اقوال مكذوبة دست علي الأئمة الأربعة :
1- الإمام ابوحنيفة :
[من قال لا اعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر لان الله تعالى يقول: ( الرحمن على العرش استوي ) وعرشه فوق سبع سموات].
هذا كذب محض على الإمام لان رواه عنه أبو مطيع البلخي وكان كذابا وضاعا قال عنه الذهبي في الميزان (1/574)
قال الإمام احمد: لاينبغي أن يُروى عنه شي، قال يحي بن معين: ليس بشيء.]

قال الحافظ بن حجر في لسان الميزان (2/335) قال أبو حاتم كان مرجئاً كذابا.
العبارة الأولى. عن الامام ابو حنيفة...من قال لا اعرف ربي في السماء ام في الارض فقدكفر لان كلامه يوهم ان للحق مكانا ....هذه العبارة الصحيحة عن الامام ابو حنيفة...اما العبارة الثانية لان الله يقول....الرحمن على العرش استوى......هذا من دس وافتراء الخبثاء على الامام ابو حنيفة هذه العبارة موجودة في كتاب الفقه الابسط للامام ابو حنيفة وكذلك في كتاب اشارات المرام في عبارات الامام لكمال الدين احمد ابن حسن البياضي شارح كتاب الفقه الابسط توفي سنة كما افتروا على الامام مالك في تفسير الاستواء…
2- الإمام الشافعي رضي الله عنه :
عن ابوالحسن الهكاري والحافظ بن محمد المقدسي بإسنادهم إلي أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الشافعي قال : ( القول في السنة التي أنا عليها رأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رايتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بالشهادة أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله وانه علي عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وان الله ينزل إلي السماء الدنيا كيف شاء ) .
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/112) في ترجمة أبو الحسن الهكاري:[
قال بن عساكر: لم يكن موثوقا به .
قال بن النجار: متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد .]
قال ابن حجر في لسان الميزان (4/195):[كان الغالب علي حديثه الغرائب والمنكرات وفي حديثه أشياء موضوعة].
أما أبو محمد المقدسي فهو ممن أباح العلماء دمه لكونه مجسما صرفا.
أما أبا شعيب الذي زعم انه روي هذه العقيدة عن الإمام الشافعي فانه قد ولد بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في تاريخ بغداد (9/436) .
وقد صرح الذهبي في الميزان (3/656) في ترجمة العشاري أن هذه العقيدة مدسوسة على الشافعي .
3- الإمام احمد بن حنبل رضي الله عنه :
دسوا باسمه كتاب(الرد علي الجهمية) وسموه باسمه بطلاناً، نص على ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/286) في ترجمة الإمام احمد بن حنبل.
من الحق ما قاله الامام احمد ...فال الامام احمد من قال ان الله جسم لا كالاجسام فقد كفر...و قال الله لا يجوز عليه التغير و التبدل فى صفاته.....
اعتقاد الامام المبجل أحمد بن حنبل
أبو الفضل التميمي من كبار الفقهاء الحنابلة، قال عنه الذهبي: الامام الفقيه رئيس الحنابلة. قال الخطيب البغدادي: دفن الى جنب قبر الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه. توفي رحمه الله سنة 410 للهجرة وكان صديقا للقاضي ابي بكر الباقلاني وموادا له، اي بينهما محبة شديدة، والباقلاني من كبار الاشاعرة الذين هم اعيان اهل السنة والجماعة.
هذا التميمي العالم الجليل له كتاب اسمه اعتقاد الامام المبجل احمد بن حنبل فيه يقول: "إن الله عز وجل واحدٌ لا من عدد، لا يجوز عليه التجزُّؤ ولا القسمة. وهو واحدٌ من كل وجه (اي لا شبيه له في أي وجه من الوجوه). وما سواه (اي ما سوى الله) واحد من وجه دون وجه". قال "وقال (اي احمد) إن لله تعالى يَدَيْن وهما صفة له، ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ولا جسم ولا من جنس الأجسام، ولا من جنس المحدود والتركيب، ولا الأعضاء والجوارح، ولا يقاس (اي الله) على ذلك..، وقال (اي احمد) ولا يجوز أن يقال استوى بمماسة ولا بملاقاة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا، والله تعالى لم يلحقه تغييرٌ ولا تبديل، ولا يلحقه الحدود قبل خلق العرش، ولا بعد خلق العرش".
وقال (التميمي) "وأنكر (اي احمد) على من يقول بالجسم، وقال إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف، والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسماً لخروجه (تعالى) عن معنى الجسمية، ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل". قال "وكان (اي احمد) يقول إن الله قديم بصفاته".
والمجسمة أتباع ابن تيمية الضال لجهلها تقول ان الله جسم قاعد فوق العرش، فدل كلام احمد على انهم في الحقيقة لا يتبعونه وأنه لا يقول بذلك وأنه بريء منهم. وتقول اي المجسمة انه لا يجوز وصف الله بأنه قديم، ومعناه عند اهل السنة إن أطلق على الله أنه تعالى أزلي بلا ابتداء، وقد قاله الامام احمد كما تقدم، وهو وارد في الحديث الشريف وهو اجماع كما قال الحافظ الزبيدي في شرح الاحياء (ج2، ص21).
وقبل الإمام أحمد وأرفع منه وأعلم، قال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأكبر في تنزيه الله "ومعنى الشيء إثباته تعالى بلا جسمٍ ولا جوهر ولا عرض، ولا حدَّ له، ولا ضدَّ له، ولا ندَّ له، ولا مِثلَ له". كلام للسلف اهل السنة والجماعة نفيس جدا من جواهر علوم الاسلام.
4- الإمام مالك رضي الله عنه:
(الاستواء معلوم والكيف مجهول )
فهنا إثبات الكيف لله وهذا محال فالله لا يكيف لأنه غني عن المحل والمكان والجهة ( ليس كمثله شيء ) فكيف نثبت له الكيف وندعي إننا نجهله، فهذا باطل .
قال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات : أما الاستواء فالمتقدمون من أصحابنا كانوا لا يفسرونه ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك .
وروي بسنده عن عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك بن انس رضي الله عنه فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوي كيف استواءه، قال: فاطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوي كما وصف نفسه ولا يقال عنه كيف والكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، فاخرجوا الرجل .
- وفي رواية يحيى بن يحيى قال كنا عند مالك بن انس رضي الله عنه فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوي كيف استواءه ، فاطرق مالك برأسه حتي علته الرحضاء ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا فأمره أن يخرج.
وراجع فتح الباري علي البخاري للحافظ بن حجر مجلد 13 ص 405 – 406 نقل كلام ام المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قولها : ( لايقال له كيف وكيف عنه مرفوع ) وقول الامام مالك ايضا ( لايقال له كيف وكيف عنه مرفوع )
فمن هنا يتضح لك أن الإمام مالك رضي الله عنه لا يثبت الكيف لله وما نسب له من ذلك علي لسان الناس فباطل باطل لم يقله .
قال الإمام البغوي : أهل السنة يقولون الاستواء علي العرش صفة لله بلا كيف يجب علي الرجل الإيمان به ويكل العلم فيه إلي الله عز وجل وذكر حديث مالك بن انس مع الرجل القصة المتقدمة.
- وأما ما يرويه سريج بن النّعمان عن عبد الله بن نافع عن مالك أنه كان يقول:" الله في السماء وعلمه في كل مكان"، فغير ثابت. قال الإمام أحمد: عبد الله بن نافع الصائغ لم يكن صاحب حديث وكان ضعيفا فيه. وقال أبو حاتم: ليس بالحافظ هو لين في حفظه وكتابه أصح، وقال البخاري: يعرف حفظه وينكر وكتابه أصح، قال ابن عدي: يروي غرائب عن مالك، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال:كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ، وقال ابن فرحون: كان أصم أميا لا يكتب. وراجع ترجمة سريج وابن نافع في كتب الضعفاء، وبمثل هذا السند لا ينسب إلى مثل مالك مثل هذا. فبان مما ذكرناه أن ما تنسبه المشبهة للإمام مالك تقول عليه بما لم يقل.
افتراء المجسمة على الإمام الأوزاعي
تقول الوهابية قال الإمام الأوزاعي (ت 157 هـ) ما نصه: كنا والتابعون متوافرون نقول:ان الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته.
الرد: نقل البيهقي في الأسماء و الصفات عن الأوزاعي عن الزهري ومكحول أنهم قالوا: أمضوا الأحاديث على ما جاءت اهـ، ثم قال: سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه – أي ظاهرها يوهم ذلك – فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيفية اهـ ، وقال في موضع أخر : عن سفيان ابن عيينة قال: كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه. اهـ
ونقل البيهقي في الاعتقاد ص/44 بإسناده عن الأوزاعي ومالك وسفيان والليث بن سعد أنهم سُئلوا عن أحاديث النزول فقالوا: أمِرُّوها كما جاءت بلا كيف. فتبين أن مرادهم بقولهم بلا كيفية نفي الجلوس والاستقرار والحركة والأعضاء و الجهة مما هو من صفات الأجسام أو الأعضاء.
من هنا يتضح لك ما لفقوه وزعموه وكذبوا به علي الأئمة الأربعة حتي يثبتوا التجسيم والتشبيه لعقيدة فاسدة باطلة فتأمل