ من أصول الدين بل هي عامود الدين ، و كذلك صلاة الجماعة هي أيضًا أصلٌ من أصول الدين ، و لذلك نجد أن سيدنا عمر بن الخطاب أحدث أمرًا عظيمًا بأن جمع الناس على صلاة الترويح جزاه الله كل خير ، و هو لم يخرج عن أصول الدين بل جاء بأمرٍ هو من أصول الدين ، و بالتالي فهو لم يخترع شيئًا جديدًا ، فالصلاة من الدين ، و صلاة الجماعة من الدين ، و كل ما فعله هو رضي الله عنه ، أنه جمع الناس على صلاة التراويح ، لما فيه من أثر كبير و بالغ في رفع همم المصلين ، و الهمم تكون أقوى و أعلى في صلاة الجماعة ، بل و إن في صلاة الجماعة خشوعٌ أكبر من صلاة الإنسان منفردًا .
أما معنى قوله ﷺ : ( و كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ) أي : و كل شيءٍ جديدٍ مُحدثٍ من أمور الدين و فيه ضلالةٌ ، و معنى قوله ﷺ : ( وكلَّ ضلالةٍ في النارِ ) أي أن كل ضلالةٍ تقود صاحبها إلى النار ، و المعنى الكلي للحديث ، أن كل شيءٍ جديدٍ و مُحدثٍ فيه ضلالة ، فالضلالة تقود صاحبها إلى النار .
و نلاحظ هنا أن كلمة ( الضلالة ) في هذا الحديث الشريف جاءت مرةً بتنوين الرفع و جاءت مرةً أخرى بتنوين الكسر ، و هذا يدل على أن معنى كلمة الضلالةَ برفع التنوين ( ضلالةٌ ) لا تعني أن كل بدعةٍ هي ضلالةٌ ، و عندما جاءت كلمة الضلالة في المرة الثانية بتنوين الكسر ، فهذا يعني أن المقصود بالبدعة التي تقود صاحبها إلى النار هي البدعة التي فيها ضلالة فقط ، و لا تشمل كل البِدع .
و ما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه من قولٍ و اعتقاد ، هو ماجاء في الحديث الشريف الصحيح الذي رواه جرير بن عبد الله عن رسول الله ﷺ قال : مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها ، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها ، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها ، كانَ عليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا ) .
إذن : فليس كل بدعةٍ هي ضلالة ، لكن هناك بدعة فيها ضلالة ، و هناك بدعة أخرى ليس فيها ضلالة ، فالبِدعةُ تعني الشيء الجديد المُحدث و الذي لم يكن موجودًا من قبل ، و لذلك ينبغي النظر فيه قبل إطلاق الأحكام جزافًا بالتفسيق و التبديع و رمي الناس بالضلالة و الشرك ، فإن كان له أصلٌ في الدين و لم يكن فيه ضلالة و كان فيه نفعٌ للمسلمين و يخدم الدين ، فَنِعِمَّ البدعة تلك .
فمثلًا : هل جمع الناس لقراءة صفحاتٍ من القرآن الكريم و بشكلٍ متتالِ و بالتناوب له أصلٌ من الدين أم لا ؟ فنقول : أجل ، فقراءة القرآن لها أصلٌ في الدين ، بل إن أفضل الذكر هو قراءة القرآن الكريم ، بل و إن القرآن الكريم هو أصل الدين ، و بالتالي : لا ضير في أن يجتمع بعض المسلمين لقراءة القرآن بالتناوب ، فهم بهذا يقرؤون القرآن و يذكرون الله تعالى ، و قراءة القرآن و الذكر لهما أصلٌ في الدين ، و هذا يعني أنها بدعة حسنة و ليست بدعة ضلالة ، و لا يمكن أن نتهم جماعة مسلمة اجتمعت على قراءة القرآن و تدارسه و ذكر الله تعالى بأن هذا الفعل ضلالة و أن أصحابها في النار ! ، لا بل و إن أهل الضلالة هم أساسًا لا يعرفون القرآن و لا يذكرون الله تعالى ، و الله تعالى يقول : ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) 36 القلم ، و من هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه ( المُحدثات من الأمور ضربان أحدُهما : ما أُحدث مما يُخالفُ كتابـًا أو سُنةً أو أثرًا أو إجماعًا ، فهذه البدعة الضـلالة ، والثانيـة : ما أُحدثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومة .
و إذا قلت لماذا لم يحتفل رسول الله ﷺ بيوم مولده ، فنقول لك ، و من قال لك أنه ﷺ لم يحتفي بيوم مولده ! لقد احتفل به لكن على طريقته هو ، فقد كان يصوم كل يوم اثنين ، و عندما سألوه عن سبب صيام ذلك اليوم فقال ﷺ : ذاك يومٌ ولدتُ فيه ، أما السبب في عدم جمع المسلمين للإحتفال بيوم مولده ﷺ فذلك بسبب تواضعه الشديد ، و لأنه لم يرد أن يشق على أمته بالتكلف للإحتفال بيوم مولده رأفةً و رحمةً بهم و هو يعلم أن غالب أمته من الفقراء و لا طاقة لهم على أعباء الإحتفال ، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال ( لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرْتُهم بالسواكِ مع كلِّ وضوءٍ ) ومع أن سعر السواك رخيص و زهيد و يستطيع أفقر الفقراء شرائه و استعماله آلا أن رسول الله ﷺ لم يفرضه على أمته حتى لا يشق عليهم و كي يخفف عنهم ، فتركها و لم يفرضها ليس لأن لا خير في فرضها لكن حتى لايشق على أمته ، ولهذا نعتقد بأنه ﷺ لم يفرض على أمته الإحتفال بيوم مولده الشريف ، ليس لأن لا خير في الإحتفال بمولده ، لكن حتى لا يكلف أمته ما لا طاقة لها عليه و ذلك رأفةً و رحمةً بهم ، و الترك ليس من سنة النبي عليه الصلاة و السلام ، وكذلك الترك ليس دليلًا على أنه حرام ، و السنة النبوية الشريفة هي أقواله و أفعاله و ما أقره و ليس من ضمنها ما تركه ، و الله تعالى يقول ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) 7 الحشر ، و لم يقل الله تعالى : ما تركه الرسول فاتركوه ، و كذلك قال النبي ﷺ : ( ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتُم ) و هنا أيضًا نلاحظ أنه ﷺ لم يقل : ما تركته فاتركوه ، فإذا ترك النبي ﷺ الإحتفال بمولده فهذا ليس دليلٌ على أنه لا خير فيه و أنه حرام ، فالخير كل الخير في يوم مولده ﷺ لكنه و كما قلنا تركه حتى لا يشق على أمته .
أما السبب في عدم إحتفال صحابته رضي الله عنهم بيوم مولده ﷺ ، فنقول : لقد كان النبي ﷺ يعيش معهم بجسده و روحه و كانوا يجلسون معه و يستمعون إليه و يمتعون عيونهم برؤية طلعته البهية كل يوم ، و بالتالي فقد كانت كل أيامهم فرح و سعادةٌ بقربه ﷺ فما كانت حاجتهم إلى تخصيص يوم مولده للإحتفال فيه ، و مع هذا فقد كانوا يجلسون في المسجد و يحمدون الله تعالى على أن هداهم إلى الإسلام و أن منَّ الله عليهم بهذا النبي العظيم
ﷺ و لم ينكر عليهم ذلك النبي ﷺ .
فقد جاء في صحيح الإمام النسائي رحمه الله عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال : أَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم خرجَ على حَلْقة يعني من أصحابه فقال ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا ندعوا الله ونحمده على ما هدانا لدينه و منَّ علينا بك ، قال آلله ما أجلسكم إِلَّا ذلِكَ قالوا آلله ما أجلسنا إلا ذلك ، قال أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم
وإنما أتاني جبريلُ عليهِ السَّلامُ فأخبرني أنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ يباهي بكم الملائكة ) ، فلماذا يستكثر هؤلاء الذين يحرمون الإحتفال بالمولد و بلا دليلٍ من الكتاب و لا من السنة ، على المسلمين الذين آمنوا بالله و برسوله الكريم ﷺ وهم لم يروه إذا احتفلوا بيوم مولده ﷺ ، لا سيما أن الإحتفال يدخل في خانة العادات و ليس العبادات ، و العادات على الإباحة ما لم تخالف كتابًا و لا سنة ، و لم يقل أحدٌ أن الإحتفال بالمولد هو من العبادات و الطاعات ، بل هي من العادات التي اعتاد عليها الناس ، و ما اجتمعوا لهذا اليوم إلا بدافع المحبة و التعظيم و التكريم لهذا النبي العظيم ﷺ و لذكر شمائله و ربط الناس بسيرته العطرة و بذكر فضائله و بقراءة القرآن و إعداد الطعام و توزيعها على الفقراء و كلها من المباحات في الإسلام ، فَلِمَ تحرمونها بلا دليلٍ و الله تعالى يقول ( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ) 116 النحل .
فها هو نبي الله عيسى ﷺ احتفى بيوم مولده و عظَّمه ، فقال تعالى عن لسان عيسى ﷺ ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) 33 سورة مريم ، و الله تعالى احتفى و عظم يوم مولد نبيه يحيى ﷺ فقال تعالى ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) 15 سورة مريم ، و ها هو نبي الله عيسى عليه السلام أراد أن يجعل الله من مناسبة انزال الله تعالى عليهم مائدةً من السماء يوم عيدٍ لهم ، فقال تعالى ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) 114 المائدة ، و يوم مولد النبي ﷺ أعظم من المائدة التي نزلت على سيدنا عيسى ﷺ ، و بالتالي فالأفراح و الإحتفالات هي من المباحات ما لم تخالف كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا ، و إن لم يكن يوم مولد النبي ﷺ يستحق الإحتفاء و الإحتفال به فمن الذي يستحق إذن ؟ ثم إن الله تعالى يقول : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) و الإحتفال بالمولد النبوي الشريف هو وسيلة مشروعة لربط شباب المسلمين و أطفالهم و نسائهم و رجالهم بحب نبيهم ﷺ و حثهم على إتباعه و طاعته و الإقتداء بسنته و مناسبةً لتجديد بيعتهم و ولائهم لهذا النبي العظيم ﷺ ، و كما قيل إن المُحبَّ للمُحبِّ مطيعٌ ، ثم إن تعظيم النبي ﷺ
و توقيره و احترامه و هو طاعة لله تعالى ، يقول الله تعالى ( تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) 9 الفتح ، و قد حثنا الله تعالى على أن نفرح بدين الإسلام الذي ارتضاه لنا و نفرح بالقرآن الكريم و نفرح بأن منَّ علينا الله و أرسل لنا هذا الرسول العظيم ، فقال تعالى : (
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) 58 يونس .
و هذه قائمة بأسماء كبار العلماء الذين أجازوا الإحتفال بالمولد النبوي الشريف رحمهم الله :
- الحافظ ابن القيم الجوزي .
- الحافظ العراقي .
- الحافظ السخاوي .
- الإمام ابن حجر الهيتمي .
- الإمام مُلّا علي القاري .
- الإمام أبو شامة المقدسي .
- الإمام الحافظ الذهبي .
- الإمام جلال الدين السيوطي .
- الإمام المقري التلسماني .
الإمام أبي خطاب ابن دُحية .
- الإمام الحافظ ابن كثير .
- ابن ناصر الدين الدمشقي .
- الإمام ابن الديبع الشيباني .
- الإمام الخطيب الشربيني .
- الإمام البرزنجي .
- الإمام ابن خلكان .
ابن عباد النفزي المالكي .
- الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري
- الحافظ الشهاب القسطلاني .
- الشيخ ابن عابدين الحنفي .
- ابن حاج المالكي .
- الإمام النووي صاحب رياض الصالحين .
و يقول ابن تيمية و هو إمام السلفية و الوهابية و هو عندهم معصوم لا يخطئ ، فيقول في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم الصفحة297
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مشروع ، وإحياء ذكرى بزوغ نوره عليه السلام غير ممنوع ، بل هو تعبير عن الفرح بالرحمة المهداة وعن محبته عليه السلام ، وفيه تعظيم لشعائر الله تعالى ، وتثبيت لقلوب المؤمنين ، ومناسبة لاستحضار الأخلاق والمعجزات والشمائل المحمدية الواجب الاقتداء بها ، و قال تلميذ ابن تيمية ابن القيم الجوزي في كتابه مدارح السالكين ص 498 : و الإستماع إلى صوت حسن في إحتفالات المولد النبوي أو في أية مناسبة دينية في تاريخنا لهو مما يدخل الطمأنينة في القلوب و يعطي السامع نورًا من النبي ﷺ إلى قلبه و يسقيه مزيدًا من العين المحمدية .
إذن : فلا ابن تيمية و لا أحدًا من تلامذته كابن الجوزي و ابن كثير و الذهبي حرموا الإحتفال بالمولد ، و لم يحرمه غير شيخ الوهابية و السلفية و إمامهم محمد بن عبد الوهاب النجدي و تلامذته كابن باز و ابن عثيمين و الفوزان و غيرهم ، و من هؤلاء في بحر آكابر العلماء الذين آجازوا الإحتفال من الأسماء التي ذكرناها أعلاه و على رأسهم الإمام النووي رحمه الله .
فأن يجتمع الناس في المساجد في ذكرى يوم مولد النبي صلى الله عليه و سلم و أن يقرأوا القرآن و يذكروا الله تعالى و يحمدوه على أن منَّ عليهم بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم و أن يذكروا فضائله و شمائله و أن يعدوا طعامًا للفقراء فكل هذه الأمور من المباحات ، أم الطبل و الزمر و الرقص و الإختلاط فلا يجوز ، فهو مكروه سواء كان في يوم المولد أو في غير يوم المولد ، هذا و الله أعلم ، و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق