لم يناصر غاندي حقوق العمال الهنود الجنوبيين من الطبقة الدنيا، والذين يتم شحنهم للعمل في المناجم والمزارع في ظروف شبه عبودية، وذلك من أجل الحصول على تنازلات من السلطة البريطانية الاستعمارية. كما كان ينظر لطبقة الداليت التي تعتبر أدنى طبقات النظام الاجتماعي في البلاد، كهدف لا يجب الدفاع عنه، وأنهم لا يستحقون حق الانتخاب، والداليت هم طبقة المنبوذين في الهند، وما زالوا في معاناة من النتاج المباشر لأحكام غاندي، الذي قال عنهم: «إنهم في انتظار تغيير لن يمنحه لهم التاريخ أبدًا».
لم يناصر غاندي حقوق العمال الهنود الجنوبيين من الطبقة الدنيا، والذين يتم شحنهم للعمل في المناجم والمزارع في ظروف شبه عبودية، وذلك من أجل الحصول على تنازلات من السلطة البريطانية الاستعمارية. كما كان ينظر لطبقة الداليت التي تعتبر أدنى طبقات النظام الاجتماعي في البلاد، كهدف لا يجب الدفاع عنه، وأنهم لا يستحقون حق الانتخاب، والداليت هم طبقة المنبوذين في الهند، وما زالوا في معاناة من النتاج المباشر لأحكام غاندي، الذي قال عنهم: «إنهم في انتظار تغيير لن يمنحه لهم التاريخ أبدًا».
جعل الهند من أكثر الدول قمعًا للنساء
افتخر غاندي في كتاباته بحدث اكتشف فيه أن شابًا كان يتحرش بفتاتين من أتباعه، فكان رد غاندي أن قص للفتاتين شعورهن لضمان عدم تكرار الإثم؛ ما دفع الهنود للإيمان بضرورة تحمل النساء المسؤولية عن الاعتداء الجنسي عليهن، وهي الفكرة التي ما زالت قائمة برأى الكثيرين. واعتقد غاندي أن النساء الهنديات اللواتي تعرضن للاغتصاب فقدن قيمتهن كبشر، وأن هناك مبررًا لآبائهن لقتلهن من أجل شرف الأسرة والمجتمع. كما شن حربًا ضد وسائل منع الحمل، ووصف النساء الهنديات اللاتي يستخدمنها بالعاهرات.
لم تكن علاقة غاندي بزوجته مثالًا يحتذى به؛ فقد تزوج غاندي وهو في سن 13 عامًا وزوجته 14 عامًا في 1883، وتمتع الزوجان بحياة جنسية طبيعية، وتشاركا سريرًا واحدًا في غرفة بمنزل عائلة غاندي، وسرعان ما حملت زوجته. بعد عامين من زواجه مرض والد غاندي مرضًا شديدًا، وبينما هو يحتضر كان غاندي يمارس الجنس مع زوجته، وبعدما علم بأن والده كان يلفظ أنفاسه الأخيرة وحده، شعر غاندي بالذنب لأنه لم يكن إلى جانبه، وملأه الاشمئزاز لاحقًا نحو ممارسة الجنس لارتباطها بوفاة والده، أو ربما كان ذلك مبررًا فقط، وبالفعل لم ينجب غاندي وزوجته، إلا بعد 15 عامًا من تلك الحادثة، وذلك وفقًا لكتاب «غاندي: الطموح العاري».
قال غاندي عن زوجته في فترة مرضها: «أنا ببساطة لا يمكنني النظر إلى وجهها (…) هي تشبه البقرة، تمنحني إحساسًا بأنها بقرة، وتقول أشياء غبية». وقد انتشر الحديث عن موقف غاندي عندما مرضت زوجته بالتهاب رئوي، وبعد تشخيص الأطباء لها وبدء خطة العلاج، رفض غاندي إعطاءها الدواء واعتبر أنه مادة غريبة لا ينبغي أن تدخل جسدها؛ حتى استسلمت زوجته وتوفيت عام 1944، وبعد أن أدرك غاندي الخطأ الذي ارتكبه، أصابته الملاريا؛ فامتثل لأوامر الأطباء وتناول علاجه.
آراء «غريبة» عن الجنس والنساء
انتهي الأمر بأن أصبحت سلوكيات غاندي تجاه النساء غريبة وموصومة. وكتبت ريتا بانيرجي الناشطة الهندية عن الخداع الغاندي في كتابها «الجنس والقوة: تشكيل تاريخ المجتمعات»، وناقشت فيه النظرة التاريخية والاجتماعية حول كيف أدت العلاقة بين «الجندر» والسلطة في الهند إلى التوجه الجنسي المستمر حتى اليوم نحو النساء.
كتبت ريتا أن الجنس والرغبة الجنسية في رأي غاندي كانا خطايا، والحديث عنهما من واردات الغرب القذرة التي يجب تجنبها حتى لا تفسد شباب الهند وثقافته. وقد علق جاواهار لال نهرو، أول رئيس وزراء مستقل للهند، بأن تصريحات المهاتما غاندي حول الجنس كانت «غير عادية، وغير طبيعية. ولا يمكن أن تؤدي إلا إلى الإحباط، والعصاب، وكل الأمراض الجسدية والعصبية، ولا أعلم لماذا هو مهووس بالجنس إلى هذه الدرجة».
المهاتما غاندي في منزله بنيودلهي.
ودعى غاندي للامتناع عن اتباع الرغبة الجنسية كشكل من أشكال التثقيف الذاتي، أو ما أطلق عليه مارتن لوثر «جحيم التبتل»، وكان يسأل النساء من أتباعه أن ينذرن أنفسهن للعزوبة مدى الحياة، ونصح الأزواج ألا تجمعهما غرفة واحدة، إلا إذا كانوا ينوون إنجاب طفل.
ورغم ذلك ربما قام غاندي بانتهاك ما وعظ به، وأساء جنسيًا لفتيات في رعايته؛ فقد أشيع عنه نومه عاريًا مع مراهقات من بنات أتباعه، وادعى أن هذه هي طريقه لاختبار قوته وقدرته على الامتناع، وكانت واحدة من تلك الفتيات هي ابنة أخيه الأكبر. وقد أفصحت بعض الفتيات عن ذلك الأمر في يومياتهن، وحكين عن استغلالهن جنسيًا، مثل بريما كانتاك في مذكراتها «حلم»، التي حكت فيها كيف كانت فتاة صغيرة في أحضان غاندي.
علاقة «مشبوهة» مع يهودي ألماني
أصدرت دار المحفوظات الوطنية في نيودلهي في عام 2013 مجموعة من الرسائل بين غاندي وصديقه المهندس الألماني هيرمان كالينباخ، والذي تعرف عليه في جنوب أفريقيا. وكانت هذه الرسائل سببًا في عناوين تصدرت الصحف العالمية بأن غاندي مثلي الجنس؛ بسبب بعض العبارات الحميمية في الخطابات، ولكن لم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها مثل هذا الحديث بحق غاندي وصديقه؛ فقد كان المؤرخ أندرو روبرتس قد تكهن قبل ذلك بهذه العلاقة بين الاثنين، وأعاد علاقتهما الجسدية لما قبل الحرب العالمية الأولى، بناءًا على أدلة خطية.
تمثال غاندي في لندن.
ألف جوزيف ليلدفيلد كتاب «الروح الكبرى: المهاتما غاندي وصراعه مع الهند»، وليلدفيلد هو كاتب لدى صحيفة«نيويورك تايمز»، وكان مراسلها في الهند وجنوب أفريقيا، وحائز على جائزة «بوليتزر» في الكتابة غير الخيالية. وكتب ليلدفيلد في كتابه أنه بين عامي 1908 و1910 هجر غاندي زوجته ليبقى مع صديقه الألماني هيرمان كالينباتش، وأوضح ليلدفيلد أنه لو لم يكن غاندي مثلي الجنس، فهو يشتهي ذلك؛ فقد كتب غاندي في أحد خطاباته لهيرمان: «أنت تمتلك جسدي بشكل كامل».
هجر غاندي زوجته ليعيش في منزل صديقه الألماني في جوهانسبرج لفترة، وأهداه صديقه مساحة 1100 فدان، والتي أصبحت بعد ذلك مزرعتهما في عام 1910. وكتب ليلدفيلد أنه وفقًا لزوجة غاندي فقد مارس غاندي الجنس مع الذكور والإناث، ولكن شعوره بالرفض من الرجال أرهقه كثيرًا، وتعهد بأنه لن يكرر ذلك أبدًا. وكان رد غاندي على ذلك الرفض قويًا، وكمثال على رغبته في الانتقام، قام غاندي في ثلاثينات القرن العشرين بمحو كل آثار اشتهاء الذكور لبعضهم جنسيًا من كل المعابد الهندية القديمة في خلال حملته المنظمة لـ«التطهير الجنسي».
وكتب جوزيف ليلدفيلد في كتابه: «في عصر لا يكتسب فيه مفهوم الحب الأفلاطوني مصداقية كبيرة، يمكنك الشعور بمدى حبهما ورومانسيتهما بين الحروف، ويسمون بعضهما بأسماء حيوانات أليفة للتدليل على علاقتهما الحميمية»، ولكن ظهرت قسوة ما مر به غاندي في علاقته بصديقه الألماني عندما كتب غاندي: « كانت تجربة مهينة وقذرة وعذبتني، كانت علاقة ممزقة، تم لفظي منها كأنما الله قد أخرجني من جنته الخيالية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق