القلاع الفموي (القرحة القلاعية)..
هل أتعبك؟ اعرف أسبابه لتتجنبها.
أنت الآن تمرّ بفترة امتحانات أو ضغوطات في العمل، جلستَ إلى الغداء فلسَعَتك حموضته على غير العادة، نظرت إلى المرآة لترى ما المشكلة فوجدتَ أنه القلاع الفموي مرة أخرى!
تقول لنفسك، سأُحرَم من كل الطعام اللذيذ الذي فيه حموضة في الأيام التالية، وإن صار كبيرًا سأجد صعوبةً حتى في تناول أطايب الطعام الأخرى! يبدو الطعام الآن أشهى من ذي قبل!
فما هذا الداء الذي يلاحقني ويفسد عليَّ استمتاعي بطعامي؟ وما سببه؟ وكيف نعالجه؟ ونقي أنفسنا منه؟
▪︎أولًا: أين يتوضّع؟
يتوضّع القلاع الفموي على الوجه الداخلي للشفتين أو الوجه الداخلي للخدّين أو تحت اللسان أو على سطح اللسان -كما تعلم-، وقد يوجد على الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية كما في حالة داء بهجت.
هل يمكن أن أُصاب به أنا؟
يمكن لأيّ أحد منا أنْ يُصاب بالقُلاع الفموي، فنسبة انتشاره 5-66% (تختلف النسبة باختلاف المجتمعات). وغالبًا ما يبدأ بالظهور في أعمار الطفولة والشباب، ويؤثر على الإناث أكثر من الذكور.
ولكن ما #سببه؟ علي أن أتجنبه!
قد أفاجئك أنَّ السببَ الدقيق غيرُ معروفٍ بوضوح؛ فبرغم وجود العديد من الدراسات التي تحاول البحث عن الكائنات الدقيقة المسببة للقلاع فإنه لا يبدو خمجيًّا ولا مُعديًا، وربّما تقوم الآليات المناعية بدور لدى الأشخاص المؤهّبين وراثيًّا، وقد ذُكِر أن 40% من المصابين لديهم قصة عائلية لإصابة بالقلاع الفموي.
كما يمكن أن يكون القلاع الفموي تظاهرًا باكرًا لبعض الأمراض الجهازية كداء بهجت، أو للأمراض الهضمية كالداء الزلاقي (celiac disase) وداء كرون والتهاب القولون القرحي -وكلها أمراض سبق أن نشرنا مقالاتٍ عنها-.
~ وبرغم جهالة السبب فإن بعض العوامل تثير ظهور القلاع الفموي، وهي:
التعرّض للشدّة النفسية وقلّة النوم؛ لذا يتفاقم القلاع في أثناء الامتحانات الجامعيّة والمدرسيّة.
الرضّ الميكانيكي، كأن تعضّ شَفَتك، أو ترتدي التعويضات السنّية.
عوز بعض العناصر الغذائيّة ولا سيّما فيتامين B12 الذي ينقص عند النباتيّين وعند المصابين بالتهابات المعدة، وعوز الحديد وعوز حمض الفوليك (فيتامين B9).
بعض أنواع معاجن الأسنان.
الطمث، إذ يهبط مستوى هرمون البروجسترون، لذا تتراجع القلاعات مؤقتًا بالحمل.
الحساسيّة تجاه بعض الأطعمة كحليب البقر، والشوكولاتة.
على عكس المتوقع، فالبدء بالإقلاع عن التدخين قد يهيّج ظهور القلاع -وطبعًا لا يعني هذا ألا تُقلعوا عن التدخين بل إِنّ مضار التدخين لا تقارن بقلاع فموي بسيط، والحكم الشرعي أهم طبعًا، ويزول القلاع بعد فترة-.
الخمج الفيروسي.
بعض الأدوية، بما فيها نيكورانديل الذي يعطى لبعض مرضى الذبحة الصدرية، والمسكنات من زمرة NSAIDs (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية) والأليندرونات (المستخدمة في علاج هشاشة العظام).
~ قد تظهر قُلاعات متعددة في الوقت نفسه، وعندها قد يكون السبب:
داء الفم/اليد/القدم، والذي يسبب أيضًا طفحًا على اليدين والقدمين٬ وهو داء فيروسيّ.
داء كرون والداء الزلاقي (أمراض جهازيّة مزمنة تصيب الجهاز الهضمي).
ضعف الجهاز المناعي، كما عند المصابين بالإيدز أو الذئبة الحمامية الجهازيّة (Lupus).
نكتفي بهذا القدر حتى لا نطيل عليكم ولتستفيدوا مما ذُكر، فتتجنبوا الأسباب، مثل تغيير معجون الأسنان، والتنبه من الرض الفموي والشدة النفسية، فارفقوا وواسوا بعضكم، وسنتحدث عن العلاج في المقال القادم بإذن الله، وفيه أمور قد يتعجب منها البعض.
دمتم منعمين بالصحة والعافية، ورزقكم الله من طيبات الدنيا والآخرة.
إعداد: د. ميسم حمشو.
مراجعة علميّة: د. عبد الرحمن البرديني.
تدقيق لغوي: فاطمة العزيزي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق