حكم قبول الهدية للموظف في عمله
السؤال:شيخنا انا موظف وقد انجزت معاملة لاحد المراجعين بسرعة وبسهولة، فقدم لي هدية دون ان اطلب منه ذلك، فما حكم هذه الهدية؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للموظف أخذ الهدايا بسبب ما يتصل بطبيعة عمله ومن قبل طرف أجنبي عن جهة العمل، فما أهدي للموظف لأجل عمله فهو من هدايا العمال، ولا يجوز له أخذه إلا إذا أذنت له في ذلك جهة عمله، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((هدايا العمال غلول)) رواه احمد وصححه الشيخ الألباني. وغلول بمعنى السرقة والخيانة.
ولأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- بعث عبد الله بن اللُّتْبيَّة على الصدقة فلما رجع قال هذا أهدي إلي وهذا لكم ، فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فخطب الناس وقال : (( ما بال الرجل منكم نستعمله على العمل فيأتي ويقول : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ، والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه )) متفق عليه.
وعليه فلا يحل لأي موظف في دائرة من دوائر الحكومة أن يقبل الهدية في معاملة تتعلق بهذه الدائرة ، ولأننا لو فتحنا هذا الباب وقلنا : يجوز للموظف قبول هذه الهدية: لفتحنا باب الرشوة المحرمة وهي من كبائر الذنوب ،وداخل في اللعن لحديث ثوبان –رضي الله عنه- في مسند الامام احمد : ((لعن رسول الله الراشي والمرتشي والرائش)) ، فالواجب على الموظفين إذا أهدي لهم هدية فيما يتعلق بعملهم أن يردوا هذه الهدية ، ولا يحل لهم أن يقبلوها ، سواء جاءتهم باسم هدية أو بغيرها .
أما إذا جاءت الهدية ممن جرت العادة التهادي معه، لقرابة أو صداقة، أو سبب غير مصلحة العمل وكان القصد من ذلك التودد لغير مصلحة، فهذا لا حرج في قبولها والإثابة عليها لانتفاء العلة والشبهة ، ولأن قبولها لأمر خارج مصلحة العمل ولا يؤثر عليه، ولما يترتب على الهدية من استمالة القلوب، مصداقاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في موطأ الامام مالك : ((تَهَادُوا تَحَابُّوا)). والله تعالى اعلم
د. ضياء الدين عبدالله الصالح
٨
الأشخاص الذين تم الوصول إليهم
١
تفاعل
السؤال:شيخنا انا موظف وقد انجزت معاملة لاحد المراجعين بسرعة وبسهولة، فقدم لي هدية دون ان اطلب منه ذلك، فما حكم هذه الهدية؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للموظف أخذ الهدايا بسبب ما يتصل بطبيعة عمله ومن قبل طرف أجنبي عن جهة العمل، فما أهدي للموظف لأجل عمله فهو من هدايا العمال، ولا يجوز له أخذه إلا إذا أذنت له في ذلك جهة عمله، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((هدايا العمال غلول)) رواه احمد وصححه الشيخ الألباني. وغلول بمعنى السرقة والخيانة.
ولأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- بعث عبد الله بن اللُّتْبيَّة على الصدقة فلما رجع قال هذا أهدي إلي وهذا لكم ، فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فخطب الناس وقال : (( ما بال الرجل منكم نستعمله على العمل فيأتي ويقول : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ، والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه )) متفق عليه.
وعليه فلا يحل لأي موظف في دائرة من دوائر الحكومة أن يقبل الهدية في معاملة تتعلق بهذه الدائرة ، ولأننا لو فتحنا هذا الباب وقلنا : يجوز للموظف قبول هذه الهدية: لفتحنا باب الرشوة المحرمة وهي من كبائر الذنوب ،وداخل في اللعن لحديث ثوبان –رضي الله عنه- في مسند الامام احمد : ((لعن رسول الله الراشي والمرتشي والرائش)) ، فالواجب على الموظفين إذا أهدي لهم هدية فيما يتعلق بعملهم أن يردوا هذه الهدية ، ولا يحل لهم أن يقبلوها ، سواء جاءتهم باسم هدية أو بغيرها .
أما إذا جاءت الهدية ممن جرت العادة التهادي معه، لقرابة أو صداقة، أو سبب غير مصلحة العمل وكان القصد من ذلك التودد لغير مصلحة، فهذا لا حرج في قبولها والإثابة عليها لانتفاء العلة والشبهة ، ولأن قبولها لأمر خارج مصلحة العمل ولا يؤثر عليه، ولما يترتب على الهدية من استمالة القلوب، مصداقاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في موطأ الامام مالك : ((تَهَادُوا تَحَابُّوا)). والله تعالى اعلم
د. ضياء الدين عبدالله الصالح
٨
الأشخاص الذين تم الوصول إليهم
١
تفاعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق