الرد المحكم المتين على من أنكر حديث تبرك النبي بما في أيدي المسلمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ..
وبعد ..
لقد رأيت ان الشيخ الحويني عفا الله عنه قد اسقط هذا الحديث لحاجة في نفس يعقوب !!
وحكم على الحديث بـ ( أنه حديث منكر ) ، وتحجج بحجج واهية كما سترون ان شاء الله ..
وهذه حكم خاطئ منه سامحه الله ، وقد حمله على ذلك ما حمله ، فغفر الله لنا وله الزلات ..
وسنبين هنا إن شاء الله بطلان حكم الشيخ الحويني ، وانه حكم نابع عن قلة إطلاع ، أو اتباع هوى ، واحلاهما مر ، وان الحق مجانب له ، فأقول وبالله التوفيق ومنه السداد :
الرد على تضعيف الشيخ الحويني للحديث :
فصل : أقوال العلماء في معنى المنكر :
قال الحافظ في النكت عند ذكره للنوع الرابع عشر وهو المنكر فقال ما نصه : ( .... وأما إذا انفرد المستور أو الموصوف بسوء الحفظ أو المضعف في بعض مشايخه دون بعض بشئ لا متابع له ولا شاهد فهذا أحد قسمي المنكر ، وهو الذي يوجد في إطلاق كثير من أهل الحديث .
وإن خولف في ذلك ، فهو القسم الثاني وهو المعتمد على رأي الأكثرين . فإن بهذا فصل المنكر من الشاذ وإن كلاً منهما قسمان يجمعهما مطلق التفرد أو مع قيد المخالفة والله أعلم .
وقد ذكر مسلم في مقدمة صحيحه ما نصه :
(( وعلامة المنكر في حديث المحدث إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضى خالفت روايته روايتهم ، أولم تكد توافقها ، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث غير مقبولة ولا مستعملة )) .
قلت ( ابن حجر ) : فالرواة الموصوف بهذا هم المتروكون ، فعلى هذا رواية المتروك عند مسلم تسمى منكرة ، وهذا هو المختار والله أعلم . ) أهـ
وقال الذهبي في الموقضة : ( وهو ما انفرد الراوي الضعيفُ به . وقد يُعَدُّ مُفْرَدُ الصَّدُوقِ منكَراً . ) أهـ
وقال السيوطي في الفيته :
المُنْكَرُ الَّذِي رَوَى غَيْرُ الثِّقَـهْ *** مُخَالِفًا ، فِي نُخْبَةٍ قَـدْ حَقَّقَـهْ ) أهـ
وقال السيوطي في تدريب الراوي عند ذكره للنوع الرابع عشر وهو معرفة المنكر مانصه : ( وقال شيخ الإسلام : إنَّ الشَّاذ والمُنْكر يجتمعان في اشْتراط المُخَالفة ويَفْترقان في أنَّ الشَّاذ راويه ثقة ، أو صدوق ، والمُنْكر راويه ضعيف.
قال: وقد غفل من سَوَّى بينهما. )
فرحم الله الحافظ ابن حجر رحمة واسعة ..
وقال العلامة حافظ الحكمي في اللؤلؤ المكنون في أحوال الاسانيد والمتون ( ص 166 ) :
وَمَا يُخَالِفْهُمْ بِهِ الضَّعِيفُ *** فَمُنْكَرٌ قَابَلَهُ الْمَعْرُوفُ ) أهـ
فبهذا يتبين لنا خطأ الشيخ الحويني هدانا الله إياه في قوله عن الحديث بإنه ( منكر ) ، الا إذا كان يعني بذلك ما انفرد به الراوي الصدوق كما ذكر ذلك الذهبي في الموقظة ، وابن دقيق العيد في الاقتراح ، وقد أطلق الإمام أحمد والنسائي وغير واحد من النقاد لفظ المنكر على مجرد التفرد ، وليس لاسقاط الرواية ..
فيكون كلام الحويني بذلك منصب على تفرد الصدوق وليس عن اسقاط الرواية بتفرد الضعيف ، هذا من باب حسن الظن رغم ان كلامه يناقض هذا المعنى الذي نقوله ..
وتكون هذه الرواية هي من زيادة الثقة ، وقد ذكر الدكتور حمزة المليباري في كتابه ( زيادةالثقةومايتصلبهامنأنواعالحديث ) بأن المقصود من زيادة الثقة : ( هو: أن يروي جماعة حديثاً واحداً عن مصدر واحد ، فيزيد بعض الثقاة فيه زيادة لميذكرها بقية الرواة ، سواء كان ذلك في السند أو في المتن أو في كليهما.
ولذافإن مسألة زيادة الثقة تشمل جميع صور الزيادة التي تقع من الثقة ، سواء كان الثقةواحداً أو أكثر ، وسواء كانت الزيادة صحيحة أو ضعيفة ، وسواء كانت في السند والمتن أوفي أحدهما.
وعليه فالذي يخرج من حدود هذه المسألة هو زيادات الصحابة لكونها مقبولة ، وزيادات الضعفاء لكونهم ضعفاء . ) ..
قلت : وكل من عبد العزيز بن ابي رواد ، وحسان بن ابراهيم في مرتبة الصدوق ، وليسا في الضعفاء ، وبهذا فيكون ما قاله الشيخ حمزه هو منصب على هذه الرواية ورجالها ، وتكون هذه الرواية من زيادة الثقة ، ومن سمع حجة على من لم يسمع كما هو معلوم ..
وبهذا فإن حكم الشيخ الحويني قد خالف ما اصطلح عليه العلماء وقرروه في كتبهم ، وتبين لنا خطأه في الحكم على الحديث بالنكارة ولله الحمد والمنة ..
ولننتقل لمناقشه وهاء حجته في تضعيفه للحديث ..
مناقشة كلام الحويني وبيان وقوعه في الخطأ غفر الله لنا وله :
قال الشيخ الحويني عند تخريجه للحديث : أخرجه الطبراني في ( الأوسط ) ( ج 1 ق 46 / 1 ) ، وابن عدي في ( الكامل ) ( 2/ 783 ) ، وأبو نعيم في ( الحلية ) ( 8 / 203 ) من طريق محرز بن عون ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر فذكره .
قال محمد اليافعي : وكذلك رواه البيهقي في الشعب ( 3 / 30 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1410 ، بتحقيق محمد السعيد بسيونيزغلول ) برقم ( 2791 ) ، وقد رواه القضاعي في مسنده ( 2 / 104 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الثانية ، 1407 - 1986 ، بتحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي ) مختصرا برقم ( 977 ) ، واظنه في المعجم الكبير للطبراني ، كلهم من طريق عبد العزيز بن ابي رواد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ..
ثم قال الشيخ الحويني : قال الطبراني : ( لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز إلا حسان )
قال محمد اليافعي : وليس في كلام الطبراني ما يشير إلى ما توصل اليه الحويني بمعنى النكاره !! ، بل إن كلام الطبراني يشير إلى تفرد حسان بالرواية عن عبد العزيز ، وحسان قد احتج به البخاري ومسلم وهو من رجالهما ، وليس في تفرد الثقة ما يسقط روايته !! ، فالطبراني نفسه معروف بتفرده لاحاديث كثيره ، حتى أن البعض تكلم عن الطبراني لهذا الامر كما يرى من يطالع ترجمته في اللسان رحمه الله ..
كما أن تفرد الثقة مقبولة كما هو معلوم عند المبتدئين ..
وبهذا فإن استدلال الشيخ الحويني لا طائل من وراءه ..
وقال الشيخ الحويني : وقال أبو نعيم : ( غريب تفرد به حسان بن إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث محرز ) .
قال محمد اليافعي : وهنا أمر لم يشر اليه الشيخ رحمه الله ، فإن اسناد الحلية فيه حبّان بن إبراهيم ، وليس حسان بن إبراهيم ، فقد قال الحافظ أبو نعيم ( 8 / 203 طبعة دار الكتاب العربي - بيروتالطبعة الرابعة ، 1405 ) : حدثنا محمد بن علي بن خنيس ، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، حدثنا محرز بن عون ، حدثنا حبان بن إبراهيم ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر، قال : قيل : يا رسول الله الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر؟ قال : " لا بل من المطاهر، أن دين الله الحنيفية السمحة " ، قال : " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة يدي المسلمين " .
ثم قال الحافظ ابو نعيم : ( غريب تفرد به حبان بن إبراهيم لم تكتبه إلا من حديث محرز ) ..
فأبي نعيم رحمه الله قد تصحف عليه الاسم من حسان بن إبراهيم إلى حبان بن إبراهيم ، ولهذا فلم يميزه واستغرب تفرد حبان به ..
فالشيخ الحويني صحح الاسم ولم يشير الى وجود هذا التصحيف في الحلية ، ومن قبله فعل شيخه الالباني رحمه الله !! ..
ثم لو سلمنا بأن الاسم لم يتصحف على الحافظ أبو نعيم رحمه الله - وليس هذا اساساً موضوعنا - ، فإن لفظة غريب هنا تعني بأنه لم يثبت هذا الحديث الا من طريق واحد ، وهو ما يعبرون عنه بالفرد ، وهو الذي أشار اليه الطبراني بقوله : ( لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز إلا حسان ) ..
وبهذا فلا معنى لكلام الشيخ الحويني ، الا اذا كان يرى أن الحديث الغريب وما يأتي بمعناه كالفرد لا يحتج به !! ، وهذا الكلام لا يقول به طلبة العلم بله من يتصفون بالمشايخ ، فكم من أحاديث غرائب وافراد هي في الصحيحين وغيرها قد نص العلماء على انها صحيحة أوحسنه ..
ولهذا فإن الشيخ الحويني يحاول إسقاط الرواية بأي طريقة ، ولو أنه رجع الى ما قاله شيخه الشيخ الالباني رحمه الله لما وقع فيما وقع به من تهور ، عفا الله عنا وعنه .
ثم قال الشيخ الحويني : ( قلت : تفرد حسان بن إبراهيم بوصله ، وقد خولف في ذلك ، فخالفه وكيع بن الجراح ، فرواه عن عبد العزيز ابن أبي رواد عن محمد بن واسع الأزدي قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. فذكره نحوه ) . أخرجه ابن عدي في ( الكامل ) ( 2/ 783 ) قال : حدثناه ابن صاعد ثنا القاسم بن يزيد الوزان ثنا وكيع ، وحسان بن إبراهيم لا يقارن بوكيع جلالة وحفظا وإتقانا ، وكان حسان صاحب غرائب ، ووهم في الأسانيد ، وقد توبع وكيع على إرساله ، تابعه خلاد بن يحيى ، فرواه عن عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن واسع مرسلا ، ذكره أبو نعيم في ( الحلية ) ( 8 / 203 ) ، وخلاد صدوق من كبار شيوخ البخاري ، وفي حفظه مقال خفيف )
قال محمد اليافعي : وهذا الذي قاله الشيخ الحويني يلزمه بأن يضرب بعرض الحائط عشرات الأحاديث التي تعارض فيها الوصل والإرسال ، بل إن حديث ( لا نكاح إلا بولي ) المشهور هو من هذا القبيل ، فقد رواه إسرائيل بن يونس في آخرين عن جده أبيإسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليهوسلم هكذا مسنداً متصلاً ، وخالفاه سفيان الثوري وشعبة فروياه عن أبي إسحاق عن أبي بردة عنالنبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً هكذا !! ..
وعندما سئل البخاري عن هذا حديث : ( لا نكاح إلا بولي ) فحكم لمنوصله وقال : ( الزيادة من الثقة مقبولة ) !!
فانظر الى قول البخاري رحمه الله هذا مع أن من أرسله شعبةوسفيان ، وهما جبلان ، لهما من الحفظ والإتقان الدرجة العالية ..
قلت : إذاً فالمسألة قائمة على زيادة الثقة بقدر كبير ؛ ذلك أنه إذاكان الثقة هو الذي وصل الإسناد المرسل فإن وصله يعد زيادة في السند حيث رواه غيرهمرسلاً ، وكذلك إذا روى الحديث الموقوف مرفوعاً فيكون رفعه زيادة في السند إذ رواهغيره موقوفاً على الصحابي ، وراجع ما قاله السخاوي في الغاية في شرح الهداية ، ففيه شفاء العي ..
ولا أدل من ذلك من قول الامام ابن حبان في الثقات (8 / 1 ) عن زيادة تفرد بها حماد بن سلمة فقال ما نصه : ( هذه اللفظة … تفرد بها حماد بن سلمة وهو ثقة مأمون ، وزياد الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات ، إذ جائز أن يحضر جماعة شيخاً في سماع شيء ثم يخفى على أحدهم بعض الشيء ويحفظه من هو مثله أو دونه في الإتقان )
وبهذا فإن وصل حسان بن إبراهيم للحديث هو من هذا القبيل ، ومن علم حجة على من لم يعلم ، وياليت الشيخ ابو إسحاق الحويني سكت ولم ينطق بما يسوءه ..
طبعاً هذا اذا سلمنا بصحة مخالفة وكيع لحسان ! وهذا لم يصح كما سنبينه بعد قليل ..
تنبيه :
لم يذكر الشيخ الحويني سند ابن عدي ! ، لانه سيعكر عليه الصفو !! ، ولا ادري لماذا يحول بكل طريقة اسقاط الرواية الصحيحة التي تثبت التبرك ؟؟!!
واليكم اسناد ابن عدي كاملاً : ( ثناه بن صاعد ثنا القاسم بن يزيد الوزان ثنا وكيع قال عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن واسع الأزدي قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه )
قلت : ففي الاسناد القاسم بن يزيد الوزان الراوي عن وكيع ، وقد ترجم له الخطيب في تاريخه ( 12 / 426 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً برقم ( 6874 ) فقال : ( القاسم بن يزيد بن كليب أبو محمد المقرئ الوزان حدث عن محمد بن فضيل بن غزوان ومليح بن الجراح وأبى أسامة حماد بن أسامة .
روى عنه عبد الله بن أبى سعد الوراق وأحمد بن إسحاق العطار وأحمد بن الحسن الصباحى وغيرهم .
وقال بن أبى سعد : كان شيخ صدق من الأخيار .
أخبرنا يوسف بن رباح البصري أخبرنا احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر حدثنا احمد بن الحسن بن هارون الصباحى حدثنا أبو محمد القاسم الوزان البغدادي المقرئ حدثنا محمد بن فضيل حدثنا عاصم عن أبى عثمان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تكن أول من يدخل السوق ولا تكن آخر من يخرج منها فان فيها باض الشيطان وفرخ .
بلغني ان القاسم بن يزيد الوزان مات في سنة اثتين وخمسين ومائتين ) أهـ ..
أقول هنا : واما قول ابن ابي سعد فليس له دخل في تعديله فلا يفرح به اتباع الحويني ، فغايته انه يتكلم عن صلاح الرجل ، ولا يتكلم عن عدالته وضبظة ، والا كان قال ( شيخ صدوق ) ، فسياق العبارة ينص على إثبات صدقه فقط ، وان الرجل كان خيراً صادقاً في كلامه ، وهذه الشهادة لا تنفعه في علم الرجل اذا لم تقترن بالضبظ ، فكم من صالح اسقطت روايته لضعفه ، وهذه من الامور المعروفة التي لا ينبغي التطويل فيها هنا وطرح الامثلة لها ..
ثم رأيت أن الشيخ الحويني قد توصل الى ما توصلت اليه في عدم قبول هذه اللفظة ( شيخ صدق ) في التعديل ! ، فقد قال عند إجابته عن صحة حديث " اليمين الكاذبة تذر الديار بلاقع" في رده على عبارة الحافظ الهيثمي عندما قال ( فيه أبو الدهماء البصرىوثقه النفيلى وضعفه ابن حبان ) .
فرد عليه الشخ الحويني بقوله : (وفى عبارته نظر ، فإن النفيلى لم يوثقه بل قال : " شيخ صدق"وهذا لا يدل على ضبط بل غايته إثبات صدقه فحسب .) ..
وكفى الله المؤمنين القتال ..
وتجد كلام الشيخ الحويني هذا في موقعه على هذا الرابط :
http://www.al-heweny.com/html/module...rticle&sid=104
قال محمد اليافعي : ووجدت للقاسم بن يزيد الوزان ترجمة أخرى في طبقات القراء للجزري حيث قال عنه : ( القاسم بن يزيد بن كليب أبو محمد الوزان الأشجعي مولاهم الكوفي حاذق جليل ضابط مقرئ مشهور ، عرض على خلاد وهو من جلة أصحابه وجعفر بن محمد بن الخشكني وأدرك سليما ولم يقرأ عليه، روى القراءة عنه قاسم المطرز وأبو علي الحسن بن الحسين الصواف وعبد الرحمن بن الفضل، قال أبو عبد الله الحافظ وهو أجل أصحاب خلاد قديم الوفاة توفي قريبا من سنة خمسين ومائتين، قلت أخبرني ابن الخضر بقراءتي أخبرنا ابن الشحنة أنا الأنجب أنبأ ابن المقرب أنا ابن سوار أنا أبو علي العطار أنا أبو الفرج النهرواني أنا بكار أنا الصواف قال قال الوزان قرأت بقراءة حمزة عشر ختمات وبلغت من الحادية عشرة إلى الشعراء قراءة معشرة رضيها يعني علي خلاد ) ..
قلت : وكلام الجزري عن مكانته كمقرئ ضابط لاحكام القراءة ، ولا دخل لذلك في علم الحديث وضبطه ، فهو ثقة في القراءة ، واما في الحديث فلا يعلم حاله ..
وبهذا ترى ان القاسم بن يزيد الوزان هو مستور الحال ، بل ان المتتبع لاحاديثه ليجدها قليلة جداً ، مما يدلنا قلة اشتغاله بالحديث ، فكيف نضرب بالرواية الصحيحة ونأخذ برواية المستور ؟؟
ان هذا لشيء عجاب !!!
وقفة :
لم أجد فيما أعلم لابن صاعد رواية غير هذه عن القاسم بن يزيد الوزان ، بل لم أجد فيما أعلم أن ابن صاعد قد أخذ من القاسم !! ، ولا أدري هل هذه رواية ابن صاعد عن القاسم بن يزيد الوزان موصولة أم فيها إنقطاع !! ، فالرجاء تنبيهي لذلك إن وجد ..
تنبيه آخر :
لقد اراد الشيخ الحويني سامحه الله التلبيس على العوام وايهامهم بأن رواية الحافظ ابو نعيم هي من طريق خلاد عن محمد بن واسع فقط !! ، وهذا تدليس منه وإخفاء للحقائق ..
ولكن ماذا كان يريد الشيخ الحويني إخفاءه ياترى ؟؟
فالنذهب الى رواية ابي نعيم في الحلية ..
روى الحافظ ابو نعيم في الحلية ( 8 / 203 طبعة دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الرابعة ، 1405 ) : (حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن واسع أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتوضأ من حرابيض مخمر عليه أحب إليك أم الوضوء من وضوء جماعة المسلمين قال بل الوضوء من وضوء جماعة المسلمين إن أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحاء .
قال أبو نعيم : ( رواه خلاد عن عبد العزيز عن محمد بن واسع مرسلاً ، ورواه حبان بن إبراهيم متصلا ) .
وكما ترون ، فإن الشيخ الحويني اراد إخفاء كلام الحافظ ابو نعيم في ذكره بأن هذه الرواية ارسلها البعض ، وأوصلها البعض الآخر ، وهذا ما يعكر صفو الشيخ الحويني ..
بل إن الحافظ ابو نعيم رحمه الله اتبع هذه الرواية بذكر رواية حسان ( 1 ) بن ابراهيم ..
فلا حول ولا قوة الا بالله ..
==
هامش :
( 1 ) ابو نعيم ذكره باسم ( حبان بن ابراهيم ) ..
وقفة :
هذا الحديث بعدما تتبعنا طرقه ورجاله ، إتضح لنا الآتي :
ان محمد بن واسع قد روى هذا الحديث مرسلاً الى النبي صلى الله عليه وسلم باسناد فيه جهالة القاسم بن يزيد الوزان ..
ورواه خلاد عن عبد العزيز عن محمد بن واسع مرسلاً ..
واما نافع فيرويه عن ابن عمر رضي الله عنهما موصولاً بسند صحيح مع الزيادة الصحيحة ..
ثم إن عبد العزيز بن ابي رواد يروي الحديث من طريقين :
الطريق الاولى عن نافع عن ابن عمر بزيادة : ( وكان رسول الله يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين ) ..
وهذه الزيادة هي عن ابن عمر رضي الله عنه وهي من هذه الطريق ..
والطريق الاخرى هي من رواية محمد بن واسع عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن دون هذه الزيادة ..
او عن محمد بن واسع مرسلاً ، وهي رواية خلاد عن عبد العزيز بن ابي رواد ..
وهذا يدلنا على حرص ابن ابي رواد رحمه الله في النقل ، حيث يروي هذا الحديث من طريق نافع عن ابن عمر بالزيادة الصحيحة ، ويرويه من طريق محمد بن واسع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون زيادة ، فالله دره من ضابط لما يرويه ..
ولهذا فلا تعجب من قول الذهبي عنه بأنه ( ثقة ) ، رحمه الله ..
تعقيب بسيط :
وجدت متابعة لا يفرح بها اصحاب الحويني رواها عبد الرزاق في المصنف ( 1 / 73 - 74 طبعة المكتب الإسلامي - بيروت الطبعة الثانية ، 1403 ، بتحقيق حبيب الرحمنالأعظمي ) في باب الوضوء عن المطاهر برقم ( 243 ) : ( عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن محمد بن واسع عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، إلا أنه لم يذكر الحنيفية السمحة. ) ..
قلت : وهذا اسناد فيه جهالة الرجل الراوي عن محمد بن واسع ، ولهذا فإن هذه الرواية ليس لها قيمة ، فلا يفرح بها ..
كلام الألباني في تحسين الحديث :
قال الالباني في السلسلة الصحيحة ( 5 / 154 ) برقم ( 2118 ) : ( " كان يبعث إلى المطاهر ، فيؤتى بالماء ، فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين " .
أخرجه الطبراني في الأوسط ( ص 35 ) و أبو نعيم في الحلية ( 8 / 203 ) عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : " قلت : يا رسول الله ! الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك ، أم من المطاهر ؟ قال : لا بل من المطاهر ، إن دين الله يسر ، الحنيفية السمحة " ، قال : فذكره .
وقال : ( لم يروه عن عبد العزيز إلا حسان ) .
قلت ( الالباني ) : و هو مختلف فيه ( يعني حسان ) والأكثرون على توثيقه ، و الذي يترجح عندي أنه وسط حسن الحديث ، ولاسيما و قد خرج له البخاري في صحيحه ، و قال الحافظ : ( صدوق يخطىء ) .
و الحديث قال الهيثمي ( 1 / 214 ) : ( رواه الطبراني في الأوسط ، و رجاله موثقون ، و عبد العزيز بن أبي رواد ثقة ينسب إلى الإرجاء ) .
قلت ( الالباني ) : واحتج به مسلم ( يعني ابن ابي رواد ) و إرجاؤه لايضر حديثه كما هو مقرر في مصطلح الحديث .
( المطاهر ) : جمع ( المطهرة ) : كل إناء يتطهر منه كالإبريق و السطل و الركوة و غيرها كما في المعجم الوسيط . ) انتهى كلام الالباني بتمامه ..
وانظر تحسين الالباني للحديث في السلسلة الصحيحة المختصر ( 5 / 154 طبعة مكتبة المعارف - الرياض ) برقم ( 2118 ) ، وفي صحيح الجامع حديث رقم ( 4894 ) ..
مناقشة كلام الالباني السابق :
هناك بعض المؤاخذات على كلام الشيخ الالباني السابق :
المؤاخذة الاولى : قول الالباني : ( ولاسيما وقد خرج له البخاري في صحيحه ) اهـ
أقول : بل هو من رجال البخاري ومسلم معاً .
والمؤاخذة الثانية : في قول الالباني : ( واحتج به مسلم ) اهـ ..
أقول : هو ليس من رجال مسلم ، ولكن ولده عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد هو من رجال مسلم والاربعة ، واما الاب عبد العزيز بن أبي رواد فهو من رجال البخاري في التعاليق والاربعة ..
وهذا وهم من الشيخ رحمه الله ، ويكفي أن البخاري قد أحتج به ، وعبد العزيز بن ابي رواد ( صدوق عابد ربما وهم ) ، وهذه المرتبة هي مرتبة الحسن عند الحافظ كما ظهر لنا بعد تتبعنا إطلاقه لهذه الصفة على الرواة ، فهي تعني عند الحافظ ابن حجر رحمه الله بأن الشخص يتصف بقلة الغلط لاكثرته ..
ولهذا فقد قال في مقدمة التقريب عند ذكره لطبقات الرواه فقال : ( الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلاً ، وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ ، أو صدوق يهم ، أو له أوهام ، أو يخطئ ، أو تغير بأخرة ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة ، كالتشيع والقدر ، والنصب ، والإرجاء ، والتجهم ، مع بيان الداعية من غيره ) ..
يعني ان صاحبه هو حسن الحديث وليس ضعيفاً ..
ولهذا قال عن أصحاب المرتبة السادسة : ( السادسة : من ليس له من الحديث إلا القليل ، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله ، وإليه الإشارة بلفظ : مقبول ، حيث يتابع ، وإلا فلين الحديث ) .
فيتبين لنا أن الطبقة السادسة هي بداية مراتب الضعفاء ، او هي نهاية الثقات اللذين يقبل حديثهم عند المتابعة ، فتكون الخامسة هي لمن هو حسن الحديث ..
قلت : وقد بين هذا المعنى في كتابه هدي الساري حيث قال : (وأما الغلط فتارة يكثر من الراوي ، وتارة يقل ..
فحيث يوصف بقلة الغلط كما يقال : سيئ الحفظ ،أو له أوهام، أو له مناكير ، وغير ذلك )
يعني ان صاحبه هو حسن الحديث وليس ضعيفاً ..
والدليل على ذلك انه قال عن هشام بن سعد في التقريب (صدوق له أوهام)
وقال في النكت (1/464 ) : ( ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه ، وأخرج له مسلم ، فحديثه في رتبة الحسن ) ..
ولقد ذكر الحافظ في هدي الساري في ترجمة عبد العزيز بن ابي رواد فقال : ( عبد العزيز بن أبي رواد المكي ، وثقه يحيى بن معين وغيره ، وتكلم فيه أحمد للإرجاء ، وقال بن الجنيد كان ضعيفا ، وقال أبو حاتم لا يترك حديثه لرأي أخطأ فيه .
قلت ( الحافظ ) : له مواضيع يسيرة متابعة ) اهـ
قلت : فقد أحسن الذهبي في توثيقه لعبد العزيز بن ابي رواد كما في الكاشف فقال عنه : ( ثقة مرجئ عابد ) ..
واما تجريحه فهو مبهم ولا يصح ..
فصل :
أقوال العلماء في عبد العزيز بن ابي رواد :
وعبد العزيز بن ابي رواد هو : عبد العزيز بن أبي رواد واسمه ميمون وقيل : أيمن وقيل : يمن بن بدر المكى مولىالمهلب بن أبي صفرة الأزدي وهو أخو عثمان بن أبي رواد وجبلة بن أبي رواد والحكم بنأبي رواد وعباد بن أبي رواد وابن عم عمارة بن أبي حفصة ووالد عبد المجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد ..
قلت : وهو من رجال البخاري في التعاليق والاربعة ، وليس من رجال مسلم كما قال الالباني رحمه الله ..
ذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 6 / 22 طبعة دار الفكر ، بتحقيق السيد هاشم الندوي ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ..
ثم أدخله البخاري في الضعفاء الصغير ( ص 74 طبعة دار الوعي – حلب الطبعة الأولى ، 1396 -، بتحقيق محمود إبراهيم زايد ) ولم يذكر سببا لذلك الا قول الحميدي بانه يرى الارجاء !! ، فقد ذكره برقم (222) فقال : حدثنا محمد قال ثنا الحميدي عن يحيى بن سليم قال : وكان يرى الارجاء )
قلت : وهذا التضعيف لا يصح ولايضر حديثه كما هو مقرر في مصطلح الحديث ، فلنا من الراوي صدقه ، وعليه بدعته كما قال الذهبي رحمه الله ، وقد روى له البخاري في المتابعات كما ذكرنا ..
وما أجمل قول الامام أبو حاتم عندما قال : ( لا يترك حديثه لرأي أخطأ فيه ) ، فليس لنا ارجاؤه ، ولكن لنا صدقه وتثبته في رواية الحديث .
ومثل البخاري فعل العقيلي في ضعفاءه ( 3 / 6 طبعة دار المكتبة العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1404هـ - 1984م ، بتحقيق عبد المعطي أمين قلعجي ) فقد نقل في تجريحه أقوالاً في ارجاءه !! ، ولم يذكر هناك من جرحه في روايته !!!..
بل على العكس فإنه ذكر هناك قول الامام احمد في توثيقه !! فقال ( 3 / 8 طبعة دار المكتبة العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1404هـ - 1984م ، بتحقيق عبدالمعطي أمين قلعجي ) : ( حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبى يقول : عبد العزيز بن أبى رواد رجل صالح وكان مرجئا وليس هو في التثبت مثل غيره .
حدثني الخضر بن داود قال حدثنا أحمد بن محمد قال سمعت أبا عبد الله يسأل عن عبد العزيز بن أبى رواد وأيمن بن نائل فقال : هؤلاء قوم صالحون يعنى في الحديث فيما أرى ) ..
فرحم الله الامام العقيلي فكم جرح من راوٍ وهو ثقة ، حتى الأمام ابن المديني لم يسلم من تجريحه ، فرحمهم الله جميعاً ..
وقد قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق عابد ربما وهم ، و رمىبالإرجاء .
وقال عنه الذهبي في الكاشف : ثقة مرجئ عابد
وقال عنه يحيى بن سعيد القطان : ثقة في الحديث ، ليس ينبغي أنيترك حديثه لرأي أخطأ فيه.
وقال عنه الامام أحمد : رجل صالح الحديث ، وكان مرجئاً ، وليس هو في التثبتمثل غيره.
وقال عنه يحيى بن سليم الطائفي : كان يرى الإرجاء
وقال عنه يحيى بن معين : ثقة
وقال عنه النسائي : ليس به بأس
وقال عنه ابن ابي حاتم : صدوق ، ثقة في الحديث ، متعبد.
وقال عنه ابن عدي : فى بعض أحاديثه ما لا يتابع عليه !!
وقال بن المبارك : كان يتكلم ودموعه تسيل على خده
قال بن قانع : مات بمكة سنة تسع وخمسين ومائة
وقال عنه ابن سعد في الطبقات : وله أحاديث وكان مرجيا وكان معروفا بالورع والصلاح والعبادة .
وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال : يكنى أبا عبد الرحمن يروي عن عطاء كان يحدث على الوهم والحسبان فسقط الاحتجاج به .
وقال علي بن الجنيد : كان ضعيفا وأحاديثه منكرات
وقال الحاكم : ثقة عابد مجتهد شريف النسب
وقال الساجي : صدوق يرى الإرجاء
وقال الدارقطني : هو متوسط في الحديث وربما وهم في حديثه
وقال العجلي : ثقة
وقال الجوزجاني : كان غاليا في الإرجاء
وقال شعيب بن حرب : كنت إذا نظرت إلى عبد العزيز رأيت كأنه يطلع إلى يوم القيامة
ووثقه الهيثمي في مجمع الزوائد ..
قال محمد اليافعي : وبعد هذا السرد السريع لآراء العلماء فيه رأينا الآتي :
1) ان عبد العزيز بن ابي رواد قد وثقة غالب العلماء .
2) من قال بضعفه لم يأتي بدليل على كلامه !! ، فجرحه مبهم عند العلماء ، والقاعدة تقول : الجرح مقدم على التعديل اذا كان مفسراً ) ..
وهنا الجرح لم يأتي مفسراً ، والبعض جرحه لاجل بدعة الارجاء التي كان يعتنقها ..
3) إن قول ابن حبان في الضعفاء عنه : ( كان يحدث على الوهم والحسبان فسقط الاحتجاج به )
هو قول مردود ، وابن حبان كما هو معروف جراح مشهور ، وعبد العزيز ابن ابي رواد قد احتج به البخاري والاربعة ، بل لم يتهمه أحد من العلماء بأنه يحدث على الوهم والحسبان !! الا ابن حبان !! ، وهذا جميعه يدلنا على بطلان قول ابن حبان رحمه الله .
ومثله قول ابن عدي عنه : ( فى بعض أحاديثه ما لا يتابع عليه ) !! ، فلم ارى دليلاً لقول ابن عدي رحمه الله ، بل ولم يأتي ابن عدي بدليل يدل على كلامه !! ، فجرحه هذا مبهم ولا يؤخذ به ..
4) واما من ادعى بأنه يهم ، كالدارقطني والحافظ رحمهما الله ، فقد ذكرا هذه العبارة ( ربما وهم ) ولم يجزما بذلك الوهم كما هو مفهوم من كلامهما رحمهما الله ، وهذه العبارة تدل كذلك على قلة الوهم ..
وبهذا نجد أن ابن ابي رواد هو ثقة في الحديث كما انصفه الامام الذهبي رحمه الله ، ولا يصح ما اتهمه به الحويني سامحه الله ، ولو لم يكن ثقة عند البخاري لما اعتد به ..
فصل :
أقوال العلماء في حسان بن إبراهيم :
واما حسان بن ابراهيم الكرماني فهو : حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني أبو هشام العنزي قاضي كرمان ، وهو من رجال البخاري ومسلم وأبي داود ، وكفى بهذا توثيقاً له ..
وقال عنه الحافظ في التقريب : صدوق يخطئ.
قال عنه الذهبي في الكاشف : ثقة .
وقال عنه ابن معين : ثقة
وقال مرة : ليس به بأس .
وقال عنه الامام احمد : حديثه حديث أهل الصدق .
وقال عنه ابن عدي : قد حدث بأفرادات كثيرة ، و هو عندى من أهل الصدق ، إلاأنه يغلط فى الشىء ، و ليس ممن يظن به أنه يتعمد فى باب الرواية إسناد أو متنا . وإنما هو وهم منه ، و هو عندى لا بأس به .
وقال عنه ابو زرعة : لا بأس به .
وقال عنه النسائي : ليس بقوي
وقال الحافظ ابن حجر : وجاء أن أحمد أنكر عليه بعض حديثه
وقال العقيلي : في حديثه وهم .
وقال بن المديني : كان ثقة وأشد الناس في القدر
وقال بن حبان في الثقات : ربما أخطأ
قال محمد اليافعي : والوهم والخطأ الذي عابه عليه البعض هو أنه سمع من أبي سفيان طريف بن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري حديث مفتاح الصلاة الوضوء فحدث به مرة عن أبي سفيان ولم يسمه ومرة ظن أنه أبو سفيان الثوري فقال ثنا سعيد بن مسروق ..
قال بن صاعد : هذا وهم من أبي عمر الحوضي على حسان ..
وقال بن عدي : الوهم فيه من حسان فإن حبان بن هلال حدث به عن حسان مثل الحوضي وحدث به العيشي عن حسان فقال عن أبي سفيان على الصواب ..
قلت : ولم يذكر أن له وهم في حديث آخر سواه ، فتبين أن وصفهم له بالخطأ والوهم هو بسبب هذا الحديث فقط ، ولم يعاب عليه في غيره ، ولا يصح لمزه لتفرده بروايات كما فعل ابن عدي رحمه الله ، ولا يصح اسقاط روايته كما فعل الحويني هدانا الله واياه بحجج واهية ، سيما وأن البخاري ومسلم إحتجا به ، فكفا بهما من حجة لتوثيقه ورد قول من ضعفه ..
ولهذا فقد ذكر الحافظ في اللسان في ترجمة الإمام الطبراني قول الضياء حيث قال : ( لو كان كل من وهم في حديث أو حديثين اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد )
وهذا الكلام موجه لشيخ الحويني ومن تبعه على هذه القاعدة الباطلة في اسقاط الرواه بسبب خطأ بسيط ..
تخريج الحديث :
فقد رواه الطبراني في الاوسط ( 1 / 242 طبعة دار الحرمين - القاهرة ، بتحقيق طارق بن عوض الله بن محمد ، عبد المحسن بنإبراهيم الحسيني ) برقم ( 794 ) : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا محرز بن عون قال حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر قال قلت قال رسول الله : الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر فقال لا بل من المطاهر إن دين الله الحنيفية السمحة قال وكان رسول الله يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين ) .
قال الطبراني : ( لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز بن أبي رواد إلا حسان بن إبراهيم )
==
ورواه البيهقي باسناد ضعيف في الشعب ( 3 / 30 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1410 ، بتحقيق محمد السعيد بسيونيزغلول ) برقم ( 2791 ) : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا محرز بن عون ثنا حسين بن إبراهيم ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : قيل يا رسول الله الوضوء من خدخد أحب إليك أم من المطاهر قال : لا بل من المطاهر أن دين الله الحنيفية السمحة قال : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه أو قال فيشرب يرجوا بركة أيدي المسلمين )
قلت : فاما علي بن احمد بن عبدان فقد قال عنه الذهبي في الكاشف : ( ليس بثقة ، كان يلحق اسمه فيالطباق ) ، واسمه علي بن أحمد بن عبدان بن الفرج بن سعيد بن عبدان أبو الحسن الشيرازي النيسابوري
واما احمد بن عبيد الصفار فلا يسأل عن من هو مثله ، فقد نعته الذهبي بقوله ( الحافظ الثقة ) كما في تذكرة الحفاظ وهو : أحمد بن عبيد بن إسماعيل أبو الحسن البصري الصفار، ثم قال الذهبي : ( قلت - الذهبي - : سماع بن عبدان منه كان في سنة احدى وأربعين وثلاث مائة ) ..
==
ورواه ابو نعيم في الحلية ( 8 / 203 طبعة دار الكتاب العربي – بيروتالطبعة الرابعة ، 1405 ) : حدثنا محمد بن علي بن خنيس، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا محرز بن عون، حدثنا حبان بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قيل: يا رسول الله الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر؟ قال: " لا بل من المطاهر، أن دين الله الحنيفية السمحة " ، قال : " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة يدي المسلمين " .
قال الحافظ ابو نعيم : ( غريب تفرد به حبان بن إبراهيم لم تكتبه إلا من حديث محرز ) ..
==
وقد ذكره الشهاب القضاعي في مسنده مختصرا ( 2 / 104 طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الثانية ، 1407 - 1986 ، بتحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي ) برقم ( 977 ) فقال : أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أبنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا محرز بن عون ثنا حسان بن إبراهيم عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : وذكر حديثا وفيه إن دين الله الحنيفية السمحة
قلت : وهذا هو نفس إسناد الحديث السابق الذي نحن بصدده ..
==
وذكره حجة الاسلام في كتاب الاحياء برقم ( 2081 ) فقال : حديث ( قيل له صلى الله عليه وسلم الوضوء من جر مخمر أحب إليك أو من هذه المطاهر التي يتطهر منها الناس ؟ فقال : بل من هذه المطاهر ، التماسا لبركة أيدي المسلمين )
وضعفه الحافظ العراقي في تخريجه لاحاديث الاحياء وقال : ( أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر وفيه ضعف ) !! ..
ولا ادري اين هذا الضعف !! ..
==
وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ( 1 / 502 طبعة دار الفكر، بيروت - 1412 هـ ) برقم ( 1071 ) فقال عنه : ( رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون وعبد العزيز بن أبي رواد ثقة ينسب إلى الأرجاء )
قلت : وهو كما قال ..
==
وذكره السيوطي في الشمائل الشريفة ونقل تصحيح الهيثمي موافقا له ( ص 272 - 273 طبعة دار طائر العلم للنشر والتوزيعبتحقيق حسن بن عبيد باحبيشي ) برقم ( 490 ) : ( كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين ) طس حل عن ابن عمر ض كان يبعث إلى المطاهر جمع مطهرة بكسر الميم كل إناء يتطهر منه والمراد هنا نحو الحياض والمساقي والبرك المعدة للوضوء فيؤتى إليه بالماء منها فيشربه وكان يفعل ذلك يرجو بركة أيدي المسلمين أي يؤمل حصول بركة أيدي الذين تطهروا من ذلك الماء وهذا فضل عظيم وفخر جسيم للمتطهرين فيا له من شرف ما أعظمه كيف وقد نص الله في التنزيل على محبتهم صريحا حيث قال إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، وهذا يحمل من له أدنى عقل على المحافظة على إدامة الوضوء ومن ثم صرح بعض أجلاء الشافعية بتأكد ندبه وأما الصوفية فعندهم واجب طس عن ابن عمر ابن الخطاب .
قال الهيثمي رجاله موثقون ومنهم عبد العزيز بن أبي رواد ثقة نسب إلى الإرجاء ) اهـ من الشمائل
==
وعزاه السيوطي للطبراني في الاوسط كما في الجامع الصغير قال المناوي في الفيض برقم ( 6959 ) : ( (كان يبعث إلى المطاهر) جمع مطهرة بكسر الميم كل إناء يتطهر منه والمراد هنا نحو الحياض والفساقي والبرك المعدة للوضوء (فيؤتى) إليه (بالماء) منها (فيشربه) وكان يفعل ذلك (يرجو بركة أيدي المسلمين) أي يؤمل حصول بركة أيدي الذين تطهروا من ذلك الماء وهذا فضل عظيم وفخر جسميم للمتطهرين فيا له من شرف ما أعظمه كيف وقد نص الله في التنزيل على محبتهم صريحا حيث قال : * (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) * وهذا يحمل من له أدنى عقل على المحافظة على إدامة الوضوء ومن ثم صرح بعض أجلاء الشافعية بتأكد ندبه ، وأما الصوفية فعندهم واجب.
- (طس عن ابن عمر) بن الخطاب.
قال الهيثمي : رجاله موثقون ومنهم عبد العزيز بن أبي رواد ثقة نسب إلى الإرجاء )
==
وصححه المناوي في التيسير ( 2 / 525 طبعة مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م الطبعة الثالثة ) وعزاه السيوطي للطبراني في الاوسط ولابي نعيم في الحلية ، وعلق المناوي على قوله ( يرجو به بركة أيدي المسلمين ) فقال : ( أي يؤمل حصول بركة أيدي المؤمنين الذين تطهروا من ذلك الماء وهذا شرف عظيم للمتطهرين ( طس حل عن ابن عمر ) بإسناد صحيح )
==
وجود اسناده محمد بن يوسف الصالحي الشامي في كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العبادفي الباب الأول من جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في شربه وذكر مشروباته : ( الثاني: في شربه من المطاهر :
وروى الطبراني بسند جيد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين.
==
وهو في كنز العمال حديث رقم ( 18231 ) وعزاه الى الطبراني في الاوسط ..
شاهد آخر للحديث :
وهذا الشاهد ذكره حجة الاسلام في الاحياء برقم ( 2082 ) باسناد ضعيف ، وابو طالب المكي في قوت القلوب : ( لما طاف بالبيت عدل إلى زمزم يشرب منها فإذا التمر المنقع في حياض الأدم وقد مغثه الناس بأيديهم وهم يتناولون منه ويشربون ، فاستسقى منه وقال : " اسقوني " فقال العباس : إن هذا النبيذ شراب قد مغث وخيض بالأيدي أفلا آتيك بشراب أنظف من هذا من جر مخمر في البيت ؟ فقال : " اسقوني من هذا الذي يشرب منه الناس ألتمس بركة أيدي المسلمين " .
فشرب منه فإذن كيف يستدل باعتزال الكفار والأصنام على اعتزال المسلمين مع كثرة البركة فيهم )
وعلق عليه الحافظ العراقي بقوله : ( رواه الأزرقي في تاريخ مكة من حديث ابن عباس بسند ضعيف ومن رواية ابن طاووس مرسلا نحوه ) أهـ .
قلت : ولم أجده في تاريخ مكة المطبوع !! ، ولعلة سقط منه ، أو إن الحافظ العراقي قد وهم في عزوه ، والله أعلم ..
خاتمة :
بعد هذا التوضيح يتبين لنا أن الشيخ الحويني عفا الله عنه قد أبعد النجعة في تضعيفه لهذه الرواية الصحيحة ، ولا أعلم سبباً لعمله هذا سوى الهوى في محاولة ضرب أي رواية تتكلم عن التوسل أو التبرك !! ، رغم أننا أمرنا بإتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما قال ، وان يكون هوانا تبعاً لما جاء به ، ومع هذا فقد وقع الاخوة الوهابية في هوس الانكار عن كل ما يخالف هواهم ! وإن كان ذلك مما نص عليه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ..
فإلى الله المشتكى ..
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ، والحمد لله رب العالمين
وكتبه الفقير الى مولاه الجليل محمد اليافعي سامحه الله ..
وتم الانتهاء منه في ليلة السبت 14 جمادى الآخرة 1428 لهجرة سيد المرسلين ، وخير خلق الله أجمعين ، والموافق 29 / 06 / 2007 للميلاد .
وتم الانتهاء منه في ليلة السبت 14 جمادى الآخرة 1428 لهجرة سيد المرسلين ، وخير خلق الله أجمعين ، والموافق 29 / 06 / 2007 للميلاد .
أنظر البحث على هذا الرابط :
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=5431
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق