الخميس، 20 أكتوبر 2022

نقاش مستفيض حول تكفير المسلم

 نقاش مستفيض

==============
نقاشٌ جرى بيني وبين أحد الشباب من الذين سلكوا منهج الغلو في التفكير والحكم بالضلال والردة عن الدين على عوام الناس ولكنه على قدرٍ جيد من الادب في الجدال ولذلك كان هناك نوعا من التفاهم في الكلام ..
مشكلة الغلاة دائما ومحور تفكيرهم حسب فهمي لهم ومن خلال نقاشاتي المتواصلة معهم يدور حول نقطة فاصلة وهي غياب الاتزان في التفكير او بمعنى آخر التطرف في فهم النصوص وهذا ناجمٌ من غياب او ضمور الالية الموصلة لفهم النصوص و لذلك تجد السمة المشتركة بينهم هي انعدام ولا اقول –ضعف – بل انعدام المنهجية في الطرح .
وهذه ايضا مصدرها الالية الخاطئة في طلب العلم المبنية على ما يسمى ب (فقه الدليل )
والتي جعلت النصوص كلأ مباحا لكل احد ورفعت سلطان العلم المؤصل عن النص وبالتالي تكون لدينا مذهب جديد اسمه (اللامنهجية )
طبعا بداية النقاش كانت حول مسائل الجهاد وجهاد الطلب وجهاد الدفع والخلافة وكان يرى ان الذي حصل في عام 2014 اقامة للخلافة المنشودة والواجب على كل مسلم نصرتها والانظمام اليها ..
ومن ثم تناقشنا حول الجماعات الاسلامية الاخرى الموجودة في الساحة الجهادية وسارع الى الحكم بضلالها وانها تهدف الى تعويق اقامة الدين وتحكيم الشريعة .
من جانب آخر كان في كل نقطة يحاول ان يلمز كل من يمارس العمل الدعوي السلمي او المظاهرات او الحركات الاحتجاجية بالجبن تارة وبسلوك غير سبيل المؤمنين تارة آخرى .
والعجيب انني حين كنت اطلب من الحجج والقرائن على صحة طرحه كان يأتيني باقوال بعض العلماء او قل الدعاة المعاصرين او يسوق احداث جرت في بلد معين في فترة ما للاستدلال على صحة طرحه !!
وعلى طول النقاش معه كان الرجل يقفز من نقطة الى آخرى ..
فمثلا حين احاججه عن مسألة علمية معينة من جانب التأصيل لكي أصل معه الى نقطة مشتركة مباشرة يقفز الى الاستدلال بالواقع وحين اناقشه بالواقع يقفز الى التأصيل .
وبعد ساعات من النقاش المتواصل لم يكن حصادنا من النقاش الوصول الى نقطة مشتركة ننطلق منها بل زادت نقاط الاختلاف والتضارب .
وكما قلتُ سلفا ..
اصل المشكلة هو غياب المنهجية في التفكير الناتجة عن غياب اصول طلب العلم بشكل عام والله المستعان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق