الجمعة، 26 ديسمبر 2025

لا اجتهاد في النص !!

 لا اجتهاد في النص !!


هذه قاعدة فقهية اثبتها علماء الفقه والاصول
ولكن ما معنى هذه العبارة ( لا اجتهاد في النص )
لا : اداة نفي
الاجتهاد :- هو حركة العقل (الفكر ) في النص .
النص :-
تستعمل كلمة " نص " في لغتنا العربية العلمية المعاصرة في المعنيين التاليين مما يلتقي و موضوع بحثنا هذا :
1 ـ ‏اللفظ الذي لا يحتمل إلا معنى واحداً . بمعنى أنه لا يدل إلا على معنى واحد ، و من حيث الدلالة مقصور على هذا المعنى المعين ، ‏و أن يكون إقتصاره على هذا المعنى المعين نافياً لاحتمال إرادة معنى آخر منه .
2 ـ اللفظ مطلقاً ، أي بما يحمل من معنى واحداً‏ أو أكثر من واحد كلمة أو كلاماً .
اغلب علماء الاصول على التفسير الاول لمفهوم (النص )
اي بمعنى المفردة او العبارة التي لا تحتمل الا معنى واحد ..
ومن هنا انطلقوا لتقعيد القاعدة الفقية ( لا اجتهاد في النص )
ولتوضيح الصورة نأخذ مثال
يقول تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما )
نلاحظ هنا ان هذه العبارة لا تحتمل الا وجها واحدا ولا يمكن ان تفسر على اكثر من وجه ولذلك هنا يتوقف [ الاجتهاد ]
ولا يمكن قبول اي اجتهاد هنا ولو على سبيل التشديد مثلا !
اما لو أخذنا قوله تعالى ( المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )
نلحظ هنا ان القرء لغويا يأتي بمعنى (الطهر ) وايضا بمعنى (الحيض )
فهنا تتدخل آلة الاجتهاد وتختلف الاحكام ..
فلا معنى لما يتقوله البعض ان الاجتهاد لا يكون الا في غياب الحكم من القرآن والسنة فكما لاحظنا الاية اعلاه يرد فيها الاجتهاد كما في آيات واحاديث واحكام كثيرة بل لا بد من الاجتهاد فيها ..
اما ما لم يرد فيه حكم شرعي على سبيل التخصيص فهو متروك لاجتهاد اهل الاختصاص من كل فن شرط مراعاة مقاصد الشرع العامة .
فالاجتهاد مهما تفرع لا بد من ضبط حركته بالمقاصد والثوابت الشرعية
والحمد لله رب العالمين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق