الإمام مالك رحمه الله
نـُقل عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال : ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق) أنظر حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإمام الزرقاني على متن العزيه في الفقه المالكي (ج3/ص95) وفى شرح عين العلم وزين الحلم للأمام مُلا علي قاري وفى قواعد التصوف للشيخ زروق الفاسى القاعده رقم ( 4 ) .
ولايخدعك الجُهلاء بما جاء فى ترتيب المدارك للقاضى عياض : عن المسيبي: كنا عند مالك وأصحابه حوله فقال رجل من أهل نصيبين يا أبا عبد الله عندنا قوم يُقال لهم الصوفية يأكلون كثيراً ثم يأخذون في القصائد ثم يقومون فيرقصون ، فقال مالك: الصبيان هم ؟ قال لا ، قال : أمجانين ؟ ، قال لا قوم مشائخ وغير ذلك عقلاً ، قال مالك ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا ، قال الرجل بل يأكلون ثم يقومون فيرقصون نوائب ويلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه فضحك مالك ثم قام فدخل منزله ، فقال أصحاب مالك للرجل لقد كنت يا هذا مشؤوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيفاً وثلاثين سنة فما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم.إنتهى
قلت : والرد على ذلك إن صحت الروايه : أنّ لطم الوجوه والرؤؤس ليس من فعل الصوفيه بل هو فعل الشيعه فهم إلى اليوم يضربون أنفسهم إذاً فقد إختلط الأمر على الراوى وخلط بين الصوفيه والشيعه ، وما يُستفاد من هذه القصه أن التصوف موجود فى زمان الإمام مالك رحمه الله المتوفى 179 هـ .
الإمام الشافعى رحمه الله
قال الذهبى فى سيره فى ترجمة الإمام الشافعى : قال الامام ابو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن غانم في كتاب مناقب الشافعي له وهو مجلد جمعت ديوان شعر الشافعي كتابا على حدة ثم إنه ساق بإسناد له إلى ثعلب قال الشافعي إمام في اللغة.أهـ إنتهى
قال الإمام الشافعى فى ديوانه :
فقيهاً وصوفى فكن ليس واحداً فإنى وحق الله إياك أنصح
فذلك قاسٍ لم يعرف قلبه التـُقى وهـذا جهـول فكيف بالله يصلح
والبيتان تجدهما فى ديوان الإمام الشافعى رحمه الله تحت عنوان الفقه والتصوف مُتلازمان فما قولك فى وصية الإمام الشافعى المتوفى سنة 204هـ للأمه أن تتصوف ويحلف على هذه النصيحه كيف لا وقد أخذ العلم عن الفضيل بن عياض الصوفى ، قال الذهبى فى سير النبلاء ترجمة الشافعى : (وأخذ العلم ببلده عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة وداود ابن عبد الرحمن العطار وعمه محمد بن علي بن شافع فهو ابن عم العباس جد الشافعي وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن ابي بكر المليكي وسعيد بن سالم وفضيل بن عياض وعدة) .
وقال الإمام الشافعي-: (حبّب إليَّ من دنياكم ثلاث ترك التكلف وعُشرة الخلق بالتلطف والإقتداء بطريق أهل التصوف ) ـ أورده الصفورى الشافعى فى كتابه نزهة المجالس ومنتخب النفائس ـ باب المحبه وذكره العجلونى الشافعى فى كتابه كشف الخفاء والإلباس لما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس / حرف الحاء المُهملة / حديث حبب الى من دنياكم ثلاث . وقال الحافظ الجلال السيوطى فى كتاب تأييد الحقيقة العلية للإمام جلال الدين السيوطي صفحة /15 : أن الإمام الشافعى قال : ( صحبت الصوفية فاستفدت منهم ثلاث كلمات قولهم الوقت سيف إذا لم تقطعه قطعت وقولهم نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وقولهم العدم عصمة )
أما ماذكر عنه من أقوال أمثال أس التصوف الكسل ونحوه إن صحَّ فمحمول على أنه قبل أن يُجالس الصوفيه فلا يُعقل أن ينصح بصحبة الصوفيه ويأخذ العلم منهم ثم يذمهم فلابد أن الذم كان قبل أن يتعرف على طريقهم فأفهم تغـنم .
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
قال الشيخ محمد بن أحمد السفارينيالحنبلي فى كتابه غِذاء الأَلْباب لشرح منظومة الآداب / مطلب: فِي الاستماعِ للْقراءة والخُشوعِ : ( وذكر الحافظ ابن الأَحصر فيمن روى عن الإمام أَحمد في ترجمة إبراهيم بن عبد اللّه القلانسي قَال قيل للإمام أَحمد بن حنبل الصوفية يجلسون فِي المساجد بلا علم على سبيلِ التوكلِ قال العلم أَجلسهم فَقِيل ليس مرَادهُم مِن الدنيَا إلا كسرة خبز وخِرقَة قال لا أَعلم عَلَى وجه الأَرض أَقوامًا أَفضل مِنهم قِيل إنهم يسمعون ويتواجدون فقال دعوهم يفرحو مع الله تعالى ساعه فقيل منهم من يُغشى عليه ومنهم من يموت فقال وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون . إنتهى ما أردنا نقله. .
الإمام أحمد رحمه الله كان يستفتى الساده الصوفيه :
قال أبى يعلى الحنبلى فى كتابه طبقات الحنابله / باب الميم ترجمة أبوحمزه البغدادى : أخبرنا أحمد نزيل دمشق أخبرنا أبو عبد الرحمن الحميري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي سمعت محمد بن الحسن البغدادي يحكى عن ابن الأعرابي قال: قال أبو حمزة كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول ما تقول فيها يا صوفي؟ . إنتهى وأورد ذلك الذهبى فى سير أعلام النبلاء عند ترجمته لأبى حمزه البغدادى ( قال الشعرانى فى كتابه الانوار القدسيه تعليقاً على سؤال الإمام أحمد لأبى حمزه البغدادى : وفى ذلك غاية المنقبه للقوم )
الإمام أحمد بن حنبل يمدح بشر الحافى الصوفى :
قال إبن الجوزى فى كتابه صفة الصفوه / ترجمة بشر الحافى : قال أحمد بن حنبل والله إن بين أظهركم رجلاً ما هو عندي بدون عامر بن عبد الله يعني بشر بن الحارث . وعن أحمد بن عبد الله بن خالد قال سئل أحمد بن حنبل عن مسألة في الورع فقال أنا استغفر الله لا يحل لي ان أتكلم في مسألة في الورع أنا أكل من غلة بغداد ، لو كان بشر بن الحارث صلح أن يجيبك عنه فانه كان لا يأكل من غلة بغداد ولا من طعام السواد يصلح أن يكلم في الورع.
وفى البدايه والنهايه أحداث سنة سبع وعشرين ومائتين: قال الامام أحمد يوم بلغه موته: لم يكن له نظير إلا عامر بن عبد قيس، ولو تزوج لتم أمره.
وفي رواية عنه أنه قال: ما ترك بعده مثله.
الإمام أحمد يمدح معروف الكرخى الصوفى :
أورد الذهبى فى كتابه سير أعلام النُبلاء / ترجمة معروف الكرخى : ذكر معروف عند الإمام أحمد فقيل قصير العلم فقال أمسك وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف .
الإمام أحمد يصف حاتم الأصم بالعقل ويستفتيه :
قال إبن خلكان فى وفيات الاعيان عندما ترجم للأصم : وقدم حاتم بغداد في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل واجتمع معه قيل لما دخل حاتم بغداد في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل اجتمع إليه أهل بغداد فقالوا يا أبا عبد الرحمن أنت رجل أعجمي وليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى فقال حاتم معي ثلاث خصال بها أظهر على خصمي قالوا أي شيء هي قال أفرح إذا أصاب خصمي وأحزن له إذا أخطأ وأخفض نفسي لا تتجاهل عليه فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال سبحان الله ما أعقله من رجل .
وفى الوفيات ايضاً : قال أبو جعفر الهروي كنت مع حاتم كرة وقد أراد الحج فلما وصل إلى بغداد قال يا أبا جعفر أحب أن ألقى أحمد بن حنبل فسألنا عن منزله ومضينا إليه فطرقت عليه الباب فلما خرج قلت يا أبا عبد الله أخوك حاتم قال فسلم عليه ورحب به وقال بعد بشاشته به أخبرني يا حاتم فيم أتخلص من الناس قال يا أبا عبد الله في ثلاث خصال قال وما هي قال أن تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم شيئا قال وتقضي حقوقهم ولا تستقضي منهم حقا قال وتحمل مكروههم ولا تكره واحدا منهم على شيء قال فأطرق أحمد ينكت بإصبعه الأرض ثم رفع رأسه وقال يا حاتم إنها لشديدة فقال له حاتم وليتك تسلم وليتك تسلم وليتك تسلم . قلت واوردها الذهبى فى سير النبلاء .
وأورد الشيخ أمين الكردي فى كتابه تنوير القلوب / القسم الثالث / التصوف : أن الإمام أحمد بن حنبل كان يقول : قبل مصاحبته للصوفية لولده عبد الله (يا ولدي عليك بالحديث وإياك ومُجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية فإنهم ربما كان أحدهم جاهل بأحكام دينه) فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي عرف أحوال القوم أصبح يقول لولده ( يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ) .
قال فى الفتاوى ج / 10 ص 516 ، 517 / طبعة دار الوفاء القديمه : ( فَأَمَّا الْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ السَّالِكِينَ كَجُمْهُورِ مَشَايِخِ السَّلَفِ : مِثْلِ الْفُضَيْل بْنِ عِيَاضِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالسَّرِيِّ السقطي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَمِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَالشَّيْخِ حَمَّادٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ . فَهُمْ لا يُسَوِّغُونَ لِلسَّالِكِ وَلَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ الشَّرْعِيَّيْنِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الْمَأْمُورَ وَيَدَعَ الْمَحْظُورَ إلَى أَنْ يَمُوتَ وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ .) وقول إبن تيميه نقلناه لك لا لنحتج به بل لنحُجّك أنت به وتعلم أن التصوف موجود منذ القرون الفاضله على لسان شيخك أيها المنتقد فإن التصوف عن إبن تيميه فى غِنّىً .
ويتبع بإذن الله ثناء العلماء على التصوف وأهله واصلونا وانشروا تؤجروا ووتضيئوا الطريق لإخوه مخدوعين بكذب الكاذبين والله المستعان وعليه التُكلان ولاحول ولاقوة إلا بالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق