الأحد، 9 أغسطس 2020

هل صحيح هذا القول " لحوم العلماء مسمومة "

 وقدْ صدعوناَ بخرافة " لحوم العلماء مسمومة " وهذه الخرافة تم إنتاجهاَ للدفاع عن علماء السلاطين "

لحوم العلماء مسمومة ما داموا شهداء الله قائمين بالقسط، أما حين يصبحون خدما وحشما في ركاب الظالمين فلحومهم حلال طيب وصحة وعافية عمائم السوء
فعالم الدين الحقيقي لن يقول أن لحمه مسموم لأنه متواضع ويعرف حده فقول لحوم العلماء مسمومة هو قول ناتج من عمق شخص يرى في نفسه أن الله قد وضع في لحمه سماً يقضي على كل من يتطاول عليه وهذه أقوال صوفية واضحة ناتجة من كثرة الخرافات وجنون العظمة " وإن كانت لحوم علماءك المنبطحين مسمومة فلتعلم أننا نملك الترياق لكل السموم ، للتوضيح لا غير "لحوم العلماء مسمومة " مقولة ليست لها علاقة بأي نص شرعي قرآنا كان أو سنة فقط هي قول مأثور تعود جذوره التاريخية لتاج الدين السبكي وإستعمله الحنابلة بكثافة وهو في جوهره شعار سياسي ذوُ محتوى طبقي بغيض يتناقض مع جوهر النص الذي يسوي بين الناس ويجعل لحومهم وأعراضهم مسمومة فهل أصبح الإسلام دين كهنوتيِ كالنصرانية يميز بين العاميِ والكاهن والمبشر والراهب لآ كلى الدين يساوي بين الجميع حتى القرآن يقول لنا أن رسول الله " ص " بشر مثلناَ في الهوى سوىَ يخطئ ويصيب ويأكل ويشرب ويقضي حاجته ويتزوج ويعاشر نساءه يعني لآ فرق القرآن نفسه يكره التمييز فالذي تفوق في العلم علينا إحترمناه من باب الإحترام ونميزه ونضعه في باب العلماء لكن هذا التصنيف يأتي بعدما نفحص سيرة هذا العالم هل هو منبطح هل تملق الكفار والملاحدة هل له زلات أو طامات هل له سقوط وإنزلاقات هل خدم فكرة ماَ كذباً وزوراً هل ناصر كافراً هل خدم طاغوتاً هل حرف للآية مفهوماً إن توفر أحد هذه الأمور في من نسميه عالم فلن يكون له هذا اللقب ، فهذه الخرافة
إنتاج صوفي مريض أو شخص متعيلم زنديق أو شيعي معمم أبله ، فلحوم العلماء مسمومة هو بمثابة لجام يملكه الأتباع ليضعوه على أفواه مخالفيهم ممن يتكلم في علمائهم بحق أو بباطل، وإن كنت على حق في نظر الله ونظر عالم آخر، فإنك على باطل ما دمت تخالف التصور الذي وضعه الأتباع على شيخهم من رفعه إلى مقام العصمة، أي أن شيخنا لا يمكنك حتى مجرد أن تفكر أو أن تعتقد أنه لم يوفق في موضوع كذا، بحيث إنك إذا خطّأت عالماً أمام أتباعه بدليل عالم آخر معتبر دون أن تعزو الدليل إلى صاحبه، فأوهمت الأتباع بأنه من كلامك، فإن عليك أن تعد نفسك للعنة، وأقل ما يمكن أن تسمع هو "لحوم العلماء مسمومة" وهذه أكبر نكثة ضحك بها المخرفون على القطيعْ فاللحوم المسمومة هم من تطعنون فيهم ليل نهار هم أسود الوغى أولئك لآ ينفع معهم مضاد السموم لأن القرآن حفظ مكانتهم والسنة أكدتها أما لحوم علمائكم مسمومة فالقرآن لآ يعرف هذه الخرافة ،
-----
---
لحوم العلماء مسمومة
فائدة قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله
العلماء ثلاثة أقسام عالم ملة و عالم دولة و عالم أمة أما عالم الملة فهو الذي ينشر دين الإسلام ويفتي بدين الإسلام عن علم
ولا يبالي بما دل عليه الشرع أوافق أهواء الناس أم لم يوافق وأما عالم الدولة فهو الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتي بما تريد الدولة ولو كان في ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأما عالم الأمة فهو الذي ينظر ماذا يرضي الناس إذا رأى الناس على شيء أفتى بما يرضيهم ثم يحاول أن يحرف نصوص الكتاب والسنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق