الأحد، 13 مارس 2022

حكم قيام ليلة النصف من شعبان ...؟!

 مسألة فقهية مهمة ..

قيام ليلة النصف من شعبان ...
كثر الكلام في مسألة قيام ليلة النصف من شعبان , بعد القرآءة والبحث العلمي في هذه المسألة , وجدت أن العلماء قد اختلفوا على قولين :
القول الأول:
يشرع تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام وتهجد ومزيد اجتهاد في العبادة والذكر والدعاء على وجه الإجمال , واختلفوا في كيفيتها على ثلاثة أقوال :
1_ تستحب الصلاة الألفية في ليلة النصف من شعبان ( رأي الغزالي رحمه الله ) .
اتفقت كلمة جماهير أهل العلم على عدم مشروعية هذه الصلاة ..
قال النووي ( رحمه الله ) في معرض حديثه عن صلاة الرغائب وصلاة الألفية في النصف من شعبان: (( وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين ، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمها من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك )) .
2_يستحب إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والتهجد جماعة في المساجد ..
وهذا رأي خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة .
وخالف هذا القول جمهور العلماء .
3_ يشرع إحياؤها فرادى:
وذلك بأن يصلي الرجل فيها بخاصة نفسه أو في جماعة خاصة، ولا تشرع لها الجماعة في المساجد.
وبه قال الإمام الأوزاعي وجماعة من أهل العلم.
قال ابن الصلاح ( رحمه الله ) :(( وأما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة وإحياؤها بالعبادة مستحب، ولكن على الانفراد من غير جماعة )) ..
وعلى هذا القول مذهب الحنفية وظاهر كلام الإمام الشافعي ورواية في مذهب أحمد خرّجها أصحابه واعتمدها متأخِّروهم )) .
واستند أصحاب هذا القول على عموم الأحاديث التي تروى في فضل ليلة النصف من شعبان واستحباب قيامها، وهي وإن كان فيها ضعف إلا أنه يعمل بها في فضائل الأعمال.
القول الثاني :
عدم مشروعية تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ودعاء خاصين، وإن هذا بدعة محدثة.
قال ابن رجب ( رحمه الله ) : ((وأنكر ذلك ـ أي: تخصيص ليلة النصف بعبادة ـ أكثر العلماء من أهل الحجاز، منهم عطاء وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة"
وممن اختار هذا القول الشاطبي , وحجتهم في ذلك أنه لم يثبت ذلك عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولا عن أصحابه ولا عن التابعين عدا الثلاثة الذين اشتهر عنهم ذلك.
فالمسألة خلافية , فلا داعي للنزاع والجدال , وشق صف المسلمين في مسأله فرعية , ونحن في وقت يجب أن نجتمع ونوحد صفنا , اسأل الله تعالى أن يتقبل منا , وأن يجعل ما كتبته خالصاً لوجهه , آمين .
د . قتيبة عدنان السماوي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق