الاثنين، 20 ديسمبر 2021

حكم الجلوس في الصلاة ؟!

 

💥تعارض ركني القيام والجلوس للمعذور
السؤال: شيخنا؛ المصلي المريض اذا كان قادرا على الجلوس والسجود بلا مشقة ، وهو يقدر على القيام مع وجود المشقة وكذلك يجد صعوبة في الهوي الى السجود والرجوع منه الى القيام، فهل يصلي جالسا لركن السجود ام يصلي قائما ويومي للسجود؟ بارك الله فيكم
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعـد:
👈فقد وُضعت في الفقه الاسلامي قواعد في واجبات الصلاة وأركانها للمريض والمعذور ومنها ما جاء في الموسوعة الفقهية: يجب على المريض المعذور الإتيان بما يستطيعه من واجبات الصلاة وأركانها ، ويسقط عنه مالا يستطيعه من ذلك.
فإذا كان المصلي المعذور يستطيع أن يفتتح الصلاة قائما ، فيجب أن ياتي به فهذا هو الواجب عليه ، ثم يركع ركوعا كاملا إن استطاع ، فإن لم يستطع فإنه ينحني على قدر استطاعته ، فإن استطاع السجود على الأرض ، فهذا هو الواجب عليه ،فإن لم يستطع فإنه يجلس (على الأرض أو الكرسي) ثم ينحني بالسجود ،فإن لم يستطع القيام مرة أخرى فإنه يكمل صلاته جالسا ، وينحني عند الركوع ، ويسجد على الأرض ، إن استطاع ،فإن لم يستطع ، أن ينحني للسجود ، يجعل السجود أخفض من الركوع.
لقوله الله تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16] ، وقوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين : ((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ )).
وفي صحيح البخاري عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال : كانت بي بواسير فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة فقال : ((صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)) .
👈وعليه فإذا تعارض في صلاة المريض المعذور ركن القيام مع ركن السجود كما جاء في السؤال فانه يقدم ركن الجلوس، بمعنى اذا تعيّنَ على المريض إما أن يقوم في الصلاة كلها ، وإما أن يجلس في الصلاة كلها ، فإنه يصلي جالسا لتحقيق اركان السجود والجلوس بين السجدتين والتشهد الاخير.
👈فقد ورد في الفقه الاسلامي الرخصة في إسقاط ركن القيام في بعض الحالات ، كصلاة النافلة وان كان له نصف اجر القائم، قال الامام ابن قدامة المقدسي في المغني (2/105 ): (لَا نَعْلَمُ خِلَافًا فِي إبَاحَةِ التَّطَوُّعِ جَالِسًا، وَأَنَّهُ فِي الْقِيَامِ أَفْضَلُ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، وكذلك صلاة الرجل القادر على القيام خلف إمام مريض يصلي جالسا ، فإنه يترك القيام ويصلي جالسا كإمامه .
👈قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (1/515 ) : (القيام ركن خفيف يسقط في النوافل مطلقا ، ويسقط في الفرائض في مواضع) ومن هذه المواضع هو المريض العاجز.
👍فعند تعارض ركني القيام والجلوس ، فالإتيان بالجلوس هو المقدَم ، خاصةً وأنه يتمكن بالجلوس من أن يأتي بأركان أخرى في صلاته ، كالسجود ، والجلوس بين السجدتين ، وجلسة التشهد ؛ فلهذا يُقدّم الجلوس هنا لتحقق عدة اركان به ، ومنها ركن السجود الذي يكون فيه العبد اقرب الى ربه فيه لقوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم : ((أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ )). والله تعالى اعلم
✍د. ضياء الدين عبدالله الصالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق