الأحد، 31 أغسطس 2025

حكم المولد النبوي ؟!

 ==== حياء المولد النبوي =====


بين التهيب والتسيب
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبينا الكريم ، صاحب اللواء المعقود في كل وقت وحين ، البشير النذير. والسراج المنير...
في كل سنة من مولده صلى الله عليه و سلم، تبعث المعارك الجدلية لهذه المناسبة النورانية، بين محرم لها ومجيز لها، بين مبدع لمحييها، وبين مرحب بها ...
وهي مسألة تضرب في أعماق التاريخ الاسلامي ، بين مؤيد ومعارض ، وكل يحشد أدلته لنصرة مذهبه، وفي خضم هذا الصراع تقع المزايادات والمبالغات. عند الطرفين تخرج أحيانا عن سقف الاختلاف المشروع، ليتعدى ذلك الى معتقدات الأفراد بين التفسيق والتبديع ، ويصل بالبعض الى إلحاقه بالشرك ...
و أنا على يقين أنه لا يمكنني أن أحسم هذه المسألة الخلافية التي تمتد إلى قرون، وقد بحثها فطاحلة علماء المسلمين قديما وحديثا، ليصلوا الى بقاء ما كان على ما كان ، سوى محاولة حشد كل طرف أدلته غير المألوفة واستظهار أدلة أخرى على غير ما هو معتاد، لينتهي الطرفان الى كونها استدلالات إجتهادية يزعم أصحابها أنها مما تطمئن له النفس وتركن له العقول الباصرة والفطرة السليمة .
ويمكن إرجاء إختلاف العلماء في المسألة للأسباب ، والتي يبقى تحريرها يحتاج إلى تجرد واستقراء زائد على المعهود، ويمكن حصرها في هذه العشارية التأصيلية:
#أولا: هل هي من مسائل العقائد أم من مسائل العبادات، أم من مسائل العادات؟
#ثانيا: هل تدخل في باب البدع أم في باب المصالح المرسلة، أم في باب المباحات؟
#ثالثا: هل هي مسألة خلافية أم وقع فيها إجماع ، أم قول جمهور فقهاء ؟
#رابعا: هل الاحتفال هو من قبيل الوسائل أم المقاصد ؟
#خامسا: هل كل ما لم يفعله الرسول صلي الله عليه و سلم، أو الصحب الكرام هو بدعة؟
#سادسا: هل الترك فعل؟ والفرق بينه وبين السكوت والعفو ؟
#ثامنا: هل عدم النقل ، هو نقل للعدم؟
#تاسعا: فرق بين إحياء المولد و ما يقع في المولد! وعلاقة ذلك بسد الذرائع وفتح الذرائع.
#عاشرا : ٱمانة النقل، وحرية التعليق، وفق ما قرره علماء الاستنباط في قواعدهم المحررة والمقررة على مذهب أهل السنة والجماعة.
===========#ختاما:
1_ إن رفع الخلاف في مثل هذه المسائل متعسر .
2_ وتحكيم المقاصد لتضييق الخلاف متيسر.
3_ وحسن الظن بالمخالف من أخلاق المتبصر.
4_ ونشدان القطع في كل المسائل متعذر
5_ والطعن في اجتهاد أهل الحق أسلوب متكرر.
6_ و متتبع عورات العلماء سلوك كل متعثر
7_ و الاعراض والقفز على اجتهادات السابقين صفة كل متكبر.
#فحسن الظن مع سلامة القصد ، قد تخرج صاحبها من دائرة الحرج الى دائرة الفرج، خاصة ممن لهم سبق وسهم في الاسلام ، و أثر ظاهر بين الأنام.
فاجتهد و انتقد ثم اعتقد ، و لكن إياك والاقصاء واحتكار الصواب في مسائل الاجتهاد.
واعلم أن كلام الشارع يحتج به ، وكلام العالم يحتج له ، ففرق بين يحتج به ويحتج له .
فإياك وانزال أقوال العلماء منزلة النصوص، فكل يؤخذ من كلامه ويرد ، الا المعصوم صلى الله عليه و سلم.
ولو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف ...
ومن لم يطلع على إختلاف الفقهاء، لم يشم رائحة الفقه ...
وتركت التفصيل لأهل التأصيل ...
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ، فيتبعون أحسنه .
========#كتبه:
الدكتور بلخير طاهري الادريسي الحسني المالكي الجزائري.
عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

التأصيل الشرعي لاحتفال المولد النبوي الشريف

 التأصيل الشرعي لاحتفال المولد النبوي الشريف

فلا شك أن أعظم حدثين في تاريخ الإسلام والمسلمين، هو مولد رسول الله صل الله علیه و آله و سلم، وبعثته بهذا الدين العظيم، فهما الحدثان الأبرز اللذان غيرا وجه الأرض، وأزاحا بنورهما ظلام الجهل والجاهلية، والشرك والعبودية لغير الله عزوجل عنهاوإذا كان المسلمون بأمر من رب العالمين عزوجل يحتفلون بمبعثه صل الله علیه و آله و سلم، فيعظمون ليلة نزول القرآن الكريم عليه فيه، بل ويصومون ذلك الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم ((شهر رمضان)). فما المانع من احتفالهم بالحدث الآخر المرتبط بذلك النزول؟ ألا وهو حدث المولد الشريف، فإنه في الحقيقة مولد الإسلام والإيمان.
://لمولف :  عبدالرحمن حمدي شافي العبيدي



بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمـــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد: فلا شك أن أعظم حدثين في تاريخ الإسلام والمسلمين، هو مولد رسول الله صل الله علیه و آله و سلم، وبعثته بهذا الدين العظيم، فهما الحدثان الأبرز اللذان غيرا وجه الأرض، وأزاحا بنورهما ظلام الجهل والجاهلية، والشرك والعبودية لغير الله عزوجل عنها.

وإذا كان المسلمون بأمر من رب العالمين عزوجل يحتفلون بمبعثه صل الله علیه و آله و سلم، فيعظمون ليلة نزول القرآن الكريم عليه فيه، بل ويصومون ذلك الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم ((شهر رمضان)). فما المانع من احتفالهم بالحدث الآخر المرتبط بذلك النزول؟ ألا وهو حدث المولد الشريف، فإنه في الحقيقة مولد الإسلام والإيمان، ولولا المولد لما حصل الحدث الثاني، فكلاهما مرتبط ببعضه، وإلى ذلك أشار الحبيب المصطفى صل الله علیه و آله و سلم بقوله عن يوم الإثنين: (ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه)[1]، فكلاهما في يوم واحد، هو يوم الإثنين، ليكون يوما لهذين الإثنين، أقصد هذين الحدثين (الولادة والمبعث) فهو اسم على مسمى، ولكل شيء نصيب من اسمه.

قال صاحب سمط النجوم العوالي: ليلة مولده عليه الصلاة و السلام افضل من ليلة القدر من وجوه ثلاثة:

أحدها: إن ليلة المولد، ليلة ظهوره، وليلة القدر معطاة له، وما شرف بظهور ذات المشرف من أجله، أفضل مما شرف بسبب ما أعطيه، ولا نزاع في ذلك فكانت ليلة المولد بهذا الإعتبار أفضل.

الثاني: أن ليلة القدر شرفت بنزول الملائكة فيها، وليلة المولد شرفت بظهوره فيها، ومن شرفت به ليلة المولد، أفضل ممن شرفت به ليلة القدر على الأصح المرتضى فتكون ليلة المولد أفضل.

الثالث: أن ليلة القدر وقع التفضيل فيها على أمة محمد صل الله علیه و آله و سلم، وليلة المولد الشريف وقع التفضيل فيها على سائر الموجودات، فهو الذي بعثه الله رحمة للعالمين، فعمت به النعمة على جميع الخلائق، فكانت ليلة المولد أعم نفعا، فكانت أفضل [2].

وعلى الرغم من تبوء هذه الحادثة المكانة الكبيرة في قلب كل مؤمن، إلا أن هناك من يحاول رفض هذا الإعتقاد، ويرمي فاعليه بالبدعة والضلالة، وعدم إصابة طريق الهدى الذي اختطه السلف الصالح من هذه الأمة.

فوجدت لزاما علي أن أوضح الحق في هذه المسألة، على الرغم من أن الحق واضح فيها، لكن أردت تثبيته بالدليل، والأصول الصحيحة، التي ترفع كل شبهة، أو وسواس يخطر للنفس في هذا الجانب.

والله تعالى أسأل أن يلهمني الرشاد والصواب، وأن يعينني على إيصاله للقاريء، وأن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وفي سبيل الذود والدفاع عن رسوله العظيم. والله الموفق.