السبت، 20 ديسمبر 2025

#لماذا يحارب المداخلة الشيخ_القرضاوي؟

 #لماذا_يحا_رب_المداخلة_الشيخ_القرضاوي؟ رحمه الله



ينقسم المسلمون من حيث تعلم الشريعة الإسلامية إلى قسمين: أهل العلم والعوام.
أما أهل العلم فكثير منهم إما متشددون في التحريم (يحرمون ما لم يحرمه الله بدعوى سد الذرائع) وإما يعتمدون عقلية (لا تحدثوا العوام بهذه المسألة "الجائزة" اتركوهم يعتقدون التحريم)
أما العوام فيقولون: ومن صار ينتظر فتاواكم أصلا.
وبمثل هذا ضاع كثير من الدين عند كثير من الناس، بقدر ما تتشدد بالتحريم والإفتاء بالأحوط بقدر ما ييأس الناس من هذا الدين فيستسلمون للشيطان بالكلية ويستبيحون كل شيء فعليا وإن اعتقدوا حرمته نظريا.
من لم يصدق كلامي فلينظر في واقع الناس وليقارنه بالتنظيرات الفقهية المتشددة.
فلما يظهر المعتدلون وينشرون حكم الله في المسائل التي كُتمت على العوام تُشنّ عليهم الحرب، وهذا تلخيصٌ لما جرى مع الشيخ القرضاوي والهجمات الموجهة له.
في الجهة المقابلة نجد المتشددين على الشعوب في الأحكام متساهلين جدا مع الحكام، فالوجه الذي يُقابلون به الناس العاديين غير الوجه الذي يقابلون به "ولاة الأمور" ولعل الواحد منهم لو استطاع التحريف في الدين لفسّر قول الله (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) بأنه منطبق على ولي الأمر، هذا هو لسان حالهم.
فتساهل هؤلاء مع الحكام أعظم بكثير من تساهل القرضاوي مع المسلمين كلهم، وتشددهم على الشعوب أعظم بكثير من تشدد القرضاوي مع الحكام إن صح أن يُسمّى موقفه تشددا أصلا.
ومن عجيب قولهم اكتفاؤهم في الإنكار عليه بذكر المسألة التي يقولها وكأن مخالفيهم يسلّمون لهم بموقفهم منها لذلك جعل مقبل الوادعي في فهرسه عنوانا (القرضاوي يدعو إلى الحوار مع أهل الكتاب) وكأنها ضلالة واضحة لا تستحق النقاش، رغم أن الله قال ((ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن))، أو يقول (القرضاوي يجيز للبنات الدراسة في الجامعة) وكأنها ضلالة تنطق عن نفسها، رغم أن تحريم الجامعة بدعوى الاختلاط ليس عليه أي دليل إذ الاختلاط موجود حتى في الحرم المكي ولو كان حراما لحُرّم في المسجد الحرام من باب أولى، إذ كيف يحرم في المسجد الحرام ما لا يحرم في بقية البقاع ولذلك سمي بالمسجد الحرام ثم يجوز فيه ما لا يجوز في بقية البقاع ؟ فهل نسميه المسجد الحلال أيضا لاختصاصه بجواز ما لم يجز في سائر البقاع ؟ وكذلك إنكاره على القرضاوي لما قال (إن أول صوت ارتفع تأييدا للنبي صلى الله عليه وسلم هو صوت امرأة وهي خديجة رضي الله عنها) بالنسبة لمقبل فهذه ضلالة لا تغتفر فذهب يرد عليه قائلا (وهل خديجة التي عينته نبيا؟) فيغالط المستمع حتى يبدعه عن مدلول الكلام الأصلي الذي قاله القرضاوي فيقوله ما لم يقله، وهل القرضاوي قال بأنها جعلته نبيا ؟ بل القرضاوي نفسه ذكر تأييدها له صلى الله عليه وسلم.
وكذلك في بقية المسائل ينكرون عليه تجويز بعض الأحكام الفقهية ولا يحاولون التعرض لأدلته أصلا، وكأن المسألة مسلّم بصحتها عند كل البشر ولا يحتاج منهم الأمر إلى بيانها.
هذا الأسلوب الذي تعودوا عليه جعلهم أضعف الناس في الفقه والحجاج والمنطق، وذلك لأنهم لم يتعودوا على مبادئ الاحتجاج البديهية فعوّضوها بالتشنيع والاستنكار وإثارة الجلبة وكثرة الصراخ والسب والشتم والإره*اب الفكري بالكلمات التجريحية والتكف*يرية والتبديعية والتضل*يلية حتى يخاف الناس على دينهم فيصدقوهم خوفا من الضل*ال لا اقتناعا بالأقوال ذاتها.
لذلك فقد لزم لمجابهة هذا الفكر المتطرف أن يتحلى أهل العلم بالشجاعة ويردوا عليهم دون الاكتراث بكمية التهم المنهالة عليهم فما من رجلٍ سلك طريق الحق إلا أوذي، وكذلك فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد قالها له ورقة بن نوفل رحمه الله.