الجمعة، 26 ديسمبر 2025

مالفرق بين التحزب والتمذهب ؟!

 #الفرق_بين_التحزب_والتمذهب


يوجد فرق بين التحزب والتمذهب.
1 _ التحزب بمعنى تفريق الدين إلى أحزاب وشيع يوالى ويعادى عليها مذموم بنص آيات القرآن، قال الله ((وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ))
2 _ التمذهب مسلكٌ ومنهجٌ علمي لدراسة الأصول والفروع سواء في الفقه أم العقيدة أم الحديث.
المتمذهب بمذهب الإمام مالك لا يقول (كل من لم يكن مالكيا فهو ضال مبتدع) فهو لا ينكر على المتمذهب بمذاهب أخرى ولا على الملم بعدة مذاهب ولا على المجتهد المطلق الذي يسلك مذهبا خاصا به كالإمام الطبري أو ابن حزم أو غيرهم من القدامى أو حتى المعاصرين أو الذين لم يُخلقوا بعد من علماء الأجيال القادمة.
أما المتحزب فيرى النجاة في حزبه والهلاك في الآخرين.
وكذلك اللامذهبي لا يكون بالضرورة غير دارس لأصول الفقه وفروعها عند المذاهب الموجودة بل قد يكون دارسا لها جميعا إلى أن صار متقنا لكل المذاهب يستطيع الإفتاء بها جميعا أو التخصص في الفقه المقارن إلى أن يبلغ درجة الاجتهاد المطلق، وأنا شخصيا ضد عقلية (ليس بالإمكان أفضل مما كان) بل يفترض أن تكون الأجيال المعاصرة أقدر على الاجتهاد من الأجيال القديمة وإلا لزم الحكم على ديننا بالاضمحلال والزوال، إذ كل العلوم تتطور فما معنى أن يكون العلم الإسلامي هو الوحيد الذي يتدهور ؟ قد فصلت في ذلك في أكثر من موضع.

لا اجتهاد في النص !!

 لا اجتهاد في النص !!


هذه قاعدة فقهية اثبتها علماء الفقه والاصول
ولكن ما معنى هذه العبارة ( لا اجتهاد في النص )
لا : اداة نفي
الاجتهاد :- هو حركة العقل (الفكر ) في النص .
النص :-
تستعمل كلمة " نص " في لغتنا العربية العلمية المعاصرة في المعنيين التاليين مما يلتقي و موضوع بحثنا هذا :
1 ـ ‏اللفظ الذي لا يحتمل إلا معنى واحداً . بمعنى أنه لا يدل إلا على معنى واحد ، و من حيث الدلالة مقصور على هذا المعنى المعين ، ‏و أن يكون إقتصاره على هذا المعنى المعين نافياً لاحتمال إرادة معنى آخر منه .
2 ـ اللفظ مطلقاً ، أي بما يحمل من معنى واحداً‏ أو أكثر من واحد كلمة أو كلاماً .
اغلب علماء الاصول على التفسير الاول لمفهوم (النص )
اي بمعنى المفردة او العبارة التي لا تحتمل الا معنى واحد ..
ومن هنا انطلقوا لتقعيد القاعدة الفقية ( لا اجتهاد في النص )
ولتوضيح الصورة نأخذ مثال
يقول تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما )
نلاحظ هنا ان هذه العبارة لا تحتمل الا وجها واحدا ولا يمكن ان تفسر على اكثر من وجه ولذلك هنا يتوقف [ الاجتهاد ]
ولا يمكن قبول اي اجتهاد هنا ولو على سبيل التشديد مثلا !
اما لو أخذنا قوله تعالى ( المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )
نلحظ هنا ان القرء لغويا يأتي بمعنى (الطهر ) وايضا بمعنى (الحيض )
فهنا تتدخل آلة الاجتهاد وتختلف الاحكام ..
فلا معنى لما يتقوله البعض ان الاجتهاد لا يكون الا في غياب الحكم من القرآن والسنة فكما لاحظنا الاية اعلاه يرد فيها الاجتهاد كما في آيات واحاديث واحكام كثيرة بل لا بد من الاجتهاد فيها ..
اما ما لم يرد فيه حكم شرعي على سبيل التخصيص فهو متروك لاجتهاد اهل الاختصاص من كل فن شرط مراعاة مقاصد الشرع العامة .
فالاجتهاد مهما تفرع لا بد من ضبط حركته بالمقاصد والثوابت الشرعية
والحمد لله رب العالمين ..