الأربعاء، 22 أبريل 2020

هل كان سيد قطب يكفر الصحابي معاوية بن أبي سفيان؟!

هل كان سيد قطب يكفر الصحابي معاوية بن أبي سفيان؟!

(أصل هذا النقاش في شبكة الشموخ سنة 2013، عندما نشر أبو القاسم الأصبحي مقالًا نسب فيه إلى السيد قطب تكفيرهُ للصحابي معاوية بن أبي سفيان، فدار نقاشٌ حول هذه الجزئية)

قال أبو وضحى: قد اطلعت على مقدمة الرسالة.. ولفت إنتباهي قولكم في ص5 عن سيد قطب (ومن زلاته الخطيرة هي تكفيره للصحابي معاوية بن أبي سفيان وأبيه رضي الله عنهما وهذا خطر عظيم يُخشى على صاحبه من الهلاك).

وشاء الله أن يكون لدينا إطلاع مقبول حول كتب سيد قطب او وقفنا على بعض المؤخذات التي اخذت عن سيد قطب بحكم نقاشنا مع مرجئة العصر وأدعياء السلفية فلم أقف على نص يحكم بهِ على الصحابي معاوية بالكفر بل اقصى ما وجدتُ كان طعنًأ في شخص معاوية وكتب الشيخ محمود شاكر سلسلة مقالات آنذاك حول هذا الشأن نقدًأ لسيد قطب –.

والطعون هذه كانت في كتاب (العدالة الإجتماعية في الإسلام) من الطبعة الاولى حتى الخامسة والطبعة السادسة التي طُبعت في حياته ازال هذه الطعون حول شخص معاوية….

فحبذا لو تفضلت ووضعت مصدر تكفير سيد لمعاوية – في أي كتاب أو أي مقال – ؟!

قال أبو القاسم الأصبحي :

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد :

فأما سؤالك فهو سؤال من هذّب نفسه وجبلّته بخلق الإسلام نحسبك كذلك وذلك مما يُفقد في كثيرٍ ممن ينتصر لسيد ابن قطب رحمه الله.

فتجده لا يجاوبك إلا سبًّا وتقريعاً وافتراءً ما أنزل الله به من سلطان.

أما سؤالك عن النصوص التي دلت في ظاهرها على تكفير سيد ابن قطب لمعاوية وأبيه رضي الله عنهما.

فهاكها واضحة جلية إن شاء الله.

فاعلم أنه عندما أخرج ابن قطب كتابه الذي فظهرت تلك النصوص التي ظاهرها الطعن في معاوية وأبيه بل وصل في بعضها إلى حد التكفير، انتصب حينئذٍ أبو فهرٍ محمود ابن شاكر رادًّا له فيما جاء به، تجد ذلك في مجلة المسلمون في العدد الثالث من شهر جمادى الآخرة من عام واحدٍ وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة ونسختها موجودة عندي.

فقد نقلَ أبو فهرٍ عن الطبعة التي ظهرت حينها لكتاب سيد ابن قطب في الصحيفة التاسعة والثلاثون ما نصّه :

” فلما جاء معاوية وصيّر الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية، لم يكن ذلك من وحي الإسلام، إنما كان من وحي الجاهلية ” انتهى النص بتمامه وليس هذا بنصٍّ في التكفير وسآتيك به فيما يُستقبل.

ولكن في طبعة العدالة الاجتماعية التي صدرت بعد ذلك باثنين وأربعين سنة، نجد الطابعين لهذا الكتاب قد بدّلوا هذه الجملة وغيرها، ولا أدري أكان ذلك تراجعاً من سيد ابن قطب رحمه الله أم كان من فعل الطابعين للكتاب، والأول أولى وأظهر إذ لو كان تراجع عن ذلك لأبانه وأعلنه ولكن لم يثبت ذلك عندي يقيناً عنه رحمه الله.

فقد جعلوا الجملة هكذا في العدالة الاجتماعية في الإسلام الطبعة الثالثة عشر الصادرة عام ثلاثة عشر وأربعمائة وألف من الهجرة.

في الصحيفة الرابعة والخمسون بعد المائة ما نصّه :

” فلما جاء الأمويون وصارت الخلافة ملك عضوضاً في بني أمية، لم يكن ذلك من وحي الإسلام، إنما كان من وحي الجاهلية الذي أطفأ إشراقة الروح الإسلامي ” انتهى.

فأبدلوا كلمة ” معاوية ” بـ ” الأمويين “.

ثم تتبعت ذلك فوجدتُ نصًّا آخر قد حُرِّف في الطبعة الحديثة للكتاب مخالفةٌ للطعبة التي نقل منها أبو فهرٍ.

فقد قال أبو فهرٍ في الصحيفة الأربعين نقلاً عن سيد في كتابه المتقدم – وما بين المعكوفتين () هو من كلام أبي فهر وليس من كلام سيد – :

” ومضى عليٌّ إلى رحمة ربه، وجاء معاوية بن هند وابن أبي سفيان ” ( وأنا أستغفر الله من نقل هذا الكلام بمثل هذه العبارة النابية فإنه أبشع ما رأيته ) ثم يقول : ” فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية، لقد انهار ذلك الحاجز وانهار ذلك السد وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلته وعلى رأسها عمرو بن العاص، قومٌ تجمعهم المطامع والمآرب وتدفعهم المطامح والرغائب ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير، ” ( وأنا أستغفر الله وأبرأ إليه ) ثم قال : ” ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية فنحن لا نؤرخ له ها هنا وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعم أي رجل هو، ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين ” انتهى كلامُ أبي فهر رحمه الله نقلاً عن كتاب سيد ابن قطب المتقدم.

أما في الطبعة الحديثة فقد غيّروا هذه الجملة فحذفوا كلماتٍ وأثبتوا أُخر ولا أعلم أكان ذلك من سيد ابن قطب أم هو من صناعة الطابعين للكتاب، والأول كما قلنا أولى وأظهر حتى يثبت ما نستيقن به أن سيداً غير الجملة وبدّلها هو.

فقد قال في الصحيفة الرابعة والستين بعد المائة من الطبعة المذكورة سابقاً ما نصّه :

” ومضى عليٌّ إلى رحمة ربه وجاء بنو أمية، فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية، لقد انهار ذلك الحاجز ” انتهى النص.

فحذفوا معاوية وأثبتوا بني أمية، ثم حذفوا جميع الكلام الذي تجنّى فيه سيد ابن قطب وأساء الأدب فيه مع معاوية رضي الله عنه وأرضاه.

أما كلام سيدِ ابن قطب الذي يُفهم منه تكفيرٌ لمعاوية، فسآتيك به إن شاء الله.

فقد نقل أبو فهرٍ رحمه الله عن سيد ابن قطب في المصدر المذكور سابقاً في الصحيفة الأربعون :

” وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه فمعاوية هو ابن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة وهو وريثُ قومه جمعياً وأشبه شيءٍ بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية، فهو منه بريء ومنهم بريء ” انتهى نقل أبي فهرٍ عن سيدٍ.

فهذا صريح في الدلالة على تكفير معاوية، وهو المعنى المتبادر للذهن عند إطلاق البراءة من الإسلام وبراءة الإسلام من أحد.

والبراءة في اللسان تعني التنزه والخلوص كما نبه على شيءٍ من معناه صاحب المقاييس فيقال : برئ زيدٌ من المرض، إذا تنزه من المرض وخَلُصَ منه.

فمعنى كلامه أن معاوية قد تنزه وخَلُص من الإسلام – عياذاً بالله – وهو دالٌّ على التكفير ولا بُد، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

فأيُّ شيءٍ أصرحُ من هذا الكلام في الدلالة على تكفيرِ سيدٍ لمعاوية ؟!!

وقد تتبعت الطبعة الجديدة الحديثة للعدالة الاجتماعية في الإسلام وهي الطبعة الثالثة عشر ولم أجد هذا النص فيها ولعل حال هذا النص كحال النصوص السابقة التي نبّهت عليها.

والزاعم لتراجع سيدٍ عن هذا الأمر المنكر لا بد أن يأتي بدلائل واضحةٍ من كلام سيدٍ نفسه، إذ هو المناط في ذلك، لا أن يأتي بكلامِ من تأثر بسيدٍ وأراد أن ينزهه عن الخطأ لغلوٍ أصاب صاحبه في حب سيدٍ، فليس هذا بطريقٍ سليم لهذا الأمر.

فإن جئت بصريح النقل عن سيد ابن قطب يتراجع فيه عن مثل هذا الكلام فسأسلم لك الأمر وأعتذر عن نسبة تكفير معاوية إليه ولا عجب فالحق طريقي ومقصدي ومطلبي والله حسبي.

أما تكفيره لأبي سفيان رضي الله عنه فقد نقل ذلك أبو فهر عن سيد ابن قطب في الصحيفة الواحدة والأربعون ما نصه :

” أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام فهو إسلام الشفة واللسان لا إيمان القلب والوجدان وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل قط ” انتهى بتمامه عن أبي فهر ناقلاً قولَ سيد ابن قطب في أبي سفيان.

فإن قلت : أثبت أن سيدَ ابن قطب هو قائل هذا الكلام ؟

قلنا لك : هذا أبو فهرٍ علم على رأسه نار، حجةٌ ولا يطعن فيه أحد، وعقيدته سليمة ولم نجرّب عليه كذباً قط، وقد نقل هذا النص عن ابن قطب ولم يكذب هذا الأمر ابن قطبٍ نفسه بل كانا يكتبان في المجلة ذاتها وما كذّبه في نقله هذا.

فعُلم حينئذٍ أن الرجل قالَ بهذا النص يقيناً بدليل إقرار سيدٍ وعدم معارضته لذلك لأنهما يكتبان في نفس المجلة وهي مجلة المسلمين.

أما زعم من زعم أن الرجل تراجع عن هذا، فالزاعم مطالبٌ بالدليل من كلامِ ابن قطبٍ نفسه لا من كلام من أحبوا ابن قطب وتكلفوا الصعب والذلول ترقيعاً لهذه السقطات العظيمة !!

فإن جاء بصريحٍ من قول سيدَ بذلك سلمنا له وقلنا له قولاً حسناً، وتراجعنا عن نسبة تكفير أبي سفيان رضي الله عنه لسيد ابن قطب، ولا عجب في ذلك فإن جاءنا الحق أخذناه وإن لم يأتينا بقينا على الأصل الذي تيقنا منه ولا نتزحزح عن هذا اليقين إلا بيقين مثله.

أما إن لم يجيء فليتبع الحق ولا يتعصب للرجال البتّة.وليس بيني وبين سيد أي عداوة، فلم يقتل أبي ولم يشرد أهلي ولم يفعل بي شيئاً حتى لا يتوهم أحدٌ أنني مثل الفاجرين في خصومتهم الأدعياء للسلفية والسلفية منهم براء فأولئك قد يقولوا شيئاً من الحق ولكنهم ما قصدوا وجه الله في ذلك البتّة !!

ولكن ذلك دفاعاً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرُ من وطئ الثرى وهم أكرم على الله منّا.

ولغبرةٌ في سبيل الله دخلت أنف معاوية بن أبي سفيان، خيرٌ وأكرمُ وأعزُّ عندي وعند كل مسلم من سيد ابن قطب ومن يرقِّع له !!

كيف لا وهم من ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حروبه ؟!

بل كيف ومعاوية بن أبي سفيان كاتب للوحي ؟!

أفيتخذ رسول الله كاتباً للوحي قد برئ الإسلام منه وبرئ هو من الإسلام كما وصف سيدُ ابن قطب معاويةَ رضي الله عنه ؟!!

معاذ الله !!

سبحانك هذا بهتان عظيم !!

فإن هذا القول في حقيقته طعن في كتاب الله لأن معاوية من كُتَّابِ الوحي، ورسول الله لا يأتمن على الوحي إلا أفاضل الصحابة.

فمعاوية وأبوه أبو سفيان رضي الله عنهما وأرضاهما تيجان على رؤوس أهل السنة والجماعة وإن رغم أنفُ سيدٍ ومن يرقع له !!

ولا يطعن فيه إلا من كان فيه رافضية ولو صغرى !!

كيف وقد رأيت زنديق فارسٍ وكبيرهم الذي علمهم السحر الخامنئي لعنة الله عليه قد ترجم كتاب سيد ابن قطب إلى رطانته الفارسية واصفاً إياه بالمفكر والمجاهد.

فلو كان الخامنئي يعلم بتراجع سيد عن قوله في معاوية وأبيه لكف عن ترجمة كتبهم.

وأما زعمك أن سيدَ ابن قطب قد تراجع عن طعنه وسبّه القبيح في معاوية وأخذ بنصائح ابن شاكر في مقاله، فهذا منقوض قطعاً.

بل الذي ثبت عكسه فإنه أصرَّ على قوله ولم يغيره وأيد البيومي في ردّه على ابن شاكر دفاعاً عن ابن قطب، ودونك مجلة الرسالة التي كان يصدرها ابن زياتٍ فطالع العدد السابع والسبعين بعد التسعمائة وما تلاه من الأعداد، تجد دفاع محمد البيومي عن ابن قطب في تنقصه من معاوية ثم ردّ أبو فهرٍ على ذلك ثم دافع علي الطنطاوي عن ابن قطب وهكذا.

ولم يظهر منه تراجعاً عن سبه القبيح في معاوية وعثمان وغيرهم من الصحابة.

فمن ضاق صدره بقولي هذا فليضرب رأسه عرض الحائط مثنى وثلاث ورباع ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيض !!!

فليس سيد ابن قطب بأكرم عندي من معاوية وأبيه وأمه البتّة.

ومن كان سيدٌ أكرم عنده من آحاد الصحابة فليراجع إيمانه وليتق الله في نفسه.

وأخيراً فإنني لا أريد تشعيباً للكلام عن سيد ابن قطبٍ في هذا الموضوع وأريد أن أخصص هذا الموضوع في كتابي الذي رددت فيه على إفك الجهول المسعري – الذي تأثر كثيراً بسيد ابن قطب خاصةً في كلامه عن معاوية وغيره من الصحابة -.

فإن أردت النقاش في سيد ابن قطب، فأنشأ لذلك موضوعاً خاصاً في المنتدى وأجادلك فيه ثمَّ، أما ها هنا فإني أريده خاصًّا بالمسعري، وأرجوا أن تلتزم بذلك.

وهذا آخر المقصود والله أعلم.

قال أبو وضحى:

أخي الحبيب.. أبو القاسم الأصبحي.. وأرجوا أن تستحمل أخيك وأن توسع صدرك له، وجزاك الله خير على إحسان ظنك بالعبد الفقير.. ونسأل الله أن يهدينا وإياك الى ما اختلف فيه.

انت النقل الذي نقلته عن الشيخ أبو الفهر كان في مجلة المسلمون في العدد الثالث في تاريخ 28 يناير 1952

ويقول الأستاذ د.صلاح الخالدي في كتابهِ ( سيد قطب من الميلاد الى الإستشهاد – ص540 ) متحدثًا عن كتاب سيد ” العدالة الإجتماعية ” : “وقد اتهم محمود شاكر سيد قطب في العدالة بإساءتهِ القول في حق الصحابة، وتهجمِه على معاوية بن أبي سُفيان ومن معه من الصحابة، وانتقادِه للخلفية الراشد عثمان بن عثمان، وقد طُبعَ الكتاب عدة طبعات في حياةِ سيٌد، كانت آخرها الطبعة السادسة التي اصدرتها ” دار إحياء الكتب العربية ” عام 1964 وهي طبعة منقحة، حيذ حذفت منها العبارات التي اخذها عليه محمود شاكر وغيرهُ والمتعلقة بعثمان ومعاوية – رضى الله عنهما – ” أهـ

بل حتى رأس الإرجاء في زامننا ربيع المدخلي أقر ذالك في كتابهِ ” مطاعن سيد قطب – ص29 “

قد تأتي وتقول ( فالزاعم مطالبٌ بالدليل من كلامِ ابن قطبٍ نفسه لا من كلام من أحبوا ابن قطب وتكلفوا الصعب والذلول ترقيعاً لهذه السقطات العظيمة !! )

ونناقش هذه المقولة في عدة نقاط :

أولًا – الكذاب والمرقع لن يدل على دليل كذبه.. لأن بذالك سوف يُكشف ويُفضح أنهُ مجرد مرقع وكاذب.. فمثلًا بين الأستاذ صلاح الخالدي أن سيد في الطبعة السادسة أزال هذه الطعون وذكر عدة ادلة على ذالك (تاريخ الطبعة – دار النشر – وقت الطبعة وانها في حياة سيد قطب) فلو أضطربت الادلة لأستطعنا بسهولة كشف دجل وكذب الأستاذ صلاح.. كأن ناخذ الطبعة السادسة ونرى أنها منقحة وطُبعت بعد وفاة سيد قطب !

ثانيًا – اذا علمنا أن الطبعات نقحت في حياة سيد قطب إذًا لم يكن هُنالك (آخرون) يغيرون كلام سيد قطب في الطبعات المتلاحقة.. بالإضافة الى ذالك يتسائل البعض إذا كانت هناك أخطاء قليلة في كتب سيّد فلماذا لا تُحذف من الطبعات الجديدة وينتهي الأمر!!

هذا السؤال أجاب عنه شقيق سيّد: محمد قطب – حفظه الله -، حيث قال: “أما تغيير ما كتبه فلست موافقا عليه، أما حرية أي إنسان في أن ينتقد هذا الكلام أو أن يثبت خطأ ما أخطأ فيه، فهذا متاح لكل الناس [ من شريط “الاتجاهات الفكرية المعاصرة” الجزء الثاني ].

الذي يحصل ان البعض تقع في يدهِ آخر نسخة لكتاب ” العدالة الإجتماعية ” الطبعة العشرة مثلًا ويظن أن التغير حاصل في الطبعة العاشرة ولم يعلم أن الطبعات من السابعة حتى الأخيرة هي إمتداد للطبعة السادسة الي كُتبت في حياة سيد قطب !

ثالثًا – البعض يظن ان تراجع سيد قطب لم يكن إلا بسبب الإنتقادات العاصفة التي انتقدهُ بها بعض المشايخ والمفكرين ( ونحنُ معهم آنذاك في ذالك )، ولكن قد يغيب على هؤلاء أن التغير حصل بعد 12 سنة من الإنتقادات التي كانت دائرة في مجلة المسلمون؛ أي بعد هدوء العصافة وبعد فترة طويلة جدًا، فلم يتراجع سيد قطب تحت ضغوطات الإنتقادات؛ لذا أخطات عندما قلت (اخذ بنصائح شاكر) لأنهُ لو أخذ بها لغير المؤخذات حينها ولكنهُ ازالها وعدلها بعد 12 سنة !

رابعًا – يدلل الأخ على أن سيد لم يتراجع والدليل على ذالك منافحة محمد البيومي عنه، ويتناسى أخينا في الله ان مجلة الرسائلة أغلقت عام 1953 أي قبل صدور النسخة السادسة المنقحٌة بـ 11 سنة ثم أعاد الزيات فتح المجلة مرة أخرى بإسم ( الرسالة الجديدة ) عام 1963 وفشلت في نفس العام – أي قبل أن تصدر النسخة المنقحة – ! [ أنظر : أحمد حسن الزيات ومجلة الرسالة للكاتب د.علي الفقي – ص189 ]

بإختصار شديد النقولات التي نقلتها من مقال 1952 أغلبها أُزيلت او عدلت في عام 1964.

وعذرًا على مخالفتي لطلبك ( فإن أردت النقاش في سيد ابن قطب، فأنشأ لذلك موضوعاً خاصاً في المنتدى وأجادلك فيه ثمَّ ).

وهذا والله أعلم.

قال أبو القاسم الأصبحي :

أبا وضحى، أحسن الله إليك، كتابتك هذه يقطر الأدب منها.

والحمد لله قد اتضح لي الحق الآن.

فالذي يبدوا أن سيدَ ابن قطب هو من عدّل تلك الجمل وهو من أزالها.

فلله الحمد أولاً وآخراً.

وقد كنت مستغرباً حصول ذلك في الطبعة الثالثة عشرة ولكن زال عني الإشكال الآن بحمد الله.

فها أنذا أتراجع عن نسبة تكفير معاوية وأبيه لسيدَ ابن قطب رحمه الله.

ولا عجب فإذا اتضح الحق وبان لم يكن بدًّا من الرجوع إليه والتزامه.

إلا أن كتابه العدالة الاجتماعية بطبعة الثالثة عشر لا زال فيها بعض الطعون في بعض الصحابة كعثمان وغيره.

ولعل الله يغفر له فإنه لم يكن عالماً ضليعاً بالعلوم ونحتسبه عند الله شهيداً إن شاء الله.

هذا حتى يُعلم أنني لست كالمرجئة وشيخهم الخبيث الذي يفجرون في خصومتهم.

والله يغفر لي ولك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق