الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

المولد النبوي الشريف فرصة لإحياء روح التسامح والاخوة الصادقة والعدالة الاجتماعية

 في ذكرى المولد النبوي الشريف ,,,,, ما أحوجنا إلى إحياء روح التسامح والاخوة الصادقة والعدالة الاجتماعية ،،،،،،


يحتفل المسلمون في العالم ،كل عام ،في الثاني عشر من شهر ربيع الاول المبارك ، ،،بذكرى المولد النبوي الشريف ،، مولد نبي الرحمة والانسانية والسلام منقذ البشريةمن الشرك والضلال والجهل والوثنية والاعراف والاوابدوالتقاليد البالية التي سادت المجتمع الجاهلي كاستعباد الناس وتجارة الرقيق واحتقار المرأة وامتهان كرامتها وحرمانها من حقوقها وأتيان الفواحش ووأد البنات والغزوات القبلية واستباحة المحرمات واشاعة الظلم والاضطهاد وقهر الرجال وتجسيد الطبقية والعنصرية ففي مثل هذه الاجواء المنحرفة بعث الله نبينا الكريم هادياً وبشيراً ورحمة للعالمين جميعا لانقاذهم من عتمة الجهل والضلال الى نور الهداية والايمان وتخليصهم من فساد العقول والاذهان وانحلال الاخلاق وادران الرذيلة وتطهير نفوسهم وقلوبهم للارتقاء بها الى عالم السمو والمثل العليا والقيم النبيلة.، ولد نبينا الاكرم محمد عليه افضل الصلاة والسلام في ١٢ من شهر ربيع الاول عام الفيل في مكة المكرمة الموافق 20 نيسان سنة 570 ميلادية واختلف المؤرخون على تاريخ ميلاده الميمون وعند ولادته المباركة حدثت الكثير من الدلائل والارهاصات تدل على نبوته وعظمة قدره وعلو مقامه الكريم، كما اورده ابن كثير في كتابه الموسوم (البداية والنهاية) منها سقوط الاصنام على وجوهها واشعاعات انوار اضاءت قصور الشام وحدوث زلازل في ايوان كسرى ادى الى سقوط اربعة عشرة غرفة منه وخبت نار المجوس وهي لم تخبو منذ الف عام.،،لقد كان ميلاده ايذانا لزوال الشرك والوثنية والعقائد الوضعية التي لم ينزل الله بها من سلطان ورسالته السماوية ودستوره القويم (القرآن العظيم) كانت اعظم معجزة عرفها العالم لتحرير العقل البشري مما تعلق به من ادران الجاهلية.
ومبعثه الشريف جاء استجابة لدعاء سيدنا ابراهيم (عليه السلام) في القرآن الكريم لقوله تعالى..((ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم)) وقد ورد ذكره في الكتب السماوية السابقة ففي التوراة ما نصه (يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون) والمراد باخوتك بنو اسماعيل واجعل كلامي في فمه لان النبي الذي قال بحقه جل في علاه (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) وبشر به سيدنا المسيح (عليه السلام) كما جاء في محكم التنزيل(واذ قال عيسى ابن مريم يابني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) ولد رسولنا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام يتيما اذ توفى والده عبد الله قبل ولادته في عام الفيل الذي جهز فيه ابرهة الحبشي جيشا جرارا ومعهم الافيال لهدم الكعبة الشريفة فارسل الله عليهم الطير الابابيل كما ذكر في الاية الكريمة (الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل) فحمى الله بيته العتيق ودمر ابرهة وجنده من اجل رسوله لان له صلة وثيقة للمحافظة على هذا البيت وقد ألهم الله جده عبد المطلب فسمى حفيده محمدا ولما سألوه عن ذلك قال اردت ان يحمده الله وملائكته في السماء ويحمده الخلق في الارض فنشأ وترعرع مباركا في مجتمع وثني تسوده النزاعات القبلية والعشائرية والظلم والطغيان واستعباد الناس وسحق الفقراء وتسمو فيه طبقة الاسياد فبعثه الله لمقارعة الظلم والاضطهاد والاستبداد ونصرة المظلوم واحقاق الحق وتطبيق عدالة السماء في الارض لتقويم اعوجاج المجتمع فاخذ اسياد مكة المشركون بمحاربته جهرا وعلانية لان التعاليم الاسلامية التي جاء بها تتنافى مع ممارساتهم المنحرفة ومصالحهم الشخصية ومما زاد من حقدهم عليه مساواتهم مع عبيدهم لقول رسول الرحمة (لا فضل لعربي على اعجمي ولا لأبيض على اسود الا بالتقوى) فالاسلام هو اول دين طبق مبادىء العدل والمساواة وحارب العنصرية والطائفية والطبقية وجعل تقوى الله معيار المفاضلة بين الناس لقوله تعالى (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) فاشتدت قريش في عدائها ضراوة عليه وعلى اله وصحبه فحاصروهم في شعاب مكة حصارا مميتا واخرجوهم من ديارهم وهجروهم وعذبوهم وقتلوا منهم الكثير بهدف تركهم دين الاسلام لكن المسلمين آثروا الموت على عودتهم الى عقيدة الشرك والضلال وصبروا على العذاب والبلوى بايمان راسخ لا يزعزعه جبروت وتعسف وبطش المشركين وكان رسولنا الكريم قمة في تحمل البلوى والعذاب من المشركين وهو في هذا العذاب يدعوه اصحابه ان يدعو على المشركين لانه كان مجاب الدعاء فكان يقول انني لم ابعث لعانا بل بعثت رحمة للعالمين فبدلا من ان يدع عليهم كان يدع لهم بالهداية قائلا (اللهم اهد قريشا لانهم لا يعلمون) لانه جاء رحمة للبشرية جمعاء مسلمين وغير مسلمين وقد نعته الله تعالى بقوله الكريم (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) فكان رحيما بالناس جميعا ورحيما بالحيوانات وكان في منتهى التواضع يجالس الفقراء ويأكل معهم كريما جوادا لينا طيب الكلام مستقيما قويا لا يغضب يعجز المرء ان يصف كمال خلقه وسجاياه الحميدة فكانت حياته جلها عطاء دائما فاسس مدرسة نورانية تدعو الى الفضائل ومكارم الاخلاق فأثنى الله على خلقه الكريم بقوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم) فلم يرو احد من المحدثين بانه اكل وحده او ضرب عبده أو أنب خادمه فقال خادمه (انس) (رض) (خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ذلك ولا ألا صنعت كذا ولا اساء الى امرأة قط بل كان يوصي بالنساء خيرا) لقوله الشريف(اتقوا الله في النساء) فحقا كان خلقه القرآن لان كل ما استحسنه القرآن ودعا اليه واثنى عليه تحلى به الرسول (ص) وكل ما استهجنه القرآن ونهى عنه تجنبه وتخلى عنه ،،
وهو في كمال خلقه كان يخصف نعليه ويرقع ثوبه ويحلب الشاة لاهله كريم الطبع طليق الوجه رقيق القلب جميل المعاشرة خافض الجناح آمراً بالمعروف وناهيا عن المنكر يبدأ بالسلام من يلقاه. وكرمه الله بالكثير من الصفات. اذ كان عندما يسير في الصحراء تظلله الغمام ويرى من الامام والخلف وكان لا ظل له وكان ريحه اطيب من عطر المسك يترك اريجا فواحا لمن يصافحه وكانت ملابسه لا تتسخ ويوجد بين كتفيه مهر او ختم النبوة وكان يكلم بعض الحيوانات ويسمع لشكواهم ويسمع تسبيح الاشياء المادية كالحصى وهو الذي اختاره الله في رفع الحجر الاسود وغيرها من المعجزات الكثيرة وقد تخرج من مدرسته الوضاءة رجال افذاذ صدقوا ما عاهدوا الله عليه اقتدوا بمنهجه القويم فساد مجتمعهم العدل والحرية والمساواة وتوسعت حتى أمتد نفوذ الاسلام الى تخوم الصين فحكموا الدنيا ولم يأخذوا منها شيئا ولم يورثوا ملكا ولا مالا عاشوا حياة الزهد فكانوا رهبانا في الليل فرسانا في النهار جاهدوا في الله حق الجهاد باموالهم وانفسهم من اجل اعلاء كلمة لا اله الا الله ونشر الدين الحنيف دون اكراه واجبار وقد كرم الله تعالى نبينا الكريم بجميع المعجزات التي كرم بها انبياءه تجسدت في المعجزة الكبرى (القرآن الكريم) الذي يعد دستور المسلمين وبيان للناس فيه اخبار الامم السابقة وحكم الحاضر وانباء المستقبل محفوظ بحفظ الله وقدرته لا يمكن لاية قوة مهما كانت قدرتها تبديله او تحريفه لقوله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) فحري بنا ان نحتفل بهذه الذكرى العطرة ميلاد سيد الكائنات نبي الرحمة والانسانية محمد بن عبد الله عليه وعلى اله الاطهار وأصحابه الاخيار افضل الصلاة والسلام لان الاحتفال بمولده المبارك يعد تجديدا للبيعة والولاء المطلق لنبينا الكريم واتباع سنته الطاهرة ومنهجه القويم وكيف لا نحتفل بميلاده الميمون وهو الذي انقذنا من ظلمات الشرك والضلال الى نور الهداية والايمان والحياة الهانئة السعيدة.وهو منقذنا وشفيعنا ،وقد اشاد بشخصه الكريم ورسالته النورانية العديد من الفلاسفة والمستشرقين من غير المسلمين فقال عنه الزعيم الهندي المهاتما غاندي،صاحب فلسفة اللاعنف (اردت ان اعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر واصبحت مقتنعا كل الاقتناع ان السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الاسلام مكانته بل كان من خلال بساطة الرسول محمد واستقامته وصدقه في الوعود وتفانيه واخلاصه وشجاعته وثقته المطلقة بربه ورسالته وهذه الصفات مهدت الطريق وتخطت المصاعب وليس السيف).
وقال عنه المفكر الفرنسي لامارتين في كتاب تاريخ تركيا:
ان المشاهير والعظماء الذين صنعوا الاسلحة وسنوا القوانين واقاموا الامبراطوريات لم يجنوا الا امجادا بالية لم تلبث ان تحطمت بين ظهرانيهم ،،لكن محمدا الذي قضى على الانصاب والازلام والمعتقدات الوثنية الباطلة لانه جاء بالصدق واليقين والايمان المطلق بوحدانية الله والحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسيف وحده ، وقال عنه (لمونتيجو جمري وات) من كتاب محمد في مكة (ص52).
ان استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من اجل معتقداته والطبيعة الاخلاقية السامية لمن آمنوا به واعتبروه سيدا لهم الى جانب عظمة انجازاته المطلقة كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصيته.
وقال عنه (بوسورث سميث) في كتابه محمد والمحمدية ص92 : لقد كان محمد قائدا وزعيما دينيا في آن واحد لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين كما لم تكن لديه جيوش او حرس خاص او قصر مشيد اذ كان لا احد يقول انه حكم بالقدرة الالهية فان محمدا استطاع الامساك بزمام السلطة دون ان يملك ادواتها ودون ان يسانده اهلها وقال الدكتور زويمر المستشرق الكندي في كتابه الشرق وعاداته (ان محمدا كان ولا شك من اعظم قادة المسلمين الدينيين مصلحا وقديرا بليغا فصيحا جريئاومفكرا عظيما والقرآن الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء).،، وقال الفيلسوف الالماني (سانت هيلر) في كتابه (الشرقيون وعقائدهم) (كان محمد رئيسا للدولة وساهرا على حياة الشعب وحريته داعيا الى ديانة الاله الواحد وكان في دعوته رحيما ولطيفا حتى مع اعدائه وتتحلى شخصيته بصفتين هما من اجل الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة) وقال عنه الفيلسوف الفرنسي (ادوار مونته) في آخر كتابه (العرب) (عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وانصافه في الحكم ونزاهة التعبير عن الفكر فكان اذكى وارحم عرب عصره واشدهم حفاظا على زمام الدين فأسس لهم دولة دينية ماتزال الى اليوم وقال الفيلسوف الانجليزي برناردشو في كتابه (محمد) (ان العالم احوج ما يكون الى رجل في تفكير محمد هذا النبي الذي وضع دينه دائما موضع الاحترام و الاجلال لانه اقوى دين خالد خلود الدهر واني ارى كثيرا من بني قومي دخلوا هذا الدين وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في قارة (اوربا) وان رجال الدين في القرون الوسطى ونتيجة لجهلهم وتعصبهم قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة لكنني بعد ان اطلعت على امر هذا الدين ومحمد وجدته اعجوبة خارقة وتوصلت بانه لم يكن عدوا للمسيحية بل يجب ان يسمى (منقذ البشرية )وفي رأيي انه لو تولى امر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر اليها) وقال الاديب الروسي ليو تولستوي (يكفي محمد فخرا انه خلص امة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم وان شريعته ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة وانا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد ليكون خاتم النبيين ورسالته آخرالرسالات)وقال عنه (كارل ماركس) جدير بكل ذي عقل ان يعترف بنبوة محمد وانه رسول من السماء الى الارض لانه افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة بوحي من الله فينبغي محو ما كان متراكما من الرسالات السابقة).
(يقول مايكل هارت في كتابه ( مائة رجل من التاريخ) انه تم اختيار محمد ليكون الاول في اعظم واهم رجال التاريخ فهو الرجل الوحيد الذي نجح اعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي فهناك رسل وانبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة لكنهم ماتوا دون اتمامها كالمسيح في المسيحية وموسى في اليهودية ولكن محمدا هو الوحيد الذي اتم رسالته الدينية وتحددت احكامها وآمنت بها شعوب باسرها ووضع لها كل اسس حياتها فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية واتمها) وهناك الكثير من الفلاسفة والمفكرين اشادوا بمحمد ورسالته السماوية لا مجال لذكرهم في هذه العجالة فالعالم الاسلامي والمسلمون مقصرون بحق نبينا الكريم محمد عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلاة والسلام فينبغي على الجميع تعظيم هذه الشعيرة العظيمة ذكرى مولده الشريف والاحتفال به احتفالا مهيبا يليق بمقامه الرفيع وكمال قدره تحقيقا لقوله تعالى ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب)) لانه قدوتنا وشفيعنا وحبيب الرحمن وصفوة خلقه المبعوث رحمة للعالمين ورحم الله الامام البوصيري في قصيدته العصماء التي تعد دررا في قلادة منظومة انقل قبسا منها :
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته
قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
فمبلغ العلم فيه انه بشر
وانه خير خلق الله كلهم
فانه شمس فضل هم كواكبها
يظهرن انوارها للناس في الظلم
يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا
واغفر لنا ما مضى ياواسع الكرم
وانشد العالم الفيلسوف الكوردي السيد عبد الرحيم المولوي البيرخضري الملقب بالمعدوم صاحب المؤلفات والتصانيف الكثيرة بقصيدته المشهورة..
ارى كل مدح في النبي مقصرا
وان بالغ المثني عليه واكثرا
اذ الله اثنى بالذي هو اهله عليه ، فما مقدار ما يمدح الورى.
وانشد امير الشعراء احمد شوقي قصيدته المشهورة :
ولد الهدى فالكائنات ضياء** وفم الزمان تبسم وثناء
وقال في مدحه شاعر الرسول حسان بن ثابت:
اغر عليه من النبوة خاتم
من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الاله اسم النبي الى اسمه
اذ قال في الخمس المؤذن اشهد
وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي اتانا من بعد يأس وفترة
من الرسل والاوثان في الارض تعبد
فامسى سراجا مستنيرا وهاديا
يلوح كما لاح الصقيل المهند
وانشد كعب بن زهير عند اسلامه القصيده الاتية:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم اثرها لم يفد مكبول
انبئت ان رسول الله اوعدني
والعفو عند رسول الله مأمول
ان الرسول لسيف يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول
وانشد شاعر الرسول عبد الله بن رواحه الانصاري الخزرجي
اتانا رسول الله يتلو كتابه
كما لاح منشور من الصبح ساطع
ارانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
به موقنات ان ماقال واقع
ببيت يجافي جنبه عن فراشه
اذا استثقلت بالكافرين المضاجع
وقال احد الشعراء المعاصرين
نور اضاء بصيرتي فاضاءني
لما تذكرت الحبيب محمدا
وكانما سطعت شموس في دمي
وكانما قمر السماء تعددا
فبذكره يحلو الوجود فترتقي
ياحظ من باسم الحبيب تزودا
وقال احد الشعراء المجدين في حبه
هو خاتم للمكرمات واول
ورسول حب وحب مرسل
يارحمة رقراقة بعثت لنا
بمياه نهجك كل ذنب يغسل
وقال البردوني في حب النبي الخاتم
بشرى من الغيب القت في فم الفار
وحيا وافضت الى الدنيا باسرار
بشرى النبوة طافت كالشذى سحرا
واعلنت في الزبى ميلاد انوار
وشق الصمت والانسام لحملها
تحت السكينة من دار الى دار
وهدهدت مكة الوسنى ناملها
وهزت الفجر ايذانا باسفار
ومن اجمل القصائد في حب الرسول
عز الورود وظل فيك اوام
وارقت وحدي والانام نيام
ادنو فاذكر ما جنيت وانثني
خجلا تضيق بحملي الاقدام
وزري يكبلني ويخرسني الاسى
فيموت في طرف اللسان كلام
أاعود ظمآنا وغيري يرتوي
ايوب عن حوض النبي هيام
كيف الوصول الى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنوب جسام
وان اول من احتفل بهذا اليوم البهيج المولد النبوي الشريف
الملك المظفر ابو سعيد كوكبري زين الدين علي بن يكتكيين في مدينة اربيل وهو احد الملوك الامجاد فكان شهما شجاعا وعالما عادلا و هو الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون.
وقال ابن خلكان في ترجمة الحافظ ابي الخطاب ابن وحية عندما وجد الملك مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي الشريف الف كتابه الشهير (التنوير في مولد البشير النذير) وقرأه على الملك فاجازه الملك بالف دينار كما ان الفاطميين اهتموا كثيرا بالاحتفال بمولد النبي في مصر وكذلك سلاطين الدولة العثمانية وسلاطين المغرب يحتفلون بمولد النبي بهمة عالية لاسيما في عهد السلطان احمد المنصور الذي تولى الملك اواخر القرن العاشر الهجري وكذلك احتفلت كافة البلدان الاسلامية بهذا اليوم الاغر منذ القدم كمصر والعراق وسورية والاردن واليمن والمغرب وتونس وليبيا وغيرها الا ان ما يؤسف له ان بعض العلماء المتاخرين اعتبروا الاحتفال بيوم المولد بدعة فلست ادري كيف يكون الاحتفال والابتهاج بمولد فخر الكائنات المبعوث رحمة للعاملين بدعة علما بان كافة الائمة والعلماء كالامام السيوطي وابن الجوزي وابن حجر العسقلاني والحافظ شمس الدين والامام النووي والشهاب احمد القسطلاني (شارح البخاري) وغيرهم وعلماء الازهر الشريف وعلماء العراق وتونس والمغرب استحسنوا ذلك وعدوها من المستحبات لان الغاية منها تجديد البيعة والولاء المطلق والعهد للايمان والاسلام اقتداء بسنته الوضاءة وتعزيز المحبة والسلام والوحدة الوطنية ونبذ التباغض والتناحر والاختلاف بين ابناء الشعب فحب النبي وآل بيته الاطهار تعد من تمام الايمان لقول رسولنا الكريم (لا يكمل ايمان احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه وماله وولده) فهذا الحب الايماني الاسلامي للنبي واله الاطهار فرض لقول الامام الشافعي رضي الله عنه..
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض** من الله في القرآن انزله
يكفيكم من عظيم الفخر انكم** من لم يصل عليكم لا صلاة له،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق