الأربعاء، 22 مايو 2024

ما حكم قول حضرة النبى مع ذكر الأدلة؟

 أمرنا الله عزَّ وجلَّ بنص واضح في صريح القرآن أن نُعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خطابه، وعند الحديث عنه، فقال عز شأنه: ﴿لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا﴾ [63النور].

وإني أعجب فيمن يُحرِّم أن يسبق اسم النبيِّ لفظة تؤدي إلى الاحترام – كسيدنا محمد، أو حضرة النبيِّ – وهو لا يرضى أن ينطق أحد باسمه بدون أن يُشيِّخه، أو يُقدمه باسم فضيلة العالم فلان، أو فضيلة الشيخ فلان!! أيهما أولى بالتكريم، الشيخ فلان والعالم فلان، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!.

وقد قال الله عزَّ وجلَّ معلماً لنا عن سيدنا يحي: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ [39آل عمران]. وقال صلى الله عليه وسلم للأنصار عندما دخل عليهم سيدنا سعد بن معاذ راكباً، وهم جلوس مع حضرة النبي: {قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ} (البخاري ومسلم). وقال مبيناً مكانة الحسن والحسين: {الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ} (سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد). وهل في الجنة شيوخ وشباب؟ لا، بل كلهم شباب لا يبلى شبابهم، إذاً هما سيدا أهل الجنة كلها.

فينبغي علينا تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن نسبق اسمه بالتبجيل والاحترام والتقدير لرسالته ولنبوته ولاصطفاء الله عزَّ وجلَّ له، كأن نقول: سيدنا محمد، أو سيدنا رسول الله، أو حضرة النبيّ، أو ما شابه ذاك. فإن الله عزَّ وجلَّ لم ينطقه باسمه إلا بعد أن قرنه بالرسالة: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾. [29الفتح].

وعندما كان يخاطبه كان يُعظمه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ [64الأنفال]، ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ﴾ [41المائدة]، ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾ [1، المزمل]، ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [1المدثر]. يخاطبه دائماً وأبداً بخطاب التعظيم، وعندما ذهب بعض الأعراب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ونادوه باسمه: (يا محمد)، نزل فيهم قول الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ [4الحجرات]. لأنهم لو عقلوا لنادوك بما أمر به رب العالمين وقالوا: (يا أيها النبي)، أو (يا أيها الرسول)، أو بالنداء الذي أحبَّه الله عزَّ وجلَّ في القرآن. والقرآن مليء بالمديح والثناء على النبِيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم.

*****************


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق