يوجد فرق بين التحزب والتمذهب.
1 _ التحزب بمعنى تفريق الدين إلى أحزاب وشيع يوالى ويعادى عليها مذموم بنص آيات القرآن، قال الله ((وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ))
2 _ التمذهب مسلكٌ ومنهجٌ علمي لدراسة الأصول والفروع سواء في الفقه أم العقيدة أم الحديث.
المتمذهب بمذهب الإمام مالك لا يقول (كل من لم يكن مالكيا فهو ضال مبتدع) فهو لا ينكر على المتمذهب بمذاهب أخرى ولا على الملم بعدة مذاهب ولا على المجتهد المطلق الذي يسلك مذهبا خاصا به كالإمام الطبري أو ابن حزم أو غيرهم من القدامى أو حتى المعاصرين أو الذين لم يُخلقوا بعد من علماء الأجيال القادمة.
أما المتحزب فيرى النجاة في حزبه والهلاك في الآخرين.
وكذلك اللامذهبي لا يكون بالضرورة غير دارس لأصول الفقه وفروعها عند المذاهب الموجودة بل قد يكون دارسا لها جميعا إلى أن صار متقنا لكل المذاهب يستطيع الإفتاء بها جميعا أو التخصص في الفقه المقارن إلى أن يبلغ درجة الاجتهاد المطلق، وأنا شخصيا ضد عقلية (ليس بالإمكان أفضل مما كان) بل يفترض أن تكون الأجيال المعاصرة أقدر على الاجتهاد من الأجيال القديمة وإلا لزم الحكم على ديننا بالاضمحلال والزوال، إذ كل العلوم تتطور فما معنى أن يكون العلم الإسلامي هو الوحيد الذي يتدهور ؟ قد فصلت في ذلك في أكثر من موضع.