قراءة القرآن في الأضرحة والقبور
السؤال :
هل يجوز قراءة القرآن في الأضرحة والقبور؟
الجواب :
لم يثبت أن النبي ﷺ كان يقرأ شيئاً من القرآن إذا زار المقابر سوى ما ورد أنه ﷺ قال: ((يس قلب القرآن اقرؤوها على موتاكم)) (1) إذا حملنا لفظ الموتى على المعنى الحقيقي: وهو خروج الروح من الجسد؛ لأن حمله على حالة النزاع حمل اللفظ على معناه المجازي، والحمل على الحقيقة أولى، ومع هذا فلا مانع من قراءة القرآن في المقبرة؛ لعدم ورود المنع من ذلك؛ ولأن الأموات يسمعون القراءة فيستأنسون بها.
ولأن الإمام أحمد كان يرى ذلك؛ حيث قد نهى ضريراً يقرأ عند القبور، ثم أذن له بعد أن سمع أن ابن عمر رضي الله عنه أوصى أن يقرأ إذا دفن عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها، كما جاء في المغني لابن قدامة في مسألة زيارة القبور(2).
أما القول: بأن القراءة عند القبور #بدعة فغير مُسَلَّم؛ لأن البدعة هي التي لم يرد بها نص خاص، أو لم تدخل تحت القواعد العامة للإسلام، والقراءة مشروعة على الإطلاق في الإسلام بغض النظر عن مكان القراءة وزمانها ما لم يرد نهي عنها بوقت معين وزمان معين أو مكان معين.
_________________
(1) رواه أحمد برقم ٢٠٣١٦، وأبو داود برقم ٣١٢١، وابن ماجه برقم ١٤٤٨، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم ١٠٧٤، وغيرهم.
(2) المغني: ٢/ ٥٦٧.
نقله محمد حسين الشاويش
ص ١٧٦
البدعة في المفهوم الإسلامي الدقيق
الدكتور عبد الملك بن عبد الرحمن السعدي
٢٠١٦ م، ط دار النور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق