الأحد، 29 أغسطس 2021

هل يعادي الشيخ القرضاوي السلفية ؟!

 أكد فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في ختام جلسة اليوم الثاني لملتقى القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب، أنه لا يعادي السلفيين ويعتبر نفسه ملكاً للأمة وأكد على دعوته إلى الإسلام الأول الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وعرفه بأنه إسلام ما قبل الفرق والمذاهب، إسلام القرآن والسنة

 


جاء ذلك مساء الأحد 15 يوليو الجاري، أثناء تعقيب الشيخ القرضاوي على عرض عدد من الباحثين لأوراقهم البحثية، خلال جلسة بعنوان "جهود القرضاوي في الدعوة والصحوة"، ضمن فعاليات "ملتقى الإمام القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب"، المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، في الفترة ما بين 14-16 يوليو 2007.

 

عُرض في الجلسة التي ترأسها المفكر اللبناني منير شفيق عدة بحوث، كان أهمها بحثان: أولهما بعنوان "دور القرضاوي في ترشيد الصحوة الإسلامية في أوساط جيل السبعينيات في مصر" قدمه أبو العلا ماضي، وكيل مؤسسي حزب الوسط المصري (تحت الإنشاء)، والثاني قدمه أكرم كساب، السكرتير العلمي والشخصي للشيخ القرضاوي، بعنوان: "أثر القرضاوي على الحركة الإسلامية، الإخوان والجماعة الإسلامية بمصر".

القرضاوي وجيل السبعينيات

عرض أبو العلا ماضي بحثه، مقررا في البداية أنه يمثل رواية شاهد عيان ومتابع ودارس للحركة الإسلامية في مصر خلال فترة السبعينيات. وقال ماضي: "إن جيل السبعينيات من الحركة الإسلامية ساهم في وجود الحركة الطلابية في الجامعات المصرية، وساهم في قيادتها حتى أصبح هو المسيطر على الجامعات المصرية".

وقد حاول أبو العلا ماضي في بحثه رصد تأثير الشيخ القرضاوي على فكر وسلوك جيل السبعينيات في الحركة الإسلامية، وذلك من خلال أربع تجارب للحركة:

1- تجربة الجماعة الإسلامية الأولى (1970 - 1979).

2- تجربة تحول جزء كبير من الجماعة الإسلامية الأولى إلى الإخوان.

3- تجربة حزب الوسط (1996 - 2007).

4- تجربة الجماعة الإسلامية الثانية، وتحولها مؤخرا عن العنف.

ومما ذكره ماضي من آثار للشيخ على أبناء هدا الجيل من أجيال الحركة الإسلامية، على اختلاف توجهاتهم مع الأيام:

1- نشر الفكر الوسطي الإسلامي، وتشجيعه في مقابل الأفكار المادية والمتشددة.

2- تأصيل المشروع الإسلامي بكافة جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

3- تطوير أداء هدا الجيل داخل الإخوان، في العمل النقابي والبرلماني والإغاثي والدعوي والتربوي.

4- ترتيب العقل المسلم الحركي، وتدعيم فقه الأولويات وفقه الموازنات.

5- دعم النقد الذاتي للحركة.

6- كانت كلماته مرجعا أساسيا في المراجعات الفكرية التي قامت بها الجماعة الإسلامية الثانية، والتي أعلنت فيها تخليها عن العنف كوسيلة للتغيير.

7- تشكيل وعي وفكر القائمين على مشروع حزب الوسط.

وفي مدار عرضه لأثر الدكتور القرضاوي في تجربة حزب الوسط، قرر الباحث أن القرضاوي قد تصدى سرا لمهاجمي الحزب والضاغطين على مؤسسيه للتراجع، كما أنه رحب بالفكرة واعتبرها فرصة للخروج من العزلة المفروضة على الحركة الإسلامية. ونقل أبو العلا ماضي عن القرضاوي قوله: "أخشى على الحركة الإسلامية أن تضيق بالمفكرين الأحرار من أبنائها، وأن تغلق النوافذ في وجه التجديد والاجتهاد، وتقف عند لون واحد من التفكير لا تقبل وجهة نظر أخرى، تحمل رأيا مخالفا في ترتيب الأهداف أو تحديد الوسائل".

القرضاوي والإخوان

القرضاوي يسارا وأكرم كساب في الملتقى

أكرم كساب، السكرتير العلمي للقرضاوي، قام في بحثه - الذي قرر أنه ورقة أولية سيستكملها لاحقا - بذكر مراحل علاقة الشيخ القرضاوي بجماعة الإخوان المسلمين، وتطورها من الانبهار إلى الانضمام، ثم العمل والانصهار، وانتهاء بالاستقلال الحركي والاكتفاء بالتنظير.

كما قام كساب بعقد مقابلة بين ما استفاده القرضاوي من الإخوان وأثرهم فيه، وبين ما استفاده الإخوان منه وأثره هو فيهم، كما تحدث عما خالف فيه القرضاوي كلا من حسن البنا وسيد قطب، وتميز كل من الثلاثة بأفكاره وآرائه.

وأنهى كساب ورقته بالحديث عما عرف بالجماعة الإسلامية في مصر، وأثر القرضاوي عليها، ومراحل علاقة الجماعة بأفكاره، وتنقلها من الإقصاء والتحذير إلى الإعجاب والاقتباس.

وبدا على كساب في عرضه لبحثه، الحرص على تأكيد الارتباط الفكري والعاطفي بين القرضاوي والإخوان، وأنه - أي القرضاوي - سيظل إخوانيا مهما يكون ومهما ابتعد عن العمل الحركي، وهذا ما جعل الشيخ القرضاوي في تعقيبه على البحوث المعروضة - يلوم مدير مكتبه - في لهجة مازحة أضحكت الحضور - لإصراره على إثبات علاقة الشيخ بالإخوان، والتعرض في بحثه لفضل الإخوان عليه، قائلاً إنه لم ينكر هدا الفضل أبدا حتى يذكره به الباحث، وأنه كان من الأولى أن يركز كساب على أثر القرضاوي على الإخوان كما حدد في عنوان بحثه.

وأضاف القرضاوي: "إن الإخوان على ما بهم من عيوب، هم أفضل الجماعات الإسلامية"، وأنه قد عرض عليه مرارا أن يتولى منصب المرشد العام للجماعة، ولكنه رفض هذا لكونه يعتبر نفسه ملكا للمسلمين جميعا، ولا يريد أن يقصر نفسه على حزب أو جماعة، كما أنه لا يحب تقلد المناصب.

وعلى ذكر المناصب قال القرضاوي إنه لا يحب أن يكون شيخا للأزهر، رغم أن هذا كان حلما يراوده في صباه؛ لأنه يريد أن يكون حرا.

وفي معرض حديثه عن اتهام البعض له بالحمل على السلفيين، قال القرضاوي: "إن الدين يأخذون مني موقفا لا يفهمونني"، وأكد أنه لا يعادي السلفيين أبدا، ولم يتحدث عنهم بسوء قط، وطالب من يتهمه بدلك أن يأتي له بالدليل على دلك من كتبه ومحاضراته.

وفي نهاية تعقيبه قرر فضيلة الدكتور القرضاوي أنه إنما يدعو إلى الإسلام الأول الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وعرفه بأنه إسلام ما قبل الفرق والمذاهب، إسلام القرآن والسنة.

من الجدير بالذكر أن ملتقى الإمام القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب ينهي فعالياته مساء اليوم الاثنين 16 - 7 - 2007، بجلسة ختامية يتم فيها التواصي بين المشاركين ببعض البرامج والمشاريع، والاتفاق على آليات للتواصل بينهم، لا سيما وقد أتوا مما يزيد عن ثلاثين دولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق