*((( معنى «لا حول ولا قوة إلا بالله» )))*
معنى «لا حول ولا قوة إلاّ بالله» أي: لا تحول من حال إلى حال، ولا حصول قوة للعبد على القيام بأيِّ أمر من الأمور، إلاّ بالله، أي: إلاّ بعونه وتوفيقه وتسديده.
[الحوقلة مفهومها وفضائلها ودلالتها العقدية]. للبدر (ص:63).
قال الإمام الرباني النووي رحمه الله :
"قال أهل اللغة: (الحول): الحركة والحيلة أي: لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى، وقيل معناه: لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا الله. وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وكله متقارب".
[شرح النووي (17/ 26)].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"فلفظ التحول يتناول كل تحول من حال إلى حال، والقوة هي القدرة على ذلك التحول؛ فدلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليست للعالم العلوي والسفلي حركة وتحول من حال إلى حال، ولا قدرة على ذلك إلا بالله. ومن الناس من يفسر ذلك بمعنى خاص فيقول: لا حول من معصية إلا بعصمته، ولا قوة على طاعة إلا بمعونته.
والصواب الذي عليه الجمهور هو التفسير الأول، وهو الذي يدل عليه اللفظ...".
[مجموع الفتاوى (3 /341)].
قال العلاّمة الإمام الرباني ابن القيم رحمه الله :
"إنّ العالم العلوي والسفلي له تحول من حال إلى حال، وذلك التحول لا يقع إلا بقوة يقع بها التحول، فذلك الحول وتلك القوة قائمة بالله وحده، وليست بالتحويل، فيدْخل في هذا كلّ حركة في العالم العلوي والسفلي، وكلّ قوة على تلك الحركة كحركة النبــات، وحركة الطبيعة، وحركة الحيوان، وحركة الفلك، وحركة النفس والقلب، والقوة على هذه الحركات التي هي حول، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله...".
[شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص:112)].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق