الاثنين، 13 أكتوبر 2025

السلف الصالح كان شعارهم (رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرنا خطأ يحتمل الصواب)أما سلفيون اليوم بالعكس تماما !!!!

 السلف الصالح كان شعارهم (رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرنا خطأ يحتمل الصواب)أما سلفيون اليوم بالعكس تماما !!!!

لقد خلق الله البشر مختلفون في الأشكال والألوان واللغات والأذواق والإفهام والأفكار والقدرات والطاقات . لإيجاد حراك تعاوني بين بني ادم فيحتاج بعضهم لبعض ويتعلم بعضهم من بعض ويمد بعضهم الأيدي لبعض ويجد أولو العزم ما يناسب عزائمهم ويجد الضعفاء مايوافق قدراتهم المحدودة – وهكذا كانت حكمة الله من الاختلاف بين خلقه المقصود بها الجمع وليس الفرقة التعاون وليس التباغض الثراء في الفرص والبدائل وليس التقيد الذي يطيقه هذا ولا يطيقه تلك .. فلابد ان نختلف فى الأمور التي لا يوجد فيها نص قطعي الثبوت والدلالة – فاي أمر فيه اجتهاد فكرى لابد أن نختلف فيه وهذا امر طبيعي . ولكن الابتلاء هنا يكون فى تحقيق معادلة قد تبدو صعبة على كثير من الناس. وهو ان نتعاون فيما اتفقنا عليه ويسامح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وألا نتباغض أو نتنا جش أو نتهم بعضنا بعضا – فتأتى أوامر الله لتدلنا رغم اختلافنا كشعوب وقبائل أن نتآلف نتوادد ونعتصم جميعا بأمره لنكون امة واحدة وموحدة وتنهانا عن التنازع والتفرق ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) كلما اختلفا مسلمان افترقا لم يبقي بين المسلمين عصمة ولا ود ولتحول مجتمعنا إلى صراعات ذاتية دنيوية تضر ولا تنفع وتفرق ولا تجمع ويؤتى المسلمون من خلالها وتمكن أعداء المسلمين المتربصين للإسلام وأهله ليل نهار – ولنا في سلفنا الصالح القدوة والأسوة –

فرغم اختلاف أئمتنا في اغلب الأمور الفرعية والأحكام الاجتهادية إلا أنهم كانوا يحبون ويحترمون ويقدرون بعضهم بعضا ويشهد كل منهم للأخر بالصلاح والعلم والفقه .

فقد كان الإمام احمد بن حنبل رغم اختلافه مع أبى حنيفة النعمان ورغم اختلاف مذهبهما وآرائهما فى كثير من الأمور – كان الإمام احمد يقول ( كل الناس عيال فى الفقه على أبى حنيفة )

ورغم اختلاف الإمام احمد مع أستاذه الشافعي في كثير من الأحكام والآراء الفقهية . كان الإمام احمد وهو فى مرض موته اذا ذكر الشافعي تحامل على نفسه وقام رغم مرضه وإعيائه الشديد ، فكانوا يقولون له لماذا تقوم يا إمامنا يقول أقوم إكراما لذكر الشافعي .

وحين اختلف الشافعي مع أستاذه الإمام مالك في بعض الإحكام والآراء الفقهية ورأى الشافعي إن بعض الناس يذهبون إليه ويتركون الإمام مالك. فكان يمتنع عن الفتوى ويقول لهم لا يفتى ومالك في المدينة .

وفى ذات يوم ذهب الناس إلى مالك يسألونه عن امرأة ماتت وهى حامل في آخر شهرها التاسع وكانت على وشك الولادة والجنين حي يتحرك في أحشائها وكأنه يريد الخروج فقالوا هل نبقر بطنها ونخرج الغلام فقال مالك لا يجوز – فذهبوا الى الشافعي فقال بل أسرعوا بإخراج الغلام من بطنها قبل أن يموت – وذهب الناس إلى مالك ليسألونه عن قمح بال عليه حمار فقال: هو نجس ولا يجوز استخدامه – فذهبوا إلى الشافعي فقال: اغسلوه ثم ابذروه تحت الشمس ثم ازرعوه يخرج نباتا طيبا تأكلوه –

وبعد عام دعا مالك إلى طعام في بيت به غلام صغير يلعب ويملأ البيت مرحا فلما أكل قيل له : ماذا تقول فيمن حرم هذا وأباح قتل هذا ( إشارة إلى القمح الذي صنع منه الخبز والى الطل الذي كان في رحم المرأة الميتة)

فلما علم الشافعي خرج من المدينة وشد رحاله إلى مصر وقال (( لا يفتى ومالك في المدينة)).

وبعد ذلك يسأل الإمام مالك رحمه الله عن العلم النفيس فيقول : إذا أردتم العلم النفيس فعليكم بالشافعي بن إدريس .. فيذهب الخبر إلى الشافعي في مصر فيقول : كـيف ذلـك وفى المــديــنة مــالك .


* هكذا كان أئمتنا المختلفون في الآراء والمذاهب لماذا لا نقتدي بهم ونتبع أثارهم . لماذا نرى في هذه الأيام من يختلفون في الرأى وفى أتفه الأمور يكرهون بعضهم ويتهمون بعضهم ويسبون بعضهم ويعمل كل منهم على إقصاء الآخر والتخلص منه .لماذا لا نتعلم من أسلافنا أدب الاختلاف وأصوله كما بينوه لنا فكل يأخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم – ورأينا صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرنا خطأ يحتمل الصواب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق