من انكر المهدي من علماء السنة
من انكر المهدي من علماء السنة
الشيخ عبد الله بن زيد بن محمود في رسالته المسماة (لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر)
رشيد رضا
ابن خلدون
انكر عدد من العلماء المهدي لعدم صحة الروايات
http://eljanaonmyhome.montadalhilal.com/t880-topic
============
الشيخ عبدالعزيز ابن باز لم يكفر من انكر المهدي
عنوان الفتوى انكار الدجال ونزول عيسى
هات فتوى خاصة في كفر من انكر المهدي
الروايات الخاصة في المهدي ضعيفة
==============
الالباني لم يكفر من انكر المهدي
ورد في كلام الالباني ان من ينكر المهدي مفتى الازهر شلتوت
الشيخ شلتوت مفتى الازهر وهو عالم كبير انكر المهدي
الالباني لم يقل إنكار المهدي ك إنكار الله وسكت .2
بل بين ان هناك من انكر المهدي بسبب ان البعض قد ادعى المهدوية 3
الالباني يتسائل هل سننكر الله بسبب ادعاء فرعون الالوهية 4
مهدي السنة غير مهدي الشيعة خسرومجوس الذي يخرج من ايران وهو الاعور الدجال
الالباني يقيس على كلام من انكر المهدي سبب انه ادعى المهدوية عدد من الناس2
معنى كلام الالباني هل سننكر الله لان فرعون ادعى الالوهية 3
الحيدري نسف كذبة ولادة المهدي بان لا سند تاريخي على ولادة المهدي ههههههههه
مهدي السنة غير مهدي الشيعة خسرومجوس الذي يخرج من ايران وهو الاعور الدجال
==================================
الامام ابن القيم و الشاطبي ينكرون مهدي اهل السنة ايضا
--------------------------------------------------------------------------------
كتب الشيخ عبدالله بن زيد ال محمود صنو الشيخ ابن اباز و تلميذ الشيخ ابن سعدي و قاضي قطر من قبل الملك عبدالعزيز
بحثا مفيدا جدا عن مسألة امهدي المنتظر أثبت فيه ان الاعتقاد بالمهدي انما هو مجرد خرافة لا اساس لها من الصحة .
وما دعوى المهدوية الا بدعة سياسية سببها خلاف ال البيت عليهم السلام مع الامويين حول الخلافة . و قد جرت هذه العقيدة من
الويلات على المسلمين ما الله به عليم .
ومن ابرز من انكر خروج المهدي ابن خلون في المقدمة و ابن القيم في المنار المنيف و الشاطبي في الاعتصام و الشيخ محمد
رشيد رضا و الشيخ السلفي محمد بن عبد العزيز المانع و الشيخ محمد رشيد رضا و كل هؤلاء سلفيون او على الأقل عند من
لا يرى السلفية الا في الوهابية النجدية من أهل السنة والجماعة لا من المعتزلة .
و قد انكر احاديث المهدي أئمة كبار منهم الدارقطني و ابن القيم .
و لم يرد لا في البخاري ولا مسلم حديث واحد عن المهدي وما تركوا احاديثه الا لكثرة عللها و عيوبها , ولا ذكرها احد من
اهل السنة في عقائدهم لا ابن تيمية في الواسطية و لا التدمرية ولا الحموية ولا غيرها ولا ذكرها الطحاوي و لا ابو الحسن
الأشعري ولا ابنقدامة ولا ابن زيدون المالكي و ما ذلك الا لان اعتقاد المهدي خرافة .
هذا اختصار ماجاء في بحث الشيخ و هو موجود على هذا الرابط http://www.alshreef.com/abooksmain.html
و من اراد البسط دونه هو :
مقام المسلم من المهدي
و مقام المسلم منه :
أولا : أنه لا يجب الإيمان الجازم بخروجه لقوة الخلاف في الأحاديث ، فلا ينكر على من أنكره ، و إنما يتوجه الإنكار على ما قال بصحة خروجه .
ثانيا : ليس من عقيدة الإسلام و المسلمين الإيمان به ، كالإيمان بوجود الرب ، و الإيمان بالملائكة ، و الإيمان بالبعث بعد الموت ، و الإيمان بالجنة و النار إذ هذه من أمور الآخرة التي يجب اعتقادها و وقوعها جلية للعيان في دار الآخرة ، و قد أثبتها القرآن و صحيح السنة ، و ليس منها الإيمان بالمهدي ، و قد غلط السفاريني حيث أدخل الإيمان به في عقيدته فقال :
محمد المهدي و المسيح
منها الإمام الخاتم الفصيح
فقد أخطأ حيث جعل المهدي هو الخاتم ، و إن حملناه على جعله خاتم الأئمة الإثني عشر خليفة الذين يستقيم بهم أمر الدين ، فهذا هو نفس عقيدة الشيعة حيث جعلوا الإمام الحادي عشر هو الحسن العسكري ، و بعد موته انتقلت الإمامة إلى ابنه محمد بن الحسن العسكري الذي دخل سرداب سامراء ، فدعوى المهدي في مبدئها للشيعة ، فهم الذين آمنوا بها و صدقوها ، و أكثروا من ذكر هذا المهدي المنتظر ، فاقتبس بعض أهل السنة هذا الاعتقاد ، ثم سار في طريقه و تلقينه إلى حالة انتشار هذه الفكرة عند المتأخرين حتى جعلوها طريقة و عقيدة ، و متى غيرت قيل: غيرت السنة ، و هكذا حال البدعة ، فبسبب مجاورتهم للشيعة و اختلاطهم به اقتبوسها منهم،
و إلا فإنها ليست من عقيدة أهل السنة ، و لهذا لم يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في عقائده ، لا في الواسطية و لا في الأصفهانية و لا السبعينية و لا التسعينية و العرشية ، كما أنها لم تذكر في عقيدة الطحاوية و لا في شرحها ، و لا في عقيدة ابن قدامة ، ولا عقيدة ابن زيدون المالكي .
فعدم ذكرهم لها يدل على أنها ليست من عقائد الإسلام و المسلمين ، و المهدي في مبدأ دعوته هو واحد و ليس باثنين ، فلم يقل أحد : إنهما مهديان ، و إنما هو مهدي واحد ، تنازعه أفكار الشيعة و أفكار بعض أهل السنة ، فكل لوم أو ذم ينحى به على الشيعة لإيمانهم بإمامهم محمد بن الحسن الذي هو في سرداب ، فإنه ينطبق بطريق و الموافقة على أهل السنة الذين يصدقون بالمهدي المجهول في عالم الغيب ، فهما في فساد الاعتقاد به سيان .
فبيت الشعر للسفاريني على الحالتين غير صواب و لا صحيح ، و السفاريني رحمه الله هو أقوى من ثبت دعائم عقيدة المهدي في قلوب المسلمين .
ثالثا : إن المهدي لم يذكر في القرآن ، و لا في صحيح البخاري و مسلم فقد نزها كتبهما عن ذكره ، و عن الحديث عنه مع رواج الخبر عنه في زمانها ، فلا نرى ذلك إلا لضعف عندهما.
رابعا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بجوامع الكلم ، فكان يختصر الحكم الكثيرة في الكلمات اليسيرة ، تقول عائشة : لقد كان رسول الله يتكلم بكلمات لوعدها العاد لأحصاها.
و أحاديث المهدي هي بمثابة حديث ألف ليلة و ليلة ، قد أحصاها الشوكاني فيما يزيد على خمسين حديثا ، و كلها متخالفة و مضطربة ينقض بعضها بعضا ، منها ما يشير إلى أن المهدي هو علي ابن أبي طالب ، و منها ما يشير إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه محمد بن الحنفية ، و أنه حي في جبل رضوى بين مكة و المدينة ، و عنده عينا عسل و ماء ، و منها ما يشير إلى إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه رجل اسمه الحارث ، و يؤمر بالسعي إليه لبيعته و لو حبوا على الركب أو على الثلج ، إلى غير ذلك من الأحاديث التي يعلم كل عاقل بأن رسول الله منزه عنها .
و في القرن التاسع لما كثر المدعون للمهدي ، ثارت الفتن بسببه كما ذكرها المسعودي في تاريخه ، فعند ذلك اضطر بعض المحققين من العلماء أن ينقدوا أحاديث المهدي ليعرفوا قويها من ضعيفها ، و صحيحها من سقيمها ، لكون الحوادث في الحياة هي أم الاختراعات ، فتصدى ابن خلدون في مقدمته لتدقيق التحقيق فيها فنخلها ثم نثرها حديثا حديثا ، و بين عللها كلها ، و أن من رواتها الكذوب ، و منهم المتهم بالتشيع و الغلو ، و منهم من يرفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، و منهم من لا يحتج به .
و خلاصته أنه حكم على أحاديث المهدي بالضعف .
لكن رأينا بعض العلماء في هذا الزمان يعترض على تصحيحات ابن خلدون قائلا : إنه مؤرخ ، و ليس بصاحب حديث ، و هذا الاعتراض لا موقع له من الصحة ، فإن ابن خلدون عالم جليل ، و لا يقول أحد فيه إلا الخير و كونه مؤرخا لا يمنع من كونه محققا لعشرة أحاديث أو
أكثر ، لكون التحقيق سهل على مثله عند توفر الآلات و الكتب المؤلفة عن صفات الرواة
و دراسة الأشخاص و عدالتهم و القدح فيهم من شؤون التاريخ ، كما أنه من شؤون علم الحديث، و كان لابن خلدون مناظرات و مساجلات في الرد مع ابن حجر صاحب فتح الباري .
و قد رأينا من يؤيد قول ابن خلدون من العلماء المتقدمين ، و الراقين في العلم و المعرفة، و الاعتصام بالكتاب و السنة ، و منهم : العلامة ابن القيم فقد ذكر في كتابه »المنار المنيف «عن أحاديث المهدي و ضعفها كما سنورد كلامه بطوله في التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي المنتظر من كتابنا هذا فلتراجع .
و منهم الإمام الشاطبي في كتابه »الاعتصام «فقد جعل المهديين و الإمامية من أهل البدع ، و يعني بالمهديين : الذين يصدقون بخروج المهدي ، و دونك كلامه بلفظه إثباتا للحجة
و العذر ، و إزالة للشبهة و العذل ، قال بعد كلام له سبق في المتبعين لأهل الأهواء و البدع :
( و كذلك من اتبع المهدي المغربي المنسوب إليه كثير من بدع المغرب فهو في الإثم
و التسمية مع من اتبع إذا انتصب ناصرا لها و محتجا عليها ) .
و قال : ( و لقد زل بسبب الإعراض عن الدليل ، و الاعتماد على الرجل أقوام خرجوا بسبب ذلك عن جادة الصحابة و التابعين ، و اتبعوا أهواءهم بغير علم فضلوا عن سواء السبيل ).
و قال : ( مذهب الفرقة المهدوية التي جعلت أفعال مهديهم حجة ، وافقت حكم الشريعة أو خالفت ، بل جعلوا أكثر ذلك انفحة في عقد إيمانهم ، من خالفها كفروه وجعلوا حكمه حكم الكافر الأصلي ) .
و بذلك تنقطع حجة من ادعى أنه لم يسبق الإمام ابن خلدون أحد من العلماء في تضعيف أحاديث المهدي ، و قد كاد أن ينعقد الإجماع من العلماء المتأخرين من أهل الأمصار في تضعيف أحاديث المهدي ، و كونها مصنوعة و موضوع على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل التعارض و التناقض ، و المخالفات و الإشكال ، مما يجعل الأمر جليا للعيان ، و لا يخفى إلا على ضعفة الأفهام ، و الله يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم .
إن فكرة المهدي هذه لها أسباب سياسة و اجتماعية و دينية ، و كلها نبعت من عقائد الشيعة، و كانوا هم البادئين باختراعها ، و ذلك بعد خروج الخلافة من آل البيت .
وإننا متى حاولنا جمع أحاديث المهدي التي يقولون بصحتها وتواترها بالمعنى ، وقابلنا بعضها ببعض ، لنستخلص منها حديثا صحيحاً صريحاً في المهدي ، فإنه يعسر علينا حصوله وكلها غير صحيحة ولا صريحة ولا متواترة بالمعنى بل هي متعارضة ومتخالفة ، وغالبها حكايات عن أحداث ومتى حاولت جمعها نتج لك منها عشرة مهديين ، صفة كل واحد غير الآخر مما يدل بطريق اليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بها ، منهم مثلاً :
1 - مهدي يخرج من إثني عشر خليفه الذين يستقيم بهم الدين.
2 - ومهدي استخرجوه من حديث: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً .
3 - ومهدي منا أجلى الجبهة ، أقنى الأنف .
4 - ومهدي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي من عترتي ، ومن ولد فاطمة.
5 - ومهدي يكون اختلاف عند موت خليفه ، فيخرج رجل من أهل المدينة إلى مكة ، فيبايعونه بين الركن والمقام .
6 - ومهدي يخرج من وراء النهر يقال له : الحارث بن حران ، وعلي مقدمته رجل يقال
له: منصور ، يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
7 ـ و مهدي قال فيه رسول الله : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة .
8 ـ ومهدي قال فيه رسول الله : إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و إن أهل بيتي سيلقون ذلا و تشريدا من بعدي حتى يأتي قوم من المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الحق فلا يعطونه
9 ـ ومهدي أخواله كلب .
10 - ومهدي قال فيه رسو الله : لا مهدي بعدي إلا عيسى بن مريم.
وهذه الأحاديث هي التي يزعم المتعصبون لصحة خروج المهدي بأنها صحيحة ومتواترة بالمعنى وهي لا صحيحة ولا صريحة ولا متواترة .
لهذا وقبل ذلك تنبه العلماء من المتقدمين والمتأخرين لرد الأحاديث التي يرددونها ويموهون بها على الناس ، فأخضعوها للتصحيح والتمحيص وبينوا ما فيها من الجرح والتضعيف وكونها مزورة على الرسول من قبل الزنادقة الكذابين . وممن انتقد هذه الأحاديث وبين
معايبها: العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " المنار المنيف في الصحيح والضعيف" .
وقد أشرنا إلى كلامه في كتابنا ومنهم : الشاطبي صاحب الاعتصام فقد ألحق المهدية
و الإمامية بأهل البدع ، ويعني بالمهدية : الذي يعتقدون صحة خروج المهدي ، وكذلك ابن خلدون في مقدمته فقد فحص أحاديث المهدي وبين بطلان ما يزعمونه صحيحاً منها ، فسامها كلها بالضعف وعدم الصحة ، وأن من رواتها من يتهم بالتشيع ، ومنهم الحروري ، ومنهم من يعتقد رفع السيف على أهل القبلة ، ومنهم من يتهم بالكذب ، ومنهم من يتهم بسوء الحفظ ، ومن يتهم برفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، مع ما فيها من التعارض والاضطراب والاختلاف .
ثم قال: »والحق ينبغي أن يتقرر أن ما تدعيه العامة والأغمار من الدهماء ممن لا يرجع في رأيه إلى اعتقاد صحيح ، ولا إلى علم صريح يفيده ، فيجيبون في ذلك على غير نسبة وفي غير مكان تقليلداً لما اشتهر من ظهور الفاطمي ، ولا يعلمون حقيقة الأمر وإنما يقولون تقليداً فقد ظهرت حركات كثيرة كلها تدعي أنها المهدي ، ثم ظهر ناس بهذه الدعوة وينتحلون السنة وليسوا عليها إلا الأقل « .
ويقول " محمد فريد وجدي " في دائرة المعارف الجزء 99 صـ 480 : ما ورد في المهدي المنتظر من أحاديث ، والناظرون فيها من أولي البصائر لا يجدون في صدورهم حرجاً من تنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولها ، فإن فيها من الغلو والخبط في التواريخ والإغراق في المبالغة ، والجهل بأمور الناس والبعد عن سنن الله المعروفة ما يشعر المطالع لأول وهلة أنها أحاديث موضوعة تعمد وضعها رجال من أهل الزيغ المشايعين لبعض أهل الدعوة من طلبة الخلافة في بلاد العرب أو المغرب .
وقد ضعّف كثير من أئمة المسلمين أحاديث المهدي ، واعتبروها مما لا يجوز النظر فيه منهم : الدار قطني والذهبي ، وقد أوردناها مجتمعة لتكون بمرأى من كل باحث في هذا الأمر حتى لا يجرؤ بعض الغلاة على التضليل بها على الناس . انتهي
ويقول الأستاذ البلاغي في تصوير حالة المنتظرين للمهدي: إن هؤلاء الناس يعيشون تحت ركام من الإيحاءات والتمنيات المستمرة بشأن ظهور المهدي . وحتى امتلأت قلوبهم وجوانحهم بالبشرى به والشوق إلى لقائه وطالت عليهم ليالي الانتظار في توقع صبح الفرج، فكان من يأتيهم باسم المهدي يكون حاجتهم المطلوبة ، وأمنيتهم المنتظرة ، ويأتي إلى مهاد موطد وأمر ممهد ، وقد امتلأت بالرغبة إليه القلوب ، واشتاقت إليه النفوس وامتدت الأعناق وشخصت الأبصار فلا يحتاج المتمهدي فيه من ضعفاء البصائر إلا إلى شيء من التمويه والتلبس الذي قد فتح بابه وقدح زناد فتنته . انتهى.
هذا الجهل هو الذي أدى إلى وضع ألف ومائتي حديث موضوع في المهدي عند الإمامية، وإلى وضع خمسين حديثاً عند أهل السنة ، إن مثل هذه الأحاديث المختلفة هي التي أفسدت العقول وجعلتهم يتبعون الملاحدة والمفسدين من دعاة المهدية . و إنه على فرض صحة هذه الأحاديث، أو بعضها ، أو تواترها بالمعنى ، حسب ما يدعون ، فإنها لا تعلق لها بالعقيدة الدينية ، و لم يدخلها علماء السنة في عقائدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية في رسائله : الواسطية و الأصفهانية
و السبعينية ، التسعينية ، و لم تذكر في عقيدة الطحاوية و شرحها ، و لا عقيدة ابن قدامة ، و لا في الإبانة في أصول الديانة للأشعري ، و هي تتمشى على عقيدة أهل السنة ، و هي من آخر مؤلفاته ، و جعلها خاتمة حياته ، فعدم إدخالها في عقائدهم مما يدل على أنهم يعتبروها من عقائد الإسلام و المسلمين ثم إن غالب الأحاديث التي زعموها صحيحة و متواترة بالمعنى ، ما هي إلا حكاية عن أحداث تقع مع أشخاص ، كرجل هرب من المدينة إلى مكة فيبايع له بين الركن
و المقام ، و رجل يخرج من رواء النهر فيبايع له ، رجل يخرج بعد خليفة ، و يخرج اسمه الحارث ، و رجل يصلحه الله في ليلة .
فهذه كلها ليست من العقائد الدينية كما زعم دعاة المهدي و المتعصبون لصحة خروجه، كما حدث من هذا المدعي أنه المهدي الذي سفك دماء زكية برئية في الشهر الحرام ، في البلد الحرام و في المسجد الحرام ، و حول البيت الحرام الذي يستقبله المؤمنون في المشارق
و المغارب في صلاتهم و دعائهم ، و روع المسلمين و أحدث بينهم زلزالا شديدا و كفى بالمسيء عمله .
لهذا يجب طرح فكرة المهدي جانبا ، فعندنا كتاب الله تعالى نستغني به عن كل دعي مفتون ، و هو الملجأ الذي أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم باللواذ به عند الفتن ، كما أن لدينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح منها سواء كان متواترا أو آحادا .
قال محمد رشيد رضا في تفسيره »المنار «عند تفسيره سورة الأعراف ما نذكره ملخصا : أما التعارض في أحاديث المهدي فهو أقوى و أظهر و الجمع بين الروايات أعسر،
و المنكرون لها أكثر ، و الشبهة فيها أظهر .
و لذلك لم يعتد الشيخان ــ البخاري و مسلم ــ شيئا من رواياتها ، و قد كانت أحاديث المهدي أكبر مثارات للفساد و الفتن في الشعوب الإسلامية ، إذ تصدى كثير من محبي و الملك
و السلطان ، و من أدعياء الولاية ، و أولياء الشيطان للدعوة المهدية في الشرق و الغرب،
و تأييد دعواهم بالقتال و الحرب ، و بالبدع و الإفساد في الأرض ، حتى خرج ألوف الألوف عن هداية السنة النبوية ، و مرق بعضهم من الإسلام مروق السهم من الرمية .
و صار في كل زمان و في كل مكان يظهر مخرف و يقول : أنا المهدي المنتظر . حتى كان المهدي جرثومة البدع ، و مثار الفتن ، و لا يزال علماء السنة في كل مكان يحاربون هذه الدعوى ، و يحاربون من تسمى بها لاعتباره من الكذابين الدجالين ، و الحق : أن المهدي المنتظر لا صحة له و لا وجود له قطعا .
و في سنن ابن ماجه : لا مهدي إلا عيسى بن مريم .
و إنه بمقتضى التأمل للأحاديث الواردة في المهدي ، نجدها من الضعاف التي لا يعتمد عليها ، و أكثرها من رواية أبي نعيم في »حلية الأولياء «و كلها متعارضة و متخالفة ، ليست بصحيحة و لا صريحة ، و لا متواترة ، لا باللفظ و لا بالمعنى .
و لست أنا أول من قال ببطلان دعوى المهدي ، و كونه لا حقيقة لها فقد سبقني من قال بذلك من العلماء المحققين ، فقد رأيت لأستاذنا الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع رسالة حقق فيها بطلان دعوى المهدي ، و أنه لا حقيقة لوجوده ، و كل الأحاديث الواردة فيه ضعيفة جدا ، فلا ينكر على من أنكره . كما رأيت أيضا لمنشئ المنار محمد رشيد رضا ، رسالة ممتعة يحقق فيها بطلان دعوى المهدي ، و أن كل الأحاديث الواردة فيه لا صحة لها قطعا ، و أشار إلى بطلان دعواه في تفسير المنار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ عبد الله بن زيد بن محمود في رسالته المسماة (لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر)
رشيد رضا
ابن خلدون
انكر عدد من العلماء المهدي لعدم صحة الروايات
http://eljanaonmyhome.montadalhilal.com/t880-topic
============
الشيخ عبدالعزيز ابن باز لم يكفر من انكر المهدي
عنوان الفتوى انكار الدجال ونزول عيسى
هات فتوى خاصة في كفر من انكر المهدي
الروايات الخاصة في المهدي ضعيفة
==============
الالباني لم يكفر من انكر المهدي
ورد في كلام الالباني ان من ينكر المهدي مفتى الازهر شلتوت
الشيخ شلتوت مفتى الازهر وهو عالم كبير انكر المهدي
الالباني لم يقل إنكار المهدي ك إنكار الله وسكت .2
بل بين ان هناك من انكر المهدي بسبب ان البعض قد ادعى المهدوية 3
الالباني يتسائل هل سننكر الله بسبب ادعاء فرعون الالوهية 4
مهدي السنة غير مهدي الشيعة خسرومجوس الذي يخرج من ايران وهو الاعور الدجال
الالباني يقيس على كلام من انكر المهدي سبب انه ادعى المهدوية عدد من الناس2
معنى كلام الالباني هل سننكر الله لان فرعون ادعى الالوهية 3
الحيدري نسف كذبة ولادة المهدي بان لا سند تاريخي على ولادة المهدي ههههههههه
مهدي السنة غير مهدي الشيعة خسرومجوس الذي يخرج من ايران وهو الاعور الدجال
==================================
الامام ابن القيم و الشاطبي ينكرون مهدي اهل السنة ايضا
--------------------------------------------------------------------------------
كتب الشيخ عبدالله بن زيد ال محمود صنو الشيخ ابن اباز و تلميذ الشيخ ابن سعدي و قاضي قطر من قبل الملك عبدالعزيز
بحثا مفيدا جدا عن مسألة امهدي المنتظر أثبت فيه ان الاعتقاد بالمهدي انما هو مجرد خرافة لا اساس لها من الصحة .
وما دعوى المهدوية الا بدعة سياسية سببها خلاف ال البيت عليهم السلام مع الامويين حول الخلافة . و قد جرت هذه العقيدة من
الويلات على المسلمين ما الله به عليم .
ومن ابرز من انكر خروج المهدي ابن خلون في المقدمة و ابن القيم في المنار المنيف و الشاطبي في الاعتصام و الشيخ محمد
رشيد رضا و الشيخ السلفي محمد بن عبد العزيز المانع و الشيخ محمد رشيد رضا و كل هؤلاء سلفيون او على الأقل عند من
لا يرى السلفية الا في الوهابية النجدية من أهل السنة والجماعة لا من المعتزلة .
و قد انكر احاديث المهدي أئمة كبار منهم الدارقطني و ابن القيم .
و لم يرد لا في البخاري ولا مسلم حديث واحد عن المهدي وما تركوا احاديثه الا لكثرة عللها و عيوبها , ولا ذكرها احد من
اهل السنة في عقائدهم لا ابن تيمية في الواسطية و لا التدمرية ولا الحموية ولا غيرها ولا ذكرها الطحاوي و لا ابو الحسن
الأشعري ولا ابنقدامة ولا ابن زيدون المالكي و ما ذلك الا لان اعتقاد المهدي خرافة .
هذا اختصار ماجاء في بحث الشيخ و هو موجود على هذا الرابط http://www.alshreef.com/abooksmain.html
و من اراد البسط دونه هو :
مقام المسلم من المهدي
و مقام المسلم منه :
أولا : أنه لا يجب الإيمان الجازم بخروجه لقوة الخلاف في الأحاديث ، فلا ينكر على من أنكره ، و إنما يتوجه الإنكار على ما قال بصحة خروجه .
ثانيا : ليس من عقيدة الإسلام و المسلمين الإيمان به ، كالإيمان بوجود الرب ، و الإيمان بالملائكة ، و الإيمان بالبعث بعد الموت ، و الإيمان بالجنة و النار إذ هذه من أمور الآخرة التي يجب اعتقادها و وقوعها جلية للعيان في دار الآخرة ، و قد أثبتها القرآن و صحيح السنة ، و ليس منها الإيمان بالمهدي ، و قد غلط السفاريني حيث أدخل الإيمان به في عقيدته فقال :
محمد المهدي و المسيح
منها الإمام الخاتم الفصيح
فقد أخطأ حيث جعل المهدي هو الخاتم ، و إن حملناه على جعله خاتم الأئمة الإثني عشر خليفة الذين يستقيم بهم أمر الدين ، فهذا هو نفس عقيدة الشيعة حيث جعلوا الإمام الحادي عشر هو الحسن العسكري ، و بعد موته انتقلت الإمامة إلى ابنه محمد بن الحسن العسكري الذي دخل سرداب سامراء ، فدعوى المهدي في مبدئها للشيعة ، فهم الذين آمنوا بها و صدقوها ، و أكثروا من ذكر هذا المهدي المنتظر ، فاقتبس بعض أهل السنة هذا الاعتقاد ، ثم سار في طريقه و تلقينه إلى حالة انتشار هذه الفكرة عند المتأخرين حتى جعلوها طريقة و عقيدة ، و متى غيرت قيل: غيرت السنة ، و هكذا حال البدعة ، فبسبب مجاورتهم للشيعة و اختلاطهم به اقتبوسها منهم،
و إلا فإنها ليست من عقيدة أهل السنة ، و لهذا لم يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في عقائده ، لا في الواسطية و لا في الأصفهانية و لا السبعينية و لا التسعينية و العرشية ، كما أنها لم تذكر في عقيدة الطحاوية و لا في شرحها ، و لا في عقيدة ابن قدامة ، ولا عقيدة ابن زيدون المالكي .
فعدم ذكرهم لها يدل على أنها ليست من عقائد الإسلام و المسلمين ، و المهدي في مبدأ دعوته هو واحد و ليس باثنين ، فلم يقل أحد : إنهما مهديان ، و إنما هو مهدي واحد ، تنازعه أفكار الشيعة و أفكار بعض أهل السنة ، فكل لوم أو ذم ينحى به على الشيعة لإيمانهم بإمامهم محمد بن الحسن الذي هو في سرداب ، فإنه ينطبق بطريق و الموافقة على أهل السنة الذين يصدقون بالمهدي المجهول في عالم الغيب ، فهما في فساد الاعتقاد به سيان .
فبيت الشعر للسفاريني على الحالتين غير صواب و لا صحيح ، و السفاريني رحمه الله هو أقوى من ثبت دعائم عقيدة المهدي في قلوب المسلمين .
ثالثا : إن المهدي لم يذكر في القرآن ، و لا في صحيح البخاري و مسلم فقد نزها كتبهما عن ذكره ، و عن الحديث عنه مع رواج الخبر عنه في زمانها ، فلا نرى ذلك إلا لضعف عندهما.
رابعا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بجوامع الكلم ، فكان يختصر الحكم الكثيرة في الكلمات اليسيرة ، تقول عائشة : لقد كان رسول الله يتكلم بكلمات لوعدها العاد لأحصاها.
و أحاديث المهدي هي بمثابة حديث ألف ليلة و ليلة ، قد أحصاها الشوكاني فيما يزيد على خمسين حديثا ، و كلها متخالفة و مضطربة ينقض بعضها بعضا ، منها ما يشير إلى أن المهدي هو علي ابن أبي طالب ، و منها ما يشير إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه محمد بن الحنفية ، و أنه حي في جبل رضوى بين مكة و المدينة ، و عنده عينا عسل و ماء ، و منها ما يشير إلى إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه رجل اسمه الحارث ، و يؤمر بالسعي إليه لبيعته و لو حبوا على الركب أو على الثلج ، إلى غير ذلك من الأحاديث التي يعلم كل عاقل بأن رسول الله منزه عنها .
و في القرن التاسع لما كثر المدعون للمهدي ، ثارت الفتن بسببه كما ذكرها المسعودي في تاريخه ، فعند ذلك اضطر بعض المحققين من العلماء أن ينقدوا أحاديث المهدي ليعرفوا قويها من ضعيفها ، و صحيحها من سقيمها ، لكون الحوادث في الحياة هي أم الاختراعات ، فتصدى ابن خلدون في مقدمته لتدقيق التحقيق فيها فنخلها ثم نثرها حديثا حديثا ، و بين عللها كلها ، و أن من رواتها الكذوب ، و منهم المتهم بالتشيع و الغلو ، و منهم من يرفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، و منهم من لا يحتج به .
و خلاصته أنه حكم على أحاديث المهدي بالضعف .
لكن رأينا بعض العلماء في هذا الزمان يعترض على تصحيحات ابن خلدون قائلا : إنه مؤرخ ، و ليس بصاحب حديث ، و هذا الاعتراض لا موقع له من الصحة ، فإن ابن خلدون عالم جليل ، و لا يقول أحد فيه إلا الخير و كونه مؤرخا لا يمنع من كونه محققا لعشرة أحاديث أو
أكثر ، لكون التحقيق سهل على مثله عند توفر الآلات و الكتب المؤلفة عن صفات الرواة
و دراسة الأشخاص و عدالتهم و القدح فيهم من شؤون التاريخ ، كما أنه من شؤون علم الحديث، و كان لابن خلدون مناظرات و مساجلات في الرد مع ابن حجر صاحب فتح الباري .
و قد رأينا من يؤيد قول ابن خلدون من العلماء المتقدمين ، و الراقين في العلم و المعرفة، و الاعتصام بالكتاب و السنة ، و منهم : العلامة ابن القيم فقد ذكر في كتابه »المنار المنيف «عن أحاديث المهدي و ضعفها كما سنورد كلامه بطوله في التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي المنتظر من كتابنا هذا فلتراجع .
و منهم الإمام الشاطبي في كتابه »الاعتصام «فقد جعل المهديين و الإمامية من أهل البدع ، و يعني بالمهديين : الذين يصدقون بخروج المهدي ، و دونك كلامه بلفظه إثباتا للحجة
و العذر ، و إزالة للشبهة و العذل ، قال بعد كلام له سبق في المتبعين لأهل الأهواء و البدع :
( و كذلك من اتبع المهدي المغربي المنسوب إليه كثير من بدع المغرب فهو في الإثم
و التسمية مع من اتبع إذا انتصب ناصرا لها و محتجا عليها ) .
و قال : ( و لقد زل بسبب الإعراض عن الدليل ، و الاعتماد على الرجل أقوام خرجوا بسبب ذلك عن جادة الصحابة و التابعين ، و اتبعوا أهواءهم بغير علم فضلوا عن سواء السبيل ).
و قال : ( مذهب الفرقة المهدوية التي جعلت أفعال مهديهم حجة ، وافقت حكم الشريعة أو خالفت ، بل جعلوا أكثر ذلك انفحة في عقد إيمانهم ، من خالفها كفروه وجعلوا حكمه حكم الكافر الأصلي ) .
و بذلك تنقطع حجة من ادعى أنه لم يسبق الإمام ابن خلدون أحد من العلماء في تضعيف أحاديث المهدي ، و قد كاد أن ينعقد الإجماع من العلماء المتأخرين من أهل الأمصار في تضعيف أحاديث المهدي ، و كونها مصنوعة و موضوع على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل التعارض و التناقض ، و المخالفات و الإشكال ، مما يجعل الأمر جليا للعيان ، و لا يخفى إلا على ضعفة الأفهام ، و الله يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم .
إن فكرة المهدي هذه لها أسباب سياسة و اجتماعية و دينية ، و كلها نبعت من عقائد الشيعة، و كانوا هم البادئين باختراعها ، و ذلك بعد خروج الخلافة من آل البيت .
وإننا متى حاولنا جمع أحاديث المهدي التي يقولون بصحتها وتواترها بالمعنى ، وقابلنا بعضها ببعض ، لنستخلص منها حديثا صحيحاً صريحاً في المهدي ، فإنه يعسر علينا حصوله وكلها غير صحيحة ولا صريحة ولا متواترة بالمعنى بل هي متعارضة ومتخالفة ، وغالبها حكايات عن أحداث ومتى حاولت جمعها نتج لك منها عشرة مهديين ، صفة كل واحد غير الآخر مما يدل بطريق اليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بها ، منهم مثلاً :
1 - مهدي يخرج من إثني عشر خليفه الذين يستقيم بهم الدين.
2 - ومهدي استخرجوه من حديث: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً .
3 - ومهدي منا أجلى الجبهة ، أقنى الأنف .
4 - ومهدي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي من عترتي ، ومن ولد فاطمة.
5 - ومهدي يكون اختلاف عند موت خليفه ، فيخرج رجل من أهل المدينة إلى مكة ، فيبايعونه بين الركن والمقام .
6 - ومهدي يخرج من وراء النهر يقال له : الحارث بن حران ، وعلي مقدمته رجل يقال
له: منصور ، يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
7 ـ و مهدي قال فيه رسول الله : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة .
8 ـ ومهدي قال فيه رسول الله : إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و إن أهل بيتي سيلقون ذلا و تشريدا من بعدي حتى يأتي قوم من المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الحق فلا يعطونه
9 ـ ومهدي أخواله كلب .
10 - ومهدي قال فيه رسو الله : لا مهدي بعدي إلا عيسى بن مريم.
وهذه الأحاديث هي التي يزعم المتعصبون لصحة خروج المهدي بأنها صحيحة ومتواترة بالمعنى وهي لا صحيحة ولا صريحة ولا متواترة .
لهذا وقبل ذلك تنبه العلماء من المتقدمين والمتأخرين لرد الأحاديث التي يرددونها ويموهون بها على الناس ، فأخضعوها للتصحيح والتمحيص وبينوا ما فيها من الجرح والتضعيف وكونها مزورة على الرسول من قبل الزنادقة الكذابين . وممن انتقد هذه الأحاديث وبين
معايبها: العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " المنار المنيف في الصحيح والضعيف" .
وقد أشرنا إلى كلامه في كتابنا ومنهم : الشاطبي صاحب الاعتصام فقد ألحق المهدية
و الإمامية بأهل البدع ، ويعني بالمهدية : الذي يعتقدون صحة خروج المهدي ، وكذلك ابن خلدون في مقدمته فقد فحص أحاديث المهدي وبين بطلان ما يزعمونه صحيحاً منها ، فسامها كلها بالضعف وعدم الصحة ، وأن من رواتها من يتهم بالتشيع ، ومنهم الحروري ، ومنهم من يعتقد رفع السيف على أهل القبلة ، ومنهم من يتهم بالكذب ، ومنهم من يتهم بسوء الحفظ ، ومن يتهم برفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، مع ما فيها من التعارض والاضطراب والاختلاف .
ثم قال: »والحق ينبغي أن يتقرر أن ما تدعيه العامة والأغمار من الدهماء ممن لا يرجع في رأيه إلى اعتقاد صحيح ، ولا إلى علم صريح يفيده ، فيجيبون في ذلك على غير نسبة وفي غير مكان تقليلداً لما اشتهر من ظهور الفاطمي ، ولا يعلمون حقيقة الأمر وإنما يقولون تقليداً فقد ظهرت حركات كثيرة كلها تدعي أنها المهدي ، ثم ظهر ناس بهذه الدعوة وينتحلون السنة وليسوا عليها إلا الأقل « .
ويقول " محمد فريد وجدي " في دائرة المعارف الجزء 99 صـ 480 : ما ورد في المهدي المنتظر من أحاديث ، والناظرون فيها من أولي البصائر لا يجدون في صدورهم حرجاً من تنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولها ، فإن فيها من الغلو والخبط في التواريخ والإغراق في المبالغة ، والجهل بأمور الناس والبعد عن سنن الله المعروفة ما يشعر المطالع لأول وهلة أنها أحاديث موضوعة تعمد وضعها رجال من أهل الزيغ المشايعين لبعض أهل الدعوة من طلبة الخلافة في بلاد العرب أو المغرب .
وقد ضعّف كثير من أئمة المسلمين أحاديث المهدي ، واعتبروها مما لا يجوز النظر فيه منهم : الدار قطني والذهبي ، وقد أوردناها مجتمعة لتكون بمرأى من كل باحث في هذا الأمر حتى لا يجرؤ بعض الغلاة على التضليل بها على الناس . انتهي
ويقول الأستاذ البلاغي في تصوير حالة المنتظرين للمهدي: إن هؤلاء الناس يعيشون تحت ركام من الإيحاءات والتمنيات المستمرة بشأن ظهور المهدي . وحتى امتلأت قلوبهم وجوانحهم بالبشرى به والشوق إلى لقائه وطالت عليهم ليالي الانتظار في توقع صبح الفرج، فكان من يأتيهم باسم المهدي يكون حاجتهم المطلوبة ، وأمنيتهم المنتظرة ، ويأتي إلى مهاد موطد وأمر ممهد ، وقد امتلأت بالرغبة إليه القلوب ، واشتاقت إليه النفوس وامتدت الأعناق وشخصت الأبصار فلا يحتاج المتمهدي فيه من ضعفاء البصائر إلا إلى شيء من التمويه والتلبس الذي قد فتح بابه وقدح زناد فتنته . انتهى.
هذا الجهل هو الذي أدى إلى وضع ألف ومائتي حديث موضوع في المهدي عند الإمامية، وإلى وضع خمسين حديثاً عند أهل السنة ، إن مثل هذه الأحاديث المختلفة هي التي أفسدت العقول وجعلتهم يتبعون الملاحدة والمفسدين من دعاة المهدية . و إنه على فرض صحة هذه الأحاديث، أو بعضها ، أو تواترها بالمعنى ، حسب ما يدعون ، فإنها لا تعلق لها بالعقيدة الدينية ، و لم يدخلها علماء السنة في عقائدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية في رسائله : الواسطية و الأصفهانية
و السبعينية ، التسعينية ، و لم تذكر في عقيدة الطحاوية و شرحها ، و لا عقيدة ابن قدامة ، و لا في الإبانة في أصول الديانة للأشعري ، و هي تتمشى على عقيدة أهل السنة ، و هي من آخر مؤلفاته ، و جعلها خاتمة حياته ، فعدم إدخالها في عقائدهم مما يدل على أنهم يعتبروها من عقائد الإسلام و المسلمين ثم إن غالب الأحاديث التي زعموها صحيحة و متواترة بالمعنى ، ما هي إلا حكاية عن أحداث تقع مع أشخاص ، كرجل هرب من المدينة إلى مكة فيبايع له بين الركن
و المقام ، و رجل يخرج من رواء النهر فيبايع له ، رجل يخرج بعد خليفة ، و يخرج اسمه الحارث ، و رجل يصلحه الله في ليلة .
فهذه كلها ليست من العقائد الدينية كما زعم دعاة المهدي و المتعصبون لصحة خروجه، كما حدث من هذا المدعي أنه المهدي الذي سفك دماء زكية برئية في الشهر الحرام ، في البلد الحرام و في المسجد الحرام ، و حول البيت الحرام الذي يستقبله المؤمنون في المشارق
و المغارب في صلاتهم و دعائهم ، و روع المسلمين و أحدث بينهم زلزالا شديدا و كفى بالمسيء عمله .
لهذا يجب طرح فكرة المهدي جانبا ، فعندنا كتاب الله تعالى نستغني به عن كل دعي مفتون ، و هو الملجأ الذي أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم باللواذ به عند الفتن ، كما أن لدينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح منها سواء كان متواترا أو آحادا .
قال محمد رشيد رضا في تفسيره »المنار «عند تفسيره سورة الأعراف ما نذكره ملخصا : أما التعارض في أحاديث المهدي فهو أقوى و أظهر و الجمع بين الروايات أعسر،
و المنكرون لها أكثر ، و الشبهة فيها أظهر .
و لذلك لم يعتد الشيخان ــ البخاري و مسلم ــ شيئا من رواياتها ، و قد كانت أحاديث المهدي أكبر مثارات للفساد و الفتن في الشعوب الإسلامية ، إذ تصدى كثير من محبي و الملك
و السلطان ، و من أدعياء الولاية ، و أولياء الشيطان للدعوة المهدية في الشرق و الغرب،
و تأييد دعواهم بالقتال و الحرب ، و بالبدع و الإفساد في الأرض ، حتى خرج ألوف الألوف عن هداية السنة النبوية ، و مرق بعضهم من الإسلام مروق السهم من الرمية .
و صار في كل زمان و في كل مكان يظهر مخرف و يقول : أنا المهدي المنتظر . حتى كان المهدي جرثومة البدع ، و مثار الفتن ، و لا يزال علماء السنة في كل مكان يحاربون هذه الدعوى ، و يحاربون من تسمى بها لاعتباره من الكذابين الدجالين ، و الحق : أن المهدي المنتظر لا صحة له و لا وجود له قطعا .
و في سنن ابن ماجه : لا مهدي إلا عيسى بن مريم .
و إنه بمقتضى التأمل للأحاديث الواردة في المهدي ، نجدها من الضعاف التي لا يعتمد عليها ، و أكثرها من رواية أبي نعيم في »حلية الأولياء «و كلها متعارضة و متخالفة ، ليست بصحيحة و لا صريحة ، و لا متواترة ، لا باللفظ و لا بالمعنى .
و لست أنا أول من قال ببطلان دعوى المهدي ، و كونه لا حقيقة لها فقد سبقني من قال بذلك من العلماء المحققين ، فقد رأيت لأستاذنا الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع رسالة حقق فيها بطلان دعوى المهدي ، و أنه لا حقيقة لوجوده ، و كل الأحاديث الواردة فيه ضعيفة جدا ، فلا ينكر على من أنكره . كما رأيت أيضا لمنشئ المنار محمد رشيد رضا ، رسالة ممتعة يحقق فيها بطلان دعوى المهدي ، و أن كل الأحاديث الواردة فيه لا صحة لها قطعا ، و أشار إلى بطلان دعواه في تفسير المنار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق