السبت، 5 يونيو 2021

رؤية الإنسان لربه في المنام :

 رؤية الإنسان لربه في المنام :


- حيث ورد أن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ رأى ربه 99 مرة، فقال: لو رأيت الله في المرة الــ 100 لسألته عن أفضل عمل يُقرّب منه، فأكرمه الله، فرأى ربه، فقال يا رب: ما أفضل عمل يتقرب إليك عبره المتقربون، فقال رب العزة : قرآن يقرأ ، فقال أحمد : بفهم أو بغير فهم ، فقال الله تعالى : بفهم وبغير فهم ..
قال فيها (رؤية الإنسان لربه) شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه ، فإذا كان إيمانه صحيحا لم يَره إلا في صورة حسنة ، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يُشبِه إيمانه ، ورؤيا المنام لها حُكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق.
وقد يحصل لبعض الناس في اليقظة أيضا من الرؤيا نظير ما يحل للنائم في المنام فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم ، وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه ، فهذا كله يقع في الدنيا
وربما غلب أحدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواسه فيظن أنه رأى ذلك بعيني رأسه حتى يستيقظ فيعلم أنه منام ، وربما علم في المنام أنه منام .
فهكذا من العباد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشعور بحواسه فيظنها رؤية بعينه ، وهو غالط في ذلك ، وكل من قال من العُبّاد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعيني رأسه ، فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان .
نعم رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة ، وهي أيضا للناس في عرصات القيامة كما تواترت الأحاديث عن النبي حيث قال : إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب وكما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب ...
وهذه الأحاديث وغيرها في الصحاح ، وقد تلقاها السلف والأئمة بالقبول ، واتفق عليها أهل السنة والجماعة ، وإنما يُكذِّب بها أو يُحرّفها الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة ونحوهم الذين يكذبون بصفات الله تعالى وبرؤيته وغير ذلك ، وهم المعطلة شرار الخلق والخليقة.
ودين الله وسط بين تكذيب هؤلاء بما أخبر به رسول الله في الآخرة وبين تصديق الغالية بأنه يُرى بالعيون في الدنيا ، وكلاهما باطل .
وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يَراه بِعَيْنَي رأسه في الدنيا هم ضُلاّل كما تقدم ، فإن ضَمُّوا إلى ذلك أنهم يَرونه في بعض الأشخاص أما بعض الصالحين أو بعض المردان أو بعض الملوك أو غيرهم عَظُم ضلالهم وكفرهم ، وكانوا حينئذ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم ، بل هم أضل من اتباع الدجال الذي يكون في آخر الزمان . اهـ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق