ما رأيك في الاحتفال بالمولد ؟
قبل ان نحكم لا بد ان نتصور الشيء [ فالحكم على الشيء فرع من تصوره ] والحكم دون الاحاطة به حكم خاطئ !!
واول خطوة في هذا التصور هو تحرير معنى الاحتفال !
الاحتفال كمصطلح يدور حول معاني عديدة
اغلبها يتمحور حول نقطتين هما ( التجمع ) و ( التزين )
نقول : احتفل المسلمون بالمولد اي تجمعوا وتزينوا له ..
اذن هل نقول ان التجمع للاحتفال بالمولد او اية مناسبة اخرى حرام فقط لانه اجتماع لم يسبق له !
الجواب عن هذا السؤال بإختصار = لا
يسأل سائل : ولكن هذا ابتداع في دين الله وتشريع لعبادة لا وجود لها .
الجواب : الاصل في الاشياء هو الاباحة والاصل في العبادات هي التوقيف هذا ما نؤكد عليه دائما ولكن من قال ان المحتفلين يقصدون التعبد التوقيفي [ المحض ] بهذا الشيء !
ثم اصلا لماذا يحصر مفهوم العبادة في الاشياء التوقيفية ؟
فكون الاحتفال بالمولد يقصد به العبادة بشكل عام فهذا لا غضاضة فيه فنحن نأكل ونشرب وننكح ونقصد بذلك التعبد
وهذه الاشياء مباحة بأصلها
ولكن من قصد بالاحتفال ( = الوجوب ) وكون غير المحتفل آثم فهذا هو الشيء المردود لان العبادات التوقيفية لا ابتداع فيها .
ولكن هل هذا الكلام يعني اباحة الاحتفال بدون قيود ؟
الجواب : لا فالاحتفال بالمولد من حيث الاصل مباح كغيره من الاشياء والعادات ولكن لا يلزم من هذا ان يكون مباحا بكل الصور .
فاذا رافق الاحتفال اي مظهر من مظاهر الفساد كالاختلاط وكشف العورات او الغناء او الانشاد الذي يحتوي عبارات او مظاهر مخالفة للدين فهنا يكون الاحتفال محرما ولا ينبغي حضوره . .
اذن ما هي صورة الاحتفال المقبولة شرعا ؟
الجواب : ان تجتمع الجماعة من الناس على استذكار السيرة و الانشاد المباح والطعام وتوزيع الحلوى وغيرها .
هذا ما تهيئ لي اعداده والحمد لله رب العالمين
والتفصيل في الرابط ادناه حول موضوع الترك هل هو حكم بذاته ؟
يقول قائل هل كل ما تركه النبي ﷺ بدعة !
* قبل البدء لا بد من التفريق بين المتروك ابتداء والمتروك لحوقا
مثال المتروك ابتداء : قصد الحج بالوسائل الحديثة
ومثال لمتروك لاحقا : صلاة التروايح
والكلام في الترك دائما المقصود به النوع الثاني لا الأول فالاول ليس تركا وانما هو انعدام وجود أصلا
نرجع الى السؤال أعلاه
نقول : هذا غلط فقد قرر العلماء ان الترك لا يكون بدعة بكل احواله بل هناك شروط للترك النبوي محددة بسياقات خاصة .
وغالب اهل العلم على ان البدعة المبنية على الترك لا بد لها من وجود المقتضي وانتفاء المانع
فاولا علينا ان نستبين مقصد النبي ﷺ في ترك هذا الشيء !
ثم ننظر هل المقتضي قائم ؟
ثم ننظر هل المانع منتفي ؟
فاذا كان الترك مقصودا مع قيام المقتضي وانتفاء المانع فهنا يكون الترك واجبا بحد ذاته ومثال ذلك ( اكل لحم الحمر الوحشية )
اما سائر انواع الترك فهي تدور مع الحالة
- فقد تفيد الاستحباب كترك استلام الركنين الشامي والعراقي
- وقد تفيد الاباحة كترك اكل لحم الضب
- وقد تفيد الكراهة كالبول قائما
- وقد يكون الترك لاسباب متعلقة بالمصلحة والمفسدة كاعادة بناء الكعبة على اصولها القديمة
- وقد تكون رحمة منه ﷺ لامته كترك اقامة صلاة التروايح خشية ان تفرض وكذلك ترك الامر بالسواك ..
فكما لاحظنا ان الترك لا يفيد دائما الحرمة او البدعية
هذا ان كان المتروك متروك فعلا في زمن النبي ﷺ وليس منعدم الوجود
اصلا فهذا ليس تركا اصلا كقصد الحج بالوسائل الحديثة
او غيرها من الاشياء ..
ان اقامة الحجة ينبغي كما ذكرنا ان تجمع شروطا معينة
اما اطلاق المسألة هكذا ( كل ترك النبي ﷺ بدعة او حرام )
فهذا لا يستقيم شرعا ولا عقلا ..
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق