السبت، 3 يوليو 2021

قناة ( الإخبارية ) السعودية الرسمية تُجّرم الألباني ؟!

 قناة ( الإخبارية ) السعودية تُجّرم الألباني


عندما تبث قناة الإخبارية السعودية تقريراً يُجّرم الألباني فهي تعني ما تقول ، وهي قناة رسمية تمثل وجهة نظر النظام الحاكم ، والألباني هو أحد أشياخ الوهابية ورموزهم ومراجعهم في الفتوى والحديث ، وكان من قبل قد انْتَقَدَهُ بمنهجية علمية أكاديمية رصينة مكينة كل من الشيخ عبدالفتاح أبو غدة ، والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وهما من كبار مراجع علم الحديث في عصرنا الحالي ولا يمكن مقارنتهما بالألباني ، إلاّ أن الشيخين لم يشتهرا ، واشتهر الألباني بالمال السعودي والإعلام السعودي ، وبعبارة ( صححه الألباني ) وهي جملة غريبة عجيبة لم يتجرأ على إضافتها كبار المُحَدّثين والحُفّاظ الذين ظهروا من عهد البخاري والمسلم وإلى الآن .
يبدوا أن آل سعود جادين في اقتلاع الوهابية من جذورها ، مقابل الحفاظ على كراسيهم المهددة من قبل الأمريكان الذين ما انفكوا يعتقدون أن الغلو الوهابي المنتشر في العالم نشأ في حجر العائلة السعودية الحاكمة وتربى على عينها ، وكان من أهم ثوابت السياسة الخارجية للسعودية ، واستعمال الوهابيين في أي نقطة من العالم من قبل آل سعود لخدمة مصلحة أمريكا والسعودية صار ورقة مكشوفة وضررها أكبر من نفعها في عصر النت وفضح ودحض الفكر الوهابي ، والآن بات الأمريكان يتوجسون خيفة من الوهابية التي وصلت إلى عقر دارهم ( إرهاباً ) دموياً وحشياً ظهرت آثاره في تفجيرات 11 سبتمبر ... وولي العهد الحالي محمد بن سلمان ليس له طريق يسلكه لتولي عرش المملكة إلا إذا أنهى الفكر الوهابي من مملكته ورَضِيَ عنه مشايخ الكونغرس الأمريكي ، وقد صرح بن سلمان لصحيفة ( الواشنطن بوست) الأمريكية ـ منذ ثلاث سنوات على ما أظن ـ فقال فيما معناه [ أن نشر الفكر الوهابي في بلاده والعالم جاء بناء على طلب أمريكي للسعودية لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في دول العالم الإسلامي ، وأن الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار والآن نريد العودة إلى الطريق ] .
محمد بن سلمان ماضٍ في بناء سعودية جديدة بلا وهابية ، وقد بدأ بناءه برعب شديد وترهيب ووعيد ضد أشياخ الوهابية فسجن بعضهم ، ومنع بعضهم من الخطابة والتدريس ، وألغى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقرر إعادة النظر في مناهج التربية والتعليم بمقررات دراسية تَفْصِلُ الناشئة والشباب عن الارتباط بالفكر الوهابي مستقبلاً ، وهي صحوة رشيدة نحمدها للسعودية لكنها جاءت بعد فوات الآوان ، فقد عشش الفكر الوهابي في عقول أبناءنا وبناتنا وباض وفَرَّخَ ، وشتت العالم الإسلامي وأفسد مرجعياته الدينية الكبرى ، وخرجت منه جماعات إرهابية عاثت في الأرض فساداً وسفكت الدماء بوحشية لم يعرف العالم لها نظيراً .
وإذا كانت دول المغرب العربي قد مسها الفكر الوهابي فإن الجزائر عمها وطمها حتى يكاد المذهب المالكي يختفي ، وستصبح الجزائر هي الحاضنة الأولى في العالم الإسلامي للوهابية وكم في هذا التوجه من خطر وضرر ، وإذا كانت السعودية قد أعدت لكنس الوهابية من المملكة برنامجاً ملائماً وخِطَّة مواتية فإنها لن تقضي على الوهابية إلاّ بعد خمسٍ وثلاثين عاماً من الآن ، بينما الجزائر ليس لها أي برنامج ولا أي خطة لمحو الفكر الوهابي من البلاد ، ومنذ تسعينيات القرن الماضي لم يستوزر على قطاع الشؤون الدينية وزيراً عالماً فقيهاً قوياً له قرارات استراتيجية كبرى تتبناها الدولة بكل أجهزتها السياسية والأمنية والإدارية ... وهو ما يعني أن دهر الوهابية سيطول وأن ضحاياها سيزدادون في الجزائر ، لكن الذي نعلمه علم اليقين أن لكل شيء بداية ، ثم يبلغ الذروة ، ثم ينحدر نحو النهاية ، والوهابية قد بلغت أوجها وآن لها أن تنحدر نحو القاع وبالسرعة الخامسة ، وما تجمعه النملة في عام قد يأكله الجمل في لقمة واحدة
ــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ. محمد رميلات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق