
وبعد اللقاء العلني الإعلامي والذي قال فيه الشيخ الشعراوي كلمته المشهورة لمبارك والمتداولة إعلاميا، بعد هذا اللقاء طلب مندوب من رئاسة الجمهورية من الشيخ الغزالي والشيخ الشعراوي والشيخ جاد الحق، الانتظار في غرفة بالقصر الجمهوري، ودخل حسني مبارك لهم، وجلس بجانب الشيخ الغزالي، وبعد مجاملات معتادة، قال حسني مبارك للشيخ الغزالي وهو يضع يده على ركبته: ادع لي يا شيخ غزالي، أنا حملي ثقيل، أنا مطلوب مني كل يوم الصبح أوكل سبعين مليون.





هو انت تقدر توكل نفسك!





فسكت الرئيس مبارك ونظرت إلى وجهه وهو متحير، فأدركت ما فعلت، وأفقت، فنظرت إلى الشيخين لعل أحدهما يعينني، فوجدت أكبرهما سنا (الشيخ محمد الشعراوي) قد أسند ذقنه على عصاه وأغمض عينيه، ووجدت أكبرهما مقاما (الشيخ جاد الحق، شيخ الأزهر) قد أسند رأسه إلى مقعده وأغمض عينيه تحت نظارته التي نصفها ملون ونصفها الآخر أبيض، وأكمل الرئيس كلامه بما يشبه الاعتذار عما قال، والرضا بما كنت أقوله، وجامل كلا من الشيخين بكلمة.


ركبت السيارة وأغلق هو الباب، وبقي واقفا إلى أن تحركت السيارة، فأشار إلي مودعا، وانطلقت السيارة والشيخان صامتان لم يتكلم أي منهما بكلمة حتى أوصلناهما واحدا بعد الآخر، ثم أوصلني السائق إلى بيتي.
وفي صباح ثاني يوم اتصل الشيخ جاد الحق والشيخ الشعراوي بالشيخ الغزالي، وقال كل واحد منهما له: لقد قمت بفرض الكفاية عنا يا شيخ غزالي.








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق