جراحة التجميل
إن الله تعالى قد خلق بني آدم متفاوتة صورهم في الشكل واللون والطول والجمال وهذا دليل قدرته وعظمته وله أيضا في هذا حكمة بالغة وهو على كل شيء قدير
( لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ ) في أحسن صورة
" تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرًا أو باطنًا شيئًا " تفسير السعدي
لكن قد يولد الإنسان فيه عيب ببعض أجزاء جسمه أو نقص في أعضائه ويكون من بعض حكم الله تعالى في هذا الأمر هو الغور والتعمق في علم الأبدان فيدرسها الإنسان وخاصة الأطباء
فيجد دقة وعظيم صنع الله تعالى وأنه لولا وجود كذا لكان كذا ولو حصل كذا لكان كذا...
وبالعلم يعرف سبب هذا وضرره ثم يبحث عن طريقة لمعالجته ثم اكتشاف الدواء له او وسائل الوقاية منه
فعلم الطب أكثره في العلاج وليس في المحافظة على السلامة .
واما تغيير خلق الله فهو حرام
فقد أخبر الله تعالى عن إبليس أنه توعد أن يأمر الناس بتغيير خلق الله( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )
لكن التغيير الخلقي له سببان فمنه جائز ومنه حرام
فماكان لإزالة عيب خلقي او تشوه من الولادة او بسبب حادث او لإزالة ضرر او لمصلحة معتبرة فهذا جائز ان تجرى له عملية جراحية .
فمثلا انحراف الأنف والحول واعوجاج الساق هذا جائز
وأيضا ماكان يؤثر على نفسية الشخص كتشوه الحاجبين او كبر الأنف او الفك والأسنان
فهذا يجوز ان لم يترتب على ذلك ضرر او يكون فيه مخاطرة
أما جراحة تجميلية لزيادة الحسن او للعبث فهذا الذي لايجوز وهو المقصود في الآية !!
فالنمص وتفليج الأسنان وحلق الحاجب واستعمال مايسمى بالتاتو كوشم دائمي ونفخ الشفاه لا لعيب فهذا كله حرام
لقوله صلى الله عليه وسلم:
( لعن الله الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله). متفق عليه
فالتجمل لا يجوز بتغيير دائمي او طويل الأمد وإنما يجوز تغييرا وقتيا يزول بالماء او مع الوقت القصير كالحناء لليدين والرجلين وصبغ الشعر وأحمر الشفاه والكحل وغيرها مما يزول بمزيل او يزول مع الوقت
أما وضع العدسات اللاصقة الملونة للعين فقد حرمها البعض وأجازها بعض العلماء ان لم يكن بها ضرر او تدليس .
واليوم قد حصل من التغيير أمر غريب وهو تحول الشخص من جنس الى آخر
والعجيب ان الذكور تبغي ان تتحول إناثا ؟!
نسال الله تعالى العافية والستر والسلامة
اللهم اهدنا واهد بنا وزدنا هدى وعلمنا وزدنا علما وانفعنا وانفع بنا انت ربنا وصل يارب وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق