الخميس، 11 أبريل 2024

حكم زيارة المقابر أول يوم العيد؟

 هل #زيارة المقابر #بدعة أول يوم العيد؟ كما يقول الوهابية


#الجواب: لا مشكلة في زيارة القبور في العيد من حيث الأصل.
وما يقال في تخصيص العيد بزيارة القبور؛ هو ما يقال في سائر الأمور التي وردت في النص مطلقة؛ كالذكر والصلاة المطلقة والصوم المطلق وغير ذلك..
يعني: ورد في النصوص الحث على زيارة القبور، لكنه لم يعين بوقت أو موسم، والمطلق لا يوجد في الخارج إلا مقيدا بوجه ما.
حينئذ نقول: كل من زار القبور في أي وقت= فقد أوقع الزيارة مقيدة بوقت، وامتثل الحث على الزيارة، عيدا كان أو غيره.
فمن زار القبور في العيد فهو ممتثل للأمر؛ كمن زارها في غير العيد.
ولا وجه لتبديعه من حيث الأصل.
فما المحذور إذن؟
المحذور: اعتقاد فضيلة خاصة لزيارة القبور في العيد.
وكذا تعمد زيارتها هذا الوقت؛ لأجل العيد، وكأنها من عبادات هذا اليوم وشعائره.
وكذا لو علم من حال الشخص أنه لا يزور القبور إلا في العيد؛ لأن هذا ضرب من التخصيص بلا دليل.
وكذا لو غلب على الناس اعتقاد كون ذلك من شعائر الأعياد وما يشرع فيها، فيحتاج إلى التنبيه على بطلان هذا الاعتقاد، بلا تحريم لزيارة وقعت لا لأجل العيد،
ولسد الذرائع في هذا الباب مدخل قوي سلكه العلماء، وهو ظاهر في تصرفات جماعة من أكابر الأئمة؛ كمالك وأحمد.
وكذا من المخالفات: ما يفعل أحيانا في الزيارة من استعدادات خاصة بالعيد؛ كالأكل والصدقات عند القبور والخروج في تجمعات.
وكذا زيارة النساء لها؛ إما مطلقا عند من يمنع منها مطلقا، أو بهيئة تؤدي للجزع والمنكرات عند من يبيحها مطلقا.
والصحيح عند فقهائنا الحنابلة: أن زيارة النساء للقبور مكروهة، لا فرق بين العيد وغيره.
- أما إشعار الناس أن هناك نهيا عن الزيارة في العيد= فهذا تخصيص للعام كذلك بلا دليل، وهو من مقابلة البدع بالبدع، ومعالجة الخطأ بالخطأ.
فمن يشنع على زيارة القبور في العيد بإطلاق فهو مخطئ، مخصص للعام في الشرع بلا دليل.
- لا يقال: إن العيد موسم فرح وسرور للأحياء!
لأن هذا لا ينافي تذكر الآخرة، ونحن نقرأ في صلاة العيد: سبح والغاشية، وفيهما التذكير بالآخرة والنعيم والعذاب وذم إيثار الدنيا، إلى آخره.
وتشرع قراءة: ق ، واقتربت، والأمر فيهما ظاهر في هذا المعنى.
فإذا شرعت الزيارة لتذكر الآخرة؛ فهذا مشروع في العيد وغيره.
وإذا شرعت لنفع الميت بالدعاء له؛ فكذلك، وهو بر بالميت وإحسان له في موسم بر وإحسان.
وكذا ما قيل من أن فيها إيناسَ الميت، ونحوه من المعاني الحسنة. والله تعالى أعلم. -- مشاكل وفتن أدعياء السلفية لايخلص لديهم لكل مناسبة اسلامية مشكلة ونحن ورائهم بالمرصاد ننصحهم بالعلم وزيادة الاطلاع ..
حوار مع أخي هل زيارة القبور يوم العيد بدعة
صالح: لا بد من تحذير الناس من البدع التي تحدث يوم العيد ومنها زيارة المقابر.
وليد: ولماذا تحرم الزيارة للقبور يوم العيد.
صالح: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولأن يوم العيد يوم فرح وسرور للمسلمين وليس تجديدا للأحزان، ناهيك عما يحدث في زيارة المقابر من المخالفات الشرعية كقول ما لا يجوز في الميت، والبكاء الممنوع، وما لا يجوز من القول.
وليد: لا بد من تحديد محل البحث، فزيارة القبور يوم العيد مسألة، وما يحدث في تلك الزيارة مسألة أخرى، فإذا جازت زيارة المقابر فيكون الإنكار على العوارض المحرمة في المقبرة.
صالح: بل نقول إن هذه الزيارة حرام سدا للذريعة على المحرم وهو تلك العوارض من الأفعال المحرمة في المقابر.
وليد: بما أنك قلت حرام سدا للذريعة، فهذا يعني أن زيارة العيد مباحة، وليست بدعة، لأن سد الذريعة يكون في المباح، أما البدعة في الدين فهي حرام تحريما أصليا كحرمة الخمر، والقتل، فلا نقول القتل حرام سدا للذريعة! لذلك عليك أن تحدد حكم زيارة القبور يوم العيد أولا ثم تتحدث عن سد الذريعة.
صالح: حسنا، ما حكم زيارة القبور يوم العيد؟
وليد: حكمها كزيارتها قبل العيد وبعده، وكأي وقت من الأوقات وهو أنها سُنة.
صالح: لماذا يخصص يوم العيد بالزيارة، لماذا لا يزور إلا في العيد، أليس هذا تخصيصا؟
وليد: ما معنى تخصيص وأين المخصِّص والمخصَّص.
صالح: فعل الرجل وأهله، لماذا يذهب كل عيد للمقبرة؟
وليد: الفعل وتكراره لا يعني تخصيصا، لأنك لو استغفرت مائتي مرة في اليوم وداومت على ذلك فلا يعد تخصيصا بمجرد المداومة على الفعل، كمن يقرأ جزءا من القرآن بعد العصر يوميا، فهو من أفراد المأمور به شرعا وهو تلاوة القرآن الكريم دون تحديد قدر ووقت، فكل القارئين مأجورون إذا داوموا على القراءة بعد العصر أم بعد المغرب، وحددوا جزءا أم حزبا .
صالح: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد».
وليد: حسنا لم يَزُر الرسول صلى الله عليه وسلم المقبرة يوم الثلاثاء مثلا، فلا نزورها في هذا اليوم، لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد! أثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار المقبرة صباح يوم الثلاثاء، وكذلك صباح الأربعاء ومساء الأحد.
صالح: لا بد من محاربة البدع والضلالات، حتى لا يغير الدين.
وليد: قد تكون الغاية نبيلة ولكن كذلك الحكم الشرعي لا بد أن يكون على أصوله أيضا.
صالح: ولكن لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيارة القبور يوم العيد لا دليل عليه.
وليد: من أصول النظر في الشريعة تعيين الدليل الذي يتنزل على محلِّه في الواقع، وهو زيار القبور يوم العيد، فلك أن تقول أين الدليل الذي يتنزل على مسألة زيارة القبور في العيد وغير العيد.
صالح: أين الدليل.
وليد: أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فهل هذا يُعد من (أمرنا)
صالح:نعم.
وليد: هل قيد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة القبور في يوم أو وقت أو مكان .
صالح: لا.
وليد: فإذا لم يقيد النبي صلى الله عليه وسلم بوقت بل أطلق في الوقت والمكان، فهل يجوز لأحد أن يقيد ما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صالح: ما أطلقه الشارع فالبدعة في تقييده، وما قيده الشارع فالبدعة في إطلاقه، والحديث هنا أطلق الأمر بالزيارة،، فلم يحدد زمانا، والشارع لم يَنْس قيد المنع يوم العيد، قال تعالى: ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) سورة مريم، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) .
وليد: وبما أن الشارع لم يقيد، بل أطلق في الزمان والمكان، فهل تكون زيارة القبور في كل الأوقات من (أمرنا) أم من غير أمرنا.
صالح: بل من (أمرنا).
وليد: إذن، ما حكم زيارة العيد في كل وقت سواء كان عيدا، أم صباحا، أم مساء، أم الثلاثاء وغيره من الأيام.
صالح: كلها سواء لا فرق بين عيد وغيره.
وليد: ما حكم المقيد بالمنع في العيد برأيه ولم يأت بدليل مخصص أو مقيد من الشارع؟!
صالح: إذن البدعة في المنع، لأن المانع من الزيارة في وقت العيد أو في غيره، قيَّد ما أطلقه الشارع، وكما قلنا، ما أطلقه الشارع فالبدعة في تقييده، وما قيده فالبدعة في إطلاقه، لأن المبتدع يزيد على الشرع ما ليس منه، والتقييد بالمنع مما أطلقه الشارع من غير دليل شرعي فلا يجوز، وهو قيد زيادة على الدين ما ليس منه، وهو عين البدعة.
وليد: هل تلاحظ يا صالح ما فعَلَتْه التطبيقات غير الصحيحة لمقولة التاريخ (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم) في نصوص الشريعة، وأنها تلغي عمومات الشريعة وأصولها العامة، وتقصر الشريعة على عدم التاريخ، وهذا من الأمثلة العملية الكثيرة على إلغاء عمومات الشريعة وأصولها بمقولة (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ومحاربة السنن الشرعية بهذه المقولة.
صالح: من علامات البدعة أنها تميت سنة، ولما كانت زيارة القبور سنة بنص الشارع دون قيد بزمن، فإن التبديع بزيارتها يميت سنة، وهي زيارة القبور في العيد، والسنة لم تفرق بين عيد وغيره، ولا ليل ونهار، وواضح أن علم أصول الفقه يمُدُّ نصوص الشريعة في الواقع، خلافا لمقولة (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم) التي تلغي عمومات الشريعة وتحاصرها من التمدد والانتشار في الواقع، بسبب عدم التمييز بين الترك الذي هو حجة شرعية، والترك الذي هو عدم التاريخ.
وليد: نعم لا بد أن نميز بين تروك النبي صلى الله عليه وسلم التي تعتبر حجة، وهي من خطاب الشارع وبين العدم الذي لا يُعد فعلا، وكونه عليه السلام لم يُروَ عنه أنه زار العيد في وقت ما فهذا عدم رواية، أما الخطاب فهو أمره بزيارتها مطلقا، وهو مما قال الله تعالى فيه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)سورة الحشر ، فكيف نتبع عدم الرواية ونهجر الخطاب الشرعي؟!
صالح: ولكن يوم العيد يوم فرح وسرور، فلماذا تـُجدَّد الأحزان في هذا اليوم.
وليد: إن في زيارة القبور تذكر للموت والدار الآخرة، وهذا في كل وقت في عيد وغيره، وليست أحزانا لأن تذكر الموت والآخرة يدفع الإنسان للعمل وجاء في سنن الترمذي في الحديث عن القبور(فزوروها فإنها تذكر الآخرة) قال الترمذي: (حديث بريدة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم) وأنت أخي صالح تُذكِّر الناس في العيد أن لا تنسيهم أفراحهم الآخرة، وزيارة القبور لتذَكُّر الآخرة علة منصوصة من الشارع، وتذكر الآخرة مطلوب في عيد وغيره، ولا يجوز منعه في عيد وغيره.
صالح: وعليه فإن من بدَّع بزيارة القبور يوم العيد يكون قد هجَر السنة مرتين: مرة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:(فزوروها )، ومرة ثانية في الحكمة والعلة وهي أنها تذكر بالآخرة (فإنها تذكر الآخرة) ، واستحضر علة برأيه وهي أن الزيارة تجدد الأحزان، مع أن العلة المنصوصة في السنة خلاف ذلك، وهذا يدل على خطورة الرأي في الدين حيث خصص بالمنع من غير مخصص شرع، وعطل العلة المنصوص عليها في السن بالقول ببدعية زيارة القبور يوم العيد.
ولكن ألا توجد مخالفات أثناء زيارة القبور، فلماذا لا نمنع زيارة المقابر لهذه المخالفات الشرعية، من باب سد الذريعة.
وليد: سد الذريعة ليس دليلا مستقلا، بل هو من باب الأمارة على الحكم، ولا يجوز أن يلغي السنة الثابتة بالدليل المستقل وهو النص الشرعي، ولا يجوز مقابلة السنة بالرأي والأمارة، فسَدُّ الذريعة في المباح، ولا يجوز إلغاء السنن النبوية بسد الذريعة، لأن سد الذريعة عندئذ يصح منع الشريعة.
صالح: فماذا نفعل بالمخالفات الشرعية الواقعة في زيارة القبور.
وليد: هذه المخالفات ليست خاصة بالعيد، فهي في العيد وغيره، لذا علينا مراجعة العوارض الممنوعة في الزيارة، وليس إلغاء السنن المشروعة خوفا من المخالفات الممنوعة، بل يزال الممنوع ويحافظ على المشروع.
صالح: أصول الفقه علم أصيل حارس للسنة النبوية، ويمُدُّ عمومات الشريعة في الواقع وينشرها.
وليد: صدقت يا صالح.
صالح: طال الحوار ولا بد أن نخلص لأهم النتائج.
وليد: حسنا هاك نتائج الحوار.
–وجوب حراسة عمومات الشريعة وأصولها العامة، وهي من أمرنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد»، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة دون قيد، والمحدِث في أمرنا هو من يُقيِّد المطلق شرعا ويطلق المقيَّد شرعا.
–زيارة القبور سُنة في كل وقت في عيد وغيره.
–الحذر من المخالفات في زيارة المقابر مع ضرورة إزالتها.
– التحذير من الاستدلال غير الصحيح بأصل سد الذرائع، فهو لا يلغي السنن والواجبات الشرعية.
–مقولة لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى التفريق بين ترك النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُعدُّ فعلا، وبين العدم الذي يهدم أصول الشريعة العامة.
–ما كان مطلقا شرعا فالبدعة في تقييده، وما كان مقيدا فالبدعة في إطلاقه.
–من علامات البدعة أنها تميت سنة، وتلغي نصوص الشرع.
–الدوام على فعل لا يُعد تخصيصا إذا كان الفعل أحد أفراد العام مثل المحافظة على تلاوة جزء من القرآن يوميا بعد العصر، وكذلك تكرار زيارة القبور في أوقات معينة.
–لم نعرف من يزعم أن زيارة القبور في يوم العيد لها خصوصية شرعية على غيرها من الأيام في الفضل، ومَن قال ذلك فقد زاد على الدين ما ليس منه وهو بدعة، ولا يجوز كالقول بالمنع، والزيادة في الدين كالنقص فيه فهما سواء، والواجب هو اتباع السنة بلا قيد ولا منع، مر.
–لا نفتش على قلوب الناس وتُحمل ظواهر أفعالهم على السلامة إلا إذا قامت البينة على خلاف ذلك، والأصل أن الناس مصدقون فيما يقولون.
–لا يجوز تبديع المسلمين وتفسيقهم دون موجب شرعي.
–ضرورة إجراء أبحاث علمية رصينة قبل إصدار فتاوى التبديع لعِظَم الأمر وخطورته، ويجب الحذر من النزعات الفردية، كما يجب التحرر من رؤية الحزب والجماعة، والانضواء تحت القواعد الأصولية الكلية التي تحافظ على نصوص الشريعة وتحرسها من تحكُّمات الرؤية الفردية، والواقع المنحرف.
–ضرورة الانحياز إلى القواعد الكلية العامة، والتخلي عن التعصب للفرد والجماعة والحزب في مسائل الشرع.
–تعتبر قواعد علم أصول الفقه حيادية لا علاقة لها بالأحزاب ولا بالجماعات، والا بالأفراد، وهي قواعد عابرة للزمان والمكان.
–نفرق بين الرشد الاجتماعي وهو أولوية الزيارة بين الأقارب أو زيارة القبور، وبين ما هو بدعة محرمة.
@متابعين
@أبرز المعجبين
حكم زيارة القبور في العيد


حكم زيارة القبور في العيد للشعراوي، حيث تبقى وفاة من أحببنا ذكرى حزينة في قلوبنا، لا يخفف عنها إلا زيارة قبرهم والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، وغالبًا ما تكون هذه الزيارة بين وقت وآخر، وفي المناسبات، لا سيما في العيد، إذ يخرج المسلمون إلى المقابر لقراءة الفاتحة وللدعاء لمن بداخلها، وفي هذا المقال سنعرف ما هو حكم زيارة القبور في العيد عند الشيخ الشعراوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

حكم زيارة القبور في العيد للشعراوي

يقول الشعراوي في حكم زيارة القبور في العيد أنّها منفعة للحي والميت، إذ ينتفع الميت بالدعاء الذي يدعوه له من زاره، وأمّا الحي فينتفع من خلال تذكر الموت وساعاته، فراجع حساباته ويعمل صالحًا ويتم عبادته خالصة لله عز وجل، ويستمر بطاعة الله ومرضاته، ويُعدُّ الخروج للقبور في يوم العيد أو يوم الجمعة هو عادة لبعض الناس، فالخروج للمقابر ليس له يوم محدد أو مخصص، ولا أصل في ذلك، ولكن السنة أن يزوروا القبور دائمًا بين وقت وآخر على حسب التيسير، إذا كان وقتهم يسمح في يوم الجمعة، في يوم العيد، في أوقات أخرى؛ يفعلون، أما أن يظنوا أن لهذا اليوم خصوصية؛ فلا، لكن السنة أن يزوروا القبور عندما يتيسر ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة”[1] وكان عليه الصلاة والسلام يزور القبور ويدعو لأهلها، فلا فرق بين يوم العيد، أو الجمعة، أو غير ذلك، ليس لهذا وقت معروف فيما نعلم، ولكن المؤمن يتحرى الأوقات التي يحصل له فيها فرصة؛ لأن الإنسان قد تشغله المشاغل، فإذا تيسر له فرصة في الجمعة، أو في يوم العيد، أو في غير ذلك، زار القبور وسلم عليها.[2]

حكم زيارة القبور للنساء ..

اختلف أهل العلم في زيارة القبور للنساء، فقد ذهب الجمهور إلى أن زيارة القبور للنساء هو أمر مكروه واحتجوا بذلك بعدة أدلة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله زوارات القبور”[3]، ولأن النساء فيهن رقة قلب وكثرة جزع وقلة احتمال للمصائب، وهذا مظنه لبكائهن ورفع أصواتهن. وأمّا الحنفية فقد ذهبوا في الأصح إلى أنه يندب للنساء زيارة القبور كما يندب للرجال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كنتُ نهيتُكم عن زيارَةِ القبورِ ألا فزورُوها ، فإِنَّها تُرِقُّ القلْبَ ، و تُدْمِعُ العينَ ، وتُذَكِّرُ الآخرةَ ، ولا تقولوا هُجْرًا”[4]. وذهب الإمام أحمد في رواية عنه حكاها ابن قدامة إلى عدم الكراهة، وهو وجه عند الشافعية حكاه الروياني في البحر وصححه. إذا أمن الافتتان كما في المجموع للنووي، والقول بعدم الكراهة هو الراجح -إن شاء الله- لحديث ثوبان” فزوروها” فإنه خطاب يعم الرجال والنساء لتساويهم في علة الزيارة وهو تذكر الآخرة.[5]

حكم زيارة القبور للنساء في يوم الجمعة

اختلف العلماء في مسألة زيارة القبور للنساء في يوم الجمعة أو غيره من الأيام، وقد ذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز للنساء زيارة القبور؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله زوارات القبور”، فمن خلال هذا اللعن لا يجوز لهن زيارة القبور، وإنما يدعون لموتاهم بالمغفرة والرحمة في بيوتهن، وفي كل مكان، وقد قال القرطبي: اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة، والبعض الآخر من العلماء ذهب مع حديث عائشة رضي الله عنها، أنها قالت يا رسول الله: كيف أقول إذا زرت المقابر، قال: “قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين”، وبعضٌ من العلماء ذهبوا إلى أنَّ الزيارة للقبور مختصة بالرجال، فمن السنة للرجال أن يزوروا القبور؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: “زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة وليس لها حد في الليل أو في النهار”، والله سبحانه وتعالى ورسوله أعلم.[6]

هل يجوز زيارة القبور والبقاء فيها لقراءة الأذكار والاكل والشرب

لا يجوز أبدًا هذا العمل، وهو من البدع التي أحدثها الناس، فلا يجوز أن يذهب الشخص ليقيم عند قبر فقيد له ويبدأ بقراءة الأذكار ثم يأكل ويشرب وكأنه في بيته، كما أنه لا يجوز أن يقام على قبره بناء سواء سمي مقاماً أو سمي قبة أو سمي غير ذلك، فقد كانت القبور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة مكشوفة ليس عليها بناء، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يبنى على القبر وأن يجصص، فقد قال جابر بن عبد الله الأنصاري: “نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه”[7]، هذا منكرٌ، كله بدعة لا يجوز، إنما المشروع زيارة القبور كونه يزورها ويدعو لهم ثم ينصرف، يمر على القبور ويقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين.[8]

هل يجوز زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

نعم يجوز زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فهي سنة وقربة، وزيارة قبره عليه الصلاة والسلام أولى من زيارة القبور الأخرى بما أنها سنة، وكذلك الصلاة في المسجد النبوي سنة وقربة، ولذلك تُشد الرحال إلى مسجده عليه الصلاة والسلام وإلى المسجد الحرام وإلى المسجد الأقصى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى“، وقال عليه الصلاة والسلام: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”[9]، وإنما الذي يمنع في أصح قولي العلماء شد الرحال من أجل القبر وحده؛ كونه يشد الرحل من أجل القبر لا من أجل المسجد ولا من أجلهما معًا ولكن من أجل القبر وحده، هذا هو الذي يمنع في أصح قولي العلماء لهذا الحديث، فإذا منع شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة فمن باب أولى شد الرحال إلى بقعة أخرى أو إلى قبر، من باب أولى أن يمنع؛ لأن المساجد أفضل بقاع الأرض، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم. [10]

هل يجوز زيارة قبور الأولياء والصالحين

إن زيارة القبور بشكل عام هي سنة، وليست حرام أو مكروهة، إلا ما ورد في رأي بعض العلماء في مسألة زيارة النساء للقبور بأنها مكروهة، وزيارة قبور الأولياء والصالحين سنة أيضًا، ولكن إذا كانت الزيارات بشكل عام على الوجه الشرعي، فهي زيارتان: بدعية، وسنية. فالزيارة التي مقصودها الدعاء للأموات، والترحم عليهم، وتذكر الآخرة والموت، هذه مطلوبة، سنة وقربة، أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة”، وفي لفظ “تذكركم” الموت، وكان يعلّم أصحابه -عليه الصلاة والسلام- إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ويدعو لهم يقول: “يغفر الله لنا ولكم اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد”. هكذا المؤمن يسلم عليهم، ويدعو لهم، أما أنه يدعوهم مع الله يقول: يا سيدي اقض حاجتي، انصرني، هذا شرك أكبر، وهذه زيارة بدعية شركية، نسأل الله العفو والعافية.[11]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بينا لكم أنَّ حكم زيارة القبور في العيد للشعراوي هو منفعة للحي والميت، إذ ينتفع الميت بالدعاء الذي يدعوه له من زاره، وأما الحي فينتفع من خلال تذكر الموت وساعاته.

المراجع[ - ]

^ صحيح ابن ماجه، أبو هريرة،الألباني،1285،صحيح

^ binbaz.org.sa، حكم زيارة القبور بعد صلاة العيد، 12/03/2023

^ مجموع الفتاوى، أبو هريرة،ابن تيمية،24/360،صحيح

^ صحيح الجامع، أنس بن مالك،الألباني،4584،صحيح

islamweb.net، حكم زيارة القبور للنساء والفتيات، 12/03/2023

^ binbaz.org.sa، ما حكم زيارة القبور للنساء يوم الجمعة؟، 12/03/2023

^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله،مسلم،970،صحيح

^ binbaz.org.sa، حكم زيارة القبور والمكوث فيها للأكل والشرب وقراءة الأذكار، 12/03/2023

^ صحيح مسلم، أبو هريرة،مسلم،1397،صحيح

^ binbaz.org.sa، حكم زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام، 12/03/2023

^ binbaz.org.sa، حكم زيارة أضرحة الأولياء والصالحين، 12/03/2023

وللمزيد من الادلة ادخل هنا
https://fatawaeslam.blogspot.com/search... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق