#يستحق_القرائة
التيار المدخلي في الجزائر : كيف ولماذا ظهر ومن نشره
شخصية ربيع المدخلي ورسالته في ميزان النقد
نَشَر بعض السلفيين "المداخلة" عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مقالا بعنوان "المؤاخذات على جماعة فركوس"، وهي رسالة من ربيع المدخلي يدعوا فيها علي فركوس وأزهر سنيقرة وعبد المجيد جمعة إلى التوبة النصوحة، وحتى أضع القارئ الكريم في الصورة سأشرح خلفية الرسالة ثم أرد عليها من الناحية الموضوعية، وفي الأخير أختمها بتحليل لشخصية ربيع.
■ أولا : خلفيات :
• الخلفية التاريخية :
- بعد انتفاضة أكتوبر 1988 وعد الرئيس الشاذلي بن جديد، باحترام الطابع الجمهوري للبلاد، فسن دستور فيفري 1989 ثم قانون الجمعيات ذات الطابع السياسي، وبناء على هذا القانون تم تأسيس عدد من الجمعيات السياسية منها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وقبل الانتخابات التشريعية لديسمبر 1991 وعد الرئيس باحترام إرادة الشعب الجزائري مهما كان الحزب الذي زكاه الشعب، فكان الفوز من نصيب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، غير أن حلف الخونة (عسكر انقلابيين وعلمانيوين إستئصاليين) رفضوا احترام إرادة الشعب الجزائري فتأمروا على "الدولة الجزائرية، الرئيس الشاذلي، الشعب ودستور 1989" والنتيجة كانت انقلاب جانفي 1992، الذي قاده جنرالات أبرزهم "خالد نزار، العربي بلخير، عبد المالك قنايزية، محمد مدين ... الخ" بتحريض وتحالف من التيار العلماني الإستئصالي المتطرف بقيادة "عبد الحق بن حمودة" وتيار البربريست العنصري بقيادة "علي هارون، سعيد سعدي، خليدة تومي، الهاشمي شريف .. الخ"، وحتى تستتب لهم الأمور كان لابد من القضاء على أسباب نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ:
- الرئاسة: تم الاستعانة بالعلماني اليساري محمد بوضياف ليكون ديكورا لما يحاك للدولة الجزائرية في الخفاء، وتم تنصيبه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة - هيئة غير دستورية -
- الإدارة : طردت الإطارات المنتمية للتيار الوطني والإسلامي وتم تعويضهم بالعلمانويين خاصة البربريست، وبدأ هذا خلال حكم بوضياف 1992 وتم التوسع فيه خلال رئاسة رضا مالك للحكومة سنة 1993.
- مفاصل الدولة : تغلغلت العناصر المتطرفة والعنصرية والإسئصالية إلى مفاصل الدولة منذ انقلاب 1992 وسيطرت مع الوقت على قطاعات "الإدارة، المالية، الخارجية، التربية، البنوك ... الخ"، وظهرت سطوتها على الدولة الجزائرية خلال العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة (2014 - 2019).
- الدستور : تم تعديل دستور 1989 سنة 1996، وتحولت الجزائر من دولة قانون إلى دولة الرجل الواحد.
- الأحزاب : منعت الأحزاب الإسلامية بعدما كان مسموحا بها في دستور 1989 وتركت الأحزاب العلمانية في دولة دينها الإسلام.
- البرلمان: أسسوا غرفة ثانية سموها (مجلس الأمة) حتى لا تتكرر مفاجئة انتخابات ديسمبر 1991، وحتى يبسط الرئيس سيطرته على السلطتين التشريعية والتنفيذية حتى لو فازت المعارضة بكل مقاعد المجلس الشعبي الوطني.
• السلفية :
- في مقالي هذا وفي كل المقالات الأخرى عندما أتكلم عن السلفية لا أقصد بها سلفية العقيدة التي كانت تسمى قديما مذهب أهل الحديث، وهي إتباع الكتاب والسنة على فهم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، بل أقصد سلفية الفقه التي لا ترى بإتباع أحد المذاهب الفقهية الأربعة "المالكي، الشافعي، الحنبلي، الحنفي"، ويمكن تقسيم السلفية الفقهية إلى ثلاث مدارس هي :
1- السلفية العلمية : أبرز رموزها الشيخ الألباني والشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين، وترى هذه السلفية أن التمكين لدين الله عز وجل وإعلاء كلمة الإسلام يكون بالدعوة، مع عدم استبعاد الخيارات الأخرى كالجهاد في حال الاستعداد، أو الانتخابات في حال ترشح مرشح إسلامي، مع أنهم لا يرون بالتحزب، ويحرص المداخلة كل الحرص على إخفاء موقف الشيوخ الثلاثة "بن باز، الألباني، بن عثمين" من الانتخابات التشريعية في الجزائر بالنسبة للأول والثاني، والانتخابات التشريعية في الكويت بالنسبة للثالث.
◄ الجامية : نسبة للشيخ محمد أمان الجامي، وهي فرع من السلفية العلمية، لكنها تختلف عنها في الطاعة المطلقة للحاكم إن كان علمانيا والتحريض عليه إن كان إسلاميا (كما حصل بعد انتخاب محمد مرسي في مصر)، كما أنها تخالف الشيوخ الثلاثة الذين لم يغلقوا باب العمل المسلح ولا باب العمل السياسي بينما أغلقته الجامية، وينتسب للفكر الجامي كل من مقبل بن هادي الوادعي والحجوري وهانئ بن بريك في اليمن، وسعيد رسلان ومحمود الرضواني في مصر، وعبد المالك رمضاني، عز الدين رمضاني، علي فركوس، أزهر سنيقرة، عبد المجيد جمعة، العيد شريفي في الجزائر، وعلي حسن الحلبي في الأردن، ومحمود الورفلي وأشرف الميار في ليبيا ... الخ.
- تنبيه هام : إن كل مدخلي هو جامي وليس كل جامي مدخلي، لأن الجامية أوسع من المدخلية وتظم أصنافًا من السلفيين يختلفون مع ربيع المدخلي وإن كان الجميع يحملون نفس الفِكر، فالتوبة من التمدخل لا تعني التوبة من الجامية.
2- السلفية الإصلاحية: ترى أن التمكين لدين الله عز وجل وتطبيق الشريعة الإسلامية يكون عن طريق المشاركة السياسية والانتخابات وأبرز رموزها الشيخ عبد الخالق عبد الله، والشيخ علي بن حاج والشيخ حازم صلاح أبو إسلامية والدعوة السلفية في الإسكندرية الذين تحولوا من السلفية العلمية إلى الإصلاحية.
3- السلفية الجهادية: ترى أن التمكين يكون بالسلاح والجهاد لتطبيق الشريعة الإسلامية، بما أن العسكر والعلمانيين يطبقون أفكارهم وبرامجهم المنحرفة والمتطرفة عن طريق قوة السلاح فترى السلفية الجهادية أن رد هذا العدوان المسلح يكون بالسلاح أيضا، وتبنى هذا الفكر كل من تنظيم القاعدة بقيادة الشيخ أسامة بن لادن، والتنظيمات السلفية الجهادية في العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوي ثم أبو عمر البغدادي ثم أبو بكر البغدادي، بالإضافة إلى جبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني ... الخ.
• التشيع لمحاربة الإسلام من الداخل :
- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سنة 11 للهجرة أطلق أبو بكر الصديق رضي الله عنه حروب الردة وهي من أوسع الحروب في تاريخ البشرية، ثم فتح الفاروق عمر رضي الله عنه القدس ومصر وبلاد فارس، وقتها تأكد للمتربصين بالإسلام أن هؤلاء المسلمين لا يمكن محاربتهم بالسلاح، بل يجب أن يفسد عليهم دينهم، في حدود سنة 30 للهجرة، وخلال خلافة ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه يهودي اسمه عبد الله بن سبأ ادعى الإسلام ثم ادعى التشيع لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتحالف معه الحاقدون على الإسلام "الصليبين الذين طردوا من القدس، اليهود الذين طردوا من المدينة وخيبر، الفرس الذين خسروا إمبراطوريتهم، المشركون ... الخ"، فكانت البذرة الخبيثة التي أنبتت (الرافضة بفرقها بما فيهم الجعفرية الإثنى عشرية، والباطنية كالعبيديين الإسماعيلية، والدروز، والنصيرية والبهائية والبابية ... الخ).
• التمدخل لمحاربة إسلاميي الجزائر من الداخل :
- في الجزائر أيضا بما أنهم عجزوا عن هزيمة التيار الإسلامي في الانتخابات كان الحل (السبئي) هو محاربة الإسلاميين من الداخل وتفتيت الوعاء الانتخابي بإيجاد تيار إسلامي لا ينازع سياسيا ولا ينافس مجتمعيا ولا يشارك انتخابيا، وعلى خطى عبد الله بن سبأ الذي ظاهر دعوته التشيع لأهل البيت، سار قائد المخابرات الجنرال توفيق الذي ظاهر إجراءاته محاربة الإرهاب والتطرف والجبهة الإسلامية، لكن حقيقتها خدمة أجندة البربريست أولا والعلمانيين ثانيا مع تقديم مصالح البربريست في حال تعارض المصلحتين، وهنا أوحى بعضهم إلى توفيق أن هناك رجل في المدينة المنورة أفكاره تلبي الحاجة وتخدم مصالح العلمانيين اسمه ربيع بن هادي المدخلي، وكما قيل قديما (الإرجاء دين يحبه الملوك)، فبدأت الآلة تتحرك لنشر الفكر المدخلي في الجزائر في المقابل تعرض الدعاة الصادقون إلى الإقصاء والسجن والتهجير والتخويف والترهيب تحت مبرر محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف ... الخ، فتمكن التيار المدخلي من المساجد والمنابر، ثم طلب من ثلاث أشخاص أن يكتبوا شهادة زور في حق الجبهة الإسلامية للإنقاذ ويلمعوا الانقلاب العسكري، رفض اثنين وقَبِل هذه المهمة القذرة عبد المالك رمضاني الذي ألف كتابه مدارك النظر وحُقَ أن يسمى بمهالك النظر، فحشاه بالأكاذيب والمغالطات التي لا تخفى على أي عارف بالقانون وبالتاريخ الإسلامي، الغريب أن رمضاني خالف نهج شيخ ناصر الدين الألباني الذي قرض نفس الكتاب، وأخفى دعمه ودعم الشيخ بن باز للجبهة الإسلامية للإنقاذ في انتخابات ديسمبر 1991، كما خالف رأي وموقف الشيخ الألباني من الشيخ علي بن حاج والدكتور ربيع المدخلي !! كما عملت المخابرات على طبع كتاب مدارك النظر عدة طبعات، وتم توزيعه في سفارات الجزائر بالخارج وبين عناصر الجيش والمخابرات واستعلامات الشرطة، وبما أن المداخلة يستحلون الكذب في سبيل الشيتة المجانية للعسكر الانقلابيين والعلمانيين ادعى رمضاني في الطبعة الأولى من كتابه مهالك النظر أنه يمني، ثم كشف عن شخصيته في الطبعات الأخرى.
- بعدما مكنت المخابرات للتيار المدخلي أواسط التسعينيات، نصب الزعيم ربيع المدخلي ممثلين عنه في الجزائر الأول العيد شريفي والثاني عبد المالك رمضاني. بداية الألفينيات اختلف رئيس الحزب مع العيد شريفي فأقاله من فرع الحزب بالجزائر وأصبح لا شيء يذكر بعدما كان زعيما يخافه مداخلة الجزائر. سنة 2010 كان عبد المالك رمضاني رقم 1 لدى مداخلة الجزائر وممثل ربيع في المغرب العربي وكانوا يسمونه العالم الجليل العابد السلفي الأثري ..الخ بطيب نية منه حاول الإصلاح بين الزعيم ربيع وعلي حسن الحلبي، فلما وصل الخبر لربيع هاج وماج وأعلن الحرب على رمضاني وضمه إلى علي الحلبي، وأوعز إلى أعضاء الحزب في الجزائر بإكمال اللازم، والحقيقة أنهم ما قصروا، فانقلب رمضاني من حامي حمى السلفية في الجزائر وصاحب رائعة مدارك النظر إلى ضال مضل مبتدع حزبي قطبي ... الخ، ومن يومها يتهارش ويتسابق المداخلة على الطعن في رمضاني كما تتهارش الكلاب الجائعة على عظمة ألقيت لها. الغريب أن ربيع عندما كان على وفاق مع الحلبي أمر أتباعه بعدم نشر فتوى اللجنة الدائمة في علي الحلبي وغيره ممن وافقوا المرجئة وعدم قبولها مع وجوب نشر الرد على اللجنة ووصف الرد على هذه الفتوى بالكلام الذي يكتب بالذهب فما كان من الرعاع إلا الامتثال ... بعد الإطاحة برمضاني من رئاسة حزب المداخلة في الجزائر نصب ربيع المدخلي ممثلين جدد له هم إثنى عشر داعية هم "علي فركوس، عبد المجيد جمعة، أزهر سنيقرة، عز الدين رمضاني، عثمان عيسي، رضا بوشامة، عبد الخالق ماضي، عبد الغاني عويسات، توفيق عمروني، عبد الحكيم دهاس، عمر الحاج مسعود، نجيب جلواح".
• خليفة رسالة ربيع:
- قبل سنة ونصف حصل خلاف بين أصحاب مجلة الإصلاح (إثني عشر داعية) والذين كانوا يمثلون التيار المدخلي في الجزائر، فانقسموا إلى ثلاثة من جهة هم (علي فركوس، أزهر سنيقرة وعبد المجيد جمعة) والذين زكاهم محمد بن هادي المدخلي، وتسعة من جهة أخرى هم (عثمان عيسي، رضا بوشامة، عبد الخالق ماضي، عبد الغاني عويسات، توفيق عمروني، عبد الحكيم دهاس، عمر الحاج مسعود، نجيب جلواح) بقوا على ولائهم لربيع بن هادي المدخلي، والحقيقة أن التوبة من التمدخل لا تعني التوبة من الجامية، والرسالة هذه بإيعاز من جماعة التسعة ضد الثلاثة، كما أن أنصار التسعة متحالفين مع أبناء الزعيم الذين لا يسمحون إلا لمن قبلوا به أن يدخل قصر أبيهم في المدينة المنورة.
■ ثانيا : مغالطات ربيع :
في الرسالة التي وافق عليها ربيع، وقع في أخطاء كثيرة سيتم الرد عليها بالتفصيل هي :
1- هل ربيع دكتور وشيخ ؟
من استنكارات ربيع المدخلي على الشيخ فركوس أنه أثنى على "ابن سينا، وابن رشد ... الخ"، وهذا استنكار غريب من شخص يحمل شهادة دكتوراه في الشريعة !! فالمنهج الشرعي أن القاعدة الأصولية تقول أن (لازم القول ليس بقول ولازم المذهب ليس بمذهب) وهذا ما غاب عن ربيع الذي يدعي أتباع أنه الشيخ الجليل والعالم !! كما أن المنهج الأكاديمي والطرح العلمي يستدعي التجرد، فمدح ابن سينا في الطب لا يعني في أي حال من الأحوال مدحه في عقيدته الباطنية الإسماعلية الكفرية !! وهذا ما غاب عن ربيع الذي يحمل درجة دكتور !! لهذا إما أن ربيع ليش شيخا لأنه لا يعرف القواعد الأصولية وليس دكتور لأنه يعرف أصول البحث العلمي أو أنه يعرف لكنه يكابر ويعاند ويتعمد الكذب والتدليس ... الغريب أن ربيع يكرر كثيرا هذا التدليس في كتاباته عن سيد قطب، حيث يلوي أعناق النصوص ويحملها ما لا تحتمل.
2- الثناء على سيد قطب:
من إنكارات ربيع المدخلي على الشيخ فركوس أنه أثنى على من "يدافع عن سيد قطب"، وإن كانت هذه علة لإسقاط الرجل فربيع نفسه أثنى على سيد قطب في السابق.
يقول ربيع المدخلي في كتابه "منهاج الأنبياء" صفحة 139 "رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحقيقة والصواب ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند أخر لحظة من حياته لقد وصل في تقريره إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" وبما أن المداخلة يكذبون ونحن نعلم أنهم يكذبون، وهم يعلمون أنه كاذبون، أقول أن هذا الكلام كتبه ربيع في الطبعة الأولى من كتابه منهاج الأنبياء سنة 1985 ثم حذفه في الطبعات الأخرى.
فإن كان "الثناء على سيد قطب" هو سبب لإسقاط الدعاة والمشايخ فمن باب أولى يتم إسقاط ربيع المدخلي، دون أن ننسى أن كثير من الحكومات الإسلامية أنكرت على الديكتاتور جمال عبد الناصر إعدام سيد قطب بما فيها حكومة المملكة العربية السعودية، كما أنكر هذه الجريمة علماء السعودية وجمعية العلماء المسلمين في الجزائر.
3- الشيخ محمد حاج عيسى:
من بين إنكارات ربيع أن الشيخ فركوس أثنى على الشيخ محمد حاج عيسى، والحقيقة أن الشيخ حاج عيسى على النهج السلفي الصحيح بينما ربيع هو المنحرف على نهج السلفي، وعَلل المداخلة إنكارهم على الشيخ محمد حاج عيسى أنه أنكر على ربيع المدخلي ونسوا أن الشيخ الألباني نفسه أنكر على ربيع بعدما ألف رسالته "صد عدوان الملحدين" وقال الشيخ الألباني "وأخونا الرّبيع الله يهدينا ويهديه وبيروح يؤلّف رسالة وبيقول إيش؟ يقول الاستعانة بالكفّار في محاربة إيش؟ الملحدين. هاي كمان مصيبة أخرى" وبما أن رؤوس المداخلة كذابون ويدلسون على عوامهم، وبما أن عوام المداخلة حمقى لا يقرؤون أقول أن مصدر التسجيل هو [سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني، شريط رقم (511) الدقيقة 46 الثانية 12]، كما أن الشيخ بكر أبو زيد بهدل ربيع صاحب المستوى الهزيل عندما أراد الرد على سيد قطب ونصحه الشيخ بكر برسالة سماها "الرسالة الذهبية" كما أن الشيخ بن جبرين أنكر على ربيع المدخلي عدة مرات، والمسؤولية اليوم تقع على الشيخ محمد حاج عيسى وغيره من شيوخ الدعوة السلفية في الجزائر أن يدعوا ربيع المدخلي وحزبه بالرجوع إلى جادة الصواب وإتباع النهج السلفي والتوبة من النهج الجامي المنحرِف.
4- ربيع يدافع عن نفسه وليس عن عقيدة :
عبر الأزمة والعصور ** في الكتب والرسائل وبين السطور ** نهج العلماء كما نقله الجلساء والحضور ... أنهم لا ينتصرون لأنفسهم بل ينتصرون لعقيدة ... ما عدا ربيع المدخلي فهو في تلك الرسالة انتصر لنفسه ولحزبه المنحرف بدل الانتصار لعقيدة أهل السنة والجماعة، فجاء في الرسالة "محمد حاج عيسى طعن في الشيخ ربيع، طعن في الشيخ ربيع ووصفه، طعن في الشيخ ربيع عندما حذر، استهان بنصائح الشيخ ربيع، نسب إلى الشيخ ربيع، أزهر طعن في الشيخ ربيع... الخ"، فالقضية أن ربيعا يدافع عن حزبه وليس عن النهج السلفي.
5- التنابز بالألقاب:
في إنكاره على الشيخ عبد المجيد جمعة أقر ربيع المدخلي الجملة الآتية "سن سنة سيئة في النبز بالألقاب" وهذه صراحة جملة مضحكة لمن عرف وخبر المداخلة، لأن هذه السنة صحيح أنها سيئة لكن للأمانة العلمية والحقيقة التاريخية ربيع المدخلي من سنها وليس عبد المجيد جمعة، كما أن المتضررين من كلام الشيخ جمعة في الجزائر هم بالأمس من كانوا ينابزون الشيخ عدنان العرعور والشيخ الطيباوي وعلي الحلبي ورمضاني بعد خلافهم مع الزعيم ربيع المدخلي، وينطبق على ربيع المدخلي قول الشاعر (لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إن فعلت عظيم).
■ ثالثا : تحليل شخصية ربيع :
1- من الناحية العقلية والجسدية :
أعتقد أن ربيع دخل مرحلة التخريف وهو محجور عليه من طرف أبنائه الذين لا يدخلون من الأتباع إلا من أرادوا، ويبعدون أباهم عن الأنظار لأنه مصدر رزق لهم، ومصدر مكانة اجتماعية وحظوة لدى الحمقى والأغبياء من الجزائريين، وكل من التقي مع ربيع يكتشف أن الرجل فقد جزءا من سمعه وجزءا من عقله.
2- من الناحية الفكرية :
حتى عندما كان ربيع المدخلي بكامل قواه العقلية والجسدية، كان مستواه الفكري ضحل، ويكفي أن تقرأ بعض من مقالاته أو شيء من كتبه لتعرف أن الرجل فكريا ضعيف جدا، وهذا ما أنبته إليه الشيخ الألباني منذ البداية لهذا كان حريصا أن لا يسمي ربيع بـ"الشيخ" بل في غالب الأحيان كان يناديه بـ"الدكتور ربيع أو أخونا الربيع"، كما انتبه لذلك الشيخ بكر أبو زيد عندما استهزئ بربيع صاحب المستوى الفكري المحدود كيف له أن يرد على الأديب سيد قطب ؟! فسيد قطب وإن كانت له أخطاء يبقى أن مستواه الفكري عال وربيع وإن كان منحرفا عن النهج السلفي فمستواه الفكري ضحل.
3- من الناحية العقدية :
كثيرا ما يزعم المداخلة أن ربيعا يرد على الرافضة، والحقيقة أنه في هذا المجال أن مستواه هزيل جدا لا يصلح للكلام في الموضوع، وعندما قرأت رسالته لأهل الجزائر في التحذير من الرافضة وجدت أنها أضعف من أكتبها طالب في السنة أولى علوم شرعية فما بالك أن يكتبها شخص يدعي أنه شيخ وعالم، ومن لم يصدق كلامي ما عليه إلا أن يقوم بطبع رسالتي ربيع إلى الجزائر ومصر في التحذير من الرافضة، ويحذف المؤلف ثم يعرضها على أي شيخ أو طالب علم مختص في عقيدة الرافضة، وقتها ستعرف المستوى الحقيقي لربيع.
4- الشيتة لربيع غير كافية:
شاهد الزور عبد المالك رمضاني ألف كتابه مهالك النظر سنة 1994، وقتها كانت السلطة الجزائرية تمنع أي رأي مخالف، واعتقد رمضاني أن أنصار الانقلاب سيبقون على رأيهم بالإضافة إلى تحريفه حقيقة الأحداث في الجزائر، حرف أيضا حقيقة الرجال، فتطاول على عدد من المشايخ منهم الشيخ علي بن حاج، في المقابل ضرب الشيتة لربيع المدخلي وكان يسميه الشيخ والعلامة ... الخ من ألفاظ الثناء التي لا يستحقها لأن الكل يعلم أن مستواه الثقافي والعلمي محدود، وبدل أن يجمع رمضاني الطوب ليبني بيتا له كان يبني بيت ربيع المدخلي، وبمجرد أن غضب ربيع من رمضاني نسى كل الشيتة، وطرده شر طردت من حزب المداخلة، كما أن المسكين رمضاني لم يعتبر من المثال القائل (دوام الحال من المحال) فالسلطة التي كان تشيد بانقلاب 1992 أصبحت اليوم تستعر به، ولا تتكلم عنه خاصة بعدما أقيل الجنرال توفيق سنة 2015 أخر رموز الانقلاب.
5- ربيع يجرح ربيع:
إن كان مدح سيد قطب والصوفية والأشاعرة يعتبر ضلالا ويستدعي التوبة لدى ربيع المدخلي فمن باب أولى أن يتوب ربيع المدخلي نفسه والمداخلة عموما، من دعم الخارجي الإرهابي خليفة حفتر في ليبيا، فإن كان سيد قطب والأشاعرة والصوفية لديهم انحراف في العقيدة وهم محبون للشريعة الإسلامية، فحفتر علماني ومحارب للشريعة وانحرافه العقدي أكبر بكثير من هؤلاء، كما أن خليفة حفتر يعتبر خارجي على ميزان ربيع والمداخلة في ليبيا بقيادة محمود الورفلي وأشرف الميار، فكيف دعمه المداخلة وهو خارجي على أصولهم ؟ أو أن الخارجي هو فقط الإسلامي الذي يريد الانتصار للشريعة بالسلاح أما العلماني والعسكري الذي يريد محاربة الشريعة بالسلاح فليس خارجيا لدى المداخلة !! وإن كان خارج على حاكم واحد يعتبر خارجي لدى المداخلة فكيف دعم مداخلة ليبيا حفتر الذي خرج على حكام ليبيا ست مرات (الملك السنوسي، القذافي مرتين، علي زيدان، أحمد أمعيتيق، فايز السراج" ؟ كل هذا يجعل تجريح ربيع المدخلي أولى من تجريح خصومه.
7- ربيع زرع الرياح فجنى الأعاصير:
يقول المثل الشهير (من يزرع الرياح يجني الأعاصير)، وهذه الرسالة هي إحدى العواقب الوخيمة للمنهج المنحرف الذي أسس له ربيع المدخلي، فربيع في السابق كان يجرح كل من يختلف معه "الشيخ عدنان العرعور السوري، الشيخ المغراوي المغربي، الحلبي الأردني، المأربي اليمني، فلاح الحربي السعودي، عبد المالك رمضاني الجزائري"، لكنه في هذه الرسالة لم يجَرح فركوس ولا سنيقرة ولا جمعة بل دعاهم إلى التوبة - وهو في الحقيقة يترجاهم أن يرجعوا إلى حزبه -، وسر تمرد سنيقرة وجمعة وفركوس ضد ربيع، وعدم قدرة ربيع على تجريهم سأكشفه يوما ما.
كما أن ربيع الذي أزعج أتباعه الشيخ الألباني في عدد من المرات وأحدثوا فوضى في بيته دفاعا عن ربيع وكانوا يسألونه دائما عن ربيع ويحرصون على تلقيبه بـ"الشيخ" بينما يحرص الشيخ الألباني على تلقيبه بـ"أخونا أو الدكتور"، بعد كل الإزعاج الذي تسبب فيه أتباع ربيع للشيخ الألباني حان وقت ربيع ليذوق من نفس الكأس وأصبح أتباع الأزهر سنيقرة يزعجونه في كل مرة ويتضاربون مع الحضور في بيته.