الخميس، 17 يناير 2019

الفهم الخاطيء للآية *الرحمن على العرش استوى* وعفيدة التجسيم ؟!

 العرش والأستوى ،،
يحمل الكثير من المسلمين في أذهانهم بأن الذات الالهيه مشخصه وله مُلك وكرسي يجلس عليه ، وهذا بسبب هيئاتنا المركزي تشكل لنا هذة الصورة النمطية !
بأنه حاكم اوحد يتكي على كرسي ثم يصدر الأحكام ،،
ومن هنا انطلقت الحاكميه البشرية ، وتعدادت الاله ،
وانطلق الايمان البدائي للانسان من هذة الأفكار ،،
و.....
يذهب السواد الأعظم من المسلمين ألى ظاهر الأيات مستدل بها على أن العرش والأستوى لها وجود مكاني معين ،! ومن هنا أنطلقت عقيده التجسيم للذي ليس كمثله شيء..
لنتأمل في تفاصيل اللغه ، وقواعد التاويل للنصوص المقدسه ،، فهذا الكتاب يُفسر بعضه بعضا ، ولو كان من عند غير الله لوجود فيه اختلاف كثير ..

 العرش
آيات عرش الرحمن كما جاءت في القرآن وهذه جزء منها وهي كثيرة جدا
*الرحمن على العرش استوى*
*فإن تولوا فقل حسبي الله لا إلـه إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم *

*قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا *
*لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون *
*فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم*

*وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب *

*سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون*
*ذي قوة عند ذي العرش مكين*

 لنصل إلى معنى العرش الإلهي سويّاً
ولكن قبلاً لابد لنا أن نبحث في كل جذور ( ع ر ش ) المذكورة في القرآن
فجمع العرش الموجود في القرآن هوَ ( عروش )

أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيـي هـذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام *
* وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان *

*وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون *

*وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون *

*فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد*

 السؤال الآن ما المقصود بعروش القرية ؟؟ وماهي الجنّات المعروشة والأخرى غير المعروشة ... هل هي كراسي الحكم  التي يجلس عليها الملوك كما كنّا نعتقد بمجرد قراءة كلمة ( عرش )
الشخص الذي يبني بيتاً ويقوم بتأثيثه فقد بنى عرشاً له ..... فالبيت هنا هوَ عرش صاحبه
الغابات التي تكون أشجارها مقلّمة وأرضها ممهدة وهناك قنوات من المياه تجري فيها وووو .... فهي غابة معروشة
والعكس
عندما أهلك الله القوم في تلك القرى البائدة بالعذاب والمذكورة في الآيات أعلاه ، أصبحت بعد العذاب خاوية على عروشها

 كل الآيات في القرآن والتي تستخدم كلمة العرش بفروعه تتحدث عنه بمعنى البناء والخلق والجمال إلا خمس آيات سأوردها لاحقاً
الآن سأورد الآيات الناقصة من العرش وأرجو منك عزيزي القارئ ان تعمل فكرك وعقلك لتفهم جيداً
الايه
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين...
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون..
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ...

هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير

 الإستواء على العرش هنا لا يعني الجلوس على كرسي الملك بعد أن أحكم الله قبضته على ما خلق ... هذه نظرة روائية من كتب التفسير ، وأهل ذلك الزمان لا يعلمون حجم الكون أو مدى إتساع التعقيد في الخلق وهذا هوَ أعلى ما يصلون إليه بفكرهم
إرجع وإقرأ الآيات هل ترى بعد الإستواء أي لفظ يدل على بيان خطابي للملك بعد أن عيّن نفسه حاكماً أبديّاً للكون ؟؟؟ .. سأضرب مثال :
"الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش الملك الحق لا إله إلا هو"
بالطبع لا
لأن إستوى على العرش تعني تولّى مقاليد ما خلق ولهذا نجد أن الآيات بعد الخلق في ستة أيام تتحدث عن إتصال وليس إنتهاء وإنقطاع (إغشاء الليل بالنهار وتدبير الأمر وتسخير الشمس والقمر ) وليس بيان خطابي من فوق كرسي الملك بعد أن يجلس عليه الحاكم
فالعرش يا سادة هو ( السماوات والأرض وما بينهما ) = ما نسميه في عصرنا الحالي بالكون

 الآن إلى الآية التي تتحدث عن يوم القيامة وعن عرش الله
الحاقة الآية 17
والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية
بالرجوع إلى الآيات السابقة لهذه الآية نجد أنها تتحدث عن بدأ البعث إقرأوا :
(((( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ
وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً
فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ
وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ
وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ))))
سنلاحظ أن ( الهاء ) في أرجائها تعود إلى السماء والأرض ، هذه واحدة
ثم يذكر عدد من يحمل العرش ( الكون ) وهم ثمانيّة بدون تحديد
إذن المنظر العام وحسب ما فهمناه من التحليل السابق هوَ الآتي
1- تقوم القيامة بالنفخ في الصور فتدك الجبال وتنشق السماء
2- يبعث الخلق في مكان جديد ويرون الملائكة على أرجاء العرش الذي كانوا داخله في يومٍ ما والذي تحمله ثمانية
3- يتقدم كل شخص ليعرض عليه عمله
ماهي تلك الثمانية التي تحمل الكون بعد إنهياره ؟؟؟؟
لا أدري حقيقة ، ولكنها بالتأكيد ليست ملائكة ، قد تكون تلك القوى الثمانية التي تحكم الكون والتي نعرف منها حالياَ ( قوى الجاذبيّة / قوى الكهرومغناطيسيّة / القوى النوويّة الكبرى / القوى النوويّة الصغرى ) وهناك قوى أخرى لم يكتشفها العلم بعد تتحكم في الكون من أصغر ما فيه على مستوى الأوتار إلى أعظم مافيه أو شيء آخر
شواهد أعتمدت عليها

 سيقول قائل ماذا عن الآية 7 من سورة غافر
غافر الآية 7
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم
فهذه الآية تؤكد على أن حملة العرش ليسوا ملائكة لأن الملائكة في يقين والآية تقول ( ويؤمنون به ) فهل هناك عاقل يقول بأن أقرب الملائكة إلى الله ومن يحملون عرشه الذي يجلس عليه ( يؤمنون به )
عرش الله كما قلنا هو الكون ومن يحملون العرش لم يظهروا على اليقين بل هم مؤمنون ، هذه واحدة.
والآية بلفظها تتحدث عن وقتنا الحاضر لأنهم يستغفرون ويطلبون بالدعاء أن يقي الله عباده من عذاب الجحيم وفي يوم القيامة لا إستغفار لأن الحكم والفصل إنتهى ، يقول الحق {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} (( والتسبيح مبحث أخر ليس كما يصوره لنا التراث الفقهي .
الخلاصة ليسوا ملائكة بل شيء آخر يحمل عرش الرحمن في وقتنا الحاضر وسيحمله في يوم القيامة أيضاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق