السبت، 29 نوفمبر 2025

هل الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس كان صوفيا أم سلفيا ؟


يقول المداخلة الجزائريون
زعماؤنا هم : الشيخ ابن باديس والإبراهيمي
والعربي التبسي والطيب العقبي
طييييب :
هؤلاء المشايخ جميعا :
- يؤمنون بالتنظيم وقد أسسوا جمعية وأنتم ترون في ذلك بدعة !
- هم يؤمنون بالسياسة وأنها جزء من الدين وكما قال ابن باديس " لا نهضة من غير دين وسياسة "، وأنتم تقولون الاشتغال بالسياسة شأن خاص لولي الأمر !
- هم يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان وقد قال العربي التبسي : " الجمعية مع الديمقراطية وحقوق الإنسان " وأنتم تقولون بأن ذلك كفر وبدعة وضلالة !
- هم آمنوا بفلسطين حدّ النخاع وأسسوا لها صندوقا ماليا وحثوا الحكام على مناصرتها ولم ينسوها أبدا في دروسم وخطبهم حتى قال ابن باديس " لا استقلال للمسجد الحرام إلا باستقلال المسجد الأقصى " وأنتم تخليتم عنها نهائيا حتى في الدعاء بل وناصرتم اليهود عليها !
- هم أشركوا المرأة وعلموها واستوعبوها حتى من غير حجاب ولا جلباب وقال ابن باديس النقاب ليس فرضا ، وقال " يجب إشراك المرأة في حياة المجتمع ونهضته " وأنتم قلتم هي للفراش والولد ولا تخرج من البيت أبدا !
- هم كانوا يزورون الصوفية ( المبتدعة كما تقولون ) وحاوروهم وأكلوا طعامهم كما هو مدوّن في " الآثار " وأنتم ترون حرمة إلقاء التحية عليهم !
- واحتفل بالشيخ ابن باديس به الإباضية وشاركهم أفراحهم وكان بعضهم في قيادة الجمعية وأنتم تقولون بحرمة إلقاء التحية عليهم وحضور جنائزهم !
- تعاون الشيخ البشير مع سيد قطب وقد كتب سيد بعض مقالاته في البصائر ودرس البشير في مجالس الإخوان في مصر وربطتهم بهم علاقات وثيقة وأنتم ترونهم مبتدعة فجرة لا يجوز الاقتراب منهم !
- احتفلوا بالمولد وبذكرى بدر وفتح مكة في كل السنوات وكل ذلك موثق في كتبهم ، وأنتم ترون ذلك بدعة ومنكرا !
- كانت لهم فرق إنشادية وفرق تمثيل ومسرح وأنتم ترون ذلك حراما وميوعة !
- شاركوا في المسيرات والمظاهرات وأنتم ترون ذلك بدعة إفرنجية !
- وآمنوا جميعا أن الأمة لا تنهض إلا بدينها وانفتاحها على جميل ما في عصرها
.
قولوا لي أيها المداخلة هل هذا منهجكم ؟
هل هذا فكركم ؟
أنتم لا صلة لكم مطلقا بفكر ومنهج وتراث الجمعية هذا هو المؤكّد
فلا داعي للعبة الغميضة !!!
-=-=-=-=-=-=-=-=
لم يكن العلامة ابن باديس وهابيا .
أدعياء السلفية يدركون جيدا أن الشيخ ابن باديس ليس وهابيا مثلهم ، وأنه لا يوافقهم في شيء ، و إنما وجدوا ضالتهم فيه لما ذكر ابن عبد الوهاب بخير، فإذا حذرنا نحن من اتباعه صاحوا جميعا قائليين : إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب زكاه ابن باديس و هذا دليل صلاحه و علمه و إمامته.
و نحن بدورنا نقول لهم : إن ابن باديس أثنى كذلك على مصطفى كمال أتاتورك الماسوني الفاسق، عميل الاستعمار الذي قضى على الخلافة الإسلامية، ولكن ابن باديس لم يكن أتاتوركيا ولا ماسونيا ولا عميلا للاستعمار، وإنما أثنى عليه على حسب ما وصلته عنه من أخبار خاطئة وبمقتضى ما توفر لديه من معلومات كاذبة، ولا يلام ابن باديس على ذلك.
وكذلك أثنى رحمه الله على الوهابية وابن عبد الوهاب على حسب ما وصلته من أخبار خاطئة، خصوصا وأن الإمام ابن باديس يصرِّح في إحدى مقالاته بأنه لم يقرأ مؤلفات ابن عبد الوهاب ولا اشترى له كتابا، وإنما قرأ عن الوهابية من خلال مؤلفات رشيد رضا الذي كان يعمل من أجل تلميع صورة الوهابية، كما أن ثناء ابن باديس أوغيره على ابن عبد الوهاب لا ينفعه بشيء عند الله ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾.
ونجزم أن الإمام ابن باديس لو اطلع على كتب ورسائل ابن عبد الوهاب التي يجسِّم فيها الله ويشبهه بخلقه ويكفِّر فيها المسلمين الموحدين ويحكم عليهم بالشرك الأكبر ويفضل عليهم كفار قريش، ككتاب "كشف الشبهات" و "مسائل أهل الجاهلية" وغيرها، ورأى ما فيها، لعلم أنه تكفيري دموي مستبيح لدماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، لتراجع عن مدحه وتزكيته كما تراجع الإمام الصنعاني - رحمه الله- الذي مدحه في بادئ الأمر بقصيدة مطلعها:
سلام على نجدٍ ومن حلَّ في نجد *** وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
ولكن بعد أن عرف حقيقته وأنه دموي تكفيري مستبيح لحرمات المسلمين تراجع عن مدحه وكتب قصيدة في ذلك يقول فيها:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي *** فقد صحَّ لي عنه خلاف الذي عندي
ظننت به خيرا فقلت عسى عسى *** نجد ناصحا يهدي العباد ويستهدي
لقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا *** وما كل ظن للحقائق لي يهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مِربدُ *** فحقق من أقواله كل ما يبدي
وقد جاء من تأليفه برسائل *** يكفِّر أهل الأرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة *** تراها كبيت العنكبوت لدى النقد
إلى آخر القصيدة ثم قام بشرحها شرحا يكشف عن أحوال ابن عبد الوهاب من الغلو والإسراف في القتل وسفك الدماء ونهب الأموال والتجرؤ على قتل النفوس المؤمنة وتكفير الأمة المحمدية، ويرد عليه، وسمى كتابه:"إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب".
بقلم الإمام عبد العالي بوعكاز

--=-=-=-=-=
هام جدا عن ابن باديس
كان الشيخ ابن باديس لا يرى من تقصير اللحية بأس
و كان يزور مشايخ الزوايا ويراسلهم ويثني عليهم
و كان يحتفل بالمولد النبوي الشريف
و كان يستعمل السبحة التي يبدع الوهابية كل من يحملها
و كان أغلب أعضاء جمعيته من مشايخ الطريقة الذين يشتمهم الوهابية ويأكلون لحومهم
و كان يُفتي يجواز التوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والوهابية يضللون و يبدعون المتوسلين برسول الله
ابن باديس كان يدرس طلبته ابن عاشر [ في عقد الأشعري وفقه مالك ، وفي طريقة الجنيد السالك ] ، و كان يدرس تلامذته " كتاب الشفاء " للقاضي عياض ، و كان يدرسهم رسالة أبي زيد القيرواني و مختصر الشيخ خليل بن إسحاق المالكي ، و هذا هو برنامج التعليم في الزوايا .
ابن باديس متخرج في زاوية ، و تلميذ شيخ الطريقة التيجانية في قسنطينة الشيخ حمدان لونيسي ، و لم يطعن بن باديس في شيخه ، بل كان يحبه حبا جما ويبالغ في إكرامه والاحتفاء به
الوهابية في واد ، و هو في واد آخر
يهللون به فقط لأنه مدح ابن عبد الوهاب النجدي
و لا يعلمون أن الشيخ ابن باديس قال في ( الآثار 3/28 ) :
والله ما كنت أملك يومئذ كتابا واحدا لإبن عبد الوهاب ،
و لا أعرف ترجمة حياته إلا القليل ، و والله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم . و الله اعلم
-=-=-=-=-=-=---=
أشعرية الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله
كان الشيخ ابن باديس أشعريا ينزه الله عن الصورة الجسمية في حقه تعالى...ويجزم بالتأويل في بعض الاضافات الموهمة للتشبيه كالرحمة والاستحياء والاعراض والمحبة والخلة والعندية والاحاطة والقرب المكاني...الخ ويفوض في مسألة الاستواء والنزول و...الخ ويصرح بنفي حمل هذه الصفات على ظاهرها اللغوي المعروف في حق المخلوقات ويصرح أيضا بنفي الكيفية وسمات المحدثات عنه تعالى...فالرجل بين التأويل والتفويض...وعقيدته أيضا في خلق أفعال العباد هي ذاتها عقيدة السادة الأشاعرة...وتحريره لصفات المعاني كذلك فصفة الارادة عنده مثلا صفة تخصيص قديمة وليست صفة متجددة كما هو الحال عند التيمية...كما أن تلامذة الشيخ ابن باديس المقربين منه ونقلة عقيدته من الذين درسوا على يده التوحيد كلهم عن بكرة أبيهم أشاعرة وليس فيهم ولا منهم على الاطلاق من هو مجسم قائل بالجهة وعقيدة الجلوس وغيرها من الطوام...فلا يتصور إذا أن تندثر جهود الرجل في إحياء العقيدة التيمية في التجسيم إذا كان حقا تيميا كما يدعي المجسمة عندنا؟!...فلا علاقة للشيخ ابن باديس البتة بعقيدة التيمية والوهابية القائمة على وجوب إثبات الصورة الجسمية في حقه جل وعز؟!...
ثم إن أحاديث الآحاد لا تفيد القطع عند الشيخ ابن باديس؟!...ومن ثم حكم بنجاة والدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟!...وهذا فيه ما فيه من المناقضة وفق المنظور الوهابي؟!...
ولا يجد الشيخ ابن باديس أي غضاضة في التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبالأولياء الصالحين...وقد كتب بلا اعتراض نصيحة شيخه له إذا يسر الله له زيارة القبر الشريف أن يسأله صلى الله عليه وآله وسلم الشفاعة؟!...وهذا كله من الشركيات عند الغطغط التيمية والوهابية؟!...
وكان الشيخ ابن باديس يستحسن قراءة القرآن جماعة بصوت واحد كما ذكر تلميذه المفتي الشيخ أحمد حماني...وكان يقول بقنوت الصبح و...الخ وكان يصر على إحياء ليلة المولد النبوي الشريف في كل عام ويصر أيضا على إقامة شتى النشاطات الدينية في هذه المناسبة بالذات وربما يميزها بأشعار خاصة كقصيدة "المولد" بل ويستحسن اتخاذ يوم المولد يوم عطلة تعطل فيه الدراسة في شتى مدارس الجمعية...وكان يدعو لإحياء ليلة المعراج في المساجد بالأذكار والدعوات والابتهالات...في حين يعد كل هذا من البدع المنكرة ومن دواعي الشرك عند الغطغط الوهابية؟!...
و....الخ
وختاما نقول: صحيح أن الشيخ ابن باديس ساهم وللأسف في محاولة حقن (فيروس!) الوهابية في مرجعيتنا الدينية الجزائرية الأصيلة خاصة في بعض المسائل المتعلقة بالقبور ودعاوى الخروج على المذهبية...وهذه كانت السبب الرئيس في إشاعة بدعة (التكفير!) الوهابية في بلادنا وهي بدورها من أكبر جنايات الجمعية الباديسية على الأمة الجزائرية...والكلام على هذه الحيثية له مقام آخر...
ولكن ما يهمنا ههنا: ما هو الداعي للتيمية عندنا في الجزائر من أمثال الدكتور فركوس الوهابي إلى محاولة تبني منهج الشيخ ابن باديس مع أنه مناقض لهم في أصل العقيدة وفي الكثير والكثير؟!...لماذا يحاولون تبني منهج رجل متسامح جدا مع الإباضية ويقر بنفي وجود فوارق أصلية بينه وبينهم؟!...ولينظر أيضا إلى موقفه أيضا من الشيعة و...الخ؟!...لماذا يحاولون تبني منهج رجل لا يجد أي غضاضة في الموسيقى و...الخ؟!...لماذا...؟! لماذ...؟!...ولماذا؟!...
الجواب ببساطة: أن هذا كله من السياسة (المصلحية!) التي يدعي الدكتور فركوس الوهابي وأمثاله خلو منهجهم (المهلهل!) منها؟!...
كتبه الشيخ : ياسين بن ربيع حفظه الله

-=-=-=-=-=-
▪الشيخ ابن باديس رحمه الله والحلقة المفقودة.
▪الشيخ ابن باديس يزور أضرِحة الْعلماء والصَّالحين بتلمسان.
قَالَ الْشَّيْخ عَبْد الْحَمِيد ابْن بَادِيْس فِي إِجَازِتِهِ لِلْقَاضِي شُعَيْب بْن عَلِي بْن عَبْد اللهِ الْجلِيلِي الْتِّلِمْسَانِي خِلَالَ زِيَارَته إِلَى هَذَا الْأَخِير فِي تِلِمْسَان كَتَبَهَا عَشِيَّةَ الْأَرْبِعَاء 3 جُمَادَى الْآخِر 1337هـ-مَارِس 1919م، مَا نَصُّهُ:
((فَحَلَلْتُ بِهَا [مَدِينَة تِلِمْسَان] لَيْلَةَ الْثُّلَاثَاء لِلَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الْآخِر مِنْ عَامِ سَبْعَةٍ وَثَلَاثُمَائَة وَأَلْفٍ، فَقَصَدْتُ فِي جبَّانَتِهَا الْزَّاهِرَة الْأَرْجَاء بِمَقَابِرِ الْعُلَمَاء وَالْصُّلَحَاء، الْخَارِجِ عَدَدهم عَنِ الْحَصْرِ، الْـمَشْهُورِ ذِكْرهم فِي كُلِّ مصر وعَصْرٍ، فَنَوَيْتُ الْزِّيَارَةَ الْعَامَّةَ ثُمَّ قَصَدْتُ بِالْزِّيَارَةِ الْخَاصَّةِ الْغَوْث الَّذِي تَفْتِخِرُ تِلِمْسَان بِقَبْرِهِ وَتَتَعَاظَمُ، وَحُقَّ لَهَا ذَلِكَ بِعِظَمِ جَاهِهِ وَقَدْرِهِ، شَيْخ الْـمَشَايِخِ الْعَارِفِينَ، وَقُدْوَة الْأَقْطَابِ الْسَّالِكِيْنَ، سَيِّدنَا وَمَوْلَانَا أَبِي مَدْيَنَ شُعَيْب بْن الْحُسَيْن، تَلْمِيذ شَيْخنَا الَّذِي إِلَى طَرِيقَتِهِ نَنْتَمِي وَبِسِرِّهِ نَحْتَمِي، الْجَامِع بَيْنَ عِلْمِ الْبَاطِنِ الْخَفِيِّ وَعِلْمِ الْظَّاهِرِ الْجَلِيِّ، الْغَوْث سَيِّدِي عَبْد الْقَادِر الْجِيلِي الْحَنْبَلِي، نَفَعَنَا اللهُ بِبَرَكَاتِهِم.
ثُمَّ قَصَدْتُ إِلَى ضَرِيْحِ لِسَان الْسُّنَّةِ الْصَّادِقِ، وَبُرْهَانِ الْأَشْعَرِي الْنَّاطِقِ، الْعَالِم الْعَارِف سَيِّدِي مُحَمَّد الْسَّنُوسِي، نَفَعَنَا اللهُ بِبَرَكَاتِهِ))(1)
_______________
(1) من كتاب: ابن باديس من خلالِ الْإِجازَات وَالْوثائقِ وتقارير المخابرات الفرنسيَة (ص:165)، تأليف: الدكتور عمّار طالبي وَعبْد الـمالك حداد.

-=-=-=-=-=
شهادات بعض العلماء في الشيخ ابن باديس (رحمه الله) (4)
من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج2):
الحلقة: 188
بقلم: د. علي محمد الصلابي
21 صفر 1443 ه/ 28 سبتمبر 2021
د. محمد البهمي:
إن معجزة الحياة في الجزائر بدأت بصوت الشيخ عبد الحميد وندائه الذي أيقظ المعنى وحوّل مناجاة الفرد إلى حديث الشعب.
محمد الغزالي:
قد تكون مواهب الشيخ البشير الإبراهيمي البيانية أو البلاغية أعظم من مواهب ابن باديس، لكن الشيخ ابن باديس إمام وإمام جامع مواهب كثيرة تدير في فلكها الشيخ البشير الإبراهيمي وغيره من العلماء.
روجي جارودي «مفكر فرنسي»:
قال: إن ابن باديس والإبراهيمي ورجال الجمعية حاربوا التعليم الاستعماري، الهادف إلى تحطيم مقومات الشخصية، وقطع الطفل الجزائري عن الثقافة العربية الإسلامية، وحاربوا كذلك العقلية الخرافية «المرابطية»، فتلك العقلية بما فيها من خرافات وإشاعات تتنافى مع روح الإسلام.
إحدى الصحف الفرنسية:
ولعل من المفيد أن أنقل فقرات مما قالته فيه إحدى الصحف الفرنسية التي كانت تصدر بتونس، حين سافر ابن باديس إليها من أجل حضور حفل ذكرى وفاة البشير صفر، قالت Le peti Matin : والشيخ ابن باديس يمثل حقًا الزعيم الخطيب، فهو قد ملك مقاليد الكلام، وبصوته الناري يستفز الجماهير، قيثير الحروب أو ينزل في القلوب سكينة وسلامًا. وهو الرجل الذي وصل في القطر الجزائري إلى درجة التقديس، وتسير وراء خطواته تسعة أعشار الأمة، أما سُمعته فقد اخترقت البحار، وأصبح الشرق يعتبره من أكبر رجاله.
إن عملاً يقوم به ابن باديس لا يمكنه أن يتضاءل ولا أن يقف، إنه لعمل لا يسير إلا إلى الأمام، ولابد له من أن يتضخم وأن ينتشر، وأن يكتسح كالسيل العرم المدن والبادية فيحيي الموات ويتلف المعارضة، لقد حرك الشيخ بكلماته أوتار القلوب، فأبدع وأدهش وقطع الأنفاس من شدة التأثير، وابتلت المحاجر وسالت الدموع.
إن الذين يسوقون الشعوب من أمثال ابن باديس ؛ كانوا دائماً يصلون إلى أعلى الدرجات، إن لم يتموا أيامهم في المضيق المظلم، وإن لم يأت الاعتداد السياسي على تلك الحياة فيختم صفحتها.
وإن ابن باديس من هذه الناحية لقريب إلى «ميرابو» «وجوريس» «وزغلول»، لقد كان يستطيع أن يفعل ما يريد في الجموع التي كانت تستمع إلى خطابه، وهذا ما نستطيع أن نصف به هذا الرجل الخارق للعادة، وهل من اللازم أن أقول بأنه عندما سكت هذا الرجل وصفقت له الناس تصفيقاً لم أر مثله في حياتي أصبح كل كلام بعد ذلك غير مساغ.
هذا النص مقال كتب بالفرنسية، وتمّ ترجمته من الصحيفة المذكورة.
شهادة الكاتب الفرنسي «فرنسيس جانسون»:
حيث قال الكاتب الفرنسي في صراحة واضحة: إن المعركة الباديسية أحدثت إصلاحاً شاملاً فيما وصل إليه الإسلام، بعد تخلصه من التحريف والشوائب التي علقت به نتيجة للتفسيرات المشكوك في صحتها، حيث تراكمت خلال قرون عدة، كما عملت على تعميم الثقافة العربية بإنشاء مدارس تتولى تدريس اللغة العربية ونشرها في الجزائر، كما نشرت الوعي القومي مما وقف عقبة في وجه السيطرة الاستعمارية، ومما أقلق سلطات الاستعمار التي كانت تستخدم فئة من رجال الدين المأجورين لتجعل الإسلام وسيلة لتخدير الشعب، كما قاومت خطة القضاء على اللغة العربية، واستخدام كل سلاح لمحاربة تعليمها ودثر ثقافتها، لتصبح نوعاً من التراث الذي لا يجد مجالاً للبقاء، في غير بضع عشرة مدرسة من المدارس العتيقة التي تقرأئ القرآن.
المؤرخ الكندي أندري ديرليك:
قدم المؤرخ الكندري أندري ديرليك رسالة علمية نال بها درجة الدكتوراة بعنوان عبد الحميد بن باديس مفكر الإصلاح وقائد الحركة الوطنية الجزائرية.
ولقد بذل المؤلف في رسالته هذه جهداً كبيراً ولعلها من أولى الرسائل الجامعية في العالم الغربي تتناول حياة ابن باديس بهذا الوضوح والقوة، فقد أنجزت عام 1971م أي بعد استعادة الاستقلال بسنوات قلائل.
لقد درس المؤلف نشاط ابن باديس بوصفه داعية، وربطه بكبار الدعاة في التاريخ الإسلامي منذ ابن تيمية إلى العصر الحاضر، ووقف على فكر ابن باديس في بعض المسائل التي حاول بعض المؤرخين المسلمين طمسها وتشويهها، مثل مسائل الاقتصاد والعمل.
وفيما يلي بعضاً من أقوال هذا المؤرخ: لقد أخذ ابن باديس على عاتقه القيام بدور لا يقصر فيه عمله ليكون المفكر الذي ينظّر لمجتمعه نظاماً فكرياً، بل ليكون الحركي الذي تحرك طاقاته الواسعة جماهير شعبه، من حالة الكسل التقليدية التي كانوا عليها.
ويتحدث عن نتائج أعمال ابن باديس فيقول: لقد كانت نتائج جهود ابن باديس أن احتفظت الجزائر بشخصيتها الإسلامية العربية، في حين كانت أهداف فرنسا الصريحة بأن تحطم هذه الشخصية، ولكن الجزائريين استطاعوا تجنب ذلك وتفاديه.
ويأتي حديث أندري ديرليك حول اتساع نطاق عمل ابن باديس ليشمل جميع مجالات الحياة والفكر، ليرد على أولئك الذين يريدون قصر مجال العلماء المسلمين على العبادات؟ فيقول ديرليك: إن اهتمامات ابن باديس امتدت من النواحي الدينية إلى الشؤون السياسية، ولمس تفكيره الأمور الاجتماعية والثقافية، لقد عبر عن ارائه حول مسألة الحضارة للجزائريين وللبشرية أجمع، لقد أظهر اهتمامه لمبادئ الأخلاق في المجتمعات. وإن الذي دفعه لإبداء ارائه حول هذه الموضوعات المختلفة هي نظرته للعالم.
إن فكر ابن باديس منسجم مع الوضع الذي تبناه لأهمية الإسلام للإنسانية، إنه مما يهم الطالب الجزائري؛ أن يعرف المشاركة التي لا شك في أن ابن باديس قدمها لتغيير المجتمع الجزائري.
ويرى الباحث الكندي أن الحركة الإصلاحية ؛ هي التي وضعت قواعد الأمة للشعب الجزائري، فقد كان ابن باديس مقتنعاً بالشخصية الجزائرية المستقلة، فعمل جاهداً لإنضاج هذه الفكرة. ويرى الباحث أن نتيجة هذا العمل وإخلاص ابن باديس لهذه الفكرة ؛ أدى إلى ولادة الثورة الجزائرية سنة 1954م.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية دخلت الجزائر في مرحلة جديدة من تاريخها الحديث، وبدأت الحركات السياسية والشعب الجزائري العظيم يستعد لملحمة الثورة الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، وتوّجت جهود الحركة الوطنية الجزائرية بألوان طيفها المتعددة المعبرة عن إرادة شعبها ؛ بثورة عظيمة قلّ مثيلها في تاريخ الإنسانية، قضت على الوجود العسكري والسياسي بالجزائر بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائري، وهذا ما سنعرف تفاصيله بإذن الله تعالى في الجزء الثالث من كتابي
كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي
من الحرب العالمية الثانية حتى ثورة المليون شهيد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
رابط كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الزعيم عبد الحميد بن باديس:














-=-=-=-=-=-=
الشيخ إبن باديس يتوسل بالنبي ويحتفل بالمولد وهاذا مؤرخ في كتبه فكيف تفترون عليه يا فراكسة ويا وهابية بانه وهابي.
" شعب الجزائر مسلم
و إلى العروبة ينتسب "
📖عبد الحميد بن باديس🖋️
تحيي الجزائر هذا الثلاثاء الموافق لـ16 أفريل يوم العلم المصادف لذكرى رحيل العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس.
يأتي هذا الاحتفال تخليدا لذكرى وفاة العلامة عبد الحميد ابن باديس باعث ومحيي العلم والثقافة في أوساط الشعب الجزائري أثناء الفترة الاستعمارية الطويلة التي كادت أن تأتي على مقومات الشعب الجزائري.
ولد عبد الحميد بن باديس سنة 1889 بقسنطينة مدينة العلم و العلماء، درس في جامع الزيتونة بتونس و جامعةالأزهر بمصر و كان إماما و مربّيا في الجامع الأخضر بقسنطينة الّذي فتحه سنة 1911 .
أسّس جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين و شارك في المؤتر الإسلامي بالجزائر في شهر جوان 1936 و ما انفك ينشط رغم عراقيل الإدارة الإستعمارية.
تُوفّي العلامة عبد الحميد في 16 أفريل 1940 مخلّفا وراءه عملا سياسيا و ثقافي غذّى فكر أجيال من الجزائريين .
و هو القائل:
شعب الجزائر مسلم.
و إلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله
أو قال مات فقد كذب

=============
قل موتوا بغيضكم ، قالك تاع الجمعية كانوا ضد الثورة ،هاهو الدليل بين أيديكم أيها الأفاكون.



=-=-=-=-
هل صحيح أن الصوفية في الجزائر كانوا عملاء للإستعمار الفرنسي وأن الباديسيين حاربوا فرنسا ؟!
( ردا على الجالية السعودية المخذلية )
أنا لا أحب لغة التحدي، إلا أننا أحياناً نضطر للكلام بها .
ولهذا أتوجه بهذه الرسالة تحديداً إلى كل وهابي متمسلف ينتسب إلى الشيخ ابن باديس ويزعم بأن ابن باديس وأتباعه هم من قاموا بالجهاد وأن الصوفية كانوا عملاء وخونة صنعتهم فرنسا لخدمة مصالحها !!
كل من يقول هذا الكلام نتوجه إليه بهذه الرسالة و نتحداه أن يجيب إجابة صحيحة على ما يلي:
1_ الشهداء الذين استرجعنا جماجمهم من فرنسا: الشريف بوبغلة والشيخ بوزيان وابنه والشيخ موسى الدرقاوي وغيرهم ، هؤلاء ،هل كانوا طرقية صوفية أم وهابية باديسية ؟!
2_ الشيخ المقراني والشيخ الحداد الذين قادا ثورة من أكبر الثورات في تاريخ مقاومة الاحتلال فاستشهد المقراني في المعركة بينما استشهد الحداد في السجن الفرنسي ، أجب هل كانا من مشايخ الطريقة الرحمانية الصوفية كما هو معلوم أم كانا وهابيين باديسيين ؟!
3_ الشيخ بوعمامة وما أدراك ما الشيخ بوعمامة الذي حارب فرنسا ودوخها مع أتباعه وكبدها الخسائر الفادحة في عدة معارك طيلة عشرين عاماً ، هل كان وهابيا باديسيا أم كان صوفيا أشعريا ؟!
4_ الشيخ التومي بوشوشة الذي قاد الجهاد ضد فرنسا في الصحراء هل كان صوفيا أشعريا أم كان وهابيا باديسيا ؟!
والأمير عبد القادر الجزائري واللالة فاطمة نسومر وثورة أولاد سيدي الشيخ و و و ......
نحن بحمد لله نستطيع أن نحصي العشرات من مشايخ السادة الصوفية الذين قاموا بواجبهم في الجهاد ، والتاريخ يثبت أنهم بالمئات والآلاف وليسوا بالعشرات فقط .
لكن الوهابي الباديسي لن يستطيع أن يحصي شيخا وهابيا واحدا حمل السلاح وقاد ثورةضد فرنسا مثلما فعل هؤلاء الأشاعرة الصوفية الذين يتهمهم بالعمالة وينسى بأن جمعية العلماء شككت في الثورة عند بدايتها ولم تعلن تأييدها إلا بعد عامين من اندلاعها.
ناهيك عن تصريحات ابن باديس في موالاة فرنسا.
لا تقل لي فلان من الصوفية وقف مع فرنسا ... نحن لا ننكر وقوف بعض أدعياء التصوف مع الإستعمار ، لكن هذا لا يعني أن كل الصوفية كانوا عملاء ، ولا يعني أن فرنسا هي من صنعت الطرق الصوفية مثلما يقول بعض الجهلة ، والعبرة بأصل التصوف ومنبعه وممثليه الكبار الذين كلهم جاهدوا الإحتلال الفرنسي ، وليست العبرة ببعض أدعياء التصوف الذين شذوا .
كما أن بعض أدعياء التصوف حاربهم شيوخ الصوفية أنفسهم ، لهذا فلا تحاول أن تلعب على هذه النقطة.
بالنسبة للسؤال الذي طرحته فهو سؤال تقريري جوابه معلوم ، وهو أنك مهما بحثت في تاريخ الجزائر فلن تجد ولا شيخا وهابيا واحدا حمل السلاح وقاد ثورة ضد فرنسا لأن الوهابية فرقة محدثة لم تكن دخلت الجزائر ذلك الوقت أصلاً ، أما جمعية العلماء فقد تعاطف مؤسسها بن باديس مع الحركة الوهابية ظنا منه أنها دعوة للإصلاح لكن ابن باديس نفسه لم يكن وهابيا في فكره ومنهجه ، وحتى لو افترضنا أنه وهابي وأن جمعية العلماء وهابية فإنه ولا واحد منهم حمل السلاح وقاد ثورة ضد فرنسا ، في حين أنك ستجد عشرات بل ومئات الصوفية الذين حملوا السلاح وقادوا ثوارات هزت كيان الإحتلال الفرنسي وشلت حركته لأكثر من ثمانين سنة ، حتى أن الجيش الفرنسي لم يصل إلى صحراء الجزائر إلا بعد أكثر من ثمانين سنة من بداية الإحتلال بسبب الثورات المقاومات الشعبية العارمة التي قادها مشايخ الصوفية والتي عرقلت سير الجيش الفرنسي طيلة 80 عاما ، ناهيك عن أن معظم أبناء ثورة التحرير المباركة هم خريجوا الزاويا والكتاتيب القرآنية.



---=--==-=-=-=-=-=- حمودة بن ساعي وشيخه عبد الحميد بن باديس: قراءة موسَّعة في "ذكريات وشهادات"
يمثل النص الذي دوّنه محمد حمودة بن ساعي عن الشيخ عبد الحميد بن باديس شهادة نادرة( سنة 1984)، تمتدّ على عقود من الزمن، وتجمع بين الذكريات التربوية، والتجارب الثقافية، واللحظات الإنسانية، والوقائع السياسية التي عاشها الجيل الأول من النهضة الجزائرية. ويتميّز هذا النصّ بثراء معطياته، إذ يسجّل بدقة تفاصيل دقيقة من سيرة الشيخ ومن العلاقة الشخصية التي جمعته بتلميذه ومحبّه حمودة بن ساعي.
و مما يلاحظ في شهادته تنويهه بالإنجاز الكبير الدكتور عمار طالبي الذي جمع أثار الشيخ ابن باديس في اربعة أجزاء قائلا : "كتب الكثير عن الشيخ عبدالحميد بن باديس، حول شخصه وعلمه ونشاطه، باللغة العربية والفرنسية. ولا ادعي مطلقا أني سأجدد في الموضوع الذي كان محل العديد من الدراسات، والذي كرس له وبشكل خاص البروفيسور عمار طالبي كتابا مميزا في أربعة اجزاء."
البدايات: اللقاء الأول مع الشيخ في "مسجد سيدي لخضر"
يروي بن ساعي أنه خلال فترة دراسته، كان يرافق قريبًا له إلى مسجد سيدي لخضر بقسنطينة، حيث كان الشيخ بن باديس يلقي درس التربية الإسلامية بعد صلاة العشاء. هناك انطبعت في ذهنه صورة الشيخ:
رجل قصير القامة، هزيل البنية، لكن بوجه "يَشعّ إيمانًا وحزمًا".
كان يشرح الأربعين النووية بشفافية وبأسلوب يختصر قواعد الأخلاق والسلوك.
هذه الأحاديث أثّرت فيه بعمق، وحفظ بعضها عن ظهر قلب.
بين شيخه ابن العابد وبن باديس
كان بن ساعي يتردد أيضاً على الشيخ ابن العابد لدراسة التوحيد، لكنّ انجذابه كان أكبر نحو دروس بن باديس. وحين عاتبه ابن العابد على الغياب، شرح له سبب تفضيله لدروس الحديث، فابتسم الشيخ وقال له:
"بما أنك تفضّل الحديث، فلك ذلك."
1925: انطلاق النشاط الصحفي لبن باديس وتأثيره في بن ساعي
يحدّد النص السنة: 1925، حين قرر الشيخ توسيع نشاطه فأسّس:
جريدة المنتقد
ثم جريدة الشهاب
كان بن ساعي شغوفا بهذه التجربة، يقرأ الصحيفتين، ثم يزور الشيخ في مكتبه بـ شارع أليكسيس لامبير لطرح الأسئلة. ويصف الشيخ بأنه:
دقيق جدا
لا يتسرع في الإجابات
يقول غالبا: "ارجع غدًا حتى أراجع كتبي."
أولى الكتابات السياسية لبن ساعي
كتب بن ساعي ردًا مطوّلًا على مقال لمحمد زركين حول سياسة المشاركة والاندماج. وعندما عرضه على الشيخ، قرأه بتمعّن ثم قال لسكرتيره أحمد بوشمال:
"لم أكن أدري أن ضمن شبابنا عقولاً قادرة على التفكير مثل هذا الشاب."
لكن الشيخ قرر عدم نشر المقال لأن "الوقت غير مناسب". ومع ذلك ظلّ الثناء محفورًا في نفس بن ساعي.
1929: العمل في جريدة "النجاح"
في أبريل 1929، دُعي للعمل في جريدة "النجاح" كمحرر ومترجم، وكان يديرها عبد الحفيظ الهاشمي، ويكتب فيها الشيخ ابن العابد.
أعدّ تقريرا عن محاضرة لبيير باراف حول "اليهودية في الأدب الفرنسي"، وقدّم فيها:
تلخيصا دقيقا
ملاحظات أدبية عميقة نادرة في الصحافة العربية آنذاك
نال العمل إعجاب القراء، ومدير الجريدة، والشيخ ابن العابد، وحتى الشيخ بن باديس الذي جاءه خصيصًا ليهنئه.
مقالات إضافية وتفاعل العلماء معها
كتب بن ساعي لاحقا مقالة بعنوان "سراب السياسة والدعوة إلى هداية القرآن"، حازت:
تهاني من قرّاء في وهران
إشادة من قاضي المحكمة في باتنة (الشيخ كاتب)
ثناء كبيرًا من شيخه ابن العابد
واعتزازًا واضحًا من الشيخ بن باديس
ثقافة الشيخ بن باديس الواسعة
يذكر بن ساعي عدة وقائع لافتة:
أعارَه الشيخ نسخة من "القرآن المفسر" لمحمد فريد وجدي لمدة ثلاثة أشهر.
كان الشيخ مطلعا على الثقافة الغربية إلى حد أنه قال عن سقراط: "أستاذ الحكماء".
كان يعرف بيتهوفن، وتحدّث معه عن الموسيقى والفلسفة بحرية وعمق.
السفر إلى فرنسا ورعاية الشيخ
عندما قرر والده إرساله إلى فرنسا لإكمال دراسته، قدّم له الشيخ نصيحة مهمة:
"اجمعوا العلوم، ولا تهتموا كثيرًا بالدبلومات… فهي مجرد شهادات قد تُحرمون منها."
وبمجرد سفره:
ظلّ الشيخ يرسل له مجلة الشهاب بانتظام لمدة سنتين.
كما أرسل له منشورات جمعية العلماء.
وبعد عملية جراحية في مايو 1937، بعث إليه الشيخ رسالة بخط يده يدعوه للانضمام للجمعية.
باريس 1936: لقاءات نادرة مع الشيخ
في سياق المؤتمر الإسلامي الجزائري سنة 1936، شاهد بن ساعي الشيخ بن باديس مع الشيخ العقبي والشيخ الإبراهيمي في:
النزل الكبير (Grand Hôtel) قرب ساحة الأوبرا
مقهى الهقار في الحي اللاتيني
عرّفه على طلبة مصريين من المشتغلين بالدراسات العليا، بينهم من سيصبح لاحقًا سفيرًا (مصطفى كمال).
وكان الطلبة مذهولين ببيان الشيخ.
تفاصيل إنسانية مؤثرة
يذكر بن ساعي أن الشيخ بكى حين علم أنه اشتغل عاملاً في مصنع Hispano-Suiza سنة 1935، وقال:
"لماذا لم يكاتبني؟ لدينا صندوق لمساعدة الطلبة الفقراء."
الموقف من الجبهة الشعبية
يشير بن ساعي إلى خيبة أمل الوفد الجزائري الذي سافر إلى باريس للتفاوض مع حكومة ليون بلوم، وإلى المقال الشهير الذي كتبه الشيخ بعدها:
"فلنتكل على الله ولنعول على أنفسنا."
الوداع الأخير (1940)
عندما توفي الشيخ في 16 أفريل 1940:
قصد بن ساعي قسنطينة لحضور الجنازة.
تأمل وجه الشيخ طويلا، وقرأ على ملامحه "عزما يتحدى المحن".
وسجّل آخر درس تركه الشيخ لأصحابه:
"كافحوا دومًا واثبتوا، ولا تستسلموا أمام قوى الشر والكذب."
هذه القراءة الموسّعة اعتمدت فقط على ما ورد في نص بن ساعي من:
تواريخ دقيقة (1925، 1929، 1935، 1936، 1937، 1940)
أسماء الأشخاص والمؤسسات
الوقائع الصحفية، التربوية، الثقافية، والسياسية
الأماكن (مسجد سيدي لخضر، شارع أليكسيس لامبير، الحي اللاتيني، مصنع هيسبانو سويزا…)
شهادات الشيخ وعباراته
تفاصيل العلاقة بين الرجلين منذ الطفولة حتى الوفاة
وهي تُعدّ واحدة من أغنى الشهادات التاريخية حول شخصية ابن باديس كما عاشها أحد أقرب الشباب إليه.
النص بتاريخ :
باتنة يوم 20 أوت 1984 الموافق لــ 23 ذو القعدة 1404

قال الشيخ ابن باديس - رحمه الله تعالى-
عند قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ)
:"هذه نملة وفّت لقومها، وأدّت نحوهم واجبها، فكيف بالإنسان العاقل فيما يجب عليه نحو قومه! .
هذه عظة بالغة لمن لا يهتم بأمور قومه ولا يؤدي الواجب نحوهم، ولمن يرى الخطر داهماً لقومه فيسكت ويتعامى، ولمن يقود الخطر إليهم ويصبّه بيده عليهم.
آه..! ما أحوجنا -معشر المسلمين- إلى أمثال هذه النملة!".
| آثار ابن باديس |٢/ ٢٨| -----------------------===============
أصحاب الفكر المختل والصمير المعتل..
يقول الشيخ ابن باديس رحمه الله:
"الجاهل يمكن أن تعلمه، والجافي يمكن أن تهذبه، ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال."
والاشاعرة والمعتزلة والجهمية
وفيهم حتى الليبراليين. خليط من
=============
تحدي لكل مدخلي أن يرد على الشيخ ابن باديس رحمه الله ، المصدر آثار ابن باديس الجزء 3 ص 402
=================

ابن باديس أشعري مالكي
ابن باديس أشعري مالكي صرف لكن حارب بعض الطرق الصوفية .
لا ينازع أشعريته و لا ما لكيته الا جاهل مغرور يريد أن يغرر بغيره.
و لمن أراد الأدلة أرده الى البرامج التعليمية للشيخ فكان يدرس جوهرة التوحيد و متن ابن عاشر و الرسالة و خليل و السنوسية الخ.
تجدون برامج الشيخ التعليمية في كتاب تلميذه عمار طالبي" ابن باديس حياته و اثاره" في 4 مجلدات.
بالنسبة لتفسير الشيخ مجالس التذكير فقد نهج فيه منهج التفويض المطلق تارة و التأويل التفصيلي أخرى فكان تفسيرا أشعريا صرفا لا غبار عليه.
أما بالنسبة لردود الشيخ على بعض الطرق الصوفية فهذا صحيح فكانت للشيخ جرائده و للعلاوية جرائدها و كان النزال علميا شيقا للغاية و لم يصل الى حد التكفير و لا اخراج الناس من لملة كما تفعله متمسلفة اليوم.
لما نتكلم عن ابن باديس أو جمعية العلماء لا بد أن نفرق بين كل شيخ فيها فابن باديس لم يكن مناهضا لكل الطرق و لم يرفض التصوف جملة و تفصيلا فرغم ردوده على العلاوية فقد زار الشيخ العلاوي في زاويته بمستغانم كما يذكر القصة بنفسه في احدى رسائله التي نقلها كاملة تلميذه عمار طالبي في كتابه الشامل لحياة الشيخ :" ابن باديس حياته و اثاره" و قد بدأ القصة بقوله زرنا سيدي الشيخ العلاوي بزاويته و قد رحب بنا و أكرمنا اكراما عظيما و خاصة لما أمر فرقة من أتباعه أن يرحبوا بنا بقصيدة لابن الفارض باصوات ممتعة شجية و قد حاول أحد أتباع الشيخ أن يحدث فتنة اذ بعد العشاء نظر الي هذا المريد و قال امام الجميع يا شيخ ما تقول في الولاية قال الشيخ ابن باديس فنظرت الى وجه الشيخ العلاوي فاذا به احمر من شدة غضبه على هذا المريد و كاد ان ينفجر غضبا فطمأنت الشيخ و الجميع ان أجبت السائل أن الولاية عامة في كل المؤمنين و خاصة لبعض الاصفياء ممن اختارهم الله من خلقه. انتهى
هذه خلاصة القصة ببعض التصرف .
الشاهد من القصة أن يعلم الاخوة ان الشيخ لا علاقة له بوهابية و لا متمسلفة اليوم و كذلك حتى نفرق بين الشيخ ابن باديس و رؤيته للطرق و موقفه منها من جهة و موقف من كان معه من الشيوخ مثل العقبي و مبارك الميلي و الابراهيمي اما الابراهيمي فكان على نفس خط ابن باديس من عدم التبديع و التكفير بل يرد على من تقوقع من بعض اصحاب الطرق و رفض التجيديد في البرامج التعليمية و الاخذ باسباب المدنية و الحداثة في تفعيل الدين كحركة اجتماعية بمعنى اخر عصرنة الزوايا و اسلوب التعليم و القضاء على بعض البدع التي ما انزل الله بها من سلطان و لكن الشيخ العقبي و الميلي كانا على غير هذا المنهج فكانا أشد الناس محاربة لكل الطرق و قذفوا كل من يتبرك و يزور قبور الاولياء بالشرك رغم أن الشيخ العلاوي للاشارة كان أشد الناس نهيا لمن يتعلق بالاشجار و الاحجار و غيرها الا انه لم يكن يبدع و لا يكفر
بل كان بالتعليم و التربية كما سمعتها من تلامذته مباشرة فقد قالوا لي كم من شجرة تعلق بها الناس و ربطوا عليها من قصاصات امر الشيخ بقلعها و حرقها .
فالشيخ العقبي و الميلي كانا في موقفهم من الطرق و بعض تصرفات العامة على منهج وهابية اليوم و لكن لم يكن هذا موقفهم ابدا من التصوف تجدون هذا مفصلا في كتاب الميلي " الشرك و مظاهره".
و قد رد عليه العلامة الملياني في كتاب فذ عنوانه " اماطة اللثام"
و بين الخلل في منهج الشيخ الميلي في عدم التفرقة بين التبرك الجائز و الممنوع ر د كذلك على منهج الجمعية في تعاملها مع تصرفات بعض العوام و في مواقفها من التصوف . دون ان ننسى ردود الشيخ العلاوي و المشايخ الذين كانوا معه كالعلامة ابو الحسن الطرابلسي و الامام الرباني سيدي علي البودلمي و سيدي الشريف اوقري و غيرهم.
و قد كان الشيخ العلامة الامام القدوة مفتي الجزائر الشيخ عبد الحليم بن سماية سيفا على الحمعية و خاصة على العقبي الذي كان يدرس في مساجد العاصمة منكرا على اهل الله فكان العلامة بن سماية يتابعه حيث حل و يرد عليه .
و الشيخ بن سماية اية من ايات الله في الشريعة و الحقيقة استقبل محمد عبدو لما قدم الجزائر فانبهر الشيخ عبدو بعلم هذا الرجل و ربطتهم اخوة كبيرة و قاما بمحاضرات مشتركة في القطر.
و قد قدم مرات احد العلماء الكتانيين خصيصا من المغرب لمناظرة الشيخين العقبي و الميلي و في كل مرة يعد للمناظرة المكان و الزمان و في اخر لحظة يعتذر الميلي و العقبي بعدم امكانية المجيئ رغم ان الشيخ الكتاني كان ياتي من المغرب خصيصا لذلك فيعود الشيخ الكتاني الى المغرب و يعود الشيخان الميلي و العقبي الى دروسهم التبديعية للعامة فيطلب الشيخ الكتاني المناظرة فيعد للمناظرة ثانية و يتغيب الشيخ العقبي و الميلي كالعادة كلمني عن هذه الحوادث شيخي العلامة سيدي محمد رحو الاخضري رحمه الله فقد كان حاظرا لمشاهدة المناظرة مع شيخه العلامة ابراهيم الغول الحفناوي رحمه الله و قال لي ان الخبر كان ينشر في كل مساجد الجزائر فكانت جماهير من المشايخ تهب لحظور المناظرة لكن مع الاسف الشديد حسب شيخي كان العلامة الكتاني يخيفهم بتبحره في علم الحديث فتغيب الميلي و العقبي خوفا من الهزيمة امام هذا الشيخ المحدث الصوفي و لست ادري من من الكتانيين يقصد شيخي فنقلت القصة كما سمعتها منه فكان الجزائريون يسمونه العلامة المحدث الكتاني.
خلاصة الامر يا خواني أن الوهابية في الجزائر تريد ان تجد لها سندا في البلاد و انها ليست دخيلة على المجتمع بل هي امتداد لجمعية العلماء فرغم انه لا يوجد وهابي و احد اليوم في الجزائر درس على تلامذة الشيخ ابن باديس و لا يوجد شيخ واحد من تلامذتة ابن باديس يوافقهم على جنونهم .
و قد اخبرني العلامة الشيخ سحنون رحمه الله و هو من كبار تلامذة الشيخ ابن باديس رحمهم الله جميعا ذات يوم لما اتستفحل امر الوهابية في الجزائر فقال لي يا ولدي كل هؤلاء الذين يسبوننا على المنابر أنا الذي أعطيتهم التزكية ليذهبوا الى السعودية لتعلم الشريعة .
و قد قررت ان لا أزكي من اليوم من سيسبني غدا.
و من العجاب ان يكذب بعض المتمسلفة ان علي بلحاج اول متمسلف وهابي و شيخهم الاول الذي ادخل هذه الفتنة عندنا و احد مؤسسي الجبهة الاسلامية للانقاذ و الذي كفره الوهابية و بدعوه بعد انشاء الحزب بل و رد عليهم بالتبديع و التضليل شيخ الوهابية المدعوم بالملايين المسمى عبد المالك رمضاني تلميذ الالباني في كتابه حول الاوضاع في الجزائر حيث ضلل و بدع كل شيوخ الجزائر جملة و تفصيلا بما فيهم اصحابه الوهابية الذين دخلوا في جبهة الانقاذ و حتى تلامذة الشيخ ابن باديس و تلامذة تلامته كالشيخ محمد السعيد رحمه الله لم يسلموا من طعونات هذا الوهابي الذي لدينا ردود خطيرة عليه ننشرها في وقتها .
و قد كلفته بعض المؤسسات الوهابية السعودية بمسؤولية نشر الوهابية بفرنسا لكونه يتقن الفرنسية .
قلت من الكذب ان يدعي علي بلحاج او اتباعه انه تلميذ للشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله تلميذ ابن باديس فلم يكن يحظر معنا دروس الشيخ ابدا بل كان يجعل لنفسه حلقة و يدير بعض الشباب عليه و ينزل على الشيخ بردوده و شتائمه و سبابه و خاصة بعد رجوعه من السعودية التي قضى فيها 5 شهور أو أقل فكان الشيخ عبد اللطيف رحمه الله كثيرا ما يحذرنا من فتنة هذا الرجل و يقول لنا أخوف ما أخاف أن تكون للرجل اذان صاغية فتدخل الجزائر في دوامة التكفير و التضليل لا يعلم منتهاها الا الله.
مات الشيخ عبد اللطيف و قلبه كله غم و هم من هذا الرجل تحت الاقامة الجبرية لشدة ردوده على النظام الجزائري انذاك و الحال ان علي بلحاج يطعن في الشيخ و في منهجه و خاصة في تمسكه بالفقه المالكي.
فاين للوهاية بالكذب على الله و رسوله انهم اتباع ابن باديس او تلامذته و هم اول من حارب تلامذة ابن باديس .
الخلاصة ان ابن باديس و مدرسته أشاعرة مالكية لا غبار على هذا بما فيهم العقبي و الابراهيمي و الميلي صاحب الشرك و مظاهره الا انهم في ردودهم على اصحاب الطرق يختلفون في ذلك ففيهم المبالغون كالميلي و العقبي و فيهم و فيهم.
سؤال لكل وهابي متبجح هل تقبلون تدريس برنامج ابن باديس في مساجدكم من جوهرة التوحيد و ابن عاشر و السنوسية و الاخضري و الرسالة و مختصر خليل فاذا قلتم نعم فانتم حقا اتباعه و الا فلا و الف لا.
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن عبد المجيد اليعلاوي ; 02-01-2006 الساعة 10:50


==============
الشيخ ابن باديس رحمه الله يجيز أن تأكل المرأة مع رجال اجانب بحضور محرمها كاخوها مثلا و هذا مذهب مالك ، المصدر آثار ابن باديس ج2 ص 131 ، أصحاب الهوى لا تعجبهم


========== ابن باديس مبتدعا كبيراً...!!
شارك ابن باديس - رحمه الله - بفعالية في كل مولد شريف، وكتب في صحف الجمعية عنه كل عام، وإحدى مشاركاته كانت في قسنطينة حيث أنشد قصيدته الشهيرة (تحية المولد الكريم) التي يقول فيها:
شعب الجزائر مسلم * وإلى العروبة ينتسبْ
ومطلعها دعاء:
حُيِّيتَ يا جمعَ الأدبْ * ورَقيتَ ساميةَ الرُّتبْ
ووُقيت شرَ الكائديــ....ـن ذوي الدسائس والشغبْ
ولقيت في العليـ...ــاء ما تسمو إليه من أربْ
لماذا هذا الدعاء!؟
يجيب في الأبيات الموالية:
أحييت مولدَ من به * حَيِيَ الأنامُ على الحِقَبْ
أحييتَ مولدَه بما* يشفي النفوس من الوصبْ
وهكذا صنف نفسه (مبتدعا كبيراً)..!
وكان إنشاده هذا في قسنطينة في مولد عام 1356هـ، الموافق: 10 جوان 1937.
وفي احتفالية أخرى بنادي الترقي بالعاصمة يخاطب الحاضرين:
( لسنا وحدنا في هذا الموقف الشريف لإحياء هذه الذكرى العظيمة، بل يشاركنا فيه نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور [يومها كان المسلمون نصف مليار]، كلهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا، وتخضع أرواحهم إجلالاً وتعظيما لمولد سيد العالمين، قلوب خمسمائة مليون، هذه قوة كبيرة مرتبطة بالحب، متدرعة بالإيمان..)..!
هذا كله من (آثار ابن باديس) مثبتا مرقوما، وقد أسماه (إحياء) في الموضعين، فهو أكثر من احتفال..!
قلت: قوله: (كلهم تخفق افئدتهم..) يستثنى منه أهل نجد حتى اليوم ومن والاهم، وقد قالها الإمام النبهاني - وهو من شيوخ الإبراهيمي - في مولده الرائق:
واعلم بأن من أحب أحمدا* لا بد أن يهوى اسمه مرددا
لذاك أهل العلم سنوا (المولدا) * من بعده فكان أمرا رشدا
أرضى الورى إلا (غُواةَ نجد)
__
انظر مولد النبهاني في النت، واسمعه إن شئت بصوت الشيخ البوطي رحمه الله على النت أيضا.


============
🔴 ️فتوى الإمامين ابن باديس و الإبراهيمي رحمهما الله حول مشروعية الإحتفال بالمولد النبوي الشريف
👈 قال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله في "مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير" ، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية ، صفحة 287 :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها.لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمورة كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين .
🔶️ و قال أيضا [ نفس المصدر ، صفحة 289 ] :
ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟
المحبّة في صاحبها.
إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما.اهــــ
🔶️ و قال في المصدر ذاته ، صفحة 289-290:
فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين" وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.
ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟
استثمار هذه المحبّة.
ان محبتنا فيه تجعلنا نحب كل خلق من أخلاقه وكل عمل من أعماله ففي ذكريات مولده نذكر من أخلاقه ومن أعماله ما يزيدنا فيه محبة ويحملنا على الاقتداء به فنستثمر تلك المحبة بالهداية في أنفسنا ، و نشرها في غيرنا.
و قال الشيخ البشير الإبراهيمي أيضاً كما جاء في : " آثار الإمام محمّد البشير الإبرهيمي " المجلد الثاني الصفحة 343 :
إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء لمعاني النبوة ، و تذكير بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من هدى ، وما كان عليه من كمالات نفسية ، فعلى المتكلمين في هذه الذكرى أن يذكّروا المسلمين بما كان عليه نبيهم من خلق عظيم ، وبما كان لديهم من استعلاء بتلك الأخلاق.
لهذه الناحية الحية نجيز إقامَ هذه الاحتفالات، ونعدّها مواسم تربية ، ودروس هداية ، والقائلون ببدعيتها إنما تمثلوها في الناحية الميتة من قصص المولد الشائعة .

أص




حاب الفكر المختل والصمير المعتل..
يقول الشيخ ابن باديس رحمه الله:
"الجاهل يمكن أن تعلمه، والجافي يمكن أن تهذبه، ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال."
أصحاب الفكر المختل والصمير المعتل..
يقول الشيخ ابن باديس رحمه الله:
"الجاهل يمكن أن تعلمه، والجافي يمكن أن تهذبه، ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أو يتعذر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال."
والاشاعرة والمعتزلة والجهمية
وفيهم حتى الليبراليين. خليط من
والاشاعرة والمعتزلة والجهمية
وفيهم حتى الليبراليين. خليط من




.