الجمعة، 28 أبريل 2017

حكم المشاركة بالانتخابات بالدول غير المسلمة .؟

 حكم المشاركة بالانتخابات بالدول غير المسلمة

س: نرى منظمة المسلمين الأمريكان تحث على مشاركة المسلمين بالانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية و هي دولة كافرة لا تطبق أحكام الإسلام . فمن ننتخبه ليس مسلم و لن يحكم بشرع الله في الأرض فنكون ممن يعاونهم على الإثم و العدوان و على عدم تطبيق حكم الله في الأرض و هذا حرام ؟
ج: هذه مجموعة من الفتاوى حول حكم المشاركة بالانتخابات بالدول غير المسلمة تظهر بالدليل القاطع جواز و استحباب بل في بعض الأحيان وجوب المشاركة بالانتخابات في الدول غير المسلمة لما في ذلك من جلب المصلحة للمسلمين و درء الفساد عنهم
مأخوذ من :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يتضح من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العملية أنه كان يتعاون مع غير المسلمين في أمور الدنيا، مادام يترتب على هذا التعاون مصلحة للمسلمين، أو إقامة للعدل، أو دفع للظلم، ومن هنا، فإن اشتراك المسلمين في انتخابات المجتمعات غير الإسلامية جائزة، وقد تصل إلى درجة الوجوب إن كان في الاشتراك فيها جلب نفع للمسلمين، أو دفع ضر عنهم .
وإليك فتوى المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من التقديم له بمقدمات ثلاثة، تكون نتائجها جوابًا عن هذا السؤال المهم .
المقدمات :
‏الولاء.
‏بعض مشاركات النبي في المجتمعين المكي والمدني.
‏دستور المدينة.
المقدمة الأولى : الولاء يمكن تقسيمه إلى قسمين:
1- الولاء في شؤون الدين، وهو الولاء العقدي الذي يتعلق بالإيمان بالله وحده والتخلص من كل عقيدة تتنافى مع التوحيد، وهذا النوع لا يكون إلا لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، قال الله تعالى، “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ” (المائدة 55)
2- الولاء في شؤون الدنيا: والمقصود به التعامل بين الناس في المجتمع الواحد، أو بين المجتمعات وإن تباعدت بينها المسافات، واختلفت مشاربها وعقائدها وتشمل التجارة والعهود والمصالحات وأحكامها تختلف باختلاف الأحوال والظروف، وكتب الفقه تحوي الكثير من التفاصيل في هذا النوع من الولاء .
المقدمة الثانية:  ‏بعض مشاركات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجتمعين المكي والمدني كانت حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة سواء قبل البعثة أو بعدها حافلة بالمشاركات الإيجابية في الحياة العامة في المجتمع المكي والمدني ومن أهمها :
أولا : حرب الفجار ‏وكانت من بعض القبائل العربية التي وقع منها اعتداء على حرمة أرض الحرم وفي الأشهر الحرم، فلم يجد أهل مكة بدًا من الدفاع عن المقدسات، وقد كان العرب فيهم بقية من الاحترام والتعظيم للمقدسات ورثوا ذلك من الحنفية الإبراهيمية، واستمرت هذه الحرب أربعة أعوام وكان عمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ آنذاك من الخامسة عشر إلى التاسعة عشر سنة .
وشهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنفسه هذه الحرب مع أعمامه وقال (كنت أنبل على أعمامي) أي أرد لهم نبل عدوهم، وذلك شعورًا منه بما يقتضيه واجب الدفاع عن الوطن ورد العدوان والظلم .
ثانيا : حلف الفضول ‏وهو حلف جرى في دار عبد الله بن جدعان بين أكبر وأهم قبائل مكة، وكان من أهم ما ورد في هذا الحلف أن لا يجدوا بمكة مظلومًأ من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى يرد عليه مظلمته، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد البعثة عن هذا الحلف الذي شارك فيه (لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت) .
يقول الشيخ محمد الغزالي:  معلقًا على هذا الموقف من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الحمية ضد أي ظالم مهما علا ومع أي مظلوم مهما هان، روح الإسلام الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، والواقف عند حدود الله، ووظيفة الإسلام أن يحارب البغي في سياسات الأمم ، وفي سياسات الأفراد على السواء، ومشاركة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحلف يعد موقفًا إيجابيًا منه حيث اعتبر أنه جزء من هذا المجتمع، وكل ظلم أو خلل في المجتمع إن ترك كانت سلبياته شرا بالمجتمع كله .
ثالثا: المشاركة المادية عند حلول الكوارث والأزمات ‏
ولم تتوقف مشاركة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في فترة وجوده في مكة فقط بل حتى بعد قيام الدولة الإسلامية في المدينة حيث اتسعت هذه المشاركات لتشمل الجوانب المختلفة ” فقد روي عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه بلغه في زمن الحديبية أن جائحة كبيرة ألمت بأهل مكة، فأرسل إليهم حاطب بن أبي بلتعة ، وأرسل معه خمسمائة دينار ليشتري لفقراء مكة ومعوزيها ما يحتاجون إليه، رغم أنهم منعوه من دخول مكة ، ومع هذا رأي أن من واجبه أن يساعدهم في تخفيف ما أحل بهم من مجاعة .
المقدمة الثالثة‏: دستور المدينة: والمتأمل في دستور المدينة أو المعاهدة التي عقدها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المسلمين واليهود والعرب المشركين، وبهم كان يتكون المجتمع المدني، بعد وصول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة يلحظ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعل الولاء العام حقًا لجميع المواطنين بغض النظر عن دينهم وجنسهم ولونهم، والشرط الوحيد لهذا الولاء هو التزام المواطن بالنظام العام الجديد الذي ظهر في المدينة، وقد قابل هذا الحق مجموعة من الواجبات التي يقتضيها هذا الولاء، وقد نصت المعاهدة عليها كما يلي :
1- وأن بينهم (بين الموقعين على هذه المعاهدة) النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة .
2-  وأن بينهم النصر للمظلوم .
3-  وأن بينهم النصر على من دهم يثرب .
نستنتج من هذه البنود الثلاث أن المسلمين في المدينة استطاعوا أن يتعاونوا مع بقية أفراد المجتمع وطوائفه المختلفة على الوقوف ضد كل من يرى إحداث فتنة بين أفراد المجتمع الواحد والوقوف إلى جانب المظلوم أيًا كان، والوقوف للدفاع عن وطنهم ” المدينة” إذا تعرض لعدوان خارجي .
وهذا الولاء العام يدخل فيما أسميناه بالولاء في شؤون الدنيا ، وهو يقرر أن بإمكان المواطنين أن يعيشوا في مجتمع واحد مع اختلاف عقائدهم، بل إن هذا الدستور جعل أهل الكتاب أمة مع المسلمين فمن بنوده :
1-  أن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين .
2- لليهود دينهم وللمسلمين دينهم .
3-  بقية القبائل اليهودية لها نفس الحقوق التي لبني عوف .
الخلاصة ‏
يتبين من موضوع الولاء أن الموالاة في أمور الدنيا بين المسلمين وغيرهم أمر مشروع وسيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل بيان لذلك، فقد كانت له مشاركات عديدة مع غير المسلمين، في المجتمعين المكي والمدني، لدفع الظلم والبغي وتخفيف المصائب والنكبات، كما أن دستور المدينة كان أوضح مثال على تعاون أصحاب الوطن الواحد على اختلاف معتقداتهم في إرساء قواعد العدل والمناصرة والتعاون على البر .
فالمتأمل في هذه الوثيقة والمتتبع لعلاقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع غير المسلمين يجد أن الولاء الديني محصور بين المسلمين الذين يجمعهم دين واحد وعقيدة واحدة بحيث يكنون المودة والمحبة لبعضهم ويتعاونون في إيجاد المؤسسات التي تساعدهم على إقامة شعائرهم والمحافظة على تطبيق دينهم، بينما الولاء في شؤون الدنيا هو أعم لأنه يشمل جميع المواطنين الذين تربطهم علاقات مختلفة… علاقة المواطنة وعلاقة المصير المشترك وعلاقة الجوار وأحيانًا علاقة النسب ثم تتوسع هذه العلاقات إلى اقتصادية وتجارية .
والإسلام كما نفهمه من نصوص القرآن والسنة رحمة كله، وعدل كله ، وخير كله، ومن مقاصده الكبيرة أنه جاء من أجل تحقيق المصالح ودرء المفاسد فردية وجماعية .
والانتخابات في الأنظمة المعاصرة هي وسيلة من الوسائل التي يعبر الشعب من خلالها عن الأشخاص والبرامج التي يحملونها ويحكمون عليها ويختارون الصالح منها أي ما يرون أنه الأفضل والأصلح للمجتمع .
والمسلمون في هذا المجتمع لديهم حقوق وعليهم واجبات كغيرهم ، فإذا أخلوا بما يجب عليهم فقد أسقطوا ما لهم من حقوق؛ لأن الحقوق والواجبات متقابلة .
ومشاركتهم في الانتخابات أيًا كانت إضافة إلى كونها واجب وطني فهي أيضًا تدخل في باب التعاون على الخير وجلب النفع للمجتمع ودفع الضرر عنه‏، والله تعالى يقول (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ
عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة : 2
ولهذا فإن هذه المشاركة جائزة شرعًا ولا حرج فيها، وهي تدخل أيضًا في المحالفة والمناصرة، مع من يري المسلم أن في نجاحهم نفعًا وخيرًا للمجتمع والمسلمين، وأحيانًا قد تتعين هذه المشاركة فتصبح واجبًا وخاصة إذا شعر المسلمون أن في مشاركتهم جلبا لنفع أو درءا ومنعا لضرر، والقاعدة الفقهية تقول: ” ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب “
فتوى فضيلة الشيخ فيصل مولوي
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
ذكرت كلاما مقبولا في تأصيل ما يسمى (الانتخابات)، لكن ما هي المصلحة الشرعية التي تعود على المسلم بالدخول في هذه البرلمانات؟ ومع وجود حكومة وولي أمر غير مسلم ما هي المصلحة الشرعية؟ 
ثم ألست معي يا شيخ –بارك الله فيك- أن هذا إخلال بعقيدة الولاء والبراء؛ لأن هذا فيه موالاة لغير المسلمين، حيث إن هذا ما يجعل للنصراني سبيلاً على المسلم، ثم ألا توافقني يا شيخ أن حال الجماعات الإسلامية أصبح بين أفرادها عصبية التحزب؛ فأصبح الولاء للجماعة هو المطلب الأول لأعضائها، وليس للإسلام، والكثير منها أساء للإسلام؟ 
وألست توافقني في صحة العبارة القائلة: من السياسة ترك السياسة!؟ 
جزاك الله خيرا
الجواب
إذا وجدت حكومة غير مسلمة أو ولي أمر غير مسلم فما هو الواجب الشرعي على المسلمين؟ 
أولا: أول واجب هو السعي لإقامة حكومة مسلمة، واختيار ولي أمر مسلم، ولكن إذا كان هذا الأمر غير ممكن بشكل سريع في مجتمع معين؛ لكون أكثر الناس فيه غير مسلمين -كما لو كان المسلم يعيش في إحدى دول أوربا أو أمريكا- فإن واجبه الشرعي من أجل إقامة حكومة إسلامية أو ولي أمر مسلم، هو دعوة الناس للإسلام، حتى إذا اعتنقوه صار السعي لإقامة حكومة إسلامية ممكنًا 
والدعوة إلى الله في ذلك المجتمع غير المسلم تحتاج إلى أن تسمح بها الحكومة القائمة، وألا تضيّق على الدعاة إلى الله، وألا تحرم الذين يدخلون في الإسلام من حقوقهم الإنسانية، فإذا سمحت قوانين تلك الدول للمسلمين الأقلية- أن يشاركوا في الانتخاب وأن يفرزوا نوابًا -ولو من غير المسلمين- يدافعون عن حقوقهم، وربما كان لهم تأثير في اختيار حكومة غير إسلامية لكنها تنصف المسلمين وتحفظ حقوقهم الإنسانية -فإن المصلحة الشرعية في هذه الحالة مؤكدة في ضرورة المشاركة في هذه الانتخابات، وفي ضرورة اختيار نواب مسلمين -إذا أمكن- يدافعون عن حقوق المسلمين، أو حتى في اختيار نواب غير مسلمين يمكن أن يتجاوبوا مع مصالح المسلمين وحقوقهم؛ إذ ليس من المعقول أن يسمح للمسلم بأن يعيش في بلد غير مسلم ثم لا يسمح له بالمطالبة بحقوقه وتحقيق مصالحه 
ومن المعلوم أن كثيرا من الأقليات الإسلامية في البلاد غير الإسلامية هي أيضا من أبناء تلك البلاد، وليست من المهاجرين، ولا يمكن أن يُطالبوا بالهجرة من بلادهم، خاصة وأنه لا توجد بلاد إسلامية يمكن أن تستقبلهم كمواطنين بكامل الحقوق
ثانيا: ليس في هذا الأمر أي إخلال بعقيدة الولاء والبراء؛ إذ إن الموالاة لغير المسلمين تكون محرّمة إذا كانت موجهة ضد المسلمين في حالة الحرب، وهذا ما تنطق به الآيات الكريمة عند التحقيق في أسباب نزولها، وهو ما تؤكده السيرة النبوية في أحداثها كافة، وقد ثبت أن رسو ل الله عاهد اليهود، وعاهد مشركي قريش، وفي معاهدته مع اليهود تم الاتفاق على التعاون في قتال كل عدو خارجي، وهذا نوع من الموالاة، ولكنه ليس موجهًا ضد المسلمين 
أما عقيدة البراء فمعناها أن المسلم يتبرأ من كل عقيدة غير الإسلام، ولكن هذه البراءة لا تمنعه من أن يعيش مع غير المسلمين بالبر والقسط، كما ذكر الله تعالى في قوله: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”؛ فالبراءة من كل عقيدة غير الإسلام لا تتعارض مع إمكان التعايش مع غير المسلمين والتعاون معهم في كل قضية يقرها الإسلام 
أما أن المشاركة في الانتخاب تجعل للنصراني سبيلاً على المسلمين فهذا ليس صحيحا إذا كان هذا النصراني حاكما قبل الانتخابات وبعدها، بناء على ظروف معينة. أما لو كانت المشاركة في الانتخاب هي السبب في حصول ذلك فإنه لا يجوز
ثالثا: نعم قد توجد لدى الكثير من أعضاء الجماعات الإسلامية عصبية حزبية، وهذا أمر ننكره، ويجب أن يكون ولاء المسلم لله أولاً، ثم للجماعة التي ينتمي إليها ثانيا، لكن وجود مثل هذا الخطأ عند الكثير من أعضاء الجماعات الإسلامية وإقدام بعض هذه الجماعات على الإساءة للإسلام في كثير من أعمالها وتصرفاتها، كل ذلك من الأخطاء التي ينبغي تلافيها، ولكنها لا علاقة لها بمسألة المشاركة في الانتخابات من حيث الحكم الشرعي في جوازها
رابعا: أما الفقرة الأخيرة (من السياسة ترك السياسة)، فإني لا أوافقك عليها؛ لأن أعداء الإسلام هم الذين يريدون أن يتخلى المسلمون الملتزمون عن السياسة ليتحكم بهم المنحرفون والمبطلون، ولأن ترك السياسة إنما يعني في عصرنا الحاضر ترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا غير جائز باتفاق المسلمين، ولأن ترك السياسة أخيرا إنما يعني بقاء العمل السياسي خاضعًا لأعداء الإسلام؛ وبالتالي إعاقة الدعوة إلى الله، وتسهيل الفساد في مجتمعات المسلمين 
إن السياسة الشرعية هي المطلوبة، ولا يمكن أن نتخلى عنها إذا أخطأ بعض المسلمين في ممارستها
يقول الأستاذ محمد أحمد الراشد أحد الدعاة والعلماء العراقيين :
مأخوذ من :

من الواضح أن معظم أفراد الجالية الإسلامية في البلاد الغربية قد تجاوزوا الحاجة لبرهان يدل على جواز ذلك ، إذ المصلحة واضحة ، وكثر إفتاء العلماء الثقات بتسويغها ، وكنتُ ُأصرح بذلك من غير حماسة ، لهدوء الأحوال ، ولكني من بعد ما طرأ في الساحة التوجه العنصري القومي الحادّ الذي يريد أن يضيّق على الهجرة وعلى الجاليات الإسلامية ويمنعها حقوقها ، وما في ثنايا ذلك من احتمالات نمو العنف والعدوان على أبناء الجاليات ومؤسساتهم أصبحتُ أرى عدم الاكتفاء بتجويز الإدلاء بالصوت الانتخابي ، وأن مَن شاء فعل ومن شاء سكت وتخلّف ، بل أنا الآن أجزم بيقينٍ أن إدلاء المسلم بصوته لصالح المعتدل الأقل ضرراً الأقرب إلى الحياد إنما هو واجب في النظر الشرعي لا يسعه التخلف عنه ، ويأثم المتخلف من غير عذر.
وتضاعف اعتقادي هذا بعد مراقبتي لمعركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم 5/5/2002 م ووضوح الخطورة التي كانت تصاحب فوز مرشح التيار العنصري ، وقد تبين لي أن الفوز الكاسح الذي حققه الرئيس شيراك بنسبة 82.5 % يجب أن يتكرر في البلاد الأخرى المهدَّدة بصعود المتطرفين ، وللقضية أبعاد سياسية أخرى تنعكس على بلادنا الإسلامية أيضاً وليس على الجاليات فقط ، لما عند المعتدلين من ميل لكبح جماح الغرور الأمريكي واليهودي ، ومحاولة رفع الحصار عن العراق ، وعدم إحراج السودان أو تفتيت اندونيسيا ، والتعامل مع قضايا إسلامية أخرى تعاملاً أقل توتراً ، ولا ينبغي لمسلم أن يتقاعد ويتكاسل عن الإدلاء بصوته إذا رأى أن رجحان فوز المعتدل يكون مضموناً ومؤكدا ، بل لابد من تحقيق الفوز الكاسح على المثال الذي حصل لشيراك ، لتضييق فرص المتطرفين في التأثير عبر البرلمان أيضاً وليس عبر مركز الرئاسة فقط .
ولذلك كله أرى ، وبالمقدار الذي حـصل لي بحمد الله من الموازين والعلوم الشـرعـية والفقه الإيماني : أن إدلاء المسلم بصوته الانتخابي لمرشحي التيارات المعتدلة في البلاد الغربية النصرانية صار في عداد الواجبات الإسلامية ، لوجود منافس متطرف عدو للإسلام ، وفتواي تسري على الأحوال المماثلة في بلاد الشرق الأقصى البوذية أيضاً ، وعلى الهند وسريلانكا ، وحيثما يكون هناك تنافس سياسي على هذا النمط.رأي الأستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان
وأنا في كل ذلك إنما ُأتابع على وجه الخصوص شيخنا كبير فقهاء العراق الدكتور عبد الكريم زيدان عميد كلية الحقوق في جامعة بغداد سابقاً ، حين انتهى في آخر بحوثه إلى القول بأن الموقف السلبي عند مثل هذه المنافسات في بلاد الكفر هو من ( غير الجائز شرعاً ) ، وهو تعبير في لغة الإفتاء يلتقي مع قولنا بوجوب التـصويت ويعـني نـفـس مفـاده . ثـم أردف ذلـك بـقـولـه : ( وعليهم أن ينـتـخبوا غير المسلم الذي يؤمل منه شيء من الخير بتحقيق شيء من المصلحة ودرء المفسدة للمسلمين في تلك الدولة أو للمسلمين الموجودين خارجها ) ، وتعبير ” عليهم ” له أيضاً نفس مفاد الوجوب عند متداولي اللغة الفقهية الأحكامية ، وقد أودع فضيلته هذين التعبيرين بحثه المعنون ( الديمقراطية ومشاركة المسلم في الانتخابات ) المقدم إلى مؤتمر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في 21 شوال 1422 هـ ، وأورد أولاً صيغة تساؤلية فقال : ( هل يجوز للمسلم المشاركة في هذه الانتخابات في ظل نظام الحكم الكافر لهـذه الـدولة الكافـرة ، فيـنـتـخب رجلاً كافراً ، أو لا يجوز له ذلك وعليه عدم المشاركة في هذه الانتخابات ؟ ) وأجاب واثقاً أن الذي يراه هو ( جواز ذلك كلما كان في هذه المشاركة مصلحة له ولغيره من المسلمين في داخل تلك الدولة أو في خارجها ) .
ثم ساق الأدلة على صواب ما ذهب إليه فقال :جواز انتقاء جزئية نافعة من نظام كافر:يجوز للمسلم أن يستفيد من جزئية نافعة له وإن كانت هذه الجزئية من نظام كافر ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أخذوا من نظام الكفر في قريش ، جزئية الأخذ ( بالجوار ) ، بمعنى : يجوز أن يعلن الرجل الكافر ذو المكانة والنفوذ في قومه بأنه أجار فلانا ، وترتيب على هذا الإعلان تعهد المجير بالدفاع عن من أجاره ، وبالتالي فإن قوم المجير وغيرهم يحترمون جواره فلا يصلون إلى من أجاره بأذى ، لأن مثل هذا الصنيع يعتبر إيذاء للمجير واعتداء عليه ونقضا لعهده ، وكل هذا لا يجـوز في عـرفـهـم . وفي السيـرة النـبـوية الشريـفة وسيـرة أصحابه أمثـلة عـلى أخـذهـم بجـزئـيـة ( الجوار ) ومن هذه الأمثلة ما يلي :
• الأمثلة على أخذ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بجوار الكفار :أولالما رجع صلى الله عليه وسلم من الطائف لم يدخل مكة إلا بجوار المطعم بن عدي فقد أرسل صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط إلى المطعم بن عدي ليجيره ، فقال المطعم : نعم ، قل له فليأت ، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات عنده تلك الليلة : فلما أصبح خرج هو وبنوه ستة أو سبعة مقلدي السيوف جميعاً فدخلوا المسجد ، فأقبل أبو سفيان بن حرب إلى المطعم فقال : أمجير أم تابع فقال : مجير . فقال أبو سفيان إذن لا ُتخفر ذمتك ، وكان ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ورجوعه منها بعد وفاة عمه أبي طالب .ثانياًوكان صلى الله عليه وسلم في جوار عمه أبي طالب راضياً بهذا الجوار ، ولما دخل أبو سلمة بن عبد الأسد في جوار خاله أبي طالب سعى إليه جماعة من بني مخزوم فقالوا له : يا أبا طالب لقد منعت ـ أي أجرت ـ ابن أخيك محمداً فمالك ولصاحبنا ـ أي أبي سلمة ـ تمنعه منا ؟ فقال أبو طالب : إنه استجار بي وهو ابن أختي وإن لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي .
ثالثاًأراد أبو بكر الصديق رضي الله عنه الهجرة إلى الحبشة واللحاق بمن سبقه من المسلمين ولكن أحد أشراف العرب وهو ابن الدغنـّة لحق به وأجاره ورده إلى مكة ، وقال له مثلك لا يَخرج ولا ُيخرج.
رابعاًولما رجـع المهاجـرون المسـلـمون من الحبــشة إلى مكة لما بلغهم خفة إيذاء قريش للمسلمين ، وتبين فيما بعد أن ما بلغهم من خفة إيذاء قريش غير صحيح لم يدخل من دخل منهم مكة إلا بجوارٍ أو مستخفياً ، وكان ضمن من دخل بجوارٍ : عثمان بن مظعون رضي الله عنه ، دخل بجوار المغيرة وهو كافر.
خامساًأجار العاص بن وائل السهمي عمر بن الخطاب في مكة بعد أن علمت قريش بإسلامه .
سادسا :القياس على حالة الاضطرار 
ومن أدلة جواز مشاركة المسلم في الانتخابات بدار الحرب إضافة ً إلى ما قلناه :ـ أن الشرع أباح للمسلم النطق بكلمة الكفر لدفع الأذى عن نفسه ـ أذى الكفار الذين يريدون منه النطق بهذه الكلمة ـ فمن القياس المقبول على هذه الإباحة جواز مشاركة المسلم في الانتخاب بدار الكفر ، وانتخاب من يؤمل منه الدفاع عن حقوق المسلمين ودفع الأذى والضرر وتعسف السلطة معهم ، ولا يقال هذا مجرد أمل ولا يقين فيه ، لأن المعاملات يكفي فيها الأخذ بالظن الراجح أو المقبول ما دام الأخذ لا يخالف الشرع .
سابعا :تحقيق المصالح ودرء المفاسد 
ومن الأدلة أيضاَ للمشاركة أنها تبنى على أصل عظيم من أصول الشريعة وهو تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها . )، وقال الإمام ابن القيم ( الشريعة بناؤها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها . )، ومن الواضح أن مشاركة المسلم في الانتخاب بدار الحرب لينتخب من يأمل منه بانتخابه مصلحة أو درء مفسدة له ولغيره من المسلمين المقيمين في هذه الدولة ولغيرهم في خارجها ، هذه المشاركة تتفق وتنسجم مع مقصد الشريعة في تحقيق المصالح للعباد .
الحكمة والدلالة من أخذ المسلم بجوار الكافر.أما الحكمة في جواز أخذ المسلم بجوار الكافر فهي دفع الأذى والهلاك عن المسلم بطريقة لا تخدش معاني الإسلام وأحكامه ، والدلالة في هذا الجواز ، جواز القياس عليه بالأخذ بجزئية من نظام الكفار، أي يأخذ المسلم وهو في الدولة الكافرة بجزئية من قانونهم إذا كان في الأخذ بهذه الجزئية مصلحة أو درء مفسدة له ولغيره من فئة المسلمين المقيمين في هذه الدولة، وبناء على هذا يجوز للمسلم وهو في هذه الدولة غير الإسلامية إذا كان له حق الانتخاب ـ انتخاب أعضاء البرلمان ـ أن يستعمل حقه بالمشاركة في الانتخاب فينتخب من الكفار لعضوية البرلمان من يؤمل منه مصلحة أو درء مفسدة له أو لغيره من المسلمين داخل هذه الدولة أو خارجها أو يؤمل منه على الأقل الحياد في قضايا المسلمين ، لأنه إذا لم يتيسر تحقيق المصلحة أو درء المفسدة ، فعلى الأقل السعي لتقليل المفسدة ، ومن صور تقليل المفسدة انتخاب من يؤمل منه ذلك ، وأن لا بديل عنه إلا انتخاب الأسوأ والأكثر ضرراً ومفسدة ً للمسلمين ، أو ترك المشاركة في الانتخابات ، وليس في هذا الترك جهد يقدمه المسلم لجلب الخير ودفع الشر أو تقليله عن المسلمين قدر الإمكان وليس مثل هذا الموقف السلبي بالموقف المرغوب فيه شرعاً ، إن لم نقل غير الجائز شرعاً .
انتخاب المسلم أحد المسلمين لعضوية البرلمان:ما تكلمنا عن مشروعيته وهو مشاركة المسلم في الانتخاب في دار الحرب ( الدولة غير الإسلامية ) من جهة مدى مشروعية انتخاب المسلم هنا لكافر لعضوية البرلمان ، وقد انتهينا في بحث هذه المسألة إلى جوازها ، ونتساءل الآن هل يجوز للمسلم في دار الحرب انتخاب واحد من المسلمين المقيمين معه في تلك الدار . الذي أراه إذا كان قانون تلك الدولة ُيجيز ذلك ، فأرى الاستفادة من هذا الجواز واختيار المسلم الكفؤ الصالح الورع الملتزم ليكون عضواً في البرلمان ليعلن صوته مطالباً بحقوق المسلمين ومدافعا عنهم ضد أي أذى وضرر أو تعسف في استعمال السلطة ، حتى لو اعتمد في مطالبته ودفاعه بقوانينهم الكافرة التي تمنع الإضرار بالغير أو التعسف في استعمال السلطة ، لأن النص في قانون كافر على جزئية صحيحة بذاتها ، كالنص منه على إلحاق الأذى والضرر بالغير أو منع الظلم أو منع التعسف في استعمال السلطة ، فهذه جزئيات صحيحة ونقبلها ويجوز أن نستند إليها في مطالبتنا بحقوقنا وبالدفاع عن أنفسنا ضد من يضرنا ويؤذينا ، وتجويزنا انتخاب المسلم غيرَه من المسلمين للعضوية في البرلمان إنما تجوز وتقدم على انتخاب الكافر ، إذا أمكن انتخابه بوجود عدد كاف من الناخبين له من المسلمين ومعهم بعض من غير المسلمين ، أما إذا لم يتيسر اختيار المسلم للعضوية في البرلمان لقلة أصوات الناخبين المسلمين ، فالذي أراه أن لا يبددوا أصواتهم فيما لا يجدي ، وعليهم أن ينتخبوا غير المسلم الذي يؤمل منه شيء من الخير بتحقيق شيء من المصلحة ودرء المفسدة للمسلمين في تلك الدولة أو المسلمين الموجدين خارجها. ) .انتهى النص المقتبس من بحث الأستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان ، وأنا من بعده بذلك ُأفتي ، مستشعراً مسؤولية الفتوى ، حامداً الله تعالى ، و مصلياً ومسلماً على نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين
ويقول الشيخ محمد صالح المنجد أحد فقهاء السعودية :
هذه من مسائل الفتوى التي يختلف فيه الحكم بحسب الزمان والمكان والأحوال فلا يطلق فيها حكم عام في جميع الصور الواقعة أو المتوقعة .ففي بعض الحالات لا يسوغ فيها التصويت كما إذا كان الأمر لا أثر له على المسلمين ، أو كان المسلمون لا أثر لهم في التصويت ، فإدلاؤهم وعدمه سواء ، وكذا لو كان الحال متشابهة ومتساوية بالنسبة للمصوّت لهم لاستوائهم في الشر أو الموقف من المسلمين..وقد تكون المصلحة الشرعية مقتضية للتصويت من باب تخفيف الشر وتقليل الضرر ، كما لو كان المرشحون من غير المسلمين لكن أحدهم أقل عداوة للمسلمين من الآخر ، وكان تصويت المسلمين مؤثرًا في الاقتراع فلا بأس بالتصويت له في مثل هذه الحال .
وعلى كل حال فهذه من مسائل الاجتهاد المبنية على قاعدة المصالح والمفاسد ينبغي أن يرجع فيها إلى أهل العلم العارفين لضوابط هذا الأصل ، وأن يُعرض عليهم الأمر بتفاصيله في حال البلد الذي تعيش فيه الجالية المسلمة وقوانينه وحال المرشّحين وأهمية التصويت وجدواه ونحو ذلك .
وليس لأحد أن يتوهم أن من قال بالتصويت أنه مقرر للكفر مؤيد له ، وإنما ذلك لمصلحة المسلمين لا محبة للكفر وأهله ، وقد فرح المسلمون بانتصار الروم على الفرس ، كما فرح المسلمون في الحبشة بانتصار النجاشي على من نازعه الملك كما هو معروف في السيرة ، ومن أراد التورع فله ذلك ، وهذا الجواب في موضوع انتخاب الأشخاص في المواقع المؤثّرة

Q: We see MAS (Muslim American Society) encourage muslims to vote and participate in the election process. However, this is not a muslim country and muslims should avoid participating in voting in a council that does not rule by sharia rules.
A: Participation in elections in non-muslim countries has been discussed by immenent scholars and prestigious councils which concluded that it is permissible, but sometimes encouraged and even a must in some cases.
European Council for Fatwa and Research
Taken from:
Q: Dear respected Sheikhs:
Is it permissible for Muslims living in non-Muslim countries to take part in elections held in those countries? Keeping in mind that such elections may make Muslims be members of the legislative organs in countries where there is no any consideration for the Shari’ah, is that permissible?
A: In response to the question, the European Council for Fatwa and Research issues the following Fatwa:
Before answering this question, we will shed light on the following three aspects:
1-Al-Walaa’ (loyalty).
2-The Prophet’s participation in some activities in Makkan and Medinan societies.
3-The Constitution of Madinah.
-The first aspect: Al-Walaa’ can be divided into the two sections:
1- Loyalty in religious matters. It refers to creedal loyalty, which lies in believing in Allah and shunning other beliefs that run counter to the Oneness of Allah. This kind of Al-Walaa’ is due to Allah, His Messenger and the believers. Almighty Allah Says: [Your friend can be only Allah; and His messenger and those who believe, who establish worship and pay the poor due, and bow down (in prayer)] (Al-Ma’dah 5: 55)
2-Loyalty as regards worldly matters: This refers to transactions between people living in the same society or between different societies, regardless the distance and the religion. It is permissible for Muslims to engage with non-Muslims in commercial transactions, peace treaties and covenants according to the rules and conditions prevalent in those countries. Books of Jurisprudence do contain many references about such kind of dealings.
– The second aspect: The Prophet’s participation in activities in the Makkan and Madinan societies.
Throughout his life before and after the Prophetic mission, Prophet Muhammad, peace and blessings be upon him, participated in many events that took place in the Makkan and Madinan societies. Following are the most prominent events he participated in before being a Prophet.
-First: The Fujjar War:
This war was waged against some Arab tribes who violated the sacredness of the holy sanctuary in the sacred months. Hence, the Makkan people had to defend the holy sanctuary; this was a good custom they inherited from the upright religion of Prophet Abraham. This fight lasted for four years, and the Prophet’s age at that time was around 15-19 years. He participated in this war side by side with his uncles. That is, he would defend his uncles against the enemies’ attack. The Prophet, peace and blessings be upon him, did so out of his sense that he should share in defending his homeland and ward off aggression and injustice.
– Second: Al-Fudul Alliance:
This incident occurred in the house of Abdullah bin Jad`an between the greatest tribes in Makkah. One of the principles they agreed upon was backing up any oppressed person in Makkah, regardless of his origin and the purpose behind his visit; they vowed to help him regain his rights. At the advent of his mission, the Prophet, peace and blessings be upon him, is reported to have said (i.e. while referring to this alliance): “If I am invited to join a similar (alliance) after the spread of Islam, I will, surely, join it.”
Commenting on the aforementioned point regarding the Prophet’s participation in that alliance, Sheikh Muhammad Al-Ghazali stated: “Combatting an oppressor however brutal he may be, and supporting an oppressed however low he may be, are consistent with the spirit of Islam that enjoins what is right, forbids what is wrong and calls for abiding by the limits set by Allah.
Moreover, Islam aims at putting an end to injustice whether in the general policies adopted by countries or oppression at the individual level. The Prophet’s participation in Al-Fudul Alliance reveals the positive attitude he took, for he considered himself part and parcel of the Makkan society. Besides, the Prophet, peace and blessings be upon him, was aware of the fact that if oppression or any form of injustice in the society is not eliminated, their ill effects will befall all and sundry.
Third: The Prophet’s Response to SOS Calls:
The humanitarian gestures of the Prophet, peace and blessings be upon him, towards the people of Makkah was not confined to the period he spent with them. This noble attitude continued even after emigrating Makkah to Madinah and establishing the Islamic state there, as he rushed to lend the hand of support when calamities befell the people of Makkah.
It is reported that during the time of Al-Hudaibiyah peace treaty, the Prophet was informed that a famine had afflicted the Makkan people. Thus he sent Hatib bin Abi Balta’a with 500 dinars to buy foods for the poor and the needy among the Makkans. You see, he did this despite that it was the same people that drove him out of the city and even hindered him from entering it.
-The third aspect: The constitution of Madinah:
Considering the constitution of Madinah or the treaty held between Muslims, Jews and the Arab polytheists who constituted the population of Madinah at that time, after emigration, one will notice that the Prophet, peace and blessings be upon him, stressed the importance of showing belonging and patriotism to the society. Thus, he made it clear that this is a general duty shared by all regardless of religions, races or complexions. The treaty stipulated the following:
1-They (those who sign the treaty) should support one another in combating the attacks waged against any of them.
2-They, together, should back up the oppressed.
3-They, together, should fight against any enemy attacking Yathrib (Madinah).
We deduce from these three aspects that the early Muslims managed to cooperate with people of other religions, living together in the same society of Madinah, in fighting against anyone who tried to bring about sedition among people. Thus, they maintained peaceful co-existence within the same society.
This form of Al-Walaa’ comes under what we term ‘Al-Walaa’ in worldly affairs’. It states that citizens can live together in the same society in spite of their different faiths and religious orientations. Moreover, the Constitution of Madinah regarded the People of the Book as part and parcel of the first Islamic State. For instance, some of its articles state:
1- The Jews of the tribe of Banu ‘Awf are part of the Muslim community.
2- Jews have their own religion and Muslims have their own religion.
3- The rest of the Jewish tribes have the same rights as do the tribe of Banu ‘Auf.
Conclusion:
Considering the issue of Al-Walaa’, it is evident that there’s nothing wrong Islamically in having some sort of such cooperation between Muslims and non-Muslim as regards worldly affairs. Besides, the Prophetic Biography is abound with fine examples of how the Prophet, peace and blessings be upon him, dealt amicably with non-Muslims, both in the Makkan and Madinan societies. He shared in many pacts and alliances aiming at eliminating injustice and aggression, in addition, he shared in relieving the impact of adversities and famines.
According to the articles of the Madinah constitution, the residents of Madinah would cooperate in establishing justice, supporting one another in combating aggression and help one another do righteous acts.
So it’s clear that mutual cooperation in worldly affairs goes far to encompass all citizens who share a common destiny, neighborhood and sometimes kinship. This may be extended to include economic and commercial fields. In addition, the teachings of Islam, as deduced from the Qur’an and Sunnah, show that Islam is a religion of mercy, justice, goodness. One of the main goals of Islamic law is to achieve benefits and ward off harms, whether at the level of individuals or at the level of society.
Furthermore, elections in the modern world systems have become a means through which peoples choose candidates and judge the programs they adopt. Muslims living in such societies enjoy rights and are bound to do some duties. If they fail to meet the duties obligated on them, they are no more entitled to receive the rights, for the rights meet the duties.
Thus, Muslims’ participation in elections is a national duty; in addition it falls under cooperation on that which is good and righteous for the society and wording off harms from it, Allah Almighty says: [… help ye one another unto righteousness and pious duty. Help not one another unto sin and transgression…] (Al-Ma’dah 5: 2)
Therefore, we can say that Muslim’s participating in elections held in non-Muslim societies is Islamically permissible and there is nothing wrong in doing so. Besides, it is a kind of mutual cooperation with those whom Muslims think as potential candidates who, if they win the elections, will bring benefits for the society in general and Muslims in particular.
Dr. Yousef al qaradawi:
Taken from this link:
As regard your question, we’d like to enlighten you, first of all, on how does Islam view politics or Muslim’s participation in political life. This is clarified in the following fatwa, issued by Sheikh Yusuf Al-Qaradawi:
“It should be made clear to all people that Islam addresses all aspects of life; political, social, economical and other aspects. Once we claim that Islam has nothing to do with politics, then it ceases to be a comprehensive divinely revealed course.
As for the claim that Islam deals with political aspects of life, there are two reasons for that:
1- Islam has a vivid stance on politics and a direct ruling in matters that are considered to be political. Islam is not merely dogmas or acts of worship that has nothing to do with life; rather, it is a comprehensive course of life for man, as highly clarified by Imam Hasan Al-Banna: “Islam is a comprehensive system, dealing with all spheres of life; it is a state and a homeland, or government and a nation; it is a morality and power, or mercy and justice; it is a culture and law, or knowledge and jurisprudence; it is material and wealth, or gain and prosperity; it is Jihad and a call, and finally it is a true belief and worship.”
2- The true character of a Muslim as required by Islam obliges him to be a man of politics. Every Muslim is required to fulfill the Islamic obligation of commanding good and forbidding evil. Also, it is the responsibility of every Muslim to offer advice to all his Muslim brothers and the leaders of the Muslim nation. We, Muslims are also commanded in surat Al-`Asr to enjoin good and stick to patience. Allah says: “By the declining day. Lo! man is in a state of loss. Save those who believe and do good works, and exhort one another to truth and exhort one another to endurance.” (Al-`Asr: 1-3)
The Prophet (peace and blessings be upon him) urges every Muslim to fight mischief and combat injustice and never accept oppression. Upon being asked about the best form of Jihad, the Prophet (peace and blessings be upon him) said: “The best form of Jihad is upholding the truth before a despotic ruler.”
It is also reported that the Prophet (peace and blessings be upon him) said: “The master of martyrs is Hamzah and comes after him a man who gets killed just because he stands to a despotic ruler commanding him to do good and give up evil.”
Islam implants in the soul of every Muslim the will and the determination to combat evil and evildoers and fight oppression and oppressors. In urging Muslims to fight for those who are weak and oppressed in the land, the Qur’an says: “How should ye not fight for the cause of Allah and of the feeble among men and of the women and the children who are crying: Our Lord! Bring us forth from out this town of which the people are oppressors! Oh, give us from Thy presence some protecting friend! Oh, give us from Thy presence some defender!” (An-Nisa’: 75)
It is an utter mistake and idle thinking to believe that the domain of prohibition in Islam is confined to committing adultery, drinking wine or the like only; rather, it’s of wider dimension. It extends to all acts that involve humiliating peoples, rigging the votes, oppressing the individuals and casting them in the dungeons of prisons without committing any crime; all these are apparent forms of evil. Appointing incompetent people and dismissing, without justifiable cause, the qualified ones is surely a sinful act, and, thus, a form of evil.
Thus, it has become crystal clear that evil which should be eradicated and blotted out involves many issues that form the core of politics. How can a true Muslim evade facing all these atrocities and evils, claiming that it falls outside the scope of Islam. The Prophet (peace and blessings be upon him) is reported to have said: “If my followers fail to stand up to an oppressor and say to him: ‘You are an oppressor’, then there will be no good in them.” (Reported by Ahmad in his Musnad on the authority of `Abdullah ibn `Amr). Thus, a true Muslim can never stay idle before evil, be it of social nature, political, economic or whatever. He is to combat it with his hand, if not, with his tongue, if not, then with his heart.
What urges Muslim to engage in politics is the fact that he is required to show care for others and concern himself with the problems of his Muslim brothers, for all Muslims constitute one brotherhood. In the Hadith, we read: “He who does not concern himself with the affairs of Muslim can never be one of them.”
In addition, all Muslims are commanded to combat political oppression in the same way they are commanded to combat social injustice. Both an oppressor and his advocate are punished severely. Allah says: “And incline not toward those who do wrong lest the Fire touch you, and ye have no protecting friends against Allah, and afterward ye would not be helped.” (Hud: 113)”
Thus, in the light of the above comprehensive fatwa, it’s clear that Muslims’ participation in political life of his society is part of what his religion dictates and enjoins. Rather, it is through the political course that he will be able to carry out the function of enjoining the right and forbidding the wrong.
Tackling the issue of Muslims’ participation in politics in non-Muslim countries, especially in the States, Dr. Taha Jaber Al-`Alwani, president of the Graduate School of Islamic and Social Sciences and president of the Fiqh Council of North America, states:
“I have addressed this issue before in an article entitled “An Introduction to Fiqh of Minorities”
In researching this question I have found the following foundations for the answer:
– Mankind is one family, all from Adam, and Adam is from earth. Mankind is divided into two nations: receiving nation and missionary nation.
– Considering earth as an arena for Islam. Allah has promised his righteous people of the inheritance of earth and promised that Islam will prevail over other religions.
– The Qur’anic message is universal and is not exclusive to any nation.
– The Muslim Ummah is a positive Ummah; witness on other nations promotes what is good and prevents what is evil.
– Adopting the principle of being fair to non-Muslims.
– Basing or judgments on the general principles of Islam and its universal message.
– Looking at Muslims’ presence in any country as necessary and coincides with the universal nature of Islam’s message.
– Taking contemporary world into consideration, a borderless world.
– Employing international agreements on issues of human rights in the service of Islam. Article 21, from the Universal Declaration of Human Rights stated, “Each individual has the right to participate in the management of public affairs either directly or indirectly.”
– Abiding by the principles of justice deals with such legislations, which goes in line with the Prophet’s Farewell Speech, as well as the alliance, made with Ibn Jad`an and he attended it in his youth. It enhances all necessary means that sustain such values. Political participation is one of those values
– Benefiting from Muslims early experience especially the emigration to Abyssinia.
– Abandoning passiveness and its justification by being positive and active member of the society.
Particularities of the American Situation:
America has special conditions that need to be addressed in order to reach a rule in this matter:
1. America is a nation composed of immigrant communities from all over the world. It is not connected to one nation or one culture, in a limited sense where non-Europeans are excluded.
2. It is a young country. Its cultural patterns are still open to Influence from Islam. It also provides Islam with an opportunity to contribute to its growth.
3. It is a country that respects the freedoms of all religions to exist regardless of some shortcomings.
Based on the above mentioned conditions, the following conclusions can be reached in terms of Muslims’ participation in politics in America:
First: It is incumbent upon Muslims to participate in politics effectively in America. They need to involve for the following reasons:
– If Muslims need to protect their rights they have to involve in politics
– Supporting their fellow Muslims around the world.
– Spreading Islam’s message.
– Expressing the universality of Islam.
Participating in politics is an obligation not “a right” that they can quit exercising it whenever they wish. It’s a matter of “protecting societal necessities” and the improvement of Muslims’ conditions in America.
Second: Whatever helps in achieving such noble goals takes their rule Islamically. This includes:
1. Nominating able Muslims to public offices in order to promote what is good for the society and for them, as well as preventing what is evil from harming the society and harming them. These offices are mayors, governors, members of the congress, and alike.
2. Individual Muslims nominate themselves, if Muslims did not nominate them.
3. Supporting a non-Muslim candidate if he is more beneficial to Muslim’s causes or less harmful than a Muslim.
4. Supporting non-Muslim candidates financially.
5. Pursuing citizenship in America because it’s the bases of exercising rights.
6. Registering for elections and voting. These are two separate but mandatory obligations.
Regulations and limitations:
1. In order for Muslims to gain their rights in this country, and their positive interaction with the native people of this country, it requires from us consultation and agreement on the main principles of Islam, and we should excuse each other on the minor differences. The righteous Companions of the Prophet (peace and blessings be upon him) set up an example hundreds of years ago when they met to consult each other on the best response to the critical situation during their migration to Abyssinia.
2. Muslims minority in America is in need for strengthening their belief, and enhancing their Islamic culture. Interaction with others should not lead to concessions that hinder their religion. Again the example of Ja`far Attyar and his refusal to paw for An-Najashi (Negus) King of Abyssinia is the best example.
3. Muslim minority is in need of expressing the facts of Islam in the best manner. Eternal values of Islam, and its humanitarian system should be practiced and reflected in the best way. Exactly as Ja`far did in his speech in front of An-Najashi, when he stated the Pringles of Islam and the difference between Islam and darkness. In doing so, Muslims not only gain support and sympathy of others but an encouragement to others to follow the path of Islam.
4. Muslims in America should familiarize themselves with the art of communication and public relations. Again, Ja`far’s example when he ended his speech addressing the kin “we have come to your country’ we have chosen you among kings, we seek our neighborhood, and seek not to be dealt with unjustly.”
Objections:
The objections raised in the question can be summarized by five points. Following is a debate of these issues:
First reservation: Participation hinders the principles of Islam, and affects their loyalties to non-Muslims, which are prohibited by the Qur’an. This is inaccurate understanding for the following reasons.
The Pragmatism aspect of the creed differs from the creed itself. Thus, cooperation with non-Muslims and nice treatment to them has nothing to do with loyalty. It is a pragmatic method of promoting good and fighting evil. Second, there is a distortion to the issue of “loyalty” by expanding its meaning and making it so comprehensive even if the interests of Muslims require such cooperation. This is inaccurate. The type of loyalty Islam warned against is the one where a Muslim favors non-Muslims on Muslims in terms of love, and support. This issue has been made so clear in the Qur’an in several places. For instance, in surat an-Nisa’, Allah says “To the hypocrites give the glad tidings that there is for them but a grievous penalty. Yea, to those who take for patrons unbelievers rather than Believers: is it honor they seek among them? Nay all honor is with Allah.” (an-Nisa’: 138-139) Then Allah Almighty warned Muslims not to take non-believers for patrons and companions rather than believers: “Let not the Believers take the unbelievers as their patrons over against the Believers…” (Al-`Imran: 28)
Imam At-Tabari’s explanation of the prohibition mentioned in this verse as referring to warning Muslims from imitating non-Muslims in their morals and values. He also added that loyalty means supporting non-believers in their efforts against Muslims, and helping them as well as spying on Muslim countries to the benefit of their rivals and enemies. Thus, the loyalty prohibited by the verses is the one on the expense of Muslims. There is a big difference here between cooperation for the interests of Muslims and Islam, and this type of favoring non-believers on believers.
Second reservation: Some consider participation in politics as a kind of inclination to non-Muslims which is prohibited by the following verse “And incline not to those who do wrong, or the fire will seize you; and ye have no protectors other than Allah, nor shall ye be helped.” (Hud: 113)
This is an inaccurate understanding of the verse. Also the generalization is inaccurate, which according to this assumption prohibits all types of cooperation with non-believers. Inclination means acceptance and support of unbeliever’s actions. Imam At-Tabari understands the inclination here as going back to disbelief, loyalty, and acceptance of their behavior. I don’t see any of these meanings in political participation. It differs a lot from cooperation with them for the sake of protecting Muslims from non-Muslims’ injustices, and helping unbelievers to find the right path.
Third reservation: Participation is admission to the status quo in non-Muslim countries, however we are required to change such status quo not be part of it. This is an upside down understanding. It implies isolationism and withdrawal from societal life that leads to admission of the status quo, participation is an attempt to change such conditions. Positive participation that expresses Islam’s morals and values is the type that resists status quo not boycotting elections and withdrawal from the society.
Fourth reservation: That participation is negligence to working for the sake establishing the Islamic system. This objection encompasses two major mistakes:
1. It’s a distortion to two situations, one were Muslims are majority, and the other where Muslims are minority. There is a great difference between the two. Thus, if it’s incumbent upon Muslims to establish the Islamic system in Muslim countries, that is not required from Muslims where they are minorities. Furthermore, it is inconceivable logically. What is required is enhancing Muslims’ presence in non-Muslim countries through active participation in public life. Thus it means first, active participation, strengthening the Muslim community, convincing other with Islam’s values.
2. This understanding exclusively limits the meaning of an Islamic system to the area of politics, however any activity that enhances the implementation of the right values in the society should be promoted not only political. Activities such as opposing abortion, drugs, etc are important values strengthen what is good and prevents what is evil.”
With regard to your question, Dr. Muzammil Siddiqi, former president of the Islamic Society of North America (ISNA), answers:
Taken from this link:
“The Shari`ah does not forbid Muslims to live in non-Islamic states. There are more than four hundred million Muslims in the world (almost one-third of the total population) who are living as minorities in non-Islamic countries. Some of them are the natives of these countries and some of them have migrated to these countries for better educational, economic and other reasons.
Most of the Muslim countries today are also not ruled totally by the rules of Allah the Almighty. So what should Muslims do? I think, Muslims are supposed to practice and preach their faith, but at the same time they must protect their lives, their properties and their rights to live in peace. In order to protect their own rights and to promote the good things in the society, if it is necessary for them to participate in the political system of non-Islamic states, then it is their duty to do so. It is in the best maslahah (welfare) of Muslims to participate in the system to safeguard their own interests and to establish good in the society.
In the Glorious Qur’an we have a lesson in the story of Prophet Yusuf (Joseph) (peace and blessings be upon him). He was brought to Egypt as a slave and was later imprisoned under a kafir system and a kafir ruler. Then the king of Egypt released him from the prison. As he was very impressed by Prophet Yusuf’s intelligence and knowledge, he offered him Egyptian citizenship (“You stay with us safe and secure.” 12:54). Yusuf (peace be upon him) did not say to him, ‘Thank you very much. But I have to go to my country. I want to be with my father who is a Prophet of Allah and I do not want to live in your kafir system. The only way I can live with you will be if you leave your kingship and make me change your system completely.’ Instead, the Qur’an tells us that Prophet Yusuf (peace be upon him) told the king, “Appoint me on the treasures of the land. I am a capable guardian and know things well.” (Yusuf 12:55) Yusuf (peace be upon him) wanted to help Egyptian people. He wanted to take care of Egyptians’ economic interests. He wanted to implement a fifteen year economic plan to save the country and its people. In the process he also helped his own family and they all moved to Egypt. He slowly changed the conditions and finally he became almost a final authority in the country.
Prophet Muhammad (peace and blessings be upon him) also lived in Makkah for thirteen years under the protection of his uncle Abu Talib who was non-believer and who supported him under the pre-Islamic Jahili system of family and tribe. The Prophet openly criticized the un-Islamic beliefs and practices of his people but he participated in their tribal system and did benefit from it. He lived in that system as long as it allowed him to live there. After the death of his wife and uncle he went to Ta’if seeking the Jiwar (a pre-Islamic custom of protection) of the chiefs of Ta’if. When they refused and it was impossible for him to live in Makkah, then he migrated to Madinah.
It is true that Islam stands for the sovereignty of Allah the Almighty and Allah’s rules are not limited to the acts of worship, they also include social, economic and political matters. By participating in a non-Islamic system, one cannot rule by that which Allah has commanded. But things do not change overnight. Changes come through patience, wisdom and hard work.
I believe that as Muslims, we should participate in the system to safeguard our interests and try to bring gradual change for the right cause, the cause of truth and justice. We must not forget that Allah’s rules have to be established in all lands, and all our efforts should lead to that direction.”
In his response to the question in point, Dr. Taha Jaber Al-`Alwani, President of the Graduate School of Islamic and Social Sciences and President of the Fiqh Council, states:
Taken from this link:
The Muslim must play an active role in every environment he finds himself in. He should reach out to the people, practicing the advice and “Nasihah”, enjoining good and forbidding evil, helping the poor and weak people, and serving his community.
Participating in the political activities in this country is something that would help the Muslim community to protect their rights to achieve some of their goals and to tell the American community in general what Islam means and how we as Muslims are participating in shaping America with our values, ethics and a lot of good things which we got from the guidance of Allah.
It is especially important to bring the values and family ethics to this society. With this, I think that the Muslim community in this country must participate in all political activities as a community more than as individuals because that will help the Muslim community to achieve their goals as a community in this country.
AMJA Permanent Fatwa Committee
Taken from this link:
–         Political work for supporting Islam and realizing Muslims` interests through participation in elections and supporting some nominees, etc., are means to influence the mainstream to change it completely or partially, and this revolves within the realm of balancing between interests and corruptions. Hence, the Shari`ah ruling in this concern differs according to time, place, circumstances and conditions, and like any other activity, and for its legality, there should be certain regulations and guiding rules that should be observed, and cautions that must be avoided, so as its process goes smoothly in line with the righteous path.
–         The basis in political work on the aforementioned model, and in the light of its applications and mechanisms inside or outside Islam`s domain, is a means to partial change with realizing certain benefits, and fending off certain corruptions and alleviating oppression. It would be very hard if it is adopted as a means to a comprehensive change and setting up the aspired Muslim model, as it happened in some countries, like Turkey, Algiers, etc.
–         It is good if some Islamists are involved in political work, and supporting them with others in this concern whenever the interest weighs down the corruption, on condition that the efforts should not be consumed up, and that it should not be considered by those involved as the choicest means to the aspired change. Also, it should not be a means to insult others, or lead to sectarianism and dissipation of the Muslims unity, or confusing their choices, between this party or that party, and that it should not by all means divert their ways in Da`wah and educational activities.
–         Political work in the West should have a political agenda that represents the minimum level of reasonable and possible requirements in this regard, and upon a party that represents Muslims in this connection, that adopts speaking and negotiating in their proxy, in order that their unity and power keep intact. If such agenda is absent from Islamic work, then efforts in this realm remain short, and can not be counted upon in restoring rights or fending off injustice.
Answering this question, Sheikh Mohamed El-Moctar El-Shinqiti, President of the Islamic Association of Lubbock, Texas, US, states:
Taken from this link:
First of all, I’d like to draw the questioner’s attention to two incidents which deserve deep reflection and which can be taken as the basis and reference of the issue in hand. One of them is mentioned in the Qur’an and the other is reported in the Prophet’s Sunnah.
The first is the story of Prophet Yusuf (Joseph, peace be upon him), as recorded in the Glorious Qur’an. We see that Prophet Yusuf (peace be upon him) asked the king of Egypt to appoint him as the keeper of Egypt ’s public treasury. Allah Almighty says: [He said: Set me over the storehouses of the land, I am a skilled custodian.] (Yusuf 12: 55) This shows that Prophet Yusuf (peace be upon him) did not pay heed to the fact that the king was disbeliever or despotic. His main concern was the general welfare of the people and their need of a man as knowledgeable and clever as he was to care for them.
The second incident reported in the Sunnah is that of Muslims’ migration to Abyssinia, as recorded in Musnad of Imam Ahmad on the authority of Umm Salamah, Mother of the Believers (may Allah be pleased with her), who was among those who migrated to Abyssinia. It is reported that Umm Salamah, narrating the incident of their migration, said:
We stayed in his (An-Najashi’s) land, where we were treated with great generosity and hospitality. During my stay there, some people rebelled against him (An-Najashi) and tried to take the hold of the reigns of power. By Allah, we haven’t felt sadness as we felt at that time, for fear that such rebellious (ones) might succeed in their scheme, and then a man who does not know the truth of our religion (nor does he observe our right as refugees) as An-Najashi did may be the sovereign. An-Najashi set out to meet the enemy, who was on the opposite bank of the Nile River. Then the Prophet’s companions said that a man of them may cross the river to investigate the enemy intensively. On that, Az-Zubayr ibn Al-`Awwam, who was one of the youngest among us, said, ‘I will.’ Then they gave him a float and he swam to the opposite bank and investigated the enemy’s preparations for the battle. During this, we observed du`a’ (supplication) heavily for An-Najashi to be victorious over his enemy and he succeeded and stability was achieved again in Abyssinia. (Ahmad)
You see, when An-Najashi’s nephew rebelled against him and tried to elbow him out, the Muslim migrants in Abyssinia did not stand as onlookers; they didn’t stay idle because An-Najashi was a Christian and so was the enemy. Rather, they made du`a’ to Allah to give An-Najashi victory over his enemy. They also sent a man from among them to collect information about the battle, and if they had anything more to do, they would have willingly offered it.
That is the way that Muslims living in non-Muslim countries in the West should look upon participation in the political life there. In this context, taking part in the US elections is required, so that goodness may overcome evil and justice would prevail. It is not a sign of affiliation to the polytheists, nor is it a kind of support for the oppressors. Therefore, judging parliaments to be gatherings of disbelief and polytheism is inappropriate, as this does not take into account the complicated nature of such parliaments. The US Congress, for instance, is not a religious organization, as the American constitution neither supports a certain religion nor restricts another. The US Congress is not, thus, a gathering of disbelief, even though its members are disbelievers. Also, it is not a gathering of belief, even if there are Muslim members in it. It is a neutral political body in relation to matters of religion, according to the American constitution.
The US Congress can only tackle issues related to public welfare, which a Muslim is enjoined to participate in achieving, whether for the favor of Muslims inside or outside America , or even in relation to non-Muslims. So, Muslims who participate in the US elections should not have selfish objectives in doing so; that is, they should not aim at achieving the welfare of the Muslim minority only. Rather, they should aim at rescuing the whole American nation from creedal, moral, and social degradation that they suffer from, in the same way that Prophet Yusuf (peace be upon him) saved a pagan people from famine.
Given the above, we can see that there is nothing wrong in Muslims participating in elections held in non-Muslim countries. It may sometimes be commendable for Muslims to take part in the political life of non-Muslim societies, so as to help achieve general justice and welfare for the Muslims and non-Muslims alike, ward off any discriminative schemes, and restore moral life in the society.
Advertisements

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق