الأحد، 31 أغسطس 2025

التأصيل الشرعي لاحتفال المولد النبوي الشريف

 التأصيل الشرعي لاحتفال المولد النبوي الشريف

فلا شك أن أعظم حدثين في تاريخ الإسلام والمسلمين، هو مولد رسول الله صل الله علیه و آله و سلم، وبعثته بهذا الدين العظيم، فهما الحدثان الأبرز اللذان غيرا وجه الأرض، وأزاحا بنورهما ظلام الجهل والجاهلية، والشرك والعبودية لغير الله عزوجل عنهاوإذا كان المسلمون بأمر من رب العالمين عزوجل يحتفلون بمبعثه صل الله علیه و آله و سلم، فيعظمون ليلة نزول القرآن الكريم عليه فيه، بل ويصومون ذلك الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم ((شهر رمضان)). فما المانع من احتفالهم بالحدث الآخر المرتبط بذلك النزول؟ ألا وهو حدث المولد الشريف، فإنه في الحقيقة مولد الإسلام والإيمان.
://لمولف :  عبدالرحمن حمدي شافي العبيدي



بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمـــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد: فلا شك أن أعظم حدثين في تاريخ الإسلام والمسلمين، هو مولد رسول الله صل الله علیه و آله و سلم، وبعثته بهذا الدين العظيم، فهما الحدثان الأبرز اللذان غيرا وجه الأرض، وأزاحا بنورهما ظلام الجهل والجاهلية، والشرك والعبودية لغير الله عزوجل عنها.

وإذا كان المسلمون بأمر من رب العالمين عزوجل يحتفلون بمبعثه صل الله علیه و آله و سلم، فيعظمون ليلة نزول القرآن الكريم عليه فيه، بل ويصومون ذلك الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم ((شهر رمضان)). فما المانع من احتفالهم بالحدث الآخر المرتبط بذلك النزول؟ ألا وهو حدث المولد الشريف، فإنه في الحقيقة مولد الإسلام والإيمان، ولولا المولد لما حصل الحدث الثاني، فكلاهما مرتبط ببعضه، وإلى ذلك أشار الحبيب المصطفى صل الله علیه و آله و سلم بقوله عن يوم الإثنين: (ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه)[1]، فكلاهما في يوم واحد، هو يوم الإثنين، ليكون يوما لهذين الإثنين، أقصد هذين الحدثين (الولادة والمبعث) فهو اسم على مسمى، ولكل شيء نصيب من اسمه.

قال صاحب سمط النجوم العوالي: ليلة مولده عليه الصلاة و السلام افضل من ليلة القدر من وجوه ثلاثة:

أحدها: إن ليلة المولد، ليلة ظهوره، وليلة القدر معطاة له، وما شرف بظهور ذات المشرف من أجله، أفضل مما شرف بسبب ما أعطيه، ولا نزاع في ذلك فكانت ليلة المولد بهذا الإعتبار أفضل.

الثاني: أن ليلة القدر شرفت بنزول الملائكة فيها، وليلة المولد شرفت بظهوره فيها، ومن شرفت به ليلة المولد، أفضل ممن شرفت به ليلة القدر على الأصح المرتضى فتكون ليلة المولد أفضل.

الثالث: أن ليلة القدر وقع التفضيل فيها على أمة محمد صل الله علیه و آله و سلم، وليلة المولد الشريف وقع التفضيل فيها على سائر الموجودات، فهو الذي بعثه الله رحمة للعالمين، فعمت به النعمة على جميع الخلائق، فكانت ليلة المولد أعم نفعا، فكانت أفضل [2].

وعلى الرغم من تبوء هذه الحادثة المكانة الكبيرة في قلب كل مؤمن، إلا أن هناك من يحاول رفض هذا الإعتقاد، ويرمي فاعليه بالبدعة والضلالة، وعدم إصابة طريق الهدى الذي اختطه السلف الصالح من هذه الأمة.

فوجدت لزاما علي أن أوضح الحق في هذه المسألة، على الرغم من أن الحق واضح فيها، لكن أردت تثبيته بالدليل، والأصول الصحيحة، التي ترفع كل شبهة، أو وسواس يخطر للنفس في هذا الجانب.

والله تعالى أسأل أن يلهمني الرشاد والصواب، وأن يعينني على إيصاله للقاريء، وأن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وفي سبيل الذود والدفاع عن رسوله العظيم. والله الموفق.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق