الجمعة، 28 يونيو 2019

مقاله تستحق الوقوف عندها .. سورة الحج.. وصفقة القرن ؟!

مقاله تستحق الوقوف عندها ..

سورة الحج.. وصفقة القرن



سورة الحج بوضوح تحدد معالم قيام الحضارات وسقوطها، وكأن السورة تكرر البيان السنوي على مسامع حجاج بيت الله الحرام أن أيتها الشعوب المؤمنة: إن الحضارات تنشأ وتنهض بالقيم والمباديء والعدل ﴿الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور﴾ وتسقط وتزول بالظلم والشرك ﴿فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد﴾ وأن الجهاد واحد من أهم الوسائل التي تحمي الدولة وحضارتها ﴿وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج …﴾

وما علاقة صفقة القرن بسورة الحج؟
صفقة القرن واحدة من أكبر الفتن في زماننا بل ربما هي الحصاد الأكبر لجميع الفتن منذ حرب ١٩٨٠ وإلى يومنا هذا. وها هي اليوم تنقل مجتمعاتنا إلى طور جديد. فبعد أن كان الشرخ بين الشعوب والحكام انتقل إلى أن يكون بين الشعوب نفسها بل في داخل الشعب الواحد.

فالذين يسارعون في صفقة القرن يحلمون أنها ستكون الخطوة الأولى للتنمية والارتقاء. والكثير منهم يؤيدها لا حباً بإسرائيل بل بغضاً لإيران ﴿فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين﴾.

والذين يقاطعونها يفهمون أن العدو الذي فرّقك لن يوحّدك، والذي أذلّك لن يعزّك، والكثير منهم يرفضونها لا حباً لإيران بل بغضاً لإسرائيل. والنتيجة، هناك انقسام كبير في الرأي في كل البلدان وحتى في إيران نفسها لكنه جمر تحت الرماد.

وثمة إشارات تذكيرية لنا جميعاً في سورة الحج وفي غيرها بالطبع،لكنا سنكتفي ببعض ما ورد في الحج:

الأولى: ما ذكرنا في أعلاه أن الحضارة نحن من نبنيها بأيدينا بالإيمان وفعل الخير والجهاد ﴿يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون﴾

الثانية: ان الشعوب المسلمة التي تحج بيتاً واحداً بالأصل إخوة في الدين والقضية ويجب أن نسعى لوضع حد للانقسام الذي تعمّق بأجندات حكومات لهثت وراء مصالحها الرخيصة، لعلنا نكفّ عن الاحتراب ويتوقف انهيار بُنانا العمرانية والأخلاقية، أملاً في نهضة جديدة.

الثالثة: أن الشرك انهيار ولن تفلح امة مسلمة حتى تتطهر منه ﴿حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق﴾

الرابعة: أن من يظن أنه بالخيانة سيبقى (مدللاً) عند الله فهو مغرور أحمق ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور﴾

الخامسة: أن دول الغرب التي نلوذ بها ليست سوى مجموعة من بشر لهم قدرة محدودة ﴿يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب﴾

السادسة: أن من ينشد الأمن الاقتصادي من أعداء الله فليتذكر أن الرزق بيده سبحانه ﴿ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير﴾ وقد رأينا الغيث هذا العام وكيف فاضت الأنهار وامتلأت السدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق